هل دراسة كتب الفلسفة والعرفان ضرورية في طي مراحل السلوك؟

  • Creator
    Topic
  • #476
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    السؤال : ماهو دور دراسة كتب أهل المعرفة في التقدم في هذا الطريق
    أم يمكن لها أن تشكل حجاباً فتزداد الحجب ؟
    وبعبارة أخرى :
    هل هناك فرق بين من درس هذه الكتب ووصل وبين من لم يدرس ووصل أيضاً ؟
    وهل الوصول درجات ؟

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الجواب : قال السيد الإمام الخميني (س) لزوجة ابنه:”عليك بخرق الحجب، وترك الكتب”،

    وقال لم تحقق لي الأسفار بطولها وعرضها سفراً نحو المحبوب،

    ولا فصوص الحكم حققت لي أي حكمة،

    ولا الفتوحات المكية أي فتح،

    ثم استدرك بعد ذلك قائلا بأن كتب أهل المعرفة لها فائدتين:
    1. تهيئة القلب نحو المحبوب.
    2. تعريف العبد بعالم ماوراء الطبيعة.

    ثم بعد ذلك أوصى بكتاب المنازل، قائلا:”وخصوصاً منازل السائرين”،

    وبالنسبة للكتب المتقدم ذكرها، والتي يدرسها أثمالها في الحوزات العلمية، مثل “بداية الحكمة”، و “نهاية الحكمة”، لشيخ مشايخنا السيد العلامة الطباطبائي (رض)، فقد ذكر هذا الحقير شرطا لمطالعتها وهو تمكن المريد عند المحقق المنازلي (رض)

    “أن تجتمع له صحة قصد تسيره،

    ولمع شهود يحمله،

    وسعة طريق تروحه”

    فإذا طالع تلك الكتب قبل ذلك، فربما لاطائل من ورائها،

    ثم يجب التمييز بين كتب “العرفان النظري”،

    وكتب “العرفان العملي”، التي تتحدث عن منازل الطريق، وصفاتها، وشروط تحققها،

    وبالتأكيد أن الاصطلاحات دون عمل تشكل حجابا، بل حجبا،

    ومن الممكن أن تعطل، أو تؤخر، أو تعوق، لاحتمال أنها تكبر النفس وتفخمها، وتعظمها، فيشعر صاحب العلم الغزير وصاحب الآراء والترجيحات والاستدلالات، بأهميته ومكانته،

    فيؤول إلى الضياع،

    وسؤالكم:
    هل هناك فرق بين من درس هذه الكتب ووصل وبين من لم يدرس ووصل أيضاً ؟

    الإجابة:

    هل وصل قبل أن يدرس، أم بعد ذلك؟

    بمعنى آخر هل هو مريد أم مراد؟

    وبالتفصيل هناك أربعة أشخاص في هذا الطريق:

    1. المريد الموقوف على سلوكه، الغير متدارك بالجذب.

    2. المريد المتدارك بالجذب، فهو واصل.

    3. المراد الموقوف على جذبته، الغير متدارك بالسلوك.

    4. المراد المتدارك بالسلوك، فهو واصل.

    ومن ليس من أولئك، فهو في هذا الشأن مدع، مفتون، مخدوع.

    فهذا هو الخامس.

    الفوارق:

    المريد الموقوف على سلوكه، الغير متدارك بالجذب: لايصلح للإرشاد، والرفع، والتكميل، لأنه ليس عنده نور يجذب به.

    المراد الموقوف على جذبته، الغير متدارك بالسلوك: لايصلح للإرشاد، والرفع، والتكميل، لأنه إن كان عنده نور الجذب، إلا أنه لايستطيع تفعيله في غيره، لافتقاده عنصر السلوك.

    2. المريد المتدارك بالجذب، فهو واصل.

    4. المراد المتدارك بالسلوك، فهو واصل.

    كلاهما يصلح لمشيخة الإرشاد، وربما قال البعض بأفضلية أحدهما على الآخر، إلا أن الحق أن لكل سائر إلى الحق تبارك وتعالى بقدم المعرفة شيخه المناسب له، الذي لايلتقيه إلا إذا اضطر إليه اضطرار الأم لولدها إذا فقدته.

    وفارق أساسي بأن الدراسة بشروطها بالتأكيد مفيدة، وإلا لما حث الإسلام على العلم، والتعليم، والتعلم، وإن كان عندهم العلم هو “الحجاب الأكبر”،

    كما قال أمير المؤمنين (ع) في حديث “الحقيقة”: محو الموهوم، مع صحو المعلوم،

    وقال أحدهم:”بقاء المعلوم، بعد سقوط العلم: عيناً، لاعلماً”،

    سؤالكم:

    وهل الوصول درجات ؟

    الإجابة:

    بالتأكيد، وهذا هو موضوع كتاب:”العرفان ومقامات أهل الولاية”،

    الذي اسمه أيضا:”مستدرك منازل السائرين، فيما وجب على العارفين”،

    فكل منازل هذا الكتاب هي منازل بعد الوصول، حيث هناك بعد الواصل، هناك “الثابت”، ثم “الواقف”.

  • You must be logged in to reply to this topic.