- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
|1| ماهية الروح وأين تقع ؟
{{ الروح }}
*1* دخل على أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب) علينا سلامه :عابد فلما جلس قال
يا أمير المؤمنين في نفسي مسألة ,فقال : سل .قال : أخبرني عن الروح ما هي ؟
فقال : الروح لطيفة من لطائف بارئها جل وعلا أخرجها من ملكه وأسكنها في ملكه ….*2* عن ابي جعفر ( محمد بن علي ) منه السلام قال : أقبل أمير المؤمنين ( منه السلام ) ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي ..وأمير المؤمنين (علينا منه الصلاة ) متكئ على يد سلمان ..حتى دخلا المسجد الحرام وجلس وإذ قد أقبل رجل حسن الوجه بهي اللبة فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه مثل سلامه ,
فقال : يا أمير المؤمنين أسالك عن ثلاث مسائل إن أجبتني علمت بإن القوم ركبوا من أمرك ما حظر عليهم وليسوا هم بمأمونين دنياهم وآخرتهم , وإن تكن الآخرى علمت أنك وهم شرع واحد .
قال أمير المؤمنين ( منه السلام ) : سل عما بدا لك .
قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه , وعن الرجل كيف يذكر وينسى وعن الرجل يشبه الأعمام والأخوال ؟
قال : فالتفت أمير المؤمنين ( منه السلام ) الى أبي محمد الحسن بن علي ( منه السلام ) وقال : يا أبا محمد أجبه .
فقال أبو محمد للرجل : أما ما سألت عنه من أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟
فإن الروح متعلقة بالريح .والريح متعلق بالهواء .والهواء متعلق بالسماء الى وقت يتحرك صاحب الروح إذا أذن الله عز وجل يردها عليه جذبت تلك الروح لتلك الريح وجذبت تلك الريح الهواء فأسكنت الروح بدن صاحبها , وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح وجذبت الريح تلك الروح فلم ترجع الى صاحبها الى وقت ما يبعث .ولكن قبل أن نبادر بتفصيل ماهية الروح وأين تقع لا بد من تفصيل هذه الرواية :
*3* عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سُئل عن الميت يبلى جسده ؟ قال : ( نعم حتى لا يبقى لحم ولا عظم إلا طينته التي خُلق منها ، فإنها لا تبلى ، بل تبقى في القبر مستديرة حتى يخُلق منها كما خُلق أول مرّة ) .
ما هو المراد من الطينة وما هو إرتباط الروح بها ؟
الطينة : هي الذرة الحية التي لا تموت خلقها الله منذ الآزل ولا تتغير ولا تتبدل وهي مستديرة .فكل بشر مخلوق من تلك الذرة ولكل واحد منهم ذرة خاصة به يحيط بها غشاء سميك جداً لا يتأثر بالعوامل الطبيعية من حر وبرد ولا تفنى تلك الذرة مطلقاً ونواتها محاطة بغلاف أسمك من غلافها الخارجي وهي مستقر ( الروح ) البشرية عندما تتعلق بها .
ولها قوة جذب ودفع هائلة … فعند الجذب يتكون البدن وعند الدفع يتحلل البدن وتبقى هي .
وهي موجودة في بيضة الأنثى …قبل تكوين الجنين ولذا تأخذ بيضة الأنثى شكلها المستدير لتكون لها غشاءاً ثالثاً سميك أما نطفة الرجل فإنها تنجذب نحو البيضة لعلة وجود تلك الذرة المستديرة وهي التي تجذب تلك النطفة وتشخصها من بين ألاف النطف لعلة توافقها … وما نطفة الرجل إلا خلية تحمل ذرات مضافة الى الذرة الأزلية المستديرة ..فعند دخول النطفة ( الذرات المنجذبة ) الى الذرة المستديرة وتقترب منها وتلتصق بها تبدأ تلك ( الذرة المستديرة ) بإرسال طاقة لطيفة تعمل على إنشطار تلك الذرات ومضاعفتها الى ما شاء الله من الإنشطارات حتى يتكون الجنين ..تأمل قوله تعالى ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مّن طِينٍ، ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مّكِينٍ، ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
فهي على ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : سلالة من طين …. فالطين هي مرحلة ( الذرة المستديرة ) وهي في الأنثى .المرحلة الثانية : نطفة في قرار مكين …. النطفة وهي مرحلة ( الذرات المضافة ) وهي في الذكر .
المرحلة الثالثة : مرحلة تطوير النطفة ….. وهي مرحلة تبدأ من إجتماع النطفة بالبيضة في لحظة ( إنجذاب ) النطفة للذكر نحو بيضة الأنثى لعلة وجود ( الذرة المستديرة ) .. ف ( الذرة المستديرة ) تبقى كما هي لا تنشطر ولا تنقسم بل الأنشطار يكون في النطفة وتحولها الى المراحل الخلقية الآخرى ( … ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) ..وقوله ( … ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) يختلف عن الأصل ( الذرة المستديرة ) .. فالسلالة في نطفة الذكر والطين في بيضة الأنثى ليتكون خلق الأنسان حين تجتمعان….
تأمل تلك الرواية لزيادة فهم البحث المتعلق بالروح ..
*4* عن الحارث بن المغيرة ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ( إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكاً فأخذ من التربة التي يدفن فيها فماثها (خلطها) في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها ) .فإن النطفة المنجذبة ( الذرات المضافة ) يضاف إليها ذرات ( التربة ) التي يدفن فيها وتخلط تلك الذرات مع ( الذرات المضافة ) من قبل ( ملك ) وهو يمثل ( قوة وطاقة الجذب للطينة المستديرة ) ..فلذا يحن الى تلك التربة التي مزجت مع النطفة التي خلق منها بدنه …ولذا تجد القبر يجذب صاحبه لإنه بدنه المتكون من ( الذرات المضافة ) قد خلق من نفس تربة قبره فإن كان تربته طيبة طاب بدنه وإن كانت تربته خبيثة نتنة نتن بدنه … وكل يرجع الى أصله تربته التي خلق بدنه منه .
و( التراب ليس هو الطين ) .
قال تعالى : ( أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ) ..
فالتراب إن أضيف إليه الماء صار طيناً ..
*5*عن جعفر بن محمد الصادق(منه السلام)عن ابيهما، عند جدّهما(عليهما السلام) قالا: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):ان في الفردوس لعيناً أحلى من الشهد، وألينَ من الزّبد، وابرد من الثلج، وأطيبَ من المسك، فيها طينة خلقنا الله تعالى منها، وخلق منها شيعتنا، فمنَ لم يكن من تلك الطينة فليسَ منا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية علي بن أبي طالب …*6* عن أبي عبد الله القزويني ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام فقلت : لأي عله يولد الإنسان ههنا ويموت في موضع آخر ؟ قال : إن الله تبارك وتعالى لما خلق خلقه خلقهم من أديم الأرض فيرجع كل إنسان إلى تربته .
*7* عن السكوني ، عن أبي عبد الله (منه السلام) قال : سئل ما بال الميت يمنى ؟ قال : النطفة التي خلق منها يرمى بها .
*8* عن علي بن الحسين (منه السلام ) قال : إن المخلوق لا يموت حتى تخرج منه النطفة التي خلق منها من فيه أو من عينه .
فتخرج النطفة ( الذرات المضافة الممتزجة بالتراب ) من الميت مع ( الذرة المستديرة ) … بمعنى آخر : إن الله إذا أراد أن يعيد بناء البدن مرة آخرى فإنه سيعيده من خلال تلك ( الذرة المستديرة ) لان النطفة تخرج منه ويعاد التراب الممزوج مع النطفة الى موضعه فتجري عملية جذب ال( الطينة المستديرة ) في البدن الميت مع ( التراب ) .
_____________
*9*عن الإمام الصادق (منه السلام) قال : إذا أراد الله أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التي قال في كتابه ( منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نُخرجكم تارة أُخرى ) فعجن النطفة بتلك التربة التي يخلق منها بعد أن اسكنها الرحم أربعين ليلة فإذا تمت لها أربعة أشهر قالوا : يارب نخلق ماذا ؟ فيأمرهم بما يريد من ذكر أو أنثى ، أبيض أو أسود ، فإذا خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه كائناً من كان صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى . فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة .
………..
تأمل قول الإمام في هذا المقطع ( فإذا خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه ) .
لإنها مقدمة بحث أصل الموضوع وهو ( الروح ) …فتأمل وتمعن جيداً .*******
الروح :هي أعلى طاقة لذبذبة داخلة في الجسد الذي هو أدنى طاقة لذبذبة من غير ممازجة وخارجة منه من غير مزايلة ..….والهالة هي منتصف اعلى ذبذبة وادنى ذبذبة…. {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ فإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }.وبما ان الروح من روح الله والله سبحانه داخل في الأشياء لا بممازجة، وخارج عنها لا بمزايلة اذا الروح داخلة في الجسد وخارجة عنه بنفس الماهية، وهي مرتبطة بالجسد بخيوط مركزها القلب ….
ولاقرب المعنى اقول بمثال للتبسيط :أن الروح كاليد الممسكة بخيوط الدمية وهيه (الجسد) فاذا اردت أن احرك الدمية احركها بيدي بواسطة الخيوط فأذا اردت منها السكون سكنت يدي ولم احركها ……
والموت هو :(انقطاع الخيوط باجمعها ) …والمنام هو: (انقطاع خيط القلب وبقاء خيط العقل) ….هذه هي الخيوط الخارجية الغير مزايلة .
.نأتي للخيوط الداخلية الغير ممازجة
…..ولتقريب المعنى نرجع للمثال السابق ….مجموعة الخيوط التي في جوف الدمية (أحشاءها) أو قل أحشاء (الجسد) فهنالك خيوط تربط العقل بالقلب باطنيا والراس والصدر ظاهريا جسديا ,,,,
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30 ….فالسماء العقل والارض القلب كانتا معا في عالم الامر وفصلتا في عالم الخلق …والماء (العلم) المجبول في طبقاتهما ,, {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة29 …..
فالسبع سموات من سماء واحدة كألوان قوس الله السبعة وهي بالاصل لون واحد,,,
وكذلك القلب {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12….:….
فأن كبرت (الهالة) وأشتدت تحول الجسد روحا …فالملائكة أرواح أدمية أكتملت بالهالة النورانية ….وان صغرت وضعفت الهالة كانت كما هي طينية جسدية ..وتلك الخيوط مرتبطة بالهيكل ..
………………………………….
لذا أسترعي التأمل منكم لما سأذكره لكم …وهو كما يلي :
بما إن الروح :هي أعلى طاقة لذبذبة داخلة في الجسد الذي هو أدنى طاقة لذبذبة من غير ممازجة وخارجة منه من غير مزايلة وهي لطيفة من لطائف بارئها جل وعلا أخرجها من ملكه وأسكنها في ملكه كما جاء في الرواية أعلاهوكذلك هي
متعلقة بالريح والريح متعلق بالهواء والهواء متعلق بالسماء الى وقت يتحرك صاحب الروح إذا أذن الله عز وجل يردها عليه جذبت تلك الروح لتلك الريح وجذبت تلك الريح الهواء فأسكنت الروح بدن صاحبها , وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح وجذبت الريح تلك الروح فلم ترجع الى صاحبها الى وقت ما يبعث …وكذلك خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه .نصل الى نتيجة مفادها بإن الروح هي نفسها ( الذرة المستديرة ) الحية والباقية بل هي باطن نواتها وطاقتها وهي متعلقة بالسماء …والسماء بحسب ما توصلت إليه من إنها ( الرأس ) والأرض ( القلب ) فإن موقع الروح ( الذرة المستديرة ) في الرأس وبالتحديد في نقطة إلتقاء ( الصدع الأيمن مع الصدع الأيسر ) أي مستودعها الآصلي ( منتصف العين الثالثة ) الباطنية … ومتى ما تجرد الأنسان ونزع منه ذالك اللباس المادي وتحول بدنه الى بدن نوراني لا ترابي كان كله روح ويكون حي لا يموت ..وما الموت إلا خروج تلك الطينة ( الذرة المستديرة ) بإنجذابها نحو ملك الموت وهو طاقة الجذب لها وأخراجها من مستقرها.
*10*عن أمير المؤمنين عليه السلام “هَلْ تُحِسُّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلًا أَمْ هَلْ تَرَاهُ إِذَا تَوَفَّى أَحَداً بَلْ كَيْفَ يَتَوَفَّى الْجَنِينَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَيَلِجُ1عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا أَم الرُّوحُ أَجَابَتْهُ بِإِذْنِ رَبِّهَا أَمْ هُوَ سَاكِنٌ مَعَهُ فِي أَحْشَائِهَا، كَيْفَ يَصِفُ إِلَهَهُ مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ”..والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليماً
- The forum ‘بحوث سر الأسرار الإلهية’ is closed to new topics and replies.