بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ،
منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،
فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر،
فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها،
وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثةالتي اظهرت،
فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان “
لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثني عشر ركنا،
ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها، فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس ، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، لا تأخذه سنة ولانوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، البارئ المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث
فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلاث مائة وستين اسما فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة ،
وهذه الاسماء الثلاثة أركان وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة،
وذلك قوله عزوجل: ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى ” انتهى .
ما هي العلاقه بين هذه الروايه والحديث حول الوعي؟
انطلاقا من إيماني المطلق أن من عرف نفسه قد عرف ربه ،،
وأنه كما في الاسفل كما في الأعلى
ومن إحساسي بوجود علاقة قويّة بين فهم ومعرفة حقيقة هذه الرواية وبين فهم ومعرفة حقيقة النفس ،،،
وذلك لأن هذه الرواية تصف لنا اللبنة الأساسية الأولى للخلق والتي خلق الله منها بعد ذلك جميع ما خلق
وهذه الرواية يمكننا تناولها من عدة أطراف لتبيان عدة مفاهيم وأسرار تنطوي بين جنباتها
فيمكننا منها أن نكتشف آلية إنشطار الوعي الكلّي لأجزاء أصغر وأصغر
fractal consciousness
ويمكننا تحديد معادلته الرياضية التي على أساسها ستبدء الروح ((الإسم الأعظم الأعظم الأعظم)) والتي خلق الله منها جميع ما خلق بالتّفرّع او التّشطّر
أو كيف أن الماء الذي خلق الله منه كل شيء حي سيتشطر
أو كيفيّة تشعب العقل الكوني لرؤوس أو لعقول جزئية هي بعدد الخلائق
إجمالا نستطيع أن نقول أن هذه الرواية تصف الإنسان الكوني الذي يحوي بوجوده جميع الموجودات على الإطلاق،، وعلاقة تلك الموجودات ببعضها البعض
و من خلال ما تكلمنا عنه سابقا من خلال روايات أمير المؤمنين عليه السلام عن أجزاء النفس الأنسانية تبين لنا أن كل إنسان يتكون من أربعة أقسام أو أجزاء
1- النفس النامية النباتية
2- و النفس الحسية الحيوانية
3- و النفس الناطقة القدسية
4- و النفس الكلية الإلهية
والعقل الكلّي وسط الكل ،،
ووسط الكل لا تعني ان الأجزاء تحيط به بل تعني أنه الذي يحيط بالكل،
فالكل أجزائه ،،، وهو مجموع الكل
فالرواية موضوع البحث تصف لنا إذن هذا العقل الكوني والذي صفته وإسمه هو “كلّ شيء”
وهي تصف لنا ضمنا تدرج ظهورات الروح الإولى ذلك الإسم الذي بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،
فهذا الإسم هو روح العقل الكلّي،، انه الشجرة المباركة ،، الزيتونة اللّا شرقية واللّا غربية التي توقد العقل الكلي
هذا الإسم موجود في كل جنبات العقل الكوني بدون أن يكون له ظهور ،، لكن نفس العقل الكوني بكل عقوله الجزئية هو ظهور له
والعقل الكوني هو نفسه الكلمة التامة التي جعلها الله على أربعة أجزاء أو أربعة أسماء معا ليس منها واحد قبل الآخر، والتي أظهر منها ثلاثة أسماء فقط وذلك لفاقة الخلق إليها، وحجب إسما واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت،
والعقل الكوني هو الكلمة التامة وأسمائه الثلاثة الظاهرة هي المشكاة والمصباح والزجاجة
والإسم الرابع المكنون في بقية الأسماء الثلاثة هو نفسه الإسم الذي
بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد ووووو
فالإسم الرابع المنطوي بالثلاثة البقية هو نفسه الروح ،، فهو روحهم كلهم
والإسم الرابع المنطوي بالثلاثة البقية هو نفسه الشجرة المباركة لأنه هو من يوقدهم ثلاثتهم
فهو أصل الكلمة التامة وهو روحها التي بين جنباتها
نرجع للأسماء الثلاثة الظاهرة ونسأل ما هي تلك الأسماء الثلاثة ؟
كما في الأسفل كما في الأعلى
من عرف نفسه عرف ربه
فالأسماء الثلاثة إذن هي الأجزاء الثلاثة
أو هي الأنفس الثلاثة للوجود كلّه كوحدة واحدة
و هي الأنفس الثلاثة لكل إنسان أو لكل جزء من أجزاء الوحدة الواحدة
فالكل ككل ،،، وكل الأجزاء كأجزاء،، جميعهم يتكونون من ثلاثة أنفس :
(البدن – النفس النامية النباتية) كلّ الكون الظاهر بسماوته وارضه ونجومه وشموسه
(النفس الحسيّة الحيوانية) الين ،، السالب ،، الذكر ،، الجهل،، الزجاجة ،، إبليس
(النفس الناطقة القدسيّة) اليانج ،، الموجب ،، الأنثى ،، المصباح ،، العقل ،، الخليفة
يجب أن نتذكر أننا لا نزال نتفكّر في العقل أو الوعي الكوني ،، وهذا يعني أننا نتفكّر ونتكلّم عن عقول جزئية واعية ومركبة بعضها فوق بعضها ومتصل بعضها ببعض ،، وهي فقط بذلك التركيب والاتصال بينها ستشعر ببعضها البعض
هذه العقول المتراكبة والمتصلة ببعضها البعض كل منها يعيش تجربة الحياة والوجود المادي والعقلي والزمني بشكل منفصل لكن بصورة مترابطة،، ضمن قصة كونية واحدة ذات فصول واجزاء لا نهاية لعددها ولا لمددها
فتجربتها وشعورها جميعها بالحياة وحركة الزمان هي تجربة حقيقية وشعور حقيقي 100% ،،، لكن نفس وجودها هو وجود ظلّي غير حقيقي،،
وقول كما في الأسفل كما في الأعلى ،، وحديث من عرف نفسه عرف ربه ،، والآيات التي تقول لنا أن الله خلق كل الاحتمالات
تقول لنا أن العقل الكوني مخلوق بشكل أن صورة احتمال أن يصل كل عقل جزئي فيه ليصبح عقل كلي داخل العقل الكلي هو احتمال وارد ومكتوب ومخلوق في العقل الكوني ،،
قد يستغرق العقل الجزئي ملايين السنين تائها بين تشعبات الاحتمالات قبل أن يضع قدمه على عتبة الطريق الصحيح ليكون حينها من ضمن تلك الثلّة التي ستخرج من جحيم التجسدات المادية الجزئيّة المتتابعة ومشاعرها المتناقضة لتدخل في نعيم عالم الروح الدائم حيث القلوب لا غلّ بها ،،،
لكنه لو بحث وفهم وعاش في حياة واحدة بشكل صحيح وكامل فإنه سينجح بوضع قدمه على اوّل الطريق للصعود وحينها ستبدء رحلته في الوعي الإنشطاري ،، من وعي واحد لثلاثة ثم من كل وعي سينشطر أربعة أركان وكل ركن سينشطر لثلاثين وعي منفصل
كل عقل جزئي سينجح بأن يكون من الثلّة سيبدء طريقه من حينها لكي يصبح عقل كلي أو نفس إلهية كلية داخل العقل الكلّي الكوني
فهو كان جزء من قوس نزول أحد العقول الصاعدة والسابقة له ،، وهو سيعيش ويختبر قوس صعوده حين ينشطر لأجزاء متعددة من الوعي،، وكل وعي منها يعتبر عقل جزئي
الإبحار بالروح وانشطارتها هذا هو ما تحاول الهندسة الكسيرية تبيانه وشرحه