- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
“يا علي: الناس من شجر شتى ، و أنا و أنت من شجرة واحدة”
شجرة الحياة المنطوية في زهرة الحياة هي شجرة محمد وآل محمد وهي شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى
وبدون معرفة سر وأسرار زهرة الحياة لا يمكن الوصول أبدا لسر شجرة الحياة
ولذلك فإن على معرفة زهرة الحياة دارت القرون الأولى ،، هذا ما يثبته لنا التاريخ والآثار الكثيرة لمختلف الأمم والمجتمعات والحضارات القديمة والموغلة في القدم أيضا
“يا علي: الناس من شجر شتى ، و أنا و أنت من شجرة واحدة”
هذا المعنى العميق جدا جدا جدا عن حقيقة محمد وعليّ وآلهما صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والمروي بأكثر من صيغة ،، وبأسانيد ومصادر كثيرة جدا سواء في كتب حديث مدرسة الصحابة او في كتب حديث مدرسة أهل البيت عليهم السلام
لو أخذنا هذا الحديث أو هذا المعنى العميق وحاولنا أن نتصوره ماديا أو على أي مستوى من مستويات المادة وفي أي بعد من الأبعاد المادية للكون والتي يمكن لنا ان نتصورها
فإننا مهما حاولنا ذلك
فلن نستطيع أن نخلق له بعقولنا أي صورة قابلة للوصف ويطابق الوصف بها ألفاظ هذه الرواية الشريفة
فيكون بها الرسول وعليّ صلوات الله عليهما وآلهما من شجرة واحدة
وباقي الناس من أشجار شتى
وعندما نرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نعتقد جازمين أنه ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى () إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)) قد نطق بهذه المعاني العميقة باكثر من لفظ وباكثر من مناسبة وبحضور اناس مختلفين ،، فلا بد لنا أن نحاول على الاقل أن نفهم ماذا كان يريد صلى الله عليه وآله أن ينقله لعقولنا ووجداننا وقلوبنا من المعاني والأفكار من خلال هذه الكلمات
فالمسلمين الأوائل لم ينكروا عليه صلى الله عليه وآله هذه الاقوال ،، بل وفهموا منها انه يشير بها لمعاني أبعد وأعمق من المعاني المادية
فرواة السير والأحاديث لم ينقلوا لنا أن أحد من الموجودين حوله قد أنكر هذا القول أو قد اعترض عليه أو حتى قد ناقشه بكيف تقول ذلك وانت وعمّك أبوطالب وابوك عبدالله وامّك آمنة كلكم من شجرة واحدة كانت وستبقى من بعدك ما شاء الله لها البقاء
أقول أن الواقع يقول لنا أنه لم يعترض احد منهم حينها على هذا القول لانهم فهموا منه انه يريد معاني أخرى هي اعمق وابعد من المعاني المادية المتداولة ،، تماما كما انهم أخذوا روايات خلق نوره قبل الخلق على ما هي عليه وفهموا انما حديثه هو عن العلل الإولى للخلق
فكيف يمكننا أن نوفّق بين قوله صلى الله عليه وآله في رواية جابر ((نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير)) ، ـ
وبين قوله “يا علي: الناس من شجر شتى ، و أنا و أنت من شجرة واحدة”ـ
فلو أردنا ان نزواج ما بين معنى الرواية الاولى ومعنى الرواية الثانية فسنقول أن أشجار باقي الناس في الرواية الثانية هم جزء من كلّ خير في الرواية الأولى
وبالتالي فإن الأشجار الشتى التي الناس منها في الرواية الثانية
ستكون مخلوقة من الشجرة التي محمد وعليّ صلوات الله وسلامه عليهما منها
فشجرة محمد وآل محمد حينها هي شجرة في الأشجار الشتى
وغصون وفروع وثمار شجرة محمد وآل محمد موجودة في أصل تكوين وأصل وجود كل الغصون والفروع والثمار لكلّ الأشجار الشتى
فشجرة محمد وآل محمد
فروعها بفروع الأشجار الشتى
ولقاحها بلقاح الأشجار الشتى
واغصانها باغصان الأشجار الشتى
وثمارها بثمار الأشجار الشتى
بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي يا شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى فـ:ـ
ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ ،وَأَسْمَاؤُكُمْ فِي الْأَسْمَاءِ ، وَأَجْسَادُكُمْ فِي الْأَجْسَادِ ، وَأَرْوَاحُكُمْ فِي الْأَرْوَاحِ ، وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ ، وَآثَارُكُمْ فِي الْآثَارِ ، وَقُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ
والكونداليني كما أوضحنا في مقال سابق هو شجرة طوبى
وشجرة طوبى كما في الروايات هي شجرة محمد وآل محمد
فلذلك لا يتوقع أحد من الناس أن يرفع الكونداليني وعيه ويقوده بدرب التنورأو أن يستيقظ الكونداليني عنده كما يقولون له
أو أن تنفتح عيني قلبه كما يقول لنا أهل البيت عليهم السلام
وهو لا يواليهم في الحياة الدنيا موالاة صادقة صافية تمام الصفاء من حب وموالاة أعدائهم
فشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى المنطوية في كل الخلق تجلّت بين الناس بأسماء وصور مختلفة منها صور وأسماء محمد وآل محمد
فمن عادى هذه الاسماء في عالم الظهور فهو عادى شجرة طوبى في عالم البطون
بمعنى أنه عادى الكونداليني
ومن والى أعداء شجرة طوبى في عالم الظهور فقد والى أعداء الكونداليني
ومن بات وفي قلبه ولو ذرة حب لأعداء شجرة طوبى فقد أحب أعداء الكونداليني على ذلك القدر أيضا
ولا يمكن لك أن تعاديهم او أن توالي أعدائهم في عالم الظهور وتتوقع منهم أن يرفعوك من البطون
يجب أن تتبرى من أعداء شجرة طوبى تماما التبري في عالم الظهور قبل أن تتوقع منهم أن يعينوك للعبور من أمام حرّاس البوابات الغلاظ الشداد
يجب عليك أن تعرف لماذا يجب عليك أن تتولاهم في عالم الظهور وأن تتبرء كذلك من أعدائهم في عالم الظهور
لأنك بذلك ستضمن انعدام الموانع التي سيمتنعون بسببها من أن يعينونك على التغلب على أعدائهم في باطنك
ففيك انطوى العالم الأكبر
فأنت مرآة صغيرة صِغر حبة العدس لكنك تعكس صورة الكون كله بكل قواه بوجودك
فأعدائهم في عالم الظهور هم نفسهم خدمهم وعمّالهم في عالمك الباطني وهم نفسهم حرّاس البوابات
زهرة الحياة هي فاطمة الزهراء ،، وشجرة الحياة شجرة طوبى وسدرة المنتهى المنطوية في فاطمة الزهراء هي شجرة محمد وآل محمد
وبدون معرفة سر وأسرار سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء فلن يمكننا الوصول أبدا لسر شجرة الحياة
فشجرة الحياة هو السر المستودع في زهرة الحياة
فشجرة طوبى التي من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى هو السر المستودع في زهرة الحياة
يعني الكونداليني هو السر المستودع فيها
ولا يمكنك أن تكتشف الكونداليني بدون أن يرافقك نفس الكونداليني في رحلة صعودك فيصعد بك تدريجيا لتشاكرا التاج، تشاكرا الحكمة
كشف السر المستودع في زهرة الحياة هو طريق الخلاص
وكشفه لا يعني أن تعلم به علم حصولي فقط
بل يعني أن يكشف هو لك عن نفسه
وأن يأخذ بيدك نحوه خطوة بخطوة
وأن تشعر أنت بمرافقته لك ومرافقتك له خطوة خطوة
لكن كل ذلك مشروط بموافقة زهرة الحياة على أن يرافقك الكونداليني
فــ رِضى الكونداليني من رِضى زهرة الحياة
وغضبه هو لغضبها
ولذلك فإن على معرفة زهرة الحياة دارت قصص ألف ألف آدم سابقين
وستدور على معرفتها والى أبد الآبدين قصص كل آدم جديد بعد آدم قديم
وستبقى تدور على معرفتها القرون القادمة
كما دارت على معرفتها كل القرون السابقة.ـ
وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيه والسر المستودع فيها
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.