*147* الحقيقة نقطة في بحر الكذب//7

  • Creator
    Topic
  • #1991
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحقيقة نقطة في بحر الكذب//7
    الثاني: يبدو أن محطتنا التالية ستكون في معرفة كيف يتم التّنزل بنا من فوق السقف المرفوع لتحته
    أي كيف يتم التنزل بنا من عالم الأمر أو الجنة في عالم الخلق أو الجحيم؟
    الزوجة: يمكننا ذلك لو أحببت، فهذه المعرفة ضرورية من ضمن عدة معارف أخرى كلها ترتبط مع بعضها البعض لتقريب صورة الفكرة النهائية لعلاقة عالم الأمر بعالم الخلق وكيف تتنزل الملائكة والروح فيه بإذن ربها من كل أمر
    الثاني: حسنا كيف ستبتدئين هذه المرحلة
    الزوجة: سأبدئها بسؤلك عن معنى كلمة وكيف تفهمها؟
    الثاني: ممممم، غريب ، لكن تفضّلي
    الزوجة: كيف تفهم معنى كلمة جعل وجعلنا التي جائت في القرآن الكريم بمواضع كثيرة جدا؟
    الثاني: يبدو لي ان معناه العام هو قرن صفة مخلوقة مع مخلوق ما
    بحيث أنه متى ما حضر هذا المخلوق حضرت أو ظهرت تلك الصفة المخلوقة معه أيضا
    فمثلا وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا
    تقول انه متى ما حضر الليل حضرت صفة سكنا معه ايضا ،، فالليل والسكن مقترنان لا يفترقان متى ما حضر الأول حضر الثاني ، هذا بالاضافة لصفات أخرى لليل
    وكذلك الشمس والقمر متى ما حضرا حضرت معهما صفة الحسبان أيضا بالاضافة لصفات أخرى
    الزوجة: دعنا نذهب لغرفة الأولاد ، اريد أن أريك شيئا
    الثاني: هيا بنا
    يدخلان الغرفة حيث كان الاولاد يتسلون بلعبة البليستيشن فوقفا خلفهم
    الزوجة: انظر للمشهد المعروض على الشاشة امام ابنك هذا وقل لي ماذا ترى فيها
    الثاني: أرى ان الشخصية التي يلعب بها تمشي في الظلام وقد أنار ضوء مركز على جبينه يضيئ له دربه بشكل موضعي ذو انارة محدودة
    الزوجة: وهل تعتقد فعلا أنه يوجد ضوء في هذه اللعبة ينير الطريق له في الظلام؟
    الثاني: لا اعتقد انه يوجد ضوء حقيقي بل هو مجرد برمجة من ضمن برمجات عديدة برمجها المبرمج بشكل ترتبط مع بعضها البعض بشكل متوازي بحيث يكون احدها المسبب والآخر السبب
    فهو عندما يضغط أحد الأزرار يظهر له وكان مصدر للضوء مثبت فوق جبينه قد توهج وبنفس الوقت ما يقع أمام هذا المصدر يتغير شكله من مظلم غير مرئي وغير واضح المعالم والالوان ، لمنير ومرئي وواضح المعالم والالوان
    الزوجة: وماذا تدعوا هذه العملية؟
    الثاني: كما قلت لك قبل قليل من انها مجرد برمجة قام المبرمج ببرمجتها وربط بينها بالسبب والنتيجة بحيث يظهر وكان المصدر المتوهج هو من أضاء له الطريق وجعله واضحا
    الزوجة: كيف تفهم ذلك مع ما تكلمنا عليه سابقا من معنى الجعل؟
    الثاني: يبدو أن معنى المبرمج يتوافق مع معنى الجاعل
    ومعنى المبرمجات المختلفة هي المجعولات المختلفة التي جعلها الجاعل واكسبها صفاتها وربط بينها وبين بعضها البعض
    بحيث يكون احدها السبب والآخر يكون هو النتيجة
    او تكون البرمجات أحدها العلة والآخري هي المعلولة لها
    الزوجة: انظر للشاشة الآن مرة أخرى وقل لي ماذا ترى
    الثاني: لقد أشرقت الشمس وبدء الضياء يعم المكان وبدأت الأشياء تشرق نورا وألوانا
    الزوجة: مرة أخرى أسألك هل تعتقد فعلا أن الشمس في هذه اللعبة هي من أظهرت الأشياء وجعلتها مرئية ومنيرة فيها؟
    الثاني: نفس ما انطبق على الحالة السابقة ينطبق على هذه الحالة أيضا
    فالشمس هي برمجة والنهار برمجة أخرى لكنهما يرتبطان في ظهورهما مع بعضهما البعض
    الزوجة: الأن اعد قرائة هذه الآية وقل لي ماذا تفهم منها على ضوء ما قلته قبل قليل
    وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
    الثاني: يبدو أن
    الليل مخلوق أوّل
    والنهار مخلوق ثاني
    والشمس مخلوق ثالث
    والقمر مخلوق رابع
    لكن المبرمج او الجاعل ربط ما بين الشمس والنهار فجعل احدهما العلة والآخر المعلول له
    وجعل غياب الشمس علة لظهور الليل
    وجعل ظهورها علة لظهور النهار
    الزوجة: فكل شيء هو بيد الجاعل او المبرمج إذن؟
    الثاني: نعم بالتأكيد
    الأن بهذا الفهم من أن الليل والنهار هما مخلوقان منفصلان عن الشمس وجودا ومرتبطان معها علّة ماذا يمكنك أن تضيف على ما يستطيع الجاعل او المبرمج أن يبرمحه أو ان يجعله؟
    الثاني نظر برهة للشاشة أمامه ثم تبسم وقال:
    يستطيع المبرمج أن يجعل اللاعب يمسك ببقعة الظل بأحد ازرار التحكم ويحركها كيفما يشاء تحت الشمس فيُظلِم بها أي بقعة منيرة
    ويستطيع كذلك أن يجعله يمسك ببقعة الضوء بمعزل عن المصباح الذي ينيرها ويحركها في الظلام كيف يشاء فينير بها أي بقعة من الظلام
    الزوجة: هل يذكرك ذلك بشيء؟
    الثاني: نعم يذكرني بقوله تعالى:
    أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا
    فهو يريد أن يقول أن الظل لا علاقة له بالشمس الا بالجعل أو الا بالبرمجة ونظام العلة والمعلول
    وأن العلة والمعلول كلاهما مخلوقان مختلفان ، يختلفان عن بعضهما البعض في الخلق التكوين وما كان ارتباطهما ليكون ممكنا الا بجعل الجاعل فيصبح أحدهما السبب والآخر يكون الاثر له
    الزوجة: إذن؟
    الثاني: هل تريدين القول أن الشمس والقمر والليل والنهار هكذا هم في عالمنا؟
    الزوجة: أنا لا أريد أن أقول لك شيئا جديدا لا تعرفه ، بل أوضح لك فقط بعض جزئيات ما كنت تعتقد به اجمالا
    الثاني: لكنني لم أكن اعتقد بذلك
    الزوجة: بل كنت تعتقد بذلك اجمالا وليس تفصيلا
    الثاني: وكيف كان ذلك؟
    الزوجة: ألا تعتقد بالوجود العقلي لهذا الوجود ، وأنه كله علة ومعلولا يدار بواسطة العقل الكلي؟
    فهذا هو الوجود العقلي، وكله يدار بواسطة العقل الكلي
    فهو الموجود المبرمج لكل البرمجيات
    وهو الرابط ما بينها كعلة ومعلول
    او حسب التعبير القرآني
    هو الخالق لكل المخلوقات
    وهو الربط بينها بالجعل
    ليكون بعضها علة لبعضها الأخر
    الثاني: وإلى أين تريدين الوصول عبر توضيح معنى الجعل هذا؟
    الزوجة: أريد أن أقول لك أن الرحلة العقلية الداخلية التي سآخذك بها هي رحلة تتعرف بها ومن خلالها على العلل والمعلولات التي ستجعلك تشعر بوجودك وتتعلم من خلالها أيضا ما لم تكن تعلمه
    الثاني: جميل جدا ، لكنني لم أعرف من أنا حتى الآن، فطوال المدة السابقة كنت أعتقد أنني أنا النفس الناطقة القدسيّة وأن النفس الناطقة القدسيّة هي مثال الإسم المكنون لكنك سلبتيني هذا الوجود من بداية حواري معك فأصبحت من حينها معلق ولا أعرف من أنا
    الزوجة: عندما تقول أنا من الذي تقصده بكلمة أنا؟
    الثاني: أقصد أنا طالب التوحيد الذي يكلمك الآن
    الزوجة: أنت لست طالب التوحيد، طالب التوحيد هو المرآة التي استحققت أن ترى نفسك من خلالها في هذه الكرّة ،، وفي كرّتك التاليّة سترى نفسك من خلال مرآة أخرى
    الثاني: وما هو إذن مصير المرآة طالب التوحيد بعد انتهاء هذه الكرّة
    الزوجة: هذه المرآة التي ترى نفسك على صورتها وتتعلم أشياء جديدة من خلالها إذا فارقتك عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها.
    الثاني: هل تقصدين انني أنا النفس الحسيّة الحيوانيّة!!!!!!!
    الزوجة: لا تستعجل النتائج وانتبه لما قلناه قبل قليل، انت لست النفس الحسيّة الحيوانيّة
    النفس الحسيّة الحيوانيّة هي المرآة التي ترى نفسك حاليا وفي كرتك هذه من خلالها
    الثاني: لكنك قلت أن طالب التوحيد هو نفسه المرآة التي ستعود إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها
    الزوجة: نعم قلت ذلك
    الثاني: إذن طالب التوحيد والذي هو أنا سيفنى وتعدم صورته ويبطل فعله ووجوده ويضمحل تركيبه
    الزوجة: ركّز معي قليلا، صورة وشخصية وصفات طالب التوحيد هي فقط جزء بسيط من رحلة وجودك
    وعندما ستفنى وتعدم صورته ويبطل فعله ووجوده ويضمحل تركيبه فإنك ستحتفظ بجميع ما تعلمته من خلال رؤيتك لنفسك من خلال صورته وفعله وتركيبه
    الثاني: ومن هو أنا الذي سيحتفظ بجميع ما تعلمه من خلال صورة وفعل وتركيب طالب التوحيد؟
    الزوجة: ما لك بدأت تنسى تفاصيل حديثنا؟
    ألم نتفق منذ البداية أنك مثال الإسم المكنون المكنون بي ، وأنني روحك التي بين جنبيك وهويتك التي تحيط بك؟
    الثاني: نعم اتفقنا على ذلك
    الزوجة: ألم نتفق أنك لك إسم آخر تم تسميتك به منذ أن تم خلقك في أحسن تكوين وسيبقى هذا الاسم هو اسمك الملاصق لك طوال حياتك الأبدية؟
    الثاني: وما هو اسمي هذا؟
    الزوجة: وما الفرق بين ان يكون اسمك س او ص فهو مجرد اسم تم تسميتك به عند بداية ولادتك الروحية
    الثاني: أريد أن أعرف إسمي هذا لكي أعرف من أنا عندما نتحدث وبما انك لا تفقدين الذكرة ومعي منذ أن ولِدت الولادة الروحيّة في احسن تكوين فلا بد أنك تعرفينه
    الزوجة: حسنا هذه فكرة جميلة أن تعرف نفسك الحقيقية من خلال معرفتك لاسمك الأول
    إسمك الأول هو كاحون وأظنك تعرف ذلك
    كاحون: كاحون؟ نعم سمعت بهذا الإسم في أحد أحلامي وتعجبت منه كثيرا، لكن ماذا يعني هذا الإسم؟
    الزوجة: كاحون في الملأ الأعلى تعني الشاهد المشاهد
    كاحون: الشاهد المشاهد؟ شاهد على ماذا ومشاهد لماذا؟
    الزوجة: تعني الشاهد على نفسه والمشاهد لنفسه
    كاحون: أوضحي لي معنى شهادتي على نفسي ومشاهدتي لنفسي لو سمحتي فالامر قد غمُضَ عليّ جدا جدا جدا؟
    الزوجة: قلنا قبل قليل أن طالب التوحيد هو مرآة ستشاهد بها نفسك، صحيح؟
    كاحون: نعم صحيح
    الزوجة: ضع هذه المرآة جانبا الآن
    كاحون: وضعتها جانبا
    الزوجة: أنا وأنت نشكل سوية أيضا مرآة وجودية واحدة ،،
    سطح المرآة العاكس وهذا هو أنا
    ووسطها يوجد مثال الاسم المكنون وهو أنت، واضح الكلام؟
    كاحون: نعم هو واضح
    الزوجة: الأن ماذا ستحتاج أنت كمثال للاسم المكنون لكي تستطيع أن ترى نفسك؟
    كاحون: سأحتاج لمرآة أخرى أنظر بها ومن على سطحها لنفسي
    الزوجة: تلك المرآة التي ستنظر لها لترى نفسك لو كان سطحها مشوب بأيّ شائبة هل ستعكس لك صورتك الحقيقية ، أم ستعكس لك صورتك مع صورة الشائبة او الشوائب المنطبعة على سطحها
    كاحون: لا شك أنني سأرى حينها صورتي مشوبة بجميع تلك الشوائب المنطبعة على سطح تلك المرآة التي سانظر بها لنفسي
    الزوجة: المرآة التي تنظر لنفسك من خلالها الأن هي المرآة المشوبة في وسطها بصورة طالب التوحيد، بحيث تختفي صورتك خلف صورة طالب التوحيد، وحينهالو انك استطعت أن تمحي بإرادتك من على سطح تلك المرآة صورة طالب التوحيد المنطبعة عليها في وسطها فستظهر لك حينها من خلفها صورتك الحقيقية
    كاحون: النفس الحسيّة الحيوانيّة وجميع قواها هي إذن هي نفسها تلك المرآة التي أنظر وأشعر بنفسي ووجودي من خلالها ، وهي نفسها التي أتعلم الأن من خلالها
    الزوجة: هذا صحيح
    كاحون: طيب هذا ما يخص صورة طالب التوحيد المطبوعة على تلك المرآة التي انظر إليها، لكن ماذا عن صور العالم المختلفة التي تحيط بصورة طالب التوحيد وأرى نفسي كطالب التوحيد وسطها؟
    هل نفس المرآة هي من تصنع تلك الصور فأراها مع صورة طالب التوحيد
    الزوجة: كلا
    كاحون: كلا؟!!!!!
    ومن أين تأتي تلك الصور إذن؟
    الزوجة: انها منّي أنا
    كاحون: منك أنت؟!!!!!
    الزوجة: نعم مني أنا
    كاحون: هل تقصدين أنك أنت من تحيطينني ببحر الكذب؟
    الزوجة: نعم ولا ، لكن هذا هو الاتفاق المبرم بين أمي الإسم المخلوق وبين أبوك الإسم المكنون بها منذ الأزل
    كاحون: نعم ولا؟ كيف يكون نعم وبنفس الوقت يكون لا؟
    الزوجة: تذكر اننا قلنا انه لا يوجد سوى الدائرة والنقطة، والدائرة هي الوجود والنقطة هي الموجود
    كاحون: نعم أذكر ذلك
    الزوجة: وتعرف من قبل ذلك أن الاسم المكنون أراد أن يظهر لنفسه أو أن يرى نفسه بكل صورة ممكنة
    كاحون: وهذه اعرفها أيضا
    الزوجة: وتعرف أن الاسم المكنون هو القلم الذي رسم جميع الصور وكتب كل الاحداث المحيطة بتلك الصور بجميع احتمالاتها
    كاحون: وهذه أيضا أعرفها
    الزوجة: فهو إذن من يرسم الصور ويكتب الاحداث ، وأنا من سيصور الصور وصور الاحداث التي ستحيط بصوره ليعيشها هو ويرى نفسه بها ومن خلالها
    فأنا الوجود بكل صوره وهو الموجود بكل الصور
    فالاسم المكنون بهذه الطريقة هو الشاهد على نفسه والمشاهد لنفسه
    وأنا التي أريه نفسه كما يريد أن يرى نفسه
    ولا يمكن لذلك أن يكون الا أن أحيطه ببحر من الكذب والاوهام التي ستخفي حقيقته عن نفسه
    يتبع إن شاء الله
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.