- This topic has 4 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
خلاصة السؤال
ما هی العلاقة بین القول بوحدة الوجود عند ابن عربی و الملا صدرا فی الحکمة المتعالیة؟
السؤال
ما هی العلاقة بین القول بوحدة الوجود عند ابن عربی و الملا صدرا فی الحکمة المتعالیة؟ و هل الحکمة المتعالیة مستقاة من المدارس الفلسفیة و العرفانیة و التصوفیة الموجودة قبل صدر المتألهین؟ و هل هی تصحیح لما سبقها من النظریات؟ و الاهم من ذلک ما هو الدور الذی تلعبة النظریتان فی حیاة الانسان؟ و هل التمسک بهما یقرب الانسان من الباری تعالى؟
الجواب الإجمالي
صحیح أن وحدة الوجود کانت مطروحة من قبل بعض العرفاء السابقین على ابن عربی، لکن ابن عربی امتاز بتفصل البحث و بسط الکلام فیها اکثر من غیره.اما بالنسبة الى المراد من وحدة الوجود نقول: إن وحدة الوجود عند ابن عربی و العرفاء لیست وحدة مفهومیة، و انما مرادهم الوحدة الخارجیة التی أدرکها العرفاء من خلال الشهود و المکاشفة. فوفقاً لهذه النظریة الوجود الحقیقی لا یتعدى کونه واحداً فقط هو الوجود المتمثل فی الباری تعالى، و اما غیره فلا یخرج عن کونه تجلیات و تعینان و اعتبارات لذلک الوجود الواحد.
یعتقد ابن عربی أن حقیقة وحدة الوجود “طور فوق طور العقل” تبعث على تحیر العقول فیحتاج ادراکها الى نوع افضل و لا أمل فی تمکن العقل من إدراکها.
اما فی الحکمة المتعالیة فقد صرح الکثیر من العلماء و الباحثین فی هذا الشأن بان الملا صدرا قد تأثر کثیراً بابن عربی فی القول بوحدة الوجود.
لکن الفارق الاساسی بینهما یکمن فی أن ابن عربی کان یؤکد دائماً على أن قضیة وحدة الوجود هی “طور فوق طور العقل”، الا أن الملا صدرا ذهب الى العکس من ذلک حیث کان یرى أن القضیة قابلة للتفسیر الفلسفی، من هنا أقام نظامه الفلسفی على رکیزتی أصالة الوجود و وحدة الوجود.
الجدیر بالذکر أن العرفاء لم ینظروا الى قضیة وحدة الوجود کنظریة فلسفیة محضة بعیدة عن واقع الحیاة، بل یرونها مفتاحاً أساسیاً بل من أهم المفاتیح الکاشفة عن درجة إخلاصهم القصوى فی توحید الله تعالى و کاشفة عن الحیاة التی ملؤها العشق و العرفان الالهی و تجسم الحیاة على أساس وحدة الوجود واقعاً.
إن مذهب العشق فی العرفان الاسلامی إنطلق من قلب هذه النظریة؛ لان السالک لطریق العرفان اذا ما ادرک حقیقة أن کل الاشیاء بما فیها الانسان هی تجلیات للباری تعالى فلا ریب أنه یعشق تلک التجلیات و ظهور الله تعالى فیها، و فی نهایة المطاف سوف یذوب فی ذلک العشق لیصل الى الوجود الحقیقی.
- You must be logged in to reply to this topic.