بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يمكنك أن تفتح العين الثالثة
عندك عينان تنظر بهما لهذه الحياة
وعندك عين مغلقة وسطهما
وعندك عقلان تعيش بهما هذه الحياة
وعندك عقل وسطهما تريد أن تفتحه
نعم عندك عقلان تعيش بهما هذه الحياة ، لكنهما مرتبطان سوية بجسم رخو واحد ندعوه المخ أو الدماغ
وعندك عقل ثالث يتوسطهما ومكانه وسط هذا الجسم الرخو الذي ندعوه المخ او الدماغ
العقل الثالث هو الغدة الصنوبرية في وسط الدماغ
والعين الثالثة هي العين الموجودة في وسط جبهتك وسط الحاجبين لكن أعلى منهما بعرض إصبع ونصف تقريبا
وفي قمة رأسك حيث تمسح رأسك حين تتوضئ وحيث تتصل عظام نصف الجمجمة اليمين مع نصفها الشمال توجد فتحتة تبقى مفتوحة عند الولادة وتبقى مفتوحة لمدة معينة حتى تلتحم وتنغلق نهائيا بعد فترة من الولادة
هذا المكان هو الذي تمسحه حين الوضوء وهو مكان مقدس ومهم جدا جدا جدا
لأن به حجر أو حجاب يمنع نهر الكوثر الذي يجري فيك من الانسياب من خلاله فيوصلك بنفسك العليا
فما دام هذا الحجاب موجود لن يجري نهر الكوثر منك أبدا
ولن يدخل لعقلك نور السماء فينوره أبدا
أنت تعيش الأن بظلمة العقل ،، لأن هذا الحجاب يمنع نور السماء من أن يدخل به ويمنعك أيضا من أن تتصل بنور السماء من خلال نهر الكوثر الذي يجري بك
نهرك الكوثري الأن واقف ساكن لا يتحرك بسبب هذا الحجاب الذي يغلق منفذه الوحيد خارج وجودك
نهرك الكوثري حبيس داخلك وساكن لا يتحرك ويريدك أن تزيل هذا الحجاب
وطريقك الوحيد لكي تزيل هذا الحجاب هو أن ترى من خلال عينك الثالثة
عينك الثالثة هي عين الوحدة ، هي العين الالهية التي ترى كل شيء وتستطيع أن تريك كل شيء
عينك الثالثة اسمها سلــ سبيلا
والسبيل هو عليّ ، فعينك الثالثة اسمها سلـ عليّا
لكن كيف يمكنك أن تسأل عليا وأنت لا تنظر بعينه؟
نعم أنت لا تنظر بعين علي لأنك تنظر للحياة وما يجري فيها بعينيك الاثنين فقط
إذا أردت أن تنظر بعين عليّ فيجب عليك أن تلغي ما تراه بعينيك الإثنين
وتنظر فقط بعين عليّ
العينان ليستا سيئتان فهم عينا محمد صلى الله عليه وآله
فَهُوَ مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ حَدِيثاً مُسْنَداً يَرْفَعُ إِلَى أَبِي يَعْقُوبَ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ
أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ
قَالَ: قَالَ الْعَيْنَانِ رَسُولُ اللَّهِ ص
وَ اللِّسَانِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
وَ الشَّفَتَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع
وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ إِلَى وَلَايَتِهِمْ جَمِيعاً وَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ جَمِيعاً…….إنتهى
فعيني محمد التي ترى بهما الحياة وتتعلم بهما كل ما فيها ليستا سيئتين أبدا
فطريقك للصعود يمر من هاتين العينين ،، فبهما تعلمت حتى الأن كل شيء قد تعلمته
فعيناه صلى الله عليه وآله هما من يعلمانك ويفهمانك كل ما حولك
لكن لو تعلقت بهما كثيرا وتوقفت عندهما في التعلّم فإنك لن تصل أبدا للعين الثالثة ، لعين عليّا
يجب أن تتخذهما وسيلة لتتعلم بهما كيف تتصل بعين عليّا
يجب أن تبحث بعيني محمد صلى الله عليه وآله عن المعاني والسبل التي توصلك لعين عليّا
فمحمد يهدي لعليّ
ومحمد يوصي بعليّ
ومحمد يأمر بولاية علي
لكنه يعلمك كما تريد أنت أن تتعلم
ويعلمك كل شيء تريد أن تتعلمه
ويعلمك كل شيء تتوجه بوعيك نحوه لتتعلمه
لو اخترت أن تبقى طول عمرك ولأبد الآبدين تتعلم فسيبقى يعلمك ولن يقصّر بتعليمك
لا تنظر لنفسك على أنك انسان بشري طيني حين تسمع كلامي هذا
بل على أساس أنك كتاب مرقوم أو قطعة الكترونية مبرمجة برمجة معقدة جدا لا تزال حتى اليوم موضوعة في أحد اثقاب الصور ، وترى نفسك من خلال عيني محمد أنك متصل ببدن في عالم أرضي متموضع في فم الصور تتعلم به كل ما تراه
رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع
أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ
لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ
وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ
مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
فِـــــــيـــــــهِ أَثْـــــــقَـــــــابٌ بِـــــــعَـــــــدَدِ أَرْوَاحِ الْـــــــخَـــــــلَائِـــــــقِ
وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَالْأَرْضِ……إنتهى النقل
عيني محمد في هذا المقام هما مجرد جزء من هذا البرنامج المعقد جدا والمكتوب بشيفرة خاصة جدا جدا جدا مهمته أن يصور لك كل ما تراه وتريد أن تستمر بمراقبته وتتعلم من خلال مراقبته
هذه الشيفرة قلنا في المقال الذي عنوانه:
حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
أنه بسم الله الرحمن الرحيم
فس، تفسير القمي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ:
إِنِّــــي لَأَعْــــرِفُ مَــــــــا فِــــي
كِــــتَــــابِ أَصْــــحَــــابِ الْــــيَــــمِــــيــــنِ
وَ كِتَابِ أَصْحَابِ الشِّمَالِ
وَ أَمَّا كِتَابُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ………….إنـــــــتـــــــــــــهــــــــــى
فشفرة بسم الله الرحمن الرحيم هي شفرة الروح المرقومة أو الرقمية
هي شيفرة رقمية لكنها تماثل في عملها وتركيبتها عمل وتركيبة الروح خارج وداخل العالم المرقوم
طريقك لكي تتصل بعين عليّ الثالثة هي أن ترى العالم بعين الوحدة
وان تفهم المكتوب في القرآن والكتب المقدسة كلها بعين الوحدة
فالمناهج الدينية في المؤسسات الدينية كلها تركز على الثنائية
كلها تريد أن تقنعك انه يوجد خير وشر وانك يجب أن تحارب الشر
كلهاتريد أن تقنعك بمبدء الثنائية بكل طريقة ممكنة
وتطلب منك بصرامة أن تحدد جهة انتمائك بكل وضوح وأن تلعن وتحارب الجهة الاخرى
وتفسر لك جميع النصوص الدينية من منطلق الثنائية
الثنائية موجودة ، هذا أمر واقع وواقع حال
لكنك لو بقيت تدور في فلك الثنائية ولم تخرج منها للوحدة وتقف بجانبها وتنظر منها للأمور والاحداث والصراع فإنك لن تستطيع أن ترى بعين الوحدة أبدا
طريقك لترى بعين الوحدة هي أن تقف بجانب عين الوحدة وتنظر للامور من خلالها
الذين فسروا القرآن وزرعوا بنا أُسس فهم معانيه وكلماته في المؤسسات الدينية حرصوا على أن يحبسوننا في فلك الثنائية وقيدونا بقيود كثيرة لا يمكننا ان نكسرها كلها مرة واحدة
وأهم قيد وأحكم قيد وأمكر قيد هو قيد تعمية الضمائر وجعلها كلها تشير لواحد فقط
المفرد والجمع والحاضر والغايب والفاعل والمفعول به ووووووو كلها جعلوها ضمير لواحد فقط ،، فأوهمونا أننا وصلنا للوحدة بهذه الطريقة الملتوية
أمّا القيد الثاني فهو اصرارهم على أن اسم الله رب العالمين يشير لمجهول ليس له صورة ظاهرة بين الخلق وادخلونا بدوامة التجسيم ، فهذا مجسم وذاك مجسم وهؤلاء مجسمون
واصبحت تهمة التجسيم والتشبيه مساوقة للكفر واحلال الدم والعرض والمال
عشرات بل ربما مئآت الأيات والروايات تدل على تجسمه وحركته وكلامه وصعوده ونزوله ورؤيته ،،
كلها أولوها بتأويلات لم ينزل الله بها من سلطان وزرعوها في عقولنا منذ نعومة اظفارنا لكي يحبسونا في فلك القطبية ولا نصل للوحدة
لا بأس عندي بذلك ،، فنحن كنا ولا نزال نتعلم بسبب هذا المكر
من يريد أن يفتح العين الثالثة
يجب عليه أن ينظر للأمور من عين الوحدة
يجب أن يقف بجانبها
يجب أن يسمع كلامها
فسروا النصوص القرأنية بطريقة ملتوية ابعدونا بها عن الوحدة الفاعلة والامرة الحقيقية
هذه هي الحيلة الاولى
والحيلة الثانية هي
ضربوا اسوار التخويف والمنع والتحريف والاسرائيليات والمغالاة حول روايات أهل البيت عليهم السلام
لأن روايات أهل البيت تقودنا لشيء واحد
وهو الآمر الناهي الواحد الذي تجتمع مقاليد جميع الأمور والأحداث الحادثة في جميع العوالم بيده
وهذا الآمر الواحد الظاهر بين الخلق هو اسم الله (الرحمن)
وهو الإمام
الاسم الرحمن الظاهر بين الخلق فوق القبب هو منطوي في الخلق تحت القبب من خلال شيفرة الروح بسم الله الرحمن الرحيم والتي يزرعونها في من يخلقونهم ويصورونهم وينزلونهم تحت القبب
ويعلمونها تحتها حتي يخلص ويطهر من جنود الجهل وتكتمل عقولهم
وحينها سيصعدونهم بينهم لكن باجساد نورانية مخلوقة من نور الرحمن
فالملائكة مخلوقة من نور عليّ كما تقول الروايات،
ولا يمكنك أن تكون من الملائكة ومع الملائكة وبين الملائكة ما لم يكون بدنك مثلهم من نور عليّ
يجب أن تسمع كلام عليّ
يجب أن تصدّق كلام عليّ
ولن تصدّق كلام علي ما لم تسلّم قبل ذلك
فلا تصديق بدون تسليم
ولا فهم بدون تسليم
فأنت إذا سلّمت بما سمعت فإنك ستفهم،، لأن المعاني التي يقولها الواحد صعب جدا جدا جدا على العقل أن يفهمها فرادى
لا يمكنك أن تفهم العلل التي بدء الواحد يفعل بها ومنها ولذلك لن يمكنك ان تفهم كلام الفاعل الواحد قبل أن تسلّم
فكلما كثرت الصور التي سلّمت بها وجمعتها بجانب بعضها البعض كلما توضّحت لك الصورة منها أكثر وأكثر
فأنت لا يمكنك أن تفهم الصور الجزئية فرادى بمعزل عن بعضها البعض ، لكنك لو جمعت بالتسليم والتصديق الف صورة جزئية منها بجانب بعضها البعض فسيمكنك حينها أن تفهمها بصورة أفضل وأسرع وأوضح
ولذلك يقول أهل البيت عليهم السلام ويؤكدون على ان
الفائزين الصاعدين هم المسلّمون
وأن الشّكّاكين لا خير فيهم ولا أمل منهم
والشّكّاكون في روايات أهل البيت عليهم السلام هم الفاسقون، وهذه الكلمة أيضا حرفوا معناها ضمن جميع ما حرفوه
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ:
كَتَبْتُ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع أُخْبِرُهُ أَنِّي شَاكٌّ وَ قَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ع- رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى وَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ تُرِيَنِي شَيْئاً
فَكَتَبَ ع إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ مُؤْمِناً وَ أَحَبَّ أَنْ يَزْدَادَ إِيمَاناً
وَ أَنْتَ شَاكٌّ
وَ الشَّاكُّ لَا خَيْرَ فِيهِ
وَ كَتَبَ إِنَّمَا الشَّكُّ مَا لَمْ يَأْتِ الْيَقِينُ
فَإِذَا جَاءَ الْيَقِينُ لَمْ يَجُزِ الشَّكُّ
وَ كَتَبَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ
قَالَ نَزَلَتْ فِي الشَّاكِّ…………….إنتهى
أصعب قرار تتخذه وبه وحده نجاتك هو أن تخالف المجتمع ، وتخالف المنطق السائد المألوف الذي يحكم عقول وقلوب افراد المجتمع من حولك ويسيطر عليهم
فهذا القرار يضعك بمواجهة مع الجميع
يجعلك بمواجهة مع أصدقائك وأعدائك أيضا
هذا القرار سيجعل من اصدقائك أصدقاء لاعدائك ، فأنت أخطر عليهم من أعدائهم
فأنت حرامي البيت، هكذا سينظر لك المجتمع وسيتصرف معك على هذا الاساس
وسيشجع بعضهم البعض على محاربتك ونبذك وقطع لسانك
ولذلك كان المؤمنين هم الغرباء ،، وطوبى للغرباء
فهم غرباء في أوطانهم ومجتمعاتهم وبين اهلهم المقربين أيضا
ولذلك كان الصمت طريق الغرباء وسبيلهم
عندما تسير عكس التيار وتصمت بعد ان تبدء تنظر للعالم من عين الوحدة وتتعلم من خلال عينيك معاني الوحدة الحقيقية وليس المحرفة ، فسيبدء لسان علي المكنون في الشفرة الروحية المرقومة في برمجتك يتكلم معك
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ
أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ
قَالَ قَالَ الْــــعَــــيْــــنَــــانِ رَسُــــولُ اللَّهِ ص
وَ الــــلِّــــسَــــانِ أَمِــــيــــرُ الْــــمُــــؤْمِــــنِــــيــــنَ
وَ الــــشَّــــفَــــتَــــانِ الْــــحَــــسَــــنُ وَ الْــــحُــــسَــــيْــــنُ ع
وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ إِلَى وَلَايَتِهِمْ جَمِيعاً وَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ جَمِيعاً…….إنتهى
ويتكلم معك يعني أن تشاكرة الحنجرة تشاكرا التكلم ستتفعل معك
والتشاكرات هي أيضا مراحل مختلفة منك ككتاب مرقوم ،،
فهي تعمل بصورة وبقوة معينة ما دمت غافلا تنظر بعين الثنائية او القطبية،
لكن بمجرد أن تبدء تنظر بعين الوحدة فستبدء الشيفرة الروحية بالتفعّل والنشاط المتعاظم،
لتبدء مستويات عمل ونشاط هذه التشاكرات بالتصاعد والتصاعد أكثر وأكثر مع كل يوم جديد
يعني لو كانت هذه التشاكرات قبل أن تبدء التسليم والتصديق والفهم تعمل بدرجة 10% فانها بعد ذلك ستبدء تعمل معك كل يوم بدرجات أعلى وأعلى حتى تصل فاعليتها ونشاطها ربما لـ 70 او 80%
فتبدء معها تكتب وتتحدث بصورة مختلفة
وتبدء تفهم وتتخيل بصورة جديدة
وتبدء ترتب الصور والكلمات بصورة لم تخطر لك على بال
عندما يتحدث عليّ من على لسانك ، سيصف لك أشياء لم تتخيلها في يوم من الايام ، لإن العين الثالثة أو عين عليّ ستبدء تساند عمل لسان علي
فأنت ستكتب بالقلم أشياء ومفاهيم وصور عقلية لم تسمع بها من قبل، لكن صورتها وانت تكتبها سترتسم بعقلك جزء بعد جزء وتبصرها فيه أخيرا وكأنها موجودة أمامك وتراها بعينيك الاثنين
مع الايام ستحتاج لصور أكثر ومفاهيم أكثر تعقيدا، وستصلك تباعا من خلال لسان علي وستنطق بها بطلاقة بمساعدة شفتيك الحسن والحسين
مع القليل من التسليم والتصديق فإنك لو ارخيت عضلات لسانك وشفتيك وطلبت من نورك أن ينطق من على لسانك فسترى ان لسانك وشفتيك يتحركان وكانهما ينطقان بالشهادات الثلاثة ، واحيانا بالشهادة الثالثة فقط ،، الكثير من الناس حصل معهم هذا الامر بدون ان يعرفوا كيف حصل
لكن ماذا يجب عليك أن تقرء من الروايات وماذا يجب عليك أن تصدق منها وماذا لا تصدق منها؟
فالروايات كثيرة ، والكثير منها يعارض الكثير الآخر ،،
فالروايات يوجد منها محكم ومتشابه تماما كما أن القرأن فيه محكم ومتشابه ، وأنت إن صدقتها كلها فستغرق في جميع الاشكالات وستخرج من دائرة ونطاق الثنائية أو القطبية وتوزع نفسك في عدة دوائر ونطاقات وجميعها تتنازعك
وجواب هذا السؤال او الاعتراض يرتبط بنظرة الوحدة قبل كل شيء
يعني يجب أن تكون قد وصلت للوحدة بطريقة ما
وتحديدا يجب أن تصل لها بتوفيق امام قلبك خلال قرائتك قبل ان تبدء بتكوين نظرتك الموحدة
وتوجد شروط وقواعد تتبعها للتصديق وعدم التصديق لتتوفق للوصول لهذه النظرة
وجميعها تعتمد على الوحدة في الفاعلية والآمرية
وخلاصتها أن الرحمن يهدي من يشاء ويضل من يشاء
كيف سيهديه؟
بأن يوصل له الفكرة الأقرب لدرجة عقله ـ بحيث يستطيع ان يفهمها ويصعد بها درجة ويكون مبعدها جاهز لاستقبال المعلومة الجديدة التي ستتبعها والتي سترتفع به أيضا درجة أخرى
كيف سيضله؟
يوصل له المعلومة التي لا ترفع درجة عقله اي درجة ،، بل وربما تخسف به الدرجة التي هو بها
فالرحمن يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، والأئمة وهم جنود الرحمن يهدون بأمره من يشاء ويضلون بأمره أيضا من يشاء وبنفس هذه الطريقة
ولهذا قالوا أن كلامنا مثل القرآن فيه محكم ومتشابه
طبعا كما قلنا سابقا أن عدد الفرق القابلة للهداية هم حاليا 73 فرقة وعددهم الاجمالي حوالي خمسة ملايين وربع المليون انسان ،، وهذا هو مجموع افراد جميع الفرق المتنافسة للحصول على نجائب الثلّة الصاعدة من الاولين وهي 70 الف نجيبة
وكما اوردنا في روايات سابقة ان اصحاب النجائب هم المسلّمون
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يَا أَبَا الصَّبَّاحِ
إِنَّ الْـــمُـــسَـــلِّـــمِـــيــــنَ هُـــمُ الْـــمُـــنْـــتَـــجَـــبُـــونَ يَـــوْمَ الْـــقِـــيَـــامَـــةِ
هُــــمْ أَصْــــحَـــابُ الـــنَّـــجَـــائِــــبِ…….إنتهى
فأول شرط لكي لا يضلنا جنود الرحمن هي أن نكون من المسلّمين،، فحينها لا فائدة نرتجيها من الاساس لو انهم قالوا لنا المعلومة الصحيحة وشككنا بها
فالشّاك يطلب بشكّه الاضلال وليس الهداية ،،
وما دمنا نطلب الاضلال بالشّك فسيكون كلامهم معنا حينها من المتشابه وليس المحكم فيحق حينها علينا الضلال واللعن منهم بسبب شكّنا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع
قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِمَامِ أَ فَوَّضَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا فَوَّضَ إِلَى سُلَيْمَانَ
فَقَالَ نَعَمْ
وَ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُ
وَ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلِ
ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْهَا فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلَيْنِ
ثُمَّ قَالَ هَذَا عَطَاؤُنَا فَأَمْسِكْ أَوْ أَعْطِ بِغَيْرِ حِسَابٍ
وَ هَكَذَا هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ ع
قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَحِينَ أَجَابَهُمْ بِهَذَا الْجَوَابِ يَعْرِفُهُمُ الْإِمَامُ؟
فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّه،ِ أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ
وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ لَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ أَبَداً
ثُمَّ قَالَ لِي نَعَمْ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الرَّجُلِ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَ عَرَفَ لَوْنَهُ
وَ إِنْ سَمِعَ كَلَامَهُ مِنْ وَرَاءِ حَائِطٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ
إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ
فَهُمُ الْعُلَمَاءُ وَ لَيْسَ يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ الْأَلْسُنِ تَنْطِقُ
إِلَّا عَرَفَهُ نَاجٍ أَوْ هَالِكٌ
فَــــلِــــذَلِــــكَ يُــــجِــــيــــبُــــهُــــمْ بِــــالَّــــذِي يُــــجِــــيــــبُــــهُــــمْ بِــــهِ …..إنتهى
فالمجتمع زرع بي معلومة نمى بها لحمي ودمي ولن اقبل معها ان يمس اي انسان هذه المعلومة
فاذهب اسأل هنا وهناك من باب الترف الفكري او للمناكفة والمجادلة فقط،
وحينها فإن جنود الرحمن المتوسمون سيجيبونني بالمتشابه من الكلام على ما أعتقد به جازما ومتمسك به، فيؤكدونه لي بالمتشابه فيزيدني ضلالا الى ضلالتي
بينما تاتي انت لهم ويعرفون انك من المسلّمين المصدّقين وتسألهم نفس السؤال فيجيبونك باجابة صحيحة تناسب درجة عقلك فيرفعوك بها ويهدوك ويسددوك
فيجب أن تحسب حسابك أن ليس كل ما يقوله الامام وورد لك عنهم بها هداية ،، فهو ربما يكون به اضلال لان السائل حين سأله لأنه كان من الشّاكين المعاندين وليس من المسلّمين
إذا عرفنا أن الروايات بعضها يهدي وبعضها يضل وبعضها محكم وبعضها متشابه فكيف يمكننا أن نعرف التي تهدي من التي تضل؟
وجواب هذا السؤال من الروايات نجده في الرواية التالية عن الامام الصادق عن امير المؤمنين عليهما السلام:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام:
أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْفَقِيهِ حَقِّ الْفَقِيهِ ؟
مَنْ لَمْ يُــــقَــــنِّــــطِ الــــنَّــــاسَ مِــــنْ رَحْــــمَــــةِ اللَّهِ،
وَلَــــمْ يُــــؤْمِــــنْــــهُــــمْ مِــــنْ عَــــذَابِ اللَّهِ،
وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللَّهِ،
وَلَمْ يَتْرُكِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلى غَيْرِهِ؛
أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ،
أَلَا لَا خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ،
أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَكُّرٌ……………إنتهى
وأهل البيت أحق بكلامهم من غيرهم ، فالروايات الواردة عنهم والتي كلها تخويف وتهويل وتقنيط هي من المتشابه الذي أجابوا به الذين في قلوبهم شكّ وأضلوهم بها
والمتكلم الذي لا يتبع هذه القواعد هو ليس بفقيه يستحق ان نستمع له
ولا من لا يبين لك بفهمه وتدبره وتفكره معنى قولهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:
لَوْ عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى هَذَا الْخَلْقَ لَمْ يَلُمْ أَحَدٌ أَحَداً
يستحق أن تستمع له
وكذلك من لا يبين لك بفهمه وتدبره وتفكره معنى قولهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:
اعملوا كل ميسر لما خلق له، كلّ شيء بقدر حتى العجز و الكيس
يستحق أن تستمع له
إجمالا ولعدم التطويل أقول:
إن كنت تريد أن تفتح عينك الثالثة عين الوحدة والحكمة فإن كل من لا ينظر بعين الوحدة ويبين لك الامور واسرار الخلق من خلالها لا يستحق أن تستمع له
فهؤلاء جميعهم يحبسونك ضمن النظرة الثنائية القطبية التي تراها من خلال العينين الثنتين ويمنعونك من الاقتراب أو من النظر من عين الوحدة العين الثالثة
فأنت بارادتك من تُقفل عينك الثالثة وهم بمناهجهم الثنائية يتحكمون بإرادتك ويوجهونك بعيدا عين الوحدة
فالعين الثالثة مفتوحة على الدوام والمطلوب منك لكي تنظر من خلالها هو فقط أن تقرر النظر من خلالها وأن تبقى تنظر من خلالها فقط لترفع عنك العين الثالثة حُجُب العينين الثنتين حجابا بعد حجاب
وحينها كلما سألت سبيلا سؤالا فإن داعي الله المقيم في حنجرتك سيجيبك بلسانه وشفتيه عنها
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل الطيبين الطاهرين