*195* إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ

  • Creator
    Topic
  • #2124
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ
    في المقال السابق الذي كان عنوانه:
    الطينات أو الدوائر او الأرواح العشرة هي القدر ،، وعَـيْـنَي القلب من القدر
    تعرضنا لبيان عيني القلب من رواية أهل البيت عليهم السلام في شجرة الحياة والتي تؤدي إحداهما للفهم والاخرى توصل للحكمة وأوردنا الرواية التي تبين ذلك مع شرح بسيط أوردناه حينها معها بين الاقواس كما يلي:
    التوحيد (للصدوق)، ص: 366
    أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
    قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، أَ بِقَدَرٍ يُصِيبُ النَّاسَ مَا أَصَابَهُمْ أَمْ بِعَمَلٍ؟
    فَقَالَ ع: إِنَّ الْقَدَرَ وَ الْعَمَلَ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ
    فَالرُّوحُ بِغَيْرِ جَسَدٍ لَا تُحَسُّ
    وَ الْجَسَدُ بِغَيْرِ رُوحٍ صُورَةٌ لَا حَرَاكَ بِهَا
    فَإِذَا اجْتَمَعَا قَوِيَا وَ صَلُحَا
    كَذَلِكَ الْعَمَلُ وَ الْقَدَرُ
    فَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْقَدَرُ وَاقِعاً عَلَى الْعَمَلِ لَمْ يُعْرَفِ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ
    وَ كَانَ الْقَدَرُ شَيْئاً لَا يُحَسُّ
    وَ لَوْ لَمْ يَكُنِ الْعَمَلُ بِمُوَافَقَةٍ مِنَ الْقَدَرِ لَمْ يَمْضِ وَ لَمْ يَتِمَّ
    وَ لَكِنَّهُمَا بِاجْتِمَاعِهِمَا قَوِيَا
    وَ لِلَّهِ فِــــيــــهِ الْــــعَــــوْنُ لِــــعِــــبَــــادِهِ الــــصَّــــالِــــحِــــيــــنَ
    ثُمَّ قَالَ ع: أَلَا إِنَّ مِنْ أَجْوَرِ النَّاسِ مَنْ رَأَى جَوْرَهُ عَدْلًا وَ عَدْلَ الْمُهْتَدِي جَوْراً
    أَلَا إِنَّ لِلْعَبْدِ أَرْبَعَةَ أَعْيُنٍ
    عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ
    وَ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ دُنْيَاهُ
    فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَــــتَــــحَ لَــــهُ الْــــعَــــيْــــنَــــيْــــنِ الــــلَّــــتَــــيْــــنِ فِي قَلْبِهِ
    فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْــــغَــــيْــــبَ
    وَ إِذَا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ
    ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى السَّائِلِ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ هَذَا مِنْهُ هَذَا مِنْهُ…….إنتهى
    واليوم و كذلك من روايات أهل البيت سنتطـرّق لأذني القلب
    وسائل الشيعة، ج‏20، ص: 313
    25706- 22- «6» عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
    إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ
    رُوحُ الْإِيمَانِ يُسَارُّهُ بِالْخَيْرِ
    وَ الشَّيْطَانُ يُسَارُّهُ بِالشَّرِّ
    فَأَيُّهُمَا ظَهَرَ عَلَى صَاحِبِهِ غَلَبَهُ…………إنتهى
    1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع
    قَالَ: مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَ لَهُ أُذُنَانِ
    عَلَى إِحْدَاهُمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ
    وَ عَلَى الْأُخْرَى شَيْطَانٌ‏ مُفْتِنٌ
    هَذَا يَأْمُرُهُ
    وَ هَذَا يَزْجُرُهُ
    الشَّيْطَانُ يَأْمُرُهُ بِالْمَعَاصِي
    وَ الْمَلَكُ يَزْجُرُهُ عَنْهَا
    وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
    عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ……….إنتهى
    2- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
    إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ
    فَإِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِذَنْبٍ
    قَالَ لَهُ رُوحُ الْإِيــــــــــمَـــــــــــــانِ لَا تَفْعَلْ
    وَ قَالَ لَهُ الــــــشَّــــــيْـــــطَــــانُ افْعَلْ
    وَ إِذَا كَانَ عَلَى بَطْنِهَا نُزِعَ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَان‏……………..إنتهى
    لا زلنا نتكلم هنا ومن روايات أهل البيت عن شجرة الحياة وعن وصفهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لها
    وشجرة الحياة تحوي الطينتين
    طينة أهل البيت عليهم السلام التي هي احسن الطينتين وهي الطينات الخمس العلوية
    وطينة أعدائهم التي خلقها رب العالمين من شجرة تخرج في أصل الجحيم وهي الطينات الخمس السفلية
    وقلنا في مقال قبله عنونّاه بـ
    الطينات العشر
    ان شجرة أعدائهم موجودة في عالم الخلق تحت القبب فقط
    أمّا في عالم الأمر العـلوي فلا وجود لها او لآثارها
    بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم / ج‏1 / 446 / 14 باب ما جعل الله في الأنبياء و الأوصياء و المؤمنين و سائر الناس من الأرواح و أنه فضل الأنبياء و الأئمة من آل محمد بروح القدس و ذكر الأرواح الخمس ….. ص : 445
    2- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏:
    قَالَ عَـــلِـــيُّ بْـــنُ أَبِـــي طَـــالِـــبٍ ع:
    إِنَّ لِلَّهِ نَـــهَـــراً دُونَ عَـــرْشِـــهِ
    وَ دُونَ الـــنَّـــهَـــرِ الَّـــذِي دُونَ عَـــرْشِـــهِ نُـــورٌ مِـــنْ نُـــورِهِ
    وَ إِنَّ فِـــي حَـــافَـــتَـــيِ الـــنَّـــهَـــرِ رُوحَـــيْـــنِ مَـــخْـــلُـــوقَـــيْـــنِ
    رُوحُ الْــــــقُــــــدُسِ
    وَ رُوحٌ مِـــنْ أَمْــــــرِهِ
    وَ إِنَّ لِلَّهِ عَـــــــــشْــــــرَ طِــــــيــــــنَــــــاتٍ
    خَــــــمْــــــسَــــــةً مِـــنْ نَـــفَـــحَ الْـــجَـــنَّـــةِ
    وَ خَــــــــــــمْـــــــــسَـــــــــةً مِــــــنَ الْأَرْضِ
    وَ فَــــسَّــــرَ الْـــجِـــنَـــانَ وَ فَـــسَّـــرَ الْأَرْضَ
    ثُـــمَّ قَـــالَ:
    مَـــا مِـــنْ نَـــبِـــيٍّ وَ لَا مِـــنْ مَـــلَـــكٍ مِـــنْ بَـــعْـــدِ جَـــبْـــلِـــهِ إِلَّا نَـــفَـــخَ فِـــيـــهِ مِـــنَ الـــرُّوحَـــيْـــنِ
    وَجَـــعَـــلَ الـــنَّـــبِـــيَّ ص مِـــنْ إِحْـــدَى الـــطِّـــيـــنَـــتَـــيْـــنِ
    فَـــقُـــلْـــتُ لِأَبِـــي الْـــحَـــسَـــنِ ع: مَا الْـــجَـــبْـــلُ؟
    قَـــالَ: الْـــخَـــلْـــقُ غَـــيْـــرَنَـــا أَهْـــلَ الْـــبَـــيْـــتِ
    فَـــإِنَّ اللَّهَ خَـــلَـــقَـــنَـــا مِـــنَ الْـــعَـــشْـــرِ الـــطِّـــيـــنَـــاتِ جَـــمِـــيـــعـــاً
    وَ نَـــفَـــخَ فِـــيـــنَـــا مِـــنَ الـــرُّوحَـــيْــــــنِ جَـــمِـــيـــعـــاً
    فَـــأَطْـــيَـــبُـــهُـــمَـــا طِـــيـــبـــاً طِـــيـــنَـــتُـــنَـــا………………إنتهى
    فالعينان حسب رسم شجرة الحياة المرفق هما الصراطان الذان يخرجان أو ينبعان من الدائرة رقم (6) ويؤديان للروحين او للدائرتين رقم (3) و (2) وهما دائرتا المعرفة والحكمة
    وكلامنا اليوم هو عن أُذني القلب ، وهما الصراطان النابعان من الدائرة رقم (6) من تحت أو من جانبي العينان التي تنبعا منها
    لتتصور ذلك تخيل الدائرة رقم (6) كرأس عيناه هما الصراطان اللذان يؤدّيان للمعرفة والحكمة
    وأذناه هما المساران او الصراطان المؤديان للطينتين أو للدائرتين رقم (7)و(8)
    والطينة السابعة هي طينة الجمال ونكران الذات ((الأنا))
    وروح الايمان يسكن المسار الذي يدفع أو يوصل السالك الذي سيتبعه لوعي الدائرة السادسة ومنها سيستمر بمرافقته حتى يصعد به للدائرة رقم (5)
    فوعي الدائرة رقم سبعة هو أعلى وعي من دوائر وعي النفس الحسية الحيوانية الاربعة السفلية
    فأُذن روح الايمان تبدء الكلام معه عند وصوله لهذا الوعي عند الدائرة رقم (7) دائرة رؤية الجمال في الخلق ونكران ذاته قبال كل هذا الجمال
    فإذا استمع له السالك وسار خلفه قاد مسيرته ورفع وعيه حتى يستقر به في وعي الدائرة السادسة دائرة الجميل المطلق الذي لا يخلق الا الجمال المطلق فيصبح لسان حاله في كل الاحوال ما رأيت الا جميلا
    فيحب خلق الله من حينها بلا استثناء للجمال المودع بهم
    35 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع:
    يَا سُلَيْمَانُ إِنَّ لَكَ قَلْباً وَ مَسَامِعَ
    وَ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَهْدِيَ عَبْداً فَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ
    وَ إِذَا أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ خَتَمَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ فَلَا يَصْلُحُ أَبَداً
    وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها…….إنتهى
    فإذا وصل به سمع قلبه الهادي أو روح الايمان لكمال الاعتقاد بالجمال والحب والرحمة اكمل معه المسيرة للدائرة الخامسة وهي طينة أو روح اليقين والشجاعة في الاعتقاد والعمل والخدمة للخالق الجميل الرحيم
    بعد ذلك سيستلمه روح اليقين ويكمل الطريق معه
    أمّا الاذن الثانية وهي التي تربطه بالدائرة رقم (8) فيقعد له الشيطان المُضل عليها يوسوس له ويأمره من خلالها بما سيرجعه للدوائر السفلية فيحبسه بالشكّ والوسوسة ان هو اطاعه ومشى خلفه داخل وعي النفس الحيوانية
    فروح الايمان والشيطان هما القلمان الذان سنكتب بهما في كل كرة من كراتنا صورة كرتنا التالية وظروفها من ظروف صحتنا بها ورفاهيتنا والمادية والعلمية والايمانية
    وستحدد كذلك وبنفس الوقت صور جميع الابتلاءات التي سيتم ابتلائنا بها في تلك الكرات فلكل درجة وعي ابتلاءات خاصة بها وتناسبها
    فليس من العدل ان تبتلي من هم في الصفوف الابتدائية بابتلاءات من هم بالصفوف النهائية او أن تبتليهم بشكل اجمالي بابتلاءات من هم اعلى منهم مرتبة ومنزلة
    وعبور أي وعي داني من الابتلاءات المناسبة له بنجاح هو دليل استعداده العقلي وتطوره الروحي لولوج المرحلة التالية
    روح الايمان والشيطان هما أصبعي الرحمن «قلب المؤمن بين أَصْبُعَيْنِ من أَصَابِعِ اللّهِ يقلّبه كيف يشاء»
    وهما السيان المقبولان المردودان أحدهما الجنة والآخر النيران
    وهما اللذان المتفقان المختلفان وهما المرجوان الوارد ذكرهما في
    حديث رأس الجالوت (أكبر علماء اليهود) مع الإمام الرضا عليه السلام ، حيث سأل رأس الجالوت الامام الرضا قائلا له :
    يا مولاي ما الكفر والإيمان؟
    وما الكفران؟
    ما الجنة والنيران؟
    وما الشيطانان اللذان كلاهما المرجوان؟
    وقد نطق كلام الرحمن بما قلت
    حيث قال في سورة الرحمن: * (خلق الإنسان * علمه البيان)؟
    فلما سمع الرضا عليه السلام كلامه لم يحر جوابا، ونكت بإصبعه الأرض وأطرق مليا، فلما رأى رأس الجالوت سكوته عليه السلام حمله على عيه وشجعته نفسه بسؤال آخر، فقال:
    يا رئيس المسلمين، ما الواحد المتكثر والمتكثر المتوحد والموجَد الموجِد والجاري المنجمد والناقص الزائد؟
    فلما سمع الرضا عليه السلام كلامه ورأى تسويل نفسه له، قال:
    أيش تقول يا ابن أبيه، وممن تقول ولمن تقول؟
    بينا أنت أنت صرنا نحن نحن، فهذا جواب موجز.
    وأما الجواب المفصل، فأقول:
    اعلم إن كنت الداري والحمد لله الباري،
    أن الكفر كفران،
    كفر بالله وكفر بالشيطان
    وهما السيان المقبولان المردودان أحدهما الجنة والآخر النيران
    وهما اللذان المتفقان المختلفان وهما المرجوان، ونص به الرحمن حيث قال:
    (مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان) .
    ويعلم قولنا من كان من سنخ الإنسان وبما قلنا ظهر جواب باقي سؤالاتك والحمد لله الرحمن والصلاة على رسوله المبعوث على الإنس والجان ولعنة الله على الشيطان.
    فلما رأى الجالوت كلامه عليه السلام بهت وتحير وشهق شهقة وقال:
    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك ولي الله ووصي رسوله ومعدن علمه حقا حقا……إنتهى
    فرأس الجالوت وهو اكبر علماء اليهود سأله عن المشيئة الاولى وهو الواحد المتكثر الذي اوجد البحران العذب والاجاج ،،
    والامام أقرّ كلامه ولم يذم أحدهما بل قال ((هما اللذان المتفقان المختلفان، وهما المرجوان)) فكلاهما مرجوان عند الامام لأن بهما يظهر الوجود كما هو ، وبهما يتعلم الانسان كل ما هناك، وبهما يترقّى في مدارج العلم والمعرفة
    فالعالم عالمان ، عالم علوي وعالم سفلي ، عالم أمر وعالم خلق، جنة ونار
    ولا يمكن الوصول للعالم العلوي وادراك معارفه الا بتعلّم وادراك ما في العالم السفلي من معارف والتزود به من العلم والمعرفة ما يؤهله للصعود للعالم العلوي
    فالواحد المتكثّر لم يخلق الا الجميل ولذلك كلاهما مرجوان رغم انهما مختلفان
    ورغم انهما مختلفان فإنهما أيضا متفقان
    الشيطان في مملكتك الداخلية يحدّثك على الدوام ويحاول أن يعلمك كل ما في النار ويحاول ان يحبسك أطول بها ليعلمك المزيد من علمه
    وروح الايمان ينبهك دائما لألاعيبه ويحاول أن يسحبك للعوالم العلوية
    ولن تلتفت لروح الايمان وتسمع حديثه معك الا ان شعرت انك تعلمت ما فيه الكفاية من علوم النار او من علوم أرضك وبدأت تبحث عن المعارف الروحية لتصعد لسماواتك
    فالانسان يتكون من عالمين ، سماوات وأرض ، جنة ونار ، تماما كما أن الوجود يتكون من سماوات وارض ، جنة ونار
    في بداية وجودك وخلقك الجديد في كل كرة ستنزل في الحافرة في الساهرة ،، والحافرة هي عظمة عجز الذنب ، والساهرة هي الأرض،، وهي الدائرة رقم عشرة السفلية
    يعني ان الانسان سينزل في ظلمة بطن امه في الخلق الجديد وسينزل في ظلمة الحافرة أو عظمة عجز الذنب
    أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ//سورة ق – آية 15
    يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ// سورة الزمر – آية 6
    ولن تبدء رحلة معراجك الى سماواتك العُلى نحو العين الثالثة الا إن سلكت من الحافرة الصراط العامودي المؤدي بك الى الدائرة رقم تسعة حيث ينتظرك جبريل المنطوي فيك ، ففيك انطوى العالم الأكبر
    إذا وصلت له فسيبدء رحلته معك في رحلة معراجك الى سماواتك عبر الفقرات الـ32 ،
    والشيطان سيقعد لك على الطريق ليمنعك من العبور من أمامه ، ولن تعبر من أمامه الا إن كفرت به ، ولن تستطيع أن تكفر به الا بعد ان تتعلم منه كل ما سيمكنه تعليمك إيّاه في النار
    لن يمكنك عبور الجسر الواصل بين الدائرة رقم ثمانية والدائرة رقم سبعة الا بعد أن يعلّمك كل ما يمكنه تعليمك إيّاه فتكتفي منه وتبدء تبحث عن شيء جديد فتستمع لروح الايمان الذي ينتظرك على هذا الجسر وينتظر منك ان تصل له وتستمع له
    وان وصلت له ولم تستمع له وحده فقط فإنك ستبقى مذبذبا على هذا الجسر بينه وبين الشيطان ،، فمرة هذا يسحبك نحوه خطوة واحدة ليسحبك الثاني بعدها نحوه ربما عشرة خطوات
    ورد ذكر الشيطان 63 مرة في القرآن الكريم ، لو رجعت لها ستجده كلها تنطبق على الشيطان الداخلي الذي يحاول أن يقعد للانسان صراطه المستقيم الداخلي في رحلة معراجه من أرضه نحو سماواته
    لكن كما يوجد شيطان داخلي في مملكتك الداخلية يوجد أيضا شيطان خارجي هو تجسّد للشيطان الداخلي الموجود مع كل انسان
    ورغم انه يعيش بيننا بجسد منفصل وخاص به وحده لكنه متصل بنا ومعنا عقليا
    ويجري منا بوعيه كجري الدم بالعروق ،، لكن اسمه يختلف في هذه المرتبة الوجودية الظاهرة بيننا ، وإسمه هو (((إبليس)))
    فمهمة إبليس في العالم الخارجي هي أن يهيئ جميع الظروف المناسبة لتعليمنا جميع ما يريد تعليمنا إيّاه، وشياطينه فينا تزيّن لنا تلك الدروس اجمل تزيين
    هل تعتقد أنك شبعت من دروس إبليس ورجله وخيله؟
    الانشغال بالسياسة ، وجمع المال ، والتفكير المستمر بالجنس ، والتفاخر بالنفوذ المالي والعشائري
    إن كنت لا تزال متعلق بشدة بإحدى تلك الصفات أو بجميعها فإنك لم تشبع بعد من دروسه، ولم تكتفي منها ، ولم تعبر الجسر المؤدي بك للدائرة السابعة التي منها ستصل للدائرة السادسة وتصل لدرجة إنسان فتنطق نفسك الناطقة القدسية
    فأنت لا تزال حتى الأن محبوس ضمن وعي نفسك الحسيّة الحيوانية التي فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
    لم يُولد الإنسان منك بعد ، وسيولد الانسان منك فقط عندما تصل بوعيك للدائرة السادسة،، لا زال الوعي الانساني ميت بك ينتظر منك ان تنفخ فيه من روحك روح البصيرة كما كان يقول أمير المؤمنين لبعض أكابر أصحابه
    وروح الإيمان هو من سيعينك على ذلك إن استمعت له وركّزت معه
    كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: ٢٧١
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:
    «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَكْتَبُ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ إِلَى بَعْضِ أَكَابِرِ أَصْحَابِهِ، وَ فِيهَا كَلَامٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    إِلَى الْــــمــــقَــــرَّبِــــيــــنَ [الْــــمُــــقِــــرِّيــــنَ‏] فِــــي الْأَظِــــلَّــــةِ
    الْــــمُــــمْــــتَــــحِــــنِــــيــــنَ بِــــالْــــبَــــلِــــيَّــــةِ،
    الْمُسَارِعِينَ‏ فِــــي الــــطَّــــاعَــــةِ
    الْــــمُــــسْــــتَــــيْــــقِــــنِــــيــــنَ بِيَ الْكَرَّةَ
    ((وفي البحار: «المنشئين في الكرّة» و في بعض النّسخ: «المنشرين في الكرّة»))
    تَــــحِــــيَّــــةٌ مِــــنَّــــا إِلَــــيْــــكُــــمْ [وَ] سَــــلَامٌ عَــــلَــــيْــــكُــــمْ
    أَمَّــــا بَــــعْــــدُ
    فَــــإِنَّ نُــــورَ الْــــبَــــصِــــيــــرَةِ رُوحُ الْــــحَــــيَــــاةِ
    الَّــــذِي لَا يَــــنْــــفَــــعُ إِيــــمَــــانٌ إِلَّا بِــــهِ
    مَــــعَ اتِّــــبَــــاعِ كَــــلِــــمَــــةِ اللَّهِ وَ الــــتَّــــصْــــدِيــــقِ بِــــهَــــا
    فَــــالْــــكَــــلِــــمَــــةُ مِــــنَ الــــرُّوحِ
    وَ الــــرُّوحُ مِــــنَ الــــنُّــــورِ
    وَ الــــنُّــــورُ نُــــورُ الــــسَّــــمَــــاوَاتِ وَ الْأَرْضِ
    فَــــبِــــأَيْــــدِيــــكُــــمْ سَــــبَــــبٌ وَصَــــلَ إِلَــــيْــــكُــــمْ مِــــنَّــــا
    نِــــعْــــمَــــةٌ مِــــنَ اللَّهِ لَا تَــــعْــــقِــــلُــــونَ شُــــكْــــرَهَــــا
    خَــــصَّــــكُــــمْ بِــــهَــــا وَ اسْــــتَــــخْــــلَــــصَــــكُــــمْ لَــــهَــــا
    وَ تِــــلْــــكَ الْأَمْــــثــــالُ نَــــضْــــرِبُــــهــــا لِــــلــــنَّــــاسِ
    وَ مــــا يَــــعْــــقِــــلُــــها إِلَّا الْــــعــــالِــــمُــــونَ
    إِنَّ اللَّهَ عَــــهِــــدَ عَــــهْــــداً
    أَنْ لَنْ يَــــحِــــلَّ عَــــقْــــدَهُ أَحَــــدٌ سِــــوَاهُ
    فَــــسَــــارِعُــــوا إِلَــــى وَفَــــاءِ الْــــعَــــهْــــدِ
    وَ امْــــكُــــثُــــوا فِــــي طَــــلَــــبِ الْــــفَــــضْــــلِ (((انتبهوا هنا لقوله سلام الله عليه امْكُثُوا فِي طَـلَبِ الْفَضْلِ ، يعني لا تحيدوا بنظركم وفكركم عنه أبدا)))
    فَــــإِنَّ الــــدُّنْــــيَــــا عَــــرَضٌ حَــــاضِــــرٌ
    يَــــأْكُــــلُ مِــــنْــــهَــــا الْــــبَــــرُّ وَ الْــــفَــــاجِــــرُ،
    وَ إِنَّ الْآخِــــرَةَ وَعْــــدٌ صَــــادِقٌ
    يَــــقْــــضِــــي فِــــيــــهَــــا مَــــلِــــكٌ قَــــــــادِرٌ……..إنتهى النقل
    الخطاب هنا موجه لجميع أفراد الــ 72 فرقة ،، فكلهم أعطوا العهد ،، وكلهم مؤيدون بهذا النور وكلهم مؤيدون بروح البصيرة روح الحياة
    لكن إبليس كان ولا يزال يشغل أكثرهم بألاعيبه وحيله السياسية والمالية والجنسية والتعليمية ،، وحتى الفرقة الناجية الثالثة والسبعين لن تخلص منه ومن حيله واساليبه نهائيا حتى يتم تنجيتها
    كل ما في الأمر أنهم سيأخذون أو سينجّون الــ 70 الف الأفضل من جميع الفرق الــ72 ، ويكونون هم الفرقة الناجية الصاعدة أصحاب النجائب
    يعني عندما يحين موعد تحديد اسماء الفرقة الناجية سيتم تحديد موازين جميع افراد الفرق الـ(72) والـ 70 الف أصحاب الموازين الأثقل فالأثقل منهم سيتم تنجيتهم ويصعدون على نجائبهم مع اليمين ويلتحقون بــ ((السابقون السابقون)) المقربون
    لا أعرف كيف ستتصل بــ نُــــور الْــــبَــــصِــــيــــرَةِ رُوحُ الْــــحَــــيَــــاةِ المنطوي فيك فلا تسألني كيف فإنني لا أعرف طريقة غير التي وصفها أمير المؤمنين وهي عليك أن تفي بالعهد سريعا وأن تمكث بطلب الفضل، ويجب عليك ان تعرف طريقك بنفسك لكل ذلك
    أنت حر بأن تبقى تجاهد في السياسة والتجارة والحروب وما الى ذلك ، وبين ان تنصرف لجهاد النفس ومعرفتها والاتصال بروح البصر روح الحياة
    جهاد السياسة والحروب كان موجودا ومفروضا على الجميع منذ البداية
    وسيبقى موجودا حتى النهاية ولن تنتهي قصته الّا في الأخرة
    لكن حتى ذلك الوقت ستبقى أسبابه كلها بيد حبتر
    فهو من يسيطر عليها ويفرضها على الناس بكل الصور التي تعجبه حتى موعد انتهاء دولته دولة الظلم
    ولن ينهيها الا بحرب عظمى يجمع بها اعظم اتباعه عبر جميع العصور من الذين محضوا الكفر محضا
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.