بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في المقال السابق ذكرت أن السنّة التي سنها معاوية في سبّ أمير المؤمنين عليه السلام من على المنابر لعشرات السنين انما كانت زيادة في الكفر (التغطية) لأضلال الكافرين تماما كما أن تحريم النسيء كان هو أيضا زيادة في الكفر (التغطية) لاضلال الكافرين
فطلب مني بعض الاخوة والاخوات الكرام أن أبين مقصدي من هذا الكلام
في البداية نقول أن الحديث هنا يدور عن هذه الآية الكريم:
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
وقبل أن أبدء الحديث عن هذه الآية وعن النسيء وكيف هو زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ و يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يجب أن أتحدث عن عدة أشياء واقوم بتوضيحها لكي يكون الموضوع والفكرة واضحة لمن لم يقرء من الإخوة سابقا تلك المقالات التي تحدثت بها عن ما ساتحدث عنه الآن
حزب الله وحزب الشيطان
قد يعتقد البعض أنه يوجد صراع دامي بين حزب الله وحزب الشيطان استنادا الى قوله تعالى :
وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
لكن واقع الحال وحقيقة الأمر انه لا يوجد بينهما أي صراع حقيقي يؤدي لتسافل الخطة الربانية وفشلها أخيرا في تربية العالمين
فكلا الحزبين هما حزب الله وهما يديه التي يربي بهما عباده حسب الطريقة الأمثل وحسب المقادير المقدرة والقوانين الثابتة
فالصراع بين كلتا يديه لو كان صراع حقيقي فإنه سيؤدي لا محالة لفشل خطة رب العالمين في تربيته للعالمين
فعندما تتلاوى يداك بشكل متعاكس وبقوة شديدة لفتح غطاء علبة او لقفلها فإنهما لا يتصارعان مع بعضهما البعض رغم انهما يتلويان بشكل متعاكس بالاتجاه وأحيانا كثيرة هما غير متساويتان بالقوة أيضا
فهما بتلاويهما هنا عكس بعضهما فإنهما يقومان بعمل تكاملي الغرض منه تحقيق الهدف المنشود
وهكذا هما حزب الله وحزب الشيطان ،، فهما في كل مكان وزمان يعملان سوية لتحقيق هدف وخطة رب العالمين في تربية عباده بالطريقة الأمثل التي لا جبر بها نهائيا وحسب القوانين والمقادير المقدرة تقديرا دقيقا
قلنا في مقالات سابقة أن حزب الله من الملأ الأعلى يرسل للناس تحت السقف المرفوع رسولا يبقى بينهم كم سنة يدعوهم بها للايمان ببعض الامور وسيتهمونهم الناس دائما بعقلهم ونواياهم ويسخرون منهم اشد السخرية
يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون
الملاء الاعلى متأكد تمام التأكد من حتمية وصول الحال مع كل الانبياء والرسل الذين سيرسلونهم ويكلفونهم لهذه النتيجة
ولذلك فإنهم كانوا دائما ما يعدّون العدة قبل بداية الرسالة ويجهزون البديل الذي سيكمل الرسالة بعد موت او بعد قتل الرسول الذي سيرسلونه قبل أن يرسلوا نفس الرسول
ولذلك نرى أن نفس الناس الذين استهزؤوا بالرسول في زمان بعثته وقتلوه بعد ذلك ثم قتلوا ذريته من بعده وسبوا أهله واضطهدوهم
نرى بعد كل ذلك أن نفس هؤلاء الناس انهم قد اعتنقوا نفس الدين الذي جاء به ذلك الرسول
وسبب ذلك أن من استلموا الدين بعد قتل الرسول هم الذين تم اعدادهم مسبقا وتم تجهيزهم من قبل بداية الرسالة لكي يستلموا هم قيادة الناس بعد أن يُقتل أو يقتلوا الرسول
طبعا الذين سيقتلون الرسول هؤلاء لا بد أن يكونوا من الكافرين ، والذين سيرضون بفعلتهم فهم منهم حتى ولو انهم لم يشاركوا بنفس عملية القتل
وهؤلاء لا يستحقون أن ينالوا دينا صافيا،، واساسا هم غير قادرين على اتباع تعاليم هذا الدين الصافي ولذلك تجدهم يرفضون الرسول ودينه وتعاليمه أيضا وبالنهاية يقتلونه
وحينها سيستلم الشخص الذي تم أعداده مسبقا لهذه المهمة قيادة الناس وقيادة الدين
وسيعمل على تخفيف الدين لهم بالقدر الذي سيقبلون بهذا الدين ويُبقون عليه وسطهم ويتسمّون به أيضا بكل اعتزاز وافتخار
روايات أهل البيت عليهم السلام تقول لنا أن كل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ارتدوا كفارا الّا ثلاثة اشخاص وبعض الروايات اوصلتهم لسبعة
أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن الحارث قال:
سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله عليه السلام فلم يزل يسأله حتى قال: فهلك الناس إذا “؟
فقال: إي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون
قلت: أهل الشرق والغرب ؟
قال: إنها فتحت على الضلال، إي والله هلكوا إلا ثلاثة نفر: سلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد ولحقهم عمار، وأبو ساسان الأنصاري، وحذيفة، وأبو عمرة فصاروا سبعة…..أنـــتـــهـــى
وجميع الناس كفروا الا هؤلاء السبعة ليس فقط بعد أن استشهد رسول الله صلى الله عليه وآله بل انهم قد كفروا قبل ذلك بكثير وتحديدا منذ أن أخبرهم انّ الولاة عليهم من بعده ولقيام الساعة سيكونون 12 خليفة كلهم من بني هاشم
وكان من الطبيعي بل من المستحيل أن يقبل مجتمع عنصري وعصبي ومتخلف وأغلب افراده دخلوا الاسلام خوفا وطمعا ولا زالت اخلاق الجاهلية وعاداتها معجونة بدمهم ولحمهم ولم يتخلصوا منها بعد بذلك
لقد كان من المستحيل عليهم أن يقبلوا بان يولوا أمورهم وحكمهم لعائلة واحدة والى ابد الآبدين
عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:ـ
(كنت مع أبي عند النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعته يقول:ـ
ـ بعدي اثنا عشر خليفة.ـ
ثم اخفي صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفي صوته؟
قال: قال: ـ كلُّهم من بني هاشم) ……..إنــــتـــهــــى
فأعلن كفره وعصيانه بهذا الامر الإلهي مبكرا وبمجرد أن سمعوا وايقنوا بجدّية ذلك الأمر منه صلى الله عليه وآله فكان لسان حالهم وان لم يصرحوا جميعهم بذلك بل بعضهم فقط من صرح بذلك وقالوا:
وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
بالنسبة للملائكة وربهم كانت هذه النتيجة طبيعية جدا ومتوقعة وعلمهم بها ليس علم غيب لكنه علم ناتج عن تجربة طويلة ومتكررة مع الانسان فـــ:
يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون
فالدين الحقيقي الكامل لا قدرة لأحد من الناس أن يتقبله من بداية الأمر بكله وكليله وعلى حقيقته لأن أمره صعب مستصعب أملس أجرد ثقيل مقنع أجرد ذكوان ، فلا تستطيع أن تحتمله عقول الغالبية العظمى من الناس لصعوبته ولا يمكنهم أن يستوعبوه لأن فهمه وقبوله يحتاج لعقول قد اكتملت ولقلوب قد تطهرت
من هنا جائت أهمية حزب الشيطان
فحزب الشيطان ليست مهمته أن يلغي الدين نهائيا ،، بل فقط أن يخفف الدين ويحرفه للدرجة التي يمكن للناس الذين كفروا بالدين الحقيقي ان يقبلوه ويستحملوه ويبقوا عليه في كل زمان ومكان
ومن بين هؤلاء الكافرين سيتم مع مرور الأيام وبرعاية ورحمة خاصة اصطفاء كل من سيكمل عقله ويطهُر قلبه منهم ، واحد بعد الآخر
لا جـــــرم أنّ مـــــن علم الله مـــــن قـــــلـــــبـــــه مـــــن هـــــؤلاء الـــــعـــــوام أنـــــه لا يـــــريـــــد إلا صـــــيـــــانـــــة ديـــــنـــــه وتـــــعـــــظـــــيـــــم ولـــــيّـــــه،
لـــــم يـــــتـــــركـــــه فـــــي يـــــد هـــــذا الـــــمـــــلـــــبِّـــــس الـــــكـــــافـــــر.
ولـــــكـــــنـــــه يـــــقـــــيّـــــض لـــــه مـــــؤمـــــنـــــاً
يـــــقـــــف بـــــه عـــــلـــــى الـــــصـــــواب،
ثـــــم يـــــوفّـــــقـــــه الله تعالى
لـــــلـــــقـــــبـــــول مـــــنـــــه
فـــــيـــــجـــــمـــــع لـــــه بـــــذلـــــك
خـــــيـــــر الـــــدنـــــيـــــا والآخـــــرة
ويـــــجـــــمـــــع عـــــلـــــى مـــــن أضـــــلّـــــه
لـــــعـــــن الـــــدنـــــيـــــا وعـــــذاب الآخـــــرة…….إنتهى النقل
وبالحديث عن الكافرين فإن جميع من على هذه الأرض الآن من الناس هم من الكافرين الظالمين لأنفسهم
لأن من وصل لدرجة التقوى فانهم قد نجّوه فعلا من بيننا ورفعوه بينهم
وَإِن مِّـــنـــكـــُمْ إِلاَّ وَارِدُهَـــا
كـــَانَ عَـــلـــَى رَبِّـــكَ حَـــتْـــمًـــا مَّـــقْـــضِـــيًّـــا
ثُـــمَّ نُـــنَـــجِّـــي الَّـــذِيـــنَ اتَّـــقَـــوا
وَّنَـــذَرُ الـــظَّـــالِـــمِـــيـــنَ فِـــيـــهَـــا جِـــثِـــيًّـــا
كلنا (الناس) كافرون وظالمون ولا يوجد بيننا متقّي واحد لأنه بمجرد أن يصل أحدنا للتقوى سيتم رفعه وتنجيته
نعم يوجد منا من يحمل صفة مسلم أو مؤمن أو غير ذلك لكن لا يوجد بيننا متقي واحد فهؤلاء يصعدون للأعالي أوّل بأوّل
فحتى صحابة الرسول من من كانوا يجتمعون حوله ويستمعون له بكل اهتمام فإن أول صفة وصفهم القرآن الكريم بها هي أنهم الذين كفروا
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ
عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ
بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله استلم فلان وفلان حبتر وزريق أمور الناس ولا زالوا هم من يديرونها حتى اليوم
ففلان وفلان استلموا قيادة قطعان الكافرين من العرب كما استلموا من قبل قيادة قطعان الكافرين من كل ملل العالم وعلى طول خط الزمان
وعلى يديهما أجرى الله سنته التي أجراها على جميع الناس من قبل
عن الامام الصادق اليه التسليم قال:
عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم
ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكاراً شديداً
ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقه إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم
إن الناس بعد نبي الله عليه السلام
ركّب الله بهم سنة من كان قبلكم
فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه
فما من شئ عليه الناس اليوم إلا وهو منحرف عما نزل به الوحي من عند الله
فأجب رحمك الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافاً……..إنـــتـــهـــى
وفلان وفلان وحزبهما هما من يركّب الله للناس بهم سنة من كان قبلهم فيغيروا ويبدلوا ويحرفوا ويزيدوا في دين الله وينقصوا منه
نأتي الآن لبحثنا عن النسيئة ونقول
أن العرب وليس بالجزيرة فقط كانوا يستعملون النسيئة لتثبيت مواعيد ومواقيت الشهور القمرية بما يناسب ظهورها بالطبيعة من حولهم وبما يناسب احوال نفس الطبيعة من حولهم أيضا
يعني عندما اطلقوا اسم ربيع الاول على أحد الشهور فإن هذا الشهر هو الشهر الذي تبدء الارض بالاخضرار وانبات الزرع
ولكي يبقى هذا الشهر دائما موافق لاخضرار الارض ونبات زرعها كانوا يتبعون نظاما ثابتا لتثبيت الشهور في مواضعها وهو بأن يزيدوا كل ثلاثة سنوات تقريبا شهرا قمريا كاملا على التقويم لتعود الايام لمكانها من جديد
فالسنة القمرية تتأخر كل سنة حوالي 11 يوم بالنسبة للسنة الشمسية
يعني تقريبا كل ثلاث سنوات تتأخر شهر ولذلك فأنهم كانوا يضيفون شهرا على التقويم كل ثلاث سنوات تقريبا
هذا كان هو نظام العرب في زمان نزول الرسالة
وأبجديات الرسالة الاسلامية ومواقيت العبادات فيها تم بنائها وتصميمها كلها على نفس هذا النظام التقويمي الثابت الذي كانت العرب تعتمده لتثبيت الشهور مع الطبيعة من حولهم
وهذا هو ترتيب الشهور كما يعرفها العرب اليوم ويعتمدها
1 – محرّم
– 2 صفر
– 3 ربيع الأول : وسبب التسمية أن الربيع قد أقبل فيه ولزمه هذا الاسم.
– 4 ربيع الثاني : وسبب التسمية هو أن العرب كانوا يتربعون لرعي العشب فيه ، ولأنه جاء في الربيع.
– 5 جمادي الأولى
– 6 جمادي الآخرة
– 7 رجب
– 8 شعبان
9 – رمضان.
– 10 شوال
– 11 ذو القعدة
12- ذو الحجة
ويمكننا أن نعرف ما يقابل ترتيب هذه الشهور حسب السنة الشمسية من موقع شهر ربيع الأول ،، فربيع الأول هو موعد دخول الربيع وفي السنة الشمسية يكون موعد دخول الربيع هو 20-21 مارس
وعليه فشهر مارس يقابل ربيع الاول وتستمر سلسة الشهور بعدها بالتتابع بنفس الترتيب
وحينها فأن ترتيب شهر رمضان سيقابل حينها الشهر التاسع من السنة الشمسية وهو شهر سبتمبر
يعني شهر رمضان يكون موعده مع موعد دخول موسم الخريف وموعد تساوي الليل والنهار في كل بقاع الأرض
وموعد الحج يكون دائما في شهر 12 حينما يكون الجو باردا
وموعد توالد الحيوانات يأتي مع موعد الاشهر الحُرم التي يَحرُم بها صيد الحيوانات فتأخذ فرصتها للتوالد والرضاعة وبلوغ الاطفال خلالها مرحلة لا بأس بها من النمو فتزدهر الطبيعة ولا تنقرض الحيوانات بسبب الصيد الجائر ، فلا الام تستطيع ان تركض بقوة خلال تلك الفترة فتنجو بنفسها ، ولا الاطفال تستطيع أن تعيش ما لو ان احدهم قتل امهم ولم يجدوا من يرضعهم
فأسماء الشهور ومواعيدها واحكامها كلها كانت متوافقة مع طبيعة الانسان وطبيعة الحيوان وطبيعة نفس الطبيعة
وهكذا بُني الاسلام وبُنيت أحكامه بما يوافق تماما هذه المواقيت وبما يوافق تمام قدرة الانسان وطبيعته
حتى جاء الخليفة الأول فلان وقرر أن يلغي النسيئة.
لماذا قرر أن يلغيها أو أن يحرّمها؟
زيادة في الكفر (التغطية) وليضل الذين كفروا بهذا التحريم
طبعا لو ان الناس رضت بأمير المؤمنين خليفة لرسول الله كما فرض ذلك عليهم في يوم الغدير لما غيّر أمير المؤمنين ذلك النظام التقويمي ولكانت صورة دين الاسلام اليوم وكذلك صورة المجتمع الاسلامي بشكل عام شعبا وأرضا وطبيعة تختلف 100% شكلا ومضمونا وكل ذلك فقط من هذه الحيثية وبغض النظر عن بقية الامور الحسنة التي كان سيسنها امير المؤمنين للناس وستمشي عليها من بعده
لكنهم كفروا بعليّ وبوَلايته ووِلايته عليهم ،، فحق عليهم أن يرسل رب العالمين عليهم عمر فيؤزهم أزّا ويضلهم ضلالا مبينا
فأرسل عليهم فلان وفلان وأمّرهم عليهم وأشرب حبه في قلوبهم بسبب كفرهم فصدّق عليهم ظنه فاتبعوه كلهم الا فريقا من المؤمنين ، وهم نفسه السبعة سلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد ولحقهم عمار، وأبو ساسان الأنصاري، وحذيفة، وأبو عمرة
أمّا أمير المؤمنين فهو خارج السبعة ولا يُحسب معهم لأنه هو رب العالمين
فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ
وبالفعل تم استدراجنا جميعا من حيث لا نعلم
فحبتر هو الذي حكم سابقا ويحكم اليوم بالفعل وسيبقى يحكم هذا العالم حتى موعد ظهور القائم المنتظر
وجميع المؤسسات الدينية في العالم الاسلامي وغيره أيضا لا تزال تتبع حتى اليوم نفس القوانين ونفس السنن ونفس الاحكام التي وضعها فلان وفلان عبر التاريخ من خلال مختلف الاسماء والشخصيات التي تقمصوها وظهروا بها بين الناس في مختلف الازمان
فدين الله الحقيقي بدء غريب بين الناس ثم عاد بعد ذلك كما كان وسيبقى غريبا الى ما شاء الله له ذلك
شهر رمضان يعود كل ثلاث سنوات ليقترب من يوم 20-21 /09 حسب السنة الشمسية
في سنة 2014 كان موعده في 24/09/2014
وفي سنة 2015 كان موعده في 14/09/2015
وفي سنة 2016 سيكون موعده في 02/09/2016
لكن نضيف شهر النسيئة كعادة العرب
فيكون موعد حلوله في هذه السنة هو في 02/10/2016
يعني الموعد إمّا يتقدم 10 أيام عن 20-21/09 كحد أقصى
أو يتأخر 10 أيام عن 20-21/09 كحد أقصى
وإما يدور حول هذا الموعد زيادة او نقصانا بيومين او ثلاثة
طبعا هذا الأمر لفت نظري له أحد الاخوة الكرام قبل كم شهر فقط والذي يقوم بنشره والبحث فيه والحديث عنه هو سيد جليل اسمه
السيد فرقد الحسيني القزويني
والذي كتبته هنا استفدت الكثير منه من هذا السيد الجليل واضفت له فهمي ونظرتي الخاصة للحكمة من الخلق وطريقة ادارة رب العالمين لعالمنا وطريقة تربيته للعالمين
عنده محاضرات كثيرة عن هذا الامر واخترت لكم منها فقط هذه المقاطع الثلاثة ومن يحب الاستزادة عليه بالبحث في يوتيوب
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين