*111* يوجد بعد الموت مواقف خمسين سيرى الانسان وسيعايش بها حقيقة أفعاله

  • Creator
    Topic
  • #1929
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مجموعة أسئلة وردتني من أحد الإخواة الكرام أحببت أن أشارككم أجابتي عليها
    (((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم من الممكن أن تكون أسئلتي التالية قديمة او مُعادة بالنسبة لك لكنني أود أن تجيبني عليها بشيء من التوضيح والتفصيل
    تقول دائما أن الجحيم ليست كما نتصورها أو كما يصوّرها لنا مشايخ المنابر
    طيّب ماذا تقول في هذه الآية:
    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ }
    وماذا عن الايات التي تتكلم عن الخلود في نار فعليّه
    كما وتوجد آيات أخرى تتكلم عن مجموعة من الناس قالت انهم في النار خالدين ،،
    فكيف تكون جهنم هي هذه الأرض ونحن نموت في هذه الأرض ،، يعني نحن لسنا بخالدين فيها ..
    كما وتوجد أية تقول بما معناه أنّ الموتى لا يرجعون ،، فكيف تقول أننا سنرجع؟)))….إنتهى
    .
    .
    .
    وإجابتي على هذه الاسئلة كانت
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    يوجد بعد الموت مواقف خمسين سيرى الانسان وسيعايش بها حقيقة أفعاله وأخلاقه وعقائده التي مات عليها
    فإن كانت تلك الأفعال والاخلاق والعقائد جميلة ستكون صور واحداث تلك المواقف أيضا جميلة
    وان كان بعضها جميل وصحيح وبعضها الآخر قبيح ومجانب للواقع ستكون مشاهد واحداث تلك المواقف الخمسين أيضا خليط بين هذا وذاك
    بعد مرور الانسان بهذه المواقف سيقف للحساب لكي يرى نتيجة أعماله واخلاقه وعقائده ومدى ثقل او خفّة موازينه
    فمن ثقلت موازينه حينها بدرجة كافية فانه لن يعود للتجسد من جديد في هذه الأرض او غيرها ،،
    وأمّا من خفت موازينه فسيرجع مرة أخرى لأمّه الارض
    هذا بما يخص ما سيجري بعد الموت وقبل كلّ كرّة
    أما بخصوص الآية الأولى التي سألت عنها {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ }
    فالحياة على هذه الأرض تنقسم لقسمين وبينهما فاصل
    فترة الحياة الدنيا
    وفترة الآخرة
    والفاصل الذي بينهما هو يوم القيامة،
    وهو يوم قيام القائم
    وهذه الآية تصف بعض ما سيحدث في هذا اليوم وبعض الحوارات بين الناس وبينهم وبين ربهم في هذا اليوم
    وفي هذا اليوم ((وهو يوم طويل)) ستتكشّف الحقائق للناس وسيعلمون حقيقة ما كان يجري على هذه الأرض
    وسيعلمون ان مهمة هؤلاء الاثنين التي إُسندت لهما كانت هي اضلالهم واشغالهم عن الخلاص من جهنم الأرض عبر تحريف كلّ الاديان والعقائد بما يحقق حبس الناس وتضييع جهودهم وجعل اعمالهم هباءا منثورا
    وبه سيتم الفصل والتمييز بين مجموعتين من الناس
    بين مجموعة من سيؤتون كتابهم بيمينهم بعد الحساب
    وبين مجموعة من سيؤتون كتابهم بشمالهم بعد الحساب
    الذين سيؤتون كتابهم بيمينهم وهم الأقليّة فسيبقون على هذه الارض
    وبمساعدة الملائكة والروح وربهم سيحولونها لجنة يعمّ السلام والطمئنية والسعادة فيها جميع أرجائها وبين جميع سكانها من الناس والحيوانات
    كما وستخرج الارض بها خيراتها
    وأمّا الذين سيؤتون كتابهم بشمالهم وهم الأكثرية فسيتم نقلهم بعد انتهاء الحساب لكوكب آخر جديد ،،
    يعني لجهنم جديدة
    لكن قبل أن يبدء الحساب في يوم القيامة سيتم عزل أو استخلاص ثلّة من الناس عددهم سبعين ألف وسيتم رفعهم لجنات السماء بصحبة اليمين قائد الغرّ المحجلين
    وهي ثلّة الأولين من أصحاب اليمين:
    لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ () ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ () ((وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ….. وهؤلاء سيتم استخلاصهم في فترة الآخرة بعد يوم القيامة))
    وهذه الثلّة سبقتها ثلة أخرى لجنات النعيم تم استخلاص افرادها أول بأول خلال فترة الحياة الدنيا وقبل يوم القيامة
    وهي ثلة: السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ.
    وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ () أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ () فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ () ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ () ((وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ….. وهؤلاء سيتم استخلاصهم في فترة الآخرة بعد يوم القيامة))
    أمّا أصحاب الشمال وهم الأكثرية الساحقة
    فسيتم نقلهم لكوكب جديد ، ظروفه ستكون عليهم صعبة جدا جدا لأنهم يجب عليهم أن يبدؤوا مرة أخرى بترتيبه وبنائه لحياة جديدة لا يعلمون عنها شيئا وتختلف تماما عن جميع ما تعلموه وخبروه في كل كرّات حياتهم السابقة على هذه الأرض
    يعني خبرتهم السابقة التي اكتسبوها على هذه الأرض لن تفيدهم كثيرا هناك
    أمّا بالنسبة للآيات التي قالت أنهم خالدين فيها أبدا فإنها لم تقف عند هذا الحدّ ، بل استمرت قائلة:
    خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
    فربطت خلودهم بدوام وجود السماوات والأرض
    وهذا لا يتعارض مع ما قلناه من أنهم سيُنقلون من أرض الى أرض أخرى أو من جهنم الى جهنم أخرى
    والأيات أيضا لم تقل ((خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)) ثم توقفت
    لكنها استمرت قائلة ((إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ))
    وهؤلاء المستثنون هنا هم مجموعات الثلل الثلاثة ومجموعة القليل،،
    فهؤلاء كانوا في جهنم مع البقية ،، لكن ربما بعد أن كرّوا ألف ألف كرّة في ألف كوكب أو ألف جهنم سابقة تم أخيرا استخلاصهم ورفعهم واخراجهم منها
    وكذلك عندما قالت الآيات انهم خالدين فيها أبدا فلم تكتفي بذلك وتوقفت ،، بل قالت في موضع آخر:
    كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ
    وهذا يتوافق مع قول إعادة التجسد بأجساد جديدة، أو إعادة الكرّة مرة أخرى في هذه الأرض أو في جهنمنا هذه بجسد جديد
    وقالت أيضا:
    إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا
    فألف حياة وممات من السهل جدا أن يجعلها رب العالمين ألفين
    والالفين من السهل أن يجعلها أربعة آلآف حياة وممات
    والأربعة آلآف من السهل عليه أن يجعلها ماْئة ألف حياة وممات
    فكلما ثقلت موازينك في حياة ما ستقلّ الفترة المتبقية لك حتى يحين موعد كتابة اسمك من مجموعات الثلل الثلاثة ومجموعة القليل
    فهؤلاء اسماؤهم معروفة ومحددة ومشخصة مع بداية قصة كل آدم جديدة ،، فلا يزيدون واحد ولا ينقصون واحد
    وكلما خفّت موازينك في حياة ما فقد تطول الفترة المتبقية عليك ((أو ربما ستبقى كما هي)) حتى يحين موعد كتابة اسمك ضمن اسماء تلك المجموعات الأربعة
    وبالنسبة لقولك ان القرآن يقول ان الموتى لا يرجعون ، فتوجد آيات كثيرة تقول بالرجعة ،، لكنني أفهم انك تتكلم هنا عن الرجعة بمعنى الكرّات التي اتكلم عنها
    وهذه فعلا لا تحصل بالشكل الذي تتخيله
    فأيثري حينما يموت لن يعود مرة أخرى كأيثري ليفعل ما لم يكن يفعله في حياته السابقة بين نفس أهله وإخوانه واصحابه
    فكرّته التالية قد تكون بصورة رجل أو قد تكون بصورة امرأة ، من يدري؟
    وقد أولد بين عائلة مسلمة أو مسيحية أو يهودية او بوذية او هندوسية أو غير ذلك
    يعني ظروف حياتي التالية ستكون مختلفة نهائيا عن ظروفي في هذه الحياة
    كل ذلك تحدده خفّة وثقل موازيني التي سأقف بها للحساب
    وقد أبدء رحلة حياتي المعرفية الجديدة من بداية الطريق من جديد
    وقد أكملها من حيث سأنتهي بها هنا في هذه الحياة
    وهذا الأمر سيحدده كيف سأسلك حياتي هذه
    فلو خرجت بحياتي هذه من بيتي مهاجرا في سبيل الله ورسوله ((يعني أطلب حرث الآخرة)) ومت وأنا لا أزال في طريق هجرتي لهما ((يعني مت ولا زلت أطلب حرث الآخرة)) فسيقع أجري حينها على الله
    وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
    وفي حياتي التالية سيوفّيني أجري كاملا
    فيوصلني سريعا إلى حيث انتهيت من العلم والمعرفة في حياتي السابقة
    زلأبدء طريق هجرتي الجديد إليهما من حيث توقفت في الحياة السابقة
    ولو أدركني الموت مرة أخرى قبل أن أصل لهما فسيقع أجري مرة أخرى على الله
    فيوفّر لي في حياتي التالية الظروف المناسبة التي ستوصلني سريعا للنقطة التي توقفت عندها في الحياة السابقة
    ولأبدء منها هجرتي إليهما من جديد
    أرجو أن أكون قد وفّقت للاجابة عن اسألتك الكريمة بشكل مناسب وواضح
    .
    .
    .
    سؤال أخـــــــــــر
    السلام عليكم …
    أخي الكريم طالب التوحيد
    أعتقد حسب فهمي لكتاباتك و بعض آيات القرآن الكريم ..
    إن الكافرين و المنافقين و الذين خفت موازينهم سيحشرهم الله ((و حسب قاعدة تجسيد الاعمال))على شكل مسوخ فمنهم قرده و منهم خنازير و حشرات وووووووووو
    و يبقون في هذه الدنيا (جهنم)إلى أبد الآبدين من دون أن يخرجوا منها
    الجـــــــــــواب
    لا ابدا لم اقل بذلك أخي الكريم ،، فالقرآن يقول :
    فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
    خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
    وعن نفسي لا أنظر لهذا الامر من جهته السلبية فقط ،، فامر التجسد بشكل طيور وحيوانات مختلفة لو انك نظرت له نظرة شاملة فستجد أن له جهة إيجابية أيضا
    شخصيا لا أستطيع ان اتصور ان الله تبارك وتعالى يخلق معجزة كونية بكل ما لكلمة معجزة من معنى لكي يجعله بعد ذلك حشرة لأبد الآبدين
    فخلق كل ذرة من ذرات الانسان هو معجزة حقيقية ، يعني لو نظرت بعين الفاحص ستجد ان الله لكي يخلق بدنك فقط قام بأكثر من ألف مليون معجزة
    فهل يُعقل أن يتكلف كل هذا الامر لكي يرجعك حشرة لابد الآبدين
    فأنت أعظم من الألف مليون معجزة التي خلقها وفعلها من أجلك أنت فقط
    أنت لست البدن،
    أنت الروح التي تلبس هذا البدن، والتي ربما لبست قبله ألف ألف بدن
    أنت الروح التي خلقها لكي يعلّمها في العوالم الأرضية
    ثم بعد أن يُكمل تعليمها يقوم برفعها لعوالمه السماوية ليعلمها أشياء أجمل وأكمل وأعلى ووووووو
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لا تموت ولا تفنى
    أنت النفس الناطقة القدسية التي تتعلم في كل كرّة من كرّاتها شيء جديد
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لو نظرت من عليائها لكوكب الأرض لقالت إنني أعرف كل زاوية من زوايا هذا الكوكب لأنني مشيت وأبحرت وطرت بها كلها
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لو نظرت من عليائها لكوكب الأرض لقالت إنني أجيد كل لغات أهل هذا الكوكب لأنني وُلِدت في كل بقاعه وتعلمت كل لغاته
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لو نظرت من عليائها لكوكب الأرض لقالت إنني أتقن كل الحِرف الممكنة على هذه الأرض
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لو نظرت من عليائها لكوكب الأرض لقالت إنني كنت ملكة أو ملكا في كل بقاعه ودوله
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لو نظرت من عليائها لكوكب الأرض لقالت إنني طرت مع كل الطيور في كل أجوائها وحفرت الخنادق مع النمل في كل سهولها وصحاريها
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لو نظرت من عليائها لكوكب الأرض لقالت إنني رأيت نفسي بكل صورة ممكنة على هذه الأرض ، ورأيت نفسي من عين كل شيء حي عاش فيه وعليه
    أنت النفس الناطقة القدسية التي لو نظرت من عليائها لكوكب الأرض لقالت إنني قد خبرت عليه شعور النخلة وهي تلقي برطبها للأطفال وهم يلعبون تحتها ،، وعشت شعور شجرة الصفصاف وهي تنفض أوراقها ،، وشعرت بحنان ورق العنب وهو يلف عناقيد العنب لحين قطافها
    أنت لست البدن،
    أنت لست محدود بزمان أو مكان،
    أنت معجزة خالدة يمكنك أن تتركب بأي صورة كانت
    كل ما في الأمر أنك تتعلم الآن
    ولكي تتعلم بأكمل صورة وأتمها يجب عليك أن تنسى كم أنت عظيم وعالي الشأن عند ربك الذي فخللقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ،، فيركبك بكل صورة ممكنة وفي كل صورة جديدة منها ستعيش وتتعلم شيء جديد على هذه الأرض
    الأمر وما فيه أخي الكريم هو أن كل نفس ناطقة قدسية عندها مجموعة من الدروس المهمة يجب عليها ان تتعلمها كلها وتتقنها كلها لكي تعبر للمرحلة التالية ((هذه الدروس هي حرث الآخرة)) ،، لا يهم عدد الكرات التي ستستغرقها في رحلة تعلمك لها
    لكن رحلة واحدة تستيقظ بها وتقرر أن تتعلم بها ستقطع بها ربما ما لم تقطعه بألف كرة سابقة
    فكما يقولون أن ساعة تفكر خير من عبادة ثمانين سنة لا تفكّر بها
    يعني كرّة واحدة تتفكّر بها ألف ساعة فقط ،، هي خير لك من ثمانين ألف حياة بلا تفكّر
    وستتعلم بها أكثر مما ستتعلمه في ثمانين ألف حياة لا تفكّر بها
    فكسر الدورة المغلقة لإعادة التجسد في العوالم الأرضية لا يعتمد على العلوم والخبرات الظاهرية
    بل على العلوم والخبرات الباطنية التي الطريق الوحيد للولوج فيها هو من خلال التّفكر
    فالتفكير هو للامور الظاهرية والقشريه لهذه الحياة الدنيا
    أمّا التّفكّر فهو بوابة الولوج للحياة الأخرة ولجني ما حرثته به للآخرة
    وصلى الله على المصطفى الهادي الأمين محمد وآله الهداة المهديين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.