أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري
وضع عني وزري اللذي أنقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسرِ يسرا..
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي الكرام جميعا ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله سيكون عنوان حديثنا اليوم
الْعَقْلَ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ
الكثير من الاخوة والأخوات الكرام المتابعين باتوا يعرفون هذا الحديث الشريف الذي رواه المجلسيّ عن «علل الشرايع» بالإسناد العلوي عن أميرالمؤمنين عليه السلام:
إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّي اللَهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلَ؟
قَالَ: خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ، وِ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ. ….
وَاسْمُ ذَلِكَ الإنسان علي وَجْهِ ذَلِكَ الْرَأْسِ مَكْتُوبٌ.
وَعلي كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقيً
لاَ يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّي يُولَدُ هَذَا الْمَوْلُودُ
وَيَبْلُغُ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ؛
فَإذَا بَلَغَ، كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ،
فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الإنسان نُورٌ
فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَالسُّنَّةَ وَالْجَيِّدَ وَالرَّدِيَّ.
أَلاَ وَمَثَلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ
كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ……إنتهى
كيف نفهم هذا الحديث مع الآية الكريمة التي استهلينا بها الكلام؟
ومن هي النفس الواحدة؟
ومن هي زوجها التي خلقها من هذه النفس الواحدة؟
ولماذا كان يجب أن يخلق من هذه النفس الواحدة زوج لها؟
بداية أحب أن أذكّر الإخوة الكرام أنني أنطلق في تفكيري وتفسيري للأمور ولفهمي لروايات أهل البيت عليهم السلام
من أن الوجود هو وجود عقلي ،،
ووجود عقلي تعني انه وجود نوراني ،،
ووجود نوراني تعني أنه غير مادي في أصله
ما معنى هذا الكلام؟
معناه أن الله خلق العقل ، ولأكون أكثر دقة سأقول أن الله أبدع العقل
والعقل خلق نور ((كلمة تامة)) ووضع مثاله فيها
لماذا خلق نور؟
ليبصر به صورته وصور الأشياء
وما هو أول شيء أبصره العقل بنوره؟
أول شيء أبصره العقل بنوره هو نفسه أو صورته
هذه الجزئية يجب أن نقف عندها قليلا لتوضيحها وربما سنحتاج أيضا لأكثر من قليل،،
لان فهمها بشكل جيد سيوضح لنا الهدف من خلقنا نحن أيضا
طبعا النتيجة النهائية الكلية التي اريد أن أصل لها من الشرح التالي هي
أن العقل الكلي يخلق كل الوجود بكل تفاصيله
من خلال نفس العقول الجزئية
وفي نفس العقول الجزئية
والتفصيل القادم هو لتوضيح هذه الكلية
نعود للعقل الأول ،
أو الإبداع الأول، أو النقطة ، أو المشيئة الأولى ،
أو صبح الأزل قبل أن يشرق نوره أو أو أو أو أو
وقولنا أن العقل هو الإبداع الأول نعني به هنا أنه لا يوجد شيء مبدع معه ولا قبله ولا بعده
إنه الإبداع الأول ، انّه صبح الأزل
وذلك سيعني لنا أنه لا أحد يراه في ذلك المقام
ولا حتى هو يرى أحد
نعم إنّه يعلم بكل شيء لأن علم كل شيء مكنون به
لكنه لا يرى أحد ولا أحد يراه
لماذا؟
الجواب خو لأنه وحده في ذلك المقام فلا أحد يراه ولا هو يرى أحد
لكنه يعرف نفسه تمام المعرفة وكذلك علمه وقدرته وحياته
ولأنه وحده فإنه لا يحتاج لإسم يتسمّي به
فما الذي حدث عندما خلق نوره؟
الجواب هو أنه رأى نفسه من خلال نوره
بمعنى أنه خلق لنفسه صورة في عقل نوره
وبما أنه أراد أن يرى نفسه كاملا ومن كل جهة فلقد جعل نوره من إثني عشرة شعبة أو ركن تحيط به من كل جانب
ووضع مثاله في كل انواره أو أركانه
النور نفسه هو أيضا عقل كلّي ،، وهو نفسه الكلمة التامة ذات الأركان الاثني عشر
وكل ركن أو شعبة نور منه هي عقل ووعي جزئي يعكس له صورته من زاوية مختلفة
وجعل مثاله أيضا في كلركن او شعبة من هذا النور الواحد
تخيل الوضع الذي اريد أن أصفه هنا هو أنك كنت طوال وعيك بنفسك تقف في ظُلمة وعماء مدقع لا ترى فيها لا نفسك ولا أي شيء من حولك
وانك لكي ترى نفسك في هذه الظلمة صنعت 12 كامرة نقل مباشر وركّبتها في أركان ونواحي هذه الظلمة
وتبث هذه الكامرات صورها بشكل مباشر الى مرآة أو شاشة
ووضعت أنت هذه المرآة أو الشاشة أمامك
فالكامرات ترسل صورها للشاشة
والشاشة تعرض أمامك تلك الصور التي تلتقطها الكامرات كصورة واحدة
فتُظهر لك على هذه الشاشة صورتك وصورة كل شي حولك في هذه الغرفة
وأنت سترى نفسك والمكان الذي أنت فيه على نفس هذه المرآة أو الشاشة او التي امام عينك
فأنت بهذه الطريقة خلقت لنفسك صورة لم تكن موجودة عندك
فهذه الكامرات خلقت لك صورتك
وهذه الكامرات أظهرت لك صورتك
من خلال هذا المثال سنعود بالكلام للعقل الأول أو الإبداع الأول ، ولنوره الإثني عشري
الأنوار الإثني عشر للإبداع الأول هي من أرت العقل صورته
إنها لم تخلق العقل ،، فهو موجود بالابداع قبلها وهو من خلقها من أجل نفسه
فتلك الأنوار لم تخلق العقل وكل ما فعلته هو أنها أظهرت له صورته كما يعرفها هو
بل يمكننا القول أن فعلها الوحيد من أول خلقها حتى ما شاء العقل لها هو أنها فقط تعرض له صورته كما يريد هو أن يراها
فهو خلق تلك الأنوار واودع مثاله في كل نور منها ليظهر أفعاله من خلالها
فهي : صُوَرٌ عَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، خالِيَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ، تَجَلَّى لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ، وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَه
وأول فعل من أفعاله أظهره منها هو صورته
لقد خلق لنفسه صورة بعقولها تماما كما يعرف هو نفسه
يعني جعل منها مرآة له ليرى نفسه من خلالها تماما كما يعرف نفسه
هذه المرآة لا خاصيّة لها على الاطلاق
يعني انها صافية جدا جدا ولا توجد عليها أي شائبة بحيث انها تعكس له من عليها كل ما يسقط عليها من النور
في التعبير القرآني إنها ليلة القدر
إنها العماء المطلق، إنها النور الظلّي الذي قسمه لأظلة
رُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ بِرِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّهُ سَأَلَ رسول الله صلى الله عليه وآله:
أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ؟
فَقَالَ ع كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ…….إنتهى
والأظلة هي العقول
فالعقل الأول خلق لنفسه صورة في عقول أنواره الاثني عشر فرأى نفسه كما يعرف نفسه
وهذا هو معنى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
فالانوار الاثني عشر ينظرون له بعقولهم
وهو ينظر لهم أيضا من خلال عقولهم
في العالم العقلي لا يوجد شيء إسمه وجود للمادة مع العقل
بل المادة موجودة بالعقل
فأنت عندما تنام وتحلم فإن عقلك يخلق لك كل الصور المادية وكل المشاعر المختلفة المرافقة لتفاعلك في الحلم مع كل صورة مادية منها ،، يعني أصل المادة في عالم أحلامك هي المعلومات العقلية
يعني لو كان حلمك طويل نسبيا واردت داخل حلمك أن تكتشف المادة التي يتكون منها عالمك المادي ، فستصل أخيرا إلى أن أصل عالمك كله هو المعلومات ، او الكلمات
بعد أن خلق النور الاثني عشري الذي رأى نفسه من خلاله مباشرة ،، أصبح العقل يرى أربعة عشر صورة
صورته هو
وصور الانوار الاثني عشر
وصورة الشاشة التي يرى عليها كل ذلك ، أو المشكاة
فالعقل هنا هو النفس الواحدة في الآية الكريمة التي افتتحنا بها الحديث
وزوجها هي ليلة القدر ، أو المشكاة أو النور الظلي، والتي هي الحجة على ظلالها الاثني عشر
وأول ما بثه منها من صور الرجال هي صور انواره الإثني عشر التي قسمها على ثلاثة اسماء وكان هو رابعها المكنون بها ثلاثتها
العقل المكنون في الأنوار الإثني عشر يريد الأن أن يرى نفسه بشكل تفصيلي أكثر تفصيلا،، فهو يعرف نفسه ويريد أن يرى نفسه بشكل أكثر تعقيدا وتفصيلا
فخلق لكل نور من أنواره الاثني عشر ثلاثين صورة ووضع مثاله في كل صورة او عي منها ،، فأصبح كل نور من نفس الانوار الاثني عشر يرى نفسه من خلال وعي ثلاثين وعي جزئي او عقل جزئي
والعقل الأولى يرى نفسه من خلال ثلاثمائة وستون عقل جزئي يحيطون به كما تحيط الدائرة بالنقطة
فالعقل يرى نفسه من كل زاوية داخل هذه المشكاة وهو يقف وسطهم
ويراهم جميعهما من خلال وقوفه وسطهم
في كل مستوى من مستويات هذه العملية يوجد نوع من المعرفة
في المستوى الأولى العقل فقط يعرف نفسه بنفسه ولا يرى نفسه
وفي المستوى الثاني أنواره الاثني عشر يرونه وسطهم وهو يراهم ،
وهو يعرفهم باطنا وظاهرا بنفسه وهم به يعرفونه ظاهرا منه فقط
يعني هم يرون صورته فقط ،،
أما ما بمكنون نفسه ومكنون علمه فلا يحيطون بذلك علما إلا بما شاء هو أن يحيطهم به علما
يعني الأنوار يرون أو يحيطون بصورة مصورهم ،، لكنهم لا يحيطون بمكنون علمه الا بما شاء ان يعلمهم به
والمستوى الثالث كل إسم من الاسماء الثلاثين ترى وسطهم اسم واحد من الاسماء الاثني عشر
ولا يحيطون بمكنون نفسه وعلمه
وهو يرى نفسه سطهم من خلال عقولهم
ويحيط بهم علما ظاهرا وباطنا
والعقل يرى صورته من خلال عقولهم
ويرى صورهم من وسطهم
فهو يحيط بهم علما ،، باطنا وظاهرا بهذه الطريقة
الخلاصة هنا هي أن العقل الأول يخلق الوجود بهذه الطريقة من خلال نفس العقول الجزئية
تخيّلوا العالم موجود في كمبيوتر كبير به برامج جزئية بعدد الخلائق
وخارج هذا الكمبيوتر او العقل الكلي لا يوجد أي شيء لا فراغ ولا عدم
لا مكان ولا زمان
لو ان جميع العقول الجزئية على الإطلاق قررت في لحظة واحدة أن تنام او تتوقف عن العمل فستنعدم كل صور العالم المختلفة حتى الصورة الأنزعية للعقل ستختفي ،، يعني سنعود للبداية الاولى للابداع الأول فقط
وقبل أن يصدر منه نوره
لا يرى نفسه ولا يراه أحد
ما هي الصورة الأنزعية؟
هي الصورة التي خلقها العقل لنفسه في العقول الإثني عشر
فصفات هذه الصورة انتزعها العقل الأول من علمه بنفسه
وخلقها لنفسه في عقول انواره الاثني عشر
فرأته وسطها بعقولها ورأها حوله
ورأى نفسه وسطها
قلنا لو أوقف العقل الاول جميع العقول الجزئية على الإطلاق عن التفكير أو العمل فسيفنى الوجود كله وحتى العقل لن يرى صورته الأنزعية أيضا
لكن العقل لا يُفني وجهه مع من سيفنيهم ،، لأنه يرى نفسه بوجهه،
ووجهه هم الأنوار الاثني عشر
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ () وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
نعود لعنوان حديثنا وهو
الْعَقْلَ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ
ونعود لتصورنا أن العالم كمبيوتر كبير ((وهو كذلك)) ولقد تكلمنا عن هذا الأمر في المقال الذي عنوناه
حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
وقلنا فيها اعتمادا على الروايات أن الروح عندما ارادت بدء الخلق تجسدت على شكل كمبيوتر عملاق له ثلاثين الف برج تلتف جميعها حول العين بحيث تكون العين بمركزها،،
رُوِيَ أَنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ
وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِمْ وَ عِظَامِهِمْ
وَ إِذَا كَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ يَقُومُونَ صَفّاً لِصُفُوفِ الْآدَمِيِّينَ فِي الصَّلَاة………..إنتهى
وكل برج من الابراج الثلاثين الف هو صور كامل متكامل فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ
رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع
أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ
لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ
وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ
مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ
وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَ الْأَرْضِ …….إنتهى النقل
من يحب ان يقرأ الروايات كاملة فليرجع للمقال فلن اطيل الحديث هنا بذكر الروايات كاملة وان كان بذكرها ونطقها البركة ، لكن نترك المجال للمهتم ان يبذل مجهود ذاتي في هذه العملية ،، يعني لا يكتفي بالاستماع بأذنيه فقط ،، بل يسمع ويبحث ويقرء بنفسه فتشتغل جميع حواسه في عملية الفهم
في هذا الكمبيوتر الكبير أو العقل الكلي الذي له رؤوس بعدد الخلائق أو أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ كما في حديث الصور لو توقفت جميع العقول بنفس الوقت ،، فحينها لن تنوجد أي صورة لأي عالم من العوالم الـ12 الف الف عالم ،، لكن لو اشتغل عقل واحد من تلك العقول فإن الصور او الكمبيوتر الكبير سيخلق له عالمه كما سيبدء بتصوره
