بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسماء الثلاثة//الجزء الثاني//ظلال النور الظلي، لماذا؟
في الجزء الأول تكلمنا عن دور الأسماء الثلاثة مع الأنفس الثلاثة الناطقة والحسية والنباتية وبيّنا دور كل اسم منهم في هذه العملية
وتكلمنا ايضا عن دورهم في النطق بالحروف والكلمات العقلية وخلق الصور العقلية لتلك الكلمات العقلية في عالم الظهور والتجلي بواسطة النفس النباتية، وبيّنا دور كل اسم منهم في هذه العملية
في هذا الجزء سنتكلم ايضا عن دورهم في خلق الشعور بالزمان وعن لماذا قسّم النور الظّلّي لظلال وما هي ضرورة الظلال في كل ذلك
وسنبدء بحول الله وقوته في تبيان دورهم بخلق الشعور بالزمان وموقع كل اسم منهم في هذه العملية
قلنا في ما سبق أن الزمان في أصله هو لحظة واحدة لا ثانية لها تحوي بداخلها علم كل ما كان ويكون الى يوم القيامة وأن الملائكة والروح تقوم بالغوص في هذه اللحظة اكثر وأكثر لتبرء هذا العلم المكنون بها كعلم اجمالي لتعيشه وتشعر به كعلم تفصيلي حضوري، بمعنى تخرجه لنفسها من حالة مكونه وإجماله فيها لحالة ظهوره لها تفصيليا ،، والاسماء الثلاثة تعينهم جميعا على تحقيق هذا الهدف
فعلم هذه اللحظة الواحدة الاجمالي يحوي بداخله علم جميع الاحتمالات الممكنة والملائكة والروح يخرجون هذه الاحتمالات في عملية الخلق بشكل فردي في كل عملية خلق جديدة وفي كل عالم جديد
فهم من خلال تغييرهم للصور والظروف المحيطة بمن سينزلون بتلك الصور سيخرجون أو سيبرؤون سلسلة صور لاحتمالات جديدة لنفس الموقف الذي ستختار به الارواح صورة واحدة من بين صور عدة احتمالات كان من الممكن ان تختارها في ذلك الموقف ، وبذلك سيخلقون أو سيبرؤون مسار جديد للأحداث يختلف عن مسار الاحداث الناتجة من الاختيار السابق
بتعبير قرأني فإن العلم المكنون قبل برأهم له هو كتاب المحو ، وكتاب الاثبات هو الذي تم برأه منه، والذي سيثبته في كتاب الاثبات هو المشيئة الجزئية او العقل الجزئي، فهو من سيشاء اختيار إظهار هذا الاحتمال على غيره من الاحتمالات الممكنة
يعني أنت كمثال للمشيئة ستحدد أي مسار تريد أن تسلكه في كل موقف يتوجب عليك الاختيار به من بين عدة اختيارات، فمسار حياتك وصوره أنت من تثبته بمشيئتك وأنت من تخط كتابك بنفسك
أنت الحقيقي مكنون بالنفس الناطقة والتي قلنا أنها هي التي تخرج العلم المكنون بها كحروف وكلمات تنطقها ولذلك سُمّيت نفس ناطقة
فدور النفس الناطقة هي أنها لسانك الذي تنطق به اختياراتك ، وبمجرد ما تنطق بها فإن عينيك ستخلق لك صور تلك الحروف والكلمات التي اخترت أن تنطقها ونطقتها فعلا بواسطة نفسك النباتية ، فيتم اثبات تلك الصور التي شئتها في كتابك، ويوم القيامة سيُعرض عليك كتابك الذي به صور جميع اختياراتك التي اخترتها كفلم طويل متصل ماضيك به بمستقبلك بكل تفاصيلهما الدقيقة ، فلا يغادر صغيرة ولا كبيرة منهما الا أحصاها وستراها جميعها في لحظة واحدة ولن تحتاج لأحد يحاسبك بعد ذلك، فكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا
فأنت كمثال للمشيئة تعتبر أنت هو تلك اللحظة الواحدة التي تحوي الماضي والحاضر والمستقبل
وتعتبر إمام زمانك الذي تخلق وتخطّ جميع تفاصيل أبعاده بمشيئتك
وعيناك ولسانك وشفتيك هم الذين رسموا لك جميع صور ماضيك وحاضرك ومستقبلك التي اخترتها واخترت ان تراها وتعيشها وتم اثباتها لك وعليك في صفحة من صفحات كتابك
وبعد ذلك اليوم سيتم فتح صفحة جديدة لك في كتابك ليتم بها اثبات صور جديدة من صور اختياراتك التي ستختارها في قصتك الجديدة
دواؤك فـــيـــك ومـــا تـــشـــعـــر
وداؤك مـــنـــك ومـــا تُـــبـــصـــر
وَتَـــحْـــسًـــبُ أَنَّـــكَ جِـــرْمٌ صَـــغِـــيـــرٌ
وَفـــيـــك انـــطَـــوَى الـــعـــالـــمُ الأكـــبـــرُ
وأنـــت الـــكـــتـــاب الـــمـــبـــيـــن الـــذي
بـــأحـــرفـــه يـــظـــهـــر الـــمُـــضـــمَـــر
فـــلا حـــاجـــة لـــك فـــي خـــارج
يُـــخَـــبَّـــرعـــنـــك بـــمـــا سُـــطًّـــرُ
——————-
نأتي الأن لمعرفة لماذا قسّم الاسم المكنون النور الظلي لأظلة وأشباح أظلة ،، ونبدء بإيراد رواية النور الظلي والأظلة المروية عن الامام الصادق عليه السلام:
((((يَا مُفَضَّلُ
إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى) أَوَّلُ مَا خَلَقَ، النُّورُ الظِّلِّيُّ،
قُلْتُ: وَ مِمَّا خَلَقَهُ؟
قَالَ: خَلَقَهُ مِنْ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً
أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى): أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
خَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءً
ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً
فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
فَرَأَتْ نَفْسَهَا
فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُوِّنُوا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُونُوا
وَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ
وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَهُمْ،
قَالَ: كَيْفَ أَدَّبَهُمْ؟
قَالَ: سَبَّحَ نَفْسَهُ فَسَبَّحُوهُ وَ حَمَّدَ نَفْسَهُ فَحَمَّدُوهُ
وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ وَ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَ يَشْكُرُهُ
فَلَمْ تَزَلِ الْأَظِلَّةُ تَحْمَدُهُ وَ تُهَلِّلُهُ، فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ فَشكر اللَّهَ ذَلِكَ لَهُمْ
فَخَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِهِمُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ.
ثُمَّ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً
وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ
وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى ثُمَّ تَلَا:
وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ
الْوَحْيُ يَعْنِي الْأَظِلَّةَ
أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ يَعْنِي الْأَشْبَاحَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ الْأَظِلَّةِ
ثُمَّ خَلَقَ لَهُمُ الْجَنَّةَ السَّابِعَةَ وَ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ وَ هِيَ أَعْلَى الْجِنَانِ
ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ الْأَوَّلَ وَ أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ وَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ،
فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ رَبُّكُمْ
قالُوا: سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا
فَقَالَ: لِلْحِجَابِ الَّذِي خَلَقَهُ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خُلِقُوا
فَأَنْبَأَهُمُ الْحِجَابُ فِي ذَلِكَ
فَكَانَ الْحِجَابُ الْأَوَّلُ يُعْلِمُهُمْ فَمِنْ هُنَاكَ وَجَبَتِ الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ))))……..إنتهى النقل
قبل البداية أحب أن اقول أن المعنى خلق بمشيئته كل ما سأصفه من المراحل دفعة واحدة بلا مراحل ،، لكنني ساصفه على مراحل لكي نفهم المقصود منه فقط، لاننا لا نستطيع أن نفهم الامور بعقولنا القاصرة الا بالتدريج وعلى مراحل
هذه الرواية تصف نور السماوات والارض ، يعني تصف المشكاة والمصباح والزجاجة ، وحيث أنني اقول انّ كل واحد منّا هو مشكاة ومصباح وزجاجة فسأضعك أيها القارئ معي في هذه الصورة وسأكلمك واتكلم من على لسانك من خلال الكلمات التالية:
أنت المصباح أو المشيئة ،، هذه كانت البداية ، خلقك بنفسك وخلق الأشياء بك
أنت وحدك لا سماء ولا أرض
لا كان ولا مكان
لا اسم لك ولا رسم
أنت فقط وفقط أنت
لا وجود معك ولا موجود غيرك
تعرف نفسك بنفسك ولم تحتاج لاسم ولم تحتاج لصورة تعرف بها نفسك
فأنت تعلم علم نفسك بنفسك علم حصولي إجمالي
فأحببت أن تعلم بنفسك وعلمك المكنون بك كعلم حضوري ،، أي حضور العلم مع أثره
فأوجدت من نفسك لنفسك المكان ،، يعني أيّــنــت الأين وأحطت نفسك به
هذا الأين هو النور الظلّي وهو نفسه المشكاة
أنت الأن المصباح وسط المشكاة أو وسط ليلة القدر المظلمة
أنت تعلم أنك نقطة النور التي تحوي جميع الأنوار لكنك مهما توهجت وسط هذه المشكاة المظلمة فإنك لن ترى نورك ،، فالمشكاة مظلم باطنها ولا جدران لها ولا حدود تحدها ولا يوجد بها شيء ينعكس لك عنه نورك فتراه
فرغم أن نورك نور جامع لكل الأنوار لكنك لا تستطيع ان ترى نورك في هذه المشكاة التي اوجدتها من نفسك لنفسك
ماذا ستفعل لترى نورك؟
حسنا ، كما ابتدعت هذه المشكاة من نفسي لنفسي فإنني أيضا سأبتدع من نفسي لنفسي داخل هذه المشكاة مرايا تعكس لي نوري من كل الاتجاهات
نفس هذه المشكاة سأقسمها لمرايا، أو نفس هذا النور الظلي سأقسمه لظلال عددها 12 ظل وساحيط نفسي بها لتعكس لي كل مرآة منها جزء من نوري
جزء اتكلم به
وجزء ارى به
وجزء اشعر به بما ساتكلمه وأراه
وجزء فاعل أعيش به حضوريا كل ذلك
مممممممممممم، لكنّي كنور جامع أحتاج لأكثر من 12 مرآة تعكس انواري المستبطنة بي، وسأحتاج لألآف المرايا فماذا أفعل؟
حسنا سأجعل من ذاتي لذاتي أشباحا ومرايا تحيط بظلالي فتكون لباسا لها وتعكس لها نورها الواصل لها بالاساس مني، تماما كما أن ظلالي ستكون لباسا او مرايا لي تحيط بي وتعكس لي نوري
فأنا المصباح وسط المرايا الـ12 التي ذوّتها من ذاتي، ونوري سيصل لهم مني إبتداءا، ومنهم سينعكس بعد ذلك على أشباحهم ،، ومن أشباحهم سيرجع نوري للمرايا الـ12 ،، وهم سيعكسونه لي فأراه وانا وسطهم بكل تفاصيله
ممممممممممم
هل هذا هو النظام الأفضل لكي أرى نفسي؟
يعني هل عندما أخلق مرايا مهمتها فقط أن تعكس لي نوري هو هذا هو النظام الأفضل؟
مممممم ، لا أعتقد ذلك ، فحينها جميعها ستعكس لي نفس النور الجامع بدون أي تفصيل
ما العمل إذن؟
حسناً، الأفضل أن أقسّم وعيّ النوراني الجامع على عدد تلك المرايا ، فأضع مثالي النوراني في كل مرآة منها ليصدر منها نوري مفصلا فأراه وأنا في المركز صورة واحدة جامعة كما أريد أن أراه
نعم هكذا أفضل بكثير
سأرتب تلك المرايا من حولي بطريقة أجعلها تبدو وكأنها جوهرة تحيط بي من كل الجهات وأضع مثالي في كل مرآة منها فأكون أنا روحها كلها
نعم سأجعلها جوهرة حيّة بذاتي وأكون أنا الواحد المكنون بها كلها ، وأكون الاول بها والآخر والظاهر منها والباطن
نوري الظلي سأجعله ردائي ونور قدرتي
وظلالي او أمثالي الاثني عشر من نوري الظلي ساجعلهم إزاري والمقربين مني ونور عظمتي وسأقسمهم ارباعا
وسأعطي لكل واحد منهم إسم ووظيفة
وكل أربعة منهم سأضع مثال من أمثالي وسطهم ،، يعني سأضع ثلاثة أنوار وسط الاثني عشر نور وأكون أنا نورهم الأنور
وسأعطي لكل واحد من أمثالي الثلاثة إسم ولون خاص به ، ويكون هو المسؤول عن الأنوار او الألوان الأربعة الذين هو وسطهم وعن وظائفهم المحددة التي سأوكلها لهم
أنا نور الأنوار أنا النور الأبيض الجامع لكل الأنوار
والأسماء الثلاثة
أحدهم سأجعله نوري الأصفر ، ومنه سأخلق لساني ونور عيني وقائد أصحابي والمقربين مني إليّ
والثاني سأجعله نوري الأخضر ، وسأخلق منه منبع احساسي بحياتي ومشاعري التي اريد أن أشعرها
والثالث سأجعله نوري الأحمر ومنه ، ومنه سأخلق جميع صور أجسادي التي أريد أن اتصور نفسي على صورها ولأرى فعل نفسي من خلال عيونها وانا افعل كل فعل
سنتوقّف هنا قليلا لنضع روايتين من روايات باب الحكمة أمير المؤمنين عليه السلام
تفسير القمي، ج2، ص: 24
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ كُلَّ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ فِي أَيِّ يَوْمٍ نَزَلَتْ وَ فِي مَنْ نَزَلَتْ
فَقَالَ أَبِي ع سَلْهُ فِيمَنْ نَزَلَتْ «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى- فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا»
وَ فِيمَنْ نَزَلَتْ «لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ- إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ»
وَ فِيمَنْ نَزَلَتْ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا»
فَأَتَاهُ الرَّجُلُ فَسَأَلَهُ،
فَقَالَ وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا وَاجَهَنِي بِهِ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرْشِ
مِمَّ خَلَقَهُ اللَّهُ
وَ مَتَى خُلِقَ
وَ كَمْ هُوَ
وَ كَيْفَ هُوَ؟
فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَى أَبِي فَقَالَ أَبِي فَهَلْ أَجَابَكَ بِالْآيَاتِ؟
فَقَالَ لَا.
قَالَ أَبِي: لَكِنْ أُجِيبُكَ فِيهَا بِعِلْمٍ- وَ نُورٍ غَيْرَ مُدَّعٍ وَ لَا مُنْتَحِلٍ-
أَمَّا قَوْلُهُ: وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى- فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا فَفِيهِ نَزَلَ وَ فِي أَبِيهِ-
وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ فَفِي أَبِيهِ نَزَلَتْ-
وَ أَمَّا الْأُخْرَى فَفِي أَبِيهِ [ابْنِهِ] نَزَلَتْ وَ فِينَا،
وَ لَمْ يَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِي أُمِرْنَا بِهِ- وَ سَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطُ- وَ مِنْ نَسْلِهِ الْمُرَابِطُ،
وَ أَمَّا مَا سَأَلَ عَنْهُ مِنَ الْعَرْشِ مِمَّ خَلَقَهُ اللَّهُ.
فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ أَرْبَاعاً،
لَمْ يَخْلُقْ قَبْلَهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ-
الْهَوَاءَ وَ الْقَلَمَ وَ النُّورَ،
ثُمَّ خَلَقَهُ مِنْ أَلْوَانِ أَنْوَارٍ مُخْتَلِفَةٍ،
وَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ
نُورٌ أَخْضَرُ- وَ مِنْهُ اخْضَرَّتِ الْخُضْرَةُ-
وَ نُورٌ أَصْفَرُ مِنْهُ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ،
وَ نُورٌ أَحْمَرُ مِنْهُ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ،
وَ نُورٌ أَبْيَضُ وَ هُوَ نُورُ الْأَنْوَارِ، وَ مِنْهُ ضَوْءُ النَّهَارِ-
ثُمَّ جَعَلَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ طَبَقٍ
غِلَظُ- كُلِّ طَبَقٍ كَأَوَّلِ الْعَرْشِ إِلَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ-
وَ لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ طَبَقٌ- إِلَّا وَ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبِّهِ- وَ يُقَدِّسُهُ بِأَصْوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ- وَ أَلْسِنَةٍ غَيْرِ مُشْتَبِهَةٍ-
لَوْ أُذِنَ لِلِسَانٍ وَاحِدٍ- فَأَسْمَعَ شَيْئاً مِمَّا فِي تَحْتِهِ لَهُدِمَ الْجِبَالُ وَ الْمَدَائِنُ- وَ الْحُصُونُ وَ كَشْفُ الْبِحَارِ- وَ لَهَلَكَ مَا دُونَهُ،
لَهُ ثَمَانِيَةُ أَرْكَانٍ- يَحْمِلُ كُلَّ رُكْنٍ مِنْهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ- إِلَّا اللَّهُ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ- لا يَفْتُرُونَ
وَ لَوْ أَحَسَّ حِسٌّ [وَ لَوْ أَحْسَرَ] شَيْءٌ مِمَّا فَوْقَهُ- مَا قَامَ لِذَلِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ،
بَـــيْـــنَـــهُ وَ بَـــيـــْنَ الْإِحْـــسَـــاسِ
الْجَبَرُوتُ
وَ الْكِبْرِيَاءُ-
وَ الْعَظَمَةُ
وَ الْقُدُسُ
وَ الرَّحْمَةُ
وَ الْعِلْمُ-
وَ لَيْسَ وَرَاءَ هَذَا مَقَال………إنـــتـــهـــى
الرواية الثانية:
الكافي (ط – الإسلامية)، ج1، ص: 130
1- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ رَفَعَهُ قَالَ: سَأَلَ الْجَاثَلِيقُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ:
أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَحْمِلُ الْعَرْشَ أَمِ الْعَرْشُ يَحْمِلُهُ
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع:
اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَامِلُ الْعَرْشِ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا فِيهِمَا وَ مَا بَيْنَهُمَا
وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً «2»
قَالَ:
فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ
فَكَيْفَ قَالَ ذَلِكَ وَ قُلْتَ إِنَّهُ يَحْمِلُ الْعَرْشَ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع:
إنَّ الْعَرْشَ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَنْوَارٍ أَرْبَعَةٍ نُورٍ
أَحْمَرَ مِنْهُ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ
وَ نُورٍ أَخْضَرَ مِنْهُ اخْضَرَّتِ الْخُضْرَةُ
وَ نُورٍ أَصْفَرَ مِنْهُ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ
وَ نُورٍ أَبْيَضَ مِنْهُ ابْيَضَّ الْبَيَاضُ وَ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي حَمَّلَهُ اللَّهُ الْحَمَلَةَ
وَ ذَلِكَ نُورٌ مِنْ عَظَمَتِهِ
فَبِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ أَبْصَرَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ
وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ عَادَاهُ الْجَاهِلُونَ
وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ ابْتَغَى مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ خَلَائِقِهِ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ بِالْأَعْمَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَ الْأَدْيَانِ الْمُشْتَبِهَةِ
فَكُلُّ مَحْمُولٍ يَحْمِلُهُ اللَّهُ بِـ نُورِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ قُدْرَتِهِ ((انتبه لهذه الصفات او الأسماء الثلاثة فسنحتاجها بعد قليل))
لَا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَيَاةً وَ لَا نُشُوراً
فَكُلُّ شَيْءٍ مَحْمُولٌ
وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْمُمْسِكُ لَهُمَا أَنْ تَزُولَا وَ الْمُحِيطُ بِهِمَا مِنْ شَيْءٍ
وَ هُوَ حَيَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَ نُورُ كُلِّ شَيْءٍ
سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً
قَالَ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَيْنَ هُوَ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع:
هُوَ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا
وَ فَوْقُ وَ تَحْتُ
وَ مُحِيطٌ بِنَا وَ مَعَنَا
وَ هُوَ قَوْلُهُ- ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا
فَالْكُرْسِيُّ مُحِيطٌ بِالسَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى- وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
فَالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ هُمُ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ حَمَّلَهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ
وَ لَيْسَ يَخْرُجُ عَنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ شَيْءٌ خَلَقَ اللَّهُ فِي مَلَكُوتِهِ الَّذِي أَرَاهُ اللَّهُ أَصْفِيَاءَهُ وَ أَرَاهُ خَلِيلَهُ ع فَقَالَ- وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
وَ كَيْفَ يَحْمِلُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ اللَّهَ وَ بِحَيَاتِهِ حَيِيَتْ قُلُوبُهُمْ وَ بِنُورِهِ اهْتَدَوْا إِلَى مَعْرِفَتِهِ…………..إنتهى
نُورِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ قُدْرَتِهِ قلنا سنحتاج لها بعد قليل لنعرف من الذين يحيطون بـ نُورِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ قُدْرَتِهِ وسنعرفها من هذه الرواية
عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِي ((نور العظمة))
ابْتَدَعَهُ مِنْ نُورِهِ ((المشيئة)) وَ اشْتَقَّهُ مِنْ جَلَالِ عَظَمَتِهِ
فَأَقْبَلَ ((نور العظمة)) يَطُوفُ بِالْقُدْرَةِ ((بالمشيئة)) حَتَّى وَصَلَ إِلَى جَلَالِ الْعَظَمَةِ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ((إكتملت العين النور الظّلّي وهي جلال العظمة))
ثُمَّ سَجَدَ لِلَّهِ تَعْظِيماً ((نور العظمة سجد لله تعظيما))
فَفَتَقَ مِنْهُ نُورَ عَلِيٍّ ع
فَكَانَ نُورِي مُحِيطاً بِالْعَظَمَةِ ((نور العين الظّلّي محيطا بنور العظمة الظلال))ـ
وَ نُورُ عَلِيٍّ مُحِيطاً بِالْقُدْرَةِ ((محيطا بالمشيئة))
ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ وَ اللَّوْحَ وَ الشَّمْسَ وَ ضَوْءَ النَّهَارِ وَ نُورَ الْأَبْصَارِ وَ الْعَقْلَ وَ الْمَعْرِفَةَ وَ أَبْصَارَ الْعِبَادِ وَ أَسْمَاعَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ مِنْ نُورِي ((نور العظمة)) ،، وَ نُورِي مُشْتَقٌّ مِنْ نُورِه ((من النور الظّلّي))……بقية الرواية
فـ نُورِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ قُدْرَتِهِ هي المستويات الثلاثة الأولى للخلق التي خلقها المعنى بمشيئته
سأقتبس هنا بعض الذكور في صفحة الويكيبيديا عن القبّالة او الكابالا لنرى التشابه في ما يقوله كتاب الزوهار والكلام السابق لأمير المؤمنين عليه السلام
الله المستتر والظاهر
اعتبر القباليون ان لله مظهرين:
الأول هو المتعالي المستتر السرمدي والذي هو البساطة الالاهية ويسمونه “عين صوف”؛
والثاني هو الظاهر الذي يتصل بالانسانية وهو خالق الكون ومديره.
ويعتبر القباليون استحالة فهم او استيعاب جزء “عين صوف” ( بالعبرية: אין סוף، ويعني ذاك الذي لا نهاية له) لأنه خارج الادراك الحسي والعقلي للانسان.
اما المظهر الثاني فهو فيض عن الله ويأخذ اشكال يمكن للانسان ان يستوعبها
وهو يتفاعل مع الانسانية عبر الروحانيات والمادية.
وهذه الازدواجيه لا تتناقض مع وحدانية الله اذ ان الفيض هو طريقة لاظهار الاسرار المستورة الالهية.
فمثلا، يفسر الزوهار أول كلمات سفر التكوين التي تقول “في البدء خلق الوهيم” (ترجمة حرفية للعبرية التي تقول “بيريشيت بارا الوهيم”)
بأن “عين صوف” خلق الوهيم وهو فيض من الله والدال على الخلق.
وبالتفصيل، يقول الزوهار ما ترجمته حول البدء:
« في البدء، نقش الملك في النقاء السماوي.
فانبثقت شرارة من السواد في ختم داخل الاختام، من سر من اسرار عين صوف،
ضبابة من داخل المادة، مزروعه في حلقة، ليست بيضاء، ليست سوداء، ليست حمراء، ليست صفراء، ليست من اي لون.
وعندما قاس بمعيار قياسي، صنع الالوان ليصبح هناك نور.
ومن داخل الشرارة، وفي اعمق داخلها، انبثق مصدرا الذي منه رسمت الالوان
وختمت داخل ختم داخل اختام سر عين صوف.
تغلغلت، لكنها لم تتغلغل في هوائها.
لم تكن معروفة ابدا حتى اشرقت نقطة واحدة مختومة وسمائية بسبب ضغط تغلغلها.
ولا يمكن ادراك اي شيء فيما وراء هذه النقطة.
لهذا تسمى البدء (بالعبرية ويشيت) وهي الكلمة الاولى.»………..إنتهى الإقتباس
لا أقول أن هذا العلم لم يكن له أساس قبل ظهور الائمة عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لكن كتاب الزوهار اليوم هو الحاكم على علم القبّالة المعروف
والأصول التي قام عليها كتاب الزوهار ومنها تم التفريع كان مصدرها تلك الأوراق التي وجدها بائع البهارات في مكان ما بين دجلة والفرات في العراق وأوصلتها الاقدار بيد عالم يهودي فهم مضمونها وقدرها واحترمها وجعلها أساس وبدء منها مدرسة روحية فرّعت منه الكثير من العلوم الروحية والانسانية
هذا العالم لم يسرقها ، بل وصلت له كهدية سماوية ممن يعلم انه سيصون هذه الهدية كجوهرة ثمينة يستفيد من انوارها ويحافظ على لمعانها ويزيدها كل يوم اشراقا
فأسباطهم أولا وأخيرا هم نفسهم أئمتنا عليهم السلام حين ظهروا بينهم ورافقوهم ابتداءا من بعد عهد موسى وهارون على نبينا وآله وعليهما السلام وكما اننا لا نتوقع ان أئمتنا يتركوننا لأننا ضللنا بسبب عرفاء فسقة مهمتهم محاولة اطفاء نور الله بأفواههم فانهم بالتأكيد لا يتركون طلبتهم وابنائهم لان بعض العلماء والعرفاء الفسقة منعوهم من اتباع رسول الله الذي كانوا ينتظرون بعثته،، ولهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين بالتأكيد حكمة من كل ما أجروه عليهم وعلينا من التقديرات التي اوصلتهم وأوصلتنا اليوم لهذا الحال
فالاديان والمذاهب مدارس يتعلم بها الناس الكتاب والحكمة ، ولا حكمة من اغلاق وتخريب واهمال طلاب مدرسة للكتاب والحكمة عمرها 2500 سنة لمجرد انهم افتتحوا مدرسة جديدة أغلب روادها من الأعراب القاسية قلوبهم،، فــ:
كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا
حاولت أن أضع تفاصيل الروايات الاهل بيتية السابقة على نفس مواضعها في رسم شجرة الحياة التي يعتمدها الكاباليون لكي أوضح التشابه بين ما يصفونه من المعاني والرموز في شجرة الحياة الخاصة بالكاباليين وبين مفردات الروايات السابقة والتي أرى انهما يتطابقان بالمعاني بنسبة 99% رغم اختلاف الألفظ أو الأسماء ،، فهم استعملوا الفاظ او اسماء عبرية او انجليزية لنفس المعاني التي اشار لها الائمة عليهم السلام بالفاظ وأسماء عربية
بدأنا هذا البحث في هذا الأمر وأعتقد اننا سنصل في نهايته لنوع من التأمل الروحاني سنستعمل به بدل هذه الاسماء الموجودة على رمزهم بأسماء الأئمة عليهم السلام
على سبيل المثال
كتير (Keter): اي التاج السماوي ، أو الكوثر سيكون فاطمة
وخوشما (Chochma): الحكمة سيكون محمّد
بيناه (Bina): الفهم سيكون عليّ
دات (Daat): عقل المعرفة. سيكون محمد الباقر
أما سفينة النجاة فلا بد أن له حرارة في قلوب المؤمنين يُركب بسفينته كل طالب للنجاة من بحر الظلمات حتى يلج بهم سمّ الخياط
هذه الاسماء وبقية الأسماء ومواقعها لست متأكد منها حتى الان لكن احببت أن اشير فقط إلى اين أعتقد اننا نتوجه مع هذا البحث ، ومن بيده من الإخوة والأخوات أن يساعد في معرفة مواقع أسماء من ارواحهم في الارواح وأجسادهم في الاجساد وانفسهم في النفوس على هذه الشجرة يمكنه أن يدلي بدلوه في هذا الأمر ومن الله واهل بيته التوفيق والرحمة
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله الطيبين الطاهرين