- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
لعل ذلك العطاء يكون ثمرة جهاد طويل، وسير حثيث إلى الحق تبارك وتعالى، بعد توفيق وعناية إلهية، في هذه الأيام المباركة، وسط الشعائر الحسينية، يفاجئك الإمام الحسين عليه السلام بهذا العطاء، “هذا عطاؤنا…”،،،
فبعد شهر رمضان، ثم الحج يأتي شهر حزن أهل بيت العصمة والطهارة، فتجد في السير، حتى تجد نفسك غريبا عن كل ما حولك، فإن لم تشعر بالغربة مع الجميع، حتى أقرب الأقربين، فإنك قد بلغت مبلغا حيث لك نور برق يستفزك، ولك لمعان كشف يهيجك، ولك أحوال مع الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، وأصبح الحسين عليه السلام لايفارقك، ويربطك بجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأحسست براحة القرب مع الله عز وجل، ثم تخلصت من قطاع الطريق، حيث لايمكنهم أن يصيبوك بأي تردد، ولايمكن أن تلتفت إليهم، وأيقنت أن أعدى أعدائك هو نفسك التي بين جنبيك، فشددت حيازيمك لمحاربتها، وشرعت في تهذيبها،،،
وبعد أن كنت من أهل الغفلة، فانتبهت، وكنت نائما فاستيقظت، فقمت، فنهضت، فتأملت في نعم الله تعالى عليك، فشكرته، بعد أن أدركت أنه من المستحيل أن تفي بحق الشكر، ونظرت في ذنوبك، فندمت، وعرفت استحالة وفاء العهد كما ينبغي، ثم تقلبت بين الخوف والرجاء، ثم شملتك عناية الله تبارك وتعالى فأصبحت من أهل الحياء، فبعد أن كنت تبعتد عن المعصية خوفاً، أصبحت تبتعد عنها حياءً،،،
فإذا أصبحت من أهل الحياء، دخلت في هذا الشأن، وقد صحت لك النسبة – بشأن مبدئي،،،
فياليتك هذه الأيام يتولد عندك حياء من إقبال الحسين (ع) عليك، فبعد أن كنت تسلم عليه، أيقنت أنه يرد سلامك، وبعد أن كنت تذكره، أصبح هو يذكره، وذكر الحسين (ع) إياك هو ذكر رسول الله (ص) إياك، وذكر رسول الله (ص) إياك هو ذكر الحق تبارك وتعالى إياك، وذكر الحق إياك فوز بوجوده، “ماذا فقد من وجدك، وماذا وجد من فقدك”،،،
كيف تجد الحق تعالى: فوزك بالاسم الأعظم،،،
إذا كنت تأتي ما ماتأتي به من دعاء، أو ثناء، أو خدمة، أو رعاية، أو تعظيم، أو حرمة، أو تهذيب إلخ للفوز به، فهذا منتهى الاعتلال والفساد، فالتفت،،،
ومن المعروف أن الاسم الأعظم مع الجميع في دعاء السمات (وغيره) و”بأسمائك التي ملأت أركان كل شيء”، لكن ينبغي هنا التفرقة بين شيئين مختلفين وهما:”الاسم”، و”اسم الاسم”، فالذي مع الجميع هو اسم الاسم لأنه حروف مرسومة من أبجدية محدودةـ، أما الاسم الذي هو حقيقة واقعية مؤثرة في عالم التدبير، تبعث آثارها على عالم التسخير، وإن شئت قلت، من عالم الأمر على عالم الخلق،،،
ولاداعي هنا لكي تتعرف على الأسماء المحيطة والمحاطة، لكنك أيقنت أن الحق تبارك وتعالى متصف بالبساطة، فهو عز اسمه ليس مركبا إطلاقا، لكن ماسواه مركب كسائر خلقه،،،
فكونك حصلت على اسم الله الأعظم، لايعني سوى أنك على صلة بالحقيقة الواقعية المؤثرة لهذا الاسم في عالم الأمر، وأنك مشمول بعناية الله – وجنوده – قال تعالى:”ومايعلم جنود ربك إلا هو”، وبخاصية التركيب التي فيك، وبخاصية التركيب التي في جنوده عز اسمه، يلتقي المركبان، في مرحلة السر، التي هي فوق مرحلة الروح، التي هي فوق النفس والعقل، راجع أقاليم العشق السبعة، قسم الجواهر، كتاب:”العرفان ومقامات أهل الولاية”، فخاصية التركيب العجيبة التي فيك، والتي هي أيضا في جنود ربك، تهيئ ظروف العطاء، وانتقال الفيوضات، وبعد ذلك لاطاقة للإشارة، فلايمكن الزيادة والاستفاضة في الشرح،،،
ولعل هذا العطاء يحدث في مثل هذه الأحايين، الأيام الحسينية المباركة، فتحصل على الثمرة، وأحاول أن أسطر لك بسهولة صلة الامام الحسين عليه السلام بعالم الأمر، إن كنت من خطابنا،،،
كل الشيعة يسلمون على أبي عبد الله الحسين عليه السلام وعلى الأرواح التي حلته بفنائه،،،
فإن كنت من خطابنا فستعرف ارتباط تلك الروح بعالم الأمر، وإن كنت لست من خطابنا، فستقول أنها أرواح الشهداء، وستكون سعيدا بذلك وتعيش عمرك كله هكذا، وستدخل الجنة إن كنت من المؤمنين، لكننا نتحدث هنا عن أصحاب الكمال،،،
وكونها أرواح الشهداء لايتنافي مع كونها على اتصال بعالم الأمر، مثل تفسير الحقير للعبارة التي في الزيارة الجامعة:”وأرواحكم في الأرواح”، فلتراجع موضوع الأخ طالب المريدين:”علاقة الإرادة…”، في رد على سؤال للأخت أنوار العترة، فسيتضح لك صلة أرواح أهل البيت عليهم السلام بالأرواح الأمرية، وبالتالي أرواح الشهداء أصحاب الحسين عليه السلام، ولاتنس خاصية التركيب هنا، ودورها في اتصال هذا العالم بتلك العوالم، وهذه الحقائق الواقعية بتلك،
وإن كنت من خطابنا، فستقول في قوله تعالى:”وأيدهم بروح منه”، أن ذلك هو تأييد الروح الأمرية للعبد، تأييدا أصغر، ثم أكبر، ثم أعظم، على تفصيل في كتاب:”كيف يعطيك الإمام الحسين (ع) عالم الأمر”، وإن لم تكن من خطابنا فستقول أنها روح الايمان، وروح القوة، إلخ كما ورد في الروابات التي لاتتنافي إطلاقا مع كون اتصالها بعالم الأمر، لأن حتى روحك، “ونفخت فيه من روحي”، فقد نسبها الله تعالى إلى نفسك، فأنت منفوخ فيك من الحضرة الإلهية، فلعلك الآن انكشف لك السر أين يقع اسم الله الأعظم فيك، يعني في أي مكان في جسدك يقع الاسم الأعظم، أو أعيد عليك السؤال بطريقة أفضل:”أي جزء من جسدك من الممكن أن نأخذه إلى المختبر يكون فيه الاسم الأعظم”،،،
“أتزعم أنك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر”
حيث إن الإجابة على السؤال موجودة مباشرة، أتركك تتأمل فيها،،، لكنها مهمة جداً، لكي تعرف أولئك الذين من الله تعالى عليهم بهذه المنة، أين تقع هذه المنة من أجسادهم في هذا العالم،،،
وهي ذاتها:”فتح لي من العلم ألف باب، يفتح لي من كل باب ألف باب”،،، كيف كان ذلك؟؟؟
إجابة السؤالين واحدة، وهي أمامك،،،
- You must be logged in to reply to this topic.