بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو الإسم المكنون؟
مداخلة كريمة من أخ كريم أحببت أن افرد مقالا جديدا للإجابة عن السؤال المهم المرفق بها
ـ((((داخل في الأشياء لا بممازجه
وخارج عنها لا بمزايلة
ماهو الإسم المكنون؟
أرجو التوضيح))))
كتبت الكثير عن الاسم المكنون حتى يكاد ذكره لا يخلو منه أيّ مقال من المقالات التي كتبتها مؤخرا
ليس لأن ذكره وفهمه مهم جدا لفهم الوجود والتكوين فقط، بل لأن لذكره حلاوة على اللسان أستشعرها حين أنطق باسمه أو اكتبه او حتى حين أذكره بيني وبين نفسي في عتمة الليل
من يفهم الاسم المكنون سيعرف ان الناس كلهم يحومون حوله بدون أن يعرفوا أنهم كلهم يحومون حوله ومنشغلون به
ظاهر الناس أنهم مختلفون فيما بينهم وكل فرقة منهم تدعي أنها هي الاصح وان عقيدتها هي الأكمل من بين الجميع
لكن الواقع انهم كلهم متفقون على الجوهر ويختلفون على الاسماء وطرق التعبير والتوصيف،، وكل هذا الإختلاف طبعا بسبب رجال دينهم الذين يحللون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال
الإسم المكنون هو عين الله التي ليست كالأعين وليس كمثلها عين
الإسم المكنون هو يد الله التي ليست كالأيدي وليس كمثلها يد
الإسم المكنون هو جنب الله الذي ليس كالأجنب وليس كمثله جنب
الإسم المكنون هو شيء ليس كالأشياء
الإسم المكنون هو شيء ليس قبله شيء
لا تستعجل الحكم
الإسم المكنون هو شيء ليس قبله شيء لأن الله المعنى المعبود الذي خلقه أو أبدعه ابداعا لا من شيء ليس شيء
يعني الله المعنى المعبود الذي خلق أو أبدع الاسم المكنون إبداعا لا من شيء لا يمكننا أن نطلق عليه صفة أنّه “شيء”
فهو ليس شيء وليس لا شيء
الإسم المكنون هو مشيئة المعنى المعبود التي يبدعها لا من شيء ويخلق الأشياء بها
أنظر لنفسك كأنسان يفعل وقل لي أين هي مشيئتك التي تفعل بها جميع ما تفعل؟
لن يمكنك أبدا أن تضع اصبعك على أيّ نقطة في وجودك وتقول هذه هي مشيئتي التي بها اشاء ان اقوم واقعد واركع وأسجد
لكن كل وجودك وحركاتك وسكناتك ناتجة من مشيئتك وعن مشيئتك التي لا تعرف من أين تنبع منك او من اين تصدر فيك
فأنت تخلقها قبل كل حركة تتحركها مهما كانت صغيرة ،، كما وتخلقها كذلك قبل كل سكنة تقرر أن تسكنها مهما كانت قصيرة
هل توجد علة لهذه المشيئة؟
أي هل يوجد سبب يدفعك كإنسان لأن تشاء؟
يعني هل توجد علة تسبق المشيئة في وجودها تدفعك لابتداع المشيئة او الإسم المكنون الذي ستفعل به جميع ما ستفعل؟
نعم يوجد
انه الحب
فأنت كانسان لا تشاء أن تفعل الا ما تحبه،، يعني لكي تشاء ان تفعل شيء حتى ولو كان ان تنطق بحرف واحد فيجب عليك قبل أن تشاء النطق به ان تحب النطق به
تستطيع أن تقول أن الحب هو وعاء المشيئة، أو رحم المشيئة؟
أين هو هذا الحب؟
إنظر حولك وأينما رأيت شيء فلقد رأيت مظهر لها
وبنفس الوقت أينما رأيت شيئ فلقد رأيت كذلك مظهر للمشيئة
فالحب والمشيئة شيئان مخلوقان متلازمان لا يمكن أن يظهر أحدهما بدون ظهور الآخر معه
فالمشيئة لا تظهر بدون الحب ، والحب لا يظهر بدون المشيئة
فهما بحران إلاهيان ،، حين يلتقيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان
الحب هو المبدء الأنثوي في الوجود والمشيئة هي المبدء الذكري في الوجود
وعندما يلتقي المؤنث الالهي مع المذكر الالهي يخرج منهما هذا الوجود بكل مظاهره
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان
فالإسم المكنون هو المبدء الإلهي الذكري المكنون في المبدء الإلهي الانثوي
فلا يوجد عِدْل للمبدء الأنثوي الإلهي سوى المبدء الذكري الإلهي
الإسم المكنون مكنون في مصباح
والمصباح مكنون في زجاجة
والزجاجة مكنونة في المشكاة
الاسم المكنون هو من ينير المصباح
والمصباح له نور
بل له أنوار
بل هو نفسه الانوار التي بعضها فوق بعض
ونور المصباح يجعل الزجاجة وكأنها كوكب دري
الاسم المكنون هو من يجعلك إنسان، فهو باطنك وأنت ظاهره
أنت كوكب درّي بفضل الاسم المكنون المكنون بك، فهو نور وجودك ووجودي ووجود كل الوجود
الإسم المكنون هو الماء الذي به تحيا الأشياء كلها وتشعر بوجودها
الإسم المكنون هو نبع الحياة الذي لو انزلت قطرة منه على جبل لا حياة به لدبت به الحياة ولرأيته من حينها خاشعا متصدعا من خشية الله
لأن الإسم المكنون خُلق وهو خاشع متصدع من خشية الله، ولأن الجبل لا أناً له كأنانا تمنعه من خشية الله
الإسم المكنون هو القرآن الكريم المكنون في الكتاب المكنون
الإسم المكنون إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
الكتاب المكنون هو الجوهرة الحيّة بالذات، وهو شجرة طوبى وسدرة المنتهى
والكتاب المكنون هو الجوهرة الحية بالذات لأن القرآن الكريم أو الاسم المكنون نبع الحياة وروحها مكنون به ولا يفارقه أبدا أبدا
فهو من الكتاب المكنون والكتاب المكنون منه
فالاسم المكنون هو روح الكتاب المكنون المكنون بين جنبيه
الكتاب المكنون هو ظاهر الإسم المكنون
والاسم المكنون هو باطن الكتاب المكنون
الكتاب المكنون هو النور الأول، هو النور المحمدي
والأسم المكنون هو النور العلوي وهو منوّر النور المحمدي
وكلهم نور واحد،
أنهم : قُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
من يحب معرفة المزيد عن معنى الاسم المكنون ووظيفته يمكنه مطالعة المقال التالي فبه إن شاء الله بعض المزيد من التفصيل