*173* أساليب حزب الشيطان في تأخير الظهور المبارك

  • Creator
    Topic
  • #2068
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أساليب حزب الشيطان في تأخير الظهور المبارك حتى يومه المعلوم
    قبل معرفة تلك الأساليب يجب أن نعرف لماذا يريد حزب الشيطان تأخير الظهور المبارك
    وجواب ذلك أن يوم الظهور هو يوم الوقت المعلوم الذي ستنتهي به حكومتهم على الأرض ولذلك هم يريدون إطالة هذه الفترة ما امكنهم إطالتها وصولا لهذا اليوم
    لأنهم يعرفون أن لا أمل لهم نهائيا بالصعود مع الصاعدين بعد هذا اليوم
    لماذا لا أمل لهم بالصعود؟
    لأنهم مخلوقون من شجرة أخرى لا يمكن لطلعها ((وهم طلعها)) أن ينمو الا في هذا العالم المادي الذي نعيش به والذي أقول انه هو الجحيم
    فشجرتهم التي هم طلعها هي شجرة تخرج في أصل الجحيم
    أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ () إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ () إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ () طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ
    وقلنا سابقا أن الظالمين هم جميع من على هذه الأرض والتي هي الجحيم ولن يتم تنجية الا من وصل لأن يكون من المتقين فحينها فقط سيتم تنجيته من مخالطة بقية الظالمين برفعه من بينهم وللأبد
    ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
    لكن ما دليلنا على أنه يوجد هناك من شجرة خلقهم تختلف عن الشجرة التي يُخلق منها الظالمون والذين يمكن لهم أن يصلوا لدرجة المتقين؟
    رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعرف أعضاء حزب الشيطان الذين جعلهم الله من حوله، فكل رسول كما تقول الأيات يجعل الله معه ومن حوله حين بعثته عدوا من المجرمين
    وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا
    عن أبي عبد الله ﴿ ع ﴾  قال: ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده، .
    فأما الخمسة ﴿ أولو العزم ﴾ من الرسل: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم، .
    وأما صاحبا نوح ففيطيفوس وخرام،
    وأما صاحبا إبراهيم فمكيل ورذام، .
    وأما صاحبا موسى فالسامري ومر عقيبا،  
    وأما صاحبا عيسى فمولس ومريسا،  
    وأما صاحبا محمد فحبتر وزريق……إنتهى
    رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعرفهم وهم يعرفونه كذلك وكان يتحدث معهم ويتحدثون معه ويعرف برنامجهم ويعرفون برنامجه ويعرف شجرته وهم يعرفون أيضا شجرتهم
    وكانت تحصل بينهم دائما مناقشات ومحاورات، ودليل ذلك أنه قد جاء له الخطاب بأن يحاورهم ويستفتيهم هل ان شجرتهم التي هم منها تخلق من هم أشد خلقا ، أم أن خلق شجرة المتحدث بالقرآن الكريم هي الأشد خلقا، وكانوا دائما ما يسخرون من كلامه
    فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا () إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لّازِبٍ () بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ () وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ () وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ
    فالمجموعة الخالقة المتكلمة بالقرآن الكريم تخلق من طين لازب من تريد أن تخلقهم من أوراق فرع شجرتها التي فرعها في السماء
    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء () تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
    وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
    عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ( كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء )
    فقال : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصلها
    وأمير المؤمنين فرعها
    والائمة من ذريتهما أغصانها وعلم الائمة ثمرها
    وشيعتهم ورقها ، فهل ترى فيها فضلا ؟
    فقلت : لا والله
    قال : والله إن المؤمن ليموت فيسقط ورقة من تلك الشجرة وانه ليولد فتورق بورقة منها ((هنا وصف لعملية الكرّات لنفس المؤمن فنفس المؤمن يموت ونفس المؤمن يولد مرة أخرى))
    فقلت : قوله : ( تؤتي أكلها كل حين باذن ربها )
    قال : يعني ما يخرج إلى الناس من علم الامام حين يُسأل عنه….إنتهى
    أعضاء حزب الشيطان المخلوقون من الشجرة الخبيثة شجرة الزقوم يعرفون بأمرهم وأصلهم وكمالهم ، ويعرفون بأنهم منظرون إلى يوم الوقت المعلوم وأنهم مسلطون حتى ذلك اليوم على أوراق فرع الشجرة الطيبة
    ولذلك فإنهم يسعون بشتى الأساليب إلى إطالة فترة حكومتهم على الأرض وسيطرتهم على من فيها، فهي فترة استمتاعهم وهي الفترة التي ورد بالروايات أنها فترة حكومة حبتر
    عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام
    قال: قوله عزوجل والفجر – هو القائم عليه السلام
    وليال عشر – الائمة عليهم السلام من الحسن إلى الحسن
    والشفع – أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام
    والوتر – هو الله وحده لا شريك له
    والليل إذا يسر هي دولة حبتر، فهي تسري إلى قيام القائم عليه السلام….إنتهى النقل
    وهي فترة دولة الظلم التي أمر الائمة فيها شيعتهم بعد التعرض للحكومات الظالمة فيها
    ((يَا ابْنَ النُّعْمَانِ إِذَا كَانَتْ دَوْلَةُ الظُّلْمِ فَامْشِ وَاسْتَقْبِلْ مَنْ تَتَّقِيهِ بِالتَّحِيَّةِ فَإِنَّ الْمُتَعَرِّضَ لِلدَّوْلَةِ قَاتِلُ نَفْسِهِ وَمُوبِقُهَا إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، يا ابن النعمان إنا أهل بيت لا يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منا ولا من أهل ديننا، فإذا رفعه ونظر إليه الناس أمره الشيطان فيكذب علينا، وكلما ذهب واحد جاء آخر.))
    وهي نفسها الفترة التي أمروا شيعتهم فيها بعدم منازعة حبتر وأتباع حبتر خيرات الدنيا وبترك ما فيها من متاع لهم، والاكتفاء بما قسموه لهم منها فيها
    إنه نظام للخلق يقوم على المتضادات أسسه وأرساه الحكيم العليم لينظّم به العلاقة ما بين أهل السماء وحكامها وبين أهل الأرض وحكامها الى يوم الوقت المعلوم ولتتم عملية التكامل بموجبه وأيضا لبرء صور العلم المكنون في الكتاب المكنون
    فأهل السماء بمختلف مراتبهم لا يوجد لهم أعداء فيها ، لكن رب العالمين جعل لهم في الأرض أعداء مقيمين فيها ليعادوهم إذا ما هم نزلوا فيها، ففرض حالة الصراع والعداء بينهم بهذا الجعل، لكنه وضع بنفس الوقت القوانين والاصول التي ستنظم عملية الصراع الذي سيمتد بينهما عبر التاريخ الى يوم الوقت المعلوم
    روى الشيخ أبو جعفر الطوسي بإسناده إلى الفضل بن شاذان, عن داود بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله : أنتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وأنتم الزكاة, وأنتم الصيام, وأنتم الحج؟
    فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل, ونحن الزكاة, ونحن الصيام, ونحن الحج, ونحن الشهر الحرام, ونحن البلد الحرام, ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله, ونحن وجه الله, قال الله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} ونحن الآيات, ونحن البينات,
    وعدونا في كتاب الله عز وجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير.
    يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضلنا وجعلنا أمناءه وحفظته وخزانه على ما في السموات وما في الارض,
    وجــــــــــــــــــعــــــــــــل لنا أضداداً وأعداء
    فسمانا في كتابه, وكنّى عن أسمائنا بأحسن الاسماء وأحبها إليه تكنية عن العدو
    وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه, وكنى عن أسمائهم, وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين……إنتهى
    فرب العالمين الذي خلق السماوات والارض خلقهما لحكمة وليس للهو واللعب
    وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ
    فهو من خلق الشجرة الطيبة في السماء
    وهو أيضا من خلق الشجرة الخبيثة في الأرض أو في أصل الجحيم
    وهو من جعل منها في الأرض أعداءا لأهل السماء
    وهو من فرض حالة الصراع بينهما
    وهو من أمد كل طرف منهما بكل ما يحتاجه من الأدوات والقوى اللازمة له
    وهو من جعل أئمة يدعون أهل الأرض للسماء
    وهو من جعل أئمة يدعونهم للنار
    فأعداء أهل السماء في عوالم الخلق تحت القبب لا يمكن لهم فيها إلا أن يكونوا أعدائهم ما داموا فيها ، فعملية الجعل كما قلنا سابقا أنّها مثل عملية البرمجة التي لا تتخلف آثارها أو تتبدل الّا أن يبدلها نفس الجاعل أو المبرمج الأول
    عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
    إن الله عزوجل خلق قوما للحق، فإذا مر بهم الباب من الحق قبلته قلوبهم وإن كانوا لايعرفونه وإذا مر بهم الباب من الباطل أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه
    وخلق قوما لـــــغــــيـــر ذلــــك فاذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه…..إنتهى
    فحزب الله بجميع أفراده يعرف مصدره وأمره وأهدافه التي سيسعى لتحقيقها تحت السقف المرفوع
    وحزب الشيطان بجميع أفراده يعرف أيضا مصدره وأمره وأهدافه التي يسعى لتحقيقها تحت السقف المرفوع
    نحن فقط من لا نعرف مصدرنا ولا أمرنا ونجهل الهدف الذي خُلقنا من أجله وأنزلنا لتحقيقه تحت السقف المرفوع وفي هذه الأرض
    والمسؤال عن جهلنا وضياعنا وتيهنا وعدم معرفتنا لأبسط حقوقنا في هذه الحياة الدنيا هو حزب الشيطان، وطبعا لا يمكننا أن نلومهم فهم بالجعل الرباني أصبحوا على ما هم عليه من الشيطنة وتمكنوا من فعل كل ذلك بنا
    حالهم في ذلك يشبه حال العميل سميث Agent Smith في فلم The Matrix فهو وعملائه مبرمجون من قبل المبرمج الأعظم للماتركس ليقوموا بهذه  المهمة،
    وبتعبير آخر فإنهم مجعولون كذلك وعلى تلك الهيئة من الجاعل الأول ليقوموا بهذه المهمة ، وهي حبس الناس داخل هذا النظام، وهو من أطلق يدهم لذلك وترك لهم تحديد الكيفية التي سيحبسون بها وعي الناس داخل الماتركس بعد أن حدد لهم الخطوط الرئيسية التي سيتبعونها
    وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
    ونحن جميع المحبوس وعيهم داخل الماتركس في الفلم المذكور لكن الفرق أننا يجب أن نستيقظ داخل هذا النظام ونعرف كيف تمكن حراسه من حبس وعينا فيه وما هي طرقهم لذلك ،، ثم نترك بعد ذلك وبكل ما اوتينا من قوة الاقتراب من تلك الاسباب أو الانخراط بها بأي صورة، تأثيرا أو تأثرا
    الصفة العامة للظروف في هذا النظام هي الظلم والجور ، فالظلم والجور أهم سببين يستخدمهما حراس حبتر في السيطرة علينا وحبس وعينا
    فالظلم والجور كيفما كانت صورهما هما الباب الرئيسي لزرع الخوف فينا، وعندما ندخل من باب الخوف فسنصبح من أوليائهم شئنا ذلك أم أبينا
    إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
    فإن وعينا بذلك سيكون بداية طريق تحررنا من قيود وأغلال الخوف
    وسنصبح من حينها من أولياء الله بمجرد خروج الخوف من قلوبنا وحلول الطمئنينة بها بدلا من الخوف
    ونحن لا يمكننا أن نتخلص من خيوط المؤامرة التي يحوكها حزب الشيطان من حولنا ما لم نعرف بوجودها من الأساس
    نلخص ما وصلنا له حتى الآن
    هناك مؤامرة يحوكها حزب الشيطان
    هدفهم الذاتي من حياكتها هو إطالة فترة حكمهم وسيطرتهم
    كيف؟
    من خلال السيطرة على وعينا باشغلنا بمختلف المشاكل وجعلنا بسببها نعيش حالة الخوف الدائم بمختلف صوره
    نأتي الأن للوسائل التي سيستعملونها لتحقيق ذلك وسنأتي على ذكرها بشكل اجمالي بدون تفصيل
    1- السيطرة على وسائل الاعلام بكل الوسائل للاستحواذ على اذهان وعقول الناس ولتوجيههم نحو مسارات معينة بالطريقة التي تجعلهم لا إراديا ومن دون علم يخدمونه ومشاريعه ، وهذا هو معنى استفزز من استطعت منهم ، فهو يستفزهم بأبواقه الاعلامية
    2-  السيطرة على الحكومات والجيوش لتنفيذ برامجهم السياسية والحربية، وهذا هو نفسه الجلب على الناس بالخيل والرجل
    3-  السيطرة على التعاملات التجارية بما يخدم مخططاته واهدافه وهذا هو معنى شاركهم بالاموال
    4-  السيطرة على المدارس والجامعات ومناهج التربية والتعليم ليكون بذلك شريك للناس في أولادهم،، فهم يلدونهم ويرسلونهم لمدارسه ومعاهده وجامعاته ومؤسساته التعليمية المختلفة التي يسيطر حزبه عليها جميعها ليغسل ادمغتهم كيفما يشاء بحشوها بما يشاء
    5-  وأخيرا نأتي للمؤسسات الأهم في العالم والتي يجب أن تكون كلها تحت يده وسيطرته وهي جميع المؤسسات الدينية في كل العالم،
    فمن خلال هذه المؤسسات ورجالها سيستطيع أن يقسم كل الأديان والمذاهب لأقسام وأحزاب مختلفة، وبواسطتهم سيشعل الحروب والنزاعات بين الناس والامم بكل سهولة ومتى ما شاء ذلك
    وهؤلاء هم المصداق الاتم للوعود الكاذبة التي يعدون اصحابهم بها من جنة خيالية ونكاح حور عين وشرب خمور لأبد الأبدين
    طبعا لا أقول كل ذلك بمعنى سلبي، أبدا ، فإنني لا يوجد عندي أي اعتراض مهما كان بسيطا على أيّ من ذلك ، فهو جميعه من ضمن الخطة الربانية التي قدرها وخطّها رب العالمين على عباده وليس لنا الا القبول بها
    نعود للحديث عن أساليب حزب الشيطان في تأخير الظهور المبارك
    طبعا لن أتحدث بشكل تفصيلي عن كل شيء يخطر ببالي ، بل سأركز على نقطة واحدة فقط وهي الأهم حسب اعتقادي ، وهي التي لو نجحوا بتعطيلها فسيتعطل الظهور أيضا
    وهذه النقطة هي اكتمال العدد أو اكتمال العدة ب 313
    عن أبي عبدالله(عليه السلام): أنه دخل عليه بعض أصحابه
    فقال له: جعلت فداك إني والله أحبك واحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم،
    فقال له: أذكرهم،
    فقال: كثير،
    فقال: تحصيهم؟
    فقال: هم أكثر من ذلك.
    فقال أبوعبدالله(عليه السلام): أمــــا لــــو كــــمــــلـــت الـــعـــدة الــمـــوصــوفـــة ثـــلاثــــمـــائـــة وبـــضـــعـــة عـــشـــر كان الذى تريدون،
    ولكن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه، ولا يمدح بنا معلنا، ولا يخاصم بنا قاليا، ولا يجالس لنا عايبا، ولا يحدث لنا ثالبا، ولا يحب لنا مبغضا، ولا يبغض لنا محبا،
    فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟
    فقال: فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل،
    يأتى عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم…..بقية الرواية
    فاهم علامتين يجب ان تتحققا لكي يتم الظهور هما
    1- كثرة الظلم والجور
    2- وتمام العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر
    فالذي يريد أن يعجّل الفرج بالظهور يجب أن ينتمي لإحدى هاتين الفئتين سواء كان عالما بذلك ام جاهلا
    يعني سواء كان ممن سيزيد الظلم والجور بغرض تعجيل الفرج
    او يزيد الظلم والجور اتباعا لشهواته الشخصية، فكلاهما سيعجّل بالفرج سواء علم انه يعجّل بالفرج أو من غير أن يعلم بذلك
    لكن اجمالا يمكننا القول لو ان الظلم والجور كانا هما الهدف الوحيد لظهور الامام لكان حزب الشيطان المسيطر على الأرض هو وحده فقط من بيده تعجيل الظهور وتحديد وقته ،،  لأنه هو فقط من بيده فعلا عبر مؤسسته المختلفة زيادة الظلم والجور بين العباد بدرجة كبيرة جدا متى ما شاء ذلك
    لكن هذا الشرط ليس هو الشرط الوحيد بل يوجد شرط آخر معه كما تقول الرواية وهو اكتمال العدد المقرر أو العدّة المطلوبة
    فسبب بيد حزب الشيطان وسبب أخر بيد الناس ويعينهم حزب الله للوصول إليه
    ولا بد أن ازدياد الظلم والجور على الناس له علاقة طردية باقتراب عدّة الاصحاب من الاكتمال  
    يعني كلما زاد قرب اكتمال العدّة كلما زاد الظلم والجور
    فازدياد الظلم والجور سيعني ازدياد خوف الناس وازدياد انشغالهم بالدنيا ومشاكلهم وازدياد جهلهم وازدياد ضلالهم وازدياد الرغبة بالانخراط في مقاومة حركة دوران طاحونة الظلم والجور الكبيرة التي تطحن الناس
    سابقا كان من الصعب جدا أن يكتمل هذا العدد في زمن واحد والسبب الرئيسي لذلك كان هو قلة المصادر المعرفية الحقيقية والامراض المعدية الفتاكة التي كانت تحصد أغلب الناس سريعا
    يعني اعمارهم قصيرة ومصادر المعرفة قليلة ووسائل الاتصال ضعيفة جدا جدا جدا ،فلهذه الاسباب وغيرها كان من الصعب أن تكتمل العدة في زمن واحد
    في هذا الزمن الاعمار طالت بفضل الادوية والعمليات الجراحية
    ومصادر المعلومات أصبحت بمتناول الجميع تقريبا وبكل سهولة
    ولا شكّ أن عدد الذين وصلوا للمعرفة النورانية او اقتربوا منها قد ازداد أيضا في هذا الزمان بسبب تفجر ينابيع المعلومات وسهولة الحصول عليها ريا رويا
    ولذلك يقوم حزب الشيطان حاليا بحركة مضادة محاولة منهم لتأخير هذا اليوم الذي ستكتمل به العدة، وأيضا لكي لا ينجوا من غرابيلهم الا الاندر الاندر، فهم متخصصون باسقاط اكبر عدد من العصافير بحجر واحد
    طبعا رجال الدين كان لهم حتى الأن الدور الأكبر في عملية تأخير الظهور عبر حبس وعي الناس بدين العبادات والمعاملات فقط
    ومن يتكلم من أهل الدين عن دين المعرفة يهجمون عليه من كل الجهات ويشنعون عليه بأبشع التشنيعات، والهمج الرعاع من اتباعهم ينعقون معهم بما يضرهم ولا ينفعهم
    وبنفس الوقت يثقفونهم ان من كان له علم نافع فعليه أن لا يُطلع عليه غيره من العوام أو حتى ينشره لهم بحجة أن
    لا تعطوا الدرر والجواهر للكلاب والخنازير
    أو
    لا تعلموا أولاد السفلة العلم
    ولا يثقفونهم بأن لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم، ولا تعطوها غير مستحقها، فتظلموها.
    واليوم نجد أن الثقافة العامة التي يتم تربية الناس عليها من قبل المؤسسات الدينية التي يسيطر عليها من يضعهم الشيطان على رأسها وقيادتها ((((يا ابن النعمان إنا أهل بيت لا يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منا ولا من أهل ديننا، فإذا رفعه ونظر إليه الناس أمره الشيطان فيكذب علينا، وكلما ذهب واحد جاء آخر)))) هي أن الممهدون للظهور يجب أن ينخرطوا في آتون السياسة والحروب التي يوقدونها بالفتاوي وبعمليات محاربة الفساد والفاسدين من الرؤساء والسياسيين المدعومين والمعينين مثلهم 100% من قبل حزب الشيطان
    ولو راقبت أحوال هؤلاء الممهدون ومشايخهم عن قرب ستجد انهم يظلمون بتصرفاتهم بعضهم البعض كما ويظلمون غيرهم، وستجد أنهم جميعهم يعجّلون فعلا بالفرج لكن عن طريق زيادة الظلم لأنفسهم وللغير ونشر الجور في الأرض
    نأتي الأن للزبدة التي أريد أن أقولها بعد هذه المقدمة الطويلة وهي:
    من يريد أن يعجّل بالظهور ويعتقد أنه عنده معرفة نورانية وهي نفسها الحكمة عليه أن لا يكتم علمه بعد الأن ، وأن يحاول بكل طريقة أن يبحث عن مستحقيها وينقلها لهم ريّاً رويّاً ورويدا رويدا
    فالعدّة المطلوبة منهم ليست كبيرة بل فقط ثلاثمائة وبضعة عشر
    ومع ثورة المعلومات والاتصالات التي تحكم العالم في هذا الزمان ومع تحوّل العالم لغرفة إنتظار كبيرة جميع من فيها ينتظرون ظهور المخلّص الموعود فسيمكن للعدد البسيط من أصحاب المعرفة النورانية الصحيحة أن يتضاعف بشكل سريع جدا خلال مدة بسيطة جدا
    وأصحاب القلوب السليمة حائرون اليوم كيف يصلون للمعلومة الصحيحة وللمعرفة الحقيقية وللوسيلة الأقرب التي تكشف لهم علوم أهل البيت الصحيحة بأوضح صورة فيتبعونهم هم ويتركون اتباع أعدائهم الذين سرقوا اسمائهم والقابهم وصفاتهم وأموالهم وفوق ذلك يلبّسون على ضعفاء شيعتهم فيدخلون الشك والشبهة في قلوبهم من حق أهل البيت ومقاماتهم النورانية العالية فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب الذي يبحثون عنه بكل جوارحهم ومشاعرهم ويقصدون نصرة مولاهم ، لكنهم بفعل هؤلاء الملبسين الكافرين يصرفون جهدهم لنصرة الشيطان وحزبه وهم يحسبون انهم ينصرون امامهم
    بضعة سنوات مع العمل الموجّه الوجهة الصحيحة بعيدا عن صرف المجهود بالتعرض للملبسين الكافرين هي كفيلة بإكمال العدة المطلوبة وتكحيل العين بمن نتمنى جميعا رؤيته
    لو كان يوجد الأن عشرة أشخاص فقط يملكون المعرفة الصحيحة فسيصبحون خلال سنة او سنتين ثلاثين، والثلاثون سيصبحون بعد سنتين ثلاثمائة وبعدها بسنة تتكحل بحول الله وقوته عيوننا بالرؤية والظهور المبارك.
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد المصطفى وآله الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.