- This topic has 4 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
فيك انطوى العالم الأكبرسياحة فكرية في كلمات أهل بيت العصمةصلوات الله وسلامه عليهم أجمعينكلامهم نور وأمرهم هدىبقلمطــالب الـتـوحـيـدبسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وآل محمدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته– هل لي أن أسألك سؤال صغير؟– تفضل– ما هو العالم الأكبر؟– إنه الكلمة التامة– الكلمة التامة؟– نعم .. الكلمة التامة– وكيف تفهم هذه الكلمة إذن لتقول أنها هي العالم الأكبر؟– لقد جاء عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين أن الله– عندما أراد أن يخلق تكلم بكلمة خلق منها نورا ومنه خلق كل جميل– بدون أن أناقشك أو أعترض بكيف ولماذا أو على أي شيء آخر يخص معنى الكلمة التامة، يوجد عندي اعتراض أولي وفوري– تفضل– المفروض وحسبما تقول انه خلق كل شيء من هذه الكلمة التامة، وعليه يجب أن نكون نحن منطوون في هذه الكلمة التامة وليست الكلمة التامة هي من انطوت بنا، فحيث أننا معلولون لهذه الكلمة التامة فلا يصح أن تكون العلة علة لمعلوها ومعلولة لها بنفس الوقت، فالعلة يجب أن تبقى علة في هذه العلاقة والمعلول فيها يجب أن يبقى معلولا كذلك– اعتراض مقبول، ولكن لكي نحله بما يناسب هذه المقولة وأقصد فيك انطوى العالم الأكبر يجب أن نفكك ونحلل أطراف هذه المعادلة– وما، أو من هم تلك الأطراف؟– إنهما الكلمة التامة وأنت وأنا وبقية المخلوقات– وماذا يوجد هناك لتحليله؟ فأنااا أنااا والكلمة التامة كلمة تامة، وهذه هي المعادلة بكل بساطة فهات حلها– ليست الأمور بهذه البساطة أبدا– وكيف ذلك؟– تعرف أن الكلمة التامة لها أربعة أسماء، أظهر الله منها ثلاثة لفاقة الخلق لها وأخفى واحدا في تلك الأسماء الثلاثة، فهو منطوي بهم– وماذا في ذلك؟– أقصد أن نفس القانون الذي اعترضت به يسقط في العلاقة بين الكلمة التامة وأسمائها– وكيف ذلك؟– أقصد أن الكلمة التامة معلولة للأسماء الأربعة تماما كما أن الأسماء الأربعة معلولة للكلمة التامة فالكلمة منها وهي منه، فكما أن الأسماء الأربعة لا يسبق أولها آخرها كذلك هي الكلمة والأسماء فلا الأسماء تسبق الكلمة ولا الكلمة تسبق الأسماء– وماذا عن قانون استحالة اجتماع النقيضان؟ فأنت تقول هنا أنهما في العلاقة بين الكلمة التامة وأسمائها يجتمعان، فكيف يكون ذلك وكيف نوفق بين القولين؟– القول صحيح، ولكن فقط بين النقيضين وكذلك بين النقيضين وخالقهما– ماذا تقصد؟– أقصد أن الأسماء تقول لا فرق بيننا وبين الكلمة التامة إلا أننا منه وهو منا والله ربنا وربه ونحن له عابدون،والكلمة التامة كذلك تقول لا فرق بيني وبين أسمائي إلا أنها مني وأنا منها، والله ربي وربهم ونحن له عابدون– لم توضح لي بعد كيف يمكن أن يجتمع النقيضان بهماألا ترى أنه لا يوجد تناقض بينهما؟ فهم كلهم نور واحد رغم أنه نور مركب، تماما كشعاع وضياء الشمس، فشعاع الشمس الشفاف لا نستطيع أن نقول أنه معلول لأطيافه ذات الألوان ولا أن أطيافه ذات الألوان معلولة لشفافيته، فهو لحظة صدوره من الشمس صدر بهذه الهيئة المركبة المتناقضة– مثال جميل، فما له ظهور (أطياف شعاع الشمس) انطوى فيما ليس له ظهور (أشعة الشمس) ولا ظهور (الموجودات) إلا بما ليس له ظهور (أشعة الشمس)– ولكن دعنا نعود لتحليل الكلمة التامة وأسمائها ولي ولك ولبقية المخلوقات وكيف يمكن للكلمة التامة او العالم الأكبر كما تدعي أن ينطوي في جِرم صغير مثلي ومثلك– نعم .. بفهمنا للكلمة التامة سيمكننا فهم الكثير من ما حولنا، ويمكنني أن أقول ان التلازم الذي تكلمنا عنه قبل قليل لا يقتصر على وجوبه بين الكلمة التامة وأسمائها فقط– ولكن الرواية تقول أن الكلمة التامة على أربعة اركان أو أسماء، أظهر منها ثلاثة وأخفى واحد في تلك الأسماء الثلاثة ولم تأتي على ذكر غيرهم ليتلازم وجوده معهم ووجودهم معه كما تقول– لا بد أنك تدرك أن فهم هذه الكلمة التامة هو أمر صعب جدا، وأن رواية واحدة أو جملة واحدة لا يمكنها أنه تكفي لبيان جميع جوانب هذه الكلمة أو هذا المخلوق العظيم الذي خلق الله منه كل جميل– بالتأكيد– فلذلك ستجد أنهم صلوات الله وسلامه عليهم قد تحدثوا عنه بصيغ وكلمات مختلفة في كل مرة سُئلوا عنه أو تحدثوا هم عنه ابتداءا– تقصد أن هذه الكلمة التامة لها أسماء أخرى في كلماتهم صلوات الله عليهم أجمعين؟– نعم– وكيف سيمكننا أن نعرف أنهم كانوا يقصدون الكلمة التامة وليس غيرها في الحديث؟– يمكننا ذلك من ملاحظة أنهم كانوا يتكلمون عن أول ما خلق الله ومنه خلق بعد ذلك كل شيء، فأول شيء خُلِق لا يحتمل أن يكون شيئين أو أكثر، ولكن يحتمل أن يكون له اسمين أو أكثر– هل يمكنك أن تعطيني مثال لذلك؟– نعم بالتأكيد، فمثلا قالوا مرة صلوات الله عليهم أجمعين أن الله عندما شاء أن يخلق خلق المشيئة أولا ثم خلق الأشياء بالمشيئة، وفي حديث آخر قالوا أنه العقل، وفي غيرهما قالوا أنه النور، وفي نوبة أخرى قالوا أنه روح النبي صلى الله عليه وآله ونجد في بعض الروايات أنهم قالوا أنه الماء– ولماذا كان كل هذا الاختلاف في التسمية؟– إن هذا الاختلاف ناشيء من اختلاف الموضوع الذي كان الحديث يدور حوله، فإذا كان الكلام عن ظهوره وكيف انه ظاهر بذاته ومظهر ظهوره وجودات غيره وفيضان الكمالات من المبدأ عليها سمي نوراًوإذا كان الحديث عنه من حيث انه حي وبسببه حياة كل موجود سمي روحاًوإذا كان الحديث عنه من حيث انه عاقل لذاته وصفاته وذوات سائر الموجودات وصفاتها سمي عقلاً.وإذا كان الحديث عنه من حيث انه واسطةُ الفيض بين الغيب و الشهود وإظهار ما في الضمير على صفحة الوجود سمّي القلم لأنه يُكتب به وعالم الخلق قد كتب بذلك القلم فهو واسطة الفيض بين الغيب والشهودوأكثر تسمية يمكننا أن نجمع كل تلك الأسماء بها هي العقل الأول لاحتوائه على كل الحقائق– فيما سبق وعندما كنت أسمع أن أول ما خلقه الله هو العقل الأول كنت أسأل نفسي مما خُلق هذا العقل؟ وكيف يفكر؟ وغيرها من هذه الأسألة، فهل عندك إجابات لتلك الأسئلة القديمة، أولنقل تصور معين يجيب عنها؟– عندما يسأل عقلك وعقلي عن الشيء الذي خلق منه أول شيء فإنه لن يستطيع الإجابة عن ذلك السؤال ما لم يكن عنده تصور معين لوجود شيء وسطي هو ليس كالأشياء وهو شيء بنفس الوقت– هل هذه حزورة؟ هو شيء وهو أيضا ليس بشيء، وهل يوجد مثل هذا الشيء أصلا؟ ولماذا يجب أن يوجد مثله لكي نستطيع تحديد المادة التي خلق منها العقل؟– لولا وجود هذه المادة الوسطية للزم حينها الدور، فعندما نقول أن س هي مادة ص، سياتي السؤال وما هي مادة س إذن؟ وهكذا سنعود من جديد لتعريف مادة س هي مادة ص، فنحن لا يمكننا تعريف مادة المادة بنفس المادة، فيجب تعريفها بما هو غيرها وهو سببها– وما هو ذلك الوجود الوسطي بين المادة وغير المادة والذي به سينحل إشكال الدور؟– دعنا نعرّف المادة أولا لكي نستطيع تحديد ما نريده أولا وقبل أن نبحث عنه في كلماتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فهل يمكنك تعريفها لي؟– أعتقد أن المادة هي كل ما يمكن الإحساس به بواسطة الأحاسيس، سواء أحسسنا به بآلة أو بدون آلة،– وماذا تقصد بالإحاسيس؟– أقصد ما نملكه وتملكه بقية المخلوقات من أدوات حسية، مثل البصر والسمع والشم والتلمس والتذوق، ولا أعرف إن كان يوجد غير هذه الأحاسيس عند غيرنا من الأحياء– وماذا تقصد بذلك؟– أقصد ان الإحساس أمر نسبي، فما لا نشعر به يشعر به غيرنا ممن يشاركنا نفس المكان والزمان– وضّح لي قصدك أكثر– مثلا نحن في هذه اللحظة نجلس سوية وقد يكون معنا أحد اخوتنا الجن في نفس هذا المجلس، فهو يشعر بنا ويسمعنا ويرانا ولكننا لا نستطيع ذلك، وفي نفس الوقت نحن وهذا الجنّي لا نستطيع أن نرى أو نستشعر الملائكة الموجودة معنا في نفس المكان والزمان وهي تحصي علينا أعمالنا وأفعالنا،ونحن والجن والملآئكة الموكلون بإحصاء أعمالنا لا نشعر بمن يحيط بنا من وجودات عالمي البرزخ حفر النيران وروضات الجنان،وجميع تلك العوالم بسكانها لا تستطيع أن تشعر بعالم الملائكة المحيط بها والمتداخل معها، وتلك العوالم وعالم الملائكة لا تستطيع أن تشعر أو تطلع على موجودات عالم الكرسي،وكذلك هو الأمر بالنسبة للعرش ولما فوق العرش أيضا، فالإحساس والشعور هو أمر نسبي حسب نوع المخلوق ودرجة شرفية وجوده ومقامه المعلوم والمحدد من قبل خالق كل شيئ– أرى أنك بهذا التعريف والتوضيح قد اختصرت علينا الحديث وشملت كل ما له حض من الوجود به، ابتدائا من عالمنا وصولا للعرش، ولكن لنضع علامة استفهام عند العرش حتى نرجع إليها فيما بعد– يبدوا أنك تعتقد أن العرش لا تنطبق عليه صفة المادة– فلنكتفي الأن بوضع علامة الاستفهام عليها لنعود إليها فيما بعد من جديد– حسنا لنعد لذلك الوجود الوسطي بين المادة والـ لا مادة والذي سيحل لنا الإشكال– لقد عرّفت لنا المادة بأنها كل ما يمكننا الإحساس به، بمعنى كل ما هو بالحروف منعوت، أو باللفظ منطوق،أو بالشخص مجسد،أو بالتشبية موصوف، أو باللون مصبوغ، وغير منفي عنه الاقطار، وغير مبعد عنه الحدود، وغير محجوب عن حس كل متوهم، وغير مستتر أو مستور حتى ولو لشعور واحد– أعتقد أنك ببيانك هذا قد أجملت تعريف المادة أجمل بيان– هو ليس بياني ولكنه من كلمات أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين، فلقد جاء عنهم هذا الحديث الشريففي بحار الأنوار / جزء 4عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها،وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت،فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان “لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثني عشر ركنا،ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها، فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس ، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، لا تأخذه سنة ولانوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، البارئ المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلاث مائة وستين اسما فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة ، وهذه الاسماء الثلاثة أركان وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة، وذلك قوله عزوجل: ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى ” انتهى .– نعم إن كل جميل وكامل من البيان والفصاحة هو منهم وإليهم صلوات الله وسلامه عليهما أجمعين– هو كذلك، ولكي أقرب لك المعنى سأضرب لك مثلا، أو لنقل أنني سأجري معك حوار صغير فرعي من حوارنا هذا– تفضل– أنظر لحديثنا سوية، هذه الحروف التي أسمعها منك وتستعمل لسانك وشفتيك ورئتيك وعظلاتك لكي تجعلها مخلوقة لا وزن لها ولا لون وهي مسموعة موصوفة غير منظور إليها فتشكّل منها كلمات متتابعة أين كانت قبل أن تخلقها؟ وماذا كانت قبل أن تصبح مسموعة موصوفة؟– كانت موجودة في عقلي– طيب، فلو فتحنا عقلك هل سنخرج منها اصوات حروف كثيرة؟– كلا بالتأكيد، فهي كانت موجودة في عقلي ولكنها كانت موجودة فيه على صورة أخرى– هل تقصد أن لتلك الحروف في عقلك صور؟– كلا، أقصد أنها كانت ولا تزال موجودة فيه بمرتبة وجودية أخرى– لكن هل هي متكثرة في تلك المرتبة وتنقص كلما تكلمت أكثر؟– كلا، فبالتأكيد في عقلي توجد حقيقة واحدة لكل من تلك الحروف فقط، وكل ما احتجت لأن أنطق بأي منها استعنت بتلك الحقيقة– ولماذا دعوتها الحقيقة؟– لا أعرف، ولكنني متأكد أن تلك الحروف موجودة في عقلي بمرتبة ما، وأن تلك المرتبة صفتها انها لا وزن لها ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس– ولماذا تستعين بتلك الحروف؟– لأنني بتلك الحروف أستطيع تفريق كل شئ من اسم حق وباطل، أو فعل أو مفعول، أومعنى أو غير معنى، وعليها اجتمعت أموري كلها– إذن ما تعتقد أنه حقيقة وموجود في عقلك بنفس صفات الـ لا مادة، من أوجد تلك الحقيقة ذات الصفات الغير مادية فيه؟ وماذا تطلق على عملية خلقه لتلك الحقيقة؟– أعتقد أن عقلي هو من ابتدع أو اخترع تلك الحقائق، لحظة تذكرت اسمها، فهي تدعى مفاهيم، فعقلي هو من ابتدع تلك المفاهيم حين كنت صغيرا بمساعدة أمي وأبي والمحيط من حولي– جيد، وكيف يستطيع عقلك تحويل تلك الحقائق أو الأشياء غير المادية لأشياء مادية مخلوقة لا وزن لها ولا لون وهي مسموعة موصوفة غير منظور إليها فتشكّل منها كلمات متتابعة– أعتقد أن الإجابة ستكون هي بالإستعانة بمكونات البدن يستطيع العقل تحويل ما ليس بمادة لمادة مسموعة موصوفة غير منظزر لها– هل تعتقد أن العقل يستطيع تحويل تلك الحقائق لمادة مرئية لها وزن ولون ومنظور إليها؟– ربما، ولكنها ستكون حينها مسموعة ومرئية ومنظورة له فقط– وكيف ذلك؟– عندما يتخيل العقل منظر ما، أو موقف ما، فإنه يستعمل نفس تلك الحروف والأسماء التي ربطها مع الصور الخارجية لكي يخلق منها مفاهيم أو صور عقلية متتابعة سيّالة يستطيع هو أن يراها فقط، فالعقل حينها يكون يتكلم وبواسطة ترابط عمل بعض أجزائه مع بعضها الآخرسيستطيع تحويل تلك الكلمات إلى صور مسموعة ومرئية ومنظورة وربما لها وزن والكثير من صفات المادة أيضا، ولكن جميع ذك سيكون له وحده فقط– ولاكنني شخصيا أتخيل بعض الأحيان مواقف تتكلم الشخصيات الموجودة بها مع بعضها البعض، بل وتختلف وتتشاجر بها، فتسيل دمائها وعرقها بل وتموت بها أحيانا، فكلمات عقلي حينها ليس عقلي فقط من يسمعها بل نفس كلماتي تسمع بعضها البعض وتتفاعل مع بعضها البعض– حسنا، يمكنك أن تقول أن العقل يستطيع أن يصنع من تلك الحقائق الغير مادية، أو من حقائق تلك الحروف العقلية سيصنع كلمات، وتلك الكلمات وبواسطة آلآت العقل والبدن المختلفة سيجعلها كلمات مسموعة فقط أوسيجعلها إن شاء كلمات مسموعة مرئية محسوسة وغير ذلك– لقد قلت لي قبل قليل أن تسمية العقل هي التسمية التي يمكننا أن نجمع بها كل التسميات الأخرى فلماذا وكيف ذلك؟– بالفعل هو كذلك، ولمعرفة سبب ذلك يجب أن نعرف صفات العقل الذي نتحدث عنه، فهل لك أن تسرد لي بعض الصفات التي تعرف العقل بها؟– أعتقد أنني إذا أردت أن أطابق ما أعرفه عن العقل الحاصل للإنسان مع العقل الأول الذي نتحدث عنه يجب أن أقول أن له عدة صفات منها:– الصفة الأولى:أنه مرتبط بمشيئة تحركه، أو أنه هو نفسه مشيئة، فلا يمكنني تخيل مشيئة غير عاقلة فإذا كانت غير عاقلة فكيف لها أن تحرك نفس العقل– إذن نستطيع أن نقول أنه مشيئة من حيث أنه عقل، وإنه عقل من حيث أنه مشيئة كذلك، وبدون أن تتخلف أو تتقدم صفة منهما على الأخرى– أعتقد أنك محق بذلك– ما هي الصفة الأخرى للعقل حسب اعتقادك؟– الصفة الثانية:أنه حي، فلكي يكون العقل عاقل لنفسه على أقل تقدير يجب أن يكون حيا، فلا معنى لمن لا حياة له أن يكون عاقلا،– وهكذا اصبح للعقل صفتين تلازمانه بدون أن تتقدم أو تتأخر أحداهما عن الأخرى، فالعقل يجب أن يكون حيّا ومشيئا لكي يكون عقلا، هل تعرف له صفة ثالثة؟– الصفة الثالثة:من حيث أنه مُشيء وأنه حيّ فيجب أن يكون عالم بنفسه كذلك، وهذا على أقل تقدير، فكونه مشيء وحيّ ولا يعلم أنه حيّ فهذا شيء لا يمكن تصوره أبدا– إذن فهو عقل مُشيء حيّ وعالم، وبحيث لا تتقدم أو تتأخر أي صفة من هذه الصفات عن الأخريات، كما لا يمكن لأي صفة من تلك الصفات منفردة أن تتحقق بدون تكامل بقية الصفات لها ومعها، فهل تعرف له صفة رابعة؟– الصفة الرابعة:يجب أن نثبت له القدرة كذلك، وعلى أقل تقدير نقول أنه قادر على العلم بأنه حيَ وبأنه مشيئ– جيد فحتى الأن هو قادر عالم حي مشيء، فهل تعلم له صفة خامسة؟– الصفة الخامسة:أنه موجود، فمن البديهي أنه من تكون صفته أنه حي وقادر وعالم ومشيء لا بد أن يكون موجودا كذلك– وهل بقية الصفات التي تكلمت عنها غير بديهية للعقل؟– بل هي كذلك أيضا، فمن البديهي أن العقل يجب أن يكون حيا، عالما قادرا موجودا ومُشيئا– دعنا نعيد ترتيب الصفات مرة أخرى، فكيف سيكون ترتيبها؟– خلق المشيئة بذاتها وخلق الأشياء بالمشيئة، فالمشيئة إذن هي أول الصفات، بل هي الموصوف ببقية الصفات– وبقية الصفات كيف سيكون حينئذ ترتيبها؟– قلنا أن بقية الصفات إنما هي صفات للمشيئة، و تلك الصفات لا تسبق إحداها الأخريات، فحينها لا يوجد ترتيب فهم وحدة واحدة– من ذلك اتضح اننا عندما نقرء أن أول ما خلق الله هو الروح والمقصود منها المشيئة، أو هو القلم والمقصود به القدرة، أو هو الماء والمقصود به الحياة، أو هو العقل، فالمقصود منه هو جميع ذلك بنفس الآن، وجميع تلك الصفات بلا تقدم او تأخر إحداها عن الأخرياتفتلك الصفات هي أركان الكلمة تامة، فالكلمة التامة هي المشيئة، وأركانها الظاهرة هي العلم والقدرة والحياة أما ركنها الرابع وهو الوجود فمن شدة ظهوره اختفى وذهلت الموجودات بوجودها عن وجوده،فأينما نظرت سأجد العلم والقدرة والحياة ماثلة أمامي ولكنني لن أرى الوجود، فمثلي حينها مثل السمكة التي تسبح في الماء وهي تبحث عن الماء الذي يتكلم الجميع عنه وكيف انه موجود في كل مكان ولكنها رغم معرفتها بذلك لا تستطيع أن تراه لشدة ظهوره ولشدة انطلاقها من أناها في بحثها عن الماء– ولكن هذا المثال لا يعينك على ما تريد قوله– وكيف ذلك؟– أنت تريد أن تقول أن العالم الأكبر قد انطوى في الإنسان، أو ان العالم الأكبر قد انطوى في كل إنسان، ومثال السمكة الذي أوردته قبل قليل عن البحر والسمكة يقول أن السمكة أو السمك عموما قد انطوى في البحر وليس البحر هو من انطوى فيه، ودعني أضرب لك مثلا بما تريد أنت أن تقوله حسب ما فهمته منك،فأنت تريد أن تقول أن العالم الأكبر إنطوى داخل بيضة ما، بل وداخل كل بيضة أخرى قد انطوى العالم الأكبر فيها أيضا وبنفس النسبة كذلك، ومثل البحر والسمكة كأنه يقول أن البيض، كل البيض، قد إنطوى في العالم الأكبر، ولا شيء جديد في كلامك هذا، فالجميع يقول أن الله داخل في الأشياء لا بحلول وخارج منها لا بمباينة و و و …… فما هو الجديد إذن؟– الجديد هو رؤيتنا أن أصل الوجود والعالم الأكبر هو كلمة تامة، وأن هذه الكلمة التامة هي المشيئة، وأن للمشيئة أو الكلمة التامة أربعة أركان، هي علم وقدرة وحياة منطوية في وجود، وإذا ذهبنا للنظرة البسيطة سوف تجد وأجد أن تلك الأركان الثلاثة منطوية في وجودي ووجودك ووجود كل شيء من حولنا،والكلمة التامة من حيث أنها هي واسطة الفيض الواصل إلينا من الله فحصول العلم والقدرة والحياة لنا يدل على ارتباط مباشر ومستمر لنا مع تلك الأركان الثلاثة، كما وأن علمنا بوجودنا يدل على ارتباط ووجود كل وجودنا المستمر بركن الكلمة التامة الوجود– ولكن ذلك لا يدل على أن الكلمة التامة قد انطوت بكلها فينا، نعم لقد ظهرت بعض بعض آثارها فينا،،،، أجل،،، بعض آثارها فقط وليس كلها كما تريد أن تقول، ففيك انطوى العالم الأكبر والتي لا أفهم كيف، تعني أن الكل منطوي في الجزء، تماما كما أن الجزء منطوي في الكل وهذا الذي يقول به الجميع وإن كنت لا أفهم كيف يكون ذلكثم ما هي أهمية، أو ما الضرورة لأن يكون العالم الأكبر منطويا فينا؟ألا يكفي أن ننطوي نحن فيه، ويكون هو محيط بنا، ويكون داخل معنا لا كدخول شيء في شيء، ومباين لنا لا كمباينة شيء لشيء، و و و، …فما أهمية أن تكون الكلمة التامة كما تقول منطوية فينا؟ألا يكفي أن يكون محيطا بنا علما وقدرة بدون أن يكون هو ظلنا وظل ظلنا؟وبدون أن يكون مع الشهيق شهيق ومع الزفير زفير؟ألا يكفي أن يكون بعلمه بنا وقدرته علينا أقرب إلينا من حبل الوريد؟فلماذا تريد أن تجعله منطويا بنا بشكل يصبح معه هو الدم والوريد؟فإن كان يريد أن يكون هو كل شيء، وفوق كل شيء، ومع كل شيء، ومستبطن في كل شيء، فلماذا خلق كل شيء إذن؟لماذا لم يبقى وحده فلم يخلق معه شيئا؟وبقي يردد لنفسه لا إله الا انا وانا الواحد القهار وسبّوح قدوس رب الملائكة والروح– هوّن عليك الأمور قليلا ولا تتعجل واصبر إن الله مع الصابرين– إن الأمر فعلا لمحيّر– الأمر ليس به حيرة ولكن لتدركه تحتاج إلى التسليم فقط– وكيف ذلك؟– ألم تقرء قوله تعالى :تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا– نعم قرأته، ولكن كيف سأستفيد من هذه الآية؟– إن الآية الكريمة تقول لك أنك أيضا تسبّح الله تماما كبقية السماوات السبع ومن فيهن ولكنك كما انك لا تفقه تسبيحهم الله في وجودهم فإنك أنت كذلك لا تفقه كيفية تسبيحك الله في وجودك، فأنت داخل ضمن : وَإِن مِّن شَيْءٍ– ولكنني لا أرى من نفسي أنني أسبحه كما تقول الآية– لو كنت أنت المعني بهذه الآية أو أن التسبيح اللساني أو الخفي الذي يلهج به لسانك هو المعني بهذه الآية لبطلت هذه الآية إذن– وكيف يكون ذلك؟– فلو كنت أنت المعني بها ستقول: إنني أسبح الله وإنني أفقه تسبيحي لله، وكل من يسبح الله مثلك سيقول حينها مثل قولك: أنني أفقه تسبيحي لله، وستقولون حينها : ما معنى قوله تعالى : لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ونحن نفقه تسبيحنا هذا الذي نسبحه به؟– لم أفكر بهذه المسألة من هذا المنطلق أبدا– الآية تقول لك لو أن الوجود كله في لحظة معينة كان واعي لنفسه، وكله سبّح الله بلسانه في تلك اللحظة المعينة، لما أمكنهم فيها أن يقولوا أننا فقهنا تسبيحهم، وجل ما سيمكنهم قوله : نحن فقهنا تسبيحنا نحن، وليس تسبيحهم– ومن هم المسبحون في قولك: “تسبيحهم”– إنهم اركان وحروف الكلمة التامة، إنهم المجموعة الفاعلة بالقرآن الكريم، ألم تقرء قوله تعالى : () وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ () وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ () وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَفالمجموعة الفاعلة هم المسبحون الحقيقيون، وهم المسبحون الدائمون الذين لا ينقطع تسبيحهم، وأما ما يظهر على ألسنتنا من كلمات وأصوات فتلك هي تسبيحنا نحن،وتسبيحنا نستطيع أن نفقهه، لأنه من عالمنا وشؤننا، اما تسبيح المجموعة الفاعلة، فلا يمكننا أن نفقهه، فشؤون عالمهم وأمرهم فوق شؤون عالمنا وأمرنا، فلا يمكننا لذلك أن نفقه تسبيحهم حتى لو رأيناه أو سمعناه،بل نحن لا قدرة لنا من الأساس على الإحساس به بأي طريقة أو بأي حاسة نملكها بالوقت الحاضر– ومن الذين تقصدهم بقولك المجموعة الفاعلة؟– أولا وقبل أن نعرّف الفاعل، يجب علينا أن نعرف أنه لكي يتحقق ظهور أي أثر لأي شيء مطلوب ظهوره، يجب أن تتوفر له عدة شروط لكي يتحقق ذلك الظهور– وما هي تلك الشروط؟– مثلا، يجب أن يتحقق وجود الفاعل، ثم قيامه بالفعل، وحينها فقط سيظهر أثر الفعل المطلوب، فهذه ثلاثة شروط يجب أن تتوفر وجودا وفعلا لكي يتحقق الظهور، كما ويوجد هناك شروط أخرى أيضا– وما هي تلك الشروط؟– هناك شروط يجب أن تتوفر في الفاعل، وهناك شروط يجب أن تتوفر في الفعل، وهناك شروط يجب أن تتوفر في الأثر– ماذا تقصد بذلك؟– أقصد أن الشروط التي يجب أن تتوفر في الفاعل مثلا، ما لم تتوفر به لن يستطيع أن يكون فاعلا– وما هي تلك الشروط التي يجب أن تتوفر في الفاعل؟– أولا- يجب أن يكون عالما ومحيطا بما يريد فعله من كل الجوانب وكل المراحل،وثانيا- يجب أن يكون قادر على فعل ما يريده تمام القدرةوثالثا- يجب أن يكون حياورابعا- يجب أن يكون موجودا– أعتقد أنه يجب أن يكون مشيئا أيضا؟ أليس كذلك؟– نعم، ولا– وكيف ذلك؟– أمّا بالنسبة لنا،فلنا حالتان،فنعم …… إن نظرنا لمشيئتنا وبدننا كأنه واحدولا…. إن نظرنا لهما كشيئين مختلفين– هل لك أن توضح ذلك؟– من الواضح أن بدنك انما هو وسيلة تظهر به نفسك ما تحب وتشاء إظهاره مما تعلمه من مكنوناتهافبدنك بذلك إنما هو محل نزول مشيئة نفسك به، وهو كذلك إداة إظهار أثار مشيئتك المختلفة،فكل إرادة منك سيقوم بدنك على ترجمتها لفعل معين، وهذا الفعل سيـظهــر له أثر خاص به يتميز به عن أثر أي إرادة أو مشيئة أخرىفبدنك إنما هو عبد لمشيئتك، توجهه كيفما تريد– وكيف ستتصل مشيئتي مع علمي لتختار منه ما تريد إظهاره؟– مشيئتك لا اتصال لها مع علمك، فإنما هي عبد للحب المنبعث من صميم ذاتك والذي تعلق بإظهار بعض ما تعلمُه الذات،فذاتك علمت شيئا فأحبت أن تظهره، فتخترع أو تبتدع مشيئة لا من شيء، أو تخلق مشيئة لا من شيء، مشيئة خاصة بذلك التعلق الذاتي بذلك المعلوم فتنزلها في بدنك، فتعمل على تحريك البدن لإظهار أثر ذلك المعلوم والمحبوب للذات– إذن يمكننا القول أن البدن لا يشترط أن تكون له مشيئة خاصة به، لأنه محل نزول المشيئة الذاتية والمبتدعة منها ابتداعا،ولكن ماذا عن المشيئة هل هي مسبوقة بمشيئة؟– كما قلنا أن مشيئتك مسبوقة بحبك، فحبك ومشيئتك هما إذن شيء واحد، ولكن أحدهما بمنزلة العلة للثاني، أو أحدهما بمنزلة الباطن للثاني، فالحب علة للمشيئة، وهو كذلك باطن المشيئة، فالظاهر هو المشيئة والباطن هو الحب النابع من صميم ذاتك والضارب جذوره بها، فبما أن ذاتك قد تحب وقد لا تحب،فالحب إذن هو شيء غير الذات، ولكن جذوره ضاربة في أعماق ذاتك، ومتصلة بها بشكل يكاد أن لا يكون هناك فرق بينهما،يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌفمن شدة عمق واتصال الحب بذاتك يكاد يكون هو نفسه ذاتك، ولكنه مخلوق منها، ولها وحدها فقط، وهو عبدها الأوحد، وما المشيئة وما سينحدر منها تاليا من أفعال ومظاهر الأفعال، إلا عبيد للحب،– إذن الفاعل يجب أن يكون عالما قادرا حيا موجودا، وبما أنه محل نزول مشيئة الذات، فمشيئته حينها ستكون تابعة للذات ومنها، بمعنى عنده مشيئة ولكنها مشيئة تابعة للذات ومنسوبة إليها دائما وأبداهذا بالنسبة للشروط الواجبة في الفاعل، فماذا عن الشروط الواجبة في الفعل؟– ولكننا لم نبين الفاعل بعد– أجل، بالتأكيد، أرجو أن تعذرني على هذا التسرع– لا بأس عليك، فإن مسألة معرفة الفاعل الحقيقي هي أكثر ما أثار الخلاف بين الناس، وهو أقوى سبب دفع لتعدد المذاهب بين اتباع كل دين على حدة، وما بين أتباع جميع الأديان كذلكولو تتبعت أرائهم وعقائدهم ستجدهم جميعا يصلون بها إلى مفترق طريقين أحدهما يؤدي للشرك والآخر للتوحيدأما الذي يؤدي للشرك فسببه أن من جاء من القوم بعد الرسول المبعوث لهم لم يستطيعوا أو لم ينطلقوا من “هو” ، و لم يستطعوا أن يتصوروا أن لا أناً حقيقية لهم قبال “هو”، فعندما كان يصلون لمفترق نفي الأنا وإثبات “هو” كانوا يتشبثون بأناهم فيثبتونها بشتى البراهين العقلية والفلسفية والدينية المغلوطة، والمنطلقة أساسا من الأنا، هذا بالإضافة لإثباتهم “هو” بنفس الوقت أيضا، وبهذا يكونون قد اثبتوا الشرك من حيث كانوا يعتقدون أنهم قد أثبتوا التوحيدوفي جميع ذلك كانت مسألة من هو الفاعل هي عامل الخلاف والصراع العقائدي الحقيقي بينهم، وإذا افترضنا حسن النية وبعيدا عن تدخل السياسة في صياغة الدين سنقول أن نياتهم جميعهم كانت حسنة،فحين نظروا للشرور والقبائح التي لم يحددوا الحكمة من وجودها قبل كل شيء، أرادوا أن ينزهوا الله عن فعلها فنفوا أن يكون الله فاعلا لها ونسبوها لغيره، أو نسبوها لأنفسهم، فعزلوا الله حينها عن خلقه، فجعلوا دوره فقط دور المراقب والمحيط بكل شيء قدرة وعلما، أما أن يكون له دور فعل ومشيئة في تحقق كل فعل … فلا، فأثبتوا حينها لغيره الشراكة في التأثير بالوجود من حيث أرادوا تنزيهه– أرجوا أن لا تدخلني في معمعة المعتزلة والأشاعرة واليهود والنصارى ومختلف الأديان وأن توضح لي رأي الإمامية فقط– حتى هذه لن أفعلها، وسأكتفي بتوضيح اعتقادي فقط، وسأترك لك حرية الإعتقاد، فالإعتقاد مسألة شخصية أولا وأخيرا– وانا موافق على ذلك– نعود للرواية التي أوردناها في مستهل حديثنا ونحاول أن نستنطقها ونحدد منها من هو الفاعل ومن هو الفعل ومن هو الأثربحار الأنوار / جزء 4عن أبي عبد الله عليه السلام قال:إن الله تبارك وتعالىخلق اسمابالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،فجعلهكلمة تامةعلى أربعة أجزاء معاليس منها واحد قبل الآخر،فأظهر منها ثلاثة أسماءلفاقة الخلق إليها،وحجب واحدا منها،وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت،فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان “لكل اسم من هذه أربعة أركانفذلك اثني عشر ركنا،ثم خلقلكل ركن منهاثلاثيناسما فعلامنسوبا إليها،فهوالرحمن، الرحيم، الملك، القدوس ،الخالق، البارئ، المصور، الحي،القيوم، لا تأخذه سنة ولانوم، العليم، الخبير،السميع، البصير، الحكيم، العزيز،الجبار، المتكبر، العلي، العظيم،المقتدر، القادر، السلام، المؤمن،المهيمن، البارئ المنشئ، البديع،الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق،المحيي، المميت، الباعث، الوارثفهذه الاسماءوما كان من الاسماء الحسنىحتى تتم ثلاث مائة وستين اسمافهينسبة لهذهالاسماء الثلاثةوهذه الاسماء((((هي))))الثلاثة أركانو((((هي))))((((حُجُبٌ))))للاسم الواحدالمكنونالمخزون بهذه الاسماء الثلاثة،((((بمعنى أن الإسم المكنون محجوب بتلك الأسماء الثلاثة أو أنالأسماء الثلاثة تحجب الإسم الرابع المكنون بها، فالخلقمفطومون عن معرفة الإسم الرابع))))وذلك قوله عزوجل:” قل ادعوااللهأو ادعواالرحمنأياما تدعوافله الاسماء الحسنى “انتهى .((ملاحظة: ما بين الأقواس المتعددة هو زيادة مني لتوضيح فهمي الخاص للكلام المبارك لأهل بيت العصمة سلام الله عليهم))
Viewing 4 replies - 1 through 4 (of 4 total)
Viewing 4 replies - 1 through 4 (of 4 total)
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.