بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة نقطة في بحر الكذب 2
الثاني: لقد اتضح لي من كلامك كيف أن الإسم المكنون سيملأ وجود كل انسان لكن أود منك أن تبيني لي:
كيف خُلق ومن ماذا خُلق الإسم المكنون؟
وكيف أًنزل بليلة القدر او بالدائرة او النفس الواحدة؟
ومن الذي أنزله بليلة القدر او النفس الواحدة؟
الزوجة: تخيل أن كل انقسام ستنقسمه البويضة الأولى وباقي البويضات الناتجة منها سينتج حينها من ذلك الانقسام نفسين اثنين ،
فذلك يعني أن البداية كانت بنفس واحدة ثم انقسمت لاثنين ، ثم بعد الانقسام الثاني اصبح العدد 4 ثم 8 ثم 16 ثم 32 ثم 64 ثم 128 نفسا وهكذا تستمر سلسلة عدد الأنفس بالتصاعد والتضاعف جرّاء تلك الانقسامات المتتالية
الآن أنت تسأل أولا :
من ماذا خُلق الإسم المكنون الذي اقترن بكيان واحد مع الدائرة الأولى أو مع النفس الواحدة؟
وجواب ذلك أنه مخلوق من نفس النفس الواحدة وليس من شيء غيرها
ولو رجعت للقرآن الكريم ستجد ذلك واضحا في أكثر من موضع
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي
خَــــــلَــــــقَــــــكُــــــم مِّــــــن نَّــــــفْــــــسٍ وَاحِــــــدَةٍ
وَخَــــــلَــــــقَ مِــــــنْــــــهَــــــا زَوْجَــــــهَــــــا
وَبَــــــثَّ مِــــــنْــــــهُــــــمَــــــا
رِجَــــــالاً كَــــــثِــــــيــــــرًا وَنِــــــسَــــــاء
خَــــــلَــــــقَــــــكُــــــم مِّــــــن نَّــــــفْــــــسٍ وَاحِــــــدَةٍ
ثُــــــمَّ جَــــــعَــــــلَ مِــــــنْــــــهَــــــا زَوْجَــــــهَــــــا
وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ
هُــــــوَ الَّــــــذِي خَــــــلَــــــقَــــــكُــــــم
مِّــــــن نَّــــــفْــــــسٍ وَاحِــــــدَةٍ
وَجَــــــعَــــــلَ مِــــــنْــــــهَــــــا زَوْجَــــــهَــــــا
لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
وَهُــــــوَ الَّــــــذِيَ أَنــــــشَــــــأَكُــــــم
مِّــــــن نّـــــــفْــــــسٍ وَاحِــــــدَةٍ
فَــــــمُــــــسْــــــتَــــــقَــــــرٌّ وَمُــــــسْــــــتَــــــوْدَعٌ
قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ
————
فهذه الآيات تقول أن زوج النفس الأولى مخلوق منها ومستودع فيها وليس مخلوق من شيء آخر غيرها ،، أو انه مستودع في شيء آخر غيرها
فهو مخلوق منها ومستودع فيها
وقد يكون المعنى غامض بعض الشيء في هذه الآيات في كيف يخلق منها زوجها ، لكن الآية التالية سيكون المعنى بها أوضح إن شاء الله
وَهُــــــوَ الَّــــــذِي
خَــــــلَــــــقَ مِــــــنَ الْــــــمَــــــاء بَــــــشَــــــرًا
فَــــــجَــــــعَــــــلَــــــهُ نَــــــسَــــــبًــــــا وَصِــــــهْــــــرًا
وَكَــــــانَ رَبُّــــــكَ قَــــــدِيــــــرًا
وتعرف أنّ أوّل ما خلق الله خلق الماء
ومن هذا الماء جعل “كلّ شيء” حيّ
وهذا الماء الذي جعل منه “كلّ شيء” حيا لا بد أنّ يكون حيّ بذاته ، وإلّا ففاقد الشيء لا يعطيه ،، فلا بد أنّ يكون الماء حيّ بذاته ولا يحتاج للحياة من مصدر مخلوق غيره ،، والماء هنا هو نفسه “النفس الواحدة”
فالماء هو نفسه الدائرة
و”كلّ شيء” هو نفسه زوجها “النقطة” التي كثرها الجاهلون
الماء هو نفسه رحم الوجود ، وهو نفسه المشكاة ، وهو نفسه ليلة القدر
الماء هو نفسه قوة الحياة،
الماء هو روح الأشياء كلها
والماء هو نفسه المعروف عالميا بالكونداليني ، لأنه هو نفسه قوة الحياة والكونداليني كما يعرّفونها هي قوة الحياة ، أو هي الروح التي تبث الحياة في كل من له حظ من الوجود والشعور
النفس الواحدة هي نفسها الكونداليني التي خلقها المعنى المعبود وخلق منها زوجها،
فخلق الماء وخلق زوجها من الماء
خلق المشيئة بذاتها وخلق الأشياء بالمشيئة
فالماء هو المشيئة الأولى التي خلق زوجها منها
فالله خلق العقل أول ما خلق وخلق زوجه منه
وألقى مثاله في كل عقل جزئي منها
….
الدائرة
المشكاة
ليلة القدر
الماء
الروح
الكونداليني
العقل الكلّي
ام الكتاب
و
و
و
كل هذه التعابير والاسماء تتكلم عن شيء جوهري واحد وتحاول أن تصفه من جهات متعددة وبألفاظ وأسماء وصفات متعددة تناسب تلك الجهات المتعددة
وهنا نأتي لتلخيص جواب سؤالك الأول:
كيف خُلق الاسم المكنون زوج النفس الواحدة؟
ومن أيّ شيء خُلِق زوج النفس الواحدة؟
وجوابه هو: انّه مخلوق من نفس النفس الواحدة
ومن نفس الدائرة
ومن نفس الماء
ومن نفس العقل
ومن نفس ام الكتاب
وهو مخلوق منها هي مهما كان اسمها ، وليس من شيء غيرها
خَــــــلَــــــقَــــــكُــــــم مِّــــــن نَّــــــفْــــــسٍ وَاحِــــــدَةٍ
وَخَــــــلَــــــقَ مِــــــنْــــــهَــــــا زَوْجَــــــهَــــــا
وَبَــــــثَّ مِــــــنْــــــهُــــــمَــــــا رِجَــــــالاً كَــــــثِــــــيــــــرًا وَنِــــــسَــــــاء
نأتي الآن لسؤالك الثاني وهو :
كيف أنزل أو كيف خلق خالق النفس الواحدة الإسم المكنون منها فيها؟
حيث أن باطن النفس الواحدة أو باطن المشكاة يمكن وصفها بأن باطنها بدون أن ينزّل بها المصباح هو ظلمة مطلقة وهو العماء المطلق الذي لا يمكن وصفه بالحروف أو نطقه بالألفاظ أو تجسيده بجسد أو تشبيه ووصفه بأي صفة فلا هو مصبوغ بلون، ولا يوجد له اقطار ومبعد عنه الحدود ومحجوب عنه حس كل متوهم وهو مستتر غير مستور
فحينها لو خُلِق أو أُنزل المصباح لوحده في وسطها فإن نوره سوف يتشتت في ظلمة المشكاة ولا تظهر أثاره فيها أبدا
ولذلك فلقد أحاطه من كل جهاته بزجاجة أو بمرآيا تحوي نوره ضمن حدودها فلا يتشتت في ظلمة المشكاة ، وبنفس الوقت تعكس له نوره أو تعكس له تجلياته لنفسه ، أي تعكس تجليات الاسم المكنون لنفس الإسم المكنون ليراها هو وحده
بهذه الطريقة تكون الزجاجة هي التي تُنزل الإسم المكنون أو المصباح في مكانه ،، وهي التي تُظهر نور المصباح في ظلمة العدم لنفس المصباح ، فهو من يُنير بذاته وهو من يرى آثار نوره ،، والزجاجة هي من تعكس له نوره وأثار نوره ،، أو هي من تعكس له صور مشيئته
والنفس الواحدة أو المشكاة تحيط بالجميع
تحيط بالزجاجة وتحيط بالاسم المكنون أيضا
ولذلك فمن الطبيعي أن تقول الزجاجة بلسان الجمع
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
لأن الزجاجة لها أربعة عشر وجه ، ولسان الجمع في القرآن الكريم هو لسان وجوهها الأربعة عشر كما تقول الروايات
فأي وجه من وجوه الزجاجة أو الجوهرة الحيّة بالذات يمكنه أن يقول بلسانه المفرد إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ويكون ناطقا بذلك عن المجموعة كلها وبلسانها كلها
ونفس نطقه بذلك هو انعكاس أو هو إظهار لمشيئة الاسم المكنون في وسطهم،، فهم المرآة المعبرة عن مشيئة الاسم المكنون والمظهرة لها
فهم هو، وهو هم، لا فرق بينه وبينهم، إلا أنهم عباد له، أو إلّا أنهم مرايا له واجبهم وتكليفهم الوحيد هو أن يظهروا أو أن يعكسوا له بكل أمانة جميع صور مشيئته كما يشائها وتماما كما شائها
هذه الزجاجة التي تحيط بالاسم المكنون وتعكس له صور مشيئته اسمها في كتاب الله “كِتَابٍ مَّكْنُونٍ” والإسم المكنون هو “قُرْآنٌ كَرِيمٌ”
فـ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
هو
قُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
والـ”قُرْآنٌ كَرِيمٌ”
المكنون
في
الـ”كِتَابٍ”
كلاهما مكنونان في “أُمِّ الْكِتَابِ”
و”أُمِّ الْكِتَابِ” كما قلنا سابق أصبح وصفها أنها أُمِّ “الْكِتَابِ” لأنها تحيط بـ الكتاب كما يحيط رحم الأمّ بطفلها او بجنينها
فالزجاجة المكنونة بالمشكاة
والتي تحيط بالمصباح
هي الكتاب الذي يحيط بالـ”قُرْآنٌ كَرِيمٌ”
فالمشكاة هي أمّ الزجاجة وزوج المصباح
وأينما ظهرت المشكاة في عالم الظهور والتجلي وكرّت به فأنها ستكون زوجة المصباح في تلك الكرة
وستكون إبنة الزجاجة
في عالم الظهور فإن الزجاجة ستكون أبيها وستكون المشكاة ابنته
لكن في عالم الحقيقة والبطون هي أمّه لأنها هي الرحم الذي يحيط به
يعني في عالم الظهور ستكون هي أمّ أبيها
————
يتبع إن شاء الله
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين