بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدليل القرآني على أن عليّ أمير المؤمنين هو قسيم الجنة والنار
سؤال
ما هو دليلكم من القرآن الكريم على أن عليّ هو قسيم الجنة والنار؟
لو لم يكن عندكم دليل قرأني على حديث ورد عنهم فيجب حسب القاعدة ان تضربوا بهذا الحديث عرض الجدار
فما هو دليلك القرآني الذي يوافق الحديث الذي يقول عليّ بها أنا قسيم الجنة والنار ويؤيده؟
الجواب:
يمكن الوصول لهذه النتيجة من أكثر من أية من أيات القرآن الكريم بمعزل عن الثقل الثاني من أنه يوجد قسيم للجنة والنار فلا يخرج منها خارج الا بإذنه ورضاه لكن من غير أن يذكر القرآن اسم الامام فيه،
لكن بما أنك تسأل عن شخص معين وهو الامام عليّ أمير المؤمنين واشترطت أن يكون الجواب ضمن منهج الكتاب والعترة الذي نقول به فلك إن شاء الله ما تريد، لكن تذكّر ان المنهج هو منهج الكتاب والعترة وهو حبل الله المدود
وسأبدء بالثقل الثاني ، ثقل العترة الطاهرة المطهرة وما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في حديثه مع المفضل بن عمر:
” ثم إني أخبرك
أن الــــديــــن وأصــــل الــــديــــن هــــو رجــــل ،
وذلــــك الــــرجــــل هــــو الــــيــــقــــيــــن ، وهــــو الإيــــمــــان ،
وهــــو إمــــام أمــــتــــه وأهــــل زمــــانــــه ،
فمن عرفه عرف الله ودينه ، ومن أنكره أنكر الله ودينه ، ومن جهله جهل الله ودينه ،
ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الإمام ،
كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله .
والمعرفة على وجهين :
1- معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ، ويوصل بها إلى معرفة الله
فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها ، الموجبة حقها ، المستوجب أهلها عليها الشكر لله تعالى ، التي منّ عليهم بها ،
مِن منّ الله يمنّ به على من يشاء ، مع المعرفة الظاهرة .
2- ومعرفة في الظاهر ،
فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا يلحق بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم”…..إنــــتــــهــــى الــــنــــقـــل
نقلت هذا الجزء الطويل من الرواية للتبرك بها لكنني أريد أن أستفيد هنا من جملة واحدة منها وهي:
وذلــــك الــــرجــــل هــــو الــــيــــقــــيــــن
فاليقين هو رجل وهو الإمام
نذهب للقرآن الكريم ونبحث عن اليقين فنجد في سورة الواقعة التي جاء بها ذكر الثلل الثلاثة والقليل من السابقون السابقون المقربون ومن اصحاب اليمين الذين تم او سيتم رفعهم قريبا للجنة وتنجيتهم من جهنم ومن مخالطة أهل جهنم الذين سيذرونهم فيها جثيّا
فنجد في الآية قبل الأخيرة منها
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
وبعد أن عرفنا من من الثقل الأول أن اليقين هو رجل وهو الإمام فمعنى هذه الأية سيكون
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الإمام
فما هو هذا الحقّ الذي تقول الآية انه هو حقّ الإمام؟
إنه حقّه في أن يقرّب منه من يشاء
وأن يختار أصحابه بنفسه كما يشاء
وأن يبعّد عنه أيضا من يشاء
فالإمام اليقين هو نفسه اليمين كما تقول الكثير من الروايات
فالمقربون هم الذين قربهم الإمام اليقين اليمين منه
والأصحاب هم الذين اختارهم الإمام اليقين اليمين ليكونوا اصحابه
والمبعّدون هم الذين ابعدهم الإمام اليقين اليمين عنه
ولو عدت لسورة الحاقة التي في مجموعها تتكلم عن من سيؤتون كتابهم بيمينهم ومن سيؤتون كتابهم بشماله واحوالهم عند الحساب وبعد الحساب
ستجد بها نفس هذا المعنى بالضبط والذي جاء أيضا في الآية قبل الأخيرة منها تماما كما في سورة الواقعة
وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
هذا الرد المجمل السريع أخي الكريم وإذا أردت الاستزادة فعليك بالبحث في روايات اهل البيت عن:
من هو الايمان في القرآن الكريم
ومن هو اليقين في القرآن الكريم
ومن هو اليمين في القرآن الكريم
وستجد أنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قد فسروا الكثير من الموارد القرأنية التي ذُكرت بها هذه الاوصاف من أنّها اسماء وصفات الإمام المبين وقائد الغرّ المحجلين أمير المؤمنين
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين