[Tasneem]

الرحلة العياشية للبقاع الحجازية المسمى ( ماء الموائد ) 1-2 ج2

لما لقيت صاحب الترجمة وأظهر البشاشة والمودة ، ورحب وأنس / وكشف لي عن خبيئة أمره ، وأبدى لي ما عنده ، وأبديت له ما عندي ، وصافاني وده كما صافيته ، ولما طلبت منه إيضاح المعمى من هذه الأسرار المودعة في الموضوعات الحرفية ، والأوضاع الجفرية ، بطريق الزيارج أو غيرها من الطرق ، فأنعم بذلك وسهل الأمر فيه ، وواعدني وقتا يتيسر فيه إفراغ البال لذلك ، ولم يزل يسومني ، وصادف ذلك مني عدم وفور رغبة في ذلك الأمر ، إنما هو تشوف نفس وتوقانها للشعور بما لم تعلم من بعض جهاته ، فلم يتفق ذلك لي ولا له إلا في الليلة التي عزمت على السفر صبيحتها من المدينة المشرفة إلى مكة ، وهي ليلة الثلاثاء ، سابع عشر من شعبان سنة ثلاث وسبعين. فاستدعاني إلى منزله بعد صلاة العشاء ، فعندما استقر بنا المجلس ، ويسر ما يحتاج إليه من آلة ذلك ، قال لي :

افرض سؤالك في أي حاجة شئت حتتى أوضح لك كيفية استخراجه من طريقة الجامعة التي هي ” الجفر الكبير ” وكنت إذ ذاك كثير التمني لزيارة المسجد الأقصى بعد الإنفصال عن الحرمين الشيفين ، فجعلت ذلك موضوع السؤال، فأمرني برسم جدول من 11 في 4 ويسمى جدول التركيب، ثم تعمير أوائل بيوته بحرف الطالع في وقت السؤال ، ثم بحروف قطب الأقاويل الشفرية ، وهو سؤال عظيم الخلق ، ثم بحرف السؤال بعد الاقتصار منه على ما يبلغ 44 ، وستأتي سورة ذلك، ثم بين لي كيفية اللفظ من جدول التركيب بإسقاط ” الدرج ، والمنازل ، والبروج ، والأفلاك ، والطبائع ” حتى تخرج الأدوار الأربعة.

وأخذت في ذلك فلم أفرغ من استخراج الأدوار الأربعة التي هي أصول تركيب البيت الأول المسمى بالتركيب الطردي حتى مضى هزيع من الليل ، وأثر السهر في وفيه وظهر الملل من كلا الجانبين ، وقال لي : هذا نصف العمل ، وهو أصعبه ، وما بعده يتوقف على إحكام هذا واتقانه ، وقد بلغ بنا الحال إلى ما ترى من الكلل والسآمة ، وأنت عازم على السفر غدا ، فأنا أقيد لك ما تتقن به هذا العمل ، فراجعه أيام غيبتك بمكة ، وكرر مطالعة جدول التركيب حتى يرتسم في خيالك كيفية الوضع واللقط من دون غلط ، ويسهل عليك استخراج الأدوار الأربعة لكل أصل من أصول التراكيب الأربعة ، وبعد رجوعك إن شاء الله أبين لك ما بقي.

وصادف ذلك مني بعض ملل وكلل ، فقبلت ما ذكر ، ولا أدري هل ذلك منه ضن بإتمام الفائدة ، كما هو شأن أرباب هذه العلوم أو الوجه ما ذكر ، إلا أن الراجح عندي هو الأول ، لأنه لما كتب ما وعد به ، اقتصر فيه على الوجه الذي شافهني به ، وما ضره لو استوعب الكلام على المسألة كتابة لما تعذر مشافهة. إلا أني توسمت من كثرة تحريضه لي على إخفاء ذلك . ولا أذاكر به أحدا ما دمت بأرض الحجاز ، أنه يخاف إن كشف الغطاء عن المسألة إلي ربما أبديتها لبعض أصحابنا ممن كان يلتمس منه ذلك ويمتنع عليه . فرأى إخفاء ذلك إلى قرب الرحيل أدنى لحصول المراد من غير ضرر يتوقع ، ولو وقع ذلك لوقع كما توهمه، لأني كنت سليم الصدر مجبولا على عدم إخفاء شيء مما أرى فيه فائدة ممن تحققت محبته ومودته من الأخلاء.

وكان لي خليل مكي ممن يرغب في ذلك ، فأطلعته على هذا القدر الذي كتبه لي وعلى غيره مما عندي في المخبأت ، فوقع ما استشعره صاحب الترجمة ، ولم تنجع ولم تنفع وصيته لي ، ولما من الله بالعود من مكة المشرفة إلى المدينة بعد أداء النسك ، تزاحمت الأشغال ، وتراكمت لفراق الأحبة الأهوال ، فلم أتفرغ للقائه إلا كخلسة طائر أو نهبة غائر ، ووجدته قد كتب وجها آخر في رسالة له كتبها لوزير الشاه الهندي سوى الوجه الذي ذكر لي ، وزعم أنه أتم تحريرا من الوجه الذي كتب لي، ومكنني من الرسالة برمتها، فلم أتفرغ لاستيعاب مطالعها واستخراج مضمونها ، فاستنسخت منها بعض شيء مما ظننت أنه يحصل المراد به.

وبعد مفارقته راجعت ذلك فلم يتحصل لي منه طائل، لعدم مشافهتي له بالاستفسار عن أماكن مغلقة وأسامي مبهمة، مع كثرة الجمع والطرح والتقسيم الحسابي، وذلك مما تشمئز نفسي من الكثير منه، وتفر منه كل النفور ، حتى أني ربما أتبلد في بعض الأحيان عن إدراك ما هو كالضروري منه، ويقع لي فيه الغلط كثيرا ، وقد انضاف إلى ذلك عدم وفور الرغبة ، وصدق الهمة الذي هو أعظم الأصول الموصلة إلى المقصود ، والسبب في ذلك وهو العائق لي عن تحصيل كثير من العلوم ، أن لي نفسا تواقة ذواقة تتهالك على الوصول إلى ما حجب عنها من علوم وغيرها ، ولا تبالي بما لاقت في جنب ذلك من أضرار وما ركبت من أخطار.

………………..

وهذا نص ما كتبه لي صاحب الترجمة حسبما تقدم من إشارة إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين… وبعد ،،

فقاعدة تعمير جدول التركيب ، ارسم جدولا طوله 4 وعرضه 11 بيتا ، ثم اعرف حرف الطالع بأن تأخذ الطالع وقت سؤالك ببلدك ، واعرف حرفه ، ثم عمر أوئل بيوته مبتدئا بحرف الطالع تجعله في أولها ، وثانيه في ثانيها ، وهلم إلى آخر البيوت ، وإلى الحرف الذي قبل ما ابتدأت به، ثم ارسم ثانيا حروف القطب بجعلك أوله في البيت الأول بعد حرف الطالع ، وثانيه بعد حرف الطالع في البيت الثاني ، وهلم إلى آخر البيوت وآخر القطب ، واثبت التنوين نونا والمشدد حرفين، ثم ارسم ثالثا حروف السؤال بجعلك أول حرف منه في البيت الأول ثالث الحرفين ، وثانيه في البيت الثاني بعدهما ، وهلم إلى آخر البيوت وآخر السؤال، وبه يتم التعمير.

ثم اعلم أن المستخرج منه أربعة أبيات بأربع طرق، الأول طريق التركيب الطردي، ووجهه أن تأخذ الحرف الثلاثين من حروف الجدول مبتدئا من أوله وترسمه في جانب، ثم الثامن والعشرين منه وتضعه بعده، ثم الثاني عشر منه وترسمه بعدها، ثم تاسعه كذلك، ثم سابعه كذلك ، وبه يتم الدور الأول، ثم سابعه كذلك بعد فصل، ثم تاسعه كذلك بلا فصل ، ثم ثاني عشره كذلك ، ثم ثامن عشريه كذلك، ثم ثلاثيه كذلك، وبه يتم الدور الثاني من الأول، ثم رابعه بعد الحرف العاشر فيكون الملفوظ معك إحدى عشر حرفا، وبه تتم حروف الدور الأول ، ثم خذ سابع ما انتهيت إليه فهو مفتاح الدور الثاني، ثم تاسعه ثم ثاني عشريه ، ثم ثامن عشريه ثم ثلاثيه ، وبه يتم الأول من الثاني. ثم ثلاثيه ، ثم ثامن عشريه، ثم ثاني عشره، ثم تاسعه ثم سابعه، وبه يتم الدور الثاني من الثاني، ثم رابعه ، وبه تتم حروف الدور الثاني ، وحروفه إحدى عشرة حرفا، ثم استخرج الدور الثالث كالأول، والرابع كالثاني، وبهما تتم الأدوار الأربعة وتسمى أصول التركيب الطردي . والعمل في استخراج أدوار التركيب العكسي كالعمل فيه، إلا أنك تبدأ من آخر حروف الجدول.

وطريق استخراج أدوار نصف التركيب الطردي كهذا أيضا إلا أنك تبدأ من أول الجدول الثالث بالعد، فإذا انتهيت إلى آخر الرابع، بدأت من أول الأول إلى أول الثالث وهلم جرا، واستخراج أدوار نصف التركيب العكسي كذلك، غير أنك تبدأ بالعد من آخر حروف الجدول الثاني إلى أوله، ثم من آخر الأول إلى أوله، ثم من آخر الرابع إلى أوله، ثم من آخر الثالث إلى أوله، ثم من آخر الثاني وهلم جرا ، وبه تتم أصول حروف تركيب الأدوار الأربعة، وفي كل أصل أربعة أدوار.

ثم اعلم أن العد بالثلثين يسمى اسقاط الدرج ، وبثمانية وعشرين يسمى إسقاط المنازل ، وباثني عشر يسمى باسقاط البروج ، وبتسعة يسمى باسقاط الأفلاك، وبسبعة يسمى باسقاط الكواكب وبأربعة يسمى باسقاط الطبائع، ولهذا لا يستعمل في كل دور إلا مرة واحدة ، وغيره مرتين ، لأن المقصود منه تعديل الأدوار بالطبائع، والمقصود من غيره قوام الماهية. فلذا كرر غيره على نسبة المساواة بلا تفصيل. وسيأتي الكلام – إن شاء الله تعالى – على بقية تركيب حروف الأدوار ، أو قاعدة استخراجها من كتاب الجفر. والله الموفق للصواب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

مثال ذلك : عبدالله العياشي يسأل أيحصل له وصول إلى المسجد الأقصى ؟ وليحاول حتى يكون حروف السؤال 44 وهكذا ، وكان الطالع وقت السؤال بالمدينة المشرفة العقرب ، وهذا صورة الجدول: حروف الطالع ، حروف القطب ، حروف السؤال، الجملة/ ثلثها ، نصفها ، ربعها..

ع س ع  – ق و ب – ر ا د – ب ل ا – ق ز ل

و ع ل   – س ظ ه – ج ي ا – د م ل – ي ا ع 

د ل ي   – ل خ ا – و ل ش – ح و ي – و خ ي 

ت ز X – ح ت ا – م ف ل – ل ص ا – ث ز ي 

و ا ح   – خ ز ل – و غ ل –  ر ز ه  – ا ا و

س ي X – ر ب و – ط ش ل – ا ي ا – ر ز ل 

ا ض ي  – د ط ل – س ه م  – ز ا س – ب ل X

ل ج د   – ت د ا –  م م ل –  ي ت ا  – ر ث ق

ا ل ص

أصل تركيب الأول أربعة أدوار تسمى التركيب الطردي ، والعمل فيه ما تقدم : 

الدور الأول ، الدور الثاني ، الدور الثالث ، الدور الرابع

ع ا ز ا ر ا ل ي ا  س د ل ح س ز ث ر ت ا ش ت ث ر ج ي ا ل س ب و ح ع ق ن س د ن د ث ط ح و ر ذ ر ن ع

أصول تركيب البيت الثاني أربعة أدوار يسمى التركيب العكسي، أصول تركيب البيت الثالث أربعة أدوار ويسمى نصف التركيب الطردي ، أصول تركيب البيت الرابع أربعة أدوار ويسمى نصف التركيب العكسي ، وهذا آخر ما كتب لي وكتبت بين يديه وشافهني به، وهو كما ترى ناقص غير تام الفائدة، وإنما كتبته رجاء أن يطلع راغب في هذا العلم على ما يتم به العمل في محل آخر. فإن المؤلفين فيه ربما ذكر أحدهم ما حذفه الآخر كما رأيت ذلك في عدة من رسائلهم ، فقد يترك أحدهم شيئا مما يتوقف عليه العمل قصد الإخفاء ، ثم يذكره آخر ويحذف غيره، فربما استنبط الحاذق اللبيب مما ذكره كل واحد منهم ما تتم به الفائدة.

Topic

[Tasneem]

ولنذكر أول ما رأيته مقيدا في أول كتاب ” الجفر الجامع والنور اللامع ” مما زعم كاتبه أنه يعرف به كيفية الاستخراج منه ، وهو ناقص أيضا كما ستراه، ونصه:

قال صاحب ” المفاتيح الغيبية والمصابيح الوهبية ” في وضع ” الجفر الجامع ” : وقاعدة الاستخرج منه والشروط اللازمة فيه ما نصه :

الباب الثاني في معرفة قاعدة الاستخراج بجميع الأحوال المجهولة من صفيحة واحدة أو صفيحتين باستخراج الحروف الملفوظية والمكتوبية والمسرورية من الصفحة ، ونثبت كل نوع على حدته حروفا متفرقة.

القاعدة أنك إذا استخرجت كل قسم من الحروف الملفوظية والمكتوبية والمسرورية فأثبت كل واحد منهما على حدته ، فإذا أردت تركيبها تعد كل قسم ع ع ، تأخذ الرابع إلى أن تنتهي الأقسام الثلاثة، فإذا بقي قسم واحد من هذه الأقسام فليس له اعتبار. والقاعدة أنك تأخذ أولا من الملفوظية ثم من المكتوبية ثم من المسرورية وتجعلها بالتركيب، وتثبتها وتعربها وتقرأ ما بعد الإعراب ، ويقال لهذه القاعدة مكتوبية .

ومعرفة قاعدة الإعراب على طريق جعفر ( عليه السلام ) فسبعة أحرف من الهجائية مفتوحة ( أ و ي ل ع ز ع ) وسبعة مكسورة وهي ( هـ ر س ث ذ ص ط ) وسبعة مضمومة وهي ( ج ز ك س ب ت ح ) وسبعة مجزومة وهي ( ب خ ذ ظ غ ض ق ) ، واعلم أن من ابتداء الصفحة إلى موضوع الاسم ماض، ومن موضع الاسم حال ، والبقية إلى آخر الصفحة مستقبل.

————-

الخاتمة في بيان الكشف الساطع في حل ” الجفر الجامع “

متى أردت استخراج سؤال ما فانظر إلى شهرك العربي، كم مضى منه من يوم ، فخذ حرفه ، فإن كنت في الأول فخذ حرف الألف، والثاني فخذ حرف الباء ، والثالث فخذ حرف الجيم ، …..، وهكذا إلى آخر حروف أبجد. وإذا أتممت من الشهر 28 يوما وهي عدد حروف أبجد فعد عند التاسع والعشرين إلى الأول من حرف أبجد – وهو الالف – وفي الثلاثين إلى الباء.

إذا علمت ذلك فيكون هذا الوضع الأول ، ثم انظر إلى حرف المنزلة وهو أن تعلم القمر في أي منزلة من منازله الثمانية والعشرين الآتي بيانها ، فتأخذ حرف تلك المنزلة ، وهذه أسماء المنازل وما لها من الحروف على الترتيب : ( شرطين ، بطين ، ثريا ، دبران ، هقعة ، هنعة ، دراع ، بثرة ، طرفة ، جبهة ، خرثان ، طرفا ، عوا ، سمك ، غفر ، زبانا ، اكليل ، قلب ، شولة ، نعايم ، بلدة ، سعد ، الذابح ، سعد ، بلع ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، مقدم ، مؤخر ، رشا ) .

ثم تأخذ حروف أحدى الكواكب السبعة السيارة وهي : زحل ( حروفه الجدي والدلو ) ، مشتري ( حروفه معجمة قوس حوت ) ، مريخ ( حروفه مفردة حمل عقرب ) ، شمس ( حروفه مفردة أسد ) ، زهرة ( حروفه معجمة ثور ميزان ) ، عطارد ( حروفه معجمة سنبلة جوزاء ) ، قمر ( حروفه مفردة سرطان ) ، إذا علمت ذلك فميز المشترك من غير المشترك ، الحروف المشتركة ( د خ ص ط ر ن ز ج ) وما بقي من الحروف غير مشترك.

ثم تأخذ حرف اسم السابق، فإن كان السؤال في العشر الأول تأخذ الحرف الأول ، وهكذا إذا كان الاسم ثلاثيا ، أما إذا كان رباعيا ، فالرابع منه حكم الأول ، وإن كان خماسيا الخامس منه حكم الثاني، وإن كان سداسيا فالسادس منه حكم الثالث. مثال الثلاثي: علي ، والرباعي أحمد ، وقس على ذلك فقد تم لك أربعة حروف فتعمد بها البيت الأول من الصفحة وهي الأصول ، وتعمر باقي الصفحة من البيت الأول إلى الغالية ، وقد بلغت النهاية، وبهذا يكون الختام والحمد لله على الإتمام ، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله .

[Tasneem]

لطيفة:

أخبرني خليلي حسن العجمي المكي ، وكتب لي بخطه مما وجد بخط صاحبه محمد الشجادي المتوفى بمكة ، وذكر عنه أن له يد طولى في هذا الفن ما نصه :

زايرجة السبتي: تكتب الطالع والغارب والمتوسط والوتد والسؤال وكوكب الساعة وتمزج بالقطب حرفا بحرف، ثم تحذف المكرر ويدخل في الجدول ، ثم تنظر لكوكب الساعة الثالثة وتطرح عوده أدوارا اثنا عشرية ، وما فضل يدخل في اللفظ.

مثال ذلك : جاء رجل يسأل عن ضائع منه، وكان اسمه عبدالرحمن ، والطالع الأسد والمتوسط القوس ، والغارب الدلو ووتد الأرض الثور ، وكوكب الساعة المشتري فكتبناها هكذا:

ع ب د ا ل ر ي س ا ل ع ن س ا ر ق ا س د ق و س د ل و ث و ر ث و ر م ش ت ر ي ، ثم أخذنا منها حرفا وهو العين

وكتبنا بعده حرفا من أول حروف القطب وهو : سؤال عظيم الخلق ، ثم حذف المكرر وأنزل الباقي في الجدول، ثم نظرنا إلى الساعة الثالثة فكانت الشمس عددها 455 ، الفاضل 4 بعد إسقاطها ثلاثة ، أدخلنا بها في اللفظة فطلع هذا البيت:
وسارقة المنديل تدعى بزينب ** ودلالها في السوق يسمى أبا العلا
فذهب السائل إلى السوق فوجد ذلك صحيحا ، وما ذكرناه كله قاعدة لسائر السؤالات .

واعلم أنه إذا فضل شيء من الحروف في المزج تفرق وحدها ، فإذا انطقت ولم يستقم معك الكلام ، فخذ الذي فضل واقعد به اللفظ ، وإذا شئت أن يكون الجواب بيوتا كثيرة كرر الدور باللقط ( هـ ) ، وهذا أيضا غير تام إذ لم يذكر كيفية الجدول ، ولا كيفية الوضع فيه ، ولا كيفية اللقط هل على التوالي أو غيره ، وكل ذلك فهم يتوقف عليه العمل.

[Tasneem]

ومن كتاب الجفر الجامع والنور اللامع للشيخ محيي الدين ، ورأيته بالمدينة عند صاحبنا السيد محمد بن رسول ، وفيه غرائب من هذا الفن ، ما نصه:

فصل في سر الإستنطاق ، وأول بيت في الجفر ، عدده أربعة ينطقه ، وعلى سر العدد من غير التكسير ينطق ( أيقغ ) فإذا أضيف إليها ( د ا ي ق غ ) عاد العدد 11141 انطق بثلاثة أسماء أحدهما مركب ( خير الوارثين ) أبدي هادي ، فظهرت الأربعة الألفات لمن فهم مع أنهم قالوا : أن الأربعة المثلية لا تنطق بشيء ، وذلك لقصر أفهامهم ، وحاشا لإمام العلوم أن صنع ما لا معنى له ، ومثال الباب ( ب ب ب ب ) عدد 8 نطقه ح وعلى سر العدد من غير تكسير ( غ ع ب ك ر ) وإذا أضيف إليها عاد العدد 223 ، نطق لا إله إلا الله مجيب غالب ، باعث ثواب ، وقس على ذلك تصب.

واعلم أن سر الله في العلوم اللطيفة والكثيفة والعلوية والسفلية والملكية والملكوتية تقع على نسبتين أعداد وحروف، فأسرار الحروف في الأعداد ، وأنواع الأعداد في الحروف ، فالأعداد العلوية الروحانية الملكوتيات سر الأقوال، والحروف سر الأفعال ، فعالم العرش أعداد ، وعالم الكرسي حروف ، فنسبة الحروف للأعداد كنسبة الكرسي للعرش ، فآخر مرتبة الحروف أول مرتبة الأغداد ، وآخر مرتبة الأعداد أول مرتبة الحروف ، فسر العدد فهم سر العقل الرباني ، وسر الحروف فهم سر الروح الروحاني ، ومن أشرف العلوم علم الحساب بعد السنة والكتاب.

[Author]

Replies