*179* أنا النقطة ، أنا الإسم المكنون، أنا عين الله الناظرة

  • Creator
    Topic
  • #2100
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنا النقطة ، أنا الإسم المكنون، أنا عين الله الناظرة
    الثاني: هلا أخبرتني ووضّحت لي كيف يمكن أن يكون هو النقطة وهو الإسم المكنون وهو عين الله الناظرة؟ فلقد أختلطت عليّ المعاني والكلمات!!!!!!!!!!
    الأول: لعلك تعتقد أن هذه المعاني متعددة؟
    الثاني: مع كل هذه الكثرات المتكثّرة من الموجودات التي اراها وأشعر بها من حولي فلا بد أن يكون الامر كذلك
    الأول: إسمح لي إذن أن اقول لك أنك جاهل من الجاهلين
    الثاني: بالتأكيد انني كذلك ولذلك كلما عظُمت عليّ الأمور والتبست عليّ المعاني لجأت إليك
    الأول: ألم تسمع قول المولى جلّ شأنه أن العلم نقطة كثّرها الجاهلون؟
    الثاني: نعم سمعتها بالتأكيد ، وكثيرا ما تغنّيت بها أمام أقراني من الجاهلين وكأنني أفهمها، ولكنني فعلا وحقيقة لم أفهم معناها حتى الأن
    الأول: أجمل ما فيك أنك معي وأمامي دائم الإقرار بالجهل والنقص، لكن ما يعيبك في الباطن هو أنك أمام الناس دائما ما تدعي العلم والفهم، وهذا دليل على أن باطنك لا يشبه ظاهرك وهذا نقص لا يغتفر
    الثاني: لا أملك الا أن أقول بمحضرك وأنت تعلم ما في نفسي : عسى بحث الأيام وسهر الليالي برفقتك ومجالستك أن يجعل باطني مثل ظاهري سواء بسواء
    الأول: دعك بمحضري من هذا النفاق واكتفي بالصمت والسؤال منّي عند الحاجة
    الثاني: ——
    الأول: لولا أنني آمل بك خيرا لهجرتك منذ زمن بعيد ولم أسامرك
    الأول مستمرا بحديثه:
    النقطة هي فعلا هي الاسم المكنون وهي عين الله الناظرة أيضا ، بالإضافة الى أنها هي العقل الذي هو وسط الأشياء كلها، ولتفهم ذلك يجب عليك أن تدخل في النقطة وتبصر الحقيقة من داخلها
    الثاني: وكيف لي أن أدخل في الإسم المكنون وهو مكنون بي؟
    أينفع أن أدخل في المكنون بي فأصبح أنا المكنون به بعد أن كان هو المكنون بي
    الاول: أنت بالفعل مكنون به منذ البدء ولا تزال مكنون به وستبقى مكنون به الى الأبد
    الثاني: إذا كيف أصبح هو مكنون بي؟
    أفلا يعني ذلك أنني قد خرجت منه وعاد هو ليستكنّ بي بعد أن أنزلني تحت القبب وسيبقى مكنون بي حتى بعد أن يرفعني فوق القبب؟
    الأول: بل القبب وكل ما على وما في الأرض تحت القبب وكل ما ومن فوق القبب كانت ولا تزال كلها مكنونة به،،
    فهو مكنون في كرسيّه وكرسيّه وسع السماوات والارض ،، فكلها كانت منذ البدء مكنونة بالنقطة وهي لا تزال مكنونة بها وستبقى مكنونة بها الى أبد الأبدين
    الثاني: فكيف هو الظهور إذن؟ ومن ماذا الظهور؟
    الأول: ستفهم ذلك حين آخذك معي في رحلة عقليّة الى باطن النقطة
    الأول مسترسلا بحديثه: سأعطيك الآن القدرة التي تعتقد أنك تحتاجها وتطلبها لكي تبين لي فهمك للإسم المكنون، فأي قدرة تطلبها لذلك؟
    الثاني: مممممممم ، حسنا، أريد بصر حديدي أستطيع أن أغوص به في المكان حتى أصل لقعره ودركه الأسفل الذي لا أسفل منه وهناك سأجد النقطة
    الأول: حسنا، لك ما تريد من القدرة وهي طوع بنانك من هذه اللحظة، فاختر أي بقعة من المكان وأبدء بتكبيرها أو تصغيرها بعدد المرات التي تشائها تماما بنفس الطريقة التي تكبّر بها الصورة على شاشة الأيباد أو الموبايل
    الثاني نظر أمامه وحدد بقعة مكانية وبدء يحرّك أصابعه عليها من مركزها لمحيطها ثم عاد لتحريكها عليها من مركزها لمحيطها مرة أخرى وأخرى وأخرى وكانت الصورة تكبر من أمامه في كل مرة منها درجات ودرجات ودرجات كما في هذا الفلم التوضيحي
    The Scale of the Universe
    بعد فترة من الزمن بدا بوضوح فيها أن الثاني قد تعب من التكبير ولم يصل بعد الى حيث يريد فقاطعه الأول قائلا: أخبرني الآن هل وصلت للإسم المكنون
    الثاني: يبدو أنني لم ولن أصل له ، ويبدو لي أن السبب في ذلك هو قصور العلم حتى الآن عن إدراك ما هو أصغر أو أكبر  الأشياء
    الأول: بهذه الطريقة من البحث لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء أو أكبرها
    ويبدو أن معلوماتك أنت أيضا قاصرة، فالعلماء المعاصرين أدركوا فعلا من خلال علم الرياضيات والهندسة الكسيريّة أنهم لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء كما سترى ذلك في هذا الفلم التوضيحي
    Deepest Mandelbrot Set Zoom Animation ever
    فهم قد أدركوا أن العالم لا متناهي في الصغر ولا يمكن أن ينوجد له قعر أو نهاية لأن أساسه ليس أساس مادي بل أساس معلوماتي ، فأعلنوا عجزهم عن بلوغ قعره
    الثاني: وهل توقفوا عن البحث عن مصدر الوجود ومنبعه بعد إعلانهم عن العجز ؟
    الأول: بالتأكيد كلا، فالعقل البشري لا يقبل بالإستسلام أبدا
    الثاني: ماذا فعلوا إذن؟ وكيف أكملوا طريق بحثهم؟
    الأول: نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود، وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ، بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات وأنه موجود ومستتر مع كل موجود
    وفي روايات أهل البيت ستجد ما يشبه كلام العلماء هذا عن الثقب الأسود
    فلقد ورد بأكثر من لفظ أن الله أول ما خلق خلق مرآة مظلمة أو نور ظلّي
    الرواية الأولى:
    بداية النقل:
    يَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى) أَوَّلُ مَــــــــا خَــــــــلَــــــــقَ الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ،
    قُلْتُ: وَ مِمَّا خَلَقَهُ؟
    قَالَ: خَلَقَهُ مِنْ‏ مَـــــــشِـــــــيـــــــئَـــــــتِـــــــهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً
    أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى): أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
    خَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءً
    ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً
    فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
    فَرَأَتْ نَفْسَهَا
    فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُـــــــوِّنُـــــــوا بَـــــــعْـــــــدَ أَنْ لَـــــــمْ يَـــــــكُـــــــونُـــــــوا
    وَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْ‏ءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ…..إنــــــــتــــــــهــــــــى النقل
    كما وأطلقوا سلام الله عليهم في بعض الروايات على هذا المخلوق الأول النور الظلّي إسم “ليلة” بسبب ظلمته، وهي ليلة القدر ،،
    ((((خَلَقَهُ ((الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ)) مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))
    ولذلك فإن النور الظلّي والتي هي نفسها ليلة القدر أصبحت حجة على الأظلة يعني أصبحت حجة على الأئمة،،
    لأن النور الظلّي الجامع أو ليلة القدر هي الكيان الجامع للأظلة كلهم وهم أجزائها ((((خَلَقَهُ مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))
    فالمشيئة المخلوقة بنفسها هي مصدر النور الظلّي أو ليلة القدر ،،
    ونفس المشيئة أو الإسم المكنون قسّم هذا النور الظلّي الواحد الى ((12 قسم)) أو ((12 محور جميعها تنبع من نقطة واحدة وهذه النقطة هي التي أشير لها دائما بالرقم 9))
    و في بعض رواياتهم الأخرى أطلقوا على هذا النور الظلّي إسم “ظل النور”
    20- الْكَافِي، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:
    قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عِتْرَتَهُ الْهُدَاةَ الْمُهْتَدِينَ
    فَكَانُوا أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
    قُلْتُ وَ مَا الْأَشْبَاحُ؟
    قَالَ ظِـــــــــــــلُّ الـــــــــنُّـــــــــــورِ
    أَبْدَانٌ نُورِيَّةٌ بِلَا أَرْوَاحٍ
    وَ كَانَ مُؤَيَّداً بِرُوحٍ وَاحِدٍ
    وَ هِيَ رُوحُ الْقُدُسِ
    فَبِهِ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَ عِتْرَتُهُ
    وَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ حُلَمَاءَ عُلَمَاءَ بَرَرَةً أَصْفِيَاءَ
    يَعْبُدُونَ اللَّهَ بِالصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ السُّجُودِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّهْلِيلِ
    وَ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ وَ يَحُجُّونَ وَ يَصُومُونَ …..إنــــــــتــــــــهــــــــى الـــــــنـــــــقـــــــل
    وأطلقوا عليه في رواية أخرى صفة أخرى وهي أنه ” الظُّلْمَة”
    78- تَنْبِيهُ الْخَاطِرِ، لِلْوَرَّامِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ:
    إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوَّلَ مَا خَلَقَ الْخَلْقَ
    خَلَقَ نُوراً ابْتَدَعَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ
    (((يعني خلق المشيئة الأولى التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها او الإبداع الأول الذي بدء الخلق منه)))
    ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ ظُلْمَةً
    (((يعني خلق الظلمة من الإبداع الأول او من المشيئة الاولى)))
    وَ كَانَ قَدِيراً أَنْ يَخْلُقَ الظُّلْمَةَ لَا مِنْ شَيْ‏ءٍ
    كَمَا خَلَقَ النُّورَ مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ
    ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الظُّلْمَةِ نُوراً ((الظلمة هنا هي الدائرة أو العقل الكلّي، والنور الذي خلق منه الدائرة هنا هو النقطة أو الاسم المكنون أو الرقم 9))
    وَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ
    (((والياقوتة هي نفسها النفس الكلية الالهية أو الجوهرة الحية بالذات ،، ومعنى أن غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ هو أنها وسعت السماوات والأرض ، وذلك يعني أنّ هذه الياقوتة هي نفسها كرسيّه الذي وسع السماوات والأرض))
    ثُمَّ زَجَرَ الْيَاقُوتَةَ فَمَاعَتْ لِهَيْبَتِهِ فَصَارَتْ مَاءً مُرْتَعِداً
    (((وهذا يعني أن نفس الياقوتة المائعة أو الجوهرة الحية بالذات هي نفسها أصبحت بزجرِه لها هي الماء بكل جزيئاته، وزجره لها وخضوعها له هو نفسه استوائه عليها ))
    وَ لَا يَزَالُ مُرْتَعِداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
    ((لأنه لا زال مستويا عليها من البدء والى يوم القيامة))
    ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ نُورِهِ وَ جَعَلَهُ عَلَى الْمَاءِ
    ((عرشه هو نفسه الذي وصفناه سابقا أنه مكعبات متراصفة بجانب بعضها البعض وفوق بعضها البعض،، وبتعبير عصري فإن عرشه هو النسيج الكوني أو كما جاء بالتعبير القرآني البحر المسجور والذي فسره أمير المؤمنين بأنّه البحر المحيط بالعالمين))
    وَ لِلْعَرْشِ عَشَرَةُ آلَافِ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ
    كُلُّ لِسَانٍ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ لُغَةٍ ((يعني 100 مليون لغة))
    لَيْسَ فِيهَا لُغَةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَى وَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ مِنْ دُونِ حُجُبِ الضَّبَابِ……إنــــــــتــــــــهــــــــى النقل
    ويعني بهذا أن الماء أو الكونداليني والذي هو قوة الحياة أنّه هو روح العرش ،
    وذلك يدلنا على أنّ منزلة الماء من العرش هي كمنزلة الروح من الجسد
    وكلاهما قد اتحدا بجسد واحد جوهري،،
    وتعبيري هنا ((جسد واحد جوهري)) هو نفس تعبير أمير المؤمنين عليه السلام الذي جاء في حديث المعرفة بالنورانية أنّ نوره الأول الذي قسمه نصفين وجمعهما سوية هما الجسد الواحد جوهري
    ((فقسم الله ذلك النور نصفين نبي المصطفى ووصي المرتضى فقال الله عز وجل لذلك النصف كن محمداً وللاخر كن علياً ، هما شيء واحد ومعنى واحد ونور واحد اتحدا بالمعنى والصفة وافترقا بالجسد والتسمية فهما شيء واحد في عالم الارواح وكذا في عالم الاجساد فجمعها في جــــــســــــد واحــــــد جــــــوهــــــري وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر…..إنتهى)))
    الأن وقبل أن نستمر بالكلام سنسأل أولا السؤالين التاليين ثم سنبحث عن أجابتهما في الروايات التي بين أيدينا
    السؤال الأول: ماذا يوجد في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟
    وجواب السؤال الأول من الروايات هو:
    يوجد فيه 12 ألف ألف قبة، لو وضعنا قبتنا هذه في إحداها لم تكد تبان من صِغر حجم قبتنا هذه التي تحوينا بالنسبة لحجم بعض تلك القبب، وتحت كلّ قبة منها جرت أحداث ولادة ألف ألف آدم وذرياتهم
    السؤال الثاني: وماذا يوجد أيضا في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟
    وجواب السؤال الثاني من الروايات هو: يوجد حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِم‏……إنتهى
    الأول مسترسلا بحديثه: قلنا قبل قليل أن نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود، وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ، بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات وأنه مستتر في كل الموجودات
    الثاني: إلى أين تريد أن تصل من كل ذلك؟
    الأول: ما أريد أن أقوله هو أنك لكي تصل للإسم المكنون لا تحتاج لأن تذهب عميقا في الموجودات لتصل الى أصغرها أو أكبرها،
    فهو ليس ألطفها أو أكبرها بل هو أخفاها لأنه اختفى بها عنها،
    ولأنه اختفى بها عنها فأنّك مهما تعمقت بالبحث عنه في الموجودات الظاهرة فإنك لن تصل له أبدا،، فهو مكنون في نفس الوجود المكنون  في نفس الموجودات والمستتر بها،
    فهو بذلك موجود في كل مكان لأنه مستتر في نفس الـ موجودات في المكان ،،
    فهو هنا وهناك
    فوق وتحت ومع وقبل وبعد كل شيء،
    وبهذا الفهم كان يمكنك أن تصل له مباشرة بالقدرة التي كنت سأعطيها لك ما لو أنك سألت القدرة على النفاذ إلى نفس لوح التجلي المظلم ،
    أو النفاذ مباشرة الى الثقب الأسود،
    فأنت يهذه القدرة كنت تستطيع حينها  وبحركة بسيطة أن تفتح ثقب أسود لتدخل فيه
    الثاني: نحن بها، فإنني أسألك الآن هذه القدرة
    الأول: هي طوع بنانك إذن منذ هذه اللحظة، لكننا لن نستعملها الآن، بل فقط بعد أن يكون عندك تصور إجمالي عن ما ستشاهده حين تدخل هناك
    الثاني: فكلّي آذان صاغية إذن
    الأول: بعد كل ما خضناه سوية حتى الآن من الحوار أصبحت تدرك أن الوجود كله هو وجود عقلي كلّي واحد ، أو حسب التعبير الروائي هو عقل كلّي واحد له رؤوس بعدد الخلائق ما كان وما يكون منها، وهذا العقل الكلّي الواحد هو نفسه الكان والمكان وهو نفسه ((الظلمة أو الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ))
    فهو المحيط بكل العقول الجزئية والمسبب لكل النور الذي ستعتقد تلك العقول الجزئية أنها تراه وتشعر به
    الثاني: نعم أصبحت أدرك ذلك بالفعل وإنني أحاول دائما أن أصوغ أفكاري ومعتقداتي بما يتوافق مع هذا الإدراك
    الأول: في رحلتنا هذه سنحاول أن نستكشف العقل من داخله ، وكيف تتم نفس عملية الرؤية وليس من خلال ما تراه العين
    الثاني: لم أفهم مرادك جيدا، أرجو التوضيح
    الأول: حسنا سنعود لمثلنا الذي كنا نتحدث عنه دائما ومفاده أنك مجرد عقل جزئي أو برنامج صغير في كمبيوتر عملاق أو في العقل الكلي
    وأنك كبرنامج او كعقل جزئي تعيش في عالم يصممه لك نفس الكمبيوتر العملاق ،، وأنك كبرنامج أو كنفس جزئية ترتبط بجسد موجود تحت القبب ولك به عينان ، وتعتقد أنك ترى من خلالهما جميع ما تراه من الصور والاحداث الملونة بجميع الالوان ،
    بينما الواقع من هذا المثل هو أنك محاط فعلا بالظلام من كل مكان ، وما حقيقة رؤيتك لأطياف النور وألوانه وصوره الّا شعور يوحيه لك نفس الكمبيوتر أو العقل الكلي ، ولا حقيقة خارجية فعلية له خارج عقلك الجزئي
    وحينها فإنك لو أردت أن تدخل للعقل من خلال عينيك فإنك لن ترى نفس مكونات العقل بل ستبقى تجري في المجاري التي تجري داخل العقل ولن تستطيع أن تراها من خارجها
    الثاني: وكيف السبيل إذن لرؤية تلك المجاري من خارجها؟
    الأول: السبيل الى ذلك هو أن تفتح ثقب من سطح العقل لتدخل منه للعقل وتتجول به بوعي آخر غير الوعي الذي ترى به الامور من خلالها،
    وحينها فقط سترى أجزاء العقل ومجاريه وأسبابه التي تجرى عملية الرؤية العقلية بها
    الأمر هنا أشبه بأن تفتح ثقب بقشرة الدماغ وتدخل منه لاستكشاف أجزاء ومجاري المخ المسببة للرؤية العقلية بكل صورها ومشاعرها
    الثاني: فهمت قصدك الآن ، فالثقب الأسود هو الثقب الذي سندخل منه الى داخل العقل لنرى أجزائه
    الأول: نعم هو كذلك، وأنت تعرف سلفا أن جميع أجهزة الاحساس في البدن من رؤية وسمع وإحساس وشمّ وغيرها تنقل معلوماتها عبر المجاري العصبية حتى تصل بها للعين الثالثة أو الغدة الصنوبرية المتمركزة في وسطه كتيار معلوماتي كهربائي مستمر بشكل متوازي ومتزامن  
    لتقوم العين الثالثه وما يحيط بها من الغدد القريبة بعد ذلك بدمج جميع تيارات تلك المعلومات الواصلة لها لتكون منها صورة واحدة متكاملة ومتزامنة يعيشها ويراها مثال الإسم المكنون الذي يسكن فيها كعالم واحد متحركة به صوره على الدوام ومشاعره مستمرة بلا توقف
    الثاني: بدأت الصورة تتضح لي الآن أكثر وأكثر
    الأول: عندما ستفتح الثقب الأسود وندخل منه سوية فإننا سندخل في الظلمة، وستختفي صورة العالم المضيئة والملونة التي اعتدت أن تراها من حولك دائما،
    وتلك المجاري والغدد ستبدو لك وكأنها نقاط ضوء وكأنها قبب من نور مختلفة الأحجام منتشرة في الظلمة وتتصل فيما بينها بشبكة إشعاعات نورية خيطية وكأنها خيوط من نور
    من بعيد سترى في وسط الظلمة نور جميل شعشعاني باهر ألوانه وسيبدو لنا من بعيد حين ننظر له وكأنه قبة شعشعانية
    لكن حين سنقترب منها ستبدو لنا وكأنها عين جميلة ملونة بكل الألوان الجميلة التي لم تراها سابقا حتى في أحلامك وخيالك
    هذه العين النورانية الشعشعانية بالنسبة للعقل الكوني الكلي كنسبة العين الثالثة لنا
    وعن يمينها سترى قبة منيرة نورها  نور دافئ أصفر ساطع وستبدو هذه القبة لنا من بعيد وكأنها شمس متوهجة منيرة
    وعن يسارها سترى قبة منيرة نورها نور بارد أبيض شديد البياض ومن شدة بياضه سيبدو وكأنه يميل قليلا للأزرق الفاتح وستبدوا القبة من بعيد وكأنها البدر في وسط السماء المظلمة
    أمام قبة الشمس و قبة القمر سترى قبتين وكأنهما فرقدين
    ومن وسط العين الجميلة الشعشعانية سترى أنه يشع من وسطخا إثني عشر عامود من نور الى مختلف أقطار السماء وينتهي كل عامود منها بقبة منيرة ستبدو لنا من بعيد وكأنها نجم منير في السماء
    ثمانية قبب منها أبعد من أربعة
    وستبدو القبب الثمانية متساوية في البعد عن العين وكأنها مستقرة على ثمانية أركان
    والقبب الأربعة الباقية أيضا ستبدو متساوية في البعد عن العين وكأنهم يربطون بين الأركان الثمانية
    داخل حدود هذه القبب الاثني عشر سنرى نقاط ضوء كثيرة ، بعضها سيبدو لنا صغير وبعضها كبير
    وليس شيء من الأنوار الصغيرة والكبيرة هذه هو أبعد من هذه القبب الإثني عشر أو يقع خلفها،، وكأن هذه القبب الإثني عشر ترسم فيما بينها حدود الظلمة الحاوية لكل شيء، فهم اقطار وحدود الظلمة وأركانها ، والظلمة تحيط بهم من كل جانب ((ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ))
    ومهما حثثت بالمسير نحو قبة منها ومهما طال بك الزمن لم يمكنك أن تصل لها ، وكأنها تجري من أمامك بنفس سرعة جريك نحوها، ومعها ستبدو لك باقي القبب الإثني عشر وكأنها تجري نحوك بنفس سرعة جريك منها
    فهي محيطة بالكل دائما وأبدا ،، فالكل في البعد والقرب من تلك النجوم الإثني عشر دائما على سواء
    وبذلك تكون تلك النجوم الإثني عشر محيطة دائما وأبدا بكل برج من تلك الابراج الثَلَاثِينَ أَلْفَ والتي كل بُرْجٍ منها فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ من مجموع أصناف الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِم
    وذلك يعني أن تلك النجوم الاثني عشر محيطة بــ 900 مليون صنف من الخلائق بأَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِم
    لا يشبه أيّ صنف منها بصفاته صفات أيّ صنف أخر والذين يتكلمون بــ 100 مليون لغة مختلفة تحت 12 مليون قبة وكل منها كان فيهم ألف ألف آدم سابق وسيكون فيهم ألف ألف أدم لاحق ويتبعهم ألف ألف أدم جديد وسيستمرون بالتوالي على هذه الصورة ما دامت السماوات والأرض
    أدم وذريته بعد أدم وذريته بقصص وأحداث متصلة بعضها ببعض ومختلفة أحداثها وصورها عن بعضها البعض
    كل أحداث تلك القصص يقوم نون والقلم بسطرها من كل أمر حكيم قصة بعد قصة بعد قصة ولكل قبة وصنف من أصناف الخلائق ، لتقوم الملائكة والروح بعد ذلك بالتنزل بإذن ربها من كل أمر حكيم سطره نون والقلم ،، وعلم كل ذلك مخزون ومودع في الإسم المكنون الإمام المبين والكتاب المبين والقرآن العظيم
    ونون والقلم يستقون علم كل ذلك منه ويسطرونه قبل أن تقوم الملائكة والروح والنجوم الإثني عشر بعد ذلك ببرء ذلك العلم المكنون فتخرجه ببرئها له لنفسها من عالم المكون والخفاء في الاسم المكنون لعالم الظهور والشعور لها،
    الثاني: لقد جَمُدت والله أطرافي من هذا الوصف  
    الأول: فماذا تقول إن قلت لك أنني لم أصف لك حتى الآن من حقيقة الأمر ولو حتى على قدر ألف غير معقوفة
    الثاني: وماذا يمكنني أن أقول غير جل جلالك أيها الإسم المكنون وجل شأنك أيها الإسم المكنون
    لقد كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِك أيها الإسم المكنون
    وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِك أيها الإسم المكنون
    وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِك أيها الإسم المكنون
    وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِك أيها الإسم المكنون
    وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيم لِعَظَمَتِك أيها الإسم المكنون
    فَلَكَ الْحَمْدُ أيها الإسم المكنون مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً
    وَصَلَواتُك أيها الإسم المكنون عَلَى رَسُولِك النجوم الأثني عشر أَبَدَاً
    وَسَلامُك أيها الإسم المكنون دَآئِماً سَرْمَدَاً
    الأول: هــــــا، هل تعتقد أنك جاهز الآن للدخول في الظلمة لتستكشفها؟
    الثاني قال بعد أن بدء يحكّ قمة رأسه ويضغط على فكيّه ويصدر من غير شعور أصواتا مبهمة مممممممممم، إيييييي، آآآآآآآآآآآآآآآآه
    أرجوا أن تعفيني من ذلك الآن، فانني أشعر انني إن دخلت معك هنا سأفنى وأنتهي وأصعق وأموت بمجرد أن أطلع على الحقيقة كما هي هي ، وأظنني لن يصبح صباح يومي المقبل عليّ إلا وقد شاب شعر رأسي ولحيتي وانكسر ظهري، فاعفني الآن من ما تطلبه منّي
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • Author
    Replies
  • #2102
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
    هذا المقال هو التكملة أو الجزء الثاني لمقالة سابقة نشرناها قبل فترة بعنوان
    أنا النقطة ، أنا الإسم المكنون، أنا عين الله الناظرة
    فلذا أنصح من يريد أن يقرء هذا المقال بأن يقرء الجزء الأول منه قبل أن يبدء بقرائة هذا المقال أو على الاقل أن يطلع عليه إطّلاعة سريعة ليتذكر مضمونه إن كان قد قرئه سابقا لكي تكتمل الفكرة والصورة عنده من هذا المقال
    الثاني: أعتقد أنني أصبحت جاهزا للذهاب معك في هذه الرحلة
    الأول: ما أبطئ استعدادك وقابلياتك أيّها الأدمي ، فلقد لزمك شهرين حتى تصبح جاهزا لهذه الرحلة
    الثاني: أنت أدرى منّي بحالي ، فما عساي أن أقول؟
    الأول: لا عليك ، لا تحتاج لأن تقول شيء، دعنا ندخل مباشرة في الموضوع
    الثاني: كما تريد
    الأوّل: قبل أن نستأنف الحديث أريدك أن تلخص لي كلامنا السابق وتصف لي بكلماتك ماذا تتوقع أن ترى حين ندخل في هذا الثقب الأسود
    الثاني: سأرى العين في وسط المكان المظلم
    ويحيطها أثني عشر عامود من نور بشكل متناسق ومتساوي
    ثمانية منها تتمركز نهاياتها على ثمانية أركان والتي لو وصلنا بأربعة أخرى بينها ستعطينا شكل المكعب
    والعين تكون متمركزة في وسط المكعب
    داخل المكعب توجد نجمة هرمية رباعية الأركان وتكون العين وسطها
    ومن أيّ جهة أو أيّ مكان نظرت للعين فإنك سترى العين تنظر لك ،، فهي تنظر لكل الجهات وترى كل ما هناك
    الأوّل: أكمل
    الثاني: وكيفما تجولنا داخل الأركان الثمانية التي سنراها تحيط بنا فور دخولنا في الثقب الأسود فإننا سنرى قبب مضيئة معلقة هنا وهناك كأنها جزائر أرضية طافية في الفراغ أو في السماء
    وكلّ قبة أو كل جزيرة منها ترتبط مع القبب أو الجزائر المحيطة بها بواسطة ممرات نورانية متشابكة ومتداخلة تبدو من بعيد وكأنها ممرات شُعَيريّة لشبكة صيد أسماك بحرية وهذه الممرات تربط تلك القبب او تلك الجزائر الطائفة بالقبب الرئيسة الإثني عشر المحيطة بالجميع ووسطها أيضا
    تلك الجزائر تكون الأرض فيها متموضعة بشكل تكون قبة السماء أقرب للعين من الأرض
    فالعين وسط الكل
    ومن العين تنبع المحاور على شكل شعيرات مبتعدة عنها
    ويتصل كل محور منها بقبة سماوية ،،
    ويكون اتصاله بهذه القبة تماما من قمة القبّة
    فإذا نظرت مباشرة من نقطة اتصال المحور بهذه القبة فإنك سترى الأرض مواجهة لك وكأنك تنظر لها من خلال ناظور طويل
    ولو كان يوجد على الأرض من ينظر لك فإنه سيرفع رأسه للسماء وينظر للأعلى
    وحينها سيعتقد أنه ينظر للأعلى أو للخارج في حين أنه ينظر للداخل أو للأسفل
    فالعين التي هي وسط الكل تُبصِر وتُراقِب وتُشاهِد من خلال تلك المحاور جميع ما يجري تحت تلك القبب
    أو بتعبير أصح فإنّ العين التي هي وسط الكل تُبصِر وتُراقِب وتُشاهِد من خلال تلك المحاور جميع ما يجري فوق كل تلك القبب وليس تحتها
    الأوّل: هل يمكنك من خيالك أن تصف هذه الصورة التي وصفتها للتو لكن بصورة اجمالية واحدة وكلية
    الثاني: حسنا،، كل شيء بدء من الإسم المكنون، فهو الذي كان ولا مكان ولم يكن معه شيء
    الإسم المكنون خلق لنفسه عين وأحاط نفسه بها، فهي الأين الذي أيّنه لنفسه
    ومن العين نبع ثلاثين ألف برج أو ثلاثين ألف محور نوراني كلها متصلة بالعين
    وفي رأس كل برج أو محور منها توجد قبة تكون جهة تحدّبها مقابلة العين
    يعني العين ستراها من الخارج محدبة وليس مقعرة
    والارض تقابل الجهة المقعرة الداخلية من القبة
    فكل من يرفع رأسه وهو على الأرض وينظر لقمة قبة السماء المقعرة من فوقه حيث نجم الشمال سيكون متوجّه بنظره نحو مركز الكون كله
    أي نحو العين ونحو الاسم المكنون بها
    والروح تكوّن حول جميع هذا النظام التكويني ما يشبه الكرة أو المشكاة،
    بحيث تملأ الروح هذه المشكاة كاملة
    الشكل الاجمالي سيكون حينها مثل كرة أو مشكاة في وسطها توجد عين نورانية شعشعانية يشع نورها في وسطها ويملأ جنباتها كما تشع الشمس في وسط السماء وتملأء السماء بإشعاعاتها
    وكل شعاع يصدر من تلك العين هو بمثابة برج أو محور ينتهي بقبة ، والقبة يواجهها أرض
    فيكون الشكل الاجمالي مثل هذا الشكل في الأعلى تقريبا
    الأوّل: أريدك أن تكون صريحا وواضحا فيما تريد أن تقوله، فأنت لا تحتاج للتقية معي
    الثاني: تعرف بالتأكيد أنني أعتقد أن العالم هو عالم عقلي ، وأنه كله لا حقيقة له على الإطلاق إلا في نظر الجاهلين، فالعلم كما قال أمير المؤمنين عنه أنه نقطة كثّرها الجاهلون
    والنقطة (المشيئة) لحكمة به هو من شاء أن يوجد من لدنه هؤلاء الجاهلين به والمكثّرين له لكي يُظهر بهم العلم المخزون المكنون به
    يعني هو من أوجد من لدنه كامل هذا النظام التكويني من أجل هذا الهدف وهو إخراج مكنون ومخزون علمه من حالة مكونه لظهوره
    وأصف لك باختصارهذا النظام التكويني الذي اوجده لكي يظهر به مكنون علمه
    إنه عالم عقلي كبير ،، أو كمبيوتر كبير ،، أو عالم معلوماتي كبير ،، أو عالم نوراني صافي
    الأوّل: قلت لك لا تحتاج للتقيّة معي ، فإنني أعرف أنك تحب أن تشبّه العالم بــ كمبيوتر كبير، فدع عنك باقي الألفاظ والتعريفات الأخرى التي ذكرتها للتو واستمر باستعمال هذا التعريف فقط (((العالم كمبيوتر كبير)))
    الثاني: أرحتني بهذا الطلب والتوجيه، حسناً:
    فالاسم المكنون أو النقطة هو من أوجد هذا النظام التكويني العقلي الكبير أو الكمبيوتر الكبير بكل تفاصيله وأجزائه ومستوياته
    ولا أحد يحيط بهذا العقل او الكمبيوتر بشكل تام وكامل وبنظرة واحدة الا نفس هذا العقل ، والذي أوجده، فهو يحيط به من داخله كاملا ، وليس من خارجه، فلا يوجد لهذا العقل من خارج
    ربما تريد أن تسألني من الذي أوجده؟
    سأقول لك لا أعرف الا النقطة أو الاسم المكنون،،
    أما إذا سألت من أوجد النقطة ،الاسم المكنون، أو العقل؟
    فجواب وفهم هذا الأمر خارج نطاق قدرة إدراك جميع العقول الجزئية، أو الجاهلين الذين أوجدهم النقطة بحكمته ولحكمته
    وأقصى ما يمكنني أن أقوله في هذا الامر هو أن النقطة أو المشيئة هو صورة مرأتية للمعنى الذي أبدعه إبداعا لا من شيء
    فالنقطة هو الشيء ، وهو كل شيء
    والمعنى هو من أبدع الشيء لا من شيء
    وخلق جميع الأشياء بهذا الشيء الذي أبدعه لا من شيء
    والنتيجة هي أن حقيقة جميع الأشياء هي أنها أيضا لا شيء ، وذلك لأنها جميعها مخلوقة من هذا الشيء الذي أبدعه المعنى لا من شي
    الأول: إستمر
    الثاني: وإنني حينما أصف العين والابراج والقبب فإنما أستعمل نفسك تلك الألفاظ والصور العقلية التي وصفها لنا نفس العقل أو نفس الاسم المكنون أو النقطة لكي يُفهِمُنا نحن (((أمثاله التي ألقاه في خلقه)) هذا النظام التكويني الـ لا شيئيّ والذي أوجده من لدنه ليخرج به علمه المخزون المكنون به من حالة مكونه به لحالة ظهوره له
    الأوّل: إستمر
    الثاني: وتلك الأبراج او المحاور التي وصفتها قبل قليل إنما كنت أصف بها تصوري للصُّور الذي سينفخ إسرافيل عليه السلام فيه
    فهذا الصور حسب تصوري هو أحد أجزاء هذا الكمبيوتر العملاق ،
    ويوجد مثله ثلاثين ألف صور
    وجميعها تتصل بالعين
    بحيث تكون العين وسطها جميعها
    رُوِيَ أَنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
    كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ
    وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِمْ‏ وَ عِظَامِهِمْ
    وَ إِذَا كَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ يَقُومُونَ صَفّاً لِصُفُوفِ الْآدَمِيِّينَ فِي الصَّلَاة………..إنتهى
    العين التي تتوسط جميع تلك الابراج الثلاثين ألف هي الجزء الرئيسي والمركزي من هذا الكمبيوتر الكوني العملاق
    فهي من تراقب وتدير جميع ما يجري في هذا الكمبيوتر العملاق
    أمّا فيما يخصّنا نحن،
    فنحن كلنا كنّا موجودين في هذه الأبراج منذ بدء خلقها
    ولا نزال موجودين فيها حتى الأن
    وسنبقى موجودين فيها الى ما شاء الله الوجود لها ولنا
    رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع
    أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ
    لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ
    وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ
    مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
    فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ
    وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَ الْأَرْضِ …….إنتهى النقل
    الأول: موجودين به بأي صورة؟
    الثاني: قلت لك أنني أعتقد أن هذا الوجود كله عبارة عن عقل كلي واحد او كمبيوتر عملاق واحد
    وعليه فلا يوجد شيء به إلا أجزائه والبرامج الجزئية التي تشعر أنها أروح حيّة ونفوس ذاتيّة الاختيار والمشيئة
    عن‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلَ؟
    قَالَ: خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ،
    مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
    وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ،
    وِ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ.
    وَاسْمُ ذَلِكَ الإنسان علی‌ وَجْهِ ذَلِكَ الْرَأْسِ مَكْتُوبٌ.
    وَعلی‌ كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقيً لاَ يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ
    حَتَّي‌ يُولَدُ هَذَا الْمَوْلُودُ
    وَيَبْلُغُ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ؛
    فَإذَا بَلَغَ، كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ،
    فَيَقَعُ فِي‌ قَلْبِ هَذَا الإنسان نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَالسُّنَّةَ وَالْجَيِّدَ وَالرَّدِيَّ.
    أَلاَ وَمَثَلُ الْعَقْلِ فِي‌ الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي‌ وَسَطِ الْبَيْتِ………..إنتهى
    فنحن كنفوس مجرد برامج جزئية أو عقول جزئية محوية في هذا العقل الكوني الكبير او الكمبيوتر الكبير،،
    والرواية السابقة التي بها وصفٌ للصُورِ تخبرنا ببعض هذه الصورة التي اتصورها لنوع وجودنا الذي كان ولا يزال في الصُورِ وعلاقته بالعقل الكلّي أو الكمبيوتر الذي له رؤوس بعدد الخلائق
    فكل ثقب من الأثقاب الموجودة في الصور به روح واحدة كما تقول رواية الصور أو عقل واحد كما تقول رواية العقل الكلّي
    ومعنى الروح لو أردت أن أصفه فسأقول أنه شعور واحساس بمعنى الوجود والحياة والعلم والأنا والمشيئة الحرة الذاتية وكل تلك المشاعر لو جمعناها في بوتقة واحدة وصهرناها سوية ستعطينا معنى الروح
    ولو انتُـقِـصت أيّ صفة من هذه الصفات فستنعدم صفة الروح من المُـنْـتَـقَـصة منه هذه الصفة
    فكل صورٍ هو أحد أبراج الكمبيوتر الكبير الثلاثين ألف
    وأرواح جميع الخلائق موجودة في تلك الأبراج على شكل برامج حية عاقلة ذاتية الاختيار وقابلة للتعلم ، كانت من بدئها كذلك ولا تزال كذلك وستبقى كذلك على الدوام
    فهي من حيث مستواها الوجودي الاول ، فإنها مجرد برامج رقمية أو مرقومة لا تكبر ولا تشيخ ولا تموت أبدا، والتغيّر الوحيد الذي يطرء عليها هو لأنها مصممة من الأساس لكي تزداد علما وتزداد قدرة على الفهم
    الأوّل: وكيف ستزداد تلك البرامج حسب فهمك علما وقدرة على الفهم؟
    الثاني: هذا يتم من خلال المستوى الوجودي الثاني والثالث والرابع لها
    الأوّل: وماذا تقصد بالمستوى الوجودي الثاني والثالث والرابع لها؟
    الثاني: المستوى الوجودي الأول لها كنفوس هي أنها برامج رقمية ثابتة مكانها ولا حركة لها،، وربما تكون كاسطوانات رقمية صغيرة مودعة بتلك الثقوب الكثيرة الموجودة في الصور أو في البرج
    والمستوى الثاني لها يكون بإدخالها بعالم عقلي مصور تستطيع من خلاله الاتصال ببعضها البعض وتتعرف به كذلك على بعضها البعض
    في هذا العالم او المستوى الوجودي الثاني لها سيتم به ربطها بصورة بسيطة تتحرك بها ربما كأرواح تطير مغادرة أعشاشها ((الثقوب)) أو راجعة لها
    الجزء أو الطرف الأخير من كل برج من تلك الأبراج وهو فمه العريض سيكون هو المكان الذي ستعيش به تلك البرامج مختلف صور المشاعر والاحاسيس وتُجسّـد به صور مشيأتها المختلفة،، وهو الطرف الأعرض منه،، فيكون الشكل الاجمالي هو تماما كشكل الصور
    ثلاثين ألف صور أو برج يحيطون بالعين من كل جهة، والعين هي الجزء المركزي من الكمبيوتر العملاق أو العقل الكوني كما قلنا،، فهي تنظر بكل الاتجاهات من خلال جميع الابراج وكأنها نواظير تنظر من خلالها وتراقب جميع ما يجري فيها كلها
    وكل برج منها كما تقول الروايات فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ
    وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَ الْأَرْضِ
    انتبه للجملة الأخيرة ،، فالسماوات والارض موجودة في نهاية هذا الصور حيث طرفه العريض أو فمه
    الأوّل: يبدو أنك قد تأثرت بأفلام الخيال العلمي كثيرا حتى أصبح خيالك كخيال منتجيها
    الثاني: الحقيقة أغرب من الخيال، أنت من علّمتني هذا من قبل
    الأوّل: نعم الحقيقة أغرب من الخيال بالفعل ، والواضح أنك تبذل جهدك كاملا لكي تعبر من الخيال للحقيقة
    الثاني: ليس باليد حيلة فمنذ أن تعرفت بك لا أستطيع سوى أن أفكر وأتخيل جميع ما تقوله لي وتضعه بين يدي وأحاول أن أرتب الصور المختلفة ضمن صورة واحدة
    الأول: لكي تكتمل عندك الصورة يجب أن تضع كل ما سبق من الصور والمشاهد ضمن صورة قد تبدو مستحيلة التحقق على أرض الواقع
    الثاني: شوقتني لها، فما هي؟
    الأوّل: ألا تعتقد أن العلم نقطة كثرها الجاهلون؟
    الثاني: بالفعل أعتقد بذلك
    الأول: ألا تعتقد أن الزمن وهمي وانه كله بالنسبة للامام المبين كلحظة واحدة لا ثانية لها،، وهو يعلم بهذه اللحظة كل ما كان ويكون وسيكون؟
    الثاني: وهذه أيضا أعتقد بها
    الأول: فكيف تتصور مع هذه الاعتقادات أن جميع تلك الابراج الثلاثين ألف وجميع ما يجري فيها من الأحداث هي وكل ما فيها مع العين التي وسطها أنهم جميعا مجرد نقطة واحدة في لحظة واحدة؟
    الثاني: مممممممم، يحك رأسه وهو يفكر، ممممممممممم، يحكّ رأسه مرة أخرى وقد أغلق أحد عينيه ورفع حاجبها،،
    بعد لحظات بدت له طويلة بسبب العجز عن تصور أي تصور يجعل به جميع ذلك ضمن نقطة واحدة قال: لم أفكر بهذه المعضلة من قبل،، وغاية ما وصلت له بفكري وخيالي هو أن الاسم المكنون هو كل شيء، أما كيف أدخل هذه الدنيا بالبيضة أو بالنقطة وكيف أدمج الحاضر والماضي والمستقبل في لحظة واحدة لا ثاني لها فلم يخطر على بالي أن أفكر بذلك أبدا
    والنور نورك فنورني به إن أحببت بمعرفة كيف أن كل الكون نقطة واحدة وكل الزمان لحظة لا ثاني لها
    الأول: حسنا سأفعل ذلك، لكن يجب أن تتخيل بخيالك القوي أنني ربّك الذي أستطيع أن أركبك بأي صورة أشاؤها
    الثاني: إعتبر أن ذلك قد تحقق
    الأول: إرسم نقطة على هذه الورقة وضع الورقة تحت قدميك
    الثاني رسمها ووضع الورقة تحت قدميه
    #2103
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    الأول: تذكّر أننا نعيش داخل عقل كوني أو داخل كمبيوتر عملاق وكل شيء ممكن هنا، وأن مسألة المسافات والاحجام هنا مسألة جعليّة،، أي انها مجرد برمجة يبرمجها المبرمج
    الثاني: سأتذكر ذلك
    الأول: الأن سأصغّر حجمك بحيث تستطيع أن تقف على النقطة
    ما إن انتهى الأول من كلماته حتى بدء يصغر حجمهما ويصغر ويصغر ويصغر حتى استقر الثاني واقفا داخل دائرة سوداء والثاني يقف امامه عند نهاية الدائرة
    الثاني: ما أسرع ذلك
    الأول: خيالك جميل،، والقادم أجمل
    الآن أنظر لهذه الدائرة السوداء تحت قدمك، وقل لي كم هو قطرها وكم تستغرق من الوقت لكي تقطعها من أول قطرها حتى نهايته لتصل لي؟
    الثاني: قطرها خطوة واحدة ، وأقطعها بلحظة واحدة أصل بها لك
    الأول: حسنا لنعتبر أن هذه هي البداية، نقطة واحدة ولحظة واحدة، إتّفقنا؟
    الثاني: إتّفقنا
    الأول: سأصغّر حجمك مرة أخرى لكن للنصف هذه المرة
    لحظة واستقر حجمهما على النصف
    الأول: كم أصبح طول قطر الدائرة الأن؟
    الثاني: يبدو أن طوله قد أصبح خطوتان
    الأول: وكم يلزمك من الوقت لتصل لي؟
    الثاني: لحظتان، لحظة لكل خطوة
    الأول: الأن سأصغّر حجمك عشرة أضعاف حجمك الأن
    وما هي إلا لحظة حتى كبرت الدائرة من حوله وابتعد الثاني عنه وصغر حجمه الذي يراه به بسبب ابتعاده
    الأول: والآن كم هو طول قطر هذه الدائرة وكم يلزمك من الوقت حتى تصل لي؟
    الثاني: أعتقد أن طول قطرها أصبح عشرون قدما وأحتاج لعشرون لحظة لكي أصل لك
    الأول: الأن سأبدل صورتك وأركبك على صورة نملة
    لحظة ووجد الثاني نفسه وقد أصبح على صورة نملة ، لم يستطع حينها أن يشاهد الأول لكنه سمع صوته يقول له: كم يلزمك الأن من الوقت لكي تصل لي؟
    الثاني رفع صوته مناديا: لا أعرف كم سيتغرقني ذلك بالضبط، لكن لو اهتديت لمكانك بالضبط فربما سأصل لك بعشرة دقائق
    الأول: لا تحتاج لأن ترفع صوتك، فإنني قريب منك مهما شعرت انك بعيد عني،، فنحن لا نزال في النقطة لم نغادرها، كل المسألة أنني ركبتك بصور مختلفة الأحجام داخل هذه النقطة
    الأول مستمرا بحديثه: الأن سأركبك بصورة حجمها بلانك واحد
    ما هي الا لحظة حتى وجد نفسه غارق في بحر من السواد ، ومن حيث لا يرى سمع صوت الأول يخاطبه قائلا له: والآن كم يلزمك من الوقت لكي تقطع قطر دائرة النقطة وتصل لي؟
    الثاني: ركبتني على هذه الصورة الصغيرة لكنك لم تقل لي كم هو عمري لكي أستطيع أن أقول لك حينها فقط هل سيكفيني الوقت للوصول إليك أم سينتهي أجلي قبل ذلك
    الأول: حسنا لنقل أن عمرك الذي حددته لك هو خمسين سنة ، لكن كلما انتهت خمسينا منها سأعطيك خمسينا غيرها، وسأبقى أعطيك خماسين تلو خماسين غيرها وغيرها وغيرها حتى تصل لي أخيرا
    الثاني: إن اهتديت لك من أول طريقي حتى نهايته فربما سأستغرق ملايين وملايين الخماسين حتى أصل إليك
    الأول: أمّا لو بقيت هكذا كالحمار يحمل أسفارا فلن تصل لي أبدا وستبقى تائها في هذه النقطة الواحدة وفي هذه اللحظة الواحدة إلى أبد الأبدين
    الثاني: ولماذا هذا الإطراء؟
    الأول: لأنك لم يمضي على بداية رحلتنا العقلية هذه سوى لحظات قليلة وصرت تعتقد معها أنك تحتاج لملايين وملايين الخماسين لكي تصل لي ونسيت أننا لا نزال في النقطة الواحدة واللحظة الواحدة وأنني لا أزال قريب منك أسمعك وأنت تتنفس وتفكر وتهمس
    الثاني: بالفعل كما تقول، لكن ما الذي بيدي أن أفعله فالمكان من حولي مظلم وكبير وموحش وفارغ
    الأول: حسنا سأملأه لك بجميع ما سيؤنسك خلال رحلة عودتك لي، وخذ راحتك على الأخير ولا تستعجل
    لحظات قليلة تحولت بها المساحات المظلمة الى حدائق خضراء وسماء زرقاء وأشجار مورقة ومثمرة وعليها جميع ما لذ وطاب ، وحينها سمع الثاني صوت الاول يقول له سأتركك الأن لتبدء رحلة مسيرك وبحثك عني ،، ويبدو أن الثاني لم يسمع هذه الكلمات ولم ينتبه لصوت الأول وهو يقولها، فلقد كان منشغلا بالنظر لكل الجمال من حوله فلم يُعر لصوت الاول انتباهه كما كان يفعل قبل قليل
    وبدء أول خطواته نحو شجرة جميلة عليها ثمار جميلة رائحتها زكية يريد أن يقطف منها ويأكل
    انتبه انتبه استيقظ استيقظ، لم توقظه هذه الكلمات فأحس بصفعات شديدة تنزل على خده فاستيقظ على اثرها الثاني فورا من رحلته الجميلة مع خياله الحالم
    الثاني: لو تركتني أستمتع قليلا قبل أن تنبّهني
    الأول: حين أذهب عنك يمكنك أن تعود لخيالك وتستمع به كيفما تشاء
    فخلاصة ما نستفاده من هذه الرحلة العقلية إذن هو أننا حين نتجه للداخل سيمكننا أن نقسّم هذه اللحظة الواحدة لأجزاء كثيرة لا متناهية من خلال التلاعب بأحجام الصور العقلية وتراكيبها الخارجية
    فما يعتبر بالنسبة لك طويل يعتبر لغيرك قصير ولغيركما غاية في الكبر او الصغر، فالاحجام مسألة اعتبارية تعتمد على حجم وتركيب المُعتبِـر،، أمّا الوعي فهو نفسه نفس الوعي في الجميع والاختلاف الوحيد بينهم هو في صور واحجام التراكيب التي يتركبون عليها،، وهذا هو العامل الوحيد الذي يخلق عندهم وهم اختلاف المكان والزمان في النقطة الواحدة واللحظة الواحدة
    فقط النقطة وحدها هي من تملك الوعي الكامل لكل الصور والتراكيب لأنها تحويهم بداخلها، وهي كذلك من تملك الوعي بكل الازمان لأنها تحوي اللحظة الواحدة الاولى والاخيرة والوحيدة
    الثاني: أريد أن أسأل عن هذا الكمبيوتر العملاق وكل هذه الأبراج الثلاثين ألف، من الذي بناها أو صنعها على هذه الصورة؟
    الأول: لم يبنيها أحد ولم يصنعها أحد ولم يركبها أحد
    الثاني: هذا غير ممكن أبدا، فلا بد لكل مصنوع من صانع، وكل مُرَكَّبٍ من مُرَكِّبٍ
    الأول: ماذا إن كان الصانع هو المصنوع والمُرَكَبُ هو المُرَكِبُ
    الثاني: هل هذه أحجيّة؟ كيف يكون ذلك؟
    الأول: حسب اللغة العصرية التي تفهمها أنت تدعوا هذا العقل الكوني بإسم “كمبيوتر عملاق” لكن حسب الروايات فإن اسمه هو ملك له رؤوس بعدد الخلائق
    فهذا الكمبيوتر العملاق كما تدعوه هو كمبيوتر حيّ ،، بل هو كله حيّ وكله حياة ،، ومن خلقه بهذه الصفة وعلى هذه الهيئة المركبة هو الروح ،، فكل شيء مخلوق من هذه الروح ،، وكل الأشياء مركبة من هذه الروح، فمادة كل الأشياء هي نفسها الروح،، فَالرُّوحُ وَاحِدَةٌ وَ الصُّوَرُ شَتَّى،،
    وأول صورة اختارت أن تتشكل الروح بها هي صورة هذا الكمبيوتر العملاق الذي له ثلاثون ألف برج وكل برج فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ
    الثاني: ولماذا اختارت الروح أن تتجسد بهذه الصورة أول ما اختارت؟
    لماذا لم تتجسد بصورة ملاك او انسان له رؤوس بعدد الخلائق وتكون تلك الرؤوس منتشرة على جسده مثلما تنتشر خلايا الانسان على وفي جسده داخلا وخارجا؟
    الأول: الروح وهي نفسها العقل الكوني عندما أرادت أن تبدء عملية الخلق كانت تعلم انها ستُوجد أو ستخلق ملائكة وستوكل لهم بعض عمليات خلق وتنظيم وترتيب وبرمجة واعادة برمجة تلك العوالم، وخلق أرواح أو برامج جديدة كلما استلزم الامر لذلك
    ولو كان العقل الكلي في تجليه الأول للمخلوقات على صورة ملك حي يتحدث ويتكلم معهم ويأمرهم فإن الملائكة كانت ستعبده وتنفتن به أشد الفتنة
    ولذلك كان من الافضل أن يكون ظاهر هذا العقل الكوني للمخلوقات أنه مصنوع من مادة ومركب من أجزاء مختلفة ليسهل حينها على المخلوقات التي تتعامل معه اتمام عمليات التنزل باذن ربهم من كل أمر بدون أن تنفتن به،، فظاهرا هم يتعاملون مع جهاز مركب ومصنوع ويعمل بالمقادير وليس مع مخلوق حي جبار يحيط علما بكل ما هو هناك ويحصي عدد ذرات جميع المخلوقات في كل الابراج الثلاثين ألف
    وهم حين يتعاملون مع مخلوق ظاهره أنه مصنوع ومركب فإنّهم حتى وإن كانوا يعلمون يقينا أنه ملك له رؤوس بعدد الخلائق فإن تعاملهم معه سيكون سهلا ويسيرا ومريحا ولن يفكروا بعبادته أبدا، عكس ما لو كانت صورته انه ملك يحيط علما وقدرة بكل ما هو هنالك وعليهم أن يتعاملوا معه مباشرة
    الثاني: وهل كل هذه الأبراج في النقطة؟
    الأول: نعم بالتأكيد ، كل هذه الابراج تشكلت الروح على صورتها في النقطة وفي لحظة لا تزيد ولا تنقص، ومهمة هذه الابراج وجميع العاملين عليها هي أن يغوصوا في النقطة واللحظة الواحدة أكثر وأكثر
    الثاني: ماذا تقصد بـ يغوصوا في النقطة واللحظة الواحدة أكثر وأكثر؟ فكيف يمكن ذلك والقبب والابراج متساوية الاحجام على ما أعتقد؟
    الأول: حتى ولو كانت القبب متساوية في الحجم وتماما على ما تعتقده فإن هذا لا يدل على تساوي شعور البرامج أو الارواح داخل تلك القبب بأحجامها وأحجام العوالم التي سيتم تنزيلها بها داخل تلك القبب
    فكما قلنا قبل قليل في رحلتنا العقلية بأنه سيتم التلاعب بأحجام الصور التي سيتم تركيبها فيها
    فالمسألة مسألة برمجة يبرمجها بعض الملائكة المختصين بذلك ليس إلا ،، يعني المسألة مسألة جعليّة وبهذه البساطة
    ففي نفس البرج وتحت قبته الواحدة قد يتم التجلي بهما بألف عالم وعالم
    وكل عالم منها موجود تحت قبة خاصة به وحده، ويوجد به ما لا يحصى عدده من المخلوقات
    وقد تحكمهم به قوانين خاصة بهم وبعالمهم سيبرمجها المبرمج خصّيصا لهم ولعالمهم
    وكل ذلك جرى ويجري وسيجري دائما في النقطة واللحظة ذاتهما وهما لا يزيدان ولا ينقصان
    فكل مخلوقات عالمي الأمر والخلق كانت ولا تزال وستبقى للأبد تستكشف هذه النقطة الواحدة وهذه اللحظة الواحدة ولن يستطيعوا أن يصلوا لقرارهما أبدا، فكلما تعمقوا بهما أكثر وجدوا أن النقطة لا قرار لها ، واللحظة لا نهاية لها
    الثاني: قلت في الأخير ((أن مخلوقات عالمي الامر يحاولون استكشاف النقطة واللحظة))
    وقبلها بقليل قلت ((الروح وهي نفسها العقل الكوني عندما أرادت أن تبدء عملية الخلق كانت تعلم انها ستُوجد أو ستخلق ملائكة وستوكل لهم بعض عمليات خلق وتنظيم وترتيب وبرمجة واعادة برمجة تلك العوالم، وخلق أرواح أو برامج جديدة كلما استلزم الامر لذلك))
    فهل تلمّح إلى أن عملية الخلق والتنظيم والترتيب لتلك العوالم وما بها يقوم بها عدة أطراف وليس طرف واحد هو الأقوى والأعلم والأتم؟
    الأوّل: كل شيء بدء من المعنى المعبود ، فهو من خلق المشيئة أو العقل المكنون في الجوهرة المكنونة أو ((قُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ)) فهو بمشيئته وإرادته من خلق وأوجد هذا النظام التكويني
    يعني خلق نوره الخفي المتمثل بالمشيئة
    والمشيئة خلق انوار له
    هم وجهه وإرادته
    بهم يقدرما يعلم ويقضي ما قدر ويمضي ما قضى
    وبواسطة أنواره الإثني عشر والذين هم وجهه وإرادته خلق المشيئة أو العقل هذا النظام التكويني وكانوا هم روحه المكنونة بكل جزء من أجزاء هذا النظام
    هذا الكمبيوتر العملاق الذي له ثلاثون ألف برج هو أول صورة تجسدت بها الروح لنفسها
    يمكنك أن تقول أن هذا الكمبيوتر العملاق الذي له ثلاثون ألف برج وكل برج فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ قد أصبح نفس للروح
    فهذا الكمبيوتر العملاق هو “نفس” لها روح هي من خلقتها من نفسها لنفسها ، فهي من تجسدت من ذاتها بصورته حيث لم يكن معها أحد، فهي من تجسدت من ذاتها بصورته لكي يكون جسدها وتسكن به وتكون هي روحه التي تسيّره وتبث به الحياة والقدرة والعلم
    وكما قلت لك سابقا، صحيح أن ظاهره أنه كمبيوتر عملاق له ثلاثون ألف برج وكل برج فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ لكن اهل البيت عليهم السلام يقولون أنه ملك له رؤوس بعدد الخلائق
    عن‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلَ؟
    قَالَ: خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ،
    مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
    وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ،
    وِ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ.
    وَاسْمُ ذَلِكَ الإنسان علی‌ وَجْهِ ذَلِكَ الْرَأْسِ مَكْتُوبٌ.
    وَعلی‌ كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقيً لاَ يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ
    حَتَّي‌ يُولَدُ هَذَا الْمَوْلُودُ
    وَيَبْلُغُ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ؛
    فَإذَا بَلَغَ، كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ،
    فَيَقَعُ فِي‌ قَلْبِ هَذَا الإنسان نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَالسُّنَّةَ وَالْجَيِّدَ وَالرَّدِيَّ.
    أَلاَ وَمَثَلُ الْعَقْلِ فِي‌ الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي‌ وَسَطِ الْبَيْتِ………..إنتهى
    فكل ثقب من الأثقاب الموجودة في كل برج من تلك الابراج الثلاثون ألف عليه صورة مكتوب عليها إسم الروح التي فيه، وأنت اسمك المكتوب على صورتك هو كاحون، لكنك عندما تنزل في العوالم الأرضية المرقومة وتقرن به بنفس حسيّة حيوانية ستُـــنَــسَّـى إسمك المكتوب على صورتك وسيصبح اسمك الذي تعرف نفسك به في ذلك العالم هو اسم النفس الحسية الحيوانية التي سيتم قرنك أو تزويجك بها في تلك الكرة
    كاحون هو اسمك المكتوب على صورتك
    وطالب التوحيد هو اسم نفسك الحسية الحيوانية
    فلا تتعلق بمن اسمه طالب التوحيد كثيرا ، وتذكر نفسك وحقيقتك يا كاحون وتذكر العهد الذي أعطيته لربك حين وقفت بين يديه
    ثلاثون ألف برجٍ أو صورٍ كل برج منها توجد به ملائكة مقيمين به ومسؤولين عنه وعندهم من العلوم ما يستطيعون بها ومن خلالها أن يقوموا بعمليات التنزل في سماواته وأرضه بإذن ربهم من كل أمر
    وما لا يعلمونه من العلم ويحتاجونه منه سينطق الروح القدس الاسم المكنون حينها من قلبهم على لسانهم فيعلمهم ما لا يعلمون ويحتاجون تعلمه
    فنظام الخلق وأدواته وقوانينه وكل ما يتعلق به ، الروح القدس هو من وضع أساسها وقواعدها وشروطها ،، وهو من علّم الملائكة الكروبيين كيف يستعملون هذا النظام بأكمل طريقة ، وكيف يتنزلون به بإذن ربهم من كل أمر ، وهو من يراقبهم ويعينهم ويعلّمهم ما لا يعلمون، والمعنى المعبود من ورائهم جميعا
    الثاني: أفهم من كلامك أنك تقول بتعدد الخالقين؟
    الأول: هذا ما يقولونه في كتابك إن كنت تقرأه، ألم تقرء قولهم فيه:
    وَلَقَدْ خَــــــلَــــــقْــــــنَــــــا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ
    ثُمَّ جَــــــعَــــــلْــــــنَــــــاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
    ثُمَّ خَــــــلَــــــقْــــــنَــــــا النُّطْفَةَ عَلَقَةً
    فَــــــخَــــــلَــــــقْــــــنَــــــا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
    فَــــــخَــــــلَــــــقْــــــنَــــــا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
    فَــــــكَــــــسَــــــوْنَــــــا الْعِظَامَ لَحْمًا
    ثُمَّ أَنــــــشَــــــأْنَــــــاهُ خَلْقًا آخَرَ
    فَــــــتَــــــبَــــــارَكَ اللَّهُ أَحْــــــسَــــــنُ الْــــــخَــــــالِــــــقِــــــيــــــنَ
    فالمتكلم بهذه الأية الكريمة بإسم المجموعة نسب فعل الخلق والجعل والإكساء والإنشاء للمجموعة التي يتكلم بإسمها
    لكنه يقرّ ويعترف ويشهد بأن تَــــــبَــــــارَكَ اللَّهُ هو أحسن خلقا منهم، بل هو أحسن الخالقين على الإطلاق
    فكتابك يشهد بتعدد الخالقين في أكثر من موضع لكن يجب أن تقرأه بتدبّر وتجرّد وتعطي كل ضمير من الضمائر حقه من المعنى ،، ولا تأوّل معنى الضمائر المفردة والجمع والغايب والحاضر والمتكلم ووو من عندك وحسب فهمك القاصر فتتوه عنك الحقيقة بما كسبت يديك
    نفس هذه المجموعة الخالقة والتي قول الناطق عنها في الأيةالسابقة ان تَــــــبَــــــارَكَ اللَّهُ أَحْــــــسَــــــنُ الْــــــخَــــــالِــــــقِــــــيــــــنَ قال في موضع آخر:
    نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (/) أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (/) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (/) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (/) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ
    فلا يوجد منكم من لا يصدق أن الله هو من خلقه ، لكن النادر جدا منكم من يعتقد أو يصدق بوجود حلقة خالقين بالوسط هم من خلقوه،
    ولذلك يقول لك المتكلم بإسم هذه المجموعة الوسط نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ
    ولا يمكنك أن تفهم الا بالتسليم ،
    وليس أيّ تسليم هو الذي سيقودك للفهم الصحيح،
    فالمناهج الفكرية التي تطلب منك التسليم وتنتشر بين الناس كثيرة جدا ،، لكن كلها مناهج جهل من جهالات الجاهلين ،، الا منهج واحد منها ، وهو منهج سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (/) إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ
    لأن العباد المخلصون قد تم تنجيتهم من مخالطتكم وتم رفعهم من بينكم لعالم الأمر، ومنه نزلوا إليكم بعد فترة بعد أن اطّلعوا عيانا على الحقيقة وكيف تجري الامور ،،
    فهم لا يصفون من عندهم وخيالهم بل من ما رأوه بأمّ أعينهم وما تم تعليمهم وتفهيمهم ايّاه من قبل الملأ الأعلى
    الثاني: اذن هناك أكثر من مجموعة واحدة تخلق ، فهل كل مجموعة منها تخلق مجموعة مختلفة من الخلائق، أم أنها جميعها تخلق نفس نوع الخلائق وبنفس الطريقة؟
    الأول: كلا ، كل مجموعة متخصصة بنوع من الخلائق، وهذا أيضا مذكور في كتابك لو كنت تقرأه، ألم تقرء قوله عزّ من قال:
    فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُـــــمْ أَشَـــــدُّ خَـــــلْـــــقًـــــا
    أَم مَّـــــنْ خَـــــلَـــــقْـــــنَـــــا
    إِنَّـــــا خَـــــلَـــــقْـــــنَـــــاهُـــــم
    مِّن طِينٍ لّازِبٍ
    فالاية تشير لوجود مجموعتين خالقتين لمجموعتين مخلوقتين وتختلف صفاتهما او مميزاتهما
    المجموعة الاولى هي المخلوقة من طين لازب ((انا خلقناهم من طين لازب ))
    والمجموعة الثانية هي المخلوقة من قِبل مجموعة ((اهم اشد خلقا))
    يعني يوجد طلب بالمفاضلة اهم اشد خلقا ومخلوقاتهم افضل ام نحن أشد خلقا ومخلوقاتنا هي الاشد والافضل
    وقوله استفتهم يعني ان الذين سيستفتيهم يعرفون اصلهم ومنشاهم ومن خلقهم وماذا يخلقون ومدى جودة ما يخلقون
    وانتبه هنا كذلك ان المجموعة الثانية يجب ان يكون عندها علم انها ليست من المجموعة الاولى
    او انها على الأقل تعلم انها تقابلها
    مثل ان يقول رئيس شركة صناعية كبيرة لمديرها او وكيلها العام
    إذهب واستفتي جماعة الشركة الصناعية الفلانية وقل لهم: أ أنتم افضل صناعة ام صناعاتنا التي نصنعها نحن من أفضل المواد
    فهنا الاطراف الثلاثة معلومة جميعها للاطراف الثلاثة ايضا
    وكل طرف منهم يعرف البقية
    فالمتكلم باسم الجمع وكذلك وكيله يعرفان الذي سيذهب له الوكيل ليستفتيه
    والذي سيستفتيه الوكيل لا بد كذلك أنه يعرف الوكيل ،
    كما أنه يعرف مديره الذي أرسله إليه ليستفتيه
    والوكيل بدوره يعرف مديره الذي أرسله
    كما ويعرف أيضا الذي سيذهب إليه ليستفتيه
    هذه الآية الكريمة تقول لك أنه يوجد نوع من الصراع بين مجموعتين متقابلتين أو ربما تكون عدة مجموعات متقابلة ،، لكن تفوق مجموعة منهم واضح وبيّن على المجموعة أو المجموعات الأخرى ،
    لكن المجموعة أو المجموعات الأخرى تحاول جاهدة ان تطور نفسها وأساليبها لكي تكون على قدر المنافسة والصراع ضمن الخطة التي على أساسها تتنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر
    الثاني: وكيف أعرف أنني لأي فرقة أو مجموعة منهم أنتمي؟
    لا بد من وجود علامات فارقات ومميزات، فكيف أميزها؟
    الأول: توجد مجموعة من الأفراد معدودة ومحددة، وكل القصة تدور حولهم، وكل الاختبارات والإبتلاءات ستقع فوق رؤسهم وتجري عليهم،، وهذه المجموعة كلها مخلوقة من قبل مجموعة واحدة
    والاصطفاء والرفع لن يكون الا من بين أفرادها
    الثاني: هلّا وضّحت لي هذا الأمر؟
    الأول: أفراد هذه المجموعة هم المتنافسون،
    وقد تسأل متنافسون على أي شيء؟
    وجوابه أنهم يتنافسون على تحصيل المعارف الربانية والوصول للكنز المكنون بهم ومعرفته والاتصال به
    الإسم الأعظم يتكون من ثلاثة وسبعون حرف ،ثلاثة وسبعون ظاهرة وواحد مكنون فيها كلها، وكل حرف منها هو منزلة من منازل المعارف الربانية ودرجة من درجاتها،، ولا يفوز بهذه المنافسة إلا من يصل للحرف الثالث والسبعون ، وهو الحرف المكنون المخزون بكل تلك الحروف
    وهذه المجموعة ستنقسم خلال رحلة منافستها وبحثها عن المعارف أيضا الى 73 فرقة حسب درجة تطور عقلها ووعيها وفهمها،
    ومن الطبيعي أنه لا يفوز منها إلا فرقة واحدة، وهي التي ستصل للكنز قبل غيرها والكنز هو الاسم المكنون الحرف الثالث والسبعون المكنون ببقية الحروف والاسماء كلها
    وكل من يصل للكنز ويعرفه ويتصل به سيُعتبر من فوره من الفائزين وسيتم اخراجه من المنافسة مع البقية ، ويتم تنجيته من مخالطة الباقين
    وبهذه الصورة سيكون من الذين تم اصطفائهم وسيكون من الْمُخْلَصِينَ،، فكل من وصل للكنز سيكون قد فاز وحينها سيتم رفعه على الفور وتنجيته واستخلاصه فيكون من الْمُخْلَصِينَ:
    وَإِن مِّــــنــــكُــــمْ إِلاَّ وَارِدُهَــــا كَــــانَ عَــــلَــــى رَبِّــــكَ حَــــتْــــمًــــا مَّــــقْــــضِــــيّــــا
    ثُمَّ نُــــنَــــجِّي الَّــــذِيــــنَ اتَّــــقَــــوا وَّنَــــذَرُ الــــظَّــــالِــــمِــــيــــنَ فِــــيــــهَــــا جِــــثِــــيًّــــا
    هذه المجموعة الكبيرة التي ستنقسم لـ 73 فرقة هم كلهم من خلق مجموعة واحدة وهم الذين يطلق عليهم القرآن الكريم بني إسرائيل ويخاطبهم دائما بــ يا بني إسرائيل،، فإسرائيل هو عبد الله وهو نفسه محمد صلى الله عليه وآله كما تقول الروايات
    الـ 73 فرقة كلهم أبناء إسرائيل، وإسرائيل كما قلنا هو شخص له عبر الزمان عدة ظهورات بعدة أسماء ،، ومحمد بن عبد الله هو أحد تلك الاسماء التي تسمّى بها إسرائيل في إحدى ظهوراته، فهو دائما ما يكرّ ويتواجد بين بنيه لكن باسماء مختلفة
    الثاني: ماذا عن الكنز أو الاسم المكنون الحرف الثالث والسبعون؟
    هل هو حرف واحد مخفي وعلى الجميع أن يتسابقوا للبحث عنه وإيجاده؟
    وأين تم إخفائه؟
    الأوّل: هو إسم واحد وبنفس الوقت ليس إسم واحد لأنه موجود مع كل واحد منهم ، واختفى في آخر مكان يمكن لهم أن يتوقعوه، وهو وسط قلوبهم
    فكل واحد منهم يحمل كنزه معه على الدوام وبدون أن يشعر به، وتراه يبحث عنه داخل متاهة الحياة بدون أن يعرف أنه مكنون ومحفوظ ومخفي داخل قلبه وهو أقرب له من حبل الوريد
    الثاني: هل لهذا الكنز إسم؟
    الأول: نعم له إسم وإنه “بسم الله الرحمن الرحيم”
    لتفهم ذلك يجب أن تنظر لــ ((نفسك)) على أنك مجرد “كتاب مرقوم” أو برنامج كمبيوتري مخزون في هذا الكمبيوتر العملاق ، وتمت كتابتك بواسطة شيفرة خاصة جدا جدا جدا وهذه الشيفرة مخزونة بك ككتاب مرقوم أو كبرنامج كمبيوتري
    فس، تفسير القمي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: إِنِّــــي لَأَعْــــرِفُ مَــــــــا فِــــي كِــــتَــــابِ أَصْــــحَــــابِ الْــــيَــــمِــــيــــنِ وَ كِتَابِ أَصْحَابِ الشِّمَالِ
    وَ أَمَّا كِتَابُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ………….إنـــــــتـــــــــــــهــــــــــى
    فــــ بسم الله الرحمن الرحيم مخزون في كتاب أصحاب اليمين وغير مخزون في كتاب أصحاب المشئمة
    وباقي النفوس أو الكتب المرقومة المنزلة في العوالم الأرضية ليست مكتوبة بهذه الشيفرة الخاصة ولا تحمل هذه الشيفرة الخاصة جدا جدا جدا وهي شيفرة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    المجموعة التي قالت :
    فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُـــــمْ أَشَـــــدُّ خَـــــلْـــــقًـــــا أَم مَّـــــنْ خَـــــلَـــــقْـــــنَـــــا () إِنَّـــــا خَـــــلَـــــقْـــــنَـــــاهُـــــم مِّن طِينٍ لّازِبٍ
    هذه المجموعة الخالقة أو المبرمجة هي المجموعة الوحيدة التي تبرمج أو تكتب برامجه ذاتية التفكير بهذه الشيفرة الخاصة جدا جدا جدا
    يمكنك أن تقول أن هذه الشيفرة الخاصة جدا جدا جدا هي شيفرة رُوحِها، أو شيفرة الروح، وهي عندما تكتب أي كتاب مرقوم بواسطة هذا الشيفرة أو تضع هذه الشيفرة فيه، فهي إنما تنفخ من روحها في ما تكتبه من الكتب المرقومة أو النفوس
    الثاني: ماذا عن البقية؟ ألا توجد بهم روح؟
    الأوّل: بالتأكيد توجد بهم روح لكن لا توجد بهم هذه الروح الخاصة، أو هذه الشيفرة الخاصة،، ولذلك فهؤلاء لا حساب ولا كتاب عليهم لأنهم لا يملكون إلا أن يكونون كما هو مكتوب لهم ولا يستطيعون أن يكونوت مثل الذين تم برمجتهم بهذه الشيفرة الخاصة،،
    وأساسا هم غير مطلوب منهم أن يكونوا مثلهم
    كما وأنهم لا يستطيعون أن يكونوا منهم بسبب عدم وجود هذه الشيفرة الروحانية الخاصة بهم
    وهذه المعاني يمكنك أن تفهمها من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في وصف طبقات الخلق، وما لأصحاب اليمين من المميزات وما للــ (( السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ‏ )) أيضا من ميزات
    وما النواقص او التي انتقصت من أصحاب المشئمة
    بداية الاقتباس
    ((((خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَ هُوَ عَلَى ثَلَاثَةِ طَبَقَاتٍ
    وَ أَنْزَلَهُمْ ثَلَاثَ مَنَازِلَ
    فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الْكِتَابِ‏
    فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ
    وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ
    وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ‏
    فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ السَّابِقِينَ فَأَنْبِيَاءُ مُرْسَلُونَ وَ غَيْرُ مُرْسَلِينَ
    جَعَلَ اللَّهُ فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ
    رُوحَ الْقُدُسِ وَ رُوحَ الْإِيمَانِ وَ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ وَ رُوحَ الْبَدَنِ
    فَبِرُوحِ الْقُدُسِ بُعِثُوا أَنْبِيَاءَ مُرْسَلِينَ وَ غَيْرَ مُرْسَلِينَ
    وَ بِرُوحِ الْإِيمَانِ عَبَدُوا اللَّهَ وَ لَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً
    وَ بِرُوحِ الْقُوَّةِ جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ وَ عَالَجُوا مَعَايِشَهُمْ
    وَ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ أَصَابُوا اللَّذِيذَ مِنَ الطَّعَامِ وَ نَكَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ النِّسَاءِ
    وَ بِرُوحِ الْبَدَنِ دَبُّوا وَ دَرَجُوا
    ثُمَّ قَالَ‏ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ‏
    ثُمَّ قَالَ فِي جَمَاعَتِهِمْ‏ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ‏
    يَقُولُ أَكْرَمَهُمْ بِهَا ((بعني أكرمهم بروح منه)) وَ فَضَّلَهُمْ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ
    وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَيْمَنَةِ فَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً بِأَعْيَانِهِمْ
    فَجَعَلَ‏ فِيهِمْ‏ أَرْبَعَةَ أَرْوَاحٍ‏ رُوحَ الْإِيمَانِ وَ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ وَ رُوحَ الْبَدَنِ
    وَ لَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَسْتَكْمِلُ بِهَذِهِ الْأَرْوَاحِ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى تَأْتِيَ‏ حَالاتٌ
    قَالَ وَ مَا هَذِهِ الْحَالاتُ؟
    فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ‏
    وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى‏ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً
    فَهَذَا يَنْقُصُ‏ مِنْهُ جَمِيعُ الْأَرْوَاحِ
    وَ لَـــــــــيْـــــسَ مِــــــــنَ الَّــــــذِي يَـــــــــخْـــرُجُ مِنْ دِينِ اللَّهِ
    لِأَنَّ اللَّهَ الْـــــــــــفَـــــــــــاعِلَ ذَلِــــــــــــــــكَ بِهِ
    رَدَّهُ إِلَى أَرْذَلِ عُمُرِهِ فَهُوَ لَا يَعْرِفُ لِلصَّلَاةِ وَقْتاً وَ لَا يَسْتَطِيعُ التَّهَجُّدَ بِاللَّيْلِ وَ لَا الصِّيَامَ بِالنَّهَارِ وَ لَا الْقِيَامَ فِي صَفٍّ مِنَ‏ النَّاسِ
    فَهَذَا نُقْصَانٌ مِنْ رُوحِ الْإِيمَانِ
    فَــــــــلَـــــــــيْـــــــسَ يَـــــــــــضُــــــــــــرُّهُ شَــــــــــــــــيْ‏ءٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
    وَ يَنْقُصُ مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّةِ فَلَا يَسْتَطِيعُ جِهَادَ عَدُوِّهِ وَ لَا يَسْتَطِيعُ طَلَبَ الْمَعِيشَةِ
    وَ يَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ أَصْبَحُ بَنَاتِ آدَمَ لَمْ يَحِنَّ إِلَيْهَا وَ لَمْ يَقُمْ
    وَ يَبْقَى رُوحُ الْبَدَنِ فَهُوَ يَدِبُّ وَ يَدْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ
    فَــــــــهَـــــــذَا حَـــــــالُ خَـــــــيْـــــــرٍ لِأَنَّ اللَّهَ فَـــــــعَـــــــلَ ذَلِـــــــكَ بِـــــــهِ
    وَ قَدْ تَأْتِي عَلَيْهِ حَالاتٌ فِي قُوَّتِهِ وَ شَبَابِهِ يَهُمُّ بِالْخَطِيئَةِ فَتُشَجِّعُهُ رُوحُ الْقُوَّةِ وَ تُزَيِّنُ لَهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ وَ تَقُودُهُ رُوحُ الْبَدَنِ حَتَّى تُوقِعَهُ فِي الْخَطِيئَةِ فَإِذَا مَسَّهَا انْتَقَصَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ نُقْصَانُهُ مِنَ الْإِيمَانِ لَيْسَ بِعَائِدٍ فِيهِ أَبَداً أَوْ يَتُوبَ
    فَإِنْ تَابَ وَ عَرَفَ الْوَلَايَةَ تَــــــابَ اللَّهُ عَــــلَــــيْــــهِ
    وَ إِنْ عَادَ وَ هُـــــــــوَ تَـــــــــــــــــــارِكُ الْوَلَايَةِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ نَــــــارَ جَـــــــهَــــــنَّــــــمَ
    وَ أَمَّا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ فَهُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى‏
    الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ‏ فِي مَنَازِلِهِمْ‏
    وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ‏ الرَّسُولُ مِنَ اللَّهِ إِلَيْهِمْ بِالْحَقِ‏
    فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ‏ فَــــــلَــــــمَّــــــا جَــــــحَــــــدُوا مَــــــا عَرَفُوا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ الذَّمِّ فَــــــيَــــــسْــــــلُــــــبُــــــهُــــــمْ رُوحَ الْإِيــــــمَــــــانِ ((كل من يصله خبر الولاية ويجحده تُسلب منه روح الايمان))
    وَ أَسْــــــكَــــــنَ أَبْــــــدَانَــــــهُــــــمْ ثَــــــلَاثَــــــةَ أَرْوَاحٍ
    رُوحَ الْــــــقُــــــوَّةِ
    وَ رُوحَ الــــــشَّــــــهْــــــوَةِ
    وَ رُوحَ الْــــــبَــــــدَنِ
    ثُمَّ أَضَــــــافَــــــهُــــــمْ إِلَــــــى الْأَنْــــــعَــــــامِ فَقَالَ:
    ‏ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا لِأَنَّ الدَّابَّةَ إِنَّمَا
    تَحْمِلُ بِرُوحِ الْقُوَّةِ
    وَ تَعْتَلِفُ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ
    وَ تَسِيرُ بِرُوحِ الْبَدَنِ
    فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ أَحْيَيْتَ قَلْبِي بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى……………..إنـــــــــــــــــــــتــــــــهــــــــى
    فكل نفس سيتم تزويدها ببعض القوى بما يتناسب مع طبقتها
    وكل طبقة من الطبقات الثلاثة تمتاز عن الطبقات الاخرى بقوى مختلفة وعلى اساسها سيتم محاسبتها
    فمن توضع به روح الايمان ولا تسلب منه هذا سيبقى من المؤمنين
    ومن ستنتقص منه بعض روح الايمان بسبب ذنوب ارتكبها ويرتكبها فإنه رغم ذلك لَـــــــــيْـــــسَ مِــــــــنَ الَّــــــذِي يَـــــــــخْـــرُجُ مِنْ دِينِ اللَّهِ
    لِأَنَّ اللَّهَ الْـــــــــــفَـــــــــــاعِلَ ذَلِــــــــــــــــكَ بِهِ
    يعني سيبقى من أصحاب اليمين وإن لم يكن من الفائزين،، يعني هذه الشيفرة التكوينية ((روح الايمان)) ستبقى به بحالة نقصان،، وهذا يعني أنها ستبقى به خامدة نائمة غير مفعّـلة ((يعني روح الايمان او الكونداليني سيبقى نائم في عظمة عجز الذنب حسب المصطلح الدارج))
    المهم أن هذه المجموعة هي تخلق بهذه القوة وتملك هذه الشيفرة النورانية الفريدة والوحيدة القادرة على تنوير وتعليم الانسان ما لم يعلم
    أمّا باقي المجموعات الخالقة فهي تخلق نفس الصور لكن المضمون يختلف إختلاف جذري
    فالمجموعة الخالقة الاولى تخلق من لهم قلوب يفقهون بها وآذان يسمعون بها
    أما المجموعة الثانية فتخلق فقط من هم في حقيقتهم كالانعام بل هم أضل، وهم الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح ،، همهم الوحيد الحياة الدنيا وما يجري بها
    وهؤلاء ليس بيدهم ان لا أن يكونوا كذلك لِأَنَّ اللَّهَ الْـــــــــــفَـــــــــــاعِلَ ذَلِــــــــــــــــكَ بِهِم فهم مخلوقات من الطبقة الثالثة
    الثاني: دعني أسألك هنا لماذا خلقهم إذن أن لم يكن من نصيبهم أن يدخلوا للجنة؟
    الأول: لتفهم ذلك يجب أن يكون عندك تصور معقول للجنة ولأهل الجنة
    فالجنة عالم واسع وكبير وعدد قاطنيها أضعاف أضعاف أضعاف عدد من يعيشون في العوالم الأرضية،، وهم يساهمون بطريقة ما في الكثير من الأحداث التي تجري في عوالم الخلق الأرضية
    الثاني: يساهمون؟ وكيف يكون ذلك؟
    إسمع ماذا يقول أمير المؤمنين عن بعض أحوال أهل الجنة وكيف يقضون بعض لحظات حياتهم الأبدية:
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ النَّبِيُّ ص‏
    إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقاً مَا فِيهَا شِرًى وَ لَا بَيْعٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ
    مَنِ اشْتَهَى صُورَةً دَخَلَ فِيهَا
    وَ إِنَّ فِيهَا مَجْمَعَ حُورِ الْعِينِ
    يَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلَائِقُ‏ بِمِثْلِهِ
    نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً
    وَ نَحْنُ الطَّاعِمَاتُ فَلَا نَجُوعُ أَبَداً
    وَ نَحْنُ الْكَاسِيَاتُ فَلَا نَعْرَى أَبَداً
    وَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً
    وَ نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ أَبَداً
    وَ نَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ أَبَداً
    فَطُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَ كَانَ لَنَا نَحْنُ‏ خَيْراتٌ حِسانٌ‏ أَزْوَاجُنَا أَقْوَامٌ كِرَام‏ ـــــــــــ إنتهى
    إنتبه لهاتين العبارتين
    ((إنَّ فِي الْجَنَّةِ سُـــــــــــــــــوقــــــــــاً مَا فِيهَا شِرًى وَ لَا بَيْعٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ مَنِ اشْتَهَى صُورَةً دَخَلَ فِيهَا))
    ((وَ إِنَّ فِيهَا مَجْمَعَ حُورِ الْعِينِ))
    فمجمع حور العين يختلف عن سوق بيع وشراء صور الرجال والنساء التي يدخل اهل الجنة فيما يشاؤون منها
    فهم لا يريدون الاستمتاع حين الدخول في صور الرجال والنساء
    فزيارة مَجْمَعَ حُورِ الْعِينِ أولى لكل من يريد الحصول على المتعة،
    لكنهم يطلبون بالدخول في صور الرجال والنساء شيئا آخر غير المتعة الموجودة في مجمع حور العين كما ولا يمكنهم الحصول عليه في أي سوق من أسواق وقصور الجنة سوى هذا السوق
    ربما يبحثون عن شعور الاثارة والمغامرة بالدخول في تلك الصور
    وربما يحاولون تذكّر مشاعر قديمة نسوها من خلال الدخول في تلك الصور
    وربما يحاولون الاقتراب من أرواح أحبوها عندما كانوا لا يزالون يكرّون تحت القبب وهم خرجوا منها ومن كانوا أصحابهم لا يزالون يكرون تحتها
    ويوجد ألف سبب وسبب قد يدفع مخلوق لا يموت أبدا لأن يقرر أن يدخل في صورة شخصية يشتريها من سوق الصور مع معرفته المسبقة بكل ظروف الحياة والصعوبات التي سيمر بها
    فالصورة تأتي مع قصتها ويمكنك أن تختار من الصور والقصص ما تشاء من هذا السوق
    وعندما تدخل في هذه الصورة فستدخلها من بداية قصة هذه الصورة حتى نهايتها
    قد تدخلها أنت وزوجك بشخصيتين مختلفتين تعيشان بهما قصة حب جارف لا تُــنتسى
    أو ربما تدخلها لتعيش مشاعر الخوف والهلع لتتذكر كيف كانت الامور قبل أن تصعد فوق القبب
    وعندما تدخل في تلك الصور فإنك ستدخل في حالة نوم ووعي بديل تعيش به قصة هذه الصورة لمدة خمسين او مائة سنة مما نعده على الأرض من السنين، لكنها ستمر عليك وأنت نائم هناك وكأنها يوم أو بعض يوم من أيام حياتك اللا محدودة فيها
    عندما تدخل في هذه الصورة ،، فأنت لا تريد الجنة من الاساس ولا تسعى لها ،، فأنت فعلا في الجنة، وبمجرد أن تستيقظ من نومك سترجع لها
    كل ما ستراه وتشعر به حين دخولك في هذه الصورة كنت تعرف به قبل أن تدخل فيها وتنزل لتعيش احداثها ، فأنت اشتريت الشخصية بصورتها وقصتها ومشاعرها وأحداثها ونزلت لتعيش كل ذلك حضوريا، صوت وصورة، لدموع وابتسامات وآهات وصرخات وآلآم وضحكات
    وعندما تدخل الجنة سيمكنك أن تختار حينها أي أرض وأي قبة تريدها وتذهب لسوق الصور وتشتري صورة رجل او امرأة من صور من يعيشون على هذه الأرض أو تلك فتدخل فيها وتعيش مشاعر ذلك العالم وأحداثه عبر تلك الصورة
    الثاني: لا أعرف ماذا يجب أن أقول ، فيبدو لي أن هذه الجنة التي تصفها لي أجمل من الجنة التي كنت أتصورها ،، فهي مثلها وزيادة ،، لكن هل عندك آية تؤيد ما وصفته لي الأن من الصورة؟
    الأول: بالتأكيد عندي، خذ هذه الآية وتدبر بألفاظها ومعانيها قليلا:
    وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا
    حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
    وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
    وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ
    وَأَوْرَثْــــــــــنَــــــــــا الأَرْضَ
    نَـــــتَـــــبَـــــوَّأُ مِـــــنَ الْـــــجَـــــنَّـــــةِ حَـــــيْـــــثُ نَـــــشَـــــاء
    فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
    فهم ورثوا الأرض
    جميع الأرض ورثوها
    بالاضافة إلى أنهم ورثوا الجنة بما فيها
    الثاني: وأين هي الجنة من هذا النظام التكويني؟ هل هي بأحد الأبراج الثلاثين ألف، أو بعدة أبراج منها؟
    الأوّل: لم تحزر ذلك، عندما تدخل في الثقب الأسود لترى العقل من داخله ستراه مظلما وسترى قمم تلك الأبراج موزعة في كل مكان ومضيئة في الظلمة،، وسترى على فم كل صور أو قمة كل برج منها يوجد قبة من تلك القبب تعلوه
    لكن عندما تدخل في عالم الجنة فسيتحول الظلام إلى نور وألوان جميلة
    والفراغ إلى جنات وقصور وأنهار
    وستختفي نفس الأبراج أو الأصوار الثلاثين ألف، ولن يبقى ظاهرا منها سوى تلك القبب المستقرة في قمتها او فمها، وحينها ستراها وكأنها جزائر من الأرض موزعة ومعلقة في أرجاء وأنحاء الجنة هنا وهناك وفي كل اتجاه
    وحينها فإنك تكون قد ورثت الجنة بما فيها وورثت الأرض كذلك ،، فهي بالنسبة لك ستكون جزءا بسيطا من الجنة ويمكنك أن تستمتع بها كيفما تشاء ،، كما ويمكنك أن تتبوء منها حيث تشاء،، سواء تحت القبب في أي أرض أو خارجها
    الأوّل: ها هل نبدء رحلتنا الأن وندخل في الثقب الأسود؟
    الثاني: ممممممممممم، أعتقد أنه من الأفضل أن نؤجل هذا الأمر لوقت آخر، فالصراحة أنني لم أستعد نفسيا لرؤية كل ذلك ، وأخشى إن دخلت وأنا بهذه الحالة أنني لن أسلفاد من هذه الرحلة
    فلنؤجلها إذا أمكن
    الأول: كما تشاء يا صديقي العزيز،، فالكنز كنزك وأنت من يجب أن تبحث عنه وتجده ،، والوقت لم يعد بصالحك أبدا، فلا تتأخر بقرارك مرة أخرى
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.