بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له في بيان صفات المتقين وصفات الفساق وفي التنبيه إلى مكان العترة الطيبة والظن الخاطىء لبعض الناس
قال ما يلي:
أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ:
«إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّت،
وَيَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَلَيْسَ بِبَال»،
فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَتَعْرِفُونَ،
فَإنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيَما تُنْكِرُونَ،
وَاعْذِرُوا مَنْ لاَ حُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ
وَ أَنَا هُوَ ……….. بقية الخطبة
هل أستطيع من مستوى معين من مستويات وجودي أن انطق بهذه الكلمات أيضا وأعني بها حينها نفسي والجميع أيضا؟
ماذا لو خلعت نفسي النامية النباتية ونفسية الحسيّة الحيوانية ونطقت بلسان النفس الناطقة القدسية والتي هي :
قوة لاهوتية
بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية،
ومقرها العلوم الحقيقية الدينية،
وموادها التأييدات العقلية،
وفعلها المعارف الربانية،
وسبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية،
وهي التي اذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت
عود مجاورة لا عود ممازجة.
اي ماذا لو نطقت بلسان النفس المطمئنة التي ستعود لربها راضية مرضية عود مجاورة لا عود ممازجة
هل إن وعي وفهمي للخلق والتكوين حينها سيسمح لي بالنطق بهذه الكلمات واكون حينها صادق؟
فهذه هي الأنا الحقيقية التي ستظهر حقيقتها بعد أن أخلع نعليّ أو نفسي النامية النباتية و نفسي الحسيّة الحيوانية
هل حين أكتشف أنهما كانا مجرد نعلين لبستهما لكي استطيع المسير بهما في طريق المعرفة ساقول انني مت وبليت؟
هل حين أتجرد منهما سأرى نفسي قد متّ وبليت؟
أم انني سأقول بلسان نفسي الناطقة القدسية التي لم ينقطع شعورها ولو للحظة واحدة خلال الرحلة كلها انني لم امت ولم ابلى؟
فنفسي المطمئنة حتى حين كانت تخلع او تنخلع عن نفسها النامية النباتية كانت تشعر بذلك الخلع والانفصال عن البدن
وجميع ما سيتبع ذلك لحظة بلحظة ،،
وستبقى بعد ذلك تشعر بالحياة من خلال النفس الحسيّة الحيوانية،
وهذه النفس الحسيّة الحيوانية ستفنى أخيرا أيضا ،،
وستتحلل وتعود لما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة ،،،
لكنني أيضا ورغم ذلك لن أفقد الإحساس بالحياة أبدا من مستوى النفس المطمئنة،،
فبعد موت النفس الحسيّة الحيوانية وتحللها وفنائها سأبقى أشعر بالحياة من مستوى النفس الناطقة القدسية التي سترجع وتجاور،
وهذه هي أيضا أنا ،،،
انها الانا الحقيقية الباقية التي لا تفنى
إنها ليست شخص آخر غيري
وليست شعور غير شعوري
أو شخصية أخرى غير شخصيتي،
إنها نفسي أنا ،،،
انها انا لكن
من مستوى شعوري أعلى وأرقى وأكمل وأجمل
هل يمكنني ان أقول من هذا المستوى الشعوري الأرقى والأكمل والأجمل الذي لا يبلى ولا يموت انني فعلا لم أبلى ولم أمت ،، وأنني لا أبلى ولا أموت؟
—————–وصلّى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين