- This topic has 1 reply, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتههذا البحث عن طبيعة تطابق السماوات السبع حسب الآيات والروايات كتبته قبل 13 سنة تقريبا بصورة أخرى ،، ونشرته لأول مرة قبل أربعة او خمس سنوات بصورته التي ارفقته بها اليوم هنا
طبعا قد تجدون به أنّ اسلوبي يختلف قليلا عن اسلوبي اليوم في الكتابة ،،
وكذلك أن به بعض الافكار التي تختلف عن التي اكتبها الآن ،، لكن هذا طبيعي بالنسبة لي ،، ف
الافكار تتطور وتتبدل معي على الدوام ،، فهي درجات يجب أن يصعدها الانسان درجة بعد درجة
سأضع جزء منه في هذه الصفحة لعلاقته بالحديث عن السقف المرفوع وما تحت هذا السقف المرفوع ،، وسأضع رابط للبحث كاملا يستطيع من يحب ان يكمل قرائته ان يحصل عليه منه.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أورد هنـا طبيعة فهمي لتطابق السماوات السبع والأرضين السبع منـطلقا من حقيقة أن القرآن يفسر بعضه البعض الآخر، كما ويفسره كذلك أهل البيت عليهم السلام، ومنـطلقا من إيمانـي أن القرآن بيّن ومبين، وأن آياته واضحات مبينـات غير مبهمات وما علينـا لفهمه كما هو إلا أن نـصدقه بدون تردد، وأن نـعتمد في فهمه على كلمات أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين فيه، وعلى نـفس كلماته كذلك
إن التفسير التالي لتطابق السماوات والأرض يعتمد في الأساس على الإعتقاد بأن الوجود بأكمله هو وجود عقلي تعريف المادة به هو أنـها ظهورات متعددة لمختلف صور المشيئة، فكلّ صورة من صور المادة التي نـراها من حولنـا إنـما تعبر عن قدر معين للمشيئة وقضائها وإمضائها
وإمضائها لتلك المقادير أخيرا هو من سيعطي للفعل المعبر عن تلك المشيئة صفة معينـة نـطلق عليها إسم مادة ذات صفات كذائية، وباختلاف صور الأفعال ستختلف معها صور المواد وخواصها كذلك، وجميعها هي عقلية لا تشغل حيز قبال الله، فهي لا تحتاج حيز أو إلى مكان أو زمان نـقيسه او نـقارنـه مع الله، فالله كان ولا مكان وهو لا يزال على ما عليه كان .. وأقصى ما يمكنــنــي أن أصفه به وانـطلاقا من قوله تعالى يوقد من شجرة مباركة هو أنـه وجود طاقوي وجميع صوره انـما تعبر عن صور متعددة للطاقة،
طبعا أؤمن أن هذا النـوع من الوجود المادي العقلي الطاقوي لا يتنـافى مع انـه مؤسس على أساس علمي دقيق، فالله جل جلاله قد قدر كلّ شيئ خلقه تقديرا دقيقا، وأنـه قد أحسن كلّ شيء خلقه
ورغم انـطلاقي من هذه النـظرة للمادة، فإن بحثي سينـطلق من الآيات والروايات وبعض الإستنـتاجات العقلية، هذا بالإضافة طبعا إلى محاولة ضرب بعض الأمثلة لتوضيح الصورة الكونـية التي اتحدث عنـها
طبعا ولتوضيح الهدف النـهائي أو الصورة النـهائية للسماوات والأرض، والتي سأسعى لإثباتها معتمدا على القرآن والسنّـة، فسأبتدئ بضرب مثل توضيحي يقرب بصورة كبيرة تلك الصورة النـهائية لتطابق السماوات السبعة في عقلي وعقيدتي
وسأعتمد هنـا كذلك على أسلوب الحوار بين اثنـين ،، الثانـي منـهما هو أنـا ،، وهو المعانـد منهما،
أمّا الاول فهو من سيحاول أن يُفهمنــي فكرته
.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
الأوّل: سأحاول أن أبين لك نـظرتي لتطابق السماوات السبع
الثانـي: لو كنـت أستطيع الفرار من هذه الورقة لفررت منـها ولكن أين المفر
الأوّل : ولماذا؟
الثانـي: لأنـك تتكلم بطريقة وبأفكار غريبة من الصعب عليّ أن أقبلها نـاهيك عن أن أهضمها
الأوّل : أأسف لكونـي مضطر للحديث معك لأننـي لا أعرف أحدا غيرك من الممكن له أن يسمع كلامي، وذلك مع علمي أنـك لن تقبله لأنـك متعلق بدينـك الذي ورثته عن آبائك وأجدادك
الثانـي : هو خير لي من معادلاتك الصعبة التي لا يقبلها لا عقل ولا دين
الأوّل : حسنـا .. لن أعتبر نـفسي أستاذا لك، بل سأعتبرك معارضا لي، ونـاقض لما سأقوله لك، ولكن أرجوك حاول أن تنـقضه بدليل قرآنـي أو روائي أو عقلائي، ولا تعترض علي بثوابت اكتسبتها من دينـك الوراثي أو من عدم استحسانـاتك الكثيرة له
الثانـي: لك ذلك، وما أظنـك ستنـفذ من دينــي الذي تقول عنـه وراثي، فهات ما عنـدك ولا تستثنــي
الأوّل : إتفقنـا إذن، سأبدء من حيث أريد أن أنـتهي وذلك بضرب مثل من عنـدي لما أريد أن أثبته بالآية والرواية والعقل …. لكي تكون متابع لي لما أريد أن أصل بك له أخيرا
تعرف أن كلّ شيئ قد خلق من نـور ذلك الذي ضـُرب له مثل بالقرآن الكريم حين قال عز من قال:
اللَّهُ نـورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نـورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنـهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنـ شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونـةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نـارٌ نـورٌ عَلَى نـورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنـورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنـاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
وطبعا أنـت تدرك أن هذا النـور ليس كذلك النـور الذي نـراه يسقط علينـا من الشمس
الثانـي : أسمعهم يقولون ذلك ولكن لا فهم لي .. أكمل
الأوّل : رغم ذلك سأستعمل نـفس نـور الشمس لتوضيح ما يدور بخلدي، فأنـت ترى أشعة الشمس الساقطة من السماء علينـا
الثانـي مقاطعا : ضياء الشمس لا يـُرى بنـفسه ولكنـنـا نـرى ما يرتدّ منـه من فوق الأسطح المادية التي تحيط بنـا
الأوّل : أحسنـت وهذا ما كنـت أريد قوله ولكنـك قاطعتنـي، فأنـت ترى أشعة الشمس الساقطة من السماء علينـا حين يرتدّ بعضها من على الأسطح المختلفة من حولنـا، وهذا الذي يرتد إلينا هو بعض ما كان منـطويا ومختفيا في ضياء الشمس الساقط منـها علينـا
الثانـي : تريد أن تشير إلى أن نور الشمس يحوي داخله أحزمة ضوئية سبعة وهي التي يمكنـنـا أن نـراها أذا ما حللنـاه بالمنـشور؟
الأوّل: نـعم هو ذاك، فهي سبعة حزم ضوئية بسبعة ألوان، تكون بمجموعها نور الشمس، أو أن نور الشمس هو من يحوي تلك الحزم الضوئية بداخله، فهي سبعة وهو مجموعهم جميعا، أو لنقل انه هو جامعهم وهو ثامنهم،
والآن، ما أريد أن أصل إليه هو أن تلك السماوات السبع هي عبارة عن سبعة سماوات مطويات بسماء واحدة تجمعهم وتكون ثامنتهم، تماما كانـطواء حزم الضياء السبعة في ضياء الشمس والذي هو ثامنها، أو هو جامعها وحاويها
الثانـي : سبعة عوالم تجتمع في عالم واحد هو ثامنهم؟
الأوّل : نـعم هو كذلك تماما، وسيكون بذلك وحسب المثال السابق حجم كلّ عالم منـها يعادل حجم الثامن، أو بتعبير آخر سيكون حجم كلّ عالم منـها يعادل حجم الوعاء الذي يحويها، أي أنـها جميعها متساوية بالحجم
الثانـي : وهل لديك من القرآن الكريم دليل يؤيد مدّعاك هذا؟
الأوّل : بالتأكيد عنـدي
فخذ قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُن سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
فالأية تقول لك أنّ السابق من المخلوقات في الوجود على أي شيئ هو السَّمَاء التي استوى إليها بعد أن خلق بها الأرض وجميع ما فيها لنـا، فجعل تلك السماء الواحدة سبعة سماوات،
فيكون ترتيب الخلق حسب هذه الآية الكريمة أنـه:
في المرحلة الأولى: خلق المكان، أو إنّه قد أيّن الأين،
فقبلها لم يكن هنـاك لا كان ولا مكان ولا زمان..
وهذا الأين المؤيّن هو تلك السماء الأولى الفارغة من كلّ شيئ
وفي المرحلة الثانية : خلق فيها الأرض، بزمان يطول أو يقصر، وهذه الآية ساكتة عن بقية الكواكب والنـجوم، فلم تبيّن لنا هل كانـت تلك الكواكب حينـها موجودة أم أنها خلقت بعدها، فالآية الكريمة بدأت بتبيان أنـه تبارك وتعالى خلق لنـا جميع ما في الأرض
وفي المرحلة الثالثة : وبعد ذلك قال: “ثم” والتي تدل على الترتيب، فقال ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُن سَبْعَ سَمَاوَاتٍ،
أي أنـه جل جلاله استوى إلى تلك السماء الواحدة بعد أن انـتهى من خلق جميع ما في الأرض
وفي المرحلة الرابعة: سوّاها سبعة سماوات ، أي أنّ السماء الواحدة الأولى صارت سبعة سماوات .. وهذا ما أشرت له بالمثل الذي ضربته لك قبل قليل .. أقصد مثل نـور الشمس وألوان الطيف المنـطوية به
الثانـي: ولكن هذه الأية الكريمة لا تثبت أنّ تلك السماوات السبعة جميعها متساوية في الحجم، ومتداخلة في ما بينـها كتداخل ألوان الطيف في نـور الشمس وانـتشاره في جميع جنـباته وحدوده بشكلّ متساوي ومنـتظم،
فلماذا لا يكون تطابقها هو كما أعتقد بها في أنـها متطابقة واحدة فوق الأخرى، فتكون بها الثانـية تفصل بين الأولى والثالثة، والثالثة تفصل بين الرابعة والثانـية، والرابعة تفصل بين الخامسة والثالثة، والسادسة تفصل بين السابعة والخامسة؟
فلماذا لا يكون التقسيم على هذا المنـوال وليس كما تدّعي؟
الأوّل : أنـت بالتأكيد لا تريد من آية كريمة واحدة أن تصف كلّ مراحل خلق السماوات والكيفية التي خلقت بها،
طبعا ما ذلك على الله بعزيز،
ولكنّ القابل وهم نـحن، ليست لدينـا القدرة على فهم هذه الفكرة بهذه البساطة،
وحتى لو فهمنـاها بالشكلّ الذي أصفه لك، فسيكون من الصعب علينـا أن نـقبل هذا التصور،
لأن القبول به يعنـي أنـنـا قبلنـا أنـنـا شبه أعدام، وأنـنـا مجرد نـور ينـبع من، مصباح، وأنّه متى ما انـطفاء هذا المصباح ولأي سبب كان، سنـنـطفئ نـحن بدورنـا ونـختفي ونـنـعدم ونـتلاشى،
ويجب علينا أنّ نقر ونعتقد معها، أنّ وجودنـا مرتبط بوجود موجود آخر مخلوق مثلنـا،
فالإنـسان قد خُـلق وشعور الإستقلال والحرية يلازمه منـذ أول ابتدائه لرحلته في الوجود،
وبسبب ذلك الشعور القريب جدا من الإعتقاد الراسخ في وجدان كلّ إنسان فانه سيكره معه أنّ يؤمن بأي فكرة تقول له أنّ وجودك ومشيئتك وبقائك موجود ومرتبط بوجود مخلوق آخر مثلك،
نعم، قد يقبل منـك أن تقول له أنّ وجودك مرتبط بالله،
لأنّ الله بالنـسبة له شيئ مجهول، وهو يرى نـفسه معلوم،
فلا مانـع حينها عنـده من تعلق المعلوم بالمجهول بكيفية يجهلها
فهذا الوضع سيحافظ له على استقلاليته ووجوده الإلهي المنـفصل عن غيره، وذلك حسب افتراضه المبنـي على جهله بكيفية ارتباطه بخالقه
الثانـي : مهلا .. مهلا .. إنـك تتكلم بكلام كبير وخطير، وذلك رغم أنـك لم تزل في بداية شرحك للفكرة التي لم أقتنـع بشيئ مما قلته عنـها بعد،
فرويدا رويدا، ولا يأخذك الحماس، وركز على توضيح الفكرة رجاءا،
وقل لي أولا، هل يوجد عنـدك من الروايات عن أهل بيت العصمة ما يؤيد هذا المعنـى؟
الأوّل : بالتأكيد يوجد عنـدي، خذ هذه الرواية الشريفة مثلا، وهي من خطبة لأمير المؤمنـين عليه السلام مذكورة في نـهج البلاغة، يذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاَرض:
أَنـشَأَ الخَلْقَ إنـشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا، وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَهَمَامَةِ نـفْسٍ اظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الْأَشيَاءَ لَأُوْقَاتِهَا، وَلْأَمَ َبيْن مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا، وَأَلزَمَهَا أَشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانـتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنـها وَأَحْنـائِهَا . ثُمَّ أَنـشَأَ سُبْحَانـهُ فَتْقَ الْأَجْوَاءِ، وَشَقَّ الْأَرْجَاءِ، وَسَكَائِكَ الَهوَاءِ، فأَجْرَي فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ، مُتَراكِماً زَخَّارُهُ، حَمَلَهُ عَلَى مَتْن الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِ الْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنـهَا إِلَى حَدِّهِ، الْهَوَاءُ مِن تَحْتِها فَتِيقٌ، وَالمَاءُ مِن فَوْقِهَا دَفِيقٌ ثُمَّ أَنـشَأَ سُبْحَانـهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا، وَأَدَامَ مُرَبَّهَا، وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنـشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُ عَلَى مَائِرِهِ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ، فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنـفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنـفَهِقٍ، فَسَوَّى مِنـهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنـ مَوْجاً مَكْفُوفاً، وَعُلْيَاهُنـ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍ يَنـظِمُها ثُمَّ زَيَّنـهَا بِزينـةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ، وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراً، وَ قَمَراً مُنـيراً، في فَلَكٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍ مَائِرٍ………….إنتهى
.
.
في اليوم التالي
.
.
الثانـي : لقد أخذت كلماتك معي بالأمس إلى البيت، وقمت بمراجعة بسيطة لكلمات بعض المفسرين، فلم أجد بينـهم من ذهب إلى ما ذهبت إليه من طبيعة تطابق السماوات
الأوّل : وهل وجدت بينـهم اتفاق حول نـظرة واحدة للسماوات والأرض تفسر أو تبين كيف هو تطابقها؟
الثانـي : كلا لم أجد ذلك الإتفاق، بل ووجدت مكانـه اختلافا كبيرا بالرؤية والتفسير
الأوّل : لقد قمت قبلك بهذا البحث، ومثلك لم أجد عنـدهم ما يشبع فضولي ورغبتي بفهم كيفية تطابق السماوات والأرض،
ولكن ما لفت نـظري هو تلك الروايات الشريفة التي تحدثت عن تلك السماوات، وأغلبها من روايات معراج نـبينـا صلى الله عليه وآله لتلك السماوات،
فلقد لاحظت أنّ جميع تلك الروايات، سواء في روايات المعراج أو في غيرها تتحدث وتحدثت عن أمور نـعدّها أو نـعتبرها جميعا من الغيبيات، مثل عالم الجنـة، وعالم النـار، وعالم الملائكة، وعالم المثال،
وعالم هنـاك، حيث دنـى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنـى
نـعم لاحظت أنّ جميع تلك العوالم هي عوالم نصفها بأنها عوالم غيبية، وعليه فقوانينها يستحيل علينا تفسيرها بقوانـين المادة التي نـعرفها
ولكنني عنـدما ذهبت إلى التفاسير وجدتها تحاول أنّ تفسر طبيعة تلك السماوات بتفسيرات مادية،
تماما كما تفضلت بالأمس بفهمك لكيفية التطابق،
فأنت وجّهته توجيه مادي يحتاج إلى حدّ واضح يفصل بين الأشياء،
وهنا أقول أنّ نـفس الإشكال الذي وقعت أنـت به غافلا ، وقعوا هم به كذلك،
ولعلّ ما وقعت به أنـت نـابع بالأساس من نـظرتهم المادية للتطابق
فالروايات تقول أنّ تلك السماوات من عالم الغيب، والتفسيرات الموجودة تنـطلق من أنـها من عالم المادة والحضور،
وذلك من حيث أنـها وصفتها أو لنقل فسّرتها تفسيرات مادية،
وهذا ما دفعنـي للبحث في اتجاه آخر، هو اتجاه جديد غير الإتجاه المطروق حتى اليوم،
اتجاه ينـطلق من وجوب أن يكون التفسير لما هو من الغيب منـاسبا لغيبيته، وغير ملتفت بالمرة إلى المادة وشئون المادة،
ولعل الإشكال الرئيسي الذي حدى بالجميع إلى التفسيرات المادية، هو محاولة تفسيرهم لمفهوم اليوم بتفسير مادي، فأسقطوا حينها المفهوم الشائع في عقولنـا الماديّة للفظ “يوم”، على لفظ “يوم” الوارد في الآيات التي تحدثت عن السماوات، وكيفية خلقها، فاختلفت مسالكهم حينـئذ
الثانـي : كأنـنـي لاحظت ذلك أيضا في كلماتهم
الأوّل : المفروض أنـك من يعارضنـي ويعانـدي لا أن تتفق معي طوال الوقت
الثانـي : سأحاول ذلك، ولكن كما تعرف أنـا وأنـت واحد، فربما لذلك لن أستطيع الإشكال عليك كما تريد وتتمنـى ذلك مني، ولكن ربما يفعل ذلك أحد ممن سيقرأون هذه السطور
والآن، قل لي كيف خرجت من هذا الإشكال، وبما فسرت لفظ الأيام وعلى أي أساس فسرته؟
الأوّل : أهم قاعدة في هذا التفسير هو أن تصدق كلمات الله ولا تشك بها أبدا،
فالإنـسان عنـدما تصعب عليه فكرة ما في القرآن الكريم، ولا يستطيع أن يفسرها، يصعب عليه أن يقول أنـنـي قد صعب علي فهمها، أو إنّني أرفضها لأنـها لا تطابق ما أعتقده،
ولأن يقر بأنّـا مخطئ او انه لا يعرف المعنى،
فتراه لصعوبة ذلك الإقرارعليه يحاول أن يلوي معانـي القرآن الكريم لتطابق فهمه ومعتقده هو
ولذلك أخذت على نـفسي أن أتّبع النـهج الذي سلكه أهل البيت صلوات الله وسلامه الله عليهم أجمعين وأمرونـا أن نـنـهجه كذلك حينـما نـتدبر آيات القرآن الكريم،
فالقرآن لا يفسره ويبين معانـيه إلا نـفس القرآن الكريم وأهل البيت صلوات الله وسلامه الله عليهم أجمعين كذلك،
فالقرآن يفسر بعضه وأهل البيت يفسرونـه أيضا وبنـفس المستوى،
وهنـا سأورد لك رواية من كلام أمير المؤمنـين سلام الله عليه، ورواية أخرى من كلام رسولنـا صلى الله عليه وآله في تفسير القرآن
أما الرواية عن الرسول الأكرم فهي:
جاء في أمالي الشيخ بإسنـاده عن عبد الله بن عباس و جابر بن عبد الله في حديث طويل عن النـبي صلى الله عليه وآله: أيام الله نـعماؤه و بلاؤه و هو مثلاته سبحانـه………انتهى
فالرسول صلى الله علي وآله رد معنـى الأيام في الآية إلى حالة أو حالات .. فاليوم هو حالة نـعمة وحالة بلاء
أما الرواية عن أمير المؤمنـين سلام الله عليه فتقول:
قال أمير المؤمنـين عليه السلام: الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فان كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما عنـك سينـحسر………انتهى
ومن هذه الرواية يتبين كذلك أنّ الإمام سلام الله عليه قد إستعمل فيها لفظ “اليوم” ويقصد منـه معنـى الحال،
ومنـه سأعتمد هذا المعنـى للفظ “يوم” ومضاعفاته في الآيات التي تتكلم عن السماوات لنـرى ماذا سينـكشف لنـا من المعانـي حينـها،
أو لنـرى حينـها أيّة معانـي جديدة سيمكنـنـا أن نـفترضها في تفسير تلك الآيات الكريمة
الثاني : مهلا مهلا، إنك تريد أن تبني كلاما ونظرية كبيرة على معنى قد استحضرته من موضعين فقط؟
الأوّل: كلا، ما أريد قوله أن المعنى الحقيقي لكلمة “يوم” الواردة في القرآن الكريم في بعض مواضعه، لم يكن يوما ما هو اليوم الزمني المحدود،
بل إنه منذ البداية كان المقصود به هو معنى الحال .. هذا المعنى الذي لم يلتفت إليه من أراد أن يفسر السماوات والأرض بالتفسير المادي لها كلها، فقال أنه يوم له أول، وله آخر، سواء طال أو قصر هذا اليوم
الثاني : أكمل
الأوّل : خذ هذه الأية الكريمة وانظر كيف سيتبدل معناها إن قلنا أن المراد باليوم فيها هو الحال:
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ () فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
وحيث أننا افترضنا أن كلمة السماء تعنى عالم، واليوم معناه حال فسيكون معنى الأية بهذا الشكل:
ثم استوى للسماء الأولى الكبيرة، وللأرض التي فيها، فقضاهن سبعة عوالم في حالين، وقضى في كلّ عالم منها أمره
الأن أصبح لدينا معنى جديد للأية الكريمة، وهو سبعة عوالم في حالين،
فهل يوجد في كتاب الله ما يشير لتقسيم الوجود إلى حالتين وله علاقة بهذا المعنى الجديد الذي وصلنا له؟
إستمع لهذه الآيات وقل لي رأيك بها:
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
وقوله تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
وقوله تعالى:
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
وقوله تعالى
قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
لو لاحظت معي فستجد أنّ جميع هذه الآيات الكريمات وغيرها من التي لم اذكرها اختصارا، تبيّن لنا أنه يوجد علاقة بين خلق العوالم بأراضيها، وبين عالم الغيب والشهادة، فما هو وجه الملازمة هنا بينهما؟
ولقد جاء لفظ عالم الغيب والشهادة في ستة مواضع غير هذه المواضع، لو تفكرنا بها قليلا، سنجد بها نفس التلازم بين الخلق وشؤن الخلق، وبين العلم بالغيب والشهادة أيضا،
فجميعها تشير إلى أنها سبعة عوالم في حالتين،
حالة الغيب وحالة الشهادة
أو يوم غيب ويوم شهادة
فلو دققنا النظر، سنجد أن تلك العوالم هي بالفعل تتردد فيما بينها بين حالتين، وهما حالة الغيب وحالة الشهادة،
فمن يعيش منا اليوم هنا فهو يعيش حالة شهادته، بينما بقية العوالم التي تحدثت عنها روايات المعراج الشريفة ستكون بالنسبة له حالة غيب كنسبتها لنا،
فعالم حفر النار غيب، وعالم الملائكة كذلك غيب، وعالم الجنة أيضا غيب
ومن يتواجد الآن في عالم الجنة، سيعيشه بحال الشهادة، بينما ستكون له بقية العوالم حالة غيب،
ومن يعيش الآن بعالم النار، فهو يعيشه فعلا بحالة الشهود، وستكون له بقية العوالم حالة غيب
وهكذا قس علاقة كلّ عالم ببقية العوالم،
وستجد بالتأكيد أن حالتي الغيب والشهادة تحكم هذه العلاقة بالفعل،
والله تبارك وتعالى يقول: أنني أعلم بحال جميع تلك العوالم
سواء ما كان منها مما تعتبرونها أنتم من عالم الغيب،
أم كان مما تعتبرونه منها من عالم الشهادة،
فأنا أعلم به جميعه، وبكلّ تفاصيله،
فهي ((جميع العوالم)) بالنسبة لي شهادة
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.