- This topic has 3 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
- السؤال
هل یمکن وعی الذات فی الرؤیا؟ ما سبب تحقق بعض الأحلام؟
الجواب الإجمالي
یعتقد الحکماء، بأن الحواس الظاهریة تنقطع فی المنام، تدریجاً، عن العالم الخارجی، بینما تبقى الحواس الباطنیة واعیة، و أن النفس فی المنام ترتبط بعالم الملکوت، لعدم الانشغال بالعالم الخارجی و التفرغ التام منه، و کلّما کان تفرّغ النفس عن عالم المادة أکثر کلما کان اتصالها بعالمها أقوى وأکثر شفافیة .
قد لا یتّفق للنفس أن تتّصل بعالم الملکوت لانشغال الذهن بتخیلاته، وقد تتصل فی بعض الحالات بعالم الملکوت، و لکن بسبب تأثره بالأمور الذهنیة الشخصیة، یتغیر الاتصال و یتحوّل، و قد یکون الاتصال فی حالات خاصة، قویاً، بحیث تعمل النفس کمرآة صافیة و خالیة من التصورات و الخیالات الزائدة، فلا تتصرّف بمشاهداتها.
و من هنا یأتی سبب تقسیم الأحلام إلى “أضغاث أحلام”، و “الرؤیا الصادقة أو الصالحة”.
و تجدر الإشارة الى أن عالم الملکوت عنوانٌ عام لمراتب عالم ما وراء الطبیعة، و تنقسم هذه المراتب أیضاً إلى طبقات متعددة، و لذلک تختلف الأحلام التی یراها الفرد فی المنام باختلاف مستوى رقی النفس و کمالها. و علیه یستلزم فهم سبب کل واحد من هذه القضایا تحلیل و دراسة حقائق مختلفة فی عالم الملکوت. و من جملتها أسباب هذه التنبؤات (الأحلام) التی تحصل فی المنام هی اتصال النفس بالألواح النوریة أو مرتبة من مراتب اللوح المحفوظ، وهی محل تسجّل فیه الأحداث المختلفة مجردة عن الزمان والمکان.
و أما حول إمکان وعی الذات فی المنام فیمکن القول، إن النفس الحاضرة فی الرؤیا هی ذاتها حاضرة فی المنام، إلا أنها تحرّرت عن قیودها الجسمانیة. و الفارق الموجود بین هاتین الحالتین، أی وضعیة التعلق بالأمور الجسدیة و الدنیویة، و وضعیة التحرّر من هذا التعلق، هو نتیجة الاختلاف الموجود فی نطاق المجهود الذهنی، و لیس فی ماهیته، و لذلک یمکن رفع الحواجز الموجودة بین الذاکرة فی حالة الیقظة و المنام من خلال ارتقاء وعی الذات، حتى یدرکِ الذهن ـ بنفس الارادة التی تعمل فی حالة الیقظة شعوریاً ـ نفسه فی عالم الرؤیا و یعمل بحالة إرادیة.
- السؤال
- You must be logged in to reply to this topic.