بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وآل محمد
الإسم المكنون، نقطة الحقيقة في بحر الكذب
تكلمنا كثيرا في هذه الصفحة عن الإسم المكنون وكيف أنه هو الرقم (9)
وكيف أنه هو حقيقة وباطن جميع الأشياء والمخلوقات الظاهرة
وأنّه هو مثال العقل الكوني المكنون في كلّ المخلوقات، أو الذي القاه الله في كلّ مخلوقاته
وقلنا أن العقل الكوني هي الانثى رحم الوجود ودائرته التي تحيط به
وهي نفسها الملك الذي له رؤوس بعدد الخلائق
وهي نفسها الاسم المخلوق الذي افتتح الله المعنى المعبود بإبداعه له عملية الخلق ثم من بعد ذلك جعله كلّمة تامة على اربعة اسماء ثلاثة منها ظاهرة بينما الاسم الرابع خفي ومكنون بها ثلاثتها
وقلنا أن الإسم المكنون هو الذكر زوج الإسم المخلوق
ومن الانثى والذكر
أو من النفس الواحدة وزوجها
أو من الدائرة والنقطة
أو من المشكاة والمصباح
بثّ منهما رجالا كثيرا ونساءا
كيف بث منهما رجالا كثيرا ونساءا ولماذا؟
الاسم المكنون انقسم لثلاثة أسماء وانطوى بها ثلاثتها ويحركها من داخلها
ثم عاد وانقسم لأثني عشر ركن أو اسم وانطوى هو أيضا بداخلهم
واستمرت العملية فظهرت الموجودات كلها بهذه الطريقة
ولا زالت مستمرة وستبقى مستمرة
فحقيقتك أنت وأناْ، وهي وهو ، وهم ونحن، وكلنا على الإطلاق
جميعنا حقيقتنا هي حقيقة واحدة لا غيرها
هذه الحقيقة أرادت أن ترى نفسها في كلّ صورة ممكنة وبكل الأسماء
لكي يختار بنفسه من خلالها كلّ احتمال ممكن
من أجل ذلك خلق له قمصان كثيرة جدا بأسماء مختلفة وبصور مختلفة كلّيّا عن بعضها البعض وعددها بعدد الخلائق
وكلما أراد الإسم المكنون أن يرى نفسه بصورة معينة ومختلفة لبس ذلك القميص والاسم الذي يشابهها
وحتى يحين موعد لبس الاسم المكنون لأيّ قميص منها ستبقى تلك القمصان معلقة في خزائن علم الله ومقفلة عليها أبواب خزائنه
وحين يحين الموعد سيُخرجها ويلبسها قميص بعد الآخر واسم بعد اسم
فصورتك وصورتها وصورتي وصور جميع المخلوقات بلا استثناء
هي مجرد قمصان واسماء صمّمها الاسم المكنون بنفسه لنفسه وعلى قياسه
فيستطيع حين يلبس أي قميص منها أن يرى نفسه بإسم وصورة مختلفة وفريدة من نوعها وهي صورة ذلك القميص واسمه
واجتماعنا في هذا الزمان يعني أن أوان رغبته بأن يرى نفسه على صورنا قد حان،
فلبس أقمصتنا وكشف الغطاء عن وجوهنا وأنزل مثالُ نوره في قلوبنا
روي المجلسيّ عن «علل الشرايع» باسناد العلوي عن أميرالمؤمنين عليه السلام:
إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّي اللَهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلَ؟
قَالَ: خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ،
مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ،
وِلِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ.
وَاسْمُ ذَلِكَ الإنسان علي وَجْهِ ذَلِكَ الْرَأْسِ مَكْتُوبٌ.
وَعلي كلّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقيً
لاَ يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ
حَتَّي يُولَدُ هَذَا الْمَوْلُودُ وَيَبْلُغُ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ؛
فَإذَا بَلَغَ، كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ، فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الإنسان نُورٌ
فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَالسُّنَّةَ وَالْجَيِّدَ وَالرَّدِيَّ.
أَلاَ وَمَــــثـَـــــــلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ…..إنـــــتــــهــــى
أرجو الإنتباه هنا لكلمة َمَــــثـَـــــــلُ الْعَقْلِ
وموقعه في هذه الرواية من موقعه في الرواية التالية
سئل الإمام علي عليه السلام عن العالم العلوي فقال:
صور عارية عن المواد
عالية عن القوة والاستعداد
تجلى لها فأشرقت
وطالعها فتلألأت
وألقى في هويتها مِـــــثَـــــالــــه
فاظهر عنها أفعاله
وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة
إن زكاها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها
وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد …إنــــتــــهــــى
فــ مَــــثـَـــــــلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ
هو
مِـــــثَـــــالــــه الذي ألقاه في خلقه
وهو الإسم المكنون
فلكي يستطيع العقل الكلّي أن يرى نفسه على كلّ صورة ممكنة صمم تلك القمصان وجعل لتلك القمصان أو لتلك العقول الجزئية القدرة على أن تجعله يغفل بها عن حقيقته حين يلبسها أو حين ينطوي بها أو حين يلقي مثاله في قلبها
الكلمة التامة التي انطوى واستكن باسمائها هي قلوب جميع تلك القمصان وهو مكنون بكل تلك القلوب
وكل قميص أو كلّ عقل جزئي هو كلّمة تامة بحد ذاتها تتكون من ثلاثة قمصان أو ثلاثة طبقات من الوعي،، وهذه الاطباق الواعية الثلاثة هم نفسهم الاسماء الثلاثة واركانها الاثني العشر واسماء افعالهم الثلاثمائة والستون
ومهمة تلك الأسماء الثلاثة في قلب كل إنسان أن تجعله يرى نفسه على كلّ صورة ممكنة
وطريقتها إلى ذلك هي أن تجعله يعيش في بحر من الوهم والخيال تكفُر به حقيقته الواحدة عن نفسه
فيرى نفسه حينها على تلك الصور الوهمية أو على صورة تلك القمصان المختلفة وسط ذلك العالم الوهمي المناسب لها
والذي ستخلقه له من حوله بما يناسب تلك الصور او تلك القمصان التي حان موعد أن يرى نفسه من خلالها
مشكاة ومصباح وزجاجة
الزجاجة هي نفسها الاسماء الثلاثة
والاسم المكنون بهذه الزجاجة هو وقودها
والمشكاة أو الشجرة المباركة شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى أو الكونداليني هي روحه التي تحويه وتنطوي بين جنبيه
كل عقل جزئي هو مصباح وزجاجة
والمشكاة أو الشجرة المباركة شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى أو الكونداليني هي روحه التي تحيطه به وتنطوي بين جنبيه
كل قميص هو مصباح وزجاجة
والمشكاة أو الشجرة المباركة شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى أو الكونداليني هي روحه التي تنطوي بين جنبيه وتحيط به
المصباح هو الاسم المكنون الذي يريد أن يرى نفسه في كلّ صورة ممكنة
والزجاجة أو الأسماء الثلاثة بأركانها واسماء افعال أركانها هي من ستعينه على أن يرى نفسه في كلّ صورة ممكنة
المشكاة هي رحم الوجود المُظلم باطنها
المصباح أو الاسم المكنون هو النار المشتعلة في وسط المشكاة ومنيرها
والزجاجة التي تحيط بالنار هي نور تلك النار الأزلية التي أشرقت من صبح الأزل
فالنور مخلوق من النار
والنار نور
فلا ظهور للنور من دون النار
ولا ظهور للنار من دون النور
لكن النار علّة للنور
والنور معلول للنار
فالنار أو المصباح هو اسم الله الباطن
والنور أو الزجاجة هو اسم الله الظاهر
والمشكاة هي إسم الله المحيط
وهي اسم الله الحي
وهي كلّ الأسماء العظمى والحسنى والفاعلة مجتمعة
لأنها هي رحم الوجود ودائرة الوجود المحيطة بكل الأسماء
فهي الاسم المخلوق العقل الكلّي الجامع في وجوده لأسماء الكلمة التامة وأركانها واسماء أركانها الفاعلة
إذا فهمنا معنى الزجاجة واستطعنا ان نتصور أو أن نتخيّل لها شكل معين يقترب من وصف الرواية لها فسيمكننا حينها أن نرى الصورة الاجمالية للمشكاة والمصباح والزجاجة
قلنا أن الزجاجة هي الاسماء الثلاثة وكل أسم منها يشكل جزء من الزجاجة الكلية
فالاسم هو أيضا زجاجة لكنه جزء واحد من أجزاء ثلاثة بمجموعها تكون الزجاجة جوهرة كاملة
وكل إسم من الأسماء الثلاثة هو إسم أو زجاجة لها اربعة اركان
ومائة وعشرون وجه
منطوية جميعها داخل الأركان الأربعة
إذا جمعنا الأسماء الثلاثة أو الزجاجات الثلاثة مع بعضها البعض في كيان جوهري واحد
فسيظهر لنا حينها شكل مضلّع يشبه شكل جوهرة جميلة لها 12 ركن و14 وجه
داخل هذه الجوهرة تنطوي 360 مرآة
وعلى كلّ مرآة منها ستظهر صورة معينة بحيث أنها جميعها تعكس صورها على سطوح بعضها البعض
والصورة النهائية المنعكسة منها جميعها ستصل للمركز حيث يجلس الاسم المكنون فيرى نفسه من خلال صورة واحدة تحيط به وتتكون من جميع ما سينعكس له من الصور من على سطح جميع تلك المرايا
ولتوضيح الصورة التي احاول ان اصفها هنا سأحاول ان اضرب لها مثلا
تخيل أنك تجلس في وسط غرفة وتحيط بك بها 360 مرآة وعلى سطح كلّ مرآة منها توجد نقطة واحدة فقط ما عدى مرآة واحدة لا يوجد عليها أي نقطة أو أي شائبة وهي نفسها الزجاجة الكلية
الأن سنضع تلك المرايا التي تحمل كلّ مرآة منها نقطة واحدة بجانب وقبال بعضها البعض بشكل مدروس ومقدر تقديرا دقيقا
بحيث ستعكس كلّ مرآة منها صورتها للمرآة الأخرى التي تليها
وتحيطهم تلك المرآة أو الزجاجة التي لا شائبة أو أي نقطة عليها
هذه المرآة لا ترى نفسها إطلاقا ولا يمكن أن تـُرى من قبل غيرها
فكل من ينظر لها لن يرى إلا نفسه وشائبته
لأنها لا شائبة بها أو عليها
حين تنظر المرآة المجاورة لها حين تنظر لنفسها من خلال تلك المرآة النقية الصافية فإنّها سترى فيها نقطة واحدة فقط وهي نقطتها المرسومة عليها نفسها
وحين تنظرة المرآة الثالثة لنفسها عبر المرآة الثانية فسترى حينها نقطتين وليس نقطة واحدة فقط
فهي سترى نقطتها هي ونقطة المرآة السابقة لها
وإذا نظرت المرآة الرابعة لنفسها عبر المرآة الثالثة فإنّها سترى نفسها بثلاثة نقاط فتحسب حينها بل وتعتقد جازمة أن صورتها متكونة من ثلاثة نقاط
وهكذا صعودا أو ابتعادا عن المرآة الأولى التي لا تشوبها شائبة حتى نصل إلى مرآتنا أو الى مركز وعينا الذي نقول به أنااااا
فحقيقتنا جميعا هي نفسها تلك النقطة الواحدة
وما اسمائنا وصورنا إلّا لكوننا كمثال للعقل الكلي الذي ألقاه في تلك القمصان او تلك العقول الجزئية فـ ننظر ونرى أنفسنا والعالم من حولنا من خلال تلك المرآيا التي تصنع لنا صورتنا وصورة العالم من حولنا
والتي مهمتها الأساسية هي أن تكفُر عن تلك النقطة الحقيقة الواحدة حقيقتها لتريها نفسها على كلّ صورة محتملة
فالواقع وحقيقة الأمر في عالم الظهور والتجلي هو أن حقيقة كلّ واحد منا هي نفسها نفس الحقيقة الواحدة والتي هي نفس هذه النقطة
ولكن جهلنا بذلك يجعلنا نعتقد أننا ملايين وآلآف الملايين
فالحقيقة كما يقول أمير المؤمنين هي نقطة كثرها الجاهلون
ونحن جميعا جاهلون بهذه النقطة، حتى المتكلم عنها هو جاهل بها أيضا
لكننا معذورون في ذلك
فالنقطة نفسه هو من خلق هذا النظام الكوني المحكم والشديد التعقيد والمكر وأحاط به نفسه
وملائه بالحُجُبِ المظلمة وأحاط بها نفسه
وجعل بعضها من فوق بعض
وفرض على نفسه أن يتيه بها الى أن يجد طريقه ليعرف حقيقته العظيمة
من عرف نفسه عرف ربه
لأن من عرف نفسه عرف أنه هو النقطة
وعرف أنه هو الإسم المكنون
وعرف أنه لا وجود لحقيقة غير حقيقته
وعرف أنه هو من خلق بحور الظلمات من حوله لكي يستطيع أن يرى نفسه بكل صورة
وعرف أنه هو النار
وأن النور الذي خلقه من ذاته لكي يعينه للوصول لهدفه هو نوره هو
وأنّه هو من فرض بمشيئته وعلمه وقدرته وقدره وقضائه على نوره أن يبذل غاية جهده ليكون هو الحجاب الذي سيحجبه عن معرفة نفسه وحقيقته
ولذلك ولهذا السبب كان لا بد أن تكون جميع العوالم بلا استثناء مملوئة بالحجب الظلمانية التي ستحجب الاسم المكنون في كل مخلوق من مخلوقات كلّ عالم من تلك العوالم عن الوصول لمعرفة حقيقته حقيقة الاسم المكنون كما هو هو
ولذلك كان يجب أن تكون جميع العوالم لجميع المخلوقات التي سيلبس مثال الإسم المكنون وحده جميع قمصانها عبارة عن بحر من الكذب أو بحر من الأوهام
ولا فرق بين أن يكون ذلك العالم هو عالم الأمر أو أيّ عالم من عوالم الخلق
لكن نوع حُجُب كلّ عالم تختلف عن أنواع حجب العوالم الأخرى
عوالم الخلق ولو كانت ملايين فان ابليس والشيطان
سيخلقون بها الحجب فوق الحجب فوق الحجب
وأوهام فوق أوهام وفوقها أوهام
من فوق مخلوقاتها لتضلّهم وتحجبهم عن الوصول للحقيقة
في عالم الأمر مثلا ستكون الحور العين حجاب لأهله
وانهار اللبن والعسل حجاب آخر لهم يحجبهم عن التفكير بحقيقتهم والوصول لها
والعين السلسبيلا ستكون حجاب ثالث وووووو،
ويبدو أن عدد حُجُب عالم الأمر هي أضعاف أضعاف حُجُب عالم الخلق وأقوى منها تأثيرا وحجبا لموجوداته عن حقيقتها بما لا يمكن وصفه أو حسابه
ونحن كمخلوقات ضعيفة منتشرة في كل عوالم الخلق وتحت قببها هدفنا وكمالنا الأكمل هو أن نصل لحقيقتنا ونعرفها لا بد لنا أن نلعن وأن نتبرء من الذي يحجبنا عن الوصول لتلك المعرفة العالية التي سنصل بها لهدفنا وكمالنا الأكمل الأجمل الأتمّ
أحمد بن ا لحسين عن علي بن ريان عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن أبي الحسن الرضا ” ع ” قال سمعته يقول:
ان لله خلف هذا النطاف زبرجدة خضراء منها اخضرت السماء
قلت وما النطاف قال الحجاب
ولله عز وجل وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الجن والانس وكلهم يلعن فلانا وفلانا ….إنـــتــــهـــى
وعن عجلان بن صالح قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قبة آدم ” ع ” فقلت هذه قبة آدم
فقال نعم والله ولله عز وجل قباب كثيرة
اما ان الخلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغربا ارضا بيضاء مملوة خلقا يستضيؤن بنورها لم يعصوا الله طرفة عين
لا يدورن اخلق الله عز وجل آدم ” ع ” أم لم يخلقه
يبرؤون من فلان وفلان قيل له كيف هذا وكيف يبرؤون من فلان وفلان وهم لا يدرون ان الله خلق آدم ” ع ” ام لم يخلقه
فقال للسائل عن ذلك أ كنت تلعن إبليس
قال لا الا بالخبر
فقال: إذاً أمرت بلعنه والبراءة منه؟
قال: نعم
فقال فكذلك امر هؤلاء …..إنتهى
ولذالك كانا هما كما قال الامام الرضا عليه السلام
السيّان المقبولان المردودان أحدهما الجنّة و الآخر النيران
وهما اللذان المتّفقان المختلفان
وهما المرجوّان، ونصّ به الرحمن حيث قال: {مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتِقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ، فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبانِ}(الرحمن 19 – 21 ) .
فوجود شخصية فلان وفلان بين جميع الخلق وفي كل العوالم هو أمر مهم وضروري وفي غاية الأهمية والضرورة كذلك من أجل اتمام الهدف الأسمى ومن عملية الخلق بأسرها
ففلان وفلان موجودان في كل العوالم ومهمتهما فيها هي مهمة واحدة لا غير
وهي حجب جميع الخلائق عن معرفة حقيقتها
عبر التلاعب بهم على طول خط الزمان
وجعلهم يعيشون في عوالم خالصة من الوهم والكذب
ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الدنيا
إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ: لَيِّنٌ مَسُّهَا، قَاتِلٌ سُمُّهَا، فَأَعْرِضْ عَمَّا يُعْجِبُكَ فِيهَا، لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكَ مِنْهَا، وَضَعْ عَنْكَ هُمُومَهَا، لِمَا أَيْقَنْتَ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا، وَكُنْ آنَسَ مَا تَكُونُ بِهَا، أَحْذَرَ مَا تَكُونَ مِنْهَا، فَإِنَّ صَاحِبَهَا كُلَّمَا اطْمأَنَّ فِيهَا إِلَى سُرُور أشْخْصَتْهُ عَنْهُ إِلىَ مَحْذُور، أوْ إِلَى إِينَاس أَزالَهُ عَنْهُ إِيحَاشٌ ….إنـــــتــــهــــى
لأن شخصية فلان وفلان هما الشخصيتان اللتان يوكِل لهما رب العالمين دائما وأبد حكم عوالم الخلق ليجعلوها بحور من الكذب
لتضيع نقطة الحقيقة بها دائما وأبدا
الأرض الكروية وهم وكذب
والأرض المسطحة سنكتشف كذلك في يوم من الأيام أنها أيضا مجرد وهم وكذب
فقدرنا المقدّر علينا أن نخرج من ظلمة وندخل في غيرها والتي حين سنخرج منها سندخل أيضا في ظلمة غيرها
ومع كل خروج سنخرجه من أحدها سنقترب شيئا ما من حقيقتنا الواحدة
ومع كل خروج سنخرجه من أحدها سنفقد جزءا جديدا من وجودنا الوهمي
وجزء بعد جزء سنتقشر حتّى نصل لـ لبّنا ومنه لـ لبّ لبّنا ثم لنواتنا ومنبع وجودنا وحقيقتنا الواحدة الأزلية التي نستطيع أن نشعر بوجودنا بها وبها نستطيع أن نقول جميعنا كلمة “أنــــــا”
الإيمان بالأرض المسطحة جعلني أفقد 99.999999999999% من حجم العالم الذي جعلني فلان وفلان بمكرهما أعتقد انني أعيش به ويحيط بي
الإيمان بالأرض المسطحة جعلني أقترب أكثر من الوجود العقلي
الإيمان بالأرض المسطحة والسقف المرفوع قبة السماء التي تفصلني عن عالم الأمر جعلني أطيل النظر في السماء ونجومها وآياتها ولا أُعرض عنها
من أيّ باب من أبوابها سينزل ربّي مع ملائكته؟
ومن أي باب منها سأخرج معه؟
وماذا سأرى خلفه؟
وكيف ستكون ردة فعلي مع أوّل مشاهدة لي لما ولمن خلفه؟
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ
أنها نَضْرَةَ النَّعِيمِ في وجوههم والتي سنُسأل عنها في يوم من الأيام وليست نَظْرَةَ النَّعِيمِ
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم
والنعيم هي الولاية
كيف هي نَضْرَةَ الولاية في وجوه أهل السماء
كيف هي جنّات الولاية؟
وكيف هي جنّات النعيم؟
كيف هي جنّة النعيم؟
وكيف هي جنّة الولاية؟
هذه الأسئلة وغيرها لن يعرف إجاباتها أحد منّا إلّا حين يصبح من ورثة جنة النعيم
فــ
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ
وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ
وصلي اللهم على خير خلقك أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين