بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل يوم تنولد عوالم جديدة تحتاج لعمّار جدد ليعمروها
ولملائكة وروح جدد يتنزلون عليها باذن ربهم من كل أمر
نظام الخلق يغذي نفسه بنفسه على الدوام
تصور وفهم مختلف للآيات والروايات
مقدمة أولى
——-
في تعليق سابق لي في احد المواضيع قلت فيه اننا يجب ان نقلب المفاهيم وخصّصت منها فقط مفاهيم الشر المطلق على انّها هي التي يجب أن تُقلب بحيث نرى فيها ومعها الخير أيضا،، وذلك رغم ان معايشتها وفعلها هو من الشر ،
لكنها يبقى لها نوع من أنواع التأثير حتى ولو كان على الغير ،، بحيث يظهر معها الخير منه وبسببه عليه
على سبيل المثال فإن الغضب من جنود الجهل الذي وزيره الشر
لكن نفس الغضب تكون له أحيانا كثيرة آثار خيّرة وجميلة على نفس الانسان وعلى المجتمع أيضا ،، وذلك عندما يكون تحت السيطرة
فالغضب بنفسه ليس شر مطلق ،، لكنه باب من الابواب التي يمكن للشر وزير الجهل ان يدخلنا منه لغياهب وظلمات الجهل
وكذلك الحزن فإننا يمكننا ان نرى له آثار جميلة على الانسان والمجتمع رغم انه من جنود الجهل
وكذلك البخل فان وجوده يبرز جمال الكرم ،
وهكذا يمكننا ان ننطلق في نظرتنا لجميع جنود الجهل رغم انها جميعها هي ابواب كل الشرور أيضا
كما أن وجود القاتل والسارق والمخادع وغيرهم في المجتمع سيخلق حالة من الوعي والحذر والتعاون والتكاتف والحب بين الناس ،
فلولا وجود الاشرار لما امتاز الاخيار وظهروا
وكذلك لولا وجود الامراض بين الناس لما ظهر بينهم الحب والرعاية والوفاء والتكاتف
إجمالا يمكننا ان نقول أن الله خلق الشر ليبرز ويظهر به الخير ، ناهيك عن ان نفس ما نقول عنه انه شر فان مرتكبه لا يراه الا خيرا
وعندما قلت اننا يجب ان نقلب المفاهيم فقصدي هو اننا يجب ان نرى الخير في الشر ، أو أن نرى الأثر الخيّر الناتج من وجود نفس الشر وفعله أيضا لنكتشف الحكمة الالهية من خلقه
وفي مرحلة متقدمة من حياتنا هذه او التي ستليها ربما ستنقلب المفاهيم عندنا عن حقيقة الشر والاشرار 180 درجة،
فنرى حينها أن حقيقة الشر والأشرار انه خير بالنسبة لنا وان مرتكبيه في حقيقتهم هم من الأخيار ،،
بل ان حقيقتهم ربما افضل وأخير من حقيقتنا
في هذا الموضوع وفي الذي بعده سأطرح فيهما إن شاء الله تصوّر معيّن للصورة الكونية التي فهمتها من خلال تدبري للآيات القرآنية والروايات الولائية
وفي هذه النظرة الكونية ستنقلب رؤيتنا لمن هم الاشرار فنرى أن حقيقتهم هي أنهم أخيارا ،،
ومن نرى أنهم أخيارا سنرى انهم في حقيقتهم لم يصلوا بعد لدرجة صلاح ورقي حقيقة الاشرار،
وربما في يوم ما سنشكرهم ونعرب عن امتناننا لهم لكونهم كانوا اشرار ولئيمين جدا معنا لهذه الدرجة
التصور الذي سأطرحه هنا ليس بالضرورة أن يكون صحيحا لا جزئيا ولا كليا بالرغم من أنني سأعتمد على روايات وآيات كثيرة فيه
لكن المهم فيه انني سأطرح تصور جديد يقول لي ان الله وسعت رحمته كل شيء،، وأن الله جميل يحب الجمال،، وأن الله يحب عباده أكثر من نفسهم
تصور جميل سيلغي من عقلي وعقل من سيستحمله صورة الله الذي لا همّ له الا ان يخلق مخلوقات لكي يلقي بـ 99% منهم في نيران ملهبة محرقة وملائكة يحملون قضبان وشراك من حديد ملتهب يدخلونها في مناخيرنا وعيوننا وبطوننا
تصور جميل سيلغي محرقة دانتي التي ركزها الشيطان وحزبه في عقولنا منذ مدة طويلة لكي يظهروا من خلالها صور جديدة للخوف من الله وصور جديدة لعبادة الله لم تظهر في السابق على وجه هذه الأرض
الكلام طويل بهذا الامر لكن ساقطعه هنا منعا للاطالة وسابدء إن شاء الله ببيان الصورة الكونية التي خلقها وأوجدها أرحم الراحمين الذي وسعت رحمته كل شيء
المقدمة الثانية:
بداية نقول ان الهدف الوحيد من خلق الله لكل الخلق هو لاظهار العبادة لله خالق “كل شيء”
ملاحظة:
أكتب هذه الملاحظة بعد أن حاولت أن أبدء البيان من البداية لأصل منه أخيرا للنهاية،، لكنني وجدت أن الأمر قد طال وطال وطال ولم اصل بعد لما كنت اريد ان اقوله،،
ولذلك فإنني قررت أن أبدء مرة أخرى لكن من النهاية لأعود بها للبداية
النهاية :
يوجد لله 12 ألف عالم أو 12 ألف ألف عالم مأهول على اختلاف الروايات ،، واعتقد ان هذا العدد هو فقط لتقريب الصورة من الاذهان،، وإلّا فهو قد يكون اكبر من ذلك بكثير ،،
وعالمنا هذا هو فقط عالم واحد من تلك العوالم المأهولة
جميع تلك العوالم الـ 12 ألف ألف هي من ضمن عالم الخلق الكبير،،
وعمّار جميع عوالم الخلق تلك يسكنون فوق سطح تلك الكواكب وربما في جوفها أيضا ،،
وذلك حسب الحالة وحسب القصة وحسب نوع الصراع الذي يعيشونه على كل كوكب من كواكب عالم الخلق
وفي مقابل عالم الخلق الكبير هذا يوجد عالم آخر هو عالم الأمر ،،
وعالم الأمر هو العالم الذي يتم به تدبير جميع شؤون العوالم الأرضية ،، أي جميع عالم الخلق بكل كواكبه
فجميع الامور التي ستجري في تلك الكواكب،، صغيرها وكبيرها ،، هي من تدبير وتنفيذ مخلوقات عالم الأمر من الملائكة والروح وربهم ،،
أمّا مخلوقات عالم الأمر هذه فهي تسكن السماء المحيطة بتلك الكواكب،،
أو حسب التعبير العصري فانها تسكن الفضاء المحيط بتلك الكواكب
والهدف من كل تلك العملية هو اظهار العبادة لله في كِلا العالمين ،،
من خلال اظهار ما يمكنهم اظهاره من صور مشيئة الله أيضا في كِلا العالمين ،،
وأقصد بهما طبعا عالم الأمر وعالم الخلق
فافراد وجماعات عالم الأمر هم أهل سماواته
وأفراد وجماعات عالم الخلق هم أهل أرضه
وكلاهما هم سكان سماوته وأرضه،،
وهم من ملاء بهم تبارك وتعالى سماواته وأرضه
12 ألف عالم او 12 ألف ألف عالم ونحن (آدم وذريته منذ أن خُلِق آدم وحتى اليوم) نشكل عالم واحد منهم فقط
أمر مشيئة عمّار وسكّان السماوات من افراد وجماعات عالم الأمر فيه هو أنّهم يقولوا للشيء فيه كن فيكون،،
وهم في ذلك على فئتين :
فئة خلقها الله تبارك وتعالى على هذه الصورة منذ أن خلقها ،، وذلك كما تقول الرواية عن:
أبي علي الاشعري ومحمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان،
إن الله عز وجل قبل أن يخلق الخلق قال:
كن ماء عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي
وكن ملحا اجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي
ثم أمرهما فامتزجا،
فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر
والكافر المؤمن
ثم أخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا فاذا هم كالذر يدبون،
فقال لاصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام
وقال لاصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي،
ثم أمر نارا فاسعرت،
فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها،
فقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها،
فقال: كوني بردا وسلاما فكانت برداو سلاما
فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا
فقال: قد أقلتكم فادخلوها، فذهبوا فهابوهها،
فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء من هؤلاء…………… إنتهى
اليمين وأصحابه ،،
فأصحاب اليمين هم مجموعة قد خلقها الله تبارك وتعالى منذ ان ابتدء الخلق ،، وأسكنهم ((الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ))
لأنهم اطاعوه من بداية خلقهم طاعة مطلقة في اشد الامور ،،
فجعلهم من حينها عالم أمره الذين يملؤون سمائه ،
ومن ضمن عطائه الغير مجذوذ لهم انه جعلهم مِثله يقولون للشيء كن فيكون ،
أي جعل أمرهم من أمره ،، وأمره من أمرهم ،، إذا شاؤوا هم شاء هو ،، واذا شاء هو شاؤوا هم
وهم مراتب مختلفة ،،
أعلاهم واشرفهم وأرفعهم منزلة هو “اليمين” ،،
فهو في حقيقته النورانية هو مَثَله الذي القاه في خلقه ،، فهو أمره الأعلى ،،
أمّا بقية أفراد عالم الامر فيُنسبون له نسبا ويعملون تحت أمره ورعايته
فهو اليمين وهم أصحابه
فبـ”اليمين” واصحابه أظهر تبارك وتعالى عالم أمره
أبي ، عن أحمد بن عبد الملك ، عن جميل بن دراج ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال : قال أبوجعفر عليه السلام :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن عن يمين العرش قوما وجوههم من نور ، على منابر من نور ، يغبطهم النبيون ، ليسوا بأنبياء ولا شهداء ،
فقالوا : يا نبي الله وما ازدادوا هؤلاء من الله إذا لم يكونوا أنبياء ولا شهداء إلا قربا من الله ؟
قال : اولئك شيعة علي ، وعلي إمامهم “……………. إنتهى
فاليمين هو عليّ أمير المؤمنين ،،
والذين معه ووجوههم من نور، على منابر من نور، على يمين العرش ،،،
هؤلاء هم أصحاب اليمين وهم شيعة أمير المؤمنين
ملاحظة: ارجو التفكّر والتدبر والانتباه الى العلاقة بين هذه الرواية وبين هذا الجزء من رواية جنود العقل وجنود الجهل:
))إن الله عزوجل خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما و كرمتك على جميع خلقي))
وبين هذا الجزء من الرواية التي يعرفها الموالون المحبون المسلِّمون لهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:
))ثمّ فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور عليّ ونور عليّ من نور الله وعليّ أفضل من الملائكة))
وأرجو الانتباه الى اننا هنا عندما نتكلم عن النور فإننا لا نتكلم عن شخوص بأسماء وصور بشرية،،
لكننا نتكلم عن القوى الالهية الكونية الاولى التي خلقها الله بنفسها وخلق منها كل جميل،،
هذا بالنسبة لما يتعلق بالمجموعة الاولى ((اليمين وأصحابه))
أمّا المجموعة الثانية
فهي مجموعة “الشمال” وأصحاب “الشمال” وهي المجموعة التي سيُظهر بها عالم خلقه،
وهي مجموعة النفوس الناطقة القدسية، او النفوس المطمئنة
وهذه مهمتها إظهار صور المشيئة الالهية من خلال النزول في العوالم الأرضية (جهنم) ومعايشتها ومعايشة آلآمها واحتياجاتها ومشاكلها وأفراحها وجميع مشاعرها المتناقضة ،،،
كرّة بعد كرّة بعد كرّة …….. وإلى أبد الآبدين إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ () خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
لكن كما يقول القرآن وكما قلنا في مواضيع سابقة أن هذه النفوس خلال صعودها ونزولها وترددها ما بين عالم الخلق وعالم الأمر فإنها حين يحين اجل انتهاء كلّ كرّة من كراتها في عالم الخلق
فإنها بعد أن تفارق أولا النفس النامية النباتية (البدن)
و بعد أن تفارق ثانيا النفس الحسية الحيوانية (القرين)
فإنها ستستعيد وعيها الملكوتي كنفس ناطقة قدسية لا تموت،،
وستستعيد معه ذاكرتها الكونية التي اختزنت بها ذكريات جميع ما عاشته واكتسبته من خبرات خلال الف الف حياة سابقة وأكثر
وبمجرد ان تستعيد ذاكرتها فإنها ستعرف حينها إلى أين يجب أن تذهب
فتتوجه من فورها وهي سعيدة وراضية إلى ربها فيدخلها جنته ويرضيها بها لمدة زمنية ستشعر بها أنها طويلة جدا جدا ، رغم انّ تلك المدّة في حساباتنا الارضية قد لا تتجاوز شهور معدودة ،، لتعود بعدها لتكرّ كرّة جديدة في حياة جديدة وبدن جديد وقصة جديدة
لكن حتى هذه النفوس الناطقة القدسية التي رفضت دخول النار وكُتب عليها أن تنزل في جهنم (الأرض) لأبد الآبدين بإمكانها هي أيضا الخروج من جهنم اذا ما حققت أكثر الشروط أو اقتربت من تحقيقها ،،
فهي عندها فرصة للخروج من مجموعة “الشمال” لتدخل ضمن مجموعة “اليمين” اذا ما اقتربت منها ومن صفاتها بشكل كبير
أو حتى بدون ذلك أيضا ،،
لتُخرج حينها من مجموعة عالم الخلق ، وتُدخل ضمن مجموعة عالم الأمر
فهي كما قلنا من قبل أنها من افراد مجموعة أصحاب “الشمال” الذين يكرّون في جهنم ((خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ))
والسبب في امكانية خروجهم من عالم الخلق ودخولهم في عالم الأمر رغم عدم تحقيقهم لكامل المقادير والشروط والموازين هو لـ غلبة مشيئة الله على كل القوانين والموازين التي وضعها هو بنفسه لتتنزل بها الملائكة والروح ،،
فكل الكون بكل موجوداته وقوانينه يخضع للمشيئة العليا قبل كل شيء ،، فإنه يفعل ما يشاء
إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
الفكرة
12 ألف عالم او 12 ألف ألف عالم
في جميع تلك العوالم من عوالم الخلق سيتم بها وعلى مراحل متتابعة اظهار صور المشيئة الالهية من خلال مشيئة نفس موجوداتها وانفسها الناطقة القدسية
وذلك يتم من خلال اظهارها ضمن قصص صراعات مختلفة التفاصيل والاحداث والأطراف ،، وتتناسب مع حجم وسرعة دوران كل كوكب من تلك الكوكب ،،
وعلى طول النهار والليل بها
وعلى طبيعة سطح كل كوكب منها،
وعلى درجة حرارته
وعلى عدد الاقمار المحيطة بكل منها
وعلى كمية المياه به
و و و و و و و ولن تنتهي لآئحة المتغيرات أبدا
ومع كل متغير سيكون شكل الصراع مختلف بالتأكيد والقصة كلها ستختلف أيضا
وبالتالي ستكون صور عبادة الله فيها أيضا مختلفة لتناسب الظروف المقدرة لهذا الكوكب أو ذاك
ولعمّار كل كوكب من تلك الكواكب المختلفة سيكتب القلم لهم قصة صراع تختلف تفاصيلها واحداثها عن تفاصيل الصراعات في بقية الكواكب
فسيكتب لهم قصة تتناسب مع ظروفهم الخاصة بهم وحدهم والتي سيعيشون وسطها كما قلنا قبل قليل
في قصتنا هذه مثلا يوجد صراع شنّه شخص اسمه ابليس على خليفة رب العالمين وغرضه من الصراع معه هو السيطرة على هذه الأرض لاثبات الذات ولإثبات احقيته ولإظهار أناااااه وصفاتها،،
وهكذا وعلى طول القصة فإن كل احداث هذا الصراع صغيرها وكبيرها ومن بدئها حتى نهايتها هي كانت وستبقى تدور حول هذا الأمر ،،
وفي نهاية قصة هذا الصراع الذي نعيشه حاليا سيكون هناك ثلاث فرق
فرقة سترث جنة الفردوس ،،
وهؤلاء هم من كرّوا على هذه الارض وكرّوا وكرّوا
وترقّوا وترقوا وترقوا خلال تلك الكرات حتى استحقوا أخيرا أن يكونوا من أصحاب “اليمين” وهم ثلّة من الأولين وثلة من الآخرين ،
لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ () ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ () وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ
وهؤلاء هم نفسهم المفلحون الذين جاء ذكرهم في سورة المؤمنين:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ () ………() أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ () الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
والمفلحون هم حزب علي عليه السلام وشيعته كما تصرح بذلك مضامين الروايات الكثيرة عند الفريقين
طبعا لا اقصد بقولي هنا شيعة أمير المؤمنين ، أن شيعته هم فقط من يعرفونه باسم علي بن ابي طالب،
فأمير المؤمنين له كما تقول الروايات اكثر من 300 اسم تعرفه الامم من خلالها ،، فهو قد عاش وكرّ بينها جميعهم وترك اثره وتراثه وسيرته بينهم
ومنهم من اصبحوا شيعة له في زمان ظهوره بينهم بذاك الاسم ،،
ومنهم من لا يزالون حتى الآن من شيعته بذلك الإسم الذي عرفه اجدادهم به
وعليه فإن شيعته المفلحون الذين سيرثون الفردوس قد يكونون من كل الاديان وكل الاقوام وكل القارات، وليس فقط ممن يعرفونه باسم علي بن ابي طالب
فقد يكونون مثلا من الصين واليابان والهند ومن كل دول قارة اسيا ،،
وقد يكونون من قارة استراليا ومن الامريكتين ومن قارة أوروبا ومن قارة افريقيا ،
اجمالا فأنهم قد يكونون من جميع دول العالم ومن جميع الأديان
وهذه الثلة سيكون عددها قليل جدا مقارنة بعدد سكان الارض الحالي ،،
فحسب بعض الروايات فإن ثلة أصحاب اليمين الأولين سيكون عددهم 70000 انسان فقط
وحسب سفر الرؤيا في الانجيل فإن هذه الثلة ((أو الثلتين،، ثلة السابقون السابقون المقربين وثلة أصحاب اليمين)) سيكون عددهم 144 ألفا
وهذا مقطع من سفر الرؤيا جاء في بدايته وهو يتكلم به عن الرب:
((ها هو ذا آت في الغمام.
ستراه كل عين حتى الذين طعنوه، وتنتحب عليه جميع قبائل الأرض.
أجل، آمين.
أنا الألف والياء، هذا ما يقوله الرب الإله، الذي هو كائن وكان وسيأتي، وهو القدير ……)))) …..إنتهى النقل ويبدء من هنا مرة أخرى
((حــــتــى الــــذيـــن طــعــنــوه)) ،، ((تذكروا هذا المقطع من الرؤيا يا عشاق الحسين ، وتذكروا حسينا في الأعالي))
وهذا هو الجزء من الرؤيا التي يذكر فيها العدد 144 ألف وتفصيله ولماذا هذا العدد بالذات :
((ورأيت ملاكا آخر يطلع من المشرق ومعه ختم الله الحي، فنادى بصوت جهير الملائكة الأربعة الذين وكل إليهم أن ينزلوا الضرر بالبر والبحر، قال:
“لا تنزلوا الضرر بالبر ولا بالبحر ولا بالشجر، إلى أن نختم عبيد إلهنا على جباههم”.
وسمعت أن عدد المختومين مـــائـــة وأربـــعـــة وأربـــعـــون ألـــفـــا من جـــــمـــيــع أســـبـــاط بـــنـــي إســــرائـــــيـــل .
ختم من سبط يهوذا اثنا عشر ألفا ومن سبط رأوبين اثنا عشر ألفا ومن سبط .. ومن سبط .. ومن سبط .. ومن سبط .. ومن سبط .. ومن سبط .. ومن سبط .. ومن سبط .. ومن سبط بنيامين اثنا عشر ألفا.
رأيت بعد ذلك جمعا كثيرا لا يستطيع أحد أن يحصيه، من كل أمة وقبيلة وشعب ولسان، وكانوا قائمين أمام العرش وأمام الحمل، لابسين حللا بيضاء، بأيديهم سعف النخل،
وهم يصيحون بأعلى أصواتهم فيقولون: (( الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل! ))……………. إنتهى النقل
((وبنو اسرائيل حسب الروايات الولائية هم محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين))
نفس هذه الثّلة التي سيأخذها الرب الذي سيأتي في الـــــغــــمـــام كما يقول سفر الرؤيا
تقول الروايات الكثيرة أن أمير المؤمنين سيطير بهم الى الجنة السماوية ،، أو الى الفردوس ،، وسيطير بهم وهم محمولون بجانبه على النجائب التي ستطير بهم الى الجنة ،، وذلك يعني أن النجائب هي مركبات فضائية أو سماوية تطير
هذه الثلّة القليلة ستنتقل منذ ذلك اليوم لتصبح جزء من عالم الأمر،
فيصبح أفرادها من عمّار السماء وسكانها ،، بعد أن كانوا من قبل ذلك جزء من عالم الخلق وعمّار الأرض،
وفي ذلك اليوم سينظر الناس من على الأرض لهذه الثلة وهي تغادر الغلاف الجوي منطلقة نحو الجنة السماوية ومخترقة السقف المرفوع والحسرة تحرق قلوبهم
أمّا المجموعة الثانية فهي التي سترث الأرض لكن بعد مخاضات عديدة ،،
وستكمل عليها أخيرا رحلة تطورها ورقيّها فتخلق لها أخيرا جنة في الأرض
وهذه المجموعة سيتم غربلتهم مرة أخرى لاستخلاص ثلة الآخرين منهم بعد أن استخلصوا منها مجموعة القليل وهم السابقون السابقون من الآخرين
أمّا المجموعة الثالثة وهم أصحاب “الشمال” فسيتم نقلهم لكوكب جديد ((جهنم جديدة))
كوكب جديد ظروفه واحواله مختلفة تماما عن ظروف وأحوال هذه الأرض،،
وسيبقون يكّرون ويكرّون عليه كرّات متتالية ومتتابعة طوال قصة الصراع الجديد الذي سيعيشونه عليه
—–
12 ألف عالم أو 12 ألف ألف عالم،، من كل عالم منها سيتم استخلاص ثلاثة ثلل وقليل منها ليرفدوا بهم عالم الأمر
بمعنى انه ما بين كل فترة وفترة ستنتقل على اقل التقادير 40.000 ثلّة من عالم الخلق لعالم الأمر ،، او سينتقلون من كونهم أصحاب “الشمال” فيصبحوا من أصحاب “اليمين”
وبتعبير آخر ستضاف على فترات متفاوتة على اقل التقادير 40.000 ثلة جديدة لعالم الأمر،،
فقصتنا على هذه الارض قد يكون عمرها من بدايتها لنهايتها هو فقط خمسين الف سنة ،
لكن على كوكب آخر قد يكون 100 الف سنة ، او حتى مليون سنة او اكثر او اقل ،،
لكن من المؤكد ان جميع القصص التي كتبها القلم ستنتهي في يوم ما وسيكتب القلم حين تنتهي غيرها وغيرها وغيرها
والملائكة والروح ستتنزل دائما بجميع ما سيخطه القلم منها وبجميع ما سيأمرهم ربهم ويأذن لهم بالتنزل به منها
.
.
.
يتبع إن شاء الله بتصور آخر وبفهم جديد لمفاهيم قديمة وجديدة ،،
وذلك لأننا نتداول تلك المفاهيم فيما بيننا ونعيش آثارها في كل يوم
لكننا نعيشها حسب فهم وصورة ذهنية معينة حفرتها بعقولنا أقلام وآراء وأفكار اشخاص كانت مهمتهم الرئيسية ولا زالت هي أن يكفروا تلك الحقائق جيدا فيخفوها عن الأعين والأبصار والأفهام،
وأن يستبدلوها بأفكار وصور ذهنية خاطئة ومختلفة وغير حقيقية
ليحبسوا الناس أولا في حظيرة الواقع المألوف، وليطيلوا بها أمد هذه القصة ما أمكنهم ليستخرجوا منها ما يمكنهم استخراجه منها من الصور والاحداث
ســــــــــــــــــــــــــؤال:
ولماذا يحتاج للعبادة هذا الله الذي تصفه لنا بكلامك هذا والذي خلق كل تلك الأكوان؟
فانت تسقط عليه بكلامك هذا صفات البشر بحاجته او رغبته في أن يُعبَد
جــــــــــــــــوابــــــي:
اخي الكريم بالنسبة لله المعبود فهو لا يحتاج إلى شيء على الإطلاق،، فلقد أحب أن يعرف نفسه حضوريا فتحقق له ما أحبه كاملا غير منقوص بجميع صوره واحتمالاته
أمّا مسألة العبادة فالمعنى المعبود أيضا بغير حاجة لها على الاطلاق
وانما هي وسيلة سلكها الإسم الأعظم المخلوق والأسماء العظمى المخلوقة للتعرّف على صور تلك الاحتمالات واظهارها لبعضها البعض
ومعنى العبادة الذي افهمه يختلف بالتأكيد عن المعنى الذي تفهمه وتقصده بمداخلتك أخي الكريم
ولقد تكلمت سابقا عن هذا الامر بمواضيع مختلفة ومتعددة وبينت فيها معنى قوله تعالى الا ليعبدون
وقلت أننا لو لاحظنا ما يجري على الأرض بين الناس من أفعال سنجد أن جميع أفعالهم اليومية لها ارتباط قريب او بعيد بالدين والعبادة
فالاخلاق في مختلف أصقاع الأرض أصلها الأديان
والعادات في مختلف أصقاع الأرض أصلها أيضا الأديان
والتقاليد في مختلف أصقاع الأرض أصلها كذلك الأديان
أنواع الحكومات في الأرض كلها تأخذ شرعيتها أو صورها بشكل ما من الأديان سواء كانت ملكية او جمهورية أو اتحادية أو أو أو
كل الحروب على الأرض تنطلق من رؤية دينية تعبدية
أفعال العباد اليومية يعتبرونها صورة من صور العبادة
سواء ذهبت للعمل او لمساعدة صديق او لعيادة مريض او لزيارة صديق او قريب
والاخلاق التي يتخلق بها الجميع أيضا خلال حياتهم اليومية بجميع صورها لها علاقة وثيقة بالدين والعبادات
وقلنا أن كل دين أو مذهب في كل ارض من هذه الأرض له لون خاص به وحده ،، وعندما سيختلط بلون او بدين أو مذهب آخر فإنه سيُنتج لون جديد كلّيّا لم يكن موجود بالسابق على الإطلاق
وجميع أفراد وجماعات تلك المذاهب والآديان هم يعبدون الله،، جميعهم يعبدون الله لكن كل واحد أو مجموعة منهم تعبد الله بطريقة مختلفة عن البقية
تتاجر انطلاقا من دينها بطريقة مختلفة
وتزرع بطريقة مختلفة
وتجاهد بطريقة مختلفة
وتصلّي بطريقة مختلفة
وتطبخ بطريقة مختلفة
وتتزاوج وتتوالد بمراسيم مختلفة
ســـــــــــــــــــــــــؤال 2:
اخي كيف ستكون الغربله بعد ان يورث الله الارض لعباده وهل بعد هذه الوراثه واكتمال رحلة تطورها تبقى خيوط اللعبه غير مكشوفه؟
جـــــــــــــــــوابــــــي:
لو رجعت أخي الكريم للتقسيم في القرآن الكريم وفي سورة الواقعة فستجد انها تقسم الزمان في قصتنا لقسمين ،، الآخرة والأولى ،،
وتقسم الناس كذلك لقسمين ،، الأوّلين والآخرين ،،
ومن قسم الأولين سيتم استخلاص ثلتين فقط ،، ثلة السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ وثلّة أَصْحَابُ الْيَمِينِ ،،
أماّ من قسم الآخرين فسيتم استخلاص ثلة من أَصْحَابُ الْيَمِينِ منه والقليل من السابقين السابقين ،،
هذه الثلل الثلاثة ومجموعة القليل ستنتقل لجنّة السماء أو الفردوس الأعلى ،،
أمّا الذين سينقلون لكوكب آخر ليعيشوا عليه تجسدات جديدة فهم اصحاب الشمال فقط وهم الأكثرية ،،
الثلتين من الأولين لا حساب ولا كتاب عليهم ،، فهؤلاء كما تقول الروايات سيغادرون الأرض برفقة اليمين والناس لا تزال تقف ولم يبدء حسابهم
بعد الحساب بعضنا سيأخذ كتابه بيمينه وبعضنا بيساره ،،
ومن سيأخذ كتابه بيمينه سيُسمح له حينها بالشفاعة لمن احب من الناس، مثل الشهداء والمؤمنين وغيرهم ممن ورد انهم سيشفعون للكثير من احبائهم بعد الحساب ،،
وهؤلاء المشفُوع لهم سيتم خلطهم مرة اخرى مع الذين شَفعوا لهم ليتم غربلتهم من جديد لاستخلاص مجموعتين جديدتين
وهما ثلة جديدة من أصحاب اليمين من الآخرين سيتم رفعهم مرة واحدة في نهاية فترة الآخرة،،
وسبقتهم للصعود مجموعة قليلة وهي مجموعة السابقون السابقون من الآخرين،،
لان الكثير من المشفوع لهم لا يستحقون الرفع واقعا ،، وأخلاقهم وطبائعهم لا زالت بها شوائب كثيرة،، لكنهم واكراما لمن سيؤتون كتابهم بيمينهم سيتم اعطائهم فرصة اخرى
وبنفس الوقت ليكونوا من ضمن اختبارات وابتلاءات الذين سيشفعون لهم
فالشافعين لهم هم النخبة المتبقيّة التي لم تصعد لجنة السماء،، وهؤلاء يجب ان يُخلطوا مع مجموعات اخرى ليخلقوا لهم الجو المناسب لمختلف الاختبارات والغرابيل الجديدة
طبعا نوع اختباراتهم وغرابيلهم التي سيتغربلون معهم من خلالها ستكون مختلفة عن الاختبارات والغرابيل التي تم استخلاص الثلتين الاوليتين بها،
لكن بالتاكيد انه سيتم غربلتهم ،، وذلك لأن المطلوب منهم فقط هم فقط مجموعة الثلة ومجموعة القليل
وربما المتبقين منهم سيكونون هم من اسماؤهم لن تزيد واحد ولن تنقص واحد في الحضارة الجديدة التي سينتقلون لها،،
ســــــــــــــــــــــؤال 3:
هل يمكن ان تكون هناك نهاية لهذه الكرات؟
اي هل يمكن ان تُدرِك جميع المخلوقات درجة التنور؟
ام انه يوجد هناك من سيخلد في هذه الأرض يكر ويكر ويكر عليها بابدان جديدة إلى ما لا نهاية؟
جــــــــــــوابــــــــــي:
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
فـ باب الانابة مفتوح على الدوام
أخي الكريم عندما تشترك في مسابقة او في منافسة فإنك قد تخسر فيها الف مرة لكنك مع الاصرار ستنجح اخيرا بالفوز فيها مع الفائزين
خِــــــتَـــــامُــــــهُ مِـــــــــسْـــــــــكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
مسابقتنا هذه ربما مدتها 50000 سنة
بعدها لو لم نكن من الفائزين سندخل في مسابقة ومنافسة جديدة ربما تكون مدتها ايضا 50000 سنة وربما اكثر او اقل
وفي كل مرة نفس النظام سيتحداك في ان تفوز
وسيغربلك غربلة لا يمكنك ان تتصورها
فالغربلة على قدر الجائزة، والجائزة أكبر من أن يتخيلها الخيال
وكل النفوس الناطقة القدسيّة التي لم تُخلق للفناء انما للبقاء والخلود تساهم في تلك المسابقات بلا توقف طمعا منها أن تفوز في مسابقة منها لتترقى في وجودها درجة جديدة
فبعد أن كانت مجرد أسماء مكنونة غير مذكورة في الكتاب المكنون اصبحت مذكورة ثم تم تصويرها باجساد نورانية واصبحت اشبه المخلوقات بالملائكة
وهي تطمح لأن يترقى وجودها حين تفوز بختام المسك لتصبح من الملائكة ومع الملائكة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار