*116* من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية2

  • Creator
    Topic
  • #1934
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية
    فمن هو إمام زمانك؟
    ومن هو إمام زماني؟
    ومن هو إمام زمان كل واحد منّا؟
    لنعرف جواب هذا السؤال يجب علينا أن نعرف من هو زماننا
    وقبل ذلك أن نعرف أنفسنا أو من أنت ومن أنا
    فمن عرف نفسه عرف ربه
    انتبه انه من عرف نفسه عرف ربه وليس عرف الله
    وهذه الأسئلة لن تتم الاجابة عليها ما لم نُجِب على الأسئلة الثلاثة التالية:
    من أين؟
    وفي أين؟
    وإلى أين؟
    وكل ذلك مصداق لقول أمير المؤمنين:
    رحم الله امرأ أعد لنفسه، واستعد لرمسه.. وعلم من أين، وفي أين، وإلى أين
    هذه الأسئلة الثلاثة تتسائل عن علاقتنا بالمكان،، فإذا استطعنا أن نجيب على هذه الأسئلة الثلاثة بإجابات صحيحة فسنكون قد أجبنا على نصف سؤال من هو زماننا
    فالزمان والمكان صنوان لا يفترقان ،
    لأنه لا يوجد مكان دون زمان
    وكذلك لا يوجد زمان من دون مكان
    فحيثما كان أحدهما فيجب ان يتواجد الآخر معه
    وكذلك يجب أن يوجد معهما موجود ثالث
    من هو الموجود الثالث؟
    إنه الشاهد الذي سيشعر بهما (الوعي الفردي)
    فكما انه لا يوجد معنى للمكان بدون الزمان ولا للزمان بدون المكان فإنّه لا يوجد كذلك معنى لهما بدون وجود من سيشهدهما او من سيشعر بهما كزمان ومكان،،
    واجمالا فإن من سيشعر بالحياة فإنه سيشعر بها فقط من خلال شعوره بهما سوية، فالشعور بالزمان والمكان هو نفسه الشعور بالحياة
    فلا يمكنك أن تشعر بالحياة بدون أن تشعر بمرور اللحظات عليك لحظة بعد لحظة بشكل سيّال لا يتوقف
    وبوجودك بمكان ما حتى ولو كان ثقب أسود
    فالشعور بالحياة مرتبط ارتباط وثيق بالشعور بالزمان والمكان
    وكما أن الشعور بالحياة مرتبط بالشعور بالزمان والمكان
    فكذلك فإن الشعور بالزمان والمكان يحتاج أيضا للحياة
    فلا معنى للحياة بدون الزمان والمكان
    ولا معنى للزمان والمكان بدون الحياة
    وعليه فإن عملية خلقهما بدون الحيّ الذي سيشعر بهما هي عملية غير ممكنة على الإطلاق، والطريقة الوحيدة لها هي أن ينوجدوا ثلاثتهم سوية وبنفس الوقت
    وبحيث أنه لا يتأخر او يتقدم أي واحد منهم  على الآخرين
    وتماما كما أنه يجب اجتماع هذه الأطراف الثلاثة لظهور الزمان والمكان فيجب أيضا أن يكون معهم الوعي الرابع،، وأقصد به الوعي الذي هو رابع الثلاثة وخامس الاربعة
    مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
    والكلام هنا حصرا هو عن الإسم المكنون فقط،،
    لأن الكلام عن الاسم المخلوق ممتنع لأنه : بالحروف غير منعوت وووو
    فــ:
    عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
    إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،
    فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر،
    فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها،
    وحجب واحدا منها،
    وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت،
    فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان “
    لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثني عشر ركنا،
    ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها،
    فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس ، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، لا تأخذه سنة ولانوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، البارئ المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث
    فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلاث مائة وستين اسما فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة ،
    وهذه الاسماء الثلاثة أركان وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة،
    وذلك قوله عزوجل: ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى ” ………….انتهى.
    أمّا الإسم المكنون فهو النقطة التي يمكننا أن نتخيلها بكل صورة ممكنة،، والتي يمكننا أن نكثّرها بخيالنا لنصنع منها صور جزئية لا نهاية لعددها لكل العوالم ولكل المخلوقات فيها
    فالاسم المكنون هو شاهد مع المشاهد
    وهو الشاهد على المشاهد أيضا
    فهو شاهد معه
    وهو شاهد عليه
    وهو حجة عليه بنفس الوقت
    ومع هذه الواجبات الأربعة يجب أيضا أن يوجد واجب خامس كان يجب أن نذكره قبلهم كلهم
    لأنه به وحده فقط من الممكن أن يتم ظهورهم كلهم ، وأقصد ظهور الزمان والمكان والمشاهد والمكنون
    فما هو هذا الواجب الخامس والذي كان يجب أن نذكره قبلهم كلهم والذي من غيره لن يظهر او لن يشعر أي من هؤلاء الأطراف ببعضهم البعض؟
    تجاوزا منّي سأقول إنه الوعي المخلوق الجامع
    أو الذات المخلوقة الجامعة
    والتي ستجمع بكيانها جميع هؤلاء الأطراف مع بعضهم البعض ليمكنهم أن يشعروا ببعضهم البعض
    فهي المشاهدة معهم ،، وهي الشاهدة عليهم ،، وهي الحجة عليهم كذلك
    فتكون هي المشاهدة وهي الشاهدة وهي الحجة عليهم كلهم
    ما هي تلك الذات؟
    هذه الذات رغم أنّها ذات مخلوقة فإنّه لا يمكن معرفتها نهائيا وبأي صفة ،، أو معرفة كنهها أو أي شأن من شؤونها ،،
    ولذلك قلت ابتداءا أنني تجاوزا سأقول أنه الوعي المخلوق الجامع ،، وذلك لأنه لا يوجد وعي مخلوق أكبر من وعيها ليحيط بها من خارجها
    فحتى الإسم المكنون هو يستطيع أن يملؤها من داخلها ومحيطها فقط ،، أمّا من خارجها فلا يوجد خارج وعيها ووجودها من خارج ،،
    فهي الوعي الجامع الذي يجمع بوعيه كل وعي ،،
    لكن هذه الذات المخلوقة الجامعة للمكان والزمان والمشاهد والشاهد المكنون بهم جميعا ،،
    هذه الذات مهما اتسعت أو كثرت أسماؤها وكلماتها وحروفها
    فإنّ الإسم المكنون بها سيملأ من نفسه ووعيه جميع تلك الأسماء والحروف ،
    لأن الإسم المكنون لا يوجد أيّ ظهور انفرادي خارجي له بمعزل عن ظهور الأسماء والكلمات والحروف ،،
    فالاسم المكنون بالاسماء تعني أنه مكنون بها كلها ،، وأنّه خفي عنها كلها ،، وأنّه غير ظاهر على الإطلاق لأي إسم منها
    وسنبدء إن شاء الله حديثنا لمعرفة إمام زماننا من الوصف الذي وصفه لنا الاسم المكنون لهذه الذات المخلوقة الجامعة
    وهنا لا أقصد الإمام الذي ننتظر جميعا ظهوره في الزمان والمكان
    بل أقصد إمام زماني أناْ وإمام مكاني او عالمي أناْ
    فكما سيتضح لنا بعد قليل اننا لا نعيش في زمان واحد ولا في مكان واحد، بل ان كل واحد منّا يعيش بزمانه الخاص وعالمه الخاص لكننا احيانا كثيرة نتشارك الشعور بالزمان والمكان فنشعر معها وكاننا نعيشهما ونتشاركهما سوية كزمان ومكان واحد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    روي‌ المجلسي‌ّ عن‌ «علل‌ الشرايع‌» باسناد العلوي‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌:
    إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّي‌ اللَهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلَ؟
    قَالَ: خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ،
    مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
    وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ،
    وِ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ.
    وَاسْمُ ذَلِكَ الإنسان علي‌ وَجْهِ ذَلِكَ الْرَأْسِ مَكْتُوبٌ.
    وَعلي كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقيً لاَ يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّي‌ يُولَدُ هَذَا الْمَوْلُودُ وَيَبْلُغُ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ؛
    فَإذَا بَلَغَ، كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ،
    فَيَقَعُ فِي‌ قَلْبِ هَذَا الإنسان نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَالسُّنَّةَ وَالْجَيِّدَ وَالرَّدِيَّ.
    أَلاَ وَمَثَلُ الْعَقْلِ فِي‌ الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي‌ وَسَطِ الْبَيْتِ…….. إنتهـــــــــى
    .
    .
    لكي تعرف معي معنى زماننا وإمام زماننا يجب علينا أن نخرج سوية من جسدنا الذي نشعر الأن بوجودنا به ومن خلاله
    وأن تتخيل معي أنك مجرد رأس من رؤوس هذا الملك الكلي الجامع لكل ما كان ويكون وسيكون من المخلوقات
    ففي هذا الملك او العقل الكلّي لا يوجد شموس واقمار وكواكب وفراغ كوني وحركة من مكان لمكان
    بل انه لا يوجد لا المكان ولا الزمان في هذا العقل الكوني
    في هذا الملك العقل الكلي لا يوجد سوى رؤوس أو عقول جزئية
    فأنت وأناْ وكل واحد منّا هو مجرد رأس واحد جزئي أوعقل جزئي واحد من ذلك العقل الكلي الجامع
    وعندما أقول رأس جزئي فلا يذهب فكرك لشعر وعينين وحاجبين وانف وفم وغير ذلك من الصور العقلية
    يعني لا تذهب بخيالك للصورة الخارجية للرأس ولا حتى للصورة الداخلية للعقل
    بل أريدك أن تتصور معي أنك مثلي مجرد عقل جزئي تعيش ضمن هذا العقل الكلي الذي أعتمد وتعتمد ونعتمد كلناعليه بكل وجودنا وشعورنا
    ولأقرب لك الصورة اطلب منك أن تتخيل نفسك مجرد برنامج ذاتي التفكير والاختيار ضمن عدد لا متناه من البرامج المشابهة لك تماما
    والمعتمدة في كل وجودها وشعورها بنفسها وحرية اختيارها على كمبيوتر عملاق يجمعها جميعها ضمن كيانه الجامع فيحويها بنفسه ووجوده ويغذيها كلها بالعلم والقدرة والحياة ،،،
    وأقصد العقل الكلي الجامع في وجوده لجميع العقول الجزئية التي تعتمد كلّها عليه تماما الاعتماد بكل وجودها
    فهو من يغذيهم جميعهم بالعلم والقدرة والحياة فيشعروا معه وبفضله بالحياة
    ولكي تشعر بنفسك وبوجودك وبأناك الذاتية ضمن هذا العقل الكلّي تم وضعك او تم احاطتك بعقل جزئي خاص بك وحدك لخدمتك ،،
    فنوع وحدود وجودك ضمن هذا العقل الكلّي هو أنك مجرد نفس ذاتية الإختيار موضوعة في وسط عقل جزئي خاص بك وحدك
    فأنت لست العقل الجزئي بل فقط المحاط والمخدوم والمكنون بالعقل الجزئي
    وقِوى ومقوّمات هذا العقل الجزئي الخاص بك هي نفسها نفس تلك القوى التي يعتمد عليها نفس العقل الكلي في وعيه وشعوره بنفسه
    فالقوى التي تخدمك وتحيط بك
    هي نفسها قِوى العقل الكلّي التي تخدمني وتحيط بي
    وهي كذلك نفسها التي تخدم وتحيط بالجميع
    فأنت هو فقط ذلك الوعي او تلك المشيئة  ذاتية الإختيار
    أنت هو فقط تلك النقطة التي تتوسط تلك القوى الخادمة لك والمقومة لك
    أنت هو المشيئة الجزئيّة مِثال المشيئة الإلهيّة الكليّة التي ألقتك وسط قواها ومظاهرها،، والتي هي أصل كل عقل جزئي
    فأنت هو المختار فقط في هذا العقل الجزئي
    أنت هو المُشيء به فقط
    وأنت هو من توجه قوى العقل الكلّي والجزئي لكي تظهر لك صور مشيئتك كيفما شئتها ولتجعلك تشعر بها وتراها تماما كما شئتها
    فحقيقتك كمشيئة جزئية هي ليست منحصرة بالصورة التي ترى نفسك اليوم بها ومن خلالها ضمن هذا العقل الجزئي المتقوّم بالعقل الكلّي
    نعم صورتك تمثّل جزء واحد من أجزاء هذا العقل الجزئي المخصص لخدمتك ضمن العقل الكوني
    لكنها تبقى (صورتك) فقط ، وليست أنت،
    فبدنك الذي ترى الآن نفسك كمشيئة جزئية من خلاله مهما كانت صورته فهو ليس أنت الحقيقي الذي يقول أناْ
    فأنت الحقيقي هو أنك أنت القوة اللاهوتية او المشيئة الجزئية التي تسكن في ذلك البدن، او تلبس ذلك البدن،،
    سواء أكان بدن مادي في عالم الخلق
    أم كان بدن روحي في عالم الأمر
    فأنت هو المشيئة الجزئية التي ترى نفسها من داخل هذا البدن المادي الفاني الذي تقرء من خلاله هذه الكلمات
    وانت أيضا هو المشيئة الجزئية التي ترى نفسها من داخل البدن الروحي الخالد للنفس الناطقة القدسية في عالم الأمر
    او من داخل البدن الروحي للنفس المطمئنة التي تعود دائما وبعد انتهاء كل تجربة مادية لتجاور نفسها العليا ولتدخل جنته
    فالعقل الكلّي هو المشيئة الكليّة التي خلقها الله المعنى المعبود بذاتها وخلق الأشياء بها
    وأنت هو المشيئة الجزئية مثال المشيئة الكلية التي ألقاها في جميع خلقه
    وأنت كنفس ناطقة قدسيّة صورة واحدة من صور موجودات او مخلوقات العالم العلوي
    .
    .
    سئل الإمام علي عليه السلام عن العالم العلوي فقال:
    صور عارية عن المواد
    عالية عن القوة والاستعداد
    تجلّى لها فأشرقت
    وطالعها فتلألأت
    وألقى في هويتها مثاله
    فاظهر عنها أفعاله
    وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة
    إن زكّاها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها
    وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد….إنتهى
    ولكي يكون الكلام من هذه النقطة واضح وصريح أقول أن:
    الإسم المكنون هو مثال الإسم المخلوق الذي ألقاه في خلقه
    والنفس الناطقة القدسية كما قلنا قبل قليل هي صورة واحدة من صور العالم العلوي التي خلقها رب العالمين وألقى بها مثاله
    يعني ألقى بها اسمه المكنون
    فمثاله هو الإسم المكنون
    وأنت هو الاسم المكنون الذي يلبس قميص او بدن النفس الناطقة القدسية
    فتماما كما أن الاسم المكنون مكنون في الأسماء المخلوقة الثلاثة
    الله
    و
    تبارك
    و
    سبحان
    ومكنون كذلك في بقية الاسماء الحسنى واسماء الأفعال الثلاثمائة والستون
    فهو مكنون كذلك في جميع النفوس الناطقة القدسية أيضا
    فهو حقيقتها كلها ،، وهو من يرى نفسه من خلالها ويفعل من خلالها
    وصحيح انه قد اختار أن يرى نفسه بصور عظيمة مختلفة إسمها الاسماء العظمى والحسنى واسماء الأفعال
    لكنه اختار أن يرى نفسه أيضا بصورٍ مخلوقات أضعف منها ،، وهي صور النفوس الناطقة القدسية
    فحقيقتك أنت كنفس ناطقة قدسية هي أنك انت هو الاسم المكنون المكنون بها والفاعل من خلالها والناطق من لسانها،
    فـ أنت هو الاسم المكنون ،، مثال الإسم المخلوق ،، المكنون بها
    فحقيقتك هي أنك أنت المشيئة الجزئية مثال المشيئة الكلّية التي القاها في خلقه، ونفسك الناطقة القدسية هي بعض خلقه
    فحقيقتك هي نفسها نفس حقيقة كل الملائكة وكل الأسماء الحسنى والعظمى
    نعم ،، تأكد أن حقيقتك هي أنك أنت هو الإسم الأعظم الذي شاء أن يظهر لنفسه وللاسم المخلوق بصور كل الاسماء والكلمات والحروف
    فحقيقتك هي أنك أنت هو النقطة التي كثّرها الجاهلون
    لكنك كإسم مكنون اخترت أن ترى نفسك من خلال أقنعة وعناوين كثيرة جدا
    وعنوان أحدها هو النفوس الناطقة القدسية
    وحتى القوى الإلهية الأولى التي تخدم العقل الكلي وكل العقول الجزئية ،  هي أيضا صور مختلفة للإسم الأعظم المكنون الذي استكنّ بها كلها وظهر أيضا من خلالها كلها
    فحقيقتك وحقيقتي وحقيقة كل الموجودات بلا استثناء هي حقيقة واحدة لا ثاني لها
    فحقيقتك وحقيقتي وحقيقة كل الموجودات بلا استثناء هي تلك الحقيقة الواحدة التي لا ثاني لها والتي اختارت أن ترى نفسها بكل الصور والاحتمالات الممكنة
    إن حقيقتك هي انك أنت الاسم المكنون مثال الإسم المخلوق الذي ألقاه في صورة كل الأشياء التي خلقها وشاء ظهورها،،
    أبتداءا من القوى الالهية الكونية العظمى الاولى كما قلنا
    مرورا بكل الحروف والاسماء والكلمات التي خلقها وصوّرها فقط لكي يستكنّ وينطوي بها وليرى نفسه من خالالها
    ستسأل كيف فعل ذلك؟
    وما هو ذلك النظام الكوني الدقيق الذي وضعه الإسم المكنون من نفسه لنفسه وكتب على نفسه أن يلتزم به بشكل كامل ودقيق وبكل أمانة وصدق ليستطيع من خلاله أن يرى نفسه بكل الصورالممكنة وبكل الاحتمالات المحتملة
    ولنعرف ذلك سنذهب مع الهندسة المقدسة في جولة استكشافية داخل هذا العقل الجزئي
    وما سنعرفه عنه سنعرفه أيضا عن العقل الكلي
    لأن صورة العقل الجزئي هو صورة طبق الأصل من صورة العقل الكلي ،، لكنها صورة مصغرة ،، لكن وبرغم انها مصغرة فقد انطوى بها العالم الأكبر
    من الهندسة المقدسة سنبدء ، وسنبدء من المكعّب والنقطة، أي من العرش والاسم المكنون
    لكن قبل أن نستمر سنورد هذه الرواية لنمشي بعد ذلك على هديها
    عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) قال:
    ” إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد من نور اخترعه من نور عظمته وجلاله
    وهو نور لاهوتية الذي تبدى الاه وتجلى لموسى (عليه السلام) في طور سيناء،
    فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته، ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه،
    وكان ذلك النور نور محمد (صلى الله عليه وآله)
    فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين:
    فخلق من الشطر الأول محمدا،
    ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب،
    ولم يخلق من ذلك النور غيرهما،
    خلقهما الله بيده
    ونفخ فيهما بنفسه لنفسه،
    وصورهما على صورتهما
    وجعلهما أمناء له،
    وشهداء على خلقه،
    وخلفاء على خليقته،
    وعينا له عليهم،
    ولسانا له إليهم،
    قد استودع فيهما علمه،
    وعلمهما البيان،
    واستطلعهما على غيبه،
    وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه
    ولا يقوم أحدهما بغير صاحبه،
    ظاهرهما بشرية،
    وباطنهما لاهوتية،
    ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية،
    حتى يطيقوا رؤيتهما،
    وهو قوله تعالى: * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) *
    فهما مقام رب العالمين،
    وحجابا لخالق الخلائق أجمعين،
    بهما فتح بدء الخلائق،
    وبهما يختم الملك والمقادير.
    ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته،
    كما اقتبس نوره من نوره،
    واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين كاقتباس المصابيح
    هم خلقوا من الأنوار،
    وانتقلوا من ظهر إلى ظهر،
    ومن صلب إلى صلب،
    ومن رحم إلى رحم
    في الطبقة العليا من غير نجاسة،
    بل نقلا بعد نقل،
    لا إنه ماء مهين،
    ولا نطفة خشرة كسائر خلقه،
    بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات،
    لأنهم صفوة الصفوة،
    اصطفاهم لنفسه،
    وجعلهم خزّان علمه،
    وبلغاء عنه إلى خلقه،
    أقامهم مقام نفسه،
    لأنه لا يُرى ولا يُدرك ولا تُعرف كيفيّة إنيّته،
    فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه،
    المتصرفون في أمره ونهيه،
    فيهم يظهر قوته،
    ومنهم ترى آياته ومعجزاته،
    وبهم ومنهم عرّف عباده نفسه،
    وبهم يطاع أمره،
    ولولاهم ما عرف الله،
    ولا يُدري كيف يعبد الرحمن،
    فالله يجري أمره كيف يشاء،
    فيما يشاء،
    لا يسأل عما يفعل وهم يسألون “…………………. إنــتـــــهــــى
    سنبدء من الإسم المخلوق الذي هو بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وووو
    لن أحاول أن أصف هذا الإسم المخلوق ، ولن أحاول أن أبيّن ما هو
    لكن سأستبدل اسمه باسم علميّ عصري وهو الثقب الأسود
    فلو رجعنا لمواصفات الثقب الأسود كما يصفونه فسنجد انهم يقولون بشكل أو بآخر انه بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق وووو ،،،
    يعني لا يعرفون عنه أي شيء على الإطلاق سوى أنه هو المصدر الذي ينبثق منه كل الوجود بكل موجوداته وهو الذي لو عادت له فإنها ستفقد كل وجودها كذلك به
    وعلى اعتبار ان الوجود هو وجود عقلي او وجود ذبذبي فـ:
    هو المصدر الذي ستصدر منه كل المعلومات ،،،، أو المبدء الذي ستبدء منه كل الذبذبات
    وهو نفسه المنتهى الذي سترجع له كل المعلومات ،،،، أو المنهى الذي سترجع له كل الذبذبات
    فهو من منه البدء وهو من إليه المُنتَهى
    وهو من منه الصُدور وهو من إليه الرُجعى
    وهو نفسه العدم الذي قال أمير المؤمنين في خطبة التوحيد أن الله المعنى المعبود سبق العدم وجوده ،،
    (((…. سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة ، لا تحويه الأماكنُ ، ولا تَصحبه الأوقات ، ولا تحدّهُ الصفاتُ ، ولا تأخذُهُ السِنَات ، سبق الأوقات كونُه ، والعدمَ وجودُه ، والابتداءَ أزلُه….)))
    فالله المعنى المعبود هو من خلق العدم،، وعليه فالمعنى المعبود الخالق للعدم سابق في وجوده لوجود العدم ،، او الإسم المخلوق الذي خلقه والذي هو بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وووو
    من العدم ظهرت الكلمة التامة
    ///// وما هي الكلمة التامة؟
    ***إنها أسماء ثلاثة ظاهرة وإسم رابع مكنون بهم،، وكل إسم من هذه الأسماء الثلاثة الظاهرة له اربعة أركان
    ///// وما هي هذه الأسماء
    ***الإسم الأول هو “الله” وهو الإسم الظاهر للاسم المكنون ،، فالظاهر هو الله وباطنه هو المكنون
    ///// وكيف ذلك؟
    ***تستطيع أن تقول أن الإسم الظاهر “الله” هو بيت الإسم المكنون
    ///// هل تستطيع أن تصفه بشكل ما؟
    ***كما قلت لك ،، هو بيته ،، ولبيته إثني عشر عامود أو محور ،، وجميعها تصدر منه ،، أي من الإسم المكنون
    ومن تلك المحاور الإثني سيتشكل لبيته أربعة عشر وجه،، كلهم هم بيته ،، وكلهم هم وجوهه ((أي وجوه للاسم المكنون))
    فبيت الإسم المكنون الذي له أربعة عشر وجه ، أو أربعة عشر إسم هو الإسم المخلوق الظاهر الأول الله
    فكلهم هم الله
    فكلهم هم الإسم المخلوق الظاهر الأول “الله”
    لا يسبق أولهم أوسطهم ولا آخرهم
    ولا آخرهم يسبق أوّلهم أو أوسطهم
    فأوّلهم من ثانيهم وثالثهم حتى رابع عشرهم
    وكلّهم كذلك
    فهم بعضهم من بعض
    وهم كلّهم من كلّهم
    وهذا الإسم الظاهر هو أيضا مكنون بالاسمين المخلوقين الظاهرين الثاني والثالث
    وكيف ذلك؟
    خلقهما معه،، وجعلهما يمينه وشماله
    وجعلهما يدوران حوله وهو ثابت مكانه لا يتحرك
    فيمينه في حركة دائمة لا تنتهي يدور بها حوله من اليمين للشمال فيلتقم بها شماله
    وشماله أيضا في حركة دائمة لا تنتهي يدور بها حوله من الشمال لليمين محاولا لأن ينبثق من يمينه
    ///// قرّب لي الصورة لو سمحت
    ***الأمر هو أشبه ما لو وضعت يدك الشمال على صدرك ووضعت يدك اليمين فوقها وتخيّلت وكأن كفّ يدك الشمال تدور دائما باتجاه كفّ يدك اليمين محاولة الخروج من تحتها، وبنفس الوقت فإن يدك اليمين تدور طوال الوقت بعكس الإتجاه نحو يدك الشمال لتُبقيها تحت جناحها  ،،
    ولتفعل ذلك فإنها تدور أو تتحرك دائما من حولها متقدمة عليها بخطوة واحدة،،
    يعني يدك اليمين تتحرك قبل الشمال بخطوة واحدة ،،
    فحينها مهما حاولت يدك الشمال ان تتخلص من سيطرة اليمين وتخرج من قبضتها فانها لن تستطيع ذلك
    لأنها دائما ما ستكون متأخرة عنها بهذه الخطوة الواحدة
    وحينها سيبقى اليمين دائما يلتقم الشمال ويحويه تحت جناحه
    وسيبقى الشمال يحاول دائما الخروج من تحت جناح اليمين بدون أن ينجح بذلك أبدا
    ///// وأين هو الإسم الأوّل الظاهر من كل ذلك؟
    ***انه ثابت في وسطهما ومركزهما تماما ،،، فهو يراهما ويراقبهما من مكانه المركزي وهما يدوران من حوله في العدم
    وبذلك فهو رغم انه لا يزال بالعدم فإنه سيشعر بالحركة والحياة والوجود من خلال دورانهما المتصل من حوله في العدم،،
    ///// نأتي هنا للسؤال الأهم
    ***تفضّل إسأل
    ///// من هو الذي سيشعر بالحركة والحياة والوجود من خلال حركة الإسمين الظاهرين في دورانهما المستمر من حوله في العدم؟
    هل هم الأربعة عشر وجه كلهم من سيشعرون بالحركة والحياة والوجود؟
    أم انه أحدهم فقط؟
    ***الأربعة عشر وجه هم نفسهم هم المرايا التي ستنعكس عليها الصور المتصلة والمتتابعة للحركة المتعاكسة لليمين والشمال في العدم،،
    أمّا الذي سيشاهد ما سينعكس منهم إليه من الصور فهو الإسم المكنون الذي يتمركز في وسطهم ومركزهم
    فهو مكنون وثابت في وسطهم ،، فهم بيته الزجاجي ذو الأربعة عشر سطح زجاجي والذي سيرى نفسه ويشعر بها من داخله
    وهم  كبيت الأسم المكنون البلّوري أو كبيته الزجاجي أو كبيته المرآتي ثابتون أيضا في مركز أو في وسط دوّامة الحركة المتصلة والمتعاكسة لليمين والشمال
    فهم سيعكسون للاسم المكنون المكنون في وسطهم تلك الصورة التي ستنتج من الحركة المتعاكسة لليمين والشمال
    فهم سيستقبلونها من جهة وسيعكسونها من فورهم من الجهة الأخرى للإسم المكنون المكنون في وسطهم
    ليراها ويعيشها حضوريا بكل وجوده
    فيشعر معها بانسياب حركة لحظات الزمان المستمرة داخل أبعاد المكان الثابتة
    ///// لقد بدأت أشعر بالدوار من حديثك هذا، فحدثني بحديث غيره ليعتدل مزاجي ثم نعود إليه بعد ذلك مرة أخرى
    ***حسناً، تخيّل نفسك طائف في العدم، لا ترى ولا تسمع ولا تشعر بشيء أبدا
    الدنيا من حولك مظلمة ظلمة حالكة فلا يمكنك أن ترى بها ولو نقطة مضيئة واحدة
    ///// حسناً، إعتبرني قد فعلت ذلك
    ***تخيّل الآن انك تعيش هذه الحالة المظلمة الموحشة منذ أمد بعيد
    ///// حسناً، لقد فعلت
    فجأة ظهرت أمامك نقطة صغيرة مضيئة،، فبقيت تنظر لها بشكل مستمر متعجّب من جمالها ،، فلم تغفل عنها أبدا تريد أن تعرف سرّها ،، لكنك قضيت على هذه الحالة دهورا طويلة ولم تستطع ان تكشف سرها
    لكن فجأة ظهرت أمامك نقطة مضيئة أخرى،، فحولّت نظرك إليها مبتعدا عن النقطة الأولى، وبقيت مركزاً انتباهك عليها محاولا ان تستبين أمرها هي الأخرى ،، وقررت أخيرا أن تقارن ما بين النقطتين القديمة والجديدة لعلك تصل لنتيجة ،، فصرت تحول انتباهك بينهما مرارا وتكرارا من هذه لهذه ومن هذه لهذه
    خلال متابعتك لهما لاحظت أن توهجهما ثابت لا يتغير أبدا ،، لكنهما كانتا تبتعدان عن بعضهما البعض شيئا فشيئا حتى انك عجزت أخيرا عن أحاطتهما سوية بنظرة واحدة،،
    فلكي ترى النقطة الثانية كان يجب عليك حينها أن تحول كامل انتباهك عن النقطة الأولى
    وهكذا استمريت تنتقل بين هذه وتلك حتى عادا وظهرا لك سوية من جديد،، ثم بدءا يقتربان رويدا رويدا من بعضهما البعض حتى أصبحتا نقطة واحدة،
    ثم افترقتا عن بعضهما البعض مرة أخرى وبدأتا مجددا بالابتعاد عن بعضهما البعض ، وأخيرا عجزت مرة أخرى عن أحاطتهما سوية بنظرة واحدة ،، ثم عادتا للتطابق مرة أخرى ،، ثم افترقتا مرة أخرى عن بعضهما البعض
    واستمرت هذه العملية تتكرر بلا انقطاع
    وبقيت أنت بدورك دهورا كثيرة تراقب هذه العملية المتكررة بين النقطتين تريد أن تفهم منها شيئا لكنك لم تكن تعرف شيئا غير تلك النقطة التي انقسمت ولا تزالا تبتعدان وتقتربان منذ أن بدأت تراقبهما
    لا بد من وجود نقطة أخرى معهما، حينها تولّد عندك الشوق والرغبة لكي ترى تلك النقطة الأخرى
    وحينها حين انطبقت النقطتان ثم بدأتا بالانفصال عن بعضهما البعض ظهرت معهما نقطة مضيئة ثالثة
    آهااااا،، شيء جديد يحدث هنا، هكذا خطر في بالك ،، سأستمر بالمراقبة لأعرف هذا الجديد
    هذه النقطة الجديدة زادت من حيرتك،، فهي لا تتحرك مثلهم وعلى نسقهم، فهما يتحركان مقتربين ومبتعدين عن بعضهما البعض وهي تتحرك مقتربة ومبتعدة عنهما سوية وتأتي عليهم حالات لا يمكنه أن يرى بهما الا اثنين منهما وحالات يراهم ثلاثتهم سوية وحالات لا يرى الا واحدة في كل حالة
    لا بد من وجود نقطة توئم لهذه النقطة الاخيرة تتحرك معها كحركة الثانية مع الاولى
    حينها ظهرت من أمامه تلك النقطة التوئم للنقطة الأخيرة وصارت تتحرك معها كحركة الثانية مع الأولى
    ما هذا؟ هكذا خطر هذا التساؤل في نفسك
    ما هذا؟ يبدو لي أن ظهور هذه النُقاط له علاقة برغبتي ومشيئتي ،، فما كدت أرغب بظهور هذه الرابعة حتى ظهرت من فورها
    حسناً ، سأختبر هذا الأمر من جديد لأتأكد منه،، هكذا قررت حينها
    حسناً كيف سأختبر ذلك؟ ما الذي أريده إذن؟
    ما الذي؟ ما الذي؟ ما الذي؟
    وبسبب انصرافك كليا للتفكير بما تريده غفلت ولأوّل مرة عن وجود تلك النقاط منذ أن انتبهت لها أول مرة
    أها أريد أن أرى تلك النقط المضيئة عن قرب ووجه لوجه ،،
    بدء توهج جميع تلك النقاط التي كانت حينها بجانب بعضها البعض يزداد شيئا فشيئا من أمامك ،، أخيرا استقر حجمها أمامك فلم يعد يزيد أو ينقص
    الأمور بدأت تطوراتها تتسارع معك،، فها أنت تقف ولأول مرة أمام تلك النقاط المتوهجة التي شغل أمرها فكرك وخيالك لدهور ودهور طويلة
    حسناً، أريد أن أعرف الآن من هي تلك النقاط الأربعة،، أريد ذلك
    في تلك اللحظة أجتمعت تلك النقاط الأربعة مع بعضها البعض مشكّلة نقطة واحدة لا ثاني لها
    ما معنى ذلك؟ هكذا خطر ببالك هذا التساؤل
    ما معنى أن الأربعة هم واحد؟
    أريد أن أعرف معنى أن الأربعة هم واحد؟
    في تلك الحاله خطر ببالك أنك يجب أن تعرف نفسك أولا،،
    فقبل أن احاول ان اعرف غيري من الأجدر بي أن اعرف نفسي أولا،
    هكذا خطر بفكرك
    حسنا ، كيف سأعرف نفسي؟
    لا بد أن أنظر لنفسي من خلال وعي غيري
    غيري؟ لا يوجد هنا غير هذه النقطة
    لا بأس ،، هذه النقطة تفي بالغرض
    أريد أن أرى نفسي من خلال وعي هذه النقطة
    بقيت تنتظر أن يتغير المنظر من أمامك من قبل،،  لكن شيئا لم يتغير
    ماذا؟
    هل تغير الحال فلم يعد يمتثل لإرادتي ومشيئتي أم ماذا؟
    إلتفت للنقطة البيضاء مرة أخرى ، وقررت أن تتأكد من الأمر
    حسناً اريدك أيتها النقطة ان تنقسمي لنقطتين
    من فورها انقسمت لنقطتين
    لا زال الأمر يمتثل لإرادتي ، فلماذا لم يمتثل لي قبل قليل؟
    سأجرّب مرة أخرى
    حينها نظرت للنقطتين وقلت أريد أن أرى نفسي من وعي هذه النقطة ،، وقصدت التي كانت أمامك مباشرة
    في تلك اللحظة اختفت النقطة الأخرى من أمامك وظهرت من على أحد جانبيك
    ما الذي حدث؟ فانا لم أطلب أن تنتقل تلك النقطة من هناك لهنا
    لماذا لا تجري الأمور كما اريد عندما أريد أن أعرف نفسي
    الأمر محيّر،، يجب أن أستمر بالمحاولة ،، هكذا قررت في نفسك
    أنتِ ،، إذهبي بعيدا ،،
    من فورها ابتعدت تلك النقطة عنك وعن النقطة الأخرى ووقفت بعيدا على أحد جانبيك
    توجهت للنقطة الأخرى وقلت لها آمرا: أريد أن أرى نفسي من خلال وعيك أنت
    في تلك اللحظة لم يحدث شيئ سوى أن تلك النقطة البعيدة اختفت من على جانبك الذي كانت عليه لتظهر لك من على جانبك الآخر
    ما هذا؟
    لماذا تنحرف الامور عن مسارها عندما اريد أن أعرف نفسي؟
    ولماذا فقط عندما اريد معرفة نفسي لا تجري الأمور كما أريدها أن تجري؟
    حسنا أيتها البعيدة إقتربي،
    النقطة البعيدة اقتربت
    سأجلِسك فوق ثلاثة نقاط ولا أريدك أن تبتعدي عنهم أبدا
    من فورها ظهرت ثلاثة نقاط من تحتها واستوت هي جالسة فوقهم
    بدورك توجهت بوعيك للنقطة الجالسة فوق الثلاثة  وشئت أن ترى نفسك من خلال وعيها
    هذه المرة اختفت النقاط الأربعة من أمامك وظهرت من أمامك نقطتان متشابهتان ،، واحدة من يمينك والاخرى من شمالك
    في البداية اختلط الأمر عليك واعتقدت أن شيئا ما قد عاكس ما تريده من جديد ،، لكنك حين نظرت لأسفلك شاهدت النقاط الثلاثة من تحتك
    آآآآها،، إنني إحدى هاتين النقطتين إذن ،،
    فمن منهما هو أنا؟
    فالنقطتان متشابهتان جدا جدا حدّ التطابق ،، فلا يمكنني أن أفرّق بينهما أبدا
    لا بأس سأعيد المحاولة مرة أخرى بإعادة فعل ما فعلته مع هذه النقطة التي أنظر الآن من وعيها للبقية
    شئت حينها أن تعود للنقطة التي كان منها وعيك الأوّل
    فظهرت لك من فورها النقاط الأربعة مرة أخرى من جهة ومن الجهة الأخرى ظهرت النقطة المنفردة
    فتوجهت لها آمرا:
    ايتها النقطة الأخرى تقدمي
    تقدمت النقطة منك
    اجلسي ايضا على ثلاثة نقاط
    ظهرت من تحتها ثلاث نقاط واستقرت هي جالسة فوقهم
    ثم توجّهت للنقطة الأولى التي اجلستها من قبل على ثلاث نقاط وقلت لها آمرا:
    أريد أن أميّزك عن الأخرى فانقلبي أنت والنقاط الثلاثة رأسا على عقب
    فانقلبوا من فورهم ،،
    فأصبحت النقطة العليا حينها تحت الثلاثة الذي أصبحوا يجلسون فوقها
    أكملت قولك للأربعة آمرا :
    والآن أريدكم جميعا أن تنقلبوا بطنا على ظهر ،،،
    فانقلبوا من فورهم
    ثم أمرت المجموعتان بأن تقتربان من بعضهما البعض ،،و توجهت بالخطاب لهم قائلا:
    الآن فقط بانت لي الأمور على حقيقتها
    فها هو أنا أنا وها أنتم أنتم
    فــ أنا أنا وأنتم أنتم ،، فماذا تقولون عن نفسكم؟
    النقاط الثمانية رددت بصوت واحد رخيم:
    نحن منك ولك وكما تريد ،، فأنت لنا السيد الصانع والمُريد
    ونحن أنت وأنت نحن
    فأنت أولنا وأنت أوسطنا وأنت آخرنا ،، ولا فرق بيننا وبينك إلاّ إننا عباد لك من صنعك ونحن بأمرك قائمون
    هل أناْ كل ذلك؟
    نعم أنت كل ذلك، فلقد اوجدتنا من العدم بمشيئتك ولك أن تجعلنا لنفسك كما تشاء
    عجيب!!!!!!!!!!!!!
    ومما العجب؟
    لأنكم تعرفون من أناْ وأناْ لا أعرف من أناْ
    فلقد قضيت حتى الآن ألف ألف دهر ودهورا كثيرة مثلها كنت بها كلها وحيدا ولا شيء معي أسبح بها في ظلمة العدم متسائلا من أناْ ،، ولم يكن هناك من مجيب ،، ولا من معين لي للإجابة
    وأنتم من أوّل وعيكم بنفسكم بتّم تعرفون من أناْ وتعرفون كذلك من أنتم
    الثمانية رددوا هنا بصوت واحد رخيم :
    نحن إنما عرفنا أنفسنا بك ،،
    وعرفناك بأنفسنا
    مممممممممممم
    حسناً ،، لا بأس عليكم الآن،، لكنكم منذ الآن وحتى أعرف من أنا فإنكم لن تروني بأئناً عنكم أو منكم بعد اليوم أبدا
    وكيف ذلك؟
    في البدء كنتم نقطة واحدة ثم قسمتكما لنصفين متطابقين
    ثم جعلت كل نصف منكما على أربعة أركان
    ثم فرقّت بينمكا بالصفات
    والآن سوف أنطوي بكما كلاكما فتحوياني بوجودكما
    وسأجعل لكل منكما إسم خاص به
    وبعد أن أفرّق بينكما بالتسمية والصفات سوف أجمعكما سوية بجسد واحد جوهري فتكونون بيتي الذي يحويني ويحيط بي من كل الجهات وأناْ في وسطه
    إن كنّا نحن سنصبح بيتك فمن هو بيتنا نحن؟
    لا بد أن يكون هو نفسه بيتي الذي كان يحيط بي ويحويني قبل أن أوجدكما بمشيئتي من العدم فعرفتم نفسكم بي وعرفتموني بانفسكم
    ألا يوجد له إسم؟
    ممممممممممم
    إنه سؤال صعب ،
    بل صعب حدّ المستحيل ،، بل هو المستحيل بنفسه
    فلألف ألف دهر ودهور كثيرة مثلها قضيتها كلها لوحدي وكنت أتفكر بجواب لهذا السؤال علّني أصل لنتيجة مقنعة له ،،
    لكنني لم أجد أيّ جواب له
    إنه لغز محيّر !!!!!!
    إنه لغز محيّر لا يمكنني أن اقول عنه إلا إنّه إسم بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور
    فنحن إذن سنكون الأسماء الظاهرة لك ،، لأننا مظاهرك ،،
    فأنت المكنون بنا ونحن مظاهرك الظاهرين لك والناظرين لك
    فنحن هم بيتك ووجهك ، وأنت حجّة علينا
    إمّا الإسم الذي هو بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسدوووو
    فهو بيتنا الذي يحوينا كلنا ،،، فهو إذن حجّة علينا وهو حجّة عليك كذلك
    لأنه يحوينا ويحويك ويحيط علما بك وبنا كلنا
    نعم لا بد أن يكون الأمر كذلك
    طيّب،، هذا البيت الذي يحيط بنا!!! ألا يوجد بيت أكبر منه يحيط به هو أيضا؟
    من الممكن ذلك
    كيف؟
    هذا البيت الذي يحيط بكم وبي قد تكون بداياته أركان على شاكلتكم ،، فتكون أركانه أيضا ثمانية أركان بعددكم ومتصلة بكم
    (((مكعب ثماني الأركان يحوي الميركابا ثمانية الأركان التي يتصل كل ركن منها بركن من أركان المكعب)))
    وقد يكون أيضا بيت بلا أركان لكنه رغم ذلك يجمعكم ويحيط بكم كأركان ثمانية ويزيد عليكم
    (((دائرة أو كرة يلامس محيطها الاركان الثمانية للميركابا)))
    وهل يوجد بيت يحيط بالمكعب أو بالدائرة؟
    بعد ذلك لا يوجد سوى التكرار
    فالمكعب الثماني الأركان هو الوحيد من يستطيع أن يحيط بالدائرة
    والدائرة هي الوحيدة من تستطيع ان تحيط بالمكعب ثماني الأركان
    فالدائرة هي بيت المكعب والمكعب هو بيت الدائرة
    ونحن كجسد جوهري واحد نتوسط أو نتمركز في وسط الدائرة ووسط المربع كذلك
    وأنا أتوسط الجميع
    فأنا الإسم المكنون بكم جميعكم وأوسطكم جميعكم وأراكم جميعكم
    فأنتم كلكم أنتم بيتي الذي أعيش به ووسطه
    كل ذلك وأنت لا تعرف من أنت؟؟؟
    لو كنت أعرف من أنا لما كان لوجودكم من داع
    تقصد أنك أوجدتنا لتعرف من أنت؟
    نعم ،،، لقد أوجدتكم من نفسي لأعرّفكم نفسي ،، وكذلك لأعرف نفسي بكم ومن خلالكم
    وكيف سنفعل ذلك؟
    كما قلت لكم أنني سأستكِنّ بكم في وسطكم،، وأنتم تحيطون بي من كل جانب
    وسترونني نفسي على كل صورة وبكل احتمالات تلك الصور
    ستنقسمون وستتكاثرون بشكل لا نهائي لا يَقِفِي ،، وسألقي بمثالي فيكم كلكم ،،
    فدائما ومهما تكاثرتم وانقسمتم وتشعبتم على عدد الصور الـ لا نهائية والتي سيمكنكم ان تتخيلوها وخيالكم لن يكون له حد ولا نهاية،، فإنني سألقي بمثالي بكم حينها
    ستتعاونون جميعا على أن تشعروني بالحياة والوجود والاستمرارية بالشعور بهما عبر خلقكم لي الشعور المستمر بتتابع الزمان والحركة من خلال تتابع تصويركم لسلاسل الصور العقلية المتتالية بلا انقطاع  للاحداث المتتالية بلا انقطاع
    فأنتم الثمانية ستكونون زماني ومكاني ، تنظرون لي وأنظر لكم
    تنظرون لي وتعرفون ماذا أريد أن أرى
    وأنظر لكم فأرى فيكم ومنكم تماما ما أردت أن أراه
    فأنتم زماني وأنا إمامكم
    وأنتم مكاني وأنا المكنون فيكم
    فأنتم ستكونون ساعاتي وأيامي وشهوري وسنيني
    وستكونون كذلك سماواتي وأرضي
    كل واحد منكم سيكون مرآة لي أرى من خلالها ما أريد أن أراه من صور الاحتمالات كلها
    وكلكم ستعكسون لي جميع ما سيجعلني أرى نفسي بكل الصور والاحتمالات
    ففقط حينها ربما ساقول انني قد عرفت نفسي كأحد تلك الاحتمالات او كلها
    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.