بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعرفة النورانية!!!
توجد قلوب مجبولة على البحث عن المعرفة النورانية بسبب النور الذي تم تأييد أصحاب تلك القلوب به
وعدد أصحاب تلك القلوب المؤيدة بذلك النور كما تقول الروايات هو عدد محدود وثابت وهم معروفون لأهل السماء منذ بداية قصة آدمنا الذي نحن جميعا ذريّته
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ لَوِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يُحِبُّونَا لَأَحَبُّونَا
إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ شِيعَتِنَا يَوْمَ أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ فَلَا يَزِيدُ فِيهِمْ أَحَداً أَبَداً وَ لَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ أَحَداً أَبَداً……..إنتهى
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَحَدٌ صَمَدٌ لَيْسَ لَهُ جَوْفٌ وَ إِنَّمَا الرُّوحُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِهِ نَصْرٌ وَ تَأْيِيدٌ وَ قُوَّةٌ يَجْعَلُهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِ الرُّسُلِ وَ الْمُؤْمِنِين
قلنا سابقا أن الحياة تحت هذه القبة تعتبر مدرسة بها صفوف ومراحل متعددة ولن يتخرج منها الا من وصلوا في رحلة وجودهم وارتفاع وعيهم وتطور عقولهم للصفوف النهائية في هذه المدرسة
وأنّ الذين وصلوا للصفوف النهائية من المرحلة النهائية لهذه المدرسة تحت هذه القبة هم فقط من سيتم تأييدهم بهذا النور
وهؤلاء أسمائهم معروفة ومسجلة ومكتوبة في سجلات خزنة هذه القبة
وعدد الصفوف في المرحلة النهائية هو 12 صف
وكل صف به 12000 طالب ولهم معلم وهادي خاص بهم ومدرسين خاصين بهم يعملون تحت يديه لهدايتهم وتعليمهم
مقطع من حديث طويل ((ثُمَّ تُنْزِلُهُمْ عَلَى مَنَازِلِهِمُ الْمُعَدَّةِ فِي جِوَارِ أُسْــــتَـــادِيـــهِمْ وَ مُــــعَــــلِّـــمِــــيـــهــــِمْ، وَ بِـــــحَـــضْــــرَةِ أَئِــــمَّــــتِــــهِـــمُ الَّـــذِيـــنَ كَــــانُـــوا يَــــدْعُـــونَ إِلَــــيْـــهِــــمْ)))
مجموع الطلبة هو 144 ألف طالب في مرحلة التخرج وهؤلاء يجب أن يتخرجوا منها لكي تنتهي قصة آدمنا وتبدء قصة جديدة لآدم جديد يقوم الملائكة والروح أيضا بالتنزل بها بإذن ربهم من كل أمر
وقلنا في أحد المقالات السابقة أن هذا هو مضمون ما قاله رئيس حزب الله القرآني حين قال:
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
فالكاتب هو الله والناطق بهذه الكلمات هو المسؤول عن عملية تعليم وتخرج هؤلاء الـ 144 ألف وإيصالهم لقمة المعرفة المطلوبة للتخرج ، وهي المعرفة النورانية، والرسل هم رسله الذين أيده الله بهم وكتب على نفسه أن ينصره وينصرهم
وقلنا أن هذه المدرسة بها فترتين، أو مقطعين من الزمان
فترة الحياة الدنيا
وفترة الآخرة
يعني دور أوّل
ودور ثاني
وقلنا أن ثلّة من الـ 144 ألف سيصلون للمعرفة النورانية سريعا خلال مختلف أيام وسنين وفترات الفترة الاولى ، وهؤلاء سيتم رفعهم أول بأول خلال أيامها وبمجرد أن يصل أيّ واحد منهم لها (((للمعرفة النورانية))) ، وهؤلاء السابقون السابقون للمعرفة سيكونون من المقربين من رب العالمين مباشرة وبمجرد رفعهم
وقلنا أن الثلّة الثانية منهم هم الذين سيصلون لها من بعد اكتمال عدد الثلة الأولى ، يعني بمجرد اكتمال عدد الثلة الأولى السابقون السابقون المقربون ، سيبدء احتساب الجديد منهم في عِداد ثلة أصحاب اليمين
وقلنا نقلا من مضمون الروايات الكثيرة عند الفريقين أن أفراد هذه الثلّة سيتم رفعهم كمجموعة واحدة في نهاية يوم الحساب
وأن هؤلاء ستقام لهم مراسيم التخرج حين تنتهي الفترة الأولى
وسيتم الباسهم في هذا اليوم حجول من نور وحلل سندس وإستبرق خضر ستُجلب لهم خصيصا من عالم الجنة ما فوق القبب
وسيوضع على رأس كل واحد منهم تاج الكرامة ونوره يشع من غرته حيث العين الثالثة وسيسعى نوره بين يديه
وأنهم سيُركبونهم النجائب التي أحضروها معهم من الجنة فوق القبة خصيصا لهم ، والتي صنعوا كل نجيبة منها في الجنة ولكل واحد منهم ومهروها باسمه
وهي نفسها منابر النور والبُسط المفروشة التي سيُركبونهم إيّاها خلال المراسم وبعد انتهائها
وفي نهاية ذلك اليوم ستطير بهم الى الجنة فوق القبة بمعية وجوار قائدهم قائد الغرّ المحجّلين
وهناك ستنتظرهم مراسيم استقبال وتكريم أخرى أجمل وأهيب وأروع من مراسيم التخرج الأولى
فالأولى هي مراسيم التخرج وعتق رقابهم من النار والتي سيحضرها خزنتها الشداد الغلاظ ويشرّفها رب الملائكة والروح بحضوره مع ملائكته المقربين وحملة عرشه
والثانية هي مراسيم التكريم والدخول إلى الجنة الدرة المعلقة في السماء والتي يرى باطنها من ظاهرها والتي سيقيمها لهم أهل الجنة الذين تُعرف في وجوههم نضرة النعيم
فهذه سيكون المستقبلين لهم بها هم أهل النعيم والحب المقيم المستخلصون من كل القبب بحضور قائدهم قائد الغرّ المحجلين مع رب العالمين
وتلك سيكون المودعين لهم بها وجوه كالحة حاسدة لهم مجموعة كالغنم ولم يبدء حسابها بعد في صفوف عددها 124000 صف على أرض مبسوطة يُرى من في آخرها من حيث يقف أولها ،
وهم الذين سيحسدونهم حسدا لا مثيل له وهم يرونهم من فوقهم يصعدون للسماء فوق قبتهم التي فتّحت أبوابها تفتيحا ونزلت الملائكة وربهم منها
وأن الندم سيأكل هؤلاء الحاسدين يومها أكلا على ما فرّطوا في جنب الله
وأنهم سيحسدونهم ذلك الحسد الكبير لأنهم يعلمون ما سيلاقيه الصاعدون فوق القبة من نعيم مقيم
وأيضا لأنهم لا يعرفون مصيرهم بعد، وهل سيكونون من الذين سينتقلون للدور الثاني أو الآخرة والذين سينجح منهم في أخرها فقط ثلة وقليل منهم
أم سيكونون من الذين سيتم نقلهم بعد انتهاء يوم الحساب لقبة أخرى في توابيت من حديد مقرنين فيها بالأصفاد ليلقونهم منها وهم يضربون وجوههم وادبارهم في جهنمهم الجديدة التي سيتعلمون بها بأصعب الطرق وأقساها ربما لخمسين الف سنة جديدة أشياء ومفاهيم جديدة وهم في عذاب مقيم مقيم مقيم مقيم مقيم مقيم مقيم
فما هي تلك المعرفة النورانية التي سيُكرّم من يصل لها أجمل التكريم؟
اختصار الكلام هو في أن نبدأه من أخره فنقول:
أن المعرفة النورانية هي أن تعرف المكان والزمان وتعرف نوع علاقتك بهما وتعيش حياتك على أساس إيمانك بهذه المعرفة
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ كَانَ إِذْ لَا كَانَ
فَخَلَقَ الْكَانَ وَ الْمَكَانَ
وَ خَلَقَ نُورَ الْأَنْوَارِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ
وَ أَجْرَى فِيهِ مِنْ نُورِهِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ
وَ هُوَ النُّورُ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً
فَلَمْ يَزَالا نُورَيْنِ أَوَّلَيْنِ إِذْ لَا شَيْءَ كُوِّنَ قَبْلَهُمَا
فَـــــلَــــمْ يَـــــزَالا يَــــــجْـــــرِيَــــانِ طَاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ فِي الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ
حَتَّى افْتَرَقَا فِي أَطْهَرِ طَاهِرِينَ فِي عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِي طَالِبٍ ع……إنتهى
فالْكَانَ وَ الْمَكَانَ هما مكانك وزمانك الذي يجري في صلبك
فهما المحيطان بك والمنطويان بك أيضا فيخلقان لك بهذا الانطواء والاحاطة الشعور بالزمكان بكل ما فيه وكل ما جري منك وعليك في ماضيك وحاضرك ومستقبلك
فالمكان الذي خلقه الله تبارك وتعالى أوّل ما خلق إنما خلقه ليستودع به الكان المخلوق معه والمكنون فيه
والمكان سيبقى مكان واحد مهما انقسم الزمان به بعد ذلك وتشعب، أو حسب تعبير الرواية مهما انقسم وتسلسل به الكان لعدة أقسام وسلاسل
فالكان هو الزمان المخلوق مع المكان، فهو منبع حركة الأحداث وتسلسلها في المكان، فهو ينبع فيه كنهر جاري لا يتوقف جريانه
والكان والمكان أو الزمان والمكان هما نفسهما المصباح والمشكاة في أية النور
وهما نفسهما ليلة القدر والقدر المنزّل بها، والذي هو سر الله البحر العميق والطريق المُعْوَج ورحمة الله التي نسأله أن يفتحها لنا ، وهو نفسه الاسم المكنون المخزون
عَنِ الْعَالِمِ ع قَالَ سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقِيلَ لَهُ أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فَقَالَ سِرُّ اللَّهِ فَلَا تُفْشُوهُ
فَقِيلَ لَهُ الثَّانِيَ أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فَقَالَ بَحْرٌ عَمِيقٌ لَا تَلْحَقُوهُ
فَقِيلَ لَهُ الثَّالِثَ أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فَقَالَ طَرِيقٌ مُعْوَجٌ فَلَا تَسْلُكُوهُ
ثُمَّ قِيلَ لَهُ الرَّابِعَةَ أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فَقَالَ ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِه……..بقية الرواية
فأنت يا من تم تأييدك بالنور إذا ما عرفت الكان والمكان وعشت حياتك على أساس هذه المعرفة فإنهما سينورانك بنفسهما ويوصلانك للمعرفة التي تبحث عنها وبها خلاصك
فهما مكانك وزمانك بكل ما فيه من ما جري منك وعليك في ماضيك وحاضرك ومستقبلك وبإمكانهما تبديل صوره وأحداثه كيفما يشاؤون
وقلنا في الكثير مما سبق وكتبناه من المقالات أنك أنت هو مثال الاسم المكنون المخزون الذي أراد أن يرى نفسه على كل صورة وهيئة فألقاك أو ألقى مثاله في كل الخلق
فأنت مثاله الذي ألقاه في اللنفس الناطقة القدسية والتي بعد أن قرنها بنفس حسيّة حيوانية ركبها مع صورة نفس نامية نباتية أو بدن مادي بصورة معينة تحت القبب
وقلنا أنك أنت هو مثال الاسم المكنون وأنّ الاسم المكنون المخزون نقطة الباء هو إمام زمانك الذي يجب أن تعرفه وتتصل به ويظهر لك من باطنك أولا لكي تستحق حينها أن تكون من المقربين أو من أصحاب اليمين
وأنّ أيّ مرتبة نلت منهما فختامك ختام مسك وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
لا أحد يعرف في زماننا هذا وعلى وجه التأكيد إن كان اسمه مكتوب مع المكتوبين أو أنّه من المؤيدين بهذا النور ، فهذا الامر سيخرج منه من كان الناس تعتقد أنه حتما فيه وسيدخل فيه من كانت الناس تعتقد انه أبعد الناس عنه
فالنور إن كان في داخلك سيصلح أمرك في ليلة
وان لم تكن من المؤيدين به فلن تتخرج من مدرسة الحياة تحت هذه القبة في هذه الدورة ولو كنت أعبد العابدين
فلا صعود بلا معرفة نورانية
ولا معرفة نورانية بدون علم رباني
ولا علم رباني بدون هذا النور
ولا نور بدون تأييد رباني
أنت تعيش داخل المكان والزمان
والزمان والمكان منطويان بك
وهما يخلقان لك صور العالم الذي تريد أنت أن تعيشه تماما كما تريد أن تعيشه وبدون تغيير أو تلاعب
لا تقل لي كيف لنور السماوات أن يضلني ويخلق الظلم من حولي
فهو لا يخلق لك ما لا تريده وتعتقد به أنت ، بل يخلقه لك تماما حسب مشيئتك
فأنت مثال المشيئة الاولى التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها
فأنت كمثال للمشيئة الأولى أنت من تخلق عالمك بمشيئتك
فالمشيئة الكبرى خلقتك بنفسك من نفسها وخلقت عالمك بك
المشيئة الكبرى هي العقل الكلّي
وأنت كمثال للمشيئة الكبرى أنت هو العقل الجزئي
فأنت رأس من رؤوس العقل الكلّي الملك الذي له رؤوس بعدد الخلائق من خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ
والعقل الكلّي بكل قواه واسمائه العظمى والحسنى والفاعلة محيط بك ومنطوي بك كعقل جزئيّ تماما كما أنّه منطوي بكل العقول الجزئيّة الأخرى أيضا ليخدم مشيئتك التي هي مثال مشيئته فيخلق لك صور مشيئتك كيفما تشائها
وأمرك كنفس أو كعقل جزئي أو كمثال للمشيئة في عقل واحد كلّي أو مشيئة واحدة كبرى ترعاه وتقوم على كل أمره
هو أشبه ما يكون بأن تكون برنامج صغير ذاتي المشيئة في كمبيوتر عملاق يجعلك بقدرته وعلمه تشعر أنك حيّ ترزق وتقوم وتقعد بجسد هو من سيحدد لك صورته الجديدة في كلّ كرة حياة جديدة ستكرها وحسب الموازين الثابتة التي قدرها من البداية تقديرا
وهو من سيركبك فيها في عالم خاص بك يخلقه لك وحدك ويجعلك تشعر به أنّك تشارك به الكثير من العقول الجزئية الأخرى
وعملية إشغالك في تلك العوالم هي من أجل تعليمك ورفع مستوى وعيك الذي يجب ان ترفعه بنفسك وارادتك ومشيئتك خلال رحلة وجودك الطويلة
ويمكنك أن تتصور انك تعيش بعالم كامل مخصص لاشغالك إن انت توقفت وانشغلت به
أو لتعليمك وتفهيمك به إن أنت بحثت عن العلم والفهم والمعرفة وأنت تعيش أحداثه
فنفس الزمكان مخصص للأمرين معا
وأنت فقط كمثال للإسم المكنون من تختار الهدف أو الأمر الذي تريده وتسعى له
وهو سيخدمك ويريك بكل أمانة صِور مشيئتك يا مثال الاسم المكنون ويا مثال المشيئة الكبرى ويا أيها العقل الجزئي
لو وصلت لفهم الزمكان وعلاقته بك وعلاقتك به فستعيش حالة المراقبة لكل ما يجري من حولك في زمكانك من جميع ما ومن هم حولك ،
ومع التفكر الدائم بكل ذلك ستجد أن الزمكان سيجيبك على كل ما تبحث عنه
فهو ليس عدوّك بل تستطيع أن تقول أنه خادمك
فهو سيدك وولي نعمتك لكنه بنفس الوقت هو خادمك
فمقولة سيد القوم خادمهم تنطبق عليه في وصف العلاقة بينكما تمام الانطباق
بل هو مصداقها الأكمل والأتم
في هذه الحالة ما لو وصلت لها وأمنت بها فعليك أن تتعامل مع الجميع على أنهم موجودات عالمك أنت فقط ،
وانهم كلّهم موجودون من حولك إمّا لاشغالك وامّا لتعليمك
وأنت من ستحدد لزمكانك ماذا تريد منه أن يفعل لك وعليك،
تريد منه أن يشغلك لتتعلم أكثر؟
بوووووووم ،، سيفجّر لك حياتك تفجيرا بالاحداث والمشاغل والملاهي
تريد منه أن يعلمك ويُفهمك؟
فعليك أن تنعزل وتنفرد به وحده حينها
وسيؤيدك حينها بنوره ليأخذ بيدك
فأنت محاط بالنور والنور منطوي بك وأنت منطوي بالنور
وهذا النور الأنور الأنور هو مكانك وايامك وشهورك وسنينك
وهو صلاتك وصيامك وحجك وزكاتك
وهو جميع ما ومن حولك
وستجد حينها إن أنت عشت بهذه الطريقة أن عالمك أو زمكانك سيبدء يجيبك عن كل ما تبحث عنه من الاجوبة
وكل سؤال ستتفكر به وتبحث له عن اجابة فإن زمكانك سيجيبك عنه
وستجد أن أيّ سؤال ستسأله وتصل لك اجابته عن طريق معلومة جديدة ستصل لك بأي طريقة يختارها الزمكان فإنها ستترتب تماما بجانب المعلومة التي حصلت عليها سابقا
وحينها فان الصورة ستكتمل عندك بقدر تلك الصور الجزئية التي جمعتها حتى الان من اجابات مجموع الاسئلة التي بحثت لها عن اجابات
تصور انك تقوم بتجميع اجزاء الصورة الواحدة المقطعة لأف جزء وجزء وتم بعثرتها في الزمكان
ورحلة حياتك ووعيك في الزمكان هي لتجميع أجزاء تلك الصورة الكبيرة وببذل مجهود فكري وعقلي في تركيبها بجانب بعضها البعض
مهمّة حزب الشيطان جنود الجهل ووزيرهم الموكلة لهم من رب العالمين هي أن يتلاعبوا بعقائدك بكل صورة ممكنة ومدروسة ومخطط لها بعناية كبيرة تحت هذه القبة الزمكانية ، وذلك لكي يشتتوا صور مشيئتك في كل الاتجاهات
فأنت تشاء ما تعتقد به ، وحين يتلاعبون بعقائدك بشكل مرسوم فإنهم بذلك إنما يوجّهون مشيئتك باتجاهات مرسومة بدون أن تعلم او أن تشعر بذلك
ولكي تخرج من دائرة تلاعباتهم وسيطرتهم فإنك ستحتاج لمن يصحح لك اعتقاداتك الزائفة التي زرعها بك حزب الشيطان عبر الزمكان باعتقادات صحيحة
ولن تتوفّق لتلك الاعتقادات الصحيحة الا بتأييد رباني
وهذا التأييد هو بهذا النور الذي يؤيد به رب العالمين من يشاء من عباده
والناس جميعا سيبقون يدورون في فلك ما يرسمه حزب الشيطان لهم
ومن ضمنهم المؤيّدون بالنور أيضا، فهم سيبقون محبوسين مع غير المؤيدين به في دائرة ما يرسمه الشيطان وحزبه لهم من الافكار والعقائد
وسيبقون محبوسين معهم حتى ينتبهوا أخيرا للنور المكنون في دواخلهم وقعر وجودهم فيتصلون به ويبدؤون بأخذ علمهم منه وعنه
ويبدؤون ينظرون من خلال هذا النور فتصبح لهم بهذا النور فراسة ينظرون بها فتنير لهم الطريق
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ ع
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ
فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ……..إنتهى
فلا تيأس لأنك ظاهرا لا تشبه من ظاهرهم يوحي لك أنهم حتما من المؤيدين بهذا النور وهم يشنعون على من عقيدتهم تشبه عقيدتك ويسمونها بابشع الأوصاف فـ:
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ
أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ:
إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ ع خَرَجَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ
وَدَخَلَ فِيهِ شِبْهُ عَبَدَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ……إنتهى
فالذين سيدخلون بهذا الأمر ليسوا في حقيقتهم عبدة للشمس ولا للقمر
لكن الملبسون الكافرون يُلبِسون الناس عقائد ما أنزل الله بها من سلطان
فيُـلبِسون تلك العقائد أجمل أوصافهم وحللهم العقلية
وبنفس الوقت فإنهم يَـكْـفِـرُون عنهم الصحيح منها بأتربتهم وقاذوراتهم وتشنيعاتهم،
فينفّرون الناس بالتكفير من الصحيحة ليهربوا بإرادتهم منها
ويحبّبون لهم المنحرفة بالتلبيس فيتلبّسونها أيضا بإرادتهم وهم فرحون
ولن ينجيكم من حبائلهم إلا نوركم المودع بكم
والذي ان اتصلتم به وعلّمكم فإنكم سترون أن ما بيدكم هو جوهرة ودرّة نفيسة لا مثيل لها
ولن يضركم أو يزعزعكم عن إيمانكم حينها بهذه الجوهرة لو قال لكم أهل الأرض جميعهم أنها حجرة وليست جوهرة
ما تحتاجونه هو فقط أن تنتبهوا لنوركم المودع بكم وأن تناجوه وتنصتوا له ،،
فهو موجود هناك في أصل وجودكم منذ زمن بعيد
وقد أوصل من قبلكم السابقون السابقون لمبتغاهم
وأوصل كذلك الكثير من أصحاب اليمين من ثلّة الأولين لمبتغاهم
ولم يبقى منهم الكثير
فإن كنت تريد أن تكون من ثلّة الاولين من أصحاب اليمين فلا تتأخر بالبحث عنه والاتصال به بكل ما اوتيت من قوة وعزيمة
فإن تقاعسك وتكاسلك عن البحث عنه والاتصال به وانشغالك بمغريات ومشاغل هذه الحياة الدنيا الدنيّة سيؤخّرك ربما لـ 25 ألف سنة قادمة قبل أن تكون من ثلّة الآخرين ، وربما ستكون آخر ثلّة الآخرين وصولا
إبدء بالبحث عنه ولن يُخفي عنك نفسه أبدا
فهو مُودع بك لكي يصعد بك للأعالي لا لكي يخادعك ويخاتلك ويبقيك في الأرض
تحتاج فقط لأن تصفّي النيّة وتطلبه من أجل العلم والمعرفة الصحيحة فقط وليس لكي يعينك على تحقيق أيّ هدف زائف آخر هو من ضمن ملهيات ومغريات عالم اللهو واللعب
فهو موجود معك لينقذك أنت وليس لينقذ الأميرة النائمة أو المحبوسة في الغرفة الصغيرة أعلى البرج والتي تحلم بانقاذها
وليس لكي ينقذ الملك الذي سحرته الساحرة فاصبح بجعة سوداء
ولا لكي يحقق لك دولة العدل التي تحلم بها تحت القبة
فهذه الدولة لكي تتحق وترى النور يجب أن يكتمل عدد رجالها ولن ترى النور أبدا الا باكتمالهم
ثلة الأخرين عددهم سبعون ألفا سيركبون نجائبهم بجانب قائدهم قائد الغرّ المحجلين، والذين وصل فعلا للغاية منهم ربما ستون او خمسة وستون أو سبعون ألفا الّا 313
فـ عدد الذين لم يصلوا بعد مجهول لنا حتى الأن
لأنه لا يعلم عدد من وصل منهم للغاية الّا الخزنة والملائكة ورب العالمين
فماذا تنتظر؟
فصفّي نيتك
واعقد العزم
وأكثر معه المناجاة الخفية
وتوسل برب البرية وخيرها
وأسأله أن يفتح لك عيني قلبك لتشاهد بهما ما كان غائبا عنك
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله:
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَتَحَ عَيْنَيْ قَلْبِهِ فَيُشَاهِدُ بِهَا مَا كَانَ غَائِباً عَنْه……إنتهى
عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعته يقول: «أنتم والله الذين قال الله: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
إنما شيعتنا أصحاب الأربعة أعين: عينين في الرأس، وعينين في القلب،
ألا والخلائق كلهم كذلك، إلا أن الله فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم»……إنتهى
يجب أن تعرف حقيقة علاقتك بالزمكان لكي تكون مؤهلا لأن تبدء رحلتك الجديدة معه في مرحلة جديدة
فغاية الزمكان أن يوصلك لأن تفهم الزمكان فهما حضوريا حين يوصلك لأن تكون أنت أيضا زمكان
ففي يوم ما من رحلة وجودك الطويلة ستتعلم كيف تبني قبّة وكيف تتصل روحيا وعقليا مع جميع من سينزلون تحتها
لتصبح حينها شجرة واحدة من ضمن أشجار الخلق الكثيرة ولك فروع وأغصان وأوراق وشجرة النور الأنور الاول مكنونة فيك وفيها كلها.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:
يَا عَلِيُّ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى
وَخُلِقْتُ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ
أَنَا أَصْلُهَا وَأَنْتَ فَرْعُهَا
وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ أَغْصَانُهَا
وَشِيعَتُنَا أَوْرَاقُهَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ…….إنتهى
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين