طـــرفــــي الــكــونــدالــيــنــي
هـمــا الــسَّــبِــيــلَانِ الــلَّــذانِ هُــمَــا مِــنْــكَ وَ فِــيــكَ مِـــنَ الْــكَــوْنِ الــنَّــارِيِّ
من كتاب الهداية الكبرى، ص: 436
قَـالَ الْـمُـفَـضَّـلُ: يَـا سَـيِّـدِي فَـهَـلْ نَـجِـدُ الْـخَـلْـقَ الَّـذِي كَـانَ فِـيـهَـا وَ نَـعْرِفُـهُـمْ
قَـالَ نَـعَـمْ
مَـا مِـنْ كَـوْنٍ إِلَّا وَ فِـيـهِ نُـورِيٌّ وَ جَـوْهَـرِيٌّ وَ هَـوَائِـيٌّ وَ مَـائِـيٌّ وَ نَـارِيٌّ وَ تُـرَابِـيٌّ
يَـا مُـفَـضَّـلُ، تُـحِـبُّ أَنْ أُقَـرِّبَ عَـلَـيْـكَ وَ أُرِيَـكَ أَنَّ فِـيـكَ مِـنْ هَـذِهِ الـسِّـتَّـةِ أَكْـوَانٍ؟
اعْـلَمْ أَنَّـهُ خَـلَـقَـكَ وَ خَـلَـقَ هَـذِهِ الْـبَـشَـرَ وَ كُـلَّ ذِي حَـرَكَـةٍ مِـنْ لَـحْـمٍ وَ دَمٍ،ـ
قَـالَ: يَـا سَـيِّـدِي أَيْـنَ ذَلِـكَ
قَـالَ: يَـا مُـفَـضَّـلُ الَّـذِي مِـنَ الْـكَـوْنِ الـنُّـورَانِـيِّ نُـورٌ فِـي نَـاظِـرَيْـكَ
وَ نَـاظِـرُكَ بِـمِـقْدَارِ حَـبَّـةِ عَـدَسٍ ثُـمَّ تَـرَى بِـهَا مَـا دَرَكَـاهُ مِـنَ الـسَّـمَـاءِ وَ الْـهَـوَامِّ وَ الْأَرْضِ وَ مَـنْ عَـلَـيْـهَـا
وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الْـجَـوْهَـرِيِّ يُـحْـسِـنُ وَ يَـعْـقِـلُ وَ يَـنْـظُـرُ
وَ هُـــــــوَ مَـــــلِـــــكُ الْـجَــسَـدِ (((الجوهرة الحية بالذات)))ـ
وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الْـهَـوَائِـيِّ الْـهَـوَاءُ الَّـذِي مِـنْـهُ نَـفْـسُـكَ وَ حَـرَكَـاتُـكَ وَ أَنْـفَـاسُـكَ الْـمُـتَـرَدِّدَةُ فِـي جَـسَـدِكَ
وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الْـمَـائِـيِّ رُطُـوبَـةُ رِيـقِـكَ وَ دُمُـوعُ عَـيْـنَـيْـكَ وَ مَـا يَـخْـرُجُ مِـنْ
نَـفْـسِـكَ
وَ الــسَّــبِــيــلَــيْــنِ الــلَّــذَيْــنِ هُــمَــا مِــنْــكَ وَ فِــيــكَ مِـــنَ الْــكَــوْنِ الــنَّــارِيِّ
الــــــنَّـــارُ الَّـــتِـــي فِـــي تَــــــرَاكِــــيــــبِ جَــــــسَـــــدِكَ
وَ هُــوَ الْـمُـنْـضِـجُ الْـمُـنْـفِـذُ مَـأْكَـلَـكَ وَ مَـشَـارِبَـكَ وَ مَـا يَـرِدُ إِلَـى مَـعِـدَتِـكَ
وَ هُـوَ الَّـذِي إِذَا حُـكَّـتْ بَـعْـضٌ بِـبَـعْـضٍ كِـدْتَ أَنْ تَـقْـدَحَ نَـاراً
وَ بِـتِـلْـكَ الْـحَـرَارَةِ تَـمَّـتْ حَـرَكَـاتُـكَ
وَ لَـوْ لَا الْـحَـرَارَةُ لَـكُـنْـتَ جَـــــــمَــــــــاداً
وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الـتُّـرَابِـيِّ عَـظْـمُـكَ وَ لَـحْـمُـكَ وَ دَمُـكَ وَ جِـلْـدُكَ وَ عُـرُوقُـكَ وَ مَـفَـاصِـلُـكَ وَ عَـصَـبُـكَ وَ تَـمَـامُ كَـمِّـيَّـةِ جِـسْـمِـكَ.ـ
قَــــالَ الْــمُــفَــضَّــلُ:ـ
يَــــــا مَـــــوْلَايَ
إِنِّـــــــــي لَأَحْـــــسَــــبُ أَنَّ شِــــيــــعَــــتَــــكَ
لَــــوْ غَــــلَـــــتْ كُــــــــــلَّ الْـــــغُــــــلُـــوِّ فِـــــيــــــكُــــمْ
تَــــهْـــتَـــــدِي إِلَــى وَصْــــفٍ يَـــــــسِــــيــــــرٍ مِــــــــمَّـــــا
فَـــــضَّـــلَـــــكُـــــمُ اللَّهُ بِـــــــهِ مِـــنْ هَـــــذَا الْــــعِــــلْـــــمِ
الْــــجَــــــلِـــــــيــــــلِ……………إنــــتـــهـــى