*193* الطينات أو الدوائر او الأرواح العشرة هي القدر

  • Creator
    Topic
  • #2122
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الطينات أو الدوائر او الأرواح العشرة هي القدر وعَـيْـنَي القلب من القدر
    نستهل هذا المقال بهذه الرواية العظيمة التي بمساعدتها سنبدء إن شاء الله بفهم أننا بمحاولة فكّ رموز هذا الرمز الروحاني المعقد إنما نحاول أن نفكّ سرّ القدر الخفي الذي تكلم عنه أهل البيت عليهم السلام في الكثير من رواياتهم الشريفة على نحو الإشارات الباطنية الصافية مرات كثيرة واحيانا مع التصريح البسيط لذوي الألباب الذين هم فقط من يستطيعون ان يتعقّلونها ويفهمونها
    التوحيد (للصدوق)، ص: 366
    أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
    قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، أَ بِقَدَرٍ يُصِيبُ النَّاسَ مَا أَصَابَهُمْ أَمْ بِعَمَلٍ؟
    فَقَالَ ع: إِنَّ الْقَدَرَ وَ الْعَمَلَ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ
    ((((فالقدر هو روح الجسد لأن الجسد هو أداة العمل))))
    فَالرُّوحُ بِغَيْرِ جَسَدٍ لَا تُحَسُّ ((((فالقدر بدون أداة العمل لا تظهر آثاره))))
    وَ الْجَسَدُ بِغَيْرِ رُوحٍ صُورَةٌ لَا حَرَاكَ بِهَا
    ((((فأداة العمل بغير الــــمُــــقَــــدِّر لأعمالها وبغير الــــمُــــقْــــدِر لها على العمل ستكون مجرّد صورة لا حراك لها))))
    فَإِذَا اجْتَمَعَا قَوِيَا وَ صَلُحَا ((((فإذا الجتمع الــمُــقَــدِّر الــمُــقْــدِر مع أداة العمل وهي صورة الجسد قَوِيَا وَ صَلُحَا كلاهما ، بمعنى ستظهر منهما سوية الأفعال المقدّرة تقديرا دقيقا))))
    كَذَلِكَ الْعَمَلُ وَ الْقَدَرُ
    فَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْقَدَرُ وَاقِعاً عَلَى الْعَمَلِ لَمْ يُعْرَفِ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ
    وَ كَانَ الْقَدَرُ شَيْئاً لَا يُحَسُّ
    وَ لَوْ لَمْ يَكُنِ الْعَمَلُ بِمُوَافَقَةٍ مِنَ الْقَدَرِ لَمْ يَمْضِ وَ لَمْ يَتِمَّ
    وَ لَكِنَّهُمَا بِاجْتِمَاعِهِمَا قَوِيَا
    وَ لِلَّهِ فِــــيــــهِ الْــــعَــــوْنُ لِــــعِــــبَــــادِهِ الــــصَّــــالِــــحِــــيــــنَ
    ((((يوجد عون خاص لمجموعة وصلت بمجهودها لدرجة الاتصاف بصفة خاصة ، وهي صفة الصالحين))))
    ثُمَّ قَالَ ع: أَلَا إِنَّ مِنْ أَجْوَرِ النَّاسِ مَنْ رَأَى جَوْرَهُ عَدْلًا وَ عَدْلَ الْمُهْتَدِي جَوْراً
    أَلَا إِنَّ لِلْعَبْدِ أَرْبَعَةَ أَعْيُنٍ
    عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ
    وَ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ دُنْيَاهُ
    فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَــــتَــــحَ لَــــهُ الْــــعَــــيْــــنَــــيْــــنِ الــــلَّــــتَــــيْــــنِ فِي قَلْبِهِ
    فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْــــغَــــيْــــبَ
    وَ إِذَا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ
    ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى السَّائِلِ عَنِ الْـــقَــــدَرِ فَقَالَ هَذَا مِنْهُ هَذَا مِنْهُ……إنتهى
    إنتبهوا هنا لآخر جملة في هذا الحديث الشريف
    ((((ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى السَّائِلِ عَنِ الْـــقَــــدَرِ فَقَالَ هَذَا مِنْهُ هَذَا مِنْهُ))))
    فالعينان اللتان سيبصر بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ من ((الْقَدَر))
    كيف يصل الإنسان إذن للفوز بالآخرة؟
    الجواب هو: بأن يؤتى نعمة الفهم ونعمة الحكمة
    فالحكمة هي الباب المؤدي للفوز
    فمن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا
    يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
    هذه الآية الكريمة تتوافق مع ما ورد في هذه الرواية الشريفة
    فالأية قالت: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء
    والرواية قالت:
    فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَتَحَ لَهُ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي قَلْبِهِ فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْغَيْبَ ،، وَ إِذَا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ
    لكن .. هل الجميع عندهم تلك الْعَيْنَان فِي القلب؟
    الجواب: نعم كل الخلائق عندهم تلك العينان في قلوبهم
    وهل تلك العينان مفتوحتان عند الجميع؟
    الجواب من كلام الامام الصدق عليه السلام هو: كلا
    البرهان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 374
    5893/[2]- عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
    «أنتم- و الله- الذين قال الله: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ‏
    إنما شيعتنا أصحاب الأربعة أعين: عينين في الرأس، و عينين في القلب، ألا و الخلائق كلهم كذلك، إلّا أن الله فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم»…….إنتهى
    هل الله غاضب على خلقه فأعمى أبصارهم لكي لا يفوزوا بالاخرة؟
    الجواب: بالتأكيد كلا
    لكن إن كان غير غاضب عليهم ولا يحمل حقدا عليهم فلماذا أعمى أبصارهم التي بها فقط سيمكنهم الفوز؟
    الجواب: لا بدّ أنهم غير محتاجين لها بالاساس
    نرجع للرمز الذي امامنا ونبحث به عن مكان تلك العينان وأسمائهما
    سنجد أنهما أعلى دائرتين
    دائرة الفهم علي يمين الرمز من الأعلى
    ودائرة الحكمة على شماله من الأعلى
    ويوجد طريقان أو مساران ينطلقان من الدائرة المركزية التي في الوسط وهي الدائرة رقم 6
    ويطلقون عليها دائرة الجمال
    وهذه تعني وصول السالك لمركز العين التي يرى منها كل شيء في الوجود جميل ،، فعينه لا ترى أي شيء قبيح في ما حولها
    فمن سيصل في وعيه لهذه الدرجة ويعتقد مخلصا في اعتقاده أن الله جميل يحب الجمال ولا يخلق الا الجميل فإنه سيبدء يتفكر بهذا الجمال وسيبدء بالبحث عن الجمال فيما كان يعتقده في السابق أن به قبح وشر
    إذا وصل السالك إلى أن الله يكتب فقط من كل أمر حكيم،، وأن الملائكة والروح تتنزل بأمره فقط من كل أمر حكيم ، سيكون قد وصل بوعيه للدائرة السادسة دائرة الجمال، وسيبدء بالتفكر العميق بكل ما يجري من حوله من صور الخلق وأفعالهم واقتتالهم واحترابهم وتصارعهم وتحاببهم وتباغضهم وتجاذبهم وتنافرهم والموت والحياة والامراض والفقر والغنى ووووو
    وسيرى أخيرا انّ الخالق انما يعزف بكل ذلك لحن في غاية الجمال والروعة، هو لحن الوجود
    اذا وصل السالك الى هنا فسيدفعه هذا المستوى من الوعي والإعتقاد إلى أن يسعى لاكتشاف هذا الجمال المكنون في صور كل الاحداث التي تجري عليه وعلى جميع من حوله
    سيبدء بالتفكّر العميق بحثا عن سرّ هذا الجمال المكنون في تلك الصور
    لماذا هي جميلة؟
    لماذا هي من حوله؟
    كيف ستجعله إنسان أجمل؟
    وكيف يستفيد من دروسها بأجمل صورة ممكنة؟
    فالحياة مدرسة الجمال لأنها مدرسة الله
    والله جميل يحب الجمال
    ولا يخلق الا الجمال
    وكل أمره حكيم
    اذا وصل بوعيه لهذه الدرجة من الايمان بالفاعل الواحد الحكيم الجميل القادر المقدِّر المقتدر الفاعل لكل شيء فإنه سيبدء يبحث عن الأسباب والدروس الكامنة في كل الصور الجميلة التي خلقها مصدر الكمال والجمال كله
    لكن من هو السالك الذي يتحرك على هذه المسارات؟
    الجواب هو: إنّه مثاله الذي ألقاه في خلقه
    من هو مثاله ومن هم خلقه؟
    الجواب: إن مثاله هو العقل الجزئي او المشيئة الجزئية، وهو أنت أو الانا التي تقول واقول ونقول بها جميعا أنا
    عيون الحكم و المواعظ (لليثي)، ص: 304
    سُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْعَالَمِ الْعِلْوِيِّ فَقَالَ:
    صُوَرٌ عَارِيَةٌ عَنِ‏ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ [عَالِيَة] عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ، تَجَلَّى لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ،
    وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ
    وَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ذَا نَفْسٍ نَاطِقَةٍ،
    إِنْ زَكَّاهَا بِالْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ فَقَدْ شَابَهَتْ جَوَاهِرَ أَوَائِلِ عِلَلِهَا
    وَ إِذَا اعْتَدَلَ مِزَاجُهَا وَ فَارَقَتِ الْأَضْدَادَ فَقَدْ شَارَكَ بِهَا السَّبْعَ الشِّدَادَ…….إنتهى
    بعد أن عرفنا أن السالك هو مثاله نسأل الآن من هم خلقه؟
    وجوابه هز: إن خلقه هم الطينات العشرة أو القدر أو الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية أو الصُوَرٌ العَارِيَةٌ عَنِ‏ الْمَوَادِّ والخَالِيَةٌ [عَالِيَة] عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ، التي تَجَلَّى لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ، وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ
    فهي هو وهم هو ، فهو المكنون بهم
    ولولا انه مكنون بهم ويحركهم من داخلهم لبقيت صورهم مجرد صُوَرٌ عَارِيَةٌ عَنِ‏ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ [عَالِيَة] عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ
    فالطينات العشرة أو القدر أو الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية هي هو وهم هو ،، لكنه باطنهم وهم ظاهره
    فأنت كمثال العقل الكلي خلقك مثاله وأودعك في خلقه ،
    وخلقه هم الأسرار الالهية الذين يحيطون بك ظاهرا وباطنا ويُظهرون بك قدره وأفعاله
    فهو مكنون في خلقه وهم يحيطون به
    وأنت مكنون في خلقه وهم يحيطون بك
    فهو يظهر قدره من خلالهم
    وأنت تظهر بفعلك قدره كذلك من خلالهم
    فهو خلق الكلمة التامة بمشيئته واستكنّ بها ليظهر عنها قدره بمشيئته
    والكلمة التامة الأولى إنشطرت لكلمات تامات بعدد الخلائق وكل كلمة تامة تحيط بجزء انشطر من المشيئة الأولى، وهي مثاله الذي القاه في خلقه
    أنت كمثال للمشيئة الأولى تبدء رحلة وجودك فيهم ابتداءا من الدائرة الاولى السفلية
    وتحاول ان تشق طريقك في رحلة عودتك لأصلك نحو الاعلى لتصل لهذه الدائرة السادسة ، دائرة الجمال والاعتقاد المُجمل بجمال وحكمة الفاعل الاوحد في هذا الوجود
    لكن الوصول لهذا المستوى من الوعي ليس أمر سهل ويسير،، فلا يمكنك أن تصل له الا من خلال ثلاث مسارات، وعلى كل مسار منها يوجد قاطع طريق خفي
    الشيطان يقعد لك على أحدها
    ولسانك يقعد لك على الثاني
    والموت ينتظرك على الثالث
    وفقط
    ان كشفت ألآعيب الشيطان وحبائله ولم تتبع خطواته ((خطواته هم رجال)) وهزمته وهزمتهم
    وهزمت لسانك فصنته عن الخوض في سفاسف الامور فلم تخض به مع الخائضين
    ولم تتَدِينُ بأديان الشَّيْطَانِ ومذاهبه وَ تَتَوَلَّى عَلَى قَبُولِهَا وَ تَتَبَرَّأُ مِمَّنْ خَالَفَهَا
    ولم تحلل ولم تحرم
    وَ أَخَذَت بِجَمِيعِ مَا لَيْسَ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ خِلَافٌ فِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِهِ
    وَ كَففت عن ما بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ‏ خِلَافٌ فِي أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهِ أَوْ نَهَى عَنْه
    وهزمت الموت
    ووصلت لمركز الدائرة السادسة قبل أن يحيط بك
    حينها فقط ستكون قد وضعت اول قدم لك على طريق الفوز
    ولو أدركك الموت وقد هزمت الشيطان وصنت لسانك واقتربت بشكل كبير من درجة الوعي السادسة ، وعي الجمال المطلق والحكمة المطلقة والفاعل المطلق، فسيقع أجرك حينها على الله
    يعني في كرتك التالية سييسر لك ما سيوصلك سريعا لهذا الوعي لتبدء منه طريقك وسيرك من جديد
    لكن لو هزمك الشيطان في مساره وخذلك لسانك في مساره وادركك الموت في مساره قبل أن تبلغ ذلك الوعي فستبدء كرتك التالية من جديد من أسفل سافلين حيث الدائرة السفلية
    نعود للانسان عندما يصل لمركز الدائرة السادسة ويبدء ينظر بعين الجمال
    عندما يصل الانسان لهذه المرحلة المجملة من الوعي والتوحيد والاعتقاد بالجميل المطلق الذي فعله كله جميل فإنه سيبد يبحث عن التفاصيل الدقيقة لهذا الاعتقاد المُجمل بالجميل المطلق الذي لا يخلق الا الجميل والذي وصل له
    وحينها لن يستطيع سبيلا الى الفهم والادراك للأسباب المسببة والحكمة من خلق كل جميل الّا إن حصل على مساعدة ، وسيحصل عليها
    وتتمثل هذه المساعدة بفتح مسار عيني القلب المؤديتان
    إلى طينة أو دائرة أو روح الفهم
    وكذلك إلى طينة أو دائرة أو روح الحكمة
    طينة أو دائرة الفهم هي التي على يمين الرمز من الأعلى
    ودائرة الحكمة هي التي على شمالك
    واليمين في الرمز هو يسارك أنت
    فأنت عندما تنظر لنفسك في المرأة ستكون يمينك في المرآة هي يسارك ويسارك هي يمينك
    إعتبر هذا الرمز صورة شخص يقف قبالك وحينها سيكون كتفه الذي يقابل كتفك اليسار هو كتفه اليمين وقس على ذلك جميع المتقابلات بين جسدك وجسده
    فدائرة الفهم هي الدائرة التي على يمين الرمز من الأعلى
    ودائرة الحكمة هي الدائرة التي على شمال الرمز من الأعلى
    أنت الأن بدائرة الجمال المرقمة بالرقم (6) تحت القلب مباشرة وقد أصبحت ترى بعين الجمال وتوظف خيالك وفكرك وتفكّرك العميق من أجل فهم تفاصيل الاعتقاد المجمل الذي وصلت له
    حينها سيفتحون لك العينين أو المسارين ، فالعينان هما المساران الموصلان للفهم والحكمة
    في البداية أنت ستستطيع أن تنظر للحكمة من خلال إحدى العينين لفعل من افعال الجميل الحكيم لكنك لن تدركها وتعيها
    فلكي تدرك الحكمة لأي فعل من أفعال الحكيم يجب عليك أن تفهمه قبل ذلك
    وهذا ما ستحصل عليه من خلال النظر عبر المسار او العين التي تؤدي للفهم
    والفهم لأفعال الله ليس شيئا تستطيع أن تصل له بنفسك وبمجهودك الخاص فقط
    فكما كان لسانك والشيطان والموت يقعدون لك على المسارات السابقة ليمنعوك من العبور من مسارتهم
    فسيوجد على هذين المسارين من مهمته أن يُفْهِمَك ويعينك على الصعود ، وستشعر حينها بوجد من يكلمك في ضميرك ويفهمك ما به نفعك وصلاحك الذي تبحث عنه وتسير إليه
    فكما ورد ان الفقيه لا يكون فقيها حتى يكون محدّثا مفهّما
    وسائل الشيعة، ج‏27، ص: 149
    33453- 38-[1] وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكَشِّيِ‏ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيِّ الْمَحْمُودِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ ع‏:
    اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا
    فَإِنَّا لَا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً
    فَقِيلَ لَهُ: أَ وَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً؟
    قَالَ يَكُونُ مُفْهَماً وَ الْمُفْهَمُ مُحَدَّث‏…………..إنتهى
    هذا المعين هو مصباح الهدى وسفينة النجاة ، وهو المعين الذي سيتم تأييدك به ليبحر بك نحو الاعلى، ولن يتركك تنزل من سفينته حتى يلج جُمّل سفينته في سمّ الخياط وأنت معه
    فالذي سيسحب جمّل السفينة ويلج به في سمّ الخياط هو بالاساس من خارج سمّ الخياط
    إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ فَاسْتَشْعَرَ الْحُزْنَ وَ تَجَلْبَبَ الْخَوْفَ
    فَزَهَرَ مِصْبَاحُ الْهُدَى فِي قَلْبِه‏
    فالرافع الخافض والمعز المذل ومكور الاكوار ومعيد الأدوار طبقا عن طبق هو واحد ، وهو الجمال والجميل المطلق، وهو خالق الجمال كله، وهو خالق مدرسة الجمال مدرسة الحياة دنيا وأخرة ، وله الأمر والخلق وحده، وأمره جميل وخلقه جميل
    لكي تتخرج من مدرسة الجمال يجب ان تؤمن بالجمال أولا ، وأن تراه في كل شيء من حولك ثانيا، وحينها سيُفهّمك الأسباب ويعرّفك الحِكمة منها، وبعدها سيستخلصك لنفسه ويجعلك من الشهداء على خلقه تعلّمهم من ما علمك الله وتتعلم معهم المزيد من الجمال والحكمة
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.