من هو أول من بدأ التفكير في هذا الكمبيوتر العملاق ذي الثلاثين الف برج
وبدء معها يخلق له صور العالم كما يريدها ان تكون؟
هو القلم ،، أو صورة العقل في هذا الكمبيوتر العملاق
فصورة العقل داخل هذا الكمبيوتر العملاق إسمه القلم
الكمبيوتر العملاق يحفظ الصور كما تخيلها العقل الأول او القلم في ذاكرته
اول ما فعله القلم هو انه هندس العالم كما يريده ان يكون وكما يعلمه من علمه المخزون في ذاته ،، فالعقل يختزن كل العلم في نفسه، فالعلم ذاته كما أن الروح والقدرة ذاته
بدء بعلمه وقدرته المبسوطة يهندس او يبرمج العقل الكلي او الكمبيوتر الكبير العملاق فبرمج المكان او السماء ، ثم استوى للمكان او السماء فسواهن سبع سماوات ،، كل ذلك هو برمجة
والكلمة المرادفة لكلمة “بَرَمَجَ” هي كلمة “جَعَلَ”
فكل برمجةٍ هي جعلٌ
وكل جعلِ هو برمجة
باقي تفاصيل برمجة السماوات والارض والشمس والقمر والنجوم والهواء والغيوم ووووو يمكنكم أن تعرفوها بالبحث عن كلمة “جَعَلَ” في القرآن الكريم فحيثما وجدتموها فهي تعني “بَرَمَجَ”
لكي لا نتوه في تفاصيل الخلق ونبتعد عن الذي نريد قوله نعود لما بدأناه من أنه في العالم العقلي او النوراني فان عملية الخلق تحدث داخل العقل وليس خارجه
فهي تحدث داخل العقل بحيث يرى العقل نفسه بنفسه كما يعرف نفسه
تماما كما بدأت العملية من البداية الأولى منه
فهو خلق نور اثنا عشري ووضع مثاله في كل انواره
وأحاط نفسه بتلك الأنوار ككاميرات تنقل له صورته فيرى بها نفسه كما يعرف هو نفسه
وكل عقل جزئي من عقول الملك الذي له رؤوس بعدد الخلائق تتكرر به نفس هذه العملية التي بدء بها عملية الخلق
فنفسها هذه الأنوار العقول الـ12 متكررة في كل عقل جزئي،، بل هي نفسها هي كل عقل جزئي،، وهي تخلق لمثاله الذي يلقيه وسطها صورته وعالمه
فعملية الخلق تحتاج لهذه الأنوار
بل هي بفاقة لهذه الانوار الاثني عشر أو الأسماء الثلاثة الظاهرة
فهو خلقها لفاقة الخلق لها
يعني لفاقة عملية الخلق لها وليس لفاقة المخلوقين لها
فحديث الاسم المخلوق يدل على هذا المعنى
فعن الصادق صلوات الله و سلامه عليه أنه قَالَ:
إنَّ اللَهَ خَلَقَ اسْمًا بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍ،وَ بِاللَفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ، وَ بِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ،وَ بِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ،وَ بِاللَوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ؛مَنْفِيٌّ عَنْهُ الاقْطَارُ،مُبَعَّدٌ عَنْهُ الْحُدُودُ، وَ مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ،مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ .
فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَآمَّةً عَلَي أَرْبَعَةِ أَجْزَآءٍ مَعًا؛لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآخَرِ.
فَــــأَظْــــهَــــرَ مِــــنْــــهَــــا ثَــــلَاثَــــةَ أَسْــــمَــــآءٍ لِــــفَــــاقَــــةِ الْــــخَــــلْــــقِ إلَــــيْــــهَــــا،
وَ حَجَبَ مِنْهَا وَاحِدًا، وَ هُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ بِهَذِهِ الاسْمَآءُ الَّتِي ظَهَرَتْ، فَالظَّاهِرُ مِنْهَا هُوَ الله وتبارك وسبحان.
وَ سَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هَذِهِ الاسْمَآءِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ؛ فَذَلِكَ اثْنَاعَشَرَ رُكْنًا، ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ ثَلَاثِينَ اسْمًا، فَعَلَا مَنْسُوبًا إلَيْهَا ………..بقية الرواية
فَــــهو قــــد أَظْــــهَــــرَ الأســــمــــاء الثَــــلَاثَــــةَ لِــــفَــــاقَــــةِ نــــفــــس عــــمــــلــــيــــة الْــــخَــــلْــــقِ إلَــــيْــــهَــــا،
فقبلها لم يكن شيء ظاهر
والخلق التالي الذي ظهر من نفس هذه الأسماء الثلاثة الظاهرة هو الفعل، أو هو نفسه عملية الخلق
فهو خلقها وخلق بها
يعني العقل خلق الاسماء الثلاثة وفعل أو وخلق بها
فهم صُنