- This topic has 2 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيماللهم صلي على محمد وآل محمدالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأنا النقطة ، أنا الإسم المكنون، أنا عين الله الناظرةالثاني: هلا أخبرتني ووضّحت لي كيف يمكن أن يكون هو النقطة وهو الإسم المكنون وهو عين الله الناظرة؟ فلقد أختلطت عليّ المعاني والكلمات!!!!!!!!!!الأول: لعلك تعتقد أن هذه المعاني متعددة؟الثاني: مع كل هذه الكثرات المتكثّرة من الموجودات التي اراها وأشعر بها من حولي فلا بد أن يكون الامر كذلكالأول: إسمح لي إذن أن اقول لك أنك جاهل من الجاهلينالثاني: بالتأكيد انني كذلك ولذلك كلما عظُمت عليّ الأمور والتبست عليّ المعاني لجأت إليكالأول: ألم تسمع قول المولى جلّ شأنه أن العلم نقطة كثّرها الجاهلون؟الثاني: نعم سمعتها بالتأكيد ، وكثيرا ما تغنّيت بها أمام أقراني من الجاهلين وكأنني أفهمها، ولكنني فعلا وحقيقة لم أفهم معناها حتى الأنالأول: أجمل ما فيك أنك معي وأمامي دائم الإقرار بالجهل والنقص، لكن ما يعيبك في الباطن هو أنك أمام الناس دائما ما تدعي العلم والفهم، وهذا دليل على أن باطنك لا يشبه ظاهرك وهذا نقص لا يغتفرالثاني: لا أملك الا أن أقول بمحضرك وأنت تعلم ما في نفسي : عسى بحث الأيام وسهر الليالي برفقتك ومجالستك أن يجعل باطني مثل ظاهري سواء بسواءالأول: دعك بمحضري من هذا النفاق واكتفي بالصمت والسؤال منّي عند الحاجةالثاني: ——الأول: لولا أنني آمل بك خيرا لهجرتك منذ زمن بعيد ولم أسامركالأول مستمرا بحديثه:النقطة هي فعلا هي الاسم المكنون وهي عين الله الناظرة أيضا ، بالإضافة الى أنها هي العقل الذي هو وسط الأشياء كلها، ولتفهم ذلك يجب عليك أن تدخل في النقطة وتبصر الحقيقة من داخلهاالثاني: وكيف لي أن أدخل في الإسم المكنون وهو مكنون بي؟أينفع أن أدخل في المكنون بي فأصبح أنا المكنون به بعد أن كان هو المكنون بيالاول: أنت بالفعل مكنون به منذ البدء ولا تزال مكنون به وستبقى مكنون به الى الأبدالثاني: إذا كيف أصبح هو مكنون بي؟أفلا يعني ذلك أنني قد خرجت منه وعاد هو ليستكنّ بي بعد أن أنزلني تحت القبب وسيبقى مكنون بي حتى بعد أن يرفعني فوق القبب؟الأول: بل القبب وكل ما على وما في الأرض تحت القبب وكل ما ومن فوق القبب كانت ولا تزال كلها مكنونة به،،فهو مكنون في كرسيّه وكرسيّه وسع السماوات والارض ،، فكلها كانت منذ البدء مكنونة بالنقطة وهي لا تزال مكنونة بها وستبقى مكنونة بها الى أبد الأبدينالثاني: فكيف هو الظهور إذن؟ ومن ماذا الظهور؟الأول: ستفهم ذلك حين آخذك معي في رحلة عقليّة الى باطن النقطةالأول مسترسلا بحديثه: سأعطيك الآن القدرة التي تعتقد أنك تحتاجها وتطلبها لكي تبين لي فهمك للإسم المكنون، فأي قدرة تطلبها لذلك؟الثاني: مممممممم ، حسنا، أريد بصر حديدي أستطيع أن أغوص به في المكان حتى أصل لقعره ودركه الأسفل الذي لا أسفل منه وهناك سأجد النقطةالأول: حسنا، لك ما تريد من القدرة وهي طوع بنانك من هذه اللحظة، فاختر أي بقعة من المكان وأبدء بتكبيرها أو تصغيرها بعدد المرات التي تشائها تماما بنفس الطريقة التي تكبّر بها الصورة على شاشة الأيباد أو الموبايلالثاني نظر أمامه وحدد بقعة مكانية وبدء يحرّك أصابعه عليها من مركزها لمحيطها ثم عاد لتحريكها عليها من مركزها لمحيطها مرة أخرى وأخرى وأخرى وكانت الصورة تكبر من أمامه في كل مرة منها درجات ودرجات ودرجات كما في هذا الفلم التوضيحيThe Scale of the Universeبعد فترة من الزمن بدا بوضوح فيها أن الثاني قد تعب من التكبير ولم يصل بعد الى حيث يريد فقاطعه الأول قائلا: أخبرني الآن هل وصلت للإسم المكنونالثاني: يبدو أنني لم ولن أصل له ، ويبدو لي أن السبب في ذلك هو قصور العلم حتى الآن عن إدراك ما هو أصغر أو أكبر الأشياءالأول: بهذه الطريقة من البحث لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء أو أكبرهاويبدو أن معلوماتك أنت أيضا قاصرة، فالعلماء المعاصرين أدركوا فعلا من خلال علم الرياضيات والهندسة الكسيريّة أنهم لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء كما سترى ذلك في هذا الفلم التوضيحيDeepest Mandelbrot Set Zoom Animation everفهم قد أدركوا أن العالم لا متناهي في الصغر ولا يمكن أن ينوجد له قعر أو نهاية لأن أساسه ليس أساس مادي بل أساس معلوماتي ، فأعلنوا عجزهم عن بلوغ قعرهالثاني: وهل توقفوا عن البحث عن مصدر الوجود ومنبعه بعد إعلانهم عن العجز ؟الأول: بالتأكيد كلا، فالعقل البشري لا يقبل بالإستسلام أبداالثاني: ماذا فعلوا إذن؟ وكيف أكملوا طريق بحثهم؟الأول: نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود، وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ، بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات وأنه موجود ومستتر مع كل موجودوفي روايات أهل البيت ستجد ما يشبه كلام العلماء هذا عن الثقب الأسودفلقد ورد بأكثر من لفظ أن الله أول ما خلق خلق مرآة مظلمة أو نور ظلّيالرواية الأولى:بداية النقل:يَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى) أَوَّلُ مَــــــــا خَــــــــلَــــــــقَ الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ،قُلْتُ: وَ مِمَّا خَلَقَهُ؟قَالَ: خَلَقَهُ مِنْ مَـــــــشِـــــــيـــــــئَـــــــتِـــــــهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةًأَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى): أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراًخَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءًثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةًفَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍفَرَأَتْ نَفْسَهَافَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُـــــــوِّنُـــــــوا بَـــــــعْـــــــدَ أَنْ لَـــــــمْ يَـــــــكُـــــــونُـــــــواوَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ…..إنــــــــتــــــــهــــــــى النقلكما وأطلقوا سلام الله عليهم في بعض الروايات على هذا المخلوق الأول النور الظلّي إسم “ليلة” بسبب ظلمته، وهي ليلة القدر ،،((((خَلَقَهُ ((الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ)) مِنْ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))ولذلك فإن النور الظلّي والتي هي نفسها ليلة القدر أصبحت حجة على الأظلة يعني أصبحت حجة على الأئمة،،لأن النور الظلّي الجامع أو ليلة القدر هي الكيان الجامع للأظلة كلهم وهم أجزائها ((((خَلَقَهُ مِنْ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))فالمشيئة المخلوقة بنفسها هي مصدر النور الظلّي أو ليلة القدر ،،ونفس المشيئة أو الإسم المكنون قسّم هذا النور الظلّي الواحد الى ((12 قسم)) أو ((12 محور جميعها تنبع من نقطة واحدة وهذه النقطة هي التي أشير لها دائما بالرقم 9))و في بعض رواياتهم الأخرى أطلقوا على هذا النور الظلّي إسم “ظل النور”20- الْكَافِي، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عِتْرَتَهُ الْهُدَاةَ الْمُهْتَدِينَفَكَانُوا أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِقُلْتُ وَ مَا الْأَشْبَاحُ؟قَالَ ظِـــــــــــــلُّ الـــــــــنُّـــــــــــورِأَبْدَانٌ نُورِيَّةٌ بِلَا أَرْوَاحٍوَ كَانَ مُؤَيَّداً بِرُوحٍ وَاحِدٍوَ هِيَ رُوحُ الْقُدُسِفَبِهِ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَ عِتْرَتُهُوَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ حُلَمَاءَ عُلَمَاءَ بَرَرَةً أَصْفِيَاءَيَعْبُدُونَ اللَّهَ بِالصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ السُّجُودِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّهْلِيلِوَ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ وَ يَحُجُّونَ وَ يَصُومُونَ …..إنــــــــتــــــــهــــــــى الـــــــنـــــــقـــــــلوأطلقوا عليه في رواية أخرى صفة أخرى وهي أنه ” الظُّلْمَة”78- تَنْبِيهُ الْخَاطِرِ، لِلْوَرَّامِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ:إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوَّلَ مَا خَلَقَ الْخَلْقَخَلَقَ نُوراً ابْتَدَعَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ(((يعني خلق المشيئة الأولى التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها او الإبداع الأول الذي بدء الخلق منه)))ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ ظُلْمَةً(((يعني خلق الظلمة من الإبداع الأول او من المشيئة الاولى)))وَ كَانَ قَدِيراً أَنْ يَخْلُقَ الظُّلْمَةَ لَا مِنْ شَيْءٍكَمَا خَلَقَ النُّورَ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍثُمَّ خَلَقَ مِنَ الظُّلْمَةِ نُوراً ((الظلمة هنا هي الدائرة أو العقل الكلّي، والنور الذي خلق منه الدائرة هنا هو النقطة أو الاسم المكنون أو الرقم 9))وَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ(((والياقوتة هي نفسها النفس الكلية الالهية أو الجوهرة الحية بالذات ،، ومعنى أن غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ هو أنها وسعت السماوات والأرض ، وذلك يعني أنّ هذه الياقوتة هي نفسها كرسيّه الذي وسع السماوات والأرض))ثُمَّ زَجَرَ الْيَاقُوتَةَ فَمَاعَتْ لِهَيْبَتِهِ فَصَارَتْ مَاءً مُرْتَعِداً(((وهذا يعني أن نفس الياقوتة المائعة أو الجوهرة الحية بالذات هي نفسها أصبحت بزجرِه لها هي الماء بكل جزيئاته، وزجره لها وخضوعها له هو نفسه استوائه عليها ))وَ لَا يَزَالُ مُرْتَعِداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ((لأنه لا زال مستويا عليها من البدء والى يوم القيامة))ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ نُورِهِ وَ جَعَلَهُ عَلَى الْمَاءِ((عرشه هو نفسه الذي وصفناه سابقا أنه مكعبات متراصفة بجانب بعضها البعض وفوق بعضها البعض،، وبتعبير عصري فإن عرشه هو النسيج الكوني أو كما جاء بالتعبير القرآني البحر المسجور والذي فسره أمير المؤمنين بأنّه البحر المحيط بالعالمين))وَ لِلْعَرْشِ عَشَرَةُ آلَافِ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَكُلُّ لِسَانٍ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ لُغَةٍ ((يعني 100 مليون لغة))لَيْسَ فِيهَا لُغَةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَى وَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ مِنْ دُونِ حُجُبِ الضَّبَابِ……إنــــــــتــــــــهــــــــى النقلويعني بهذا أن الماء أو الكونداليني والذي هو قوة الحياة أنّه هو روح العرش ،وذلك يدلنا على أنّ منزلة الماء من العرش هي كمنزلة الروح من الجسدوكلاهما قد اتحدا بجسد واحد جوهري،،وتعبيري هنا ((جسد واحد جوهري)) هو نفس تعبير أمير المؤمنين عليه السلام الذي جاء في حديث المعرفة بالنورانية أنّ نوره الأول الذي قسمه نصفين وجمعهما سوية هما الجسد الواحد جوهري((فقسم الله ذلك النور نصفين نبي المصطفى ووصي المرتضى فقال الله عز وجل لذلك النصف كن محمداً وللاخر كن علياً ، هما شيء واحد ومعنى واحد ونور واحد اتحدا بالمعنى والصفة وافترقا بالجسد والتسمية فهما شيء واحد في عالم الارواح وكذا في عالم الاجساد فجمعها في جــــــســــــد واحــــــد جــــــوهــــــري وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر…..إنتهى)))الأن وقبل أن نستمر بالكلام سنسأل أولا السؤالين التاليين ثم سنبحث عن أجابتهما في الروايات التي بين أيديناالسؤال الأول: ماذا يوجد في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟وجواب السؤال الأول من الروايات هو:يوجد فيه 12 ألف ألف قبة، لو وضعنا قبتنا هذه في إحداها لم تكد تبان من صِغر حجم قبتنا هذه التي تحوينا بالنسبة لحجم بعض تلك القبب، وتحت كلّ قبة منها جرت أحداث ولادة ألف ألف آدم وذرياتهمالسؤال الثاني: وماذا يوجد أيضا في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟وجواب السؤال الثاني من الروايات هو: يوجد حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِم……إنتهىالأول مسترسلا بحديثه: قلنا قبل قليل أن نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود، وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ، بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات وأنه مستتر في كل الموجوداتالثاني: إلى أين تريد أن تصل من كل ذلك؟الأول: ما أريد أن أقوله هو أنك لكي تصل للإسم المكنون لا تحتاج لأن تذهب عميقا في الموجودات لتصل الى أصغرها أو أكبرها،فهو ليس ألطفها أو أكبرها بل هو أخفاها لأنه اختفى بها عنها،ولأنه اختفى بها عنها فأنّك مهما تعمقت بالبحث عنه في الموجودات الظاهرة فإنك لن تصل له أبدا،، فهو مكنون في نفس الوجود المكنون في نفس الموجودات والمستتر بها،فهو بذلك موجود في كل مكان لأنه مستتر في نفس الـ موجودات في المكان ،،فهو هنا وهناكفوق وتحت ومع وقبل وبعد كل شيء،وبهذا الفهم كان يمكنك أن تصل له مباشرة بالقدرة التي كنت سأعطيها لك ما لو أنك سألت القدرة على النفاذ إلى نفس لوح التجلي المظلم ،أو النفاذ مباشرة الى الثقب الأسود،فأنت يهذه القدرة كنت تستطيع حينها وبحركة بسيطة أن تفتح ثقب أسود لتدخل فيهالثاني: نحن بها، فإنني أسألك الآن هذه القدرةالأول: هي طوع بنانك إذن منذ هذه اللحظة، لكننا لن نستعملها الآن، بل فقط بعد أن يكون عندك تصور إجمالي عن ما ستشاهده حين تدخل هناكالثاني: فكلّي آذان صاغية إذنالأول: بعد كل ما خضناه سوية حتى الآن من الحوار أصبحت تدرك أن الوجود كله هو وجود عقلي كلّي واحد ، أو حسب التعبير الروائي هو عقل كلّي واحد له رؤوس بعدد الخلائق ما كان وما يكون منها، وهذا العقل الكلّي الواحد هو نفسه الكان والمكان وهو نفسه ((الظلمة أو الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ))فهو المحيط بكل العقول الجزئية والمسبب لكل النور الذي ستعتقد تلك العقول الجزئية أنها تراه وتشعر بهالثاني: نعم أصبحت أدرك ذلك بالفعل وإنني أحاول دائما أن أصوغ أفكاري ومعتقداتي بما يتوافق مع هذا الإدراكالأول: في رحلتنا هذه سنحاول أن نستكشف العقل من داخله ، وكيف تتم نفس عملية الرؤية وليس من خلال ما تراه العينالثاني: لم أفهم مرادك جيدا، أرجو التوضيحالأول: حسنا سنعود لمثلنا الذي كنا نتحدث عنه دائما ومفاده أنك مجرد عقل جزئي أو برنامج صغير في كمبيوتر عملاق أو في العقل الكليوأنك كبرنامج او كعقل جزئي تعيش في عالم يصممه لك نفس الكمبيوتر العملاق ،، وأنك كبرنامج أو كنفس جزئية ترتبط بجسد موجود تحت القبب ولك به عينان ، وتعتقد أنك ترى من خلالهما جميع ما تراه من الصور والاحداث الملونة بجميع الالوان ،بينما الواقع من هذا المثل هو أنك محاط فعلا بالظلام من كل مكان ، وما حقيقة رؤيتك لأطياف النور وألوانه وصوره الّا شعور يوحيه لك نفس الكمبيوتر أو العقل الكلي ، ولا حقيقة خارجية فعلية له خارج عقلك الجزئيوحينها فإنك لو أردت أن تدخل للعقل من خلال عينيك فإنك لن ترى نفس مكونات العقل بل ستبقى تجري في المجاري التي تجري داخل العقل ولن تستطيع أن تراها من خارجهاالثاني: وكيف السبيل إذن لرؤية تلك المجاري من خارجها؟الأول: السبيل الى ذلك هو أن تفتح ثقب من سطح العقل لتدخل منه للعقل وتتجول به بوعي آخر غير الوعي الذي ترى به الامور من خلالها،وحينها فقط سترى أجزاء العقل ومجاريه وأسبابه التي تجرى عملية الرؤية العقلية بهاالأمر هنا أشبه بأن تفتح ثقب بقشرة الدماغ وتدخل منه لاستكشاف أجزاء ومجاري المخ المسببة للرؤية العقلية بكل صورها ومشاعرهاالثاني: فهمت قصدك الآن ، فالثقب الأسود هو الثقب الذي سندخل منه الى داخل العقل لنرى أجزائهالأول: نعم هو كذلك، وأنت تعرف سلفا أن جميع أجهزة الاحساس في البدن من رؤية وسمع وإحساس وشمّ وغيرها تنقل معلوماتها عبر المجاري العصبية حتى تصل بها للعين الثالثة أو الغدة الصنوبرية المتمركزة في وسطه كتيار معلوماتي كهربائي مستمر بشكل متوازي ومتزامنلتقوم العين الثالثه وما يحيط بها من الغدد القريبة بعد ذلك بدمج جميع تيارات تلك المعلومات الواصلة لها لتكون منها صورة واحدة متكاملة ومتزامنة يعيشها ويراها مثال الإسم المكنون الذي يسكن فيها كعالم واحد متحركة به صوره على الدوام ومشاعره مستمرة بلا توقفالثاني: بدأت الصورة تتضح لي الآن أكثر وأكثرالأول: عندما ستفتح الثقب الأسود وندخل منه سوية فإننا سندخل في الظلمة، وستختفي صورة العالم المضيئة والملونة التي اعتدت أن تراها من حولك دائما،وتلك المجاري والغدد ستبدو لك وكأنها نقاط ضوء وكأنها قبب من نور مختلفة الأحجام منتشرة في الظلمة وتتصل فيما بينها بشبكة إشعاعات نورية خيطية وكأنها خيوط من نورمن بعيد سترى في وسط الظلمة نور جميل شعشعاني باهر ألوانه وسيبدو لنا من بعيد حين ننظر له وكأنه قبة شعشعانيةلكن حين سنقترب منها ستبدو لنا وكأنها عين جميلة ملونة بكل الألوان الجميلة التي لم تراها سابقا حتى في أحلامك وخيالكهذه العين النورانية الشعشعانية بالنسبة للعقل الكوني الكلي كنسبة العين الثالثة لناوعن يمينها سترى قبة منيرة نورها نور دافئ أصفر ساطع وستبدو هذه القبة لنا من بعيد وكأنها شمس متوهجة منيرةوعن يسارها سترى قبة منيرة نورها نور بارد أبيض شديد البياض ومن شدة بياضه سيبدو وكأنه يميل قليلا للأزرق الفاتح وستبدوا القبة من بعيد وكأنها البدر في وسط السماء المظلمةأمام قبة الشمس و قبة القمر سترى قبتين وكأنهما فرقدينومن وسط العين الجميلة الشعشعانية سترى أنه يشع من وسطخا إثني عشر عامود من نور الى مختلف أقطار السماء وينتهي كل عامود منها بقبة منيرة ستبدو لنا من بعيد وكأنها نجم منير في السماءثمانية قبب منها أبعد من أربعةوستبدو القبب الثمانية متساوية في البعد عن العين وكأنها مستقرة على ثمانية أركانوالقبب الأربعة الباقية أيضا ستبدو متساوية في البعد عن العين وكأنهم يربطون بين الأركان الثمانيةداخل حدود هذه القبب الاثني عشر سنرى نقاط ضوء كثيرة ، بعضها سيبدو لنا صغير وبعضها كبيروليس شيء من الأنوار الصغيرة والكبيرة هذه هو أبعد من هذه القبب الإثني عشر أو يقع خلفها،، وكأن هذه القبب الإثني عشر ترسم فيما بينها حدود الظلمة الحاوية لكل شيء، فهم اقطار وحدود الظلمة وأركانها ، والظلمة تحيط بهم من كل جانب ((ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ))ومهما حثثت بالمسير نحو قبة منها ومهما طال بك الزمن لم يمكنك أن تصل لها ، وكأنها تجري من أمامك بنفس سرعة جريك نحوها، ومعها ستبدو لك باقي القبب الإثني عشر وكأنها تجري نحوك بنفس سرعة جريك منهافهي محيطة بالكل دائما وأبدا ،، فالكل في البعد والقرب من تلك النجوم الإثني عشر دائما على سواءوبذلك تكون تلك النجوم الإثني عشر محيطة دائما وأبدا بكل برج من تلك الابراج الثَلَاثِينَ أَلْفَ والتي كل بُرْجٍ منها فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ من مجموع أصناف الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِموذلك يعني أن تلك النجوم الاثني عشر محيطة بــ 900 مليون صنف من الخلائق بأَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِملا يشبه أيّ صنف منها بصفاته صفات أيّ صنف أخر والذين يتكلمون بــ 100 مليون لغة مختلفة تحت 12 مليون قبة وكل منها كان فيهم ألف ألف آدم سابق وسيكون فيهم ألف ألف أدم لاحق ويتبعهم ألف ألف أدم جديد وسيستمرون بالتوالي على هذه الصورة ما دامت السماوات والأرضأدم وذريته بعد أدم وذريته بقصص وأحداث متصلة بعضها ببعض ومختلفة أحداثها وصورها عن بعضها البعضكل أحداث تلك القصص يقوم نون والقلم بسطرها من كل أمر حكيم قصة بعد قصة بعد قصة ولكل قبة وصنف من أصناف الخلائق ، لتقوم الملائكة والروح بعد ذلك بالتنزل بإذن ربها من كل أمر حكيم سطره نون والقلم ،، وعلم كل ذلك مخزون ومودع في الإسم المكنون الإمام المبين والكتاب المبين والقرآن العظيمونون والقلم يستقون علم كل ذلك منه ويسطرونه قبل أن تقوم الملائكة والروح والنجوم الإثني عشر بعد ذلك ببرء ذلك العلم المكنون فتخرجه ببرئها له لنفسها من عالم المكون والخفاء في الاسم المكنون لعالم الظهور والشعور لها،الثاني: لقد جَمُدت والله أطرافي من هذا الوصفالأول: فماذا تقول إن قلت لك أنني لم أصف لك حتى الآن من حقيقة الأمر ولو حتى على قدر ألف غير معقوفةالثاني: وماذا يمكنني أن أقول غير جل جلالك أيها الإسم المكنون وجل شأنك أيها الإسم المكنونلقد كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِك أيها الإسم المكنونوَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِك أيها الإسم المكنونوَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِك أيها الإسم المكنونوَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِك أيها الإسم المكنونوَانْقَادَ كُلُّ عَظِيم لِعَظَمَتِك أيها الإسم المكنونفَلَكَ الْحَمْدُ أيها الإسم المكنون مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاًوَصَلَواتُك أيها الإسم المكنون عَلَى رَسُولِك النجوم الأثني عشر أَبَدَاًوَسَلامُك أيها الإسم المكنون دَآئِماً سَرْمَدَاًالأول: هــــــا، هل تعتقد أنك جاهز الآن للدخول في الظلمة لتستكشفها؟الثاني قال بعد أن بدء يحكّ قمة رأسه ويضغط على فكيّه ويصدر من غير شعور أصواتا مبهمة مممممممممم، إيييييي، آآآآآآآآآآآآآآآآهأرجوا أن تعفيني من ذلك الآن، فانني أشعر انني إن دخلت معك هنا سأفنى وأنتهي وأصعق وأموت بمجرد أن أطلع على الحقيقة كما هي هي ، وأظنني لن يصبح صباح يومي المقبل عليّ إلا وقد شاب شعر رأسي ولحيتي وانكسر ظهري، فاعفني الآن من ما تطلبه منّيوصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.