*146* الحقيقة نقطة في بحر الكذب//6

  • Creator
    Topic
  • #1990
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحقيقة نقطة في بحر الكذب//6
    الثاني: أعتقد أن ذلك يقودنا لفكرة الأرض المسطحة، أليس كذلك؟
    الزوجة: فكرة الأرض المسطحة كما يتداولونها هي فكرة ناقصة وغير مكتملة
    الثاني: وما هي الفكرة الأكمل منها إذن؟
    الزوجة: هي فكرة القبب السماوية المبنية بأيدي أهل السماء فوق أرض الجنة الـ لا نهائية وتحت قبة الله الكبيرة والمترامية الأطراف الـ لا نهائية
    ولو أعدت التفكير بما قلناه للتوى وحاولت أن تتصور الصورة التي تحدثنا بها فستنلقب عندك صورة السماوات ولأرض الحالية بواقع 180 درجة من أقصى الشمال لأقصى اليمين
    يعني سيصبح حجم الأرض هو بحجم السماوات التي تعتقد بها الأن وسيصبح حجم السماوات بحجم الأرض التي تعتقد بها الآن
    يعني أن السماوات أو القبب السماوية ستصبح مجرد ذرات متناثرة فوق أرض الجنة المترامية الأطراف والـ لا نهائية
    يعني لكي تسافر من قبة في الجنة لتصل لقبة أخرى بها يجب عليك أن تسافر في الجنة مسافة عدة سنوات ضوئية من ما تعد من السنوات والمسافات
    ولو أطلقت العنان لخيالك أكثر من ذلك فستتغير نظرتك للسماوات والأرض مرة أخرى 180 درجة من من أقصى الأسفل لأقصى الأعلى
    وستصبح السماوات أرض
    والأرض ستصبح سماوات
    الثاني: تصبح السماوات أرض والأرض تصبح سماوات!!!!!!!!
    وكيف يمكن لذلك أن يكون؟
    الزوجة: قلنا أنك حين تخرج من تحت القبة فإنك ستدخل او ستخرج لعالم الجنة الواسعة
    الثاني: نعم قلنا ذلك
    الزوجة: طبعا أنت تعرف أننا مهما تحدثنا ووصفنا الجنة فإن وصفنا لها سيبقى وصف محدود لمحدودية علمنا وبالتبع سيكون محدودا لمحدودية خيالنا
    فنحن نستطيع أن نتصوّر او أن نتخيّل فقط ما لنا عنه علم ابتدائي
    ولو كان علمنا علم صغير ومحدود فسنستطيع أن نبني بالخيال قصورا جميلة على قدر محدودية العلم الذي حصلنا عليه
    والذي بالتأكيد من حدود علمه أكبر من حدود العلم الذي حصلنا عليه فإن حدّ خياله سيكون أوسع واجمل من خيالنا
    الثاني: هذا صحيح
    الزوجة: اذا فهمت ذلك فإن الغرف المبنية فوق بعضها البعض في الجنّات التي تجري الانهار من تحتها تقول لك أنك أينما وليّت وجهك في الجنة وفي أيّ اتجاه كان فإنك ستجد جنات وانهار وزروع وغرف مبنية
    فكما انك تعتقد الآن داخل القبة ان الفراغ يحيط بك من كل اتجاه
    فإنك ستجد نفسك محاطا في الجنة بجميع ما هو يجري وينبت ويُبنى على الأرض
    فأنت تنظر لفوقك تجد انهارا وغرفا مبنية وزروع مزروعة وغير ذلك ، ثم تنظر مرة أخرى لتحتك فتجد كل ذلك
    وكذلك ستجد كل ذلك أيضا لو انك نظرت لأيّ اتجاه تختاره
    وحينها فلن يكون هناك معنى للاتجاهات في الجنة بحيث أنك أينما ولّيت وجهك في الجنة ستجد رحمة الله تحيط بك
    والمكان الوحيد الذي ستجد به معنى لمحدودية الاتجاهات هو داخل تلك القبب المنتشرة في جميع أنحاء الجنة بكل اتجاهاتها
    الثاني: استنتج من كلامك أن الصفة الغالبة على الكون هي أنه منير وكله ألوان جميلة سواى ما يكون من الظلام تحت القبب فقط
    وبذلك فان النور والضياء هو الحقيقة السائدة وليس الظلام
    وما الظلام إلا نقاط صغيرة منتشرة هنا وهناك ضمن الوجود الحقيقي للجنة ومحصور ومحدود بحدود القبب
    فالقبة هي من تحجز نور الجنة عن ما ومن هو داخلها ،، ولو فُتِحت أبواب أو سُقُفَ أيّ قبة من القبب فإن نور الجنة سيملأها وينيرها
    الزوجة: بدأت تقترب من فهم الصورة التي نتحدث عنها
    الثاني: يبدو وكأننا نعيش الصورة السالبة للصورة الحقيقية
    حيث أن اللون الأبيض في الصورة الحقيقية يكون أسودا في الصورة  السالبة
    الزوجة: وهذه أيضا خطوة أخرى تخطوها للفهم الصحيح وان كان هذا الكلام ليس دقيق بالكامل
    الثاني: يبدو أن هذا الاستثناء منك سيقودنا للكلام عن مبدء الخير والشر الذي كنت أفكر به للتو متسائلا هل من الممكن ان يكون الخير في حقيقته شر والشر خير
    الزوجة: نعم كنت أسمعك تفكّر بذلك ، ولذلك قلت لك أن هذا الكلام ليس دقيق بالكامل،، فالخير يبقى خيرا سواء في هذه العالم تحت القبة أو في ما فوقها أيضا،
    والشر وحده الذي سيتغير معناه ويكون في حقيقته خير
    الثاني: وكيف يكون ذلك؟
    كيف يمكننا أن نقول أن عمل الشر هو عمل خير في أصله؟
    الزوجة: ألا تعتقد أن القلم كتب كل شيء في كتاب قبل أن تبرئه الملائكة وأسيادها بعد ذلك؟
    الثاني: هذا الكلام واضح جدا في كتاب الله حيث يقول:
    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
    الزوجة: الآن سواء عليك اذا ارجعت ضمير الجمع للمجموعة الآمرة
    أو للمجموعة الفاعلة في القرآن الكريم
    وكنت تعتقد معها أنّ الشرّ هو شيء سيّئ
    فإنك تنسب الشرور والسيئات حينها للمجموعة الآمرة وللمجموعة الفاعلة التي ستبرء تلك الأحداث المكتوبة وتخرجها من حالة كتابتها في الكتاب لحالة ظهورها حضوريا في عالم التجلي تحت القبب المختلفة
    قل لي هل يكتب القلم الا ما به حكمة؟
    الثاني: بما انه هو المشيئة وانه لم يكتب ما كتب في الكتاب الا تعبيرا عن مشيئة خالقه فهو اذن لم يكتب الا الحكمة
    الزوجة: ولذلك ورد عن الامام الصادق عليه السلام في تفسير
    قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾
    أنه قال: يقدّر في ليلة القدر كل شيء يكون في السنة الى مثلها من قابل:
    خير وشر،
    وطاعة ومعصية،
    ومولود وأجل ورزق
    فما قدَّر في تلك الليلة وقضي فهو المحتوم، ولله عزَّ وجلَّ فيه المشيئة …..بقية الرواية
    فكل المكتوب من الخير والشر هو من الأمر الحكيم
    ولذلك ورد عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال:
    أن فضل إيمان المؤمن بحمله “إنا أنزلنا” وبتفسيرها
    على من ليس مثله في الايمان بها،
    كفضل الانسان على البهائم،
    وإن الله عزوجل ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا ((لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم)) ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين
    ولا أعلم أن في هذا الزمان جهادا إلا الحج والعمرة والجوار……..إنـــتـــهـــى الـــنـــقـــل
    ففضل المؤمن كامل الإيمان بمعاني سورة إنّا انزلناه في ليلة القدر وبأن كل ما يتم التنزل به هو من الامر الحكيم هو كفضل الانسان على البهائم
    لأن الذي لا يعتقد أن الذي كتب في كتابه أو الذي فرق في كتابه كل الشر والخير الذي ستتنزل به الملائكة والروح تاليا على مختلف العباد إنما هو واحد وهو الحكيم الذي لا يكتب إلّا الحكمة فقط
    فإنه يتهمه حينها ومن غير أن يدري بالسفه والظلم والعياذ بالله ،، كما ويتهم كذلك بالسفه والظلم جميع من سيقومون بعد ذلك بالتنزل بما كتبه الحكيم تباعا بإذن ربهم ،،
    ولذلك شبههم بالبهائم
    الثاني: لكنني لم افهم بعد أين الحكمة في الشر؟
    أو أين الخير في الشر؟
    أو كيف يكون الشر في حقيقته خيرا؟
    الزوجة: إدراك هذا الامر وفهمه يحتاج منك لنظرة شاملة للبداية والنهاية
    الثاني: ومن أين لي بهذه النظرة وانا لا أزال في بداية طريقي
    الزوجة: سأساعدك في ذلك، لكن انتبه لما سأقوله جيدا
    الثاني: تفضلي
    الزوجة: تعلم أن بداية خلقك كانت حينما خلقوك وصوروك وأشهدوك موقف السجود للخليفة ، وهو اليوم الذي أعطيت العهد به بالطاعة والاتباع للخليفة مع جميع من عاهدوا هذا العهد في ذلك الموقف
    وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ
    ثُــــــمَّ صَوَّرْنَاكُمْ
    ثُــــــمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ
    فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
    هذه كانت هي نقطة البداية التي تم ابتدائك منها وبدأت معها رحلة شعورك بذاتك ووجودك
    بعد ذلك بدأت تكرّ تحت القبّة في العوالم المادية وستبقى تكرّ تحتها الى ما شاء الله لك ذلك ،
    والى أن يزداد علمك لدرجة ستقرر معها أن تستيقظ
    فتبدء من حينها رحلة استيقاظك وستستمر بها حتى تنجح أخيرا بذلك وتكون مع ومن الفائزين
    فيتم استخلاصك وتنجيتك ورفعك حينها إلى الملأ الأعلى
    لقد نجحت وفزت وتم رفعك لما فوق القبة
    حين تقف حينها وتنظر لحياتك وجميع ما مررت به من التجارب والمواقف الانسانية المختلفة خلال كراتك كلها فستجد أنك ربما قد ارتكبت خلالها ملايين الأخطاء
    لكنك ستدرك في تلك اللحظة أيضا أن تلك الأخطاء هي نفسها التي اوصلتك الى ما اصبحت عليه الأن
    وستدرك أن ميزان الأعمال الذي كان يتقرر لك على اساسه أن تخوض هذه الحياة او تلك الحياة سواء بحياة طيبة او بحياة ضنكا هو نفسه الميزان الذي عذّبك من الماء الملح الأجاج
    وهو نفسها ميزان الأعمال الذي أوصلك أخيرا لأن تكون من الفائزين الصاعدين المُستخلصين الذين تم تنجيتهم من العودة لجهنم ومن مخالطة أهل جهنم بعد أن صفت طينتك وعادت كما كانت أول خلقتها صافية من الكدورات والملح الاجاج
    وحينها فإنك ستحب نفسك كما هي بدون أي زيادة او نقصان
    ولن تتمنى حينها أنك قد كنت على غير صورة ما قد كنته ومررت به وفعلته في كل موقف من مواقف حياتك
    وفي كل كرّة من كرّات حياتك كلها
    فمجموع حياتك وقراراتك واختياراتك كلها في جميع كرّاتك هو من أوصلك الى حيث وصلت الآن وجعلك من الفائزين الصاعدين
    حينها عندما تنظر لأفعال وتصرفات إخوانك ممن لا يزالون تحت القبة فإنك ستعرف أنهم إنما يسيرون بطريق تكاملهم مهما كانت صورة أفعالهم
    وأنهم سيصلون في يوم من الأيام لما وصلت أنت له
    نعم قد تطول المدة على بعضهم أكثر من البقية لكنهم سيصلون أخيرا الى حيث وصلت أنت وانهم سيصلون فرادى كما وصلت أنت فردا حين ثقُلت موازينك
    فالخير والشر بالنسبة لسادة وأمراء وملوك عالم الأمر هو كله خير، ولذلك قالوا لنا في كتابهم
    كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
    وَنَـــــبْــــلُــــوكُــــم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
    وَإِلَــــــيْــــــنَـــــا تُرْجَعُونَ
    فكل نفس ستذوق الصحوة، أي ستستيقظ وتنتبه من نومتها أخيرا وسترجع إلى وطنها ومسقط رأسها ومنشأها الأصلي فوق القبة
    فهي هناك ولِدت
    ومن هناك نُزِّلت
    واليه سترجع مهما طال سفرها وترحالها وتقلبها في المنازل والصور زالأبدان والدور التي ستنتقل لها دار بعد دار في كرّة بعد كرّة
    والشَّرُّ وَالْخَيْرُ
    الذي بلانا به الحكيم الذي كتبه لنا وعلينا
    وأمر به الآمرون
    وفعله الفاعلون الذين نفّذوا الأوامر لنا وعلينا خلال رحلة وجودنا كلها
    هو كله خير من منظورهم لأنه سيصل بنا في النهاية لمبتغانا وكمالنا الذي نسعى جميعنا إليه وسيرجعنا بالنهاية إليهم رجعة أبدية
    الثاني: يبدو أن محطتنا التالية ستكون في معرفة كيف يتم التّنزل بنا من فوق السقف المرفوع لتحته
    أي كيف يتم التنزل بنا من عالم الأمر أو الجنة في عالم الخلق أو الجحيم؟
    الزوجة: يمكننا ذلك لو أحببت، فهذه المعرفة ضرورية من ضمن عدة معارف أخرى كلها ترتبط مع بعضها البعض لتقريب صورة الفكرة النهائية لعلاقة عالم الأمر بعالم الخلق وكيف تتنزل الملائكة والروح فيه بإذن ربها من كل أمر
    يتبع إن شاء الله
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.