بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استفسار من أحد الإخوة الكرام استفسره مني عن فكرة وضعتها في أحد مقالاتي وأحببت أن أجيب عنها بمقال خاص والتالي هو مضمون استفساره وسؤاله:ـ
ـ((((أخي الكريم في أحد مقالاتك قلت الكلام التالي:ـ
القصة المكتوبة كلها من بدايتها لنهايتها بها ربما 10000 مليار شخصية،، ناهيك عن قصص الحيوانات التي داخلها
لكنّ النفوس الناطقة القدسية التي ستؤدي تلك الأدوار على مدى ايام وفصول القصة قد لا يتجاوز عددها 500 مليون نفس ناطقة قدسية
وهؤلاء لهم نفوس عليا قد لا يتجاوز عددها 4000 نفس عليا بواقع 124000 نفس ناطقة قدسية لكل نفس عليا منهم
تلك النفوس العليا تنتشر في جميع السماوات وجميع الكواكب البعيدة منها أو القريبة
فالزمكان بالنسبة للنفوس العليا لا يعني شيئا أبدا ،، فالقريب والبعيد يتساويان بالنسبة لها
المهم أن تلك النفوس القدسية الـ 500 مليون ستتقلب بالأدوار الـ10000 مليار المكتوبة منذ البداية على طول أيام القصة وفصولها
وطبعا توجد دائما شخصيات جديدة تنولد بالقصة تفاعلا مع الأحداث
والذي أخرج علم وتفاصيل تلك الأحداث من المكون للظهور وسطرها هما نون والقلم……..))))ـ إنتهى الإقتباس
وهذا هو رابط الموضوع الذي يدور استفساره عنه
فهو يصعد وينزل على لوح الحياة وكأنه يلعب لعبة الحيّة والدرج
وسؤالي هنا هو أنك قد قلت ان المليارات من شخصيات البشر الذين كتبهم الله في القصة والذين خلقهم الله بالفعل على مدى التاريخ يوجد هناك فقط وبحدود 500 مليون نفس ناطقة قد كرّت وأدّت أدوارهم وتقلبت بها منذ البداية وستبقى تتقلب في ما تبقى من ادوار هذه الشخصيات المتبقية حتى النهاية
ولكن من حيث انه لا بد من وجود نفس ناطقة لكل انسان فكيف تفسّر حالنا اليوم؟
فنحن اليوم على الكرة الأرضية كمجتمع انساني يقدر عددنا بنحو سبعة مليارات نسمة
وهذا معناه انه يوجد ستة ونص مليار نفس ناطقة قدسية إضافية غير تلك النفوس الناطقة التي ساهمت منذ البداية وحتى عهد قريب كما تقول
فمن أين جائت هذه المليارات الكثيرة من النفوس الناطقة الجديدة والتي لم تظهر سوى مؤخرا على مسرح الحياة؟
يرجى توضيح ذلك
.
الجواب
الفكرة أخي الكريم هي أنه يوجد عالمان يتفاعلان مع بعضهما البعض لينتج منه العالم كما نراه نحن ونعايشه ووينتج منه أيضا العالم الآخر كما يراه قاطنوه ويعايشونه
والعالمان هما عالم السماء وعالم الأرض، أو عالم الأمر وعالم الخلق
وعوالم الأرض المختلفة المنتشرة في انحاء العالم يوجد بها سكان صورهم ربما تشابه صورنا الى حد بعيد وتشابها أيضا في درجة تطور وعيهم ، أقصد أن درجة تطور وعيهم العقلي والروحي تقترب الى حد كبير من درجة تطور وعينا العقلي والروحي التي لاا تزال في بداياتها
أمّا العالم المقابل وهو عالم السماء أو عالم الأمر فيوجد به أيضا سكان وعوالم سكانية مختلفة منتشرة في جميع ارجاء الكون ، وحالهم وصورهم ربما تشابه حالنا وصورنا كافراد من العوالم الأرضية ،، لكن الفرق بيننا وبينهم هو أنهم متطورون عقليا وروحيا أكثر منّا بكثير وجدا جدا
ونحن كسكان العوالم الأرضية أو كنفوس ناطقة قدسية متصلون بسكان العوالم السماوية بطريقة يمكننا أن نعتبرهم معها أنهم هم أرواحنا أو أنفسنا العليا
لكننا جميعنا على مستوى النفوس العليا التي تسكن في السماء ونحن النفوس الناطقة القدسية التي مهمتها أن تنزل للعوالم الأرضية كلنا متفقون على المشاركة في هذا الزمكان المحصور والمحدود والذي ندعوه الأرض
وذلك لكي نخرج به سوية تلك الأحداث المكتوبة من حالة كتابتها لحالة ظهورها تفصيليا، أي لكي نبرء جميع صور أحداث القصة التي كتبها القلم من قبل بدايتها حتى نهايتها
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ
مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
فسادة عالم السماء وحكامه وملوكه مهمتهم أن يُخرجوا العلم المكنون من حالة مكونه لحالة كتابته
وأهل السماوات من النفوس العليا التي تستوطن السماء يقومون سويّة هم مع من سينزلون منهم على الأرض من النفوس الناطقة القدسية بإخراج أو ببرء جميعع تفاصيل هذا العلم المكتوب على أرض الواقع من حالة كتابته لحالة ظهوره حضوريّا وتفصيليّا بكل مشاعره وأحاسيسه
نترك الأن الحديث عن حال النفوس الناطقة القدسية وعن شعورها عندما ستنزل لتعيش تجربة مادية في جهنم ما، أو في احد العوالم الأرضية من هذا الكون الكبير لتبرء به مشاعر وأحداث وتفاصيل مختلفة ،، فهي ستنزل بها دائما وهي تشعر طوالل الوقت أنها وحيدة ومنفصلة عن خالقها ولا سند لها في تلك العوالم الأرضية علىى الإطلاق
سنترك الأن الكلام عن حالها في العوالم الأرضية وسنذهب سوية لنستطلع حالها في عالم السماء قبل أن تنزل في العوالم الأرضية
ولنفعل ذلك فإننا سنسير بالعكس ،، أي اننا سنستطلع حالها عندما تنتهي تجربتها الأرضية المادية في جهنم لتبدء رحلة رجوعها لربها او لنفسها العليا في السماء بعد أن ساهمت باخراج تفاصيل المشاعر والأحاسيس والاحداث التي كتبها القلم لإحدى الشخصيات في القصة التي نقوم جميعا ببرء جميع تفاصيلها
لحظة الموت
ستحين لحظة الموت ، ولحظة الموت هي لحظة انفكاك العلائق ما بين النفس الحسية الحيوانية والنفس الناطقة القدسية عن النفس النامية النباتية ، أي عن البدن
سينفكان حينها سوية عن البدن لكنهما ستبقيان مرتبطتان ببعضهما البعض ،، أي أن النفس الناطقة القدسية ستبقى مرتبطة بالنفس الحسية الحيوانية
في مواضيع سابقة قلنا أن النفس الحسية الحيوانية هي قرينة النفس الناطقة القدسية، أو هي زوجها
وقلنا أنهما بعد الموت سيمران سوية بتجربة مادية ستختبر بها النفس الناطقة القدسية حقيقة الاخلاق والافعال والعقائد التي حملتها معها وعبرت بها بوابة الموت وأنهما سيمران سوية بعدد من المواقف من أجل ذلك الهدف
وبعد أن ترى وتشعر النفس القدسية فيها حضوريا بحقيقة تلك الاخلاق والافعال والعقائد التي حملتها النفس الحيوانية معها من عالم الخلق فإنهما سيقفان بعد ذلك بين يدي من سيحاسبها ويزن تلك الاعمال والعقائد التي ماتت عليها النفس الحيوانية واحضرتها معها،، أي انه سيزن موازين النفس الحسية الحيوانية
ولا نحتاج لإعادة القول أن من ستثقل موازينهم عبر العصور عند الحساب بعد الموت هم من مجموعة الأندر الأندر الأندر وأن هؤلاء هم أصحاب الميمنة أو أصحاب اليمين
فالواقف للحساب إن اتضح بعد الحساب أنّ موازينه لم تؤهله لأن يكون من أصحاب اليمين فسيعرف بالتأكيد أنه سيرجع مرة أخرى ليكون من أصحاب الشمال
وحين يكون من أصحاب الشمال فإنه سيكون أحد اثنين
لنتكّر هنا اننا نقول أن اليمين هو رجل ،، وأصحاب اليمين تعني أصحاب هذا الرجل أو أصحاب هذا الملك عظيم، فهم محسوبون عليه وهم يقعون تحت سلطته ومسؤوليته
أمّا الشمال فهو أيضا رجل أو هو ملك عظيم
وأصحاب الشمال تعني أنهم أصحابه وأنهم يقعون تحت سلطته ومسؤوليته وتربيته، وأنهم سيرجعون إليه مرة أخرى في كرة أخرى ليكونوا تحت سلطته فيعذبهم بها عذابا شديدا
وقلنا سابقا ان التعذيب هو التصفية والتنقية من الشوائب
نرجع ونقول أن الإنسان بعد الحساب إذا تبين له أنه من أصحاب الشمال فإنه سيكون أحد اثنين
فهو إمّا سيكون ممن سيؤتون كتابهم بيمينهم
أو سيكون ممن سيؤتون كتابهم بشمالهم
أمّا الذي سيؤتى كتابه بيمينه فهذا حسابه سيكون حسابا يسيرا
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ () فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا
ما بعد الحساب
لقد أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وانتهى حسابه الآن وسيفارق موازينه التي أحضرها معه لعدم حاجته لها بعد الآن
وموازينه كما قلنا قبل قليل هي نفسها نفسه الحسيّة الحيوانية التي ستعود لما صدرت منه عود ممازجة لينتهي وجودها واحساسها بنفسها
أمّا الإنسان الحقيقي في هذا الحال وهو النفس المطمئنة التي لا تموت إنما ترجع وتجاور ، والتي هي نفسها النفس الناطقة القدسية التي استلمت كتابها بيمينها فهذه النفس الخالدة فإنها بمجرد انتهاء موقف الحساب ومفارقتها لنفسها الحسية الحيوانية فإنها ستبدء رحلة عودتها لنفسها العليا أو لربها وهي سعيدة لأنه قد علمت بأّنها قد جزيت بأحسن ما عملته وأن كرتها التالية أو حياتها التالية ستكون كرّة أوو حياة طيبة
مَــنْ عَــمِــلَ صَــالِــحًــا
مِّــن ذَكَــرٍ أَوْ أُنــثَــى وَهُــوَ مُــؤْمِــنٌ
فَــلَــنُــحْــيِـــيَـــنَّــهُ حَــيَــاةً طَـــيِّـــبَـــةً
وَلَــنَــجْــزِيَــنَّــهُــمْ أَجْــرَهُــم
بِــأَحْــسَــنِ مَــا كَــانُــواْ يَــعْــمَــلُــونَ
يعني سيتم توفير حياة ترف له ،، وحياة الترف هذه ربما سترجعه لأن يكون مرة أخرى ممن يؤتون كتابهم بشمالهم
فحياة طيبة هي حياة ترف وراحة وانعيم ،، والحياة المترفة والمنعّمة هي بالتأكيد حياة اختبار وابتلاء وفتنة كبيرة
بمعنى أنه سيعيش حياة جديدة ظروفها تشبه تماما ظروف تلك الحياة التي عاشها الذي أوتي كتابه بشماله بسبب انفتانه بظروفها المترفة
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ () وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ
يعني من سيعمل في حياته هذه عملا صالحا فيجزى بعدها حياة طيبة ويصعد الدرج، إنما سيجزى تلك الحياة الطيبة ليتم اختباره او ابتلائه بها بغير ابتلاءات الفقر والحاجة، وغالبا ما انه سيرسب بالاختبار لتبلعه الحيّة مرة أخرى لتنزله ربما أضعاف ما أصعده الدرج
فنادرا ما نرى أن المترفين عبر التاريخ يحسنون صنعا أو يحسنون عملا في حياتهم
والقاعدة العامة والتي نرى غالبا أنها هي السارية والحاكمة على العلاقة بين المترفين والمساكين هي:ـ
كَلاَّ بَل لّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ () وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ () وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَّمًّا () وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
يعني من يرى نفسه اليوم يعيش حياة طيبة فليعلم انه غالبا كان في حياته السابقة من المساكين
ومن يرى اليوم أنه من مجموعة المساكين والمعدمين والذين ظروفهم المعيشية ظروف قاسية فليعلم انه غالبا ما كان في كرته السابقة من المترفين وأنه قد أساء تصرفه حينها مع المساكين وهو اليوم يدفع لهم ثمن خطأه وسوء تصرفه معهم
(((يدفع لهم ثمن خطأه وسوء تصرفه معهم))) سنقف قليلا مع هذه الجملة وننطلق منها لبحث معنى جديد
(((يدفع لهم ثمن خطأه وسوء تصرفه معهم))) هذه الجملة تعني أنك لو كنت أنت المسكين الذي ظلمته أنا المستكبر المترف في كرتي السابقة
فإن الوضع سينقلب في كرتي وكرتك هذه، فأكون أنا في كرتي هذه ذلك المسكين الذي قد أقع في دائرة ظلمك وجبروتك بينما تصبح أنت فيها من المستكبرين أصحاب الحياة الطيبة المترفة ممن لهم السيطرة على حياتي او القدرة على التدخل بها وقلبها لجحيم، وستفعل ذلك بالتأكيد
كيف يمكن لذلك أن يكون؟
في مقالات سابقة تكلمنا عن النفوس العليا وقلنا أن لها درجات مختلفة
مثل ما ذكرت تفاصيله بهذا المقال
حقيقة النفس العليا
حقيقة النفس العليا
وقلنا فيه أن كل نفس من النفوس العليا عندها عائلة كاملة من النفوس الناطقة القدسية ،، وأن بعض تلك النفوس العليا عندها 30 نفس ناطقة قدسية وبعضها عندها 60 نفس وأخرى 90 وأخرى عندها 120 وهكذا تصاعديا حتى يصبح عند بعضها 360 نفس ناطقة قدسية
وتستمر هذه العملية بالتدرج والارتفاع بارتفاع درجات تلك النفوس العليا حتى يصبح منها من عندها من النفوس الناطقة القدسية ما مقدارها يعادل 130000 أو 124000 نفس ناطقة قدسية وكلها تقع تحت تربيتها ورعايتها
وتكون كل تلك المجموعات المتدرجة متصلة ببعضها البعض لتكوّن كلها ومع بعضها البعض شجرة حياة واحدة كبيرة لها فروع وأغصان متعددة ، وكل غصن منها يحمل اوراق معدودة ومحدودة
وأنت أخي القارئ الكريم كنفس ناطقة قدسية عندما ستنزل للارض فإن أمك وأبوك وأخوانك وقرابتك عليها سيكونون هم أهلك في الأرض
لكنك كنفس ناطقة قدسية سيتم حسابها حسابا يسيرا فإنك عندما سترجع مسرورا لربك القريب أو لنفسك العليا لتجاورها وتدخل معها في جنة رب العالمين فإنك سترى هناك جميع أهلك الذين كانوا معك هنا وماتوا قبلك ،، ستراهم هناك عند ربك ،، فأنتت وهم وكلكم كنفوس قدسية تابعون لنفس عليا واحدة وتكونون عائلة واحدة
يعني تلك النفوس القدسية التابعة لنفسك العليا سيكونون هم أهلك الحقيقيون الذين ستنقلب إليهم مسرورا لتعيش بينهم ومعهم حياة جميلة حتى يحين موعد بدء كرتك أوو حياتك التالية
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا
عندما تعود لأهلك في السماء ستجد أن أغلب من كانت لك علاقة بهم في هذه الدنيا ، ستجد أنهم هم نفسهم أهلك في السماء ، يعني من نفس العائلة السماوية، سواء كانوا من أفراد أهلك القريبين منك أو كانوا من أفراد أهلك الأبعد قليلا
وستجد أنك في كراتك السابقة قد شاركت العديدين منهم مختلف المواقف والأحداث أيضا ،، فأنت ربما كنت إبن لأحدهم ومرة أخرى كنت أبا أو أخا أو حتى أختا أو أما ،، أو إنك ربما ظلمت الكثيرين منهم في كراتك السابقة، وستجد أنهم هم بدورهم كذلك قد تسلطوا عليك بكرات كثيرة لاحقة وظلموك بها أيضا
وربما كنت قد قتلت العديدين منهم في كرّاتك السابقة وهم بدورهم قتلوك أيضا في كراتهم الآحقة
وما فعلته بهم حين تسلطت عليهم في بعض كراتك ستجد انهم قد ردوا لك الصاع منه بصاعين حين تسلطوا عليك
هؤلاء هم أهلك الحقيقيون ، وإذا أخذت كتابك بيمينك حين الحساب فستعود او ستنقلب لهم مسرورا، أي انك ستنقلب لأهلك في جنة السماء مسرورا ، وستنسى ما مر بكك خلال حياتك التي انتهت لتوها وستشعر بها وكأنها مجرد حلم حلمته ،، وحين تجتمع بهم ستقضي معهم حتى يحين موعد بدء كرتك القادمة استراحة جميلة في جنة عاليةة قطوفها دانية
أمّا اذا أخذت كتابك بشمالك فستنحرم من هذه الفترة المريحة الجميلة مع أهلك في السماء في الجنة العالية،، وسيتم ترتيب الأوضاع لك بشكل مباشر لبعثك على الفور في حياة جديدة أخرى بشخصية جديدة أخرى
وسيتم قرنك مباشرة بنفس حسية حيوانية جديدة يتم تفصيلها وتصميمها خصيصا لك وتكون مواصفاتها مناسبة لظروف وتفاصيل حياتك الجديدة بشكل تام
فأنت كنفس ناطقة قدسية أخذت كتابك بشمالك ستعود مباشرة لتدخل بتجربة أرضية جديدة ظروفها ستكون ظروف صعبة جزاء لما اقترفته بحياتك السابقة من الكبائر، ولا بأس بذلك فإنك ستتعلم منها شيء جديد
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ () ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ () ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ
في موضوع سابق لم أجد رابطه الآن وسأحاول إن شاء الله أن أجده لاحقا لأضعه هنا ، قلنا فيه أن عملية الغلّ هي عملية تزويج النفس الناطقة القدسية بالنفس الحسية الحيوانية أو قرنها بنفس حسية حيوانية ،، فهي قرينها والتي جنودها وصفاتها هي نفسها جنود الغلّ او جنود الجهل
وقلنا فيه أيضا أن فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ تعني في سلسلة وراثية جديدة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وحيث تبين أن طول السلسلة الوراثية التي تتكون من مجموع اطوال السلاسل الوراثية الجزئيةة الموجودة في كل خلية من خلايا الانسان يعادل طول المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس سبعين مرة
يعني لو ذهبت للشمس وعدت منها سبعين مرة فإنك حينها ستقطع مسافة طولها هو نفس طول مجموع أطوال الجينات الوراثية الجزئية الموجودة في كل خلايا جسمك
فبالشمس ستعقد المحاكمة لكل إنسان بعد أن يموت ،، فنفسه ستذهب لمكان ما في الشمس ليتم محاسبتها هناك ،، فإن أوتيت كتابها بيمينها بعد الحساب فإنها ستنقلبب مسرورة من هناك إلى أهلها أينما كانوا في السماء
أمّا ان أوتيت كتابها بشمالها فإنها كما قلنا لن تنقلب الى اهلها في جنة رب العالمين السماوية بل سيتم تجهيزها لتنزل للأرض مرة أخرى وبشكل مباشر في كرة جديدة
وهذا الانسان لن يعرف أهله بالسماء أنه قد عاد للأرض من جديد في كرة جديدة إلا حين يدخل عليهم أحد أهلهم من الذين استلموا كتابهم بيمينهم فيسألونه عنه فيقول لهم انه قد مات بالفعل، فيقولون لقد هوى هوى هوى
كل نفس سماوية عليا ستسعى جاهدة لأن تكمل عدد النفوس الناطقة القدسية التي تدخل في اطار تربيتها ورعايتها لـ((375)) نفس قدسية
فعند ذلك ستكون قد أكملت النواة الأولى التي ستصبح بها هي الاسم المكنون بهذه النواة
فتلك النفس العليا وكل النفوس العليا الأخرى أيضا تسعى لأن تماثل في تكوينها ووجودها وطبيعتها نفس طبيعة نظام الخلق الذي ابتدء به المعنى المعبود خلق الخلق
فابتداء الخلق كان بخلق شجرة الحياة الباطنية او بالجوهرة الحية بالذات المستبطنة بكل المخلوقات، وبنفس الطريقة فإن كل نفس عليا تريد أن تكوّن هي أيضا شجرة حياة وتكون هي باطن كل اوراقها وفروعها وسوقها
” يا علي: الناس من شجر شتى ، و أنا و أنت من شجرة واحدة “
شجرة الحياة المنطوية في زهرة الحياة هي شجرة محمد وآل محمد
فكل نفس سماوية عليا ستسعى جاهدة لأن تكمل عدد النفوس الناطقة القدسية التي تدخل في اطار تربيتها ورعايتها لـ((375)) نفس قدسية
وكل نفس قدسية من هذه الـ((375)) نفس قدسية لها القدرة مستقبلا على أن تجمع حولها أيضا ((375)) نفس قدسية أخرى
لأن كل نفس قدسية منها تسعى لأن تكمل النواة أو البذرة الحيّة الأولى والتي ستصبح فيما بعد شجرة كاملة من الحياة وتكون هي الاسم المكنون بها
ما أتكلم عنه هنا هو عن نظرية علمية أو مبدء علمي يعرف بالهندسة الكسيرية أو (fractal)
هندسة كسيرية ويكيبيديا
وخلاصة هذه النظرية تقول ما مفاده أن جميع المظاهر الكونية ناتجة عن عملية تكرار منتظمة ولا نهائية في الصغر ، ولكنها بصورتها النهائية تظهر بصورة لا نظامية وعشوائية
ورواية الإمام الصادق عليه السلام عن الاسم المخلوق والكلمة التامة وأركان اسمائها الـ12 واسماء أفعال أسماء الأركان الـ360،، إنما وصفت لنا صفة لبنة الخلق الاساسية التي تضاعفت وتضاعفت وظهر الكون بكل ما فيه من عملية تضاعفها
هذه الرواية كما يعرف من يتابع مقالاتي وقد أشرت لها بعدة مقالات ، هذه الرواية وصفت لنا بكلمات وحروف مقروئة شكل وهندسة زهرة الحياة ، وأيضا هندسة شجرة الحياة المستبطنة بها
وزهرة الحياة هي الجوهرة الحيّة بالذات والتي تكلم عنها أمير المؤمنين عليه السلام في رواية معرفة النفس وقال أنها شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى
ولكي لا يبتعد بنا الحديث نعود مرة أخرى للنفوس العليا المقيمة في السماء وكيف أنها تقوم بمماثلة تكوين اللبنة الأساسية للخلق وتحاول أن تضاعف نفسها بعد ذلك على نفس منوال الهندسة الكسيرية
يعني الدائرة الاولى او البذرة تحوي 1+3+12+360 نفس عليا
وحول كل نفس قدسية من الـ360 سيجتمع أيضا 360 نفس قدسية جديدة
يعني لو تفرع امام التفرع هو وفروعه فسيكون مجموعه 360*360 = 129600 نفس قدسية
أمّا التفرع الثاني ما لو تم بنفس الطريقة فسيكون مجموعه
129600*360=3888000 نفس قدسية
وهكذا يمكنك ان تستمر بالحساب
ولذلك عندما تسمع أنه توجد هناك سفن فضائية تجوب الفضاء وحجم كل واحدة منها يعادل أضعاف حجم كوكب الأرض مثلا فلا تتعجب من ذلك ،فهذه السفينة الفضائية تحمل عائلة واحدة أو شجرة عائلية واحدة تتكون من ملايين النفوس العليا والنفوس الناطقة القدسية، وهؤلاء كلهم عائلة واحدة
وأنت وأنا في حقيقتنا ننتسب لإحدى تلك العوائل الفضائية أو الأشجار العائلية السماوية من التي تساهم في عمليات التنزل بأمر ربها في عوالم الخلق من كل أمر
لو أردنا أن نحسب أعمار تلك النفوس العليا ونفوسها الناطقة القدسية فإن الرقم سيكون خيالي جدا وربما أبعد مما يمكن لخيالنا ان يتصوره أيضا
نعود الآن لسؤلك أخي الكريم عن المليارات الستة والنصف الذين تتسائل عنهم من أين جاؤوا وأنت تقول أن عدد المقرر لهم أن يتقلبوا بالصور والشخصيات لا يتجاوز 500 مليون؟
هذا ما كتبه القلم
لقد وصل كوكب الارض وسكان كوكب الأرض حاليا وضمن قصة آدمنا الحالي لأعتاب مرحلة انتقالية مثيرة وهي مرحلة الظهور المبارك
وهذا الحدث هو حدث متكرر عبر التاريخ الكوني ويحدث مع نهاية كل مرحلة من المراحل او مع نهاية قصة كل آدم من الألف ألف آدم الذين تتابعوا بالظهور على هذه الأرض
واقتراب موعد حدوث هذا الحدث على كوكب الأرض جعله محط انظار ومراقبة جميع الحضارات المنتشرة في اصقاع الكون وجذب انتباه الارواح العليا او الانفس العلياا فجائت مع انفسها المطمئنة لتتجسد بها على كوكب الارض لتعيش بعض احداثه الانتقالية المثيرة ولتتعلم هي ونفوسها الناطقة القدسية ما يمكنهم تعلمه في هذه الفترة المفتوحة
وتستطيع ان تقول ان وجود تلك المليارات الجديدة من النفوس المطمئنة وتجسدها على كوكب الارض هو وجود مؤقت ولن يدوم طويلا
وأنّها حاليا تلعب دورا مزدوجا
دور لها لتستفاد وتتعلم منه هي شخصيا أشياء جديدة
ودور آخر تساعد به النفوس المطمئنة القديمة والتي بدأت تجسداتها مع بداية قصة أدمنا على كوكب الارض وبقيت تكر وتكر وتتقلب بصور شخصياته عليه حتى هذاا الزمان
فهذه النفوس الجديدة على القصة إنما جائت لتعيش وتختبر احداث هذه المرحلة الانتقالية ولتعيش مغامراتها وجميع المشاعر المرافقة لها ولتتعلم منها أشياء جديدة
أمّا الدور الذي ستؤديه ويخص الانفس المطمئنة القديمة فهو لكي تساعدها من خلاله بتوفير الاجواء والشخصيات المناسبة لتطورها ورقيها في هذه الفترة
تستطيع ان تقول ان الارض والارواح القديمة عليها تحتاج الى شخصيات كومبارس كثيرة جدا في هذه الفترة لتساعدها في عملية انتقالها لمستوى وجودي اعلى
فجائت تلك الارواح او النفوس العليا ونفوسها الناطقة القدسية من مختلف اصقاع الكون لكي تعينها على الانتقال إليه بشكل اسرع
واسرعت لتحجز لها دور من تلك الادوار الجانبية المكتوبة اساسا في القصة التي خطها القلم لهذه الفترة من الزمان
ولو حسبنا الفترة التي بدأت بها تلك الارواح او الأنفس بالوفود والتزايد على كوكب الأرض فسنجد كما تشير الاحصائيات انها فترة قصيرة جدا بالنسبة لعمر قصة آدم وتبلغ حوالي 200 سنة فقط ، يعني اقدم الارواح الجديدة المساهمة في هذه الفترةة الانتقالية ربما لم تنهي حتى الآن كرتها الرابعة عليه
وبعد أن تنتهي هذه الفترة بأحداث مأساوية وحروب مدمرة وأمراض معدية لن يبقى سوى تلك الأرواح او النفوس التي كانت موجودة منذ البدء وقامت حضارة الارض لها وعليها،، أما البقية فسيعودون من حيث أتوا وربما سيذهبون لكوكب جديد قد حان موعد الظهور المبارك عليه ليقوموا بدور المعين والمساعد لهم على تجاوزه والارتقاء به
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين