[Tasneem]

اللهم صل على محمد واله الطاهرين .

في كتاب مصباح الهداية الى الخلافة والولاية للامام الخميني (روحي فداه) الذي لو خيرت ان استبدله بكنوز الارض لما قبلت ، وردت فيه نكات جليلة تطرب لها القلوب وتنتعش لها النفوس . ومنها هذه اللطيفة :
بعد ان يبيّن الامام (قده) في المشكاة الاولى على استحالة معرفة الذات المقدسة التي يسميها العرفاء بالحقيقة الغيبية المقدسة وبعد شرح مستفيض يقول في المصباح 8 :

وإذا انكشف على سرّك أنّ هذه الحقيقة الغيبية أجل من ان ينال بحضرتها ايدي الخائضين ويستفيض من جناب قدسها احد من المستفيضين ، ولم يكن واحد من الاسماء والصفات بما لها من التعيّنات محرم سرّها ولم يؤذن لاحد من المذكورات دخول خدرها ، فلا بد لظهور الاسماء وبروزها وكشف اسرار كنوزها من خليفة الهية غيبية يستخلف عنها ( اي عن الذات المقدسة التي سماها الامام الحقيقة الغيبية) في الظهور في الاسماء وينعكس نورها في تلك المرايا ، حتى ينفتح ابواب البركات وينشق عيون الخيرات وينفلق صبح الازل ويتصل الاخر بالاول .فصدر الامر باللسان الغيبي من مصدر الغيب على الحجاب الاكبر والفيض الاقدس الانور بالظهور في ملابس الاسماء والصفات ولبس كسوة التعينات فأطاع امره وانفذ رأيه .

ويكشف الامام لنا في المصباح 27 من هو هذه الخليفة الالهية التي استنابتها الحقيقة الغيبية في الظهور فيقول :
هذه الخلافة هي روح الخلافة المحمدية ( صلى الله عليه واله ) وربها واصلها ومبدؤها ، منها اصل الخلافة في العوالم كلها ، بل اصل الخلافة والخليفة والمستخلف اليه . وهذه ( اي الخليفة المحمدية )
ظهرت تمام الظهور ، في حضرة اسم (( الله )) الاعظم ، فهي اصل الخلافة والخلافة ظهورها ، بل هي الظاهرة في هذه الحضرةلاتحاد الظاهر والمُظهر ، كما اشار اليه في الوحي الالهي ، اشارة لطيفة بقوله تعالى { إنّا انزلناه في ليلة القدر }

وينقل الامام عن شيخه العارف الكبير الشاه ابآدي عندما سأله عن كيفية هذا التجلي الذاتي الاحدي فكان من ضمن بياناته إنّ (( هاء )) في قوله تبارك وتعالى : إنّا انزلناه في ليلة القدر . اشارة الى الحقيقة الغيبية النازلة في البنية المحمدية (ص) التي هي حقيقة ( ليلة القدر )

انتهى كلام الامام( روحي فداه .)

سأعلق على كلام الامام بالاشارة ومن يلتقط الاشارة فقد التقط هدية عرفانية لا تزان بماء الذهب.
( فتفكر ساعة خير من عبادة الف سنة ) .

فقد ورد عن الامام ابي عبد الله عليه السلام انه قال :
(( إنّا انزلناه في ليلة القدر ))
الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد ادرك ليلة القدر وانما سُميّتْ فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها . ( البحار ج 43 ص 65 )

والهدية هنا بالاشارة :
الحقيقة الغيبية النازلة في البنية المحمدية التي هي روح الخلافة المحمدية في ليلة القدر .
إنّا انزلنا (هو) في الليلة القدرالالهية التي هي فاطمة عليها السلام ( اي الحقيقة الفاطمية )

القدر :حضرة اسم (( الله )) الاعظم الذي ظهرت تلك الخليفة المحمدية به بتمام ظهورها، بل هي اصل الخلافة والخلافة ظهورها .
وقد ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله :
انّ فاطمة روحي التي بين جنبي .

وورد عنه ايضا : يا فاطمة انّ الله اشتق لك اسما من اسمائه فهو الفاطر وانت فاطمة .
ومن يعلم معنى كلمة فاطر يلتقط الاشارة ، ومن علم لماذا يستحيل معرفة الذات المقدسة ( اي الحقيقة الغيبية ) يعرف معنى قوله (ع) انما سميت فاطمة لانّ الخلق فطموا عن معرفتها .
ومعنى قوله تعالى : ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الاّ قليلا .
اطفيء السراج فقد طلع الصبح .

المصدر: العضو جهاد – منتدى المفيد

Topic