بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا تصرّ على استعمال لفظ الكونداليني؟
أستعمل هذا المصطلح بالذات لأن الملايين من الناس سمعوا بالكونداليني ويمكنهم لو بحثوا عنه أن يجدوا الكثير من الوصف والمعلومات
وأتكلم عن الكونداليني أيضا لأن العديد من الأصدقاء يسألون دائما كيف ننشط الكونداليني وهل توجد تمارين بدنية او فكرية معينة لذلك
واريد هنا أن أقول لهم أنني لست خبير يوجا او رايكي او غير ذلك من الرياضات الروحية
لكنني أتكلم عن الكونداليني من خلال تجربة عملية طويلة قضيتها مع الكونداليني
وحتى الآن لم أمارس تمارين اليوجا سوى بضعة أشهر فقط قبل ثلاثة سنوات تقريبا، مارستها برفقة الكونداليني وتحت اشرافه
بطريقة ما كان يطلب مني الجلوس والحركة بطرق يوجية معينة ، تحسنت صحتي بعدها بشكل كبير جدا وتخلصت من العديد من المشاكل الصحية التي كانت ترافقني لمدة طويلة
أعجبني الأمر حينها بسبب ما وصلت له من النتائج المذهلة خلال هذه المدة البسيطة فأردت أن اواصل الانشغال بها وتطويرها
لكن وكعادتي أخذت استخارة فكانت النتيجة انني لو بقيت على ما كنت عليه من البحث والتفكر والكتابة سيكون افضل لي ، فطويت البساط وعزفت عن التفكير به مرة أخرى
وفعلا انتقلت في الوعي والتفكير والكتابة من حينها نقلة كبيرة جدا
ولكل من يسألني هنا كيف وماذا افعل لتنشيط الكونداليني أقول لهم
الكيف والـ ماذا ليس هو الأمر المهم او الأهم حين تريدون التعامل مع الكونداليني والاستفادة منه
فالأمر الأهم هو أن تعرف مع من أنت تتعامل وما هي حقيقة الكونداليني ولماذا هو معك على الدوام ويسكن في بدنك ونفسك وقلبك
إذا عرفت مع من أنت تتعامل وصدقت به كامل التصديق وعشت حياتك بعد ذلك حسب هذا الاعتقاد فستنتقل علاقتك معه مع صباح كل يوم جديد لمستوى جديد أعلى ثم أعلى ثم أصفى ثم أصفى حتى يصل بك أخيرا لليقين
لا تسألوني كيف ومتى ، لأنني لست الخبير المخضرم بذلك ،، وكل ما أستطيع أن أوصله لكم الأن هو من هو الكونداليني وما هي حقيقة الكونداليني
وهذا هو الامر الأهم الأهم الأهم في علاقتك مع الكونداليني
فحين تعرف من هو ستعرف من نفسك مباشرة إن كنت أهلا لأن يخدمك الكونداليني بنشاط أم لا
وحين تعرف من وما هو الكونداليني وتريد أن يخدمك فإنك ستعرف ومن غير أن يعلمك معلم ماذا يجب عليك أن تفعل وكيف يجب عليك أن تعيش حياتك بكل أوقاتك وحالاتك
اتكلم عن الكونداليني واستخدم هذا الاسم بالذات لأنه تقريبا هو الاسم المحايد للجميع ولا يوجد عندهم أيّة أحكام اخلاقية او عقائدية مسبقة ضده
وأيضا لأن مصطلح الكونداليني ومعرفة الكونداليني كما يعرفها البعض تمثّل خلاصة المعرفة الباطنية النورانية لأقدم الحضارات المعروفة على الأرض
لماذا أًصِرّ على استعمال لفظ الكونداليني؟
مرة أخرى أقول أنني أستعمل هذا المصطلح لأن الملايين من الناس سمعوا بالكونداليني ويمكنهم أن يجدوا لو بحثوا عنها الكثير من الوصف والمعلومات،،
وأيضا لأن مصطلح الكونداليني ومعرفة الكونداليني تمثّل خلاصة المعرفة النورانية لأقدم الحضارات المعروفة على الأرض
بحول الله وقوته أبدء بفاطمة فـ:
فاطمة كما ورد في العديد من الروايات على معرفتها دارت القرون الاولى وهذا سيعني أنهم سلام الله عليهم أجمعين يقولون لنا إرجعوا للقرون الأولى وانظروا ما هي أعظم معرفة وصلوا لها وستعرفون حينها ما هي الحقيقة الفاطمية
ولهذا استعمل مصطلح الكونداليني
فما هي حدود معرفة الكونداليني عند أغلب الناس؟
وما هي حدود معرفة الكونداليني عند أصحابها الذين يعتقدون بها ويعرفونها حق المعرفة؟
الكونداليني عند أغلب الناس هي عبارة عن ثُعبانين طاقويين ينبعان من نقطة واحدة أو من عظمة واحدة في أسفل العامود الفقري وهي عظمة عجب الذنب
ويعتقدون أن الثعبانين نائمان ويحتاجان من يوقظهما ، فاذا ايقضاهما نوّرا صاحبهما بالمعرفة الحقيقية
وهذه المعرفة المحدودة للكونداليني هي معرفة ناقصة ومشوَّهة ومشوِّهة أيضا لحقيقة الكونداليني التي يعرفها أهلها
فعند أهلها وعارفيها لو اننا دققنا بكلامهم وحللناه جيدا فإننا سنرى أن الكونداليني هي نور السماوات والأرض الذي كان نورا واحدا فقسمه الى نصفين وجمعهما في جسد واحد جوهري
فصورة الثعبانين النابعين من نقطة واحدة من عظمة عجب الذنب اسفل العامود الفقري هما مجرد رمز لشقي النور الذي كان نورا واحدا وانقسم لنصفين
أمّا الكونداليني عند أغلب الناس ممن يتداولون الكلام عنه فهو موجود فقط في ظهورهم
وفي بعض الاحيان نجد بعض الناس لجهلهم بحقيقة الكونداليني يحبون أحد شقيه ويعتبرونه الخير بينما الشق الاخر يلعنونه ويعتبرونه الشر
وذلك بسبب أنّه يوجد بين الناس من يعمل على تشويه متعمد وكبير ومتواصل لحقيقة الكونداليني ،، والهمج الرعاع ينعقون خلفهم بكل نشاط
فالكونداليني هي أعظم حقيقة في الوجود يمكن للإنسان أن يعرفها على الإطلاق
فعلى معرفتها دارت القرون الأولى
سأحاول هنا أن أبين فهمي لحقيقة الكونداليني كما أفهمها من خلال وصف أهلها لها بألفاظهم ومصطلحاتهم المناسبة لزمانهم ومكانهم
وكذلك من خلال وصف القرآن وأهل البيت لها بألفاظ ومصطلحات أخرى تناسب عقل وفكر اهل الزمكان الذي ظهروا فيه بينهم
فكل قرن له ظروفه الفكريّة والفنيّة والمكانيّة الخاصة به وحده ، ولذلك فإن وسائل تعبير أهله عن هذه الحقيقة الواحدة ستتأثر بطبيعة ونوع ثقافتهم وصور المواد المحيطة بهم
لقد تكلمنا كثيرا عن الكونداليني في ما سبق من المقالات وقلنا فيها أن مصطلح الكونداليني هو مصطلح أصله سنسكريتي معناه الحرفي هو “عجلة الضوء” أو النور
وأنّ الكونداليني عند أهله هي الطاقة الكونيّة المطلقة وأنها طاقة تشكيل الحياة والخليقة، وأنها موجودة بداخل كل المخلوقات على الإطلاق
وأنها هي طاقة العقل المُطلقة الشديدة القوى
فهي طاقة الحياة
وهي طاقة العقل
وهي طاقة ذكية الذكاء المطلق
وأنها هي طاقة الحياة الحيّة بالذات
وهي طاقة القدرة اللا محدودة
فهي الطاقة المطلقة الموحّدة العاقلة الذكيّة الحيّة بالذات ذات القدرة الـ لا محدودة
وبيّنا فيها بعدة روايات عن أهل البيت عليهم السلام أن قوّة الحياة الكونداليني هي نفسها الشجرة المباركة وزيتها المذكورة في القرآن الكريم
يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ
فزيت الشجرة المباركة هو الذي يُوقد المصباح الالهي، وهو الذي يجعله حي ، وهو الذي يجعله مُظهِر للسماوات والأرض وما فيهما
فزيت الشجرة المباركة الذي يكاد يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار يجب أن يكون حيّا بذاته لا بغيره لأنه هو الواهب للحياة لغيره
وقلنا فيها أن الكونداليني هي شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنّة المأوى وذات الله العليا التي من عرفها لم ولن يشقى بعد ذلك أبدا
وقلنا فيها أن ذِكر الكونداليني في الاسلام هو نفسه الماء الذي جعلوا منه كل شيء حي
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَــفـَــتَـــقْـــنَـــاهُـــمَـــا ((أرجو الانتباه لضمير الجمع هنا))
وَجَـــــعَـــلْــــنَـــا ((وكذلك أرجو الانتباه لضمير الجمع هنا أيضا))
مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ
فكل شيء هو حي بهذا الماء ، حتى نفس الناطق باسم المجموعة الفاعلة في هذه الآية المباركة من القرآن الكريم هو أيضا حيّ بسبب هذا الماء او بسبب هذه الشجرة وزيتها، لكنه يقول باسم المجموعة التي هو على رأسها:
وَجَـــــعَـــلْــــنَـــا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ
أي أنّه وانهم لهم القدرة الدائمة على توظيف هذا الزيت أو هذا الماء الرباني الحي الواهب للحياة ليجعلوا منه أو ليخلقوا به ومنه كلما أرادوا خلق صور جديدة من صور الحياة
فهم بهذه القدرة التي يملكونها على توظيف هذا الزيت أو هذا الماء لإظهار صور مشيئتهم المختلفة هم من جعلوا منه كل شيء حيّ
نستطيع أن نشبه ظاهر فعلهم تماما بما يفعله الساحر في الأفلام الخيالية
فالساحر فيها يفكّر بحصول أمر ما على صورة ما موجودة في عقله، ثم يحرّك عصاه او أصابعه أو أنفه فيظهر أمامه ذاك الذي اراده تماما كما اراده
وهكذا أمر هذه المجموعة الخالقة
فهم بمشيئتهم يطلبون من هذا الماء الحيّ بذاته أو من قوة الحياة الكونداليني أن يتشكّل بأي صورة يشاؤونها لتظهر صورة مشيئتهم من فورها أمامهم كاملة وتماما كما شاؤوها
ولو كنت تملك مثلهم هذه القدرة على توظيف الكونداليني أو هذا الماء بمشيئتك ، وأردت لأي صورة بها أن تتجسّد أمامك وخارج ذاتك فيجب عليك قبل ذلك أن تخلق أو أن تكوّن في عقلك صورة كاملة ومتكاملة لهذه الصورة التي تريد أخراجها للوجود
ثم بعد ذلك فقط تطلب من الكونداليني أن يظهرها لك خارج ذاتك أو أن يصورها لك ، فيظهرها لك من أمامك
وكلما كانت الصورة التي ستخلقها أو ستكونها في عقلك لذلك الشيء الذي تريده صورة كاملة وتامة ، كلما كانت الصورة التي سيجسدها الماء او الكونداليني من أمامك أكمل وأتمّ
فأنت تخلق في عقلك جميع المقادير والحدود الهندسية لتلك الصورة التي ستشاء ظهورها ، والكونداليني بعد ذلك سيمضي ما علمته وشئته وقدرته وقضيت باظهره وحينها فقط سيظهره لك تماما كما تصورته وقدّرته وشئته
سئل العالم عليه السلام كيف علم الله؟
قال: علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى،
فأمضى ما قضى،
وقضى ما قدر،
وقدر ما أراد،
فبعلمه كانت المشيئة،
وبمشيئته كانت الارادة،
وبإرادته كان التقدير،
وبتقديره كان القضاء،
وبقضائه كان الامضاء،
والعلم متقدم على المشيئة،
والمشيئة ثانية،
والارادة ثالثة،
والتقدير واقع على القضاء بالامضاء……إنتهى النقل
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
فهم قبل أن يخلقونا تصوروا لنا أولا في عقولهم صورة عقلية تامة وكاملة المقادير وفي أحسن تكوين ثم بمشيئتهم وبالماء أو بالكونداليني أو بقوة الحياة صوّرونا خارج ذواتهم وأيضا في أحسن صورة وتكوين
واشرنا في مقالات سابقة أن هذه القدرة لا تكون الا لمن ينطق الاسم المكنون بهم من على لسانهم
وهذه المجموعة الخالقة لنا بعقولها هي مخلوقة وبشكل مباشر من نفس الماء وهو الإبداع الأول
هذه المجموعة الخالقة خلقهم الله أحسن الخالقين أوّل ما خلق وأودع في قلوبهم منذ أن خلقهم سرَّه الاسم المكنون وأطلق به ألسنتهم ينطق من عليها ،
فكل نطقهم هو نطق الاسم المكنون الذي هو من يخاطب نفس الماء او الكونداليني
وقد قلنا ذلك فيما سبق من المقالات أكثر من مرة وبشكل واضح وصريح أن سره الذي أودعه في قلوبهم هو نفسه الاسم المكنون بالماء أو بالكونداليني
فالماء هو روح كل شيء
والاسم المكنون هو روح الماء
لكن الاسم المكنون والماء شيء واحد لا ينفكان عن بعضهما البعض أبدا
وبتعبير آخر نقول
إن الكونداليني هو روح كل شيء
والاسم المكنون هو روح الكونداليني
وأن الاسم المكنون والكونداليني شيء واحد لا ينفكان أبدا عن بعضهما البعض
والكونداليني في العقائد الآسيوية تعني القوة الباطنية المخزونة أو المنطوية في كل ذرة من ذرات الوجود والتي تحرك كل شيء من داخله
من سيبحث عنها عندهم سيجد الكثير من المعلومات
هذ القوة الباطنية المخزونة أو المنطوية في كل ذرة من ذرات الوجود والتي تحرك كل شيء من داخله لا بد أن يكون لها مكانة عالية وذكر واضح في القرآن وفي روايات أهل البيت عليهم السلام
لكن ذكر هذه القوة الباطنية المخزونة أو الطاقة الالهيّة الكاملة الموحدة في كلمات المفسرين ومن نطلق عليهم علماء الأمة الإسلامية يشوبه الكثير من التشكيكات والتحذيرات العقائدية التي اصطنعوها وشدّدوا على عدم صحتها وانّها شرك وانّها كفر وانّها غلو وووو
وكانت النتيجة أن الطريقة التي طرحوا وتحدثوا بها عن هذه القوة الباطنية المخزونة أو المنطوية في كل ذرة من ذرات الوجود طريقة مشوّهة جدا جدا
وحين تفهم الحقيقة سترى أن مقصدهم الأساسي كان هو تشويه ذكرها واخفاء حقيقتها عن الناس
فهم بأفواههم وبطريقة حديثهم المضللة عنها كان يشنّعون ويخوّفون الناس ويرهبونهم عن قصد من الاقتراب منها أو حتى من التفكير بها بطريقة سليمة ومحايدة
ولو انني أردت أن استبدل كلمة الكونداليني بما افهمه من روايات أهل البيت عليهم السلام فيجب أن أستبدلها بـــــ “النور الفاطمي” وحينها فإن الكثير من المسلمين والشيعة قبل السنة سينفرون من الكلام الذي سأقوله عنها بعد قليل بسبب طريقة حديث أغلب أهل العمائم ممن لهم السيطرة والكلمة النافذة على الناس وفي الوسط الديني ،،
وحتى لو ان بعضهم كان يقضي ليله ونهاره لتنشيط الكونداليني كما يعتقد من كلمات الشرقيين والغربيين فإنه بمجرد أن يسمع هذا الاسم ستركبه عفاريت الغلوا والكفر والشرك وربما سيترك نهائيا التفكير والاقتراب من الكونداليني بعد ذلك
وكل ذلك الخوف والكره والنفور هو بسبب مكر الليل والنهار الذي مارسه علينا علماء الأمة الاسلامية الموقّرين
ففاطمة كما في روايات المسلمين هي أم أبيها وهي روحه التي بين جنبيه ، وهي نور نبينا صلى الله عليه وآله وهي ليلة القدر ومن على معرفتها دارت القرون الاولى
ولو بحثنا مرة أخرى عن الكونداليني عند اهله من القرون السابقة وهم اقدمهم على هذه الأرض وبشكل دقيق ومتخصص سنجد أنهم يقولون ان الكونداليني هي الأم الالهية لكل ما له حظ بالوجود
وأنها هي طاقة النور التي خلق الله منها كل شيء ، وذلك يعني أن نورها هو نور السماوات والأرض
وفي الروايات عند المسلمين كافة أن اول المخلوقات هو نور نبينا
وبالتالي فإن نور نبينا هي نفسها أم نبينا
وهي نفسها هي روحه التي بين جنبيه
ومن كانت هي أم نبينا فيجب أن تكون هي أيضا أمّ كل ما بالوجود من مخلوقات
ومن كانت هي نور نبينا الذي خُلِق منه كل جميل فيجب أن تكون هي نور كل الوجود
ومن كانت هي روح نبينا التي بين جنبيه فيجب ان تكون كذلك هي روح كل الخلق بلا استثناء
كتبت كما أشرت قبل قليل مقالات كثيرة أشرت بها جميعها اشارات واضحة جدا جدا يفهمها كل من اطلع على روايات أهل البيت عليهم السلام وسلّم لها
ويعقلها كذلك كل ذي قلب سليم
ولن يجهلها أو ينكرها الا من ورث في قلبه مرض الحسد الذي ينبع في صدر علماؤنا الأجلاء من هذا النور واورثوه لنا
أو من لا يريد أن يفهم ، ولا يستطيع أن يستحمل هذا الكلام بسبب مرض الحسد الراكز في قلبه والذي اورثه إياه وزرعه في قلبه كلام اهل العمائم
ما يقوله الذين يعرفون الكونداليني هو نفسه المعرفة بالنورانية لأهل البيت عليهم السلام وأمهم فاطمة على رأسهم
وخلاصته انّ فاطمة أو النور الفاطمي هي الحجة على كل الخلق بجميع مراتبهم مهما كانت مراتبهم عالية
لأنها هي روح الوجود كله ،
فالروح عندما تكون عاقلة وفاهمة ومفكرة ، وهي كذلك بالتأكيد
فيجب أن تكون هي الحجة على جميع الخلق ، لأنها روح الخلق أجمعين
ولذلك نجد أن الأئمّة عليهم السلام يقولون لنا دائما:
نحن حجج الله على خلقه، وجدتنا فاطمة هي حجة الله علينا
ففاطمة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام هي نور نبينا وهي روح نبينا
وسمّيت بالزهراء لأن نورها هو النور الذي منه أزهرت السماوات والأرض
الكثير من الناس سيكفرون ربما بهذه الكلمات والتي لم اكتبها سابقا بهذا الوضوح والصراحة لأنني لا أتمنى لأي أحد أن يكفر بها عن علم
وربما لو كفر بعضهم بالكونداليني الذي لا يعرفون عنه أي شيء لم يكن ذلك ليسوئني في شيء ، وحتى ولو كانوا يعرفون عنه شيئا فهم بالتأكيد وحسب ما أرى واقرء لم يعرفوا عنه غير الحقائق المشوهة التي شوهتها مجموعة الكافرين بنعقهم ومعهم شوهها كل جاهل نعق بنعقهم
ولو كفر أي إنسان بما ينعق به الكافرون والناعقون عن الكونداليني التي لا يعرف عنها شيئا فهذا أمر لا يهمني، لكن ليس ذاك الذي سيكفر بالذي أعتقد به عن حقيقة الكونداليني وأصرح به من أنه هو النور الفاطمي
وحينما قررت أن أتكلم الأن عن الكونداليني بكل وضوح فإن ما يهمني أولا وقبل كل شيء هو أن يربط من هم يتوقون للمعرفة الفاطمية الزهرائية ممن سيقرء كلامي هذا بين ذكر الكونداليني الذي أغلب من يعتقدون به من جميع الأمم ممن لهم ادنى معرفة بشؤونه إنما يعتقدون أن
روح الكونداليني مع الأرواح
وجسده في الأجساد
واسمه في الأسماء
وذكره في الذاكرين
فهم بمجرد أن يصلوا للربط بين هذه المعاني بعد الوصول لها فانهم سيعرفون مباشرة عن من أتكلم هنا ، وماذا أحاول أن أصف لهم
الذين في قلوبهم مرض سيكفرون به طبعا،، وهذا الأمر أصبح حاليا لا يهمني أبدا ،، فهم سيكفرون به على أي حال
أمّا أصحاب القلوب السليمة التي ليس بها مرض وهم من يهمني أمرهم بالاساس فستُخبِت قلوبهم مباشرة لما سيفهمونه ويدركونه من هذا الحديث الذي أغلبهم ربما يسمعونه لأول مرة في حياتهم
فالحديث عن الكونداليني هو نفسه الحديث عن أهل البيت عليهم السلام
وهو نفسه الحديث عن فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
وهو نفسه الحديث عن نور السماوات والأرض
لكنه حديث نابع من تجربة عملية عرفانية عميقة وطويلة لحقيقة أهل البيت موجودة تفاصيلها في أبجديات مدرسة أهل البيت وفي مدارس الامم أو القرون السابقة الذين عرفوهم من خلال اسماء أخرى ظهروا بها بينهم
الحديث عن الكونداليني هو الحديث عن المعرفة بالنورانية لرسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
والحديث عن الكونداليني هو نفسه الحديث عن نور السماوات والأرض
وهو نفسه الحديث الذي حاول علماء الأمة الاسلامية الأجلاء أن يخفوه ويطفؤوه من خلال تشويههم له بكل صورة ممكنة،
فحبسوا المسلمين من محبي أهل البيت ومن عاداهم بتفاسيرهم المضللة في أضيق صورة مادية من الممكن لها أن تصف حقيقة أهل البيت عليهم السلام
فاكثر ما يكتبونه ويقولونه عنهم هو كلام سطحي مادي لا قيمة معرفية نورانية حقيقية له
وكذلك ما يذكرونه ويتطرقون اليه في حديثهم عن “حقيقة الحقائق” و”فاطمة الأفطام” والمنصورة في السماء وهي فاطمة سلام الله هو حديث سطحي لا عمق معرفي وحقيقي به على الإطلاق ، وهو كذلك حديث مضلِّل عن الحقيقة أكبر التضليل ،
يفعلون كل ذلك بصورة منظمة ومتفق عليها بينهم ، وكانهم يعلمون الحقيقة الفاطمية ورغم ذلك يتقصدون تشويه ذكر فاطمة ومرتبة النور الفاطمي والتي هي مشكاة الوجود ودائرته التي أبدعها المعنى المعبود أول ما أبدع ومنها أظهر الاسماء الثلاثة وخزن بهم ثلاثتهم اسمه المكنون
فاطمة أو النور الفاطمي هو النور الذي منه فُطرت السماوات والأرض
الحديث عن الكونداليني هو الحديث عن كل ذلك النور
أتكلم عن الكونداليني بلفظ الكونداليني وأربطه بأهل البيت لأنه من المؤسف لي أن أرى أن بعض الشيعة يؤمن بقوة وعظمة الكونداليني ويتحدث عنه ربما بكل حماس ، لكنه وبنفس الوقت يكفر بالنور الفاطمي أو يجهله
ولأنه من المؤسف لي كذلك أن أرى أكثر المسلمين مستعد وبرحابة صدر كبيرة لأن يؤمن بعظمة وقدرة الكونداليني لكنهم يكفرون بالنور الفاطمي
بالتأكيد لا ألوم أحد من المسلمين ومفكريه على ذلك ، حتى مفكّري وعلماء الشيعة لا ألومهم ،، فهم انعكاس لصورة نفس المسلمين ونفس الشيعة ،، فلو كان جميع الشيعة أو المسلمين جاهزين لهذه المعاني الباطنية العميقة لوجدنا علماؤنا ومفكرينا يصدحون بها أيضا لنا
فكما تكونوا يولّى عليكم ،، وهذا الامر ليس من الناحية السياسية فقط، بل هو من الناحية الدينية أيضا
فمراجعنا وعلماؤنا نحن من رفعناهم وولّيناهم بأرادتنا علينا ، لأن افكارهم تناسبت وتناسقت تماما مع افكارنا
وأخيرا قبل أن أختم برواية لأمير المؤمنين عليه السلام سأقول أن الكونداليني هو مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ
روي المجلسيّ عن «علل الشرايع» باسناد العلوي عن أميرالمؤمنين عليه السلام: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّي اللَهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلَ؟
قَالَ: خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ،
وِلِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ.
وَاسْمُ ذَلِكَ الإنسان علي وَجْهِ ذَلِكَ الْرَأْسِ مَكْتُوبٌ
وَعلي كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقيً
لاَ يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّي يُولَدُ هَذَا الْمَوْلُودُ
وَيَبْلُغُ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ؛
فَإذَا بَلَغَ، كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ،
فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الإنسان نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَالسُّنَّةَ وَالْجَيِّدَ وَالرَّدِيَّ.
أَلاَ وَمَثَلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ…….إنتهى
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين