21. رحلة موسى البحرية وبرج الحوت :
=========================
قصة سفر موسى وفتاه تبدأ بمقدمة ملخصها أن موسى يصر على السفر إلى هدف ما لا يعلم مكانه بالضبط إلا من خلال علامات معينة وهي مجمع البحرين والصخرة بالإضافة إلى علامة سماوية سنوضحها لاحقاً ، فهذا الهدف وهو العبد الصالح وهذا المكان هو صخرة قريبة من مجمع البحرين ، فكيف سيصل المسافر إلى مجمع البحرين وإلى الصخرة التي هناك ؟ …
إن التفسير الذي يعتمد على سقوط حوت أو سمكة في البحر ليكون ذلك علامة على مكان العبد الصالح هو تفسير غير عقلاني لعدة أسباب منها كيف أن تلك السمكة ظلت حية طيلة الوقت ثم كيف سقطت في الماء الذي تجمد حولها ؟ ثم اذا كانت علامة المكان الصحيح هو سقوط تلك السمكة في ذلك المكان إلى البحر فهل هذا التجمد يتفق مع قوانين الطبيعة ؟
المسافر إلى مكان يظن أنه لن يصل إليه إلا بعد احقاب اي فترات زمنية قد تمتد لابد أنه يُعد نفسه جيدا بأدوات السفر وعلوم المسافرين بحسب عصره ، وفي تلك الازمنة كانت تستخدم النجوم ودائرة البروج وبعض الأجهزة الفلكية في معرفة الوجهة التي يريد المسافر أن يصل إليها بالضبط بالإضافة إلى طعام كافٍ … لا انه يحمل معه سمكة واحدة فقط ليأكلها في هذا السفر غير معلوم المدة ! إذن إنّ فهم الحوت أنه سمكة واحدة تظل حية طيلة الرحلة وهي الطعام الوحيد لهذا السفر الطويل وأنها أيضا علامة المكان هو فهم غير معقول !
استخدام الابراج الفلكية والنجوم في السفر وتحديد وجهته كان الأسلوب الامثل للسفر في الماضي ، وتحديد أماكن البروج ومواقع النجوم كان يعتبر الخريطة السماوية للوصول للهدف المنشود ! وبذلك أرى أن موسى وفتاه قد تم امدادهما بخريطة فلكية تعتمد على موقع الشمس ومنازل القمر في [برج الحوت] للوصول إلى وجهتهما المحددة وفي خضم الاستغراق في الرحلة نسي فتى موسى ان وجهته تعتمد على اتجهات معينة في برج الحوت فضلا الطريق ثم اضُطرا للعودة على اثارهما قصصا إلى الموضع الصحيح الذي أشارت إليه الخريطة الفلكية !
(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا)
[سورة الكهف 60]
يُصر موسى على الوصول لمجمع البحرين في أي مدة مهما طالت … ولابد أن نعرف أن رحلة موسى تلك كانت بحرية وليس برية !
(فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا)
[سورة الكهف 61]
في البداية وصلا الوجهة الصحيحة ولكنهما لم يعرفا ذلك بسبب نسيان أنهم يعتمدون على علامات معينة في مجموعة نجوم برج الحوت فاستمرا في طريقهما في البحر … والحوت يكون في فصل الشتاء وهو مناسب للسفر في منطقة الشرق الأوسط !
(فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا)
[سورة الكهف 62]
شعر موسى بالتعب من طول الرحلة فطلب الغداء
(قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا)
[سورة الكهف 63]
التعب الشديد من طول الرحلة أيقظ الفتى من غفوته فتذكر أنه قد ضل الطريق وأنه كان قد وصل الموضع الصحيح إلا انه لم يعرفه لأنه نسي أن اعتماده على برج الحوت في سفره كان الدليل لهما ..
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)
[سورة الكهف 65]
لما تذكرا الوجهة الصحيحة وفق الخريطة الفلكية التي تعتمد على برج الحوت وصلا بالضبط إلى الهدف المنشود !