بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العالم وقصته وقصتنا التي يرويها لنا القرآن وأهل البيت
يصرّح الناطق بالقرآن الكريم بشكل واضح وبيّن وصريح أننا مخلوقين من قبل مجموعة خالقين لا نعلم بأمرهم ولا نصدق بأنهم هم من خلقونا فقال لنا نحن خلقناكم فلولا تصدقون ، فهذه المجموعة الخالقة هي من خلقتنا لكن تحت قيادة ومراقبة أحسن الخالقين الذي خلقهم وما يخلقون ، وهو رب العالمين الَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا
ويصرّح الناطق بالقرأن الكريم أيضا أنهم هم أيضا من بنوا السماء بأيد وانهم موسعون وَأنهم من زَيَّنَّوا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا لكن حسب تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
وقالوا لنا أن الملائكة والروح يتنزلون بإذن ربهم فيها من كل أمر
وأنهم ما خلقوا السماء والارض وما بينهما لاعبين
وبينوا لنا الهدف من خلقهم كل ذلك حين قالوا لنا أن ما اصابنا من مصيبة في الارض ولا في انفسنا من الأمور والأحداث الا وهي محصية ومسجلة في كتاب من قبل ان يبرأوها وان ذلك على الله يسير
فهم بنوا السماء وخلقونا وصورونا لهدف برء المحصي في الكتاب الذي احصى فيه الله كل الاحداث والاحتمالات، بمعنى إخراجنا للعلم المكنون من حالة كونه علم مكنون اجمالي لحالة علم ظاهر تفصيلي وحضوري
ولتحقيق ذلك الهدف خلقونا وصورونا كأرواح ناطقة قدسية أشبه ما نكون بالملائكة بطريقة يمكنهم تركيبنا فيها على أي صورة يشاؤونها حين يتنزلون ونتنزل معهم بإذن ربنا من كل أمر مكتوب ومحصي في الكتاب
ومن الروايات نعلم أن أجزاء العلم هي سبعة وعشرون جزء ونحن تحت قبتنا لم ولن نحيط علما حتى يوم الظهور وانتهاء فترة الحياة الدنيا الا بجزئين منها فقط ، لكن في عصر الظهور سيتم تعليمنا باقي أجزاء العلم كلها
وذلك يعني أن مجتمع الملائكة الذي خلقنا وصورنا ويتنزّل بنا وبجميع ما يجري لنا ومن حولنا من كل أمر تحت القبب يعني انه مجتمع علمي متطور الى ابعد بكثير من ما يمكننا بخيالنا الواسع الـ لا متناهي ان نتصور تطورهم العلمي والروحي
ونعلم من القرآن والروايات أنهم حولنا دائما وأبدا وأنهم يصعدون للسماء وينزلون منها ونحن في كل ذلك لا نحيطا علما بهم ولا بحركاتهم ولا نراهم، وبذلك فإننا نعلم بالظاهر لنا من هذه الحياة الدنيا فقط ،، فنحن نعْلَمُ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فقط وَإننا بنفس الوقت عَنِ الآخِرَةِ غَافِلُونَ
وغفلتنا عن الآخرة في هذه الحياة الدنيا هو أمر ليس بسببنا، بل هو أمر حرص الذين خلقونا وأنزلونا تحت القبب على ان يُغفِلونا عنه ويخفونه عنّا لتنجح عمليات التنزل،، فهم من يتنزلون باذن ربهم من كل امر ،، وأمر غفلتنا عن الآخرة في هذه الحياة الدنيا هو بالتأكيد أمر يدخل في دائرة من كل أمر ولا يمكن أن يشذّ عنه،، فكل شيء يجري في هذه الارض تحت قبتها مسيطر عليه بالكامل من قبلهم
وبفضل العلم الكبير جدا جدا جدا الذي يحيطون به ويملكونه في جنتهم العالية فإنهم يعيشون دائما وأبدا عيشة راضية وفي نعيم مقيم ، ولذلك فأنهم يصفون من يعيشون تحت القبب والذين لا يملكون من هذا العلم سوى بعض الكسور بأنهم في جهنم مقارنة مع ما يعيشونه هم من النعيم بفضل ما يملكونه من العلم الكبير
لقد أبقونا غافلين عن الأخرة وعن باطن الحياة الدنيا تحت القبب بغرض تحقيق أهدافهم في برء ما يريدون برأه من المكتوب في الكتاب ، لكنهم أعطونا إشارات كثيرة تدلنا على قرب انتهاء فترة الحياة الدنيا متى ما حان وقت انتهائها لنكون جاهزين لهذا اليوم الذي ستنتهي به هذه الفترة الدنيا وتبدء بعده الفترة الأخرة التي سيظهرون لنا بها السقف المرفوع من فوقنا وتبدء الملائكة تنزل فيها بيننا وتحدثنا ونحدثها وتعلمنا ونتعلم منهم بقية أجزاء العلم التي يملكونها وكانت مخفية او محجوبة عنا
وقال لنا الناطق بالقرآن الكريم أنه توجد منافسة في هذه الحياة بين مجموعة من المتنافسين وانه توجد جائزة كبيرة للذين سيفوزون منهم بهذه المنافسة
وقال لنا أن الذين سيفوزون من فترة الحياة الدنيا بهذه المنافسة هم ثلّتين ، ثلّة المقربون من اليمين ، وثلة أصحاب اليمين
أمّا عدد المتنافسين فهم 72 فرقة ،، او تحديدا هم 70 فرقة حسب حديث الفرقة الناجية لأمير المؤمنين ،، فرزوا فرقة من بينهم في التصفيات الابتدائية فأصبحوا 71 فرقة ، ثم عادوا وفرزوا من بينهم فرقة جديدة في مرحلة تصفيات قبل النهائي فأصبحوا 72 فرقة
وفي التصفيات النهائية سيفرزون فرقة جديدة منهم فيكون عدد الفرق 73 فرقة ، وهذه الفرقة التي تم فرزها أخيرا عدد أفرادها هو 70 الف وهي الفرقة الفائزة
وسبقهم للفوز أفراد فرقة المقربين ، فهؤلاء فازوا وحققوا الموازين العالية المطلوبة خلال خوضهم فترة المنافسات الابتدائية ولم يحتاجوا الوصول للنهائي
عدد الثلتين الفائزتين سيكون 144 الف فائز من بين حوالي خمسة ملايين ومائتان وستة وخمسون الف متنافس ((5,256,000)) على اعتبار انهم 73 فرقة ومعدل عدد أفراد كل فرقة هو 72 الف أو ربما 70 ألف،، فالعدد الاجمالي حينها ربما يزيد قليلا او ينقص قليلا لكنه لن يبتعد كثيرا عن هذا الرقم
هؤلاء هم المتنافسون حاليا على المتبقي من المقاعد الـ70 ألف المخصصة لثلة أصحاب اليمين ، ويبدوا أنه لم يبقى منها الكثير ، فمع تحديد اسماء الفائزين في فترة الحياة الدنيا ستنتهي هذه الفترة ، ومع قرب اكتمال عددهم ستبدء العلامات بالتوالي كحبات الخرز
وكلما وصل المزيد منهم للموازين المطلوبة كلما تسارعت وتيرة الاحداث وتوالت العلامات وزادت معها شدة الفتن وقوة الغرابيل التي ستغربل الجميع وسيسقطون بها ومنها بإرادتهم وقرارهم الذاتي ، حتى لا يبقى اخيرا منهم الا من كان لهم قلبا وقالبا
باقي الناس هم أصلا خارج هذه المنافسات وليسوا طرفا بها سوى انهم ادوات لخلق الفتن يديرهم ويحركهم حبتر وحزبه في هذه الارض ويحيط بهم جميع افراد الفرق الـ72 لتعمية الامور وقطع طريق الفوز عليهم
وكما يبدو لنا من مراقبة الواقع الخارجي وما يجري به حولنا وما تحقق من العلامات الصغرى اننا قد اقتربنا فعلا من نهاية فترة الحياة الدنيا ومعها فإن سجل أسماء الفائزين سيكتمل او سيُقفل قريبا لتبدء بعده العلامات الكبرى
باقي الناس الذين هم ليسوا من المتنافسين سيتم تصفيتهم في أحداث الظهور ومجيئ أمر الله وبدء الفتنة العظمى بمجيئ أمر الله بآية من السماء تنادي باسمه بكل لغة وتظل اعناق الخلق لها خاضعة ، وبعدها سيجعلون الارض حصيدا كأن لم تغن بالأمس
حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ
لن يبقى في الارض من الاحياء بعد ان يجعلوها حصيدا الا تلك الفرق الـ72 ومن ضمنهم الفرقة الناجية وربما سيخلطوهم او سيبقون معهم عدد اضافي من غير المتنافسين ،، فالكل يجب أن يمارس ارادته الحرة ويتعرض للفتنة الكبيرة ويعرف صاحبه من عدوه، ويختار طوال الوقت الاختيارات الصحيحة ،، فالاجر على قدر المشقة ، والاجر الذي يتنافسون عليه كبير جدا جدا جدا فمشقتهم من أجل الفوز به ستكون أيضا كبيرة جدا
طبعا هذا الكلام لن يحرك الا من وصلوا بوعيهم وذكائهم لدرجة ستدفعهم للاجتهاد في الفترة المتبقية أشد الاجتهاد والتعب وسهر الليالي من اجل تحصيل كل ما يمكنهم تحصيله وفهمه من المعارف الربانية والتي بها فقط سيثقل الميزان ، أمّا البقية فسيبقون يتصفحون أو يتابعون بموبايلاتهم وهم جلوس في الاسواق والمقاهي والدوواوين تلك الاحداث الجسام التي ستجري في العالم من حولهم حتى يأتي الدور عليهم
والفتن لكي تكون فتن يجب أن تكون مموهة ومحكمة ومغطات بظلمات فوقها ظلمات من التمويه الاعلامي والنفسي والمالي والعسكري والسياسي وسيحثّ بها رؤوساء الدول وحكوماتها شعوبهم للانخراط بهذه الفتن بكل قوة ممكنة ، وسيتبعهم ويطيعهم الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق وهم يومها الاكثرية الساحقة وسينحصد أكثرهم أخيرا بالموت الاحمر والاسود وغيره، ولا بأس عليهم في كل ذلك فالله هو الفاعل بهم ذلك ،، والله بالغ أمره في كل الاحوال
لكن باب المنافسة بين المتنافسين سيبقى مفتوحا حتى ذلك الحين ومن يرى في نفسه الأهلية للمنافسة ويريد أن يركب نجيبته ويصعد بها للسماء يجب عليه أن يبدء من اليوم بل من الامس لو امكنه ذلك العمل على تطوير عقله واكتشاف نفسه ومعرفة أركانه ومن يملأها ،، فأسماء الله ملأت أركان كل شيء ، فهي تملأ أركانه أيضا لأنه أيضا شيء من الاشياء وعليه أن يكتشفها ويتصل بها ويجد كنزه ليكون من الفائزين
ولن يتمكن أي فرد من جميع الفرق الـ72 المتنافسة أن يفوز أو أن يكون من الـ144 ألف إلا إن تم تأييده بروح تحدثه وتساعده على الفهم
لكن كيف يمكننا فهم أمر هذه الروح التي سيتم تأييدهم بها وكل واحد منّا يطمع بالحصول عليه؟
باب فهم هذا الامر هو الاعتقاد بوجود العالمين ، عالم الامر وعالم الخلق، وأن موجودات عالم الامر تشرف على موجودات عالم الخلق وتسيطر على جميع مجريات الاحداث في عالم الخلق وهي من تتنزل به من كل أمر حكيم ، خيرا كان أم شرا،، فكل ذلك يدخل كما تقول الروايات ضمن كل أمر حكيم، فالشر الذي نراه يحدث من حولنا توجد حكمة له ومنه تماما كما ان الخير له حكمة أيضا، فكل شيئ يجري من حولنا وتتنزل به الملائكة والروح تنطوي الحكمة به ومنه وخلفه
قلنا أن المتنافسين اليوم هم مجموع افراد الفرق الـ72 ، فهؤلاء كلهم مؤهّلون للحصول على التأييد بهذه الروح وأول 144 الف سيحصلون عليها هم سيكونون الفائزون في فترة الحياة الدنيا ولكي يتم تأييد أي واحد منهم بهذه الروح يجب أن يرتقي بمجهوده الخاص لدرجة معينة من درجات وعيه ليحصل على هذا التأييد الروحي من عالم الأمر
لنتصور هذا الامر سنفترض أن درجات الوعي والذكاء هي سلّم يتكون من 32 درجة بعد الدرجة الاولى ، يعني مجموع الدرجات هو 33 درجة لكن الدرجة الاولى وهي اسفل سافلين درجات الوعي يملكها الجميع، فهم جميعا يبدؤون منها
ولكي يكون أيّا منهم مؤهلا للحصول على التأييد بالروح يجب عليه يرتقي بنفسه ووعيه وذكائه لدرجة معينة منها ،، لنفترض أنها الدرجة التاسعة عشر
وتوجد غرفة للمراقبة في عالم الامر بها شاشات تظهر عليها الدرجات التي وصل لها اليوم كل فرد من أفراد تلك الفرق الـ72 ،، الذين يراقبون تلك الشاشات هم المقربون الذي صعدوا لعالم الامر من قبل واصبحوا من الملائكة ومعهم
فأنت بالنسبة لهم وهم يراقبونك من عليائهم مجرد كتاب مرقوم
كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ () وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ () كِتَابٌ مَّرْقُومٌ () يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ
عندما تصل بمجهودك الخاص للدرجة التاسعة عشر سيضيء ضوء أحمر فوق سلّمك المرقوم او كتابك المرقوم فيعلم المقرّب الذي يشهد كتابك المرقوم أنك صرت مستحقا للتأييد بروح تحدثك وتفهمك وترتقي بك معرفة وإيمانا وثباتا لتعينك على صعود باقي درجات سلم وعيك
فيرفع اسمك لربه أو المسؤول عنه وعن تخصيص الروح التي سيتم تأييدك بها
وسيخصص لك روح منه ليؤيدك بها،، بالاضافة لأحد الملائكة المقربين ليكون لك معلما ، وعلى الأغلب سيكون هو نفسه المقرّب الذي يشهد كتابك المرقوم ،، وحينها سيكون هو معلمك واستاذك ودليلك في المراحل التالية
وبنفس الوقت سيفتحون لك عينان في قلبك كانتا مغلقتان
يمكننا القول أن العينان هما قناتان للاتصال عن بعد، يستطيع معلمك او استادك بعد ان تُفتح تلك العينان في قلبك أن يحدثك من خلالهما ويلقي في قلبك بواسطتهما ما تحتاجه من المعلومات في كل مرحلة من المراحل وفي كل موقف من المواقف تحتاجه فيه
قال الصادق عليه السلام:
أَلَا إِنَّ لِلْعَبْدِ أَرْبَعَةَ أَعْيُنٍ
عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ
وَ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ دُنْيَاهُ
فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَــــتَــــحَ لَــــهُ الْــــعَــــيْــــنَــــيْــــنِ الــــلَّــــتَــــيْــــنِ فِي قَلْبِهِ
فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْــــغَــــيْــــبَ
وَ إِذَا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى السَّائِلِ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ هَذَا مِنْهُ هَذَا مِنْهُ…….إنتهى
وقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام:
اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا
فَإِنَّا لَا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً
فَقِيلَ لَهُ: أَ وَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً؟
قَالَ: يَكُونُ مُفْهَماً وَ الْمُفْهَمُ الْمُحَدَّثُ……..إنتهى
وقال الصادق عليه السلام:
إِنَّمَا شِيعَتُنَا أَصْحَابُ الْأَرْبَعَةِ الْأَعْيُنِ
عَيْنَانِ فِي الرَّأْسِ وَ عَيْنَانِ فِي الْقَلْبِ
ألَا وَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ كَذَلِكَ
إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ…….إنتهى
فأول 144 ألف يرتقون بأنفسهم ويتم تأييدهم بروح يعلمهم ويرتقي بهم الدرجات سيكونون هم الفائزون، وهؤلاء الأن أكثرهم قد قضى نحبه فعلا وصعد الـ32 درجة وحجز بذلك نجيبته التي سيطير بها بجانب قائد الغر المحجلين الى جنات النعيم فوق القبب
ومنهم من لا يزال ينتظر ، يعني باقي عليه ان يرتقي الدرجات الاخيرة
هؤلاء المقربون هم المعلمين والاساتذة الذي سيقف الـ144 الف بجوارهم في يوم الجمع
بعضهم سيقف بجواره مائة وبعضهم سيقف بجواره الف وبعضهم سيقف بجواره الفين
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع :
يَأْتِي عُلَمَاءُ شِيعَتِنَا الْقَوَّامُونَ لِضُعَفَاءِ مُحِبِّينَا وَ أَهْلِ وَلَايَتِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ الْأَنْوَارُ تَسْطَعُ مِنْ تِيجَانِهِمْ،
عَلَى رَأْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَاجُ بَهَاءٍ،
قَدِ انْبَثَّتْ تِلْكَ الْأَنْوَارُ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ- وَ دُورِهَا مَسِيرَةَ ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ سَنَةٍ.
فَشُعَاعُ تِيجَانِهِمْ يَنْبَثُّ فِيهَا كُلِّهَا،
فَلَا يَبْقَى هُنَاكَ يَتِيمٌ قَدْ كَفَلُوهُ، وَ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ أَنْقَذُوهُ وَ مِنْ حَيْرَةِ التِّيهِ أَخْرَجُوهُ،
إِلَّا تَعَلَّقَ بِشُعْبَةٍ مِنْ أَنْوَارِهِمْ، فَرَفَعَتْهُمْ إِلَى الْعُلُوِّ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمْ فَوْقَ الْجِنَانِ.
ثُمَّ تُنْزِلُهُمْ عَلَى مَنَازِلِهِمُ- الْمُعَدَّةِ فِي جِوَارِ أُسْتَادِيهِمْ وَ مُعَلِّمِيهِمْ،
وَ بِحَضْرَةِ أَئِمَّتِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا يَدْعُونَ إِلَيْهِمْ.
وَ لَا يَبْقَى نَاصِبٌ مِنَ النَّوَاصِبِ يُصِيبُهُ مِنْ شُعَاعِ تِلْكَ التِّيجَانِ إِلَّا عَمِيَتْ عَيْنَاهُ وَ صَمَّتْ أُذُنَاهُ وَ أَخْرَسَ لِسَانُهُ، وَ يُحَوَّلُ عَلَيْهِ أَشَدَّ مِنْ لَهَبِ النِّيرَانِ،
فيَحْمِلُهُمْ حَتَّى يَدْفَعَهُمْ إِلَى الزَّبَانِيَةِ، فَيَدُعُّوهُمْ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ .
وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ الْمَساكِينِ فَهُوَ مَنْ سَكَّنَ الضُّرُّ وَ الْفَقْرُ حَرَكَتَهُ.
أَلَا فَمَنْ وَاسَاهُمْ بِحَوَاشِي مَالِهِ، وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ جِنَانَهُ، وَ أَنَالَهُ غُفْرَانَهُ وَ رِضْوَانَهُ……..إنتهى
فرب العالمين هو رب الجميع ومعلم الجميع ومربي الجميع ،، لكنه يعلم المقربين منه بهذه الطريقة كيف يربون خلقه ،، فالمقربون منه هم يده التي يربي بهم خلقه ،، وهو من علّمهم ووجّههم قبل وفي كل ذلك ، وسيبقى هو من يربيهم ويعلمهم ويوجههم في كل ما بعد ذلك
الطلبة الذين تم فتح اعين قلبهم وبدأت المعلومات تصل لهم قد يفيدون بعضهم البعض كثيرا اذا ما تذاكروا في ما بينهم ما تعلموه ووصل لهم من استاديهم
ولذلك قال أمیر المومنین علی بن ابی طالب علیه السلام :
تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ
فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ
وَ مُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ
وَ الْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ
وَ تَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ
وَ بَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ
لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ
وَ سَالِكٌ بِطَالِبِهِ سُبُلَ الْجَنَّةِ
وَ مُونِسٌ فِي الْوَحْدَةِ
وَ صَاحِبٌ فِي الْغُرْبَةِ
وَ دَلِيلٌ عَلَى السَّرَّاءِ
وَ سِلَاحٌ عَلَى الْأَعْدَاءِ
وَ زَيْنُ الْأَخِلَّاءِ
يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً يَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ
تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ وَ تُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ وَ تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خَلَّتِهِمْ
لِأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ وَ نُورُ الْأَبْصَارِ مِنَ الْعَمَى وَ قُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ
وَ يُنْزِلُ اللَّهُ حَامِلَهُ مَنَازِلَ الْأَحِبَّاءِ وَ يَمْنَحُهُ مُجَالَسَةَ الْأَبْرَارِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ
بِالْعِلْمِ يُطَاعُ اللَّهُ وَ يُعْبَدُ
وَ بِالْعِلْمِ يُعْرَفُ اللَّهُ وَ يُوَحَّدُ
وَ بِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ وَ يُعْرَفُ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ
وَ الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَقْلِ
وَ الْعَقْلُ يُلْهِمُهُ اللَّهُ السُّعَدَاءَ وَ يَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاء
وصلى الله على خير خلقه أجمعيم محمد وآله الطيبين الطاهرين