*158* ماهي النفس الكليه وماهي النفس الجزيئه؟

  • Creator
    Topic
  • #2003
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ماهي النفس الكليه وماهي النفس الجزيئه؟
    وردني اليوم على الخاص سؤال حول النفس الكلية والجزئية فأحببت أن اشارككم السؤال والجواب
    السؤال:
    ((( صباح الخير .. أخي الكريم:
    ماهي النفس الكليه وماهي النفس الجزيئه ؟
    لو سمحت الاسهاب في الاجابه واكون جدا ممتنة لك .)))
    الجواب:
    النفس الجزئية أو الوعي الجزئي هو درجة من الوعي الدّانية الذي يحتاج الى ان يعيش تجربة مكانيّة كبيرة لكي يستطيع أن يشعر من خلالها بتجربة زمانيّة واحدة
    بمعنى ان الوعي الجزئي يحتاج الى ان يعيش تجربة الحركة الواسعة او الكبيرة في المكان لكي يستطيع أن يعيش من خلاللها تجربة الزمان كتجربة واحدة متصلة وليس اكثر منها
    وهذه هي درجة الوعي التي نمر بها الآن او التي نعيشها الآن ومنها اكتب هذه الكلمات ،،
    فهي تجربة مكانيّة أكثر منها زمانيّة ،،
    فنحن نستطيع بها أن نعيش في اكثر من مكان لكن في زمان واحد وهو الآن ،،
    فنحن دائما في زمن الآن
    أما الوعي الكلّي او النفس الكليّة فهي تعمل بالعكس ،،
    يعني هي لا تحتاج لأن تعيش الحركة الكبيرة في المكان لكي تستطيع أن تعيش تجربة متعددة الأزمان ،، أو لأكثر من تجربة زمانية بنفس الوقت
    نستطيع ان نقرّب فكرة الوعي الكلّي او النفس الكلّية بانسان نائم ويدخل في تجربة زمانية ندعوها الحلم ،،
    فجسد الإنسان النائم حينها هو ساكن بلا حركة في المكان ،، لكنّ وعيه يخوض تجربة زمانيّة لها بداية ووسط ونهاية ومتحركة في المكان أيضا (داخل الحلم)
    لكن هذا الانسان الكلّي
    او النفس الكلّيّة
    او الوعي الكلّي
    يستطيع أن يحلم بأكثر من حلم في نفس الآن،، بحيث أنه يعيشها كلّها بنفس الوقت كتجارب زمانيّة ،،
    والترتيب الزمني لا يلعب دور مهم لهذا الوعي الكلّي ،، فهو يستطيع أن يحلم أو أن يعيش عدة تجارب زمانيّة متزامنة لنفس الشخصية الانسانية ،،
    وهو يستوحي جميع صور أحداثها المحتملة بكل تفرعاتها من الكتاب التكويني ،،،
    فهو لو أراد سيستطيع من خلال اتصاله المباشر بسجلات أكاشا أن يعيش أو أن يختبر عدة مئات او عدّة آلآف من التجارب الزمانية وبنفس الآن لشخصيّة واحدة او لعدّة شخصيات مختلفة ((حسب درجة كلّية تلك النفس الكلّية))
    بمعنى أن هذه النفس الكلّية تستطيع لو شائت ذلك أن تعيش كل احتمالات اختيارات شخصية أيثري في كل المواقف وفي نفس الوقت وبدون أن تتحرك من مكانها
    فهي يمكنها أن تعيش وتختبر كل احتمالات وكل صور حياة أيثري بكل تفرعاتها ،،
    فصورة حياة أيثري الذي اختار ان يكمل الدراسة ،،
    وصورة حياة أيثري الذي اختار ان يترك المدرسة ،،
    وصورة حياة أيثري الذي اختار ان يعيش عازبا ،
    وصورة حياة أيثري الذي تزوج وانجب عدة أطفال ،، وووووووو
    إجمالا صورة حياة أيثري بكل الاحتمالات الممكنة سيمكن لهذه النفس الكلية لو شائت ذلك ان تعيشها كلها وبنفس الآن
    يمكننا أن نقول أنها تعيشها جميعها كتجارب عقلية متزامنة تجري جميعها بعقلها بشكل متزامن
    او لتقريب الصورة نقول أنها تحلم بها جميعها بنفس الوقت،،
    وكل احتمال يتفرع منها يمكنها أن تعيش سلسلة صور احتمالاته ونتائجه بحلم منفصل عن البقية
    فنفس أيثري الانسان المادي او البدن الذي يكتب هذه الكلمات لا يستطيع ان يعيش تجربتين زمنيتين في لحظة واحدة،،
    فهو لا يستطيع ان يعيش الماضي والحاضر والمستقبل بنفس الوقت،، ولا الصور الممكنة لحياته نتيجة لجميع اختياراته
    لكنّ نفسه العليا تستطيع ان تعيش ذلك لو شائت ،، وبدون ان تتحرك من مكانها
    ويمكننا كذلك ان نشبّه علاقة النفس العليا بالنفوس الجزئية كعلاقة الأصابع باليد ،،
    فاليد هي يد واحدة ،، لكن كلّ يد بها عدة أصابع،،
    وكلّ الأصابع تعتمد بحركتها اعتماد كلي على اليد
    ويمكننا ايضا ان نشبهها بغصن شجرة عليه العشرات او المئات من اوراق الشجر،،
    فالاوراق التي على الغصن تعيش كل ورقة منها حياتها الخاصة ،،
    فكل ورقة منها تأخذ بشكل منفصل من نور الشمس ما تحتاجه لتحوله أيضا بشكل منفصل لمواد وسكر وعطور وغير ذلك ،،
    ثم انها ترفد بها الغصن بعد ذلك
    الغصن هنا وعيه أكبر من وعي الأوراق ،،
    فالغصن واحد بالعدد ،، لكنه يعيش ربما تجربة مائة ورقة ،،
    والفرع الذي عليه عدة أغصان وعيه أكبر من وعي الأغصان والأوراق مجتمعة،،
    فهو يعيش تجاربها جميعها كتجربة واحدة متصلة،،
    فالأوراق التي تمر بتجربة مرض وموت فهو يعيش تجربة تلك الأوراق التي تمر بتجربة مرض وموت بنفس الوقت الذي يعيش به تجربة تلك الأوراق التي تزداد كل يوم لمعانا واشراقا وحيوية
    وهو ايضا وبنفس الوقت يعيش تجربة كل الأوراق التي سيأكلها الدود و الجراد بكل تفاصيلها
    وكل الأوراق العطشانة سيعيش الفرع تجربتها وشعورها بنفس ذلك الوقت الذي سيعيش به تجربة وشعور الورقة الريّانة
    والشجرة تعيش شعور وتجربة كل الفروع والاغصان والاوراق والجذور أيضا كتجربة واحدة ،، رغم أن كل جزء منها يعيش تجربته بشكل منفصل ومحدود
    هذا هو الفرق بين الوعي الجزئي والوعي الكلي ،،
    فالوعي الجزئي يحتاج للحركة في المكان بصورة كبيرة جدا ليشعر بالزمان بصورة محدودة جدا
    بينما الوعي الكلّي وحسب درجة وعيه التي وصل لها سيمكنه حينها وبمكان محدود جدا من أن يعي ويعيش عدّة مئات او عدّة آلآف من التجارب الزمانية ، بعضها للماضي وبعضها للحاضر وبعضها للمستقبل،، وجميعها يشعر بها بنفس اللحظة وكلحظة متصلة واحدة فقط
    وهكذا هو العقل الكوني ،، فإنه يعيش صور كل الاحتمالات بكل وجوهها وبجميع الازمنة كلحظة واحدة مستمرة،،
    وهو لا يحتاج لذلك للحركة من مكانه نهائيا
    أهل الجنة من الملائكة والروح عندهم هذه القدرة على التجلي من خلال النفوس الناطقة القدسية بأكثر من تجربة مادية ،، او بأكثر من حلم بنفس الوقت
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.