*148* الحقيقة نقطة في بحر الكذب//8

  • Creator
    Topic
  • #1992
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحقيقة نقطة في بحر الكذب//8
    فالاسم المكنون بهذه الطريقة هو الشاهد على نفسه والمشاهد لنفسه
    وأنا التي أريه نفسه كما يريد أن يرى نفسه
    ولا يمكن لذلك أن يكون الا أن أحيطه ببحر من الكذب والاوهام التي ستخفي حقيقته عن نفسه
    مرت لحظات صمت على كاحون سرح فكره فيها في عالم آخر
    الزوجة: لا تحزن ولا تسيء الظن بي يا كاحون
    كاحون: لا أستطيع أن أتصور أن جميع الظلمات التي أعيش بها هي من صنعك أنت
    الزوجة: لم تكتمل جميع صور المشهد عندك بعد، فلا تستعجل الحكم، فدوري هو ليس خلق الظلمات من حولك ، فعندما نكون أنا وأنت فقط فأنك ستعيش معي أجمل ما يمكنك أن تتصوره من المشاعر والأحاسيس
    كاحون: أنا وأنت فقط؟
    ومتى يكون ذلك؟
    الزوجة: عندما تنفصل عن بدنك ونفسك الحسية الحيوانية
    فعند نهاية جميع مراحل كلّ كرّة تكرها فإنك ستعود لي لنبقى أنا وأنت فقط في سعادة غامرة وجنة عامرة إلى أن تنزل مرة أخرى بكرّتك التالية
    يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
    كما أنني لا أباشر كل شيء بنفسي وأكتفي بعملية المراقبة والاحاطة الشاملة لكل ما يجري عليك
    كاحون: المراقبة والاحاطة الشاملة لكل ما يجري عليّ؟
    فمن هم الذين ستراقبينهم ولماذا؟
    الزوجة: أراقب الذين سأكلفهم بأن يعطوك جميع ما تريده وبلا استثناء
    كاحون: جميع ما اريده وبلا استثناء؟
    ماذا تقصدين بذلك؟
    الزوجة: حفظ حرية الاختيار والمشيئة الشخصية لك خلال كل لحظة من لحظات وجودك من أوّل لحظة لشعورك بنفسك وإلى الأبد هو هدفي من هذه المراقبة
    كاحون: وكيف ذلك؟
    الزوجة: قلت لك أنني وجودك كله وأحيط بك كما تحيط المرآة بالنقطة التي في وسطها
    كاحون: نعم قلتِ ذلك لي ولذلك وهذا سبب تصوري أن جميع الظلمات التي أعيش بها هي من صنعك أنت، فأنت مرأتي وهويتي ووجودي وكل عالمي
    الزوجة: نعم ذلك صحيح، لكن هذا المشهد ليس هو المشهد الكامل لوصف العلاقة بيني وبينك فتوجد هناك جزئيات ومشاهد وقوى كثيرة جدا تتشارك في صنع هذا المشهد الذي تعيش به
    كاحون: وضّحي لي ذلك لو سمحت
    الزوجة: فيك انطوى العالم الأكبر، أظنك تعشق هذه الكلمات، أليس كذلك؟
    كاحون: نعم بالفعل، وكثيرا ما كنت أسرح مطولا لأتفكّر بهذه الكلمات
    الزوجة: عندما أقول لك أنني مرآة وجودك كله فلا تتصور هذه المرآة أنها مرآة مسطّحة سقيلة
    بل هي مرآة أشبه ما تكون بالجوهرة وأنت تسكن في وسطها
    وهذه المرآة الجوهرة تتكون من جواهر ثمانية أو ثمانية قوى أو ثمانية أسماء
    في باطن ومركز كل جوهرة من تلك الجواهر الثمانية تتمركز جوهرة أصغر منها جميعها لكنها هي اسمها الأعظم الذي يديرها ويسيطر عليها ثمانيتها
    وكل جوهرة من تلك الجواهر الثمانية لها ثمانية أركان أو ثمانية قوى أو من ثمانية أسماء والجوهرة التي تسكن وسطهم هي اسمهم الأعظم
    كاحون: يبدو أنك تتكلمين عن الميركابا، أليس كذلك؟
    الزوجة: نعم هو كذلك ، فصورة الميركابا هي الصورة التي اتكلم عنها الآن والتي صورتها هي جزء أساسي وكبير من صورة الجوهرة كاملة
    ودعني اكمل لك صورتها الآن
    كاحون: تفضلي
    الزوجة: قلنا حتى الأن أن صورة جسد الميركابا تتكون من ثمانية جواهر وكل جوهرة تتكون من ثمانية أركان ووسط كل جوهرة من الجواهر الثمانية تتمركز جوهرة تاسعة مصمدة
    مع ملاحظة أن كل ركن من أركان الجواهر الثماني يمثل إسم من أسمائي أو قوة من قواي
    فكم سيصبح عدد الأركان أو الأسماء أو القوى لمجموع الجواهر الثمانية بالاضافة للجواهر الثمانية المصمدة المكنونة بهم ثمانيتهم؟
    كاحون: أعتقد أن العدد سيكون 72 قوة أو إسم من أسمائك
    الزوجة: هل يذكرك هذا العدد بشيء؟
    كاحون: نعم بالتأكيد، فهذا العدد يرتبط دائما وعند جميع الأديان والأمم بالإسم الأعظم الذي يتكون من 72 حرف
    والإسم أو الحرف المخزون المكنون الذي لم يخرج منه الا إليه هو ثالث وسبعينهم
    الزوجة: من تتوقع في حالتك على اعتبار انني الجوهرة وانك المكنون بي أن يكون هو الإسم المكنون المخزون الذي استأثرت به فلم يخرج مني إلا إليّ؟
    كاحون: لا بد أن أكون أنا هو الإسم المكنون المخزون في الجوهرة، فحسب توضيحك السابق فأنت مثال المرآة وأنا مثال الإسم المكنون المكنون في وسطك
    الزوجة: لا بد أن هذا الموضوع يثير اهتمامك فعلا، فلقد عدت للتركيز معي من جديد
    كاحون: فعلا ، هو يهمني كثيرا، فأنا لا أنام الا وأركان الميركابا تتراقص لامعة من امامي
    الزوجة: فالأسماء او القوى الـ72 هم أسمائي وقواي أنا وكلهم ينسبون لي أنا ،، فهم حجّتي عليك وأنا حجة عليهم كلهم
    لكن تذكّر كما أنني وأنك كيان واحد لا انفصام بيننا ، فإنني وأسمائي الـ72 أيضا كيان واحد لا انفصام بيننا ولا اختلاف فنحن كلنا جوهرة واحدة حيّة بالذات، وأنت من ضمننا
    كاحون: انا مثال الإسم المكنون، فأين هو الإسم المكنون من هذه المنظومة أو الجوهرة المتكاملة الحيّة بالذات؟
    الزوجة: سؤالك هذا جاء في الوقت المناسب وفي محله لتعرف من هما ابويك
    كاحون: كيف ذلك؟
    الزوجة: الأسماء الـ72 يمكنك أن تعتبرهم كيان واحد وهو أبوك الذي يتولى تربيتك ظاهرا
    أمّا أبوك الإسم المكنون فهو المكنون بجميع تلك الأسماء الـ72 ،، فهو الباطن لتلك الأسماء الـ72 كلها، بمعنى أنّه هو المحرّك والقائد والموجه لها جميعها من باطنها
    لكن أعود وأقول لك مرة أخرى أنك يجب أن تتذكّر دائما وأبدا أنّه كما أنني وأنك كيان واحد لا انفصام بيننا ، فإنني وأسمائي الـ72 و أيضا الإسم المكنون بهم كلهم، كلنا كيان واحد لا انفصام بيننا ولا اختلاف،
    فنحن كلنا جوهرة واحدة حيّة بالذات وأنت من ضمننا
    فكلنا الثلاث والسبعون لكنك حاليا كمثال للاسم المكنون الذي لم يصل لكماله الأكمل بعد لا زلت الطرف الأضعف بنا
    لكنك مهما طال الزمن بك ستصل أخيرا وبمساعدتنا لكمالك الأكمل لمقام كن فيكون فتكون معنا جسدا واحد وروحا واحدة
    كاحون: بُشراك جميلة لكن آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فدعينا نكمل ما كنا فيه
    الزوجة: نعم سمعتك تسأل فأين هي النفس الحسيّة الحيوانيّة إن كانت الميركابا بمجموعها هي الإسم الأعظم، ولقد كنت سابقا تعتقد أن نصفها النفس الناطقة القدسية ونصفها النفس الحسية الحيوانية
    كاحون: نعم هذا بالضبط ما برق في عقلي وومض فيه حين كنت تتكلمين، أين هي النفس الحسيّة الحيوانيّة من كل هذا؟
    يعني بالنسبة لي أين هو طالب التوحيد من كل هذا الوصف؟
    الزوجة: سنصل له قريبا فلا تستعجل، فقبل ذلك أريدك أن تتعرف على بيتك الذي وُلِدت فيه وستبقى فيه طوال حياتك ولن تخرج منه ابدا، ليس لأنك محبوس به بل لأن العالم الأكبر كله منطوي لك في بيتك ولا شغل له سوى أن يخدمك تماما كما تريد ، ومهمته الوحيدة هي أن يعكس لك أو أن يُظهر لك صور مشيئتك صورة بعد صورة لمشيئة بعد مشيئة كنهر جار لا ينقطع سيله وهديره وتماما كما تشائها وتريد أن تراها
    كاحون: الأمر لك وأعتذر عن استعجالي
    الزوجة: لا بأس عليك فإني أنتظر أن أسمع سؤالك لكي اجيب عنه، فحين تسأل عن شيء فمعناه انك تريد أن تكمل الصورة التي وصلت لها بالصورة التي بجانبها لتتسع حدود تلك الصورة التي وصلت لها سلفا
    قلنا أن الميركابا تتكون من اجتماع وتراكب ثمانية جواهر ثمانية الأركان
    هذه الجواهر الثمانية عندما تجتمع مع بعضها البعض مكونة الجوهرة او الميركابا فإنه سيتكون في وسطها جوهرة أو غرفة او بيت صغير يتمركز في وسطها
    هذا البيت أو الجوهرة التي تتوسطهم له أربعة عشر وجه وأنت كمثال للإسم المكنون تسكن في وسطه
    هذه الجوهرة المركزية هي بيتك أنت ، هي مقرك الأبدي المجعول لك وحدك ومن داخله سترى العالم كما تشاء أن تراه وكما ستعكس لك أسمائي الـ72 صورته المتحركة تبعا لمشيئتك المتواصلة
    أنت تجلس في وسطه، أنت الرقم تسعة المتمركز في وسط هذا البيت الجوهرة وكل القوى أو الأسماء التي تحيط بك هي لخدمتك سواء أكنت في عالم الأمر العلوي فوق القبب أو في عوالم الخلق السفلية تحت القبب
    كاحون: أحب أن أعرف منك ماذا تقصدين بأن الأسماء الـ72 هي أسمائك؟
    الزوجة: المعنى سيختلف باختلاف اللسان الذي ساتكلم به
    كاحون: يختلف باختلاف اللسان الذي ستتكلمين به؟
    ماذا تقصدين بذلك؟
    الزوجة: عندما أتكلم بلسان دائرة الوجود ورحمه فإن تلك الأسماء جميعها هي أسماء أبنائي وأولادي وذلك لأنني الرحم الذي أوجدهم ولا يزال يجمعهم جميعهم ، فأنا لم ولن أنفصل عنهم وهم لم ولن ينفصلوا عني
    وبلحاظ نفس الأسماء فأن بعضهم أسمائي هم ابنائي الكبار وبعضهم الآخر هم اسماء ابناء ابنائي الكبار
    الأم: فالميركابا كما قلنا تتكون من نجمتين كبيرتين، النجمتان هنا هما ابني الأكبرين ، فأنا دائرة الوجود وهما الموجودان في داخل حدودي ولا حدود لي لأنني من أوجد الحدود
    بهما زينت أركان عرشي، وكل نجمة كاملة منهما هي ابن من أبنائي
    وأنت إبني الثالث الذي لا زال ينموا عقليا وفكريا ومعرفيا ولم يكتمل نموه بعد للدرجة التي يكون بها إسما
    الأسماء الـ72 هم أبناء أبنيّ الأكبرين ، وبهذا المعنى هم مظاهر فعلهما
    وبنفس الوقت فإن مجموع النجمتين المتحدتين بجسد جوهري واحد مع الاسم المكنون بالاسماء الـ72 هما أبي وزوجي
    فأنا أم أحدهما والذي هو أبي
    وزوج الثاني والذي هو بعلي
    وهما واحد
    فأنا أم أبيها الظاهر ،، لأنه المُظهِر لي ولأسمائي
    وزوجة الباطن الاسم المكنون لأنه أب جميع أبنائي أو أسمائي
    فأبي هو إسمي الأعظم
    وزوجي هو الاسم الأعظم
    وأبنائي وأركانهم هم اسمائي العظمى والحسنى
    وأنا إسمهم الأعظم
    وتذكر مرة أخرى اننا كلنا كيان واحد لا فرق بيننا
    فنحن إسم المعنى المعبود الذي ابدعنا لا من شيء فجعلنا وجهه ومظهر إرادته ومستودع علمه ووكر مشيئته
    نحن المعنى المخلوق الذي خلق منه كل شيء
    وهو المعنى المبدِع الأول الذي أبدعنا إبداعا لا من شيء
    فأنا شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى وهم جذري وجذعي وسوقي وأغصاني وأوراقي
    وعندما أتكلم بإسم أوراقي فبلسان هو غير لسان غصوني
    ولسان غصوني الذي أتكلم به لا يشبه كلامي من على لسان فروعي
    ولسان جذعي الذي اتكلم به اتكلم به بلسان غير لسان جذري
    لكنهم كلهم ينطقون بكلامي وكلماتي
    فكلامهم كلامي وكلامي كلامهم
    يتبع إن شاء الله
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.