بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شجرة الحياة
الْكَوَاكِبُ الْعُلْوِيَّةُ وَ الْأَسْرَارُ الْإِلَهِيَّةُ الْمُودَعَةُ فِي الْهَيَاكِلِ الْبَشَرِيَّةِ
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
مَا عَبَدْتُكَ خَوْفاً مِنْ نَارِكَ
وَ لَا طَمَعاً فِي جَنَّتِكَ
وَ لَكِنْ وَجَدْتُكَ أَهْلًا لِلْعِبَادَةِ فَعَبَدْتُكَ…………..إنتهى
كلمات مختصرة جدا وحكيمة جدا من أمير المؤمنين صلوات الله عليه وصف لنا بها الصراط المستقيم للدخول في أبواب الجنة السبعة وللخروج بنفس الوقت من ابواب جهنم السبعة ومنها أخيرا لدخول الجنة من بابها الثامن
بعد المقالات السابقة سأل وعلّق الكثير من الاخوة والاخوات بكيف يمكنهم فتح العين الثالثة وما هو الطريق للخروج من جهة الاموات والدخول في فئة الاحياء ووووو
طبعا في تلك المقالات بينت الطريق حسب فهمي له ضمن فهمي للعالم العقلي والعالم الاكبر المنطوي في كل إنسان، لكن يبدو أن وصفي للطريق فيها لم ينفع بعض الاخوة ، أو لنقل أن وصفي للطريق في المقال لم يوضحه لهم جيدا
فبعد المقال تبين لي أن بعض الاخوة والاخوات متلهفين للخروج من نظام الكرات ومن جهنم الأرض ومشاكلها ويريدون اقصر طريق للجنة فسألوا:
كيف نجعل هذه آخر كرة نكرها؟
كيف نفتح العين الثالثة؟
كيف نصل لشمس الحقيقة؟
كيف نخلص من قيود هذه الدنيا؟
أمير المؤمنين في كلمته الخالدة التي افتتحنا بها هذا المقال وصف لنا الطريق الأسرع لكل ذلك أجمل وصف وباقل الكلمات
فأوضح أنك خلال مسيرك نحو الله يجب ان تكون نيتك صافية له فقط
لا أن تكون خائفا منه
ولا أن تكون طامعا بما عنده
فهل أنت الأن تسير نحوه وتريده هو؟
أم انك تريد متعه؟
او انك ممتعض من عذابه؟
هذا الامر أنت وحدك من يمكنك أن تحكم به لنفسك وعلى نفسك
فان كنت تريد مُتَعه وتبحث عنها أو إنك خائف من ناره فلا تكذب على نفسك وتقول انني احب الله وأريد أن ألقاه
فأنت يمكنك ان تكذب على نفسك وعلى كل الناس بقولك انك تحب الله وتسير نحوه وتبحث عنه محبة به
لكنك لا تستطيع أن تخدعه ولا ان تكذب عليه
فهو مقيم بقلبك ويسمع خطرات ظنونك التي هو من يخلقها في صدرك
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ () أَلا يَــــعْــــلَمُ مَـــــنْ خَــــلَـــقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
الامام يقول لنا بهذه الكلمات القليلة انه يوجد نجدين أو طريقين للوصول للعين الثالثة والتي وصولك لها يعني دخولك الجنة
والطريق الأقصر والافضل والاسرع منهما هو طريق الوجدان او المعرفة ،، فهذا معناه انّ هذا الطريق او المنهج أو النجد سيقودك مباشرة نحو العين الثالثة التي منها فقط ستصل للوجدان او للحكمة أو التوحيد
وَهَــــدَيْــــنَــــاهُ الــــنَّــــجْــــدَيْــــنِ
والنجد هو الطريق المرتفع المتصاعد وعكسه الطريق السهل المنبسط
فالنجدان هنا هما الطريقان المؤديان بك إن أنت سرت عليهما الى العين الثالثة والنجدان غير السبيلان
والنجدان هنا هما سبيل واحد
لكن أحدهما قصير ومستقيم ومباشر وهو الصراط المستقيم الوسطي وهو القائم على نية الوجدان أو العرفان الخالصة، وهذا إن توفقت له من بداية حياتك فإنه سيقودك مباشرة للعين الثالثة ، فانت حينها تطلب وتريد معرفة ربك
والعين الثالثة مهمتها المعرفة، بل هي نفسها هي المعرفة وحقيقة المعرفة وحين تسلكه من بداية حياتك يعني أنك قد خلعت نعلي الخوف والرجاء من بداية مسيرك
والنجد الآخرهو نجد الخوف والرجاء وهو الذي ستسلكه حتما بعد أن تكون قد قطعت شوطا لا بأس به من حياتك وأنت منغمس في الدنيا قبل أن تبدء مسيرك لابسا نعلي الخوف والرجاء
ونجد الرحمة الذي يستبطن لخوف والرجاء داخله إن مشيت عليه سيعني انك تبحث عن رحمته وليس عنه هو
يعني تطمع بدخول جنته والتمتع بما فيها
أو تطمع بعدم دخولك ناره حتى وان لم يدخلك جنته
او لمن يعتقد مثلي اننا نعيش الان في جهنم ونكتوي بنيرانها فهو يطمع بالخروج من نظام الكرات سريعا
فالنجدان هما
1- نجد الرحمة ،، ونعلي المسير عليه هما الخوف والرجاء
2- ونجد المعرفة ، وهو الصراط المستقيم للعين الثالثة وهو طريق الوجدان ، وعليك أن تخلع نعلي الخوف والرجاء وتسير حافيا عليه وهذا هو التسليم
.
.
وَجَدْتُكَ أَهْلًا لِلْعِبَادَةِ ،، هذا هو الصراط المستقيم وهو طريق الوجدان أو المعرفة وطريقه المباشر هو التسليم
يعني أن يكون هدفك الحقيقي للمسير هو المعرفة فقط، وتتخذ من التسليم سبيلا
وأن لا تفكر بالجنة ومتعها ولا بالدنيا وعذاباتها حين تسير نحو الله
والتسليم هو أن تقول صادقا وَلَئِنْ اَدْخَلْتَنِى النّارَ لاَُخْبِرَنَّ اَهْلَ النّارِ بِحُبّي لَكَ
ولا أن تتمنى الخروج منها معترضا على حالك
وسلوكك نجد الرحمة عبر الخوف والرجاء ربما سيساعدك فيهديك للصراط المستقيم وهو طريق الوجدان او المعرفة والتسليم،
لكنك لو بقيت تسير طوال حياتك عليه فقط فإنك لن تصل منه للصراط المستقيم او النجد الثاني الموصل للعين الثالثة
فيوجد معهما طريق او نجد ثالث وهو السبيل الثاني سبيل القوة والتمتع بجميع متع الحياة والخوض بها مع الخائضين
وهو السبيل الذي مهمته الأساسية هي أن يُقعد لك الصراط المستقيم بمعنى لا يترك لك الفرصة لكي تهتدي له وتسير عليه
وفي عالم الظهور والتجلي المادي من مهمته اقعاد الصراط المستقيم وهو النجد او الطريق الاقرب والأسرع للعين الثالثة لن يتركك تسلك نجد الرحمة بنعلي الخوف والرجاء براحتك وبدون أن يقعده لك أيضا
تخيل ما أصفه لك كثلاثة خطوط او ثلاثة عواميد منتصبة الى جانب بعضها البعض كما في الصورة
الذي على اليمين هو نجد أو صراط الخوف والرجاء أو صراط الرحمة الذي سيسلكه المؤمنين بالله وملائكته ورسله ومن تم زرع شيفرة الروح ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ضمن برامجهم ، وهم أصحاب النفس القدسية ((وهو نفسه صراط الضالين الـ 72 فرقة كما سيتبين لنا بعد قليل))
والسبيل او النجد الذي على الشمال هو نجد الشدة والقسوة لتحصيل متع الحياة الدنيا بأي طريقة ممكنة كانت لكل سالك سيسلكه ، حتى ولو كان اسمه متدين أو ظاهره أنه متديّن ـ لكنه بالحقيقة لا يزن اعماله وعقائده بموازين الشرائع السماوية ((وهو نفسه صراط المغضوب عليهم)) وهو سبيل النفس الحسية الحيوانية
والنجد الوسطي بينهما هو النجد أو الصراط المستقيم صراط النفس الكلية الالهية ((وهو صراط الذين انعم الله عليهم))
والعين الثالثة هي في اعلى الصراط الوسطي المستقيم وعلى قمته ،، وهو صراط النفس الكلية الالهية التي من عرفها بالتسليم واتصل بها فإنّه لن يضل ولن يشقى بعد ذلك أبدا
وبما ان العين الثالثة تتموضع فوق الصراط الوسطي فإنّ سلوكك صراط الخوف والرجاء فقط وهو نفسه صراط الرحمة صراط الضالين العابدين خوفا ورجاءا كما قلنا لن يوصلك للعين الثالثة لانه بالاساس لا ينتهي بك اليها
واسميته صراط الضالين هنا لأن المتدينين الفعليين ظاهرا وقلبا هم فقط من سيسيرون عليه
ففقط الذين يؤمنون بالله وبملائكته ورسله وكتبه وثوابه وعقابه يستطيعون ان يسلكوا هذا الطريق،، طريق الطمع بما عنده أو طريق الخوف منه
فأحدهم قد يصعد الجبل ويبقى فيه طوال عمره ويحرم نفسه جميع متع الدنيا ويعذبها بالحرمان الشديد طوال عمره ، لسبب واحد ، وهو أنه طامع بما عند الله او خائف منه
وهذا يجب أن يكون مؤمنا به ابتداءا لكي يستطيع ان يسلك هذا الطريق الوعر الصعب
لكنه سيتفاجئ أنه لن يصل للحكمة في نهايته مثله في ذلك مثل الذي سلك طريق الشدة والقسوة لتحصيل متع الحياة ، فكلاهما ينطلقان من عبادة النفس أو عبادة الأنا
وعبادة الخوف والرجاء في خقيقتها هي عبادة الأنا
وطريق عبادة الأنا طريق لا يوصل للحكمة على الاطلاق
فالحكمة هي التوحيد والتوحيد هو المعرفة ، والمعرفة هي معرفة “هو” ومعرفة هو هي التوحيد
فهو خلال رحلة مسيره او عكوفه في الجبل المدفوعة بالايمان الصافي بالمُثِيب والمعاقب لم يكن يطلب أن يجده او أن يتعرف إليه حبا به وشوقا إليه
بل ولم تكن المعرفة حتى من ضمن غاياته القريبة أو البعيدة
فهو يسكن فوق الجبل أنطلاقا من دوافع نفسه القدسية فقط ، وليحرم بنفس الوقت نفسه الحسية الحيوانية من جميع ما يثيرها ، ويبقى يعدّ الايام بعد ذلك بانتظار أن يموت فوق الجبل ويدخل الجنة لتبدء فترة متع الأنا الدائمة
وهذا هو صراط الضالين لأن لا بصيرة به ولا حكمة ،
وهو الصراط الذي سيمشى عليه أو سيسلكه بعض أفراد الفرق الـ72 الضالة
أما باقي أفراد هذه الفرق الضالة من أشباه الناس فسيميلون لسبيل الشدة والقسوة وعبادة الانا مع بقية النسناس ويبقون فيه أكثر من نجد الرحمة، يعني سيكونون مذبذبين بين حب الدنيا وحب الآخرة طوال حياتهم
لأنه الأقرب والاسرع لأشباع رغبات النفس الحسية الحيوانية وتمتيعها بمتع الحياة الدنيا
وهي متع جمع الاموال والتكاثر بالاولاد ونكح الرجال والنساء مع تطعيمهم له بين وقت وآخر بالقليل من مظاهر الخوف والرجاء الشكليّة مراعاة للمجتمع ومظاهره
فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَبِيحٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ [عَنْ جَدِّهِ] عَنْ عَلِيِّ [بْنِ الْحُسَيْنِ] ع قَالَ:
قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنِ النَّاسِ وَ أَشْبَاهِ النَّاسِ وَ النَّسْنَاسِ
قَالَ:
فَقَالَ عَلِيٌّ أَجِبْهُ يَا حَسَنُ
قَالَ:
فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: سَأَلْتَ عَنِ النَّاسِ
فَرَسُولُ اللَّهِ ص النَّاسُ
لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ،، وَ نَحْنُ مِنْهُ
وَ سَأَلْتَ عَنْ أَشْبَاهِ النَّاسِ
فَهُمْ شِيعَتُنَا وَ هُمْ مِنَّا وَ هُمْ أَشْبَاهُنَا
وَ سَأَلْتَ عَنِ النَّسْنَاسِ
فَهُمْ هَذَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا……..إنــــتـــهــــى
و
عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ع وَحْدِي
فَنَكَسَ رَأْسَهُ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ
إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ النُّجَبَاءُ
يَا كَامِلُ
النَّاسُ كُلُّهُمْ بَهَائِمُ
إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَ الْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ………………إنـــتـــهـــى
فالمؤمنين هنا هم جميع الفرق الثلاثة والسبعون وهم أشباه الناس
وهؤلاء لن يصبحوا من الناس الا عندما يكتملون بالعلم والعمل المبتني على العلم بعد اتصالهم بالعين الثالثة
وهذا نفهمه من المقطع الأخير من حديث جنود العقل والجهل:
((فَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ
إِلَّا فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ
وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنْ مَوَالِينَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ وَ يَنْقَى مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ
فَــــعِــــنْــــدَ ذَلِــــكَ يَــــكُــــونُ فِــــي الــــدَّرَجَــــةِ الْــــعُــــلْــــيَــــا مَــــعَ الْأَنْــــبِــــيَــــاءِ وَ الْأَوْصِــــيَــــاءِ
وَ إِنَّمَا يُدْرَكُ ذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَ جُنُودِهِ وَ بِمُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَ جُنُودِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَ مَرْضَاتِهِ.)))
ومجموعة القليل من المؤمنين في الرواية السابقة للأخيرة هم الفرقة الناجية الثالثة والسبعون ،، و هؤلاء هم النجباء وهؤلاء هم المسلّمون وهم أصحاب النجائب
أعيد وأكرر هنا قولي الذي اردده دائما وهو أن من يريد أن يفهم ما اقوله هنا لا يجب أن ينظر لنفسه على أنه مخلوق بسيط يتكون من وعي واحد يقول به أنا ، ويعيش هذه الحياة باعتقاده بهذه الانا فقط ، ويموت اخيرا وهو لا يعتقد انه غيرها ولا يوجد بكيانه غيرها
فأنت كتاب مرقوم انطوى فيك العالم الأكبر وهو شيفرة الروح بسم الله الرحمن الرحيم
وأنت هيكل بشري مرقوم انطوت بك جميع الاسرار الالهية
وأنت هيكل بشري مرقوم ملأت اسماء الله كل أركانك بلا استثناء
فجبريل الذي تشير الروايات أنه كان يعلّم رسول الله صلى الله عليه وآله في رحلة الاسراء والمعراج منطوي بك أنت أيضا وينتظرك أن تبدء رحلة معراجك نحو العين الثالثة ليبدء بمرافقتك في رحلة تعلمك
وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وقبلهم محمد وعلي والحسن والحسين وباقي الائمة كلهم منطوون ومكنونون بك
وحتى الحجة وهو إمام زمانك الخاص بك منطوي ومكنون بك أيضا
فهؤلاء جميعهم هم الاسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية
لا تنظر لنفسك على انك عظم لحم ودم فقط
فأنت هيكل بشري مرقوم أو كتاب مرقوم،، واقرب وصف لمعنى الهيكل البشري المرقوم هو أنك برنامج كمبيوتري تم تصميمك بشكل معقد جدا جدا جدا لكي تشعر معها انك بسيط جدا جدا جدا
فأنت هيكل بشري مودع بك كل الاسرارالإلهية
افهمها على أنك برنامج كمبيوتري معقد جدا جدا جدا مكنون بك مجموعة برامج أو قوى إلهية غير ظاهرة لك، وتحيط بالأنا الحقيقية فيك وهو مثال المشيئة الاولى المودعة بك ضمن هيكلك البشري، أو ضمن برنامجك البشري
وهذه القوى الالهية هي من تحرك لك تبعا لمشيئتك أو أناك جميع دوافعك ومشاعرك الداخلية والخارجية ، كما وتحرك لك هيكلك البشري في عالم التجلي تماما كما تريد أنت كمشيئة مكنونة به أن تحركه
من عرف نفسه عرف ربه
رمز شجرة الحياة الذي نجده موجود في آثار وأدبيات جميع الحضارات السابقة بلا استثناء وحتى الحضارات او القرون الموغلة في القدم منها وقبل حتى ظهور الاديان الثلاثة الرئيسية في العالم حاليا ، تمثل خلاصة معرفتهم لرحلة الانسان الداخلية من الدرك الاسفل منها حين ينزل في الحافرة وهي عظمة عجز الذنب العظمة المثلثة الاولى في عموده الفقري وتصف طريقه الامثل للصعود للدرجة الاعلى الثالثة والثلاثين من رحلته وهي العظمة الثالثة والثلاثون من عموده الفقري تحت العين الثالثة مباشرة
والتي عندما يصل لها ستفك رقبته من النار لأنه سيكون قد وصل حينها لأعتاب العين الثالثة شمس الحقيقة وعين المعرفة وسيدخل بعدها مباشرة بها
هذه المعرفة الانسانية قديمة جدا جدا جدا دارت على معرفتها جميع الامم السابقة
فهم كانوا مثلنا اليوم يبحثون عن الطريق للخلاص من النار
وكما أن عندنا رسل وأنبياء وصفوا لنا الطريق كان عندهم كذلك انبياء ورسل وصفوا لهم وعلموهم الطريق
وبعد أن فهموه جيدا وضعوا خلاصة معارفهم وفهمهم بصورة مرمّزة في رمز شجرة الحياة
ونشروه ونحتوه في جميع ما خلّفوه من الاثار والمنحوتات فحفظوه لمن سيتبعهم من القرون ((الامم))
أنها خلاصة معارفهم في الحياة والهدغ منها ، وجعلوها رسالتهم المقدسة لمن سيتبعهم من الامم لكي يستفادوا منها
هذه الرموز استولى عليها في هذا الزمان مجموعة من الناس إحتكروها لنفسهم
وبنفس الوقت سخّروا أنفسهم وقدراتهم لخدمة مجموعة الكافرين أو المغطّين من الملأ الأعلى
فالتكفير معناه التغطية ، فالكافر في أصل اللغة هو المغطّي
وهذا المعنى يمكن اثباته من بعض ما ورد في حديث طويل للامام موسى الكاظم عليه السلام مع احد النصارى في زمانه
أقتطع وأنقل منه هذا الجزء الذي به الفائدة:
وَ إِنَّــــهُ عِــــنْــــدَكُــــمْ لَــــفِــــي الْــــكُــــتُــــبِ الَّتِي نَزَلَتْ عَلَيْكُمْ
إِنْ لَمْ تُــــغَــــيِّــــرُوا وَ تُــــحَــــرِّفُــــوا وَ تُــــكَــــفِّــــرُوا وَ قَــــدِيــــمــــاً مَــــا فَــــعَــــلْــــتُــــمْ
قَالَ لَهُ النَّصْرَانِيُّ إِنِّي لَا أَسْتُرُ عَنْكَ مَا عَلِمْتُ وَ لَا أُكَذِّبُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ فِي صِدْقِ مَا أَقُولُ وَ كَذِبِهِ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ قَسَمَ عَلَيْكَ مِنْ نِعَمِهِ مَا لَا يَخْطُرُهُ الْخَاطِرُونَ وَ لَا يَسْتُرُهُ السَّاتِرُونَ وَ لَا يُكَذِّبُ فِيهِ مَنْ كَذَّبَ …………إنتهى النقل
والذين وضعوا نفسهم من المسلمين في خدمة المغطين من الملأ الأعلى فعلوا مثل من سبقهم فـــغَــــيِّــــرُوا وَحَــــرِّفُــــوا وَ كَــــفِّــــرُوا وَ قَــــدِيــــمــــاً مَــــا فَــــعَــــلْــــوا
فهم اتبعوا سنن من سبقهم من الأمم ودخلوا جحر الضب معهم كما دخلوه من قبل
وجميعهم لم يكن بيدهم ان لا يفعلوا ذلك ، فسنة الله غالبة ومكر المغطين من الملأ الأعلى اقوى منهم وأشدّ
وقد تسأل هنا ما الذي ستجنيه هذه المجموعة إن احتكرت هذه العلوم لنفسها، وما هي مصلحة الكافرين أو المغطين من الملأ الأعلى من اخفائها عن عامة الناس
وجواب الجزء الأول من السؤال هو:
أن من يمتلك هذه المعرفة سيمكنه بكل سهولة أن يسيطر به دفعة واحدة على آلآف الملايين من البشر
فيحركهم حركة واحدة هو من سيوجههم لها بالإيحاء تارة
وتارة أخرى بغسل الادمغة
بمناهج تعليمية موجهة
وبوسائل اعلام موجهة ومسيطر عليها بالكامل
ومن يملك هذه العلوم وهذه المعرفة ويملك الموارد المالية السياسية أيضا فإنه سيستطيع مع الوقت أن يسيطر على كل من يجهل نفسه ولا يعرفها فيوجهه كيفما يشاء
تخيل عالم وخبير نفسي مخضرم ماذا سيستطيع أن يفعل بعلمه بمجموعة من الغافلين وبسطاء العقول
وكيف سيستطيع أن يسيطر بألآعيبه النفسية وتطبيقاتها العملية على جميع عقول تلك المجموعة كمجموعة كاملة
وعلى عقل كل فرد منهم كفرد
فيتلاعب بهم مجموعات وافرادا
ويسخرهم جميعهم لخدمته ويصبح هو سيدهم الأكبر
ولا يحتاج في البداية سوى لأن يكون وسطهم وله كلمة نافذة عليهم يفرضها عليهم بمظهره ومنطقه المخادع
الأن تخيل ماذا لو كانت مجموعة متنفذة ماليا وسياسيا بلا حدود وتملك هذه العلوم النفسية والتي تستطيع أن تسيطر بها على الجموع البشرية وتوفر لها أيضا الدافع النفسي المريض لتفعل ذلك
ستبدء بدون شك بتطبيق ذلك
ومع الايام بعد أن تبدء بزيادة رقعة سيطرتها على المؤسسات الحكومية والدينية والمالية والاعلامية والعلمية فيها فستزيد معها شيئا فشيئا رقعة سيطرتها على البلاد والعباد ، حتى تُحكم أخيرا سيطرتها على كل الأرض ومن فيها،
هذه العلوم هي خلاصة معرفة النفس ومعرفة الرب ومعرفة السنن الكونية التي على اساسها تجري الامور في هذه الارض وتحت قبتها
ومن يعرفها كفرد لن يستطيع احد بعد ذلك كان من كان ان يتلاعب به لا عقليا ولا نفسيا ولن يستطيع أحد ان يركب ظهره بعد ذلك ولا ان يحلب ضرعه
أمّا المجموعة التي تعرف هذه العلوم وتبدء تسيطر على العالم من خلالها وتتمكن من ذلك أخيرا ، فأنها ستلعب معهم حينها دور ربهم الأعلى ، فتقنعهم بكل ما تريد إقناعهم به حتى ولو كان ضد ما تخبرهم به عيونهم وحواسهم كلها
حتى أنها ستقول لهم ان الابيض اسود والاسود أبيض وسيصدقونها
وأن الجنة نار والنار جنة
والفوق تحت والتحت فوق وسيصدقونها بكل ذلك واكثر منه أيضا
وهذا الامر جاري في الوقت الحاضر على قدم وساق وبكل نشاط وهمة
فهم بمناهجهم النفسية واموالهم الطائلة يسخّرون الان مجموعة كبيرة من الناس والاجهزة العالمية
وهم مجموعة نشيطة ومخلصة وأمينة في أداء عملها وتنفيذ كل ما يوكل اليهم من برامج وخطط تاتيهم من الأعلى
أمّا بالنسبة لمجموعة الكافرين المغطّين من الملأ الأعلى فهدفهم الحقيقي لا يتعارض مع هدف هذه المجموعات بالسيطرة، ولا مع الأهداف الحقيقية لآلآف الملايين من النسناس الذين لا همّ لها في هذه الارض الّا اللهو واللعب،
وهذه المجموعات التي تريد وتسعى للسيطرة على النسناس حرصت عبر الزمان على أن تملأ هذه الأرض لهم بكل أنواع اللهو واللعب ، وبمختلف المناهج الدينية والسياسية التي لا ترى الامور الا بعين واحدة
طبعا لا اقصد هنا العين الثالثة فالهدف من كل هذا التضليل هو منعهم من الاقتراب من العين الثالثة وليس الرؤية بها
عندما اقول مناهج تدفعهم للرؤية بعين واحدة ،، فهي
إمّا الرؤيّة بعين الدين وقال الله وقال رسوله وكل حسب رأيه ووجهة نظره التي سيحود النار بها لقرصه ليعتقد معها انه من الفرقة الناجية
وإمّا بعين القوة والسيطرة ومنطق أسد الغابة ومن لم يكن معي فهو ضدي ليصبح هو الفرقة الغالبة
فعلى هذا المنوال دارت قصتنا من بدايتها حتى اليوم ونجح ابليس باقعاد الصراط المستقيم لأغلب أشباه الناس والنسناس
فشغلهم بألعابه وملاهيه عن النظر للامور بعين الوحدة وعن الاتصال بالعين الثالثة وعن سلوك الصراط المستقيم الموصول لها
في المقالات القادمة في هذا الشهر الفضيل سنبحث إن شاء الله وسندقق في هذا الرمز الكوني الروحيّ
وسنحاول بحول الله وقوته وتوفيقه أن نكشف أسراره من خلال روايات أهل البيت عليهم السلام فقط لنرسم هذا الرمز ونضع به كلمات وأسرار أهل البيت عليهم السلام التي سنجد أنها متناثرة بشكل كبير بين كلماتهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ونسأل منهم التوفيق لذلك
فكما وضعت كل الامم رموزها واسمائها على هذه الشجرة نسأل الله التوفيق لأن نجعل الاسماء والرموز الاسلامية عليها
أنها أمنية كانت تراودني منذ ان نظرت لهذا الرمزأوّل مرة ، ويبدو أن الله وأهل بيته قد أذنوا بذلك
هذا الموضوع قد لا يفهمه جميع الاخوة والاخوات أو تتقبله أنفسهم ، وان كنت أعتقد أن اكثرهم سيفهمه وخصوصا من كانوا متابعين معي منذ فترة ، غكل ما كتبته يدور في مدار الوجود العقلي ، أو الوجود النوراني ، وهذا الموضوع يدور في مركز وصلب الوجود العقلي النوراني
فهذه هي شجرة الحياة ، شجرة طوبى ، شجرة الروح، وفهمها يعني فهم كيف يتولّد النور من العدم وكيف يزهر مصباح قلبك أكثر وأكثر
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين