بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المزيد عن الميركابا من خلال خبرتي بها وفهمي لها
اليوم سأتكلم المزيد عن الميركابا من خلال خبرتي بها وفهمي لها
في البداية سأتكلم عنها قليلا ثم سأقتبس بعد ذلك مقطع قصير من كتاب “الدليل الداخلي لمصر” يتكلم مؤلفه به عن الميركابا ويصفها بشكل عام (طبعا هذا حسب فهمي لما يتكلم هو عنه)
وسأضيف مقطع آخر لأحد الاخوة الكرام يتحدث به عن القوى التسعة للميركابا
وأخيرا سأقوم بإيراد رواية عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ولن أعلق عليها كثيرا حيث أنني تحدثت عنها في بداية المقال ، وسأترك للقارئ أن يبحث بنفسه عن وجه الشبه بين المقطع المقتبس من الكتاب وبين مقاطع وعبارات الرواية الشريفة
.
.
يتكون الإنسان الذي يعيش على سطح الأرض من:
بدن مادي
ونفس حسية حيوانية
ونفس ناطقة قدسية
ونفس كلّية إلهية
وتلك الأجزاء الأربعة ثلاثة منها تتصل بثلاث أنفس عليا ،،
فكل نفس من تلك الأنفس الثلاثة تتصل بنفس عليا واحدة وتُعتبر بالنسبة لها هي روحها التي تكتسب حياتها ووجودها منها وبفضلها ،،
أمّا الجزء الرابع وهي النفس الكلية الالهية فهي مكنونة بجميع الأجزاء الثلاثة السابقة ،،
وبلفظ آخر فإن تلك النفس الكلّيّة الالهيّة مكنونة بكل الوجود
والأجزاء الثلاثة هي:
1- النفس النامية النباتية ، أو البدن ،،
وهذه النفس النامية النباتية تُعتبر الأرض هي روحها ونفسها العليا التي سترجع اليها
ولذلك فهي تعتمد عليها كليا في بقائها وحصولها على الطاقة والغذاء المناسب لنموها وصحتها
2- النفس الحسيّة الحيوانية
وهي النفس التي يصفها أمير المؤمنين بأنها قوة فلكية وحرارة غريزية
أصلها الافلاك
بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية
فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
.
ومصدر هذه النفس ليس من الأرض، بل وليس من داخل الغلاف الجوي كذلك
فهي ليست نفس مادية متكثفة كما هو البدن المادي
وصفة هذه النفس وحقيقتها هي أنها قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الأفلاك
يعني أن هذه القوة تأتي من خارج كوكب الأرض
وغالبا هي تاتي من كوكب آخر أو من فلك آخر
((وهذا ربما يفسر لنا سبب ارتباطنا بالابراج والافلاك))
المهم // إنها حرارة غريزية
ويمكننا أن نشبه هذه الحرارة الغريزية بشعاع ليزري طاقوي حي غير مرئي ينزل من كوكب قريب او بعيد أو حتى من الشمس أو ربما من سفينة فضائية كبيرة يقطنها عدد غير قليل من أهل السماء
وهذه القوة الفلكية والحرارة الغريزية تحمل بداخلها تلك الغرائز المسؤولة عن الأفعال التالية:
الحياة
والحركة
والظلم
والغشم
والغلبة
واكتساب الاموال
والشهوات الدنيوية
وهذه النفس الحسيّة الحيوانية هي نفسها ذلك الجزء الذي حصل إبليس على الرخصة الإلهية والتأييد بالعزة الإلهية لكي يتسلط عليها تكوينيا
ومن هذا يتضح لنا جليا ان نحن القينا نظرة أخرى على أفعال تلك النفس
وهي الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
أختصارا يمكننا القول أن النفس الحسيّة الحيوانية هي التي سيستطيع الانسان أن يقول بها :
أنااااااا
أنّ هذه النفس هي الأناااااااااااا الدنيوية المقابلة للـ”هو” المتمثلة بالنفس الناطقة القدسية
ومنها سيتضح لنا انها سترافقها في عالم الخلق
وأنها ستكون هي ملعب إبليس وساحة حربه الخلفية هو وجنوده ضد
وزير العقل وجنوده
أو ضد وزير الـ”هو” وجنوده
3ـ النفس الناطقة القدسية
وهذه النفس هي الجزء الخالد في الانسان والذي لا يموت أبدا، إنما يرجع ويجاور
صفات هذه النفس تنبئنا أن هذه النفس هي التي خُلقت في أحسن تكوين فصفاتها صفات العقل الكامل وجنودها هم جنود العقل
فهذه النفس عندما تتخلص من الشوائب التي تلتصق بها خلال عمليات التنزل حين تنفكّ تلك العلائق التي تربطه بالبدن الترابي والتفس الحسية الحيوانية فلا يوجد لها منزل الا الجنان،، فهي منها ولها خُلقت ومنها تنزل وإليها تعود راضية مرضية
فمن صفاتها المذكورة بالرواية يتضح لنا منها جليا اننا
لن نستطيع معها لوحدها ان نعيش يوم واحد على هذه الأرض،،
فهذه النفس مقرها
العلوم الحقيقية الدينية،
وموادها التأييدات العقلية،
وفعلها المعارف الربانية،
اختصارا فإن هذه النفس تنفع للمعيشة فقط في السماء ،، أو في الجنة فقط ،،
وحين تنزل للارض لتعيش تجربة ماديّة فإنها ما لو حصلت على الفرصة المناسبة فإن همّها الوحيد سيكون من حينها هو اكتشاف كيف يمكنها أن ترجع للسماءوللأبد
.
.
يمكننا أن نصيغ ما قلناه سابقا بشكل اجمالي ونقول أن :
النفس الناطقة القدسية تمثّل الـ”هو”
والنفس الحسية الحيوانية تمثّل الـ”أنا”
وأن
النفس الناطقة القدسية تمثّل العقل
والنفس الحسية الحيوانية تمثّل الجهل
وأن
النفس الناطقة القدسية تمثّل الجنة
والنفس الحسية الحيوانية تمثّل النار
ومنه يمكننا أن نتصور أن الانسان عبارة عن كون صغير
تنطوي به نفس وجميع تلك القوى الالهية التي تحكم وتدير الكون كلّه بكل موجوداته من خارجها وداخلها
وذلك من خلال إنطوائها بكل ذرة من ذرات وجوده كاملا
وبهذا فإن النفس الكلية الإلهية التي تحكم وتدير العالم كله من داخل كل ذرة من ذراته
هي نفسها المكنونة مع كل انسان
والمكنونة في كل نفس من انفسه الثلاثة الأخرى
نستطيع أن نقول أن هذه النفس الرابعة
المكنونة في الأنفس الثلاثة
والتي صفتها أنها
قوة لاهوتية
جوهرة بسيطة
حية بالذات
وأصلها العقل
ومنه بدت
وعنه دعت
وإليه دلت وأشارت
وعودتها إليه إذا كملت وشابهته،
ومنها بدأت الموجودات
وإليها تعود بالكمال
فهو ذات الله العليا
وشجرة طوبى
وسدرة المنتهى
وجنة المأوى،
من عرفها لم يشق، و
من جهلها ضل سعيه وغوى .
نستطيع أن نقول مطمئنين أن هذه النفس الإلهية الكلية هي نفسها:
الإسم الذي هو بالحروف غير منعوت،
وباللفظ غير منطق،
وبالشخص غير مجسد،
وبالتشبيه غير موصوف،
وباللون غير مصبوغ،
منفي عنه الاقطار،
مبعد عنه الحدود،
محجوب عنه حس كل متوهم،
مستتر غير مستور..
ولا بأس ان نورد هنا الرواية الشريفة التي ذُكِرَ بها هذا المعنى كاملة لكي يتضّح ما سنقوله بعد ذلك:
.
.
((((((عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،
فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر،
فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت،
فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان”
لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثني عشر ركنا،
ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها،
فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، لاتأخذه سنة ولانوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، البارئ المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث
فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلاث مائة وستين اسما فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة،
وهذه الاسماء الثلاثة أركان وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة،
وذلك قوله عزوجل : ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى “))))))
.
فكما أن هذا الإسم المخلوق الرابع مكنون بالأسماء االثلاثة الأخرى للكلمة التامة
فإن هذه النفس الكلية الإلهية هي الإسم الرابع المكنون او النفس الرابعة المكنونة في الانفس الثلاثة
وتلك الأنفس الأربعة لكل إنسان تشكّل مجتمعة ومع بعضها البعض كلمة تامة وهي نفسها ذلك الانسان
فكل انسان بحد ذاته هو كلمة تامة
((النباتية+الحيوانية+القدسية+الكلية الالهية))=
((مر+كا+با)) + النفس الكلّية الالهية
فالخلاصة في معنى الميركابا هي:
أنها الأسماء الثلاثة التي تنطوي بهم شجرة طوبى
.
ولكن ما هي شجرة طوبى؟
أنها شجرة الحياة ،، انها شجرة الحياة الموجودة في تاريخ وتراث كل الامم القديمة والحديثة تقريبا ،، والتي تعرف عالميا بشجرة حياة الكابالا
عندما ننظر لرسم شجرة حياة الكابالا
او لرسم شجرة الحياة عند مختلف الامم
فإننا سننظر حينها لفهمهم لشجرة طوبى وسدرة المنتهى وذات الله العليا
.
حتى الآن قلنا أن الانسان عبارة عن كون مصغّر من الكون الكبير،،
كون صغير تنطوي به وتخدمه نفس تلك القوى الالهية الكونية التي تخدم الكون الكبير وتنطوي به
هذه القوى الالهية الكونية الاولى ((النترو)) جاء الرمز اليها وتم ذكرها في الروايات الشريفة المروية عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم باشكال متعددة كثيرة ،،
ذكروها صراحة مرات ومرات اخرى كثيرة ذكروها رمزا او بوصف واسم آخر
ومن تلك الروايات التي جاء وصفها رمزا بها هي رواية العقل وجنود والجهلوجنوده
والتي سنأتي اليها في مرة أخرى ان شاء الله.
.
والخلاصة من كلامنا السابق هي أن
كل نفس ناطقة قدسية ستنزل لتعيش على هذه الارض تجربة مادية جديدة يجب أن تكون مركّبة مع نفسين أخريتين
نامية نباتية
وحسّيّة حيوانيّة
فبهما فقط ستستطيع النفس الناطقة القدسية التي لا تفارقها النفس الكلية الالهية ابدا وفي جميع أحوالها أن تعيش على الأرض تجربة ماديّة
وبواسطتهما فقط ستستطيع ان ترى نفسها منفصلة عن خالقها وتعيش تجربة المادة ونسيان حقيقتها الالهية وفقدانها لذاكرتها الكونية فتستطيع حينها أن تقول أنااااا وأن تتعلم من خلالها درس جديد
والنفس الحسية االحيوانية يوجد بها قوى دافعة للفعل عبرت عنها الروايات بإسم جنود الجهل أو جنود الأنا ،،
وكلّما التفت الإنسان لأنااااه أو لنفسه الحسية الحيوانية وقواها أو جنودها أكثر ،،
كلما زاد تعلقه بالارض وخلد لها
وحينها فإنه وبسبب تعلقه بها سيخلد للارض ومتعها ،، ولذلك فإنه بعد الموت سيعود بسبب تعلقه بها مرة أخرى وأخرى وأخرى
ولذلك فإن كلمة الذين كفروا هي السفلى،، لأن تعلقهم هو بالنفس السفلية في الميركابا وهي النفس الحسية الحيوانية
فالنفس الحسية الحيوانية هي كلمة الذين يتعلقون بها ،، فجنودها هي جنودهم وأهدافها ستكون هي نفسها أهدافهم في الحياة
وهذه هي مهمة إبليس ورجله وجنوده والتي أوكلها رب العالمين لهم
فمهمتهم هي أن يزيّنوا هذه الأرض لمن سينزل عليها من الأرواح بتجربة مادية ،،
وبنفس الوقت يملؤوها لهم بالفتن والمشاكل ليشغلوا الانسان بها ومن خلالها بكل طريقة ممكنة عن التفكير بالهروب منها ،، فيكون الفرار منها حينها مهمة شبه مستحيلة
وأن يُنسوا الانسان بنفس الوقت أن له نفس ناطقة قدسية تتوق للرجوع الى موطنها عند ربها بشكل نهائي مطمئنة وراضية مرضيّة
فالدنيا هي أولا واخيرا وكما كنّا نقول عنها دائما انها هي جهنم ونحن وقودها
.
.
الانسان بكل اجزائه هو الميركابا بكل اجزائها
حتى الآن وصلنا في الكلام الى ان الإنسان هو:
كلمة تامة
يتكون من ثلاثة أجزاء ظاهرة
والجزء المرئي لنا حاليا من تلك الأجزاء الثلاثة
هو البدن المادي فقط
أما النفس الحسيّة الحيوانية
والنفس الناطقة القدسية
والنفس الكلّية الإلهية
فتلك الأجزاء تعتبر أجزاء غير مرئية للعين المجردة
والميركابا كما اوضحنا قبل قليل أنّها هي مجموع تلك الأجزاء الأربعة:
1- البدن
2- النفس الحسية الحيوانية
3- والنفس الناطقة القدسية
4- والنفس الكلّية الإلهية المكنونة بالجميع ((رقم تسعة الخفي ومظاهره الثمانية))
.
.
نأتي الآن للإسم ميركابا والذي قلنا انه هو نفس الكلمة التامة
ونحاول بداية أن نفهم هل ان هذا الاسم كما هو شائع بين الناس أنه كلمة يهودية الأصل أم لا
والجواب هو:
كلا ،، إنها كلمة مصرية قديمة جدا ،،
وهي كلمة واحدة متكونة مثلاثة أسماء أو ثلاثة مقاطع ،، وهي:
1- “مر”
2- “كا”
3- “با”
الاقتباس القصير التالي هو من كتاب الدليل الداخلي لمصر
وحسب فهمي لما كتبه الكاتب في هذا الكتاب من الافكار والوصف فإن مصر هنا في عنوان هذا الكتاب يقصد الكاتب بها “الكلمة التامة”
حيث أن الكاتب يعتقد أن الـ”نترو” حكام مصر ومؤسسيها الاوائل
كانوا قد بنوا مصر من منبع نيلها الى دلتاها على هيئة وهندسة الكلمة التامة بأسمائها الثلاثة
وكانوا هم الاسم الرابع الذين سكنوها وعمروها (((فهم تجليات الاسم المكنون أو تجليات النترو في عالم الخلق في زمن الفراعنة))) تماما كما أن الآئمة عليهم السلام هم أيضا نفس تلك القوى الكونية الاولى لكنهم تجلوا بأنفسهم في الاسلام بشكل آئمة مستضعفون من الناس وبين الناس وليس كملوك يسيطرون على البلاد والعباد كما في الحضارة المصرية القديمة التي ظهروا بها
والكاتب يصف بهذا الكتاب كيف يمكننا أن نستعين بإحدى تلك القوى الداخلية المكنونة في كل إنسان
والتي تجسدت في ذلك الزمان بشخصية الأمير “خا – ام – واست”
الكاتب يصف لنا بهذا الكتاب تلك الرحلة الباطنية في مصر (الكلمة التامة)
والتي سيرافقنا بها الأمير “خا – ام – واست” برحلة نهرية بقاربه ليشرح لنا خفايا وأركان الكلمة التامة وأسمائها الثلاثة الظاهرة والاسم الرابع المكنون بهم والذي هو قوى الـ”نترو” التسعة ،، وهؤلاء هم بعض تلك القوى الالهية الكونية المكنونة في تلك الاسماء الثلاثة
.
.
.
بداية الإقتباس (((((
تخیل أن “كا” (الجسم الأثیرى) الأمیر “خا – ام – واست” أتت عبر الباب الوھمى، وأنه یلمس صدرك بعصا الواس التى یمسكھا بیده .
علیك ان تتمھل قلیلا، وتدع الفرصة للطاقة أن تنتقل منه الیك والعكس، من خلال عصا الواس .
قبل البدأ بالمرحلة التالیة فى الرحلة والتى ستنتقل فیھا الى مدینة “منف” (ممفیس)، علیك أولا ان تعى أن جوھرك الروحى ینقسم الى قسمین رئیسیین (حسب الفكر الدینى المصرى القدیم)،
وھما ال “كا”، وال “با” (Ka & Ba) بالاضافة الى أقسام أو أجسام أخرى یصل عددھا الى تسعة أجسام .
سنتعرف على الـ”كا” والـ”با” بتفصیل أكثر عندما نزور مدینة ھرموبولیس (الأشمونیین) .
و یمكننا الآن أن نلخص مفھوم الـ”كا” والـ”با” بأنھما قوى ما ورائیة تحرّك الجسم المادى،
كل واحدة منھما تنتمى لعالم ما ورائى، وھى قوى تتداخل مع بعضھا البعض ومع الجسم المادى فى علاقة احتواء .
بمعنى آخر، یمكننا ان نتخیل الجسد المادى والـ”كا” والـ”با” كمجموعة من العرائس الخشبیة الروسیة و التى توضع الواحدة داخل الأخرى، بحیث اذا فتحت واحدة، وجدت الأخرى داخلھا، وھكذا .
فاذا بدأنا بالجسم المادى وفتحناه، سنجد بداخله الـ”كا”، واذا فتحنا الـ”كا” سنجد بداخلھا الـ”با” .
عند الموت، یبدأ الجسم المادى فى التحلل الى عناصره الأولیة، بینما تنفصل عنه الـ”كا” (الجسم النجمى/الأثیرى)، وتنتقل الى العالم السفلى (الدوات)، فیتحول معھا الوعى من العالم المادى الى الوعى النجمى/الباطنى (العقل الباطن) .
و عندھا یبدأ العقل الباطن فى اجترار ذكریاته فى الحیاة الدنیا كلھا، ویرى كل ما فعلته یداه، و ھو ما یطلق علیه أحیانا محاكمة النفس .
و بعد فترة من الزمن، قلّت أو كثرت ( مع الأخذ فى الاعتبار أن الزمن نسبى)
تبدأ الـ”كا” ھى الأخرى فى التحلل،
وتنفصل عنھا الـ”با” التى كانت تسكنھا (كما كانت الـ”كا” تسكن الجسم المادى)
و ینتقل معھا الوعى من العالم النجمى/السفلى (الدوات) الى العالم “السماوى/السببى/الروحى”،
و ھذ ھو ما یطلق علیه الموت الثانى .
الـ”كا” لیست خالدة،
وانما ھى “برزخیة / مؤقتة لأنھا تنتمى لعالم برزخى ھو الدوات (العالم النجمى/السفلى) .
بعد الموت الثانى تتحرر الـ”با” (الروح) من تأثیر الـ”كا”،
وتنتقل لتحیا فى عالم النترو (الكیانات الالھیة) .
و بعد فترة أخرى من الزمن ( الذى ھو بطبیعته نسبى)
یمكن للـ”با” أن تتخذ قرارا بأن تعید التجسد فى العالم المادى مرة أخرى،
وھى فكرة كانت موجودة ومقبولة فى معظم حضارات العالم القدیم .
.
فى مصر القدیمة، كانت العلاقة بین الجسد المادى والـ”كا” والـ”با” علاقة متشابكة .
فقد رأى الكھنة أن تحلل الجسد المادى یجب أن یسبق تحلل الـ”كا” .
وھذا یعنى أن الجسد المادى طالما ظل محفوظا (بالتحنیط) فان الـ”كا” ستبقى حیّة فى الدوات ( العالم النجمى/السفلى) .
اذن التحنیط ھو وسیلة لمنع حدوث الموت الثانى، أو تأجیله لأبعد زمن ممكن .
والھدف وراء ذلك ھو منح الانسان الفرصة لیكمل رسالته التى بدأھا فى الحیاة الدنیا، وخصوصا اذا كان یقوم بدور المرشد الروحى .
لذلك نجد أن أھم الشخصیات التى یتم تحنیطھا ھم الملك وكبار الكھنة .
ولنأخذ ھرم الملك زوسر كمثال .
فھو معراج للسماء لیس من أجل الملك فقط، وانما من أجل كل الأرواح .
كانت “كا ” الملك تقوم بدور ھام فى ارشاد الأرواح ومساعدتھا فى تلك الرحلة .
لا یقتصر اتصال “كا” الملك على أرواح الموتى فقط، وانما یمكنھا أن تتصل بالأحیاء أیضا .
یلعب تمثال الـ”كا” والباب الوھمى دورا رئیسیا فى استحضار “كا ” المتوفى من العالم الآخر لتأتى و تتصل بأرواح الأحیاء فى ھذا العالم .
كما تلعب الطقوس الدینیة أیضا دورا فى الاتصال بأرواح المبجلین (كالملوك والحكماء مثل ایمحوتب وأمنحتب ابن حابو).
————–
حرص المصرى القدیم اشد الحرص على اقامة الصلة بین عالم المادة الذى یعیش فیھ وبین العوالم الأخرى الماورائیة .
ربما لأن ذاكرته الروحانیة كانت لا تزال تحتفظ بحدث السقوط من عالم الروح الى عالم المادة، فأراد المصرى القدیم أن یقرب المسافات ویبقى العلاقة قائمة بالأصل الذى أتى منه وھو العالم السماوى .
للانسان أجسام أخرى بخلاف الـ”كا”، یصل عددھا الى تسعة أجسام (وسنتناولھا بالتفصیل فیما بعد)، ولكن ما یھمنا الآن ھو الـ”كا”.
الـ”كا” تسكن كل شئ،
وكل الأشیاء ھى جزء من “كا” بتاح .
و عندما یقوم الانسان بتجارب خارج الجسد، كالاسقاط النجمى والطرح الروحى، فانه یستخدم الـ “كا ” (الجسم النجمى / الأثیرى) .
تخیل أنك تقف ھنا فى السیرابیوم، وسط عجول أبیس،
وأن الأمیر “خا – ام – واست” یلمس قلبك بعصا الواس التى یحملھا فى یده،
لیكشف لك من الأسرار حول طبیعة العقل الباطن والجسم النجمى .
وھو فى الحقیقة لا یخبرك بشئ جدید، وانما ھو فقط یحفّزك لتتذكر المعرفة الروحانیة التى كنت تمتلكھا من قبل ونسیتھا بمرور الزمن .
و لو أن “خا – ام – واست” ضغط بعصاه فوق القلب بقوة اكثر، ستلمس عصاه الغدة الصماء التى تقع فوق القلب، وفوق الشقرة التى تعرف فى الفلسفة الھندیة باسم “آناھاتا”. )))))))))))) ……….. إنتهى الإقتباس
.
والإقتباس التالي وجدته في صفحات الإنترنت لأحد الإخوة الكرام يتحدث به الميركابا وعن قواها التسعة وماهيتها ((الأركان الثمانية والاسم المكنون وسطها وهو الرقم تسعة))
((((( الميركابا ــــ هكذا يطلق عليها : الأجسام التسعة عند قدماء المصريين، وتفسيرها وشرحها كالآتي :
ان الانسان يتكون من 9 أجسام . و رقم 9 لأجسام الانسان يقابل رقم 9 فى تاسوع هليوبوليس و الذى يشير الى نشأة الكون من 9 نترو (قوانين الطبيعة) هم آتوم و شو و تفنوت و جب و نوت و اوزوريس و ايزيس و ست و نفتيس .
و كما قال تحوت فى ألواحه “كما فى السماء كذلك على الأرض” , فان كيان الانسان أيضا يتكون من 9 أقسام …. ( خات – كا – با – خيبيت – آخ – ساحو – سيخيم – آب – رن ) و هى بالتفصيل كما يلي:.
خات : و هو الجسم المادى الذى يفنى و الذى كان يتم تحنيطه بعد الموت .
كا : و هى القرين أو النسخة الأثيرية من الجسم المادى أو الجسم الكيميائى , و كانت الكا تظهر للوجود فى نفس اللحظه مع الجسم المادى عندما يصور خنوم الاثنين معا على عجلة الفخرانى . و يرمز الى الكا بذراعين مرفوعين الى أعلى .
با : كانت البا دائما تصور على شكل طائر له رأس آدمى و كان هذا الطائر يحوم حول المقبرة فى النهار و يجلب الهواء و الغذاء للمتوفى . و كانت البا أيضا تسافر مع رع فى مركب الشمس أثناء الليل .
خيبيت : وهو ظل الانسان , أو الهالة (Aura) أو المجال المغناطيسى للانسان , و كان يتم تصوير الظل يخرج من الجسم المادى بعد الموت مع البا و هو مرتبط دائما بالبا , و كان يشارك فى القرابين الجنائزية و كان يستطيع أن ينفصل عن الجسم المادى و يسافر – ان اراد ذلك – و لكنه كان دائما مرتبطا بالبا .
آخ ( أو ايخو) : كانت الآخ هى الجزء الخالد فى الانسان الذى لا يعتريه الموت و هو الجسد المشع , شعاع الله الذى يصعد الى السماء ليسكن فيها مع النجوم التى لا تغيب . و تكون الآخ مهيأة للخلود بعد أن يجتاز المتوفى المحاكمة و بعد أن تتحد الكا و البا .
ساحو : هو الجسم السماوى و الذى يحيا به الانسان فى السماء و يبحر به فى الكون , ويظهر الساحو الى الوجود بعد أن يجتاز المتوفى المحاكمة و هو يحتفظ بكل القدرات الفكرية و الروحانية للمتوفى .
سيخيم : سيخيم هى قوة الحياه أو الطاقة الحيوية التى تمنح للانسان ليحيا , و كانت السيخيم تحيا فى السماء مع الآخ بعد الموت .))))))…..إنتهى الاقتباس
وأود أن ألفت النظر هنا إلى أن الجسم الثامن أو الاسم الثامن وهو ساحو
فهذا الجسم نفسه هو الحور العين التي كتبنا عنها المقال التالي
وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
وهذه هي الرواية التي قلت في البداية أنني سأختم الحديث بها واترك لكم بعد ذلك المقارنة بين مضمونها وبين مضمون ما جاء في الاقتباس من كلمات ومعاني
.
.
.
روي (ان أعرابيا سأل امير المؤمنين عليه السلام عن النفس فقال له عن اي نفس تسأل؟
فقال: يا مولاي هل النفس أنفس عديدة؟
فقال عليه السلام: نعم نفس نامية نباتية، ونفس حسية حيوانية، ونفس ناطقة قدسية، ونفس إلهية ملكوتية كلية.
قال: يا مولاي ما النامية النباتية؟
قال: قوة أصلها الطبايع الاربع
بدو إيجادها مسقط النطفة،
مقرها الكبد،
مادتها من لطايف الأغذية،
فعلها النمو والزيادة،
وسبب فراقها اختلاف المتولدات
فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة.
فقال: يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية؟
قال: قوة فلكية وحرارة غريزية
أصلها الافلاك
بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية
فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
مقرها القلب
سبب فراقها اختلاف المتولدات،
فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة
فتعدم صورتها
ويبطل فعلها ووجودها
ويضمحل تركيبها.
فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟
قال: قوة لاهوتية
بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية،
مقرها العلوم الحقيقية الدينية،
موادها التأييدات العقلية،
فعلها المعارف الربانية،
سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية،
فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت
عود مجاورة
لا عود ممازجة.
فقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟
فقال: قوة لاهوتية
جوهرة بسيطة حية بالذات
أصلها العقل
منه بدت
وعنه دعت
وإليه دلت وأشارت
وعودتها إليه إذا كملت وشابهته،
ومنها بدأت الموجودات
وإليها تعود بالكمال
فهو ذات الله العليا
وشجرة طوبى
وسدرة المنتهى
وجنة المأوى،
من عرفها لم يشق،
ومن جهلها ضل سعيه وغوى .
فقال السائل: يا مولاي وما العقل؟
قال: العقل جوهر درّاك
محيط بالاشياء من جميع جهاتها،
عارف بالشيء قبل كونه،
فهو علة الموجودات ونهاية المطالب)…..انتهى
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين