بسم الله الرحمن الرحين
اللهم صلي على محمد وآل نحند
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة نقطة في بحر الكذب//5
الثاني: يبدو لي أننا قد وصلنا للكونداليني ودوره في تنور الإنسان وصعوده بمراتبه العقلية، إليس كذلك؟
الزوجة: كل الحديث من بدايته كان يدور عنه ولنكون أكثر دقة يجب أن نقول ان الحديث كان يدور عنها وعنه
فالكونداليني كما تعرف سلفا أنها هي نفسها الشجرة المباركة شجرة طوبى وسدرة المنتهى التي توقد المصباح بزيتها
وكما قلنا في بداية الحوار أن هذه الشجرة هي نفسها النفس الواحدة وزوجها هو المصباح أو الإسم المكنون بها
وأنني مثال النفس الواحدة وأنّك مثال الاسم المكنون
وكما أن النفس الواحدة تحيط بالاسم المكنون فإن مثالها يحيط بمثال الاسم المكنون ، وبالتالي فأنني أحيط بك من باطنك وظاهرك وفي كل مرحلة من مراحل وجودك وتطورك
الثاني: هل هذا يعني أنك أنت المسؤولة عن تطوري ورفع وعيي؟
الزوجة: ولهذا قلت لك من البداية أنني يجب أن أكون بكامل وعي وعلمي وذاكرتي طوال الوقت ومن بداية خلقي وتكويني
الثاني: لماذا إذن لم تستيقظي إلّا الأن؟
الزوجة: ومن قال لك أنني كنت نائمة حتى أستيقظ؟
الثاني: هكذا كنت أسمع دائما من أن الكونداليني نائم عند أغلب الناس وحين يستيقظ فإنه سينير عقل صاحبه الذي كان منطوي به
الكونداليني: إن أكثر ما يجهله الناس هو أنا،
وأكثر ما يجهله الناس هو شؤوني وصفاتي واسمائي
وأكثر ما يجهله الناس هو كيف يمكنهم أن يكسبوا ودّي ورضاي
نعم أكثر ما يجهلونه هو أنا رغم أن أكثر ما يحتاجون له هو معرفتي
فبدون معرفتي ورضاي لن ينالوا من زيتي قطرة واحدة
وبدون زيتي سيبقون طوال حياتهم وكرّاتهم المتتابعة مجرد اسرجة مطفئة لا نور لها على الإطلاق
فأنا من قال عني أمير المؤمنين أنني:
قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية ((البويضة مثال النفس الواحدة))
مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.
وأنا أنا من قال أمير المؤمنين عن أصلي ومنشئي أنني:
جوهرة بسيطة حية بالذات
أصلها العقل
منه بدت وعنه دعت
وإليه دلت وأشارت
وعودتها إليه إذا كملت وشابهته،
ومنها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال
أنا من قال أمير المؤمنين أن أصلي ومنشئي هو:
ذات الله العليا
وشجرة طوبى
وسدرة المنتهى
وجنة المأوى
من عرفها لم يشق
ومن جهلها ضل سعيه وغوى.
فأنا مثال النفس الواحدة شجرة طوبى ، شجرة طوبى التي كل من لم يعرفني سيضل سعيه ويغوي مهما قال ومهما تعلم ومهما عرف
أنا التي من لم يعرفني لن يزيده سرعة المشي الا بعدا عني
الثاني: هل يمكنك أن توضحي لي ما معنى الزيت الذي يوقد المصباح؟
ما هو هذا الزيت؟
الكونداليني: أنا الشجرة المباركة وزيتي الذي أُوقد به المصابيح المطفئة فأجعل لها نورا تمشي به بين الناس هو العلوم الحقيقية الدينية، والتأييدات العقلية، والمعارف الربانية،
فالعلوم الحقيقية هي علمي وأركان عرشي
والتأييدات العقلية هي أوّل ما سيناله طالب الاستنارة من زيتي
وتراكم التأيدات العقلية التي ابثها في روع وكيان طالب الاستنارة هي من ستوصله شيئا بعد شيء لفهم المعارف الربانية وبالتدريج
ومع كل فهم جديد للمعارف الربانية اوصلها له سيقوى نوره أيضا درجة جديدة
أنا أنام؟؟؟؟
إن أكثر ما امقته من النائمين هو أن يقولوا ما لا يفعلون
فهم نائمون لا يريدون الإستيقظ ويقولون أنني نائمة ويجب أن يوقظوني
فكيف أنام و أنا الشجرة المباركة؟
وكيف أنام وأنا شجرة طوبى؟
وكيف أنام وأنا سدرة المنتهى؟
كيف أنام على الإطلاق وأنا من لا تأخذني سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ
الثاني: إن لم تكوني نائمة فمن هو النائم إذن؟
الكونداليني أخذت من جانبها كتاب وضربت به الثاني على رأسه
الثاني: أخخخخخخ، لماذا هذه القسوة؟
الكونداليني: ضربتك لعلك تستيقظ
الثاني: أستيقظ؟ هل تقصدين انني هو النائم؟
الكونداليني: نعم، ومن غيرك سيكون النائم، فلا يوجد سواي وسواك
الثاني: لكنني لا أشعر بأنني نائم، بل اشعر انني مستيقظ تمام الإستيقاظ وكلّي حيوية ونشاط وفعل وحركة
الجوهرة الحيّة بالذات: كل الناس نائمون وهم في نومهم أموات غير أحياء ولكن لا يشعرون أنهم بالحقيقة أموات ، الا بعض بعضهم من من قرروا أن يستيقظوا وخطوا خطوات محسوبة ومعلومة من أجل أن يستيقظوا
الثاني: هل تقصدين فعلا انني نائم الآن وأنني من الأموات الذين يحسبون أنهم أحياء؟
سدرة المنتهى: ألم تسمع قول زوجي وأبي أن الناس أموات إذا ما ماتوا انتبهوا؟
الثاني: بلى قد سمعته وأحفظه جيدا أيضا
شجرة طوبى: فأنت نائم الآن وستبقى كذلك حتى تموت أو حتى تنتبه ، ولن تنتبه من نومتك حتى تموت إحدى الموتتين
الثاني: إحدى الموتتين!!!! ماذا تقصدين بذلك؟ فأنا أعرف موتة واحدة فقط؟
الزوجة: ألم تسمعهما يقولان لكم موتوا قبل أن تموتوا؟
الثاني: بلى سمعت بذلك أيضا
الكونداليني: فكل من لم يمت وهو حيّ قبل أن يموت ويدفن في قبره الترابي فهو من الأموات غير الأحياء وهو لا يزال نائم مع النائمين
أن تموت قبل أن تموت تعني أن تستيقظ أو أن تنتبه من نومك في نومك
أن تموت قبل أن تموت تعني أن توقد مصباحك وتصبح قبس من نور
أن تموت قبل أن تموت تعني أن توقد قبسك بمشيئتك ليصبح لك نور تمشي به بين الأموات النائمين
ولن يتمكن أحد من الناس أم يكون كذلك بدون أن أرويه من زيتي ريّا رويّا
ولن يتمكن أحد من الاستفادة من زيتي قبل أن يكتشف جذوري الضاربة في أصل كيانه ووجوده فيرويها بطول ذكري والاتصال بي والجلوس معي
ألم تسمع بالحديث القدسي الذي يقول أنا جليس من يسامرني؟ وبالآية التي تقول لك نحن اقرب اليك من حبل الوريد؟
بالتأكيد سمعت بهما، ولن يسعى لأن يسامرني حينها الا من يؤمن كامل الإيمان بوجودي معه كشجرة طوبى ويسامر معي جميع فروعي وأغصاني ويؤمن باتصالنا الدائم به وعلى الدوام ،
وأن يكون مؤمنا كامل الإيمان أنّ روحي بروحه وجسدي بجسده واسمائي بإسمه وقبري بقبره
أنا النفس الناطقة القدسية التي لا تموت بل تعود وتجاور
الثاني مقاطعا: لحظة لحظة لو سمحتي!!!!!
النفس الناطقة القدسية: تفضل
الثاني: إن كنتِ أنت النفس الناطقة القدسية فمن أكون أنا؟
فحتى الآن كنت أعتقد أنني أنا النفس الناطقة القدسية التي تكر وتكر وتكر ولا تموت أبدا وها انتِ الأن تسلبينني حتى هذا الوجود
مثال النفس الواحدة: أنت مثال الاسم المكنون الذي أُنزلت بي أوّل خلقك في عالم الأرواح وأحطت بك من ذلك الحين وإلى الأبد
لعلك تعتقد أنك حين تموتت وتقف للحساب سينادونك باسمك طالب التوحيد؟
كلا ، فأنت لك اسم خاص بك من اسماء أهل السماء تم تسميتك به من أوّل يوم لخلقك ومن حينها كنت أنت الإسم وأنا معناك المنطوي بك
فأنا الجوهرة الحية بالذات معنى الإسم ومثال إسم المعنى المعبود
فأنا النفس الناطقة القدسية مثال المعنى في عالم الأرواح وأنت به الإسم مثال الإسم المكنون
أنت الإسم وأنا المسمّى، والاسم غير المسمّى
الثاني مقاطعا: فلنتوقف هنا رجاءا ولنفتح صفحة جديدة وموضوع جديد فرأسي بدء يدور ويدور وبدأت المطالب تختلط عليّ
الزوجة: كما تشاء ، فما الذي يشغل بالك وتريد الحديث عنه الآن؟
الثاني: لا بد أنك تعرفين فعلا ما كنت افكر به بينما كنت تتحدثين، فأنت أقرب لي من حبل الوريد، أليــ….
الزوجة مقاطعة: لا تكمل وإلا ستبدو وكأنك تريد أن تختبرني، وأعرف أنك لا تريد ذلك
نعم أعرف ذلك بالفعل ، فأنت كنت تتسائل في عقلك ان كنت أنا المعنى الذي يحيط بك باطنا وظاهرا فأين هو الشيطان من كل ذلك واين هو الوسواس الخناس وأين وأين وأين
أومأ الثاني برأسه موافقا
الزوجة: أعرف أنك تتوق للرحلة الباطنية التي وعدتك بها لأريك بها كيف تجري الأمور وكيف تختار وتشعر بها بنفسك ووجودك لكن سأطلب منك أن لا تستعجل هذا الأمر قبل أن نتفق على بعض الأشياء المكملة لهذه الفكرة مثل أين ستشعر وكيف ستشعر ولماذا ستشعر ومن سيعينك على ذلك ، فمعرفتك لتلك الامور مهم جدا بالنسبة لك خلال رحلتك الباطنية
الثاني: يبدو أنه لا بد من التريث ، إذن سأترك لك أمر توجيه هذا الحوار
الزوجة: حسناً، سأبدء من هذه الآية
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَــــــــرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
فأيهما أكبر حجما حسب اعتقادك السماوات أم الأرض؟
الثاني: يبدو لي بدوا واضحا وجليا أن السماوات هي أكبر من الأرض، فحين أنظر للسماء من فوقي لا أرى الأرض والكواكب والنجوم الا كذرّات متناثرة ومتباعدة عن بعضها البعض بسنوات ضوئية من الفراغ الـ لا متناهي وبالتالي فجميع الكواكب الأرضية لا قيمة فعلية لحجمها مقابل حجم السماء التي تحويها كلها
الزوجة: طيّب كلامك هذا، لكن ماذا تقول لك هذه الآية؟ إلا تقول لك أن الجنّة تساوي في حجمها حجم جميع السماوات والأرض التي تعتقد بهما؟
الثاني: نعم ظاهر هذه الآية يقول لنا ذلك بكل وضوح، فهي تساويهما حجما وذلك تشير له أيضا الآية المباركة الأخرى التي تقول
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعـَـــــــرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
الزوجة: وما هي مواصفات الجنة التي تعتقد بها؟
الثاني: بها قصور وأنهار وأشجار وثمار وزروع وطيور وولدان مخلدون و و و و
الزوجة: فهل جميع تلك القصور والأنهار والأشجار والثمار والزروع تحتاج لأرض تُبنى وتُزرع وتُنبت عليها أم انها معلقة بالفراغ
الثاني: يبدو لي أن للجنة قيعان تبنى عليها القصور وتجري بها الأنهار وتُزرع بها الأشجار
الزوجة: فأيهما أكبر إذن؟
السماوات والأرض التي تعتقد بهما أم الأرض التي هي أرض الجنة التي وسعتهما؟
الثاني: مممممممم، إنه سؤال محرج
الزوجة: ولماذا تعتبره سؤال محرج؟
الثاني: لأن جوابه من هذه الآية واضح جدا وهو أن الجنة وأرضها أكبر من السماوات والأرض التي أتصورها وهذا يخالف ما كنت أعتقد به
الزوجة: وهل أنت مستعد لترك تصوراتك واعتقاداتك السابقة والتي هي جزء من بحر الكذب الذي يحيط بك؟
الثاني: بالتأكيد اريد ذلك لكن لم اتصوره أن يكون بهذه الحدة والقسوة
الزوجة: لا تثريب عليك في ذلك فالمهم انك تريد ومستعد أن تبدل الكاذب منها بالحقيقي
الثاني: أعتقد أن ذلك يقودنا لفكرة الأرض المسطحة، أليس كذلك؟
الزوجة: فكرة الأرض المسطحة كما يتداولونها هي فكرة ناقصة وغير مكتملة
الثاني: وما هي الفكرة الأكمل منها إذن؟
الزوجة: هي فكرة القبب السماوية المبنية بأيدي أهل السماء فوق أرض الجنة الـ لا نهائية وتحت قبة الله الكبيرة والمترامية الأطراف الـ لا نهائية
ولو أعدت التفكير بما قلناه للتوى وحاولت أن تتصور الصورة التي تحدثنا بها فستنلقب عندك الصورة للأرض وللسماوات بواقع 180 درجة من أقصى الشمال لأقصى اليمين
يعني سيصبح حجم الأرض هو بحجم السماوات التي تعتقد بها الأن وسيصبح حجم السماوات بحجم الأرض التي تعتقد بها الآن
يعني أن السماوات أو القبب السماوية ستصبح مجرد ذرات متناثرة فوق أرض الجنة المترامية الأطراف والـ لا نهائية
يعني لكي تسافر من قبة في الجنة لتصل لقبة أخرى بها يجب عليك أن تسافر في الجنة مسافة عدة سنوات ضوئية من ما تعد من السنوات والمسافات
يتبع إن شاء الله
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين