بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأرض المسطحة وقبتها = مسرح العوالم المتوازية
هل فكرنا يوما في سبب مقاومتنا الشديدة ورفضنا العنيد لفكرة الأرض المسطحة وأحيانا كثيرة خجلنا حتى من الاقتراب منها ولو بالتلميح؟
طوال حياتي كانت فكرة وعقيدة الأرض المسطحة هي أسخف فكرة أو عقيدة ممكن أن تُطرح للحديث عنها
ولأنها كانت أسخف فكرة على الإطلاق فإنني فعلا لم أطرحها أبدا ولم أفكّر بها على الإطلاق
ويبدو لأنها سخيفة جدا جدا لم تنطرح كذلك على شاشة التلفزيون أو عبر الاثير أو من على الفضائيات الا للتّندر والفكاهة
اليوم اكتشفت العكس من ذلك تماما
فالأرض المسطحة ليست فكرة سخيف جدا جدا، بل هي أهم فكرة وأهم عقيدة يجب أن يفكّر ويعتقد بها الانسان في هذا الزمان
هذه العقيدة المغيّبة عن الأذهان رغم أنها تتوافق مع جميع الكتب المقدسة والقرآن الكريم طبعا أولها ، ورغم أنها تتوافق كذلك مع جميع الروايات المروية في كل المدارس الاسلامية سواء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام او في مدرسة الصحابة
فلا يوجد حديث واحد في كل الكتب الروائية يقول لنا أن الارض كروية ، وما يتناقله الناس منها كاستشهاد على الكروية هي من محض تأويلاتهم لما هو مكتوب
أقول رغم انها تتوافق مع كل الاديان وما ورد فيها ومنها الا أن الغالبية العظمى من الناس في الوقت الحاضر ترفض هذه الفكرة وتتمسك بعقيدة الأرض المكورة ،، فما السبب لذلك الرفض والتعلق؟
لن أتكلم هنا عن بقية الاديان او المذاهب ، ولا عن الشيعة عموما بل فقط عن من يعتقدون أنهم يتبعون أهل البيت عليهم السلام فقط
ما الذي حدث معكم؟
ما الذي يدفعكم للخوف من الاقتراب من هذا العنوان المهم جدا للعيش بعدها براحة في الدنيا وتنالون فضل الآخرة؟
هل ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام أي كلام واضح وصريح من ان الأرض مكورة فتمسكتم بها بهذه الشدة؟
فالآيات القرآنية والروايات الأهل بيتية واضحة جدا جدا من أن الأرض مسطحة ما لو أنكم لم تلوا عنق معاني الكلمات وتأولوها من عندكم
فهل أنتم فعلا كما تقولون أنكم متمسكين بالثقلين كتاب الله وعترته أهل بيته عليهم السلام؟
هل انتم فعلا مسلمين وكتابكم الأول والأخير هو القرآن وتفهمونه من خلال تفسير أهل البيت له؟
أم أن لكم دين وكتاب آخر ومفسرين آخرين غير القرآن وأهل البيت عليهم السلام؟
يبدو لي أن الشيعة حالهم في ذلك حال الجميع ويعتقدون مثل الجميع أنهم يتبعون كتاب سماوي ويأخذون معانيه من المفسرين له ، لكنهم فعلا وواقعا وتماما كما الجميع عندهم دين سماوي جديد آخر ، ورسول سماوي جديد آخر ، ومفسرين سماويين آخرين ، وهم كما الجميع يقدّمون كتابهم الأرضي على كتابهم السماوي
ويقدمون من يفسرون ذلك الكتاب الأرضي لهم ويثقون بهم على من يفسرون لهم كتابهم السماوي ((القرآن والعترة))
وهم مسلِّمون أتمّ التسليم وبدون شعور لداعي هذا الدين الجديد ورسوله وكتبه وجميع ما يقوله لهم بها
وفوق التسليم له نجد أنهم كما جميع المتدينين متعصبون لدينهم الجديد ولرسوله ولمبادئه ومقالاته أشد التعصب وتمامه
تماماً كتعصّب أيّ متدين ومؤمن بأيّ دين ورسالة لمسلمات دينه وعقائده
من هو رسول السماء لهذا الدين؟
إنها ناسا، والجميل بهذا الرسول الجديد أنه دائم الاتصال وعلى مرأى ومسمع من الجميع بالسماء
فناسا ومؤسساتها حاليا بالنسبة للناس هي السبب المتصل بين الأرض والسماء
فهي تصعد للسماء كل يوم وتخبرنا منها من وماذا يوجد فوق وتحت الأرض
وهي من السماء تراقبنا في كل احوالنا حتى ونحن داخل بيوتنا وفي غرف نومنا وربما تحت ألحفتنا أيضا
ناسا حاليا هي رسول السماء وهي بالنسبة لأهل الأرض هي السبب المتصل بين الأرض والسماء
وأصبحت مؤسسات ناسا العلمية تفرض رؤيتها الكونية على الجميع
والجميع فرحانين أشد الفرح بكل ما تقوله ناسا ويعتبرونه من المسلمات
يقولون لنا أصلكم قرود فنقول لهم احسنتم وباركتكم السماء
يقولون لنا انتم غبار في السماء فنقول لهم أيضا احسنتم وباركتكم السماء
يقولون لنا اننا مجرد صدفة فنقول لهم كذلك احسنتم وباركتكم السماء
وكلما قالوا لنا قولا جديدنا قلنا لهم احسنتم وباركتكم السماء
هذا الامر لم يفعله أي قوم على مر التاريخ مع أيّ نبي أو رسول سماوي أتاهم منها فالعادة أنهم ما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤون ويقولون عنه ساحر او مجنون
لكنهم مع ناسا وأخواتها فعلوا وبرحابة صدر عكس جميع ما كانوا يفعلونه مع رسل السماء
وذلك لأن رسول ناسا هو رسولهم هم ، وهم من أرسلوه من الأرض للسماء وليس رسولا من السماء للأرض
إنه رسول مرسل منهم وحسب مزاجهم أرسلوه لأنفسهم ليحقق لهم اهدافهم
وقد قال لهم تمام ما كانوا يريدون سماعه وبكل أمانة
فاستمروا بلهوهم ولعبهم
ناسا لم تظلم الناس، فأكثرهم أساسا للحق كارهون
ناسا لم تُضل الناس ، فحتى لو اتبعت أكثر من في الارض وبدون ناسا فانهم أيضا سيضلوك
كل ما قامت به ناسا وأخواتها هو تنظيم أمر الإضلال بشكل مرتب ومنظم ، لكي تستمر الحياة مرتبة ومنظمة ولا يعمها الفوضى وعدم الامان والراحة
فالناس بطبيعتها تكره الحق وتريد الضلال
وتحب اللهو واللعب
وتحب جمع المال
ولا تريد رقيبا عليها
ويريدون بعد ذلك ورغم جميع ما يرتكبونه بحق انفسهم وحق غيرهم أن يدخلوا الجنة خالدين فيها
نعم، ناسا وأخواتها لم تضل الناس رغما عنهم ، وفقط رتبت لهم الأمر وأعطتهم تمام ما يريدونه
فهم يريدون أن يفعلوا ما يشاؤون فقالت لهم ان أصلكم قرود فلذلك لا حساب ولا كتاب عليكم فافعلوا ما تشاؤون
يكرهون فكرة الرقيب المراقب فقالت لهم أنتم مجرد غبار من السماء وسابح فيها ، فلا يوجد عليكم رقيب يراقبكم فاستمروا بلهوكم ولعبكم كيفما شئتم
يحبون القوة والسيطرة وظهور الأنا وحكمها ، فقالت لهم أنتم خليفة الأرض
ولا يوجد أيّ خليفة معيّن عليكم من جهات عليا
فاحكموا فيها كما تشاؤون وبما تشاؤون
والجميع صدقهم بكل رحابة صدر لأنهم أقنعونا بما يعتمل حبه والرغبة به في صدورنا
قوم موسى أضلهم السامري بالعجل بأمر من الله لأنهم هم من كانوا يتمنون الحصول على إله يسجدون له كما بقية الناس في زمانهم
فأعطاهم السامري ما كانوا اصلا يريدونه ، فهو لم يظلمهم بل فقط أعطاهم ما يريدونه ويسعدهم، فأسعدهم بالعجل
وهكذا ناسا واخواتها، فهم لم يظلمونا بل أعطونا فقط ما نحبه ونريد أن نعتقد به ويتناسب مع رغباتنا وأشواقنا
نحن: نريد أن نلهو ونلعب في هذه الدنيا
حبتر: تفضلوا إذن الهوا والعبوا بها حتى مطلع الفجر، وسأملأها لكم ألعابا وألوانا
فأنا الليل والليل ليلي أفعل به بكم ما أريد ،، واطمئنوا ، لن أريد به لكم الّا ما تريدونه لأنفسكم ،، فاطمئنوا على الأخير ، فلن أظلمكم مثقال ذرة من اللهو واللعب الذي تريدونه ولن أظلمك بفرض ما لا تريدونه ولا تحبونه منه عليكم
وموعدي وموعدكم الصبح، أليس الصبح بقريب
فأنا ربكم الأعلى بإذن رب العالمين حتى يوم الوقت المعلوم ، وسأهتم بكم حتى ذلك الوقت وبطلباتكم أشد الإهتمام
سأبني لكم ملايين المدارس والجامعات والمعاهد تعلمكم وتثقفكم وتجهزكم للهو واللعب على أتم اصوله وقواعده
وسأفرض عليكم بها مناهجي العلمية الموحدة التي لا يوجد بها من ريحة الحقيقة الا شذرات قليلة، وبها ستلعبون وتلهون لقرون وقرون.
أعود للتساؤل مرة أخرى
لماذا أرى أقلام تدّعي أنها تمثل فكر محمد وآل محمد لكنها تتجنب الخوض في أمر الأرض المسطحة القرآنية والأرض المكورة الحبترية؟
إذا أردت أن أجيب على هذا السؤال فسأجد احتمالات متعددة للإجابة عليه
أوّلها أنه فعلا لا يؤمن بما جاء بالقرآن والروايات ويؤمن بما تقوله ناسا وأخواتها
وثانيها أنه لم يطلّع لا على القرآن جيدا ولا على الروايات التي تصف السماوات والأرض
وثالثها أنه مطّلع عليها فعلا، لكنه متأثر بتفسيرات خطوات حبتر ويفهمها من خلال تأويلاتهم
ورابعها أن قلبه يميل لتصديقها فعلا لكن عقله يمنعه من ذلك ، لأنه ان صدّق قلبه وانساق له فيجب عليه حينها أن يعيد بناء كامل منظومته الفكرية والعقائدية التي بناها على أساس أن الأرض مكورة تسبح في الفضاء اللامتناهي تماما كما تسبح ذرة غبار حقيرة في فضاء الصحراء الكبرى
وهذه عملية طويلة ومتعبة بالنسبة له ، فالأفضل أن يبقى على حِمله القديم والله كريم
وخامسها إنه أصبح يؤمن تماما الايمان بأن الأرض مسطحة ، لكنه لا يستطيع أن يصرّح علانية بذلك، لأنه معروف وسط مجتمعه واصحابه بآراء وأفكار سابقة كلّها مبنيّة على أن الارض مكورة ، وهو اذا ما بدّل رأيه سيكون كمن يقرّ بنفسه على نفسه ويعترف لجميع من يعرفونه بخطأ بعض أو جميع ما كتبه وقاله سابقا لهم واصبح له بينهم بسببه مكانة إجتماعية وفكرية معينة
فهو يفضّل الحديث لهم عن مواضيع أخرى و السكوت عن تصحيح التصور الخاطئ الذي وصفه سابقا لهم وأضلهم به، على أن يفقد ثقتهم أو اعجابهم بسبب الخاطئ من تلك الأفكار التي اقنعهم بها
وسادسها أنه يؤمن تماما الإيمان بالارض المسطحة، لكنه يؤجل حاليا الحديث عنها ، لأن هدفه الحالي الذي يسعى له بكل جهده هو أن يجمع الاتباع من حوله ويكثرهم لأي غرض كان في نفس يعقوب
وبسبب ذلك الهدف الذي يضمره ولأنه يعلم أن موضوع الأرض المسطحة موضوع شائك فإنّه يؤجل الكشف عن حقيقة الارض المسطحة وزيف الارض المكورة
لأنّه متأكّد تمام التأكد أنّه إذا ما تكلم عنها فإن الكثير من الاتباع الحاليين الذين جمعهم سينفضّون من حوله سريعا
كما أن أعدائه او المتنافسين معه على كسب عقول واصوات الهمج الرعاع سيستغلون عقليّة نفس الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق وسيشنّعون ويستهزؤون به علانية وسيسعون بكل طريقة ممكنة لتسقيط صورته وسمعته لهم وبينهم
وهذا أيضا سيفضل السكوت على الكلام، وسيفضل طريقته الرسالية التي يعتقد بها على الطريقة التي يتبعها دائما أهل السماء حين يرسلون رسلهم لهداية وتعليم أهل الأرض تحت القبب
البعض يتسائل ما الفرق بين أن تكون الأرض مكورة أو أن تكون مسطحة
وبدوري أتسائل هل فعلا أنه لا يوجد عندهم فرق بين أن تكون محبوسا في مكان مغلق وانت مراقب به في كل لحظة من لحظات وجودك من قبل كائنات نورانية متخفية بيننا في حركتها ونسميها ملائكة أو بشر محتجبون وهم في غاية التطور العلمي والعقلي ، وبين أن تكون أنت وكوكبك تسبح في فضاء لا متناهي لا تعرف له ربا ولا مدبرا؟
أم انهم بهذا التسائل يريدون فقط أن يبقوا على اعتقادهم الذي تم ارضاعهم اياه ارضاعا من قبل حبتر ومؤسساته الدينية والعلمية منذ نعومة اظافرهم؟
البعض يبشر بدين العلم أنه سيغزوا في المستقبل العالم كله ، غافلا أنّه قد غزا العالم فعلا، وأنه قد أصبح الدين الجديد الذي يعتقد ويؤمن به تقريبا أتباع كل الأديان
فهذا الدين الجديد نحن بنينا له من أموالنا ملايين الدور التبشيرية التي نسميها مدارس ومعاهد
ونفرح حين يعمل بها أبناؤنا الكبار كقساوسة وعلماء وخطباء منابر ومبشرين نشطاء يحضرون كل يوم من الساعة السابعة صباحا حتى العصر مع نفس المتعبدين الصغار يبشرونهم ويثقفونهم ويرضعونهم أصول ومناهج وأفكار وعقائد هذا الدين الجديد
على مدى التاريخ لم يتوفّر لأي دين سماويّ كلّ هذه الادوات التعليميّة والاعلاميّة والبشريّة والماديّة والعسكريّة والسياسيّة وووو، مثل ما توفر منها في هذا العصر لهذا الدين الحبتري الجديد
كذبة حبترية واحدة وطويلة استطاع حبتر بها أن يجندنا كلنا لخدمة مشروعه الاضلالي بعد أن داعب بتفاصيلها خيالنا وارضى بها غرورنا
فأدخلنا جميعا كشخصيات مشاهدة ومؤديّة في فلم الخيال العلمي الفضائي الذي عنوانه “الأرض المكورة التائهة في الفضاء السحيق”
والذي هو أيضا مشروعنا الفضائي اللهولعبي ، والذي هو قبل كل ذلك من ما خطه القلم علينا أن نعيشه ونختبره ،، ومن ما خطّه القلم على حبتر بأن يقوم بتنفيذه واخراجه وانتاجه وتصويره ومنتاجه أيضا
هذه الأرض يوجد بها كل ما نريده ، ويمكن لأي انسان أن يختار العالم الذي يريده ويعيش به
يعني يوجد بها دور عرض كثيرة وافلام كثيرة ونحن من نقرر في أيّ دار من دور العرض تلك نريد أن ندخل ونعيش ونؤدي
ولا يوجد أي إلزام علينا بان نبقى في أي دار عرض وتأدية منها
فنحن نستطيع بأي وقت نشائه أن نتخلى عن أدوارنا التي كنّا نؤديها في أي فلم كنا نخوض أحداثه بشرط أن ندخل مباشرة في أي دار عرض وتأدية أخرى موازية نختارها ، لنشاهد ونساهم بها في تأدية واخراج وتصوير الواقع الذي يتم تصويرها وتاديته بها
تريد أن تبقى في دار الأرض المكورة؟
تفضل إذن ، لا يمنعك أحد من ذلك، لكن لا تلوم المخرج أو كاتب النص بعد ذلك حين ينتهي الفلم، فأنت باختيارك اخترت البقاء فيه ويجب ان تشاهده كاملا وبكل فصوله ومواقفه
تريد أن تنتقل لعالم موازي ودار عرض موازية يُعرَض ويُؤدّى بها واقع أخر؟
تفضل إذن واقطع تذكرتك بأن تُفعّل عقلك وارادتك واختار الانتقال ، وستنتقل من فورك لدار عرض جديدة وعالم موازي جديد ، ستشاهد به مشاهد جديدة لم تكن تخطر لك من قبل على بال
لكن تذكّر أنك لا يمكنك أن تضع قدم بهذه الدار بينما قدمك الأخرى بدار أخرى،، يجب أن تنتقل بإرادتك وعقلك كليّا من هذه الدار للدار الجديدة الموازية لكي تبدء ترى صور ومشاهد فلم هذه الدار الجديدة
فالأرض والقبة السماوية هي ليست كما تتصورها ،، بل هي در عرض كبيرة مبنية على اصول علمية متقدمة جدا جدا جدا ينفع أن يَعرِضَ ويؤدِّى المشاهدين الحاضرين بها كل المشاهد حضوريا ،، أي مع حضور كل المشاعر والاحاسيس بها لجميع الحاضرين المؤدين للأحداث الجارية تحت تلك القبة بمختلف ابعادها ودور عرضها المتوازية
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين