*19* وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ اشلسَّاجِدِينَ

متى كان هذا الخلق؟

عن عمارة قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ أقبل رجل فسلم عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين والله إني لاحبك ، فسأله ثم قال له : إن الارواح خلقت قبل الابدان بألفي عام ثم اسكنت الهواء ، فما تعارف منها ثم ائتلف ههنا ، وما تناكر منها ثم اختلف ههنا ، وإن روحي أنكر روحك.

وبسنده أيضا عن أبي عبدالله عليه السلام مثله إلا أنه قال : إن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ، فأسكنها الهواء ، ثم عرضها علينا أهل البيت ، فوالله ما منها روح إلا وقد عرفنا بدنه ، فوالله ما رأيتك فيها فأين كنت ؟…. إنتهى

فالذي خُلق منا حينها هي أرواحنا أو الأرواح أو الروح (بالجمع)

/ولماذا خلقها؟

لكي تساهم بعملية إخراج العلم المكنون من مكونه ليصبح علما حضوريا ،، بعملية إسمها التنزيل أو التجلّي

تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

/وهل خلق الأرواح التي ستتنزّل باذن ربها من كل أمر على صفة واحدة؟

بل خلقها على صنفين ،،

صِنف سيُصطفى منهم أخيرا فقط ثلّة ،، وهم من سيترقّون منهم ليصلوا أخيرا وبعد التي واللتيا وبعد كرّات وكرّات كثيرة في الحياة الدنيا للمستوى المطلوب

وصِنف آخر مهمتهم أن يعيقوا الصنف الأول من الترقي والوصول للمعالي بسهولة وأيضا يقومون بتغطيّة الحقائق عنهم

عن علي ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن اذينه ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال :

إن الله عزوجل خلق قوما للحق

فاذا مر بهم الباب من الحق قبلته قلوبهم
وإن كانوا لا يعرفونه ،

وإذا مر بهم الباطل أنكرته قلوبهم
وإن كانوا لا يعرفونه ،

وخلق قوما لغير ذلك ،

فاذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم
وإن كانوا لا يعرفونه ،
وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم
وإن كانوا لا يعرفونه…………..إنتهى

/وماذا بعد الإصطفاء؟
/ماذا سيحدث للثلة المصطفاة من الصنف الأول؟

ستنظمّ لمجموعة المخلصين
(( إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ))  فهذه المجموعة كانت موجودة في اجتماع الملأ الأعلى

/وما هي مهمة مجموعة المخلصين؟

مساعدة الأرواح المؤمنة للترقّي عبر كشف الحقائق لها،، فهم سيتنزّلون بينهم بادوار الانبياء والرسل

/وهل يوجد اصطفاء او ترقّي بالمجموعة الاخرى التي مهمّتها التنزّل بادوار من مهمّتهم اعاقة الصنف الاول من الترقي وتغطية الحقائق؟

لا يوجد اصطفاء فيهم أبدا

/مصيرهم؟
التنزّل بادوار المعيقين والمغطّين للحقائق دائما وأبدا

/متعتهم؟
في الحياة الدنيا

أبوعلي الاشعري ومحمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان،

إن الله عزوجل قبل أن يخلق الخلق قال:

كن ماء عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي

وكن ملحا اجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي

ثم أمرهما فامتزجا،

فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر

والكافر المؤمن

ثم أخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا فاذا هم كالذر يدبون،

فقال لاصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام

وقال لاصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي،

ثم أمر نارا فاسعرت،

فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها،

فقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها،

فقال: كوني بردا وسلاما فكانت برداو سلاما

فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا

فقال: قد أقلتكم فادخلوها،
فذهبوا فهابوهها،

فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء من هؤلاء…… إنتهى

أين هو مقرّ تلك الأرواح ومسكنها؟

في الفضاء حول كوكب الأرض وفي الأرض وفضائها أيضا ،، فهي تقوم بأدوار التنزّل والمراقبة والتنفيذ أيضا لجميع ما يجري على الارض من أحداث ومن تنزلات

/كيف يتمّ التنزّل؟
ربّ الملائكة والروح تصل له الأحداث المقررة للسنة القادمة ،، الأرواح تختار منها وبمساعدة أنفسها العليا تلك الادوار والمواقف والاحداث التي تريد ان تتنزّل بها

/هل انّ أيَ روح سيمكنها أن تختار أي دور تريده؟