بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إقتباس س// ((كونوا أيتها النفوس المطمئنة ،، وما هو الا كلمح البصر او هو أقرب حتى كنّا حاضرين مصوّرِين بين أيديهم))
كيف كنّا وبأي صورة؟
فانت قلت في بحوث سابقة بأننا نكون بعدة صور و كيانات:
مرة انسان, مرة حيوان, مرة نبات, مرة جماد, مرة الكترون…الخ…
هل تقصد ان صورنا تختلف بعدد الحضارات؟
هل يمتلك الانسان اكثر من صورة للحضارة الواحدة؟))
ج// أخي الكريم:ـ
بل صورنا تختلف بعدد الكرات أيضا
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ
ونحن الآن نعيش حالة التركيب مع إحدى الصور الممكنة
والآية تقول أن كل الصور بدون تحديد أو تقييد هي صور ممكنة
فالانسان به جزء أوّل أصيل له صورة معينة وثابتة ،، وبه جزء أخر يتبدل أو من الممكن تبديله بأي صورة كانت
والآية التالية تتكلم عن الجزء الأول الأصيل ذو الصورة الثابتة :ـ
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
هذا الجزء الأصيل الثابت الصورة منّا هو الذي خلقوه بالإرادة ،، أي بــ ((كُن فَيَكُونُ))ـ
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
والعملية تشبه ما يقوم به الحاسد او الساحر او المعالج الروحاني او المعالج بالطاقة لكنها أعقد بكثير
فالحاسد والساحر والمعالج الروحاني او المعالج بالطاقة،، يركز تفكيره ونيته فيقوم بخلق مخلوق فكري طاقوي بسيط يحمل أفكار وأهداف بسيطة ومحدودة قد تكون ضارة وقد تكون مفيدة ،، ثم يرسله بعد ذلك للهدف لكي يقوم بتحقيق هدفه عليه ،، فإن كان للعلاج يعالجه ،، وان كان لأي هدف آخر يبقى يحوم حوله حتى يحقق الهدف الذي خلقها صاحبه من أجله ،، وبعد أن يحقق هدفه يرجع لصاحبه مرة أخرى ويندمج طاقويا معه ،، طبعا لو انك زرعت به فكرة أنه لا يرجع ويندمج معك فإنه سيرجع ويجاورك ويبقى يحوم حولك كخادم لك ينتظرك لأن ترسله بمهمة أخرى
وكلما كانت طاقتك أقوى كلما كان هذا المخلوق الفكري الذي خلقته بنيتك وطاقتك أقوى ،، ومتى ما ضعفت أنت ضعف هو أيضا معك ،، ومتى ما مت سيموت أيضا معك
نفس هذا الأمر تقوم به الملائكة والروح ،، إنها تخلق بالنية والإرادة وبطاقتها العالية والقوية ،، تخلق منها مخلوقات فكرية لكنها ليست بسيطة مثل ما يفعله المعالج او الساحر فتحمل فكرة واحدة او اثنتين او ثلاثة
ما تقوم الملائكة بنيتها وطاقتها وارادتها بخلقه هو مخلوقات فكرية هي أشبه ما تكون منها
وهذه المخلوقات الفكرية لا تحمل فكرتين أو ثلاثة أفكار فقط تسعى لتحقيقها فتصل بذلك لكمالها وللهدف من وجودها،، بل تحمل 72 فكرة مختلفة ومتكاملة القوة ،، وكمالها دائما يكون بتحقيقها ،، وهذه ما تُعرف بإسم ((جنود العقل)) ،، أو ((مكارم الأخلاق))
هذا ما قامت المجموعة الخالقة بخلقه منّا حينها وتصويره بصورة ثابتة
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ
مخلوقات فكريّة يحمل كل واحد منها 72 جندي وهم جنود العقل ،، وهو وزيرهم ،، أي أنه هو قائدهم ((الرواية تقول أن إسم الوزير وصفة فعله هو “الخير”ـ
فـ ((خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ)) تعني أنهم قد خلقوا الخير وجنوده
وفي رمز الميركابا الخير هو النجمة التي رأسها متجه للسماء او للشمس ،، وهذه هي النفس الناطقة القدسية ،، التي تعود دائما وتجاور الروح التي صدرت منها ولا تفنى أبدا
هذه النفس الناطقة القدسية هي التي يركبها ربها بأي صورة سيشاء ان يركبها بها
كيف تتم عملية التركيب أو التنزل؟
في كل تجربة أو كرّة جديدة سيتم تعديل نسبة الجنود المفعّلة في كل نفس ناطقة قدسيّة بما يناسب الشخصية الجديدة التي ستتصور بها ،، وكل جندي منها سيتم تفعيل فقط نسبة معينة من قوته تناسب الشخصية وليس كل قوته كاملة
الأنبياء والرسل الذين تبعثهم الملائكة والروح سيقومون من البداية بتفعيل كامل جنود العقل أو شبه كامل نسب جنود العقل بهم،، فالذي تمت مكارم الأخلاق ببعثته هو واحد فقط
بالنسبة للجزء الثاني وهو النفس الحسية الحيوانية التي هي
قوة فلكية
وحرارة غريزية
أصلها الافلاك
بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية
فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
مقرها القلب
سبب فراقها اختلاف المتولدات،
فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت
عود ممازجة لا عود مجاورة
فتعدم صورتها
ويبطل فعلها ووجودها
ويضمحل تركيبها.
فهذه النفس هي أيضا مخلوق فكري يحمل أفكار يسعى لتحقيقها وكماله لا يتم الا بتحقيقها
وهذه أيضا لا تحمل فكرتين او ثلاثة أفكار فقط وتسعى لتحقيقها
بل تحمل 72 فكرة مختلفة وهي ما تعرف بجنود الجهل،، ويسيطر عليها ويحركها وزير الجهل وهو نفسه هذا المخلوق الفكري الذي يجمعها كلها بكيانه
لكن هذه النفس او هذا المخلوق الفكري لا يبقى فلا يفنى ،، بل يفنى ويضمحل ،، ولكنه يفنى ويضمحل ليس بالتلاشي بالفضاء ، بل كما تقول الرواية يفنى ويضمحل بالرجوع والامتزاج مرة أخرى مع المصدر الفكري او الطاقوي الذي صدر منه ابتداءا
ولو دققت من أين مصدر هذه النفس ستجد أن حالها كحال النفس الناطقة القدسية ،، فكلاهما مصدرهما من خارج الأرض ،، فكلاهما ينزلان من السماء أو الافلاك ويجتمعان بالبدن المادي ،، أو الصورة المادية الأرضيّة المخصصة لهما بهذه الكرّة
عدد الجنود الموجودة في كل كيان إنساني أرضي يساوي 144 جندي
72 جندي من جنود العقل
72 جندي من جنود الجهل
طبعا ما اتكلم عنه هنا من الارقام والجنود واختلاف النسب هو ليس من نسج خيالي او فقط من فهمي الخاص للروايات ،، بل انه فهم قديم جدا ومنتشر بشكل كبير جدا بين النخب المتنورة في العالم القديم والحديث أيضا
ولمن يريد التأكد من هذا الكلام أنصحه بقرآئة الجزء السابع من من سلسلة كتب (من نحن) للكاتب والمتفكّر القدير الأستاذ علاء الحلبي ،، حيث انه قد جمع به قدر كبير جدا من المعلومات والوثائق ومن مصادر مختلفة لمفهوم شجرة الحياة عند مختلف الحضارات القديمة جدا والحضارات القديمة والحضارة الحالية أيضا،، وأفرد لها صفحات طويلة ولم يدخر أي جهد في شرح المخفي من أمرها عبر ظلمات الجهل والجاهلين على مر الزمان
من نحن // الجزء السابع
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين