*112* من عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر

  • Creator
    Topic
  • #1930
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحكة الله وبركاته
    عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إنا أنزلناه في ليله القدر
    الليلة فاطمة
    والقدر الله
    فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر
    و إنما سميت فاطمة لان الخلق فطموا عن معرفتها))…..إنتهى
    .
    .
    فمن عرف فاطمة فقد عرف:
    1- معنى الولاية العُظمة العُظمة العُظمى ،
    2- وعرف معنى الاسم المخلوق الذي فُطم الناس عن معرفته لأنه بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور
    3- ووصل للمعنى المخلوق ، المشكاة والمصباح والزجاجة والشجرة المباركة
    4- ومن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد عرف معنى:
    إن الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان ، وخلق نور الانوار الذي نورت منه الانوار ، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الانوار
    ومن عرف فاطمة فلقد أدرك معنى أوّل ظهور لأول مرتبة من مراتب الامامة الالهية وأعلاها
    فإنّ للإمامة الالهية مراتب متعددة ومتتابعة في رحلة ظهورها في الخلق والتكوين ،،
    فالامامة الالهية لها مرتبة قبل خلق الخلق حيث :
    كنّا أنوارا حول العرش نسبح الله ونقدسه
    ولهم مرتبة في كلّ الخلق حيث:
    ذِكْرُكُمْ في الذَّاكِرِينَ ، وَأَسْمَاؤُكُمْ في الأَسْمَاءِ ، وَأَجْسَادُكُمْ في الأَجْسَادِ ، وَأَرْوَاحُكُمْ في الأَرْواحِ ، وَأَنْفُسُكُمْ في النُّفُوسِ ، وَآثَارُكُمْ في الآثَارِ ، وَقُبُورِكُمْ في القُبُورِ .
    فهم الكتاب المكنون والاسم المكنون القرآن العظيم
    .
    .
    ولهم مرتبة يحيطون بها بكل الخلق حيث انهم هم العقل الكلّ ذلك الـملكُ الذي:
    لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ
    .
    .
    ولهم مرتبة ظاهرة مرئيّة لمخلوقات عالم الأمر ومن قبل خلقهم أيضا ،، حيث :
    كنّا أنوارا حول العرش نسبّح الله ونقدّسه
    ((حتّى)) خلق الله سبحانه الملائكة
    فقال لهم : سبّحوا ،
    فقالوا : ياربّنا لا علم لنا ،
    فقال لنا : سبّحوا ، فسبّحنا
    فسبّحت الملائكة بتسبيحنا
    .
    .
    فهم أوّل من ظهروا في عالم الأمر من مخلوقاته
    .
    .
    ولهم مرتبة أخرى ظاهرة في عالم الخلق لمخلوقات عالم الخلق ،،
    وهم كذلك أوّل من ظهروا فيه
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
    فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ
    .
    .
    .
    فالإمامة الإلهية لها مراتب متعددة ومتتالية ومتوالية كما تبين الروايات والآيات هذا الامر لنا
    لكنها جميعها : لها لسان واحد فقط، ولها هدف واحد فقط،  ولها فعل واحد فقط ، ولها مشيئة واحدة فقط
    إن شائت شاء الله
    وإن قالت قال الله
    وان فعلت فعل الله
    .
    .
    كل تلك المعاني العميقة والاكثر منها عمقا تترافق عملية فهمها وادراك معانيها العميقة مع معرفتنا لفاطمة حق المعرفة
    وكلما اقتربنا من معرفت فاطمة أكثر وأكثر اقتربنا أيضا من معرفة تلك المعاني العميقة أكثر وأكثر
    فاطمة هي ليلة القدر
    وليلة القدر لها أيضا مراتب متعددة بتعدد مراتب الامامة الالهية
    وكل مرتبة من مراتب الامامة الالهية لها نوع أو طريقة خاصة لتتنزل بها من الأمر الخاص بها في مرتبة ليلة القدر الخاصة بها
    لكن كل تلك المراتب المختلفة لليلة القدر تجمعها ليلة القدر الكبرى والتي هي خير من ألف شهر ،، والتي هي سلام حتى مطلع الفجر
    بدون معرفة ليلة القدر حق معرفتها لا يمكن لأحد أن يقترب قيد أنملة من فهم معاني وتأويل آيات القرآن الكريم
    لأن ليلة القدر هي الوجود كله بكل الموجود بها
    فهي العقل الكلّ وكل الخلائق هي العقول الجزئية
    .
    .
    .
    عن أبي جعفر عليه السلام قال:
    يا معشر الشيعة:
    خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا،
    فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
    وإنها لسيدة دينكم،
    وإنها لغاية علمنا،
    يا معشر الشيعة خاصموا بـ: “حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في
    ليلة مباركة إنا كنا منذرين”
    فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، …….إنتهى
    فكيف لنا أن نفهم ديننا بدون أن نفهم سيدة ديننا
    .
    .
    .
    وكيف لنا أن نفهم قرآننا بدون أن نفهم كنزه ونكتشفه
    قال الإمام الباقر ( عليه السلام ):
    لكلّ شيء كنز ، وكنز القرآن ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء عون ، وعون الضعفاء ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء يسر ، ويسر المعسرين ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء عصمة ، وعصمة المؤمنين ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء هدى ، وهدى الصالحين ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء سيّد ، وسيّد العلم ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء زينة ، وزينة القرآن ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء فسطاط ، وفسطاط المتعبّدين ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء بشرى ، وبشرى البرايا ( إنّا أنزلناه ).
    ولكلّ شيء حجّة ، والحجّة بعد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ( إنّا أنزلناه )
    فآمنوا بها ،
    قيل : وما الإيمان بها ؟
    قال : إنّها تكون في كلّ سنة ، وكلّ ما ينزل فيها حقّ…..إنتهى
    .
    .
    .
    كلّ ما ينزل فيها حق، يجب أن تصل لهذه النتيجة لكي تكون ممن يؤمنون بـ( إنّا أنزلناه )
    فإن لم تؤمن بأن كل التقديرات بكل صورها التي ستتنزل بها الملائكة والروح في ليلة القدر بأنّها حق فإنك لم تؤمن بـ( إنّا أنزلناه )
    فيجب أن يكون عندك تصوّر واضح أو شبه واضح لليلة القدر
    ولعملية التنزل بها وكيفيته
    لكي تستطيع من خلاله أن تصدّق وأن تذعن بأنّ كلّ ما ستتنزل به الملائكة والروح هو حقّ لا لبس به
    وحينما تصل لهذه النتيجة، أي تصل للتصديق التام بأن كل ما تتنزل به الملائكة والروح تحت السقف المرفوع لقبة أدمنا إنّما هو حقّ صريح وانّه تنزيل من رب العالمين
    فستسامح نفسك حينها أولا
    وستسامح جميع من أخطؤوا بحقك
    وستسامح كل أعدائك
    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.