*157* لهم فيها زفير وشهيق

  • Creator
    Topic
  • #2002
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لهم فيها زفير وشهيق
    اليوم سنتدبّر معاني رواية شريفة كريمة
    عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
    قلت: {يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟
    قال: يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره،
    فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى،
    ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار، ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا إنس،
    فلما أراد الله أن يخلق الخلق قَسّم ذلك النور أربعة أجزاء:
    1. فخلق من الجزء الأول القلم،
    2. ومن الثاني اللوح،
    3. ومن الثالث العرش،
    4أ- ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:
    1. فخلق من الجزء الأول حملة العرش،
    2. ومن الثاني الكرسي،
    3. ومن الثالث باقي الملائكة،
    4ب- ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:
    1. فخلق من الجزء الأول السموات،
    2. ومن الجزء الثاني الأراضين،
    3. ومن الثالث الجنة والنار،
    4ت- ثم قسم الجزء الرابع إلى أربعة أجزاء:
    1. فخلق من الجزء الأول نور أبصار المؤمنين،
    2. ومن الثاني نور قلوبهم، وهي المعرفة بالله،
    3. ومن الثالث نور أنسهم، وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.
    ثم نظر إليه فترشح النور عرقاً،
    فتقطرت منه مائة ألف قطرة وعشرين ألفاً وأربعة آلاف قطرة،
    فخلق الله من كل قطرة روح نبي رسول،
    ثم تنفست أرواح الأنبياء
    فخلق الله من أنفاسهم أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة، ….. إنتهى النقل
    لو دققنا في هذه الرواية فسنجد أنها تصف عملية خلق موجودات عالم الأمر
    فموجودات عالم الأمر من هذه الرواية هي على ثلاثة أنواع من الموجودات ،،
    1- النوع الأول : موجودات نورانيّة ،، وهي نفس النور والملائكة وما قبلها من الموجودات
    2- النوع الثاني: موجودات قطراتية نتجت من الموجودات النورانية ،، وهذه لها وجود ثابت في الهيكل العالم لعالم الأمر ،، وهي أقرب ما تكون للنور من الموجودات
    3- موجودات أنفاسيّة نتجت من أنفاس أو من تنفس تلك الموجودات القطراتية لها ،، فالقطرات عندما تنفست نتج منها ارواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة
    وأخيرا تلك الانفاس التي تنفستها القطرات والتي هي تلك الأرواح السعيدة ،،، والتي هي نفسها تلك النفوس المطمئنة التي ورد ذكرها في هذه الآية الكريمة:
    وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ
    ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ
    ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ
    فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
    الآن لو سألنا من خلال هذه الرواية من هو الذي خلق أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة ؟
    سيكون الجواب حينها هو أن القطرات هي من أخرجت تلك الأرواح للوجود من خلال تنفسها لها،، فهي أنفاسها ،، فهي خلقتها وأوجدتها من خلال عملية تنفسها لها ،، فهي بتلك العملية اشتقتها من روحها ووجودها ونفختها أو زفرتها فظهرت من حينها فقط بالوجود ،،
    ولو أردنا أن نصف علاقة عالم الأمر مع عالم الخلق يمكننا أن نقول أن عالم الأمر متى ما تنفس ظهرت حينها موجودات عالم الخلق
    وتحديدا كلما زفر عالم الأمر زفرة ظهرت أنفاسه في عالم الخلق كموجودات خلقيّة ،،
    ومتى ما شهق عالم الأمر انفاسه التي زفرها أبتداءا ستعود تلك المخلوقات لعالم الأمر من جديد
    فسرعة ووتيرة تجدد موجودات عالم الخلق يعتمد على سرعة ووتيرة زفير وشهيق عالم الأمر لها،،
    فمتى ما زفرت مخلوقات عالم الأمر أنفاسها ظهرت تلك الأنفاس كموجودات في عالم الخلق ،،
    ومتى ما شهقت موجودات عالم الأمر أنفاسها عادت تلك المخلوقات لما منه بدأت
    وبين كل زفير وشهيق لكل نفس توجد فترة برزخية سيمر بها ذلك النَـفَـس،،
    تماما كما أن الهواء يدخل في الصدر أولا ،، ليمر بفترة انتقالية يقوم الصدر بها بتنقيته وتهيئته تكوينيا ليستطيع أن يختلط بالدم بسلاسة ،،
    ثم أن نفس ذلك النفس الخارج سيُحمّله الدم مرة أخرى بنفس الكدورات التي جاء بها حين دخل ويرسله مرة أخرى للصدر الذي سيزفره للخارج
    وهكذا الإنسان ، فكلما عاد لروحه حين تشهقه من عالم الخلق بكدورات كثيرة أعادت الروح زفره من جديد لعالم الخلق بنفس تلك الكدورات التي جاء بها من عالم الخلق ،،
    فالدورة لكل نفس من انفاس عالم الأمر هي دورة مغلقة ويجب أن تصفي نفسها بنفسها وبإرادتها
    فيجب أن تتخلص من كُدُورات عالم الخلق في عالم الخلق ،، ولا تأخذ معها لعالم الأمر إلا ما هو من طبيعة عالم الأمر
    وعالم الخلق بدوره سيحارب ما ستأتيه به تلك الأنفاس من طبيعة عالم الأمر،، وسيعتبره كــ كُدُورات تخالف طبيعته ويجب عليه أن يحاربها وأن يتخلص منها،،
    لكنّه في نفس الوقت سيرحّب بما سيُرجعه عالم الأمر من كدورات عالم الخلق
    من يريد أن لا يعود لعالم الخلق من جديد في كرة جديدة عليه أن يتخلص في عالم الخلق وفي كرته الأخيرة التي هو بها من كُدُورات عالم الخلق كلها
    فإذا تخلص منها نهائيا في كرّته الأخيرة فلا داعي بعد ذلك لعودته لعالم الخلق مرة أخرى
    لكن من لم يتخلصوا من كدوراتهم الكثيرة وأصروا عليها فلهم في عالم الخلق زفير وشهيق وزَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ،، أو ما دام عالم الأمر وعالم الخلق موجودين
    فمفتاح الخروج من عالم الخلق إذن هو بيد كل واحد منّا لنستعمله بارادتنا متى ما شئنا ،،،، ولو أننا أخلصنا النيّة سنستطيع ربما خلال سنوات معدودة أو ربما خلال كرّات معدودة أن نتخلص بشكل كامل من تلك الكدورات المظلمة والمعيقة لنا
    ومن عرفوا وتيقّنوا من هدفهم بالخروج من جهنم أو من عالم الخلق ،، وتيقنوا من أن طريقهم لذلك هو بالتخلص من تلك الكدورات المظلمة ،،
    فأنهم سيستلينون مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ المُتْرَفُون
    وسيأَنِسون بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ
    وسيصَحِبُون الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَلَأ الأَعْلَى
    تنتظرهم بشوق كبير أن يعودوا لها وقد تخلّصوا بإرادتهم من كدورات الدنيا وعلائقها
    فالأنسان إذن مكون من جزئين
    روحه التي هي في السماء معلقة بالملأ الأعلى ،، والتي هي من تتنفسه فتزفره للدنيا ،، وتشهقه منها ،، لتعود فتزفره بها مرة أخرى ،، لتشهقه منها من جديد مرة أخرى واخرى وأخرى الى ما شاء الله
    والجزء الآخر هو النفس المطمئنة التي ستتركب مع النفس الحسية الحيوانية التي ستحمّلها الروح بنفس تلك الكدورات التي حملتها معها وهي راجعة من الكرّة الأخيرة ،، ليشكلان سوية مركبة أو الـ Merkaba والتي ستنزل بها لعالم الخلق لتعيش به تجربة مادية جديدة في بدن أرضي جديد بقصة جديدة بعد أن تحمّل بها الروح النفس الحسية الحيوانية بنفس جنود الجهل الـ 72 وبنفس المقادير والنسب التي عادت بها أخيرا ،،
    كما وأيضا ستحمّل الروح النفس المطمئنة بنسب جديدة من جنود العقل الـ 72 تتناسب مع نسب ومقادير جنود الجهل التي جعلتها في النفس الحسية الحيوانية المصاحبة لها والتي كسبتها بنفسها على نفسها من خلال اعمالها واعتقاداتها في الكرّات السابقة
    وبهما سوية ستخوض النفس المطمئنة تجربة جديدة في حياة جديدة ستتعلم من خلالها اشياء جديدة لترتقي بها لدرجة جديدة من المعرفة والنقاء
    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.