بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة نقطة في بحر الكذب
الأول: أخيرا قررت أن تبدء الحوار!!!!!!!!!
لماذا ترددت كثيرا قبل أن تبدء؟
الثاني: الحقيقة أنني كنت خائفا من أنك لا تودّ أن تحاورني مرة أخرى
الأول: ولماذا؟
الثاني : لا أعرف لماذا بالتحديد، لكن ربما لأنني لم أحاورك منذ سنين
الأول: وهل فعلا انك لم تحاورني منذ سنين؟
الثاني: لم اكتب حوارية منذ عدة سنوات، ولذلك أعتقد انني لم أجالسك لأحاورك منذ آخر حوارية
الأول: يا ضعيف العقل ومغرور الأنا، متى تراني تركتك حتى تقول أنك لم تجالسني وأجالسك ولم تحاورني وأحاورك؟
ألا تقول للناس ان الاسم المكنون مكنون بكم ولا يفارقكم أبدا؟
وأنه يسأل ويجيب من على ألسنة الناس ومن قلوبهم كذلك
هل تؤمن على الإطلاق بهذا الحديث الذي تقصّه عليهم أم انها مجرد لقلقة لسان تلقلقها عليهم وبينهم لتحوز على اعجابهم؟
وهل كنت طوال المدة السابقة تعتقد أنك كنت تحاور فلان وفلان وفلانة وفلانة؟
هل كنت تعتقد أن فلان وفلانة هم من كانوا يرسلون لك الرسائل ويسـألونك الأسئلة ويوحون لك أحيانا بالاجوبة؟
هل كنت تعتقد ذلك فعلا يا ضعيف الايمان؟
يبدوا أن تعبي معك قد ذهب هباءا ولم يؤتي ثماره
الثاني: أرجوا أن لا تستعجل بالحكم عليّ فإن قلبي محجوب وعقلي مغلوب ونفسي معيوبة ولساني مقر بحب النفس والأناااااااااا
الأول: نعم أعلم ذلك منك جيّدا، ولولا ذلك لما صبرت عليك طوال المدة السابقة
وأجمل ما فيك أنك تقرّ بذلك دائما، لكن عيبك هو أنك دائما ما تنسى ذنوبك سريعا فتعود لارتكابها مرة أخرى وأخرى وأخرى
الثاني: ومن أين لي بالذاكرة الّا من الذي خلقني؟
أليس كل أنسان ميسر لما هو من أجله مخلوق؟
فذاكرتي وقابلياتي النفسية والبدنية والعقلية كلها مزروعة بي زرعا من أجل أن أكون ملائما لما خُلقت له وبأكمل صورة
الأول: نعم كل ذلك صحيح لكن تبقى أنت من يجب عليك أن تذكّر نفسك قبل كل عمل جديد ستعمله وعند كل موقف جديد ستقفه
الثاني : لا أستطيع أن اقول الّا ان لساني مقر بالذنوب
الأول: لا عليك ، فلا يحمل الله نفسا الا وسعها ولن يحاسبها على ما لم يحمّلها اياه
لنختصر الكلام إذن ولنبدء من حيث انتهيت، هل عرفت من أين سنبدء؟
الثاني: تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك
الاول: وهل تفهم معنى الذي قلته للتو؟
الثاني: يبدو من كلامك وسؤالك أنني أفهم ظاهر كلامي هذا فقط،، وظاهره الذي افهمه وقصدته منه هو:
أنّك تعلم بما افكر به أناْ ،
وانّني لا اعلم بما تفكر به أنت،
هذا هو الذي افهمه ، وهذا هو الذي قصدته من هذا القول
الأول: صحيح كلامك من ان لهذا القول ظاهر وباطن
وظاهره هو تماما كما فهمته أنت وأوضحته بكلامك
أما باطنه فمعناه أنك لا تعلم نفسك
الثاني: لا أعلم بنفسي؟ وكيف ذلك؟
الأول: لأنّ ما في نفسي هو أنت ،، ولذلك فإن المعنى الباطني لقولك
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي
وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ
هو أنني أعلم ما في نفسي لأنك أنت هو من في نفسي
ولا تعلم بنفسك لأنك أنت من بنفسي
وحينها فلو أنك عرفت نفسك لعرفت ما في نفسي
لأنك أنت هو من في نفسي
ألا تقول دائما وتعتقد صادقا أن من عرف نفسه عرف ربه؟
الثاني: بالفعل، إنني أقول وأعتقد بذلك من كل قلبي،
وغاية أملي ومناي أن أعرف نفسي
لأنني سأعرف حينها ربي وإمام زماني ،
ويبدو لي أن فهم هذا الأمر هو أمر مهم جدا
فأرجو أن نتوقف عتده قليلا لتوضحه لي أكثر حتى أفهمه جيدا
الأول: نعم هو أمر مهم جدا جدا جدا، وسأحاول أن أوضحه لك بأبسط طريقة وأسهلها، لكن دعنا نتحدث عن ذلك قليلا قبل أن أشرع بتوضيح الأمر لك
عندما قلت لك أنك أنت ما في نفسي
فمن الواضح من كلامي حينها
أن لي نوع من الوجود أستطيع أن أحتوي به نوع وجودك وأحيط به
الثاني : نعم ذلك صحيح
الأول: فلو كُنت أنت نقطة فسأكون أنا دائرتك التي تحويك وتحيط بك
فحينها أنا دائرة وجودك
ولو كُنت أنت حرف فسأكون أنا الكلمة التي تحويك وتحيط بك
فحينها أنا كلمتك التامة
ولو كُنت أنت كلمة تامة فسأكون أنا الجملة الكاملة الأركان التي تحويك وتحيط بك
فحينها أنا أركانك كلها
ولو كُنت أنت الجملة الكاملة الأركان فسأكون أنا الصفحة التي تحويك وتحيط بك
فحينها أنا ما قبلك وبعدك وفوقك وتحتك
ولو كُنت أنت الصفحة فسأكون أنا الكتاب الذي يحويك ويحيط بك
فحينها سأكون تفصيلك وتوضيحك من كل الجهات
ولو كُنت أنت الكتاب فسأكون أنا أمّك
أو سأكون الرحم الذي يحويك ويحيط بك ويمدّك بما يجعلك تنبض بالحياة
وحينها سأكون أم الكتاب
فكيفما كان نوع وجودك ، سواء أكان صغيرا أم كبيرا ، فإنّ نوع وجودي يجب أن يكون أكبر من نوع وجودك
بحيث أنّه يستطيع أن يحويك كاملا
وأن يحيط بك من كل الجهات
الثاني: ولماذا هذا التعقيد؟
الأول: بالعكس، هذا الأمر ليس به تعقيد، بل هو البساطة بعينها
الثاني : ممممممم ، من الوهلة الأولى بدا لي أن هذا الامر معقد جدا، لكن بما انك تقول أنه أمر بسيط فسأترك لك إذن أمر تبسيطه لي
الأول: لا زلنا في بداية حديثنا وحوارنا فدع هذا الأمر وسيتوضح لك مع الأيام
الثاني: حسنا ،، كيف تراني قد أصبحت اليوم وبعد كل ما مررت به؟
هل تراني نقطة أم كلمة أم جملة أم صفحة أم كتاب؟
الاول: لو تفكرت قليلا بما قلته لك في أخر وصفي للعلاقة بيننا لما سألت هذا السؤال
الثاني: تقصد قولك ((لو كُنت أنا الكتاب فستكون أنت أمي أو الرحم الذي يحويني ويحيط بي ويمدّني بما يجعلني أنبض بالحياة))
الأول: نعم أقصد ذلك، أريدك أن تفكّر بقولي هذا للحظات ثم قل لي كيف تتوقع أن تكون إجابتي على سؤالك
الثاني: ما أعرفه عن الأم أنها مهما كبر أولادها فإنها لا تراهم الا بصورة أنهم أولادها
الأول: بالفعل هكذا أنظر لك الآن وهكذا نظرت لك منذ أن زرعت نفسك واقترنت بي فأحطت بك من وقتها
الثاني: لقد أربكتني بكلامك هذا
الأول: لماذا؟
الثاني: لأنك تكلمني بصيغة الزوجة وليس الزوج
الأول: بالفعل إنني الزوجة وليس الزوج
الثاني: إن كنتِ الزوجة فأين الأول زوجك إذن؟
الزوجة: موجود ، لكنني أردت أن اكون من يحاورك هذه المرة
الثاني: لماذا؟
الزوجة: من حقي أن أحاورك وأتكلم معك متى ما أحببت ذلك، فانت ولدي كما أوضحت لك
الثاني: من هذا الكلام نصل إلى أنه بما أنكِ أمي فإن الأول هو أبي ، صحيح؟
الزوجة: نعم هذا صحيح، هو أبوك
الثاني: بالنسبة لكِ اتضح لي كيف تكونين أمي ، فبما أنك تحيطين دائما بي كما يحيط الرحم بالجنين وترعينني كما ترعى الأم اولادها فأنت أمي بهذه الطريقة
لكنني لم أفهم حتى الآن كيف من الممكن أن يكون الأول هو أبي؟
الزوجة: انت تعرف ذلك لكنك لم تنتبه لهذا المعنى الذي تردده كثيرا في كلامك
الثاني: رددته كثيرا في كلامي؟
أين؟
الزوجة: تعرف بالتأكيد أن الزوجة لا تحمل طفل زوجها الا حين يلقي زوجها مثاله في رحمها
ولا يستقر مثال الزوج في رحم الزوجة إلا حين ينتج الرحم بويضة تكون مثاله الذي سيحيط بالحيمن مثال الزوج الذي ألقاه فيها لتحيط تلك البويضة به
فكما أن الزوج يلقي مثاله في الرحم
فإن الرحم يلقي مثاله في الرحم أيضا
وما سيجري داخل الرحم هو أن
البويضة مثال الرحم
ستصبح بدورها هي الرحم
الذي سيحيط بالحيمن مثال الاب
الذي القاه الأب في الرحم
الثاني: أوضحي لي الأمر أكثر
الزوجة: الحيمن الذي سيقترن داخل الرحم بالبويضة
سيكون قد اقترن بها وأصبح زوجها
أو أصبح قرينها منذ تلك اللحظة
وبنفس الوقت ستكون البويضة هي الرحم
الذي سيحيط بقرينه الحيمن طوال رحلة حياته وتطوره
وإلى أن يموت أخيرا ويتحلل
الثاني: وهل أنت زوجة الأول أم أنك مثال زوجة الأول؟
الزوجة: بل انني مثال زوجة الأول
وزوجك والرحم الذي يحيط بك بنفس الوقت
الثاني: قلتِ قبل قليل أنني أعرف ذلك لكنني لم أنتبه لهذا المعنى الذي رددته كثيرا في كلامي، فأين كنت أردد هذا المعنى؟
الزوجة: ألم تردد دائما الحديث التالي في كلامك:
سئل الإمام علي ع عن العالم العلوي فقال ع:
• صور عارية عن المواد
• عالية عن القوة والاستعداد
• تجلى لها فأشرقت
• وطالعها فتلألأت
• وألقى في هويتها مثاله
• فاظهر عنها أفعاله
• وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة
• إن زكاها بالعلم والعمل
• فقد شابهت جواهر أوائل عللها
• وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد
• فقد شارك بها السبع الشداد……إنتهى
الثاني: نعم بالفعل ، فإنني كثيرا ما كنت أردد هذه الرواية واتفكر بها
الزوجة: أعرف ذلك، وأعرف أنك تعتبرها من أعمق الروايات وأنك كثيرا ما كتبت عنها وانك قد استنتجت منها الكثير كذلك
واليوم ستعرف منها شيء جديد
الثاني: شوّقتيني للمعرفة الجديدة إذن
الزوجة: سنأخذ هذا المقطع من الرواية التي تحبها كثيرا لنعرف منها من أنت ومن أنا
(((وألقى في هويتها مثاله)))
فأنت مثال الأول
أو مثال الاسم المكنون
او مثال الأحد
وأنا مثال الهوية
أو مثال الهو
فأنت الحيمن
وأنا البويضة
فالدائرة هي هوية النقطة
أو
هي هوية الإسم المكنون
وبنفس الترتيب سيكون الاسم المخلوق
هو
هوية الاسم المكنون
وكلاهما هنا هما باطنان ولا ظهور لهما
والكلمة التامة التي ظهرت منها الأسماء الثلاثة هي الهوية الظاهرة للاسم المكنون الخفيّ
يعني الأسماء الثلاثة هم هويات ثلاثة مختلفة للاسم المكنون
والأركان الظاهرة الإثني عشر ستكون هي هويات الأسماء الثلاثة الظاهرة
وأسماء الأفعال الظاهرة هي الهويات الظاهرة للأركان الظاهرة
وكل الهويات هي بالاصل هويات ظاهرة مختلفة للأول أو للإسم المكنون فكلاهما واحد
فكل مثال للأول أو الإسم المكنون قد حان موعد ظهوره يجب أن تكون له هوية ظاهرة خاصة به ومختلفة في شكل ظهورها عن أشكال بقية ظهورات أمثال الأول الأخرى
وكل هوية جديدة لكل مثال جديد للأول تعني بالضرورة
إسم جديد له
وبدن جديد له
وقدرات عقلية ونفسية وروحية جديدة له
وكلها جديدة وكلها خاصة بهذا المثال الجديد له، وله وحده
الثاني: لكي لا نبتعد كثيرا عن موضوعنا، أرجو أن نتوقف قليلا عن الخوض بالحديث عن الاسماء والاركان والأفعال ،، وأن تدعيني ألخص ما فهمته منكِ حتى الأن عن حقيقتي وحقيقتكِ وعن شكل علاقتنا التي تربطنا
الزوجة: تفضل
الثاني: أنا لي أب وأنت لك أم
أنا مثال أبي الذي ألقاه في رحم زوجه والتي هي أمك
وأنتِ مثال أمك الذي ألقته في رحمها
حينما اقتربت أناْ منكِ في الرحم وطرقت بابك وفتحتيه لي ودخلت بك
سأكون بذلك الدخول بك قد أصبحت قرينك أو زوجك ،، وأنتِ أصبحتِ أيضا زوجي وقريني
وبعد أن دخلت بكِ وأصبحنا زوج صرت أنتِ الرحم الذي يحيط بي
فأصبحتِ بذلك أنت أمي
فأنتِ أمي وأنتِ كذلك زوجي ونصفي الآخر
الزوجة: تستطيع أن تقول أنني نصفك الآخر لكن بشرط ان تتذكر إنني أنا أنت وأنت أنا
فلا أنت قادر على أن تكون وتظهر بدوني
ولا أنا قادرة على أن أكون وأظهر بدونك
فأنا وأنت واحد من نصفين
الثاني: يعني أنا الذكر وأنتِ الأنثى،
وهذا ما يقصدونه من أنّ كل انسان متكون من ذكر وأنثى
إذن ماذا عن المرآة؟ هل هي متكونة من نصفين مؤنثين؟
الزوجة: بل هي أيضا كما الجميع متكونة من نصف ذكري ونصف أنثوى
فالاسم المكنون هو النصف الذكري دائما ،، سواء إن كان قراره أن يظهر بصورة الأنثى أم بصورة الذكر
فهو من يحدد الجنس الذي يريد أن يظهر به فمركبته التي ينزل بها تتكون من نصفين ذكريين وهما:
xوy
والـ X هنا هو أيضا نصف ذكري مع أن رمزه رمز أنثوي
بينما مركبتي تتكون من نصفين أنثويين
x و x
وفي حالتنا حين فتحت أنا له باب مركبتي البويضة ودخل الاسم المكنون بمركبته بي شاء أن يرى نفسه على صورة جنسك الذي أنت عليه الآن فأعطاني نصفه الذي حدد جنس وهوية الصورة التي أراد أن يظهر من خلالها
الثاني: ماذا تقصدين بالمركبة؟
الزوجة: كل صورة من الصور الظاهرة في الحياة هي عبارة عن صورة مختلفة لمركبة مختلفة يركبها ويقودها الاسم المكنون ،، وصور الحيامن هي أحد تلك الصور المختلفة
فالحيمن هو مجرد مركبة ينطوي الاسم المكنون بها أو سيركبها ويقودها من باطنها ليتجلى بنفسه من خلالها في هذه العملية الحركية ، وهو بذلك سيكون هو من يبث الحياة في كل الحيامن من خلال وجوده بها، فأي مركبة مهما كانت متكاملة البناء والتكوين ما لم يوجد من يقودها ويحركها ويوجهها فإنّها ستبقى مركبة لا حياة بها ولا حركة
فالذي سيصبغها بصورة الحياة هو من سيقودها ويوجهها ويظهر مشيئته من خلالها
والبويضة كذلك هي أيضا مجرد مركبة تركبها الهوية لتتجلى بنفسها بها ومن خلالها في هذه العملية
والهوية هي أيضا من ستهب صفة الحياة للبويضة لأنها هي من ستقودها وتوجهها وتحركها وتُظهر صور مشيئتها من خلالها
الثاني: لقد بدأت الأمور تختلط عليّ، فأرجو أن نتوقف هنا قليلا، حيث خطر الآن ببالي سؤال مهم
الزوجة: طبعا بالتأكيد، والافضل أن تبادر بطرح السؤال متى ما خطر ببالك
فالسؤال لم يطرء على بالك الّا لأن جوابه سيُكمل عندك جزء ناقص من أجزاء تلك الصورة الكونية الاجمالية التي تبحث عنها وتحاول أن تكملها في عقلك
فما هو سؤالك؟
الثاني: أنا مثال الإسم المكنون أو مثال النقطة
وأنتِ مثال الهوية ، أو مثال الدائرة
حين اختار الاسم المكنون أن يرى نفسه على صورتي فإنه زرعني كمثال له داخلك وغطّى ذاكرتي فلم أعد أتذكر من حينها من أنا
فهل أنتِ كمثال للهوية الكلية تفقدين ذاكرتك أيضا مثلي فلا تعودين تتذكرين من أنت؟
الزوجة: في البداية أريدك أن تبعد نفسك من درجة وعيك الحالي عن المعادلة ،، فدرجة وعيك الحالية التي تقول بها أنا وتشعر بنفسك من خلالها لم يأتي أوان ظهورها بعد
أمّا بالنسبة لي فلو أنني فقدت ذاكرتي فمن الذي سيربّيك صغيرا ويكثّرك وينمّيك ويرعى شؤونك كلها حتى تكبر وإلى أن تموت؟
نعم ، صحيح أن الإسم المكنون حين يستقر في وسطي كبويضة كان يحمل معه حينها خطة حياته كاملة كجينات وسلسلة وراثية، لكنني أنا هي المسؤولة عن تنفيذ تلك الخطة له بكل حذافيرها
ولكي أستطيع أن أنفذ ذلك لا يمكن لي إلّا أن أكون دائما بكامل ذاكرتي وقدرتي
فعملية بناء جسم جديد وكامل ذو مواصفات جديدة بالكامل هي عملية دقيقة جدا جدا وصعبة جدا جدا تشبه في دقتها وصعوبتها دقة وصعوبة عملية بناء عالم جديد بكل سماواته وأرضه ومخلوقاته
ولو أردت أن تتعرف على جميع أجزاء بدنك وشؤونه من داخله وبصورة كاملة فيجب عليك أن تكرّ فيه آلآف الكرات وبصور مختلفة
فمئات المرات ستكرها كخلية واحدة من خلايا جسمك تعيش كخلية في جزء معيّن من أجزاء الجسم ثم تموت ثم تكرّ كرة جديدة كخلية جديدة أخرى في جزء مختلف آخر من أجزاء بدنك
ولكي لا أطيل عليك فإنني أنا المسؤولة عن إدارة هذه العملية كلها وأنا من أخلق من ذاتي من سيعينوني على تنفيذ هذه العملية
الثاني: لحظة لو سمحتي،، قلتي أنت من تخلقين من ذاتك من سيعينك على أداء هذه العملية فهل يمكنك أن توضحي لي مقصدك من ذلك؟
الزوجة: بالطبع يمكنني ذلك،
إسمع:
في البدء
كُنْتُ بويضة واحدة لا يشاركني وعي أي وعي آخر، والاسم المكنون دخل بعد ذلك بداخلي واتحد وجوده بوجودي ، فصرنا جسدا واحدا وروح واحدة تتكون من وعيين متطابقين ،، وعيي أنا ووعي الاسم المكنون
لقد أصبحنا جسدا واحدا ووعيا واحدا له وجهين يحوي بداخله خطة بناء هذا المعبد الانساني الجديد المتمثل ببدنه
تستطيع أن تقول أنني كنت حينها نورا واحدا
بعد ذلك شطرت نفسي لقسمين ، أو قسمت نوري لنصفين،
وذلك بعد أن جمعت في نصفي الأول منهما جميع الصفات الموجبة
بينما جمعت جميع الصفات السالبة والمعاكسة للصفات الأخرى الموجبة في نصفي الآخر
ثم قسمت النصفين مرة ثانية وثالثة حتى أصبح مجموعهما ثمانية أجزاء
وأخيرا جمعتهم جميعهم في جسد جوهري واحد
الآن أين هو الاسم المكنون؟
انه موجود في جميع الأجزاء الثمانية ، وكذلك فإنه سيكون موجود أيضا في جميع الأجزاء الأخرى التي ستنتح من ما سيتلو ذلك من انقسامات أو انشطارات
أين هي أنا؟ واقصد الدائرة الأولى او البويضة الأولى؟
انني موجودة كذلك مع الجميع ومحيطة أيضا بالجميع ، حالي في ذلك حال الإسم المكنون، فالإسم المكنون يحيط بهم علما من داخلهم ومن خارجهم
وأنا أحيط بهم كذلك من داخلهم وخارجهم أيضا
.
.
.
يتبع إن شاء الله
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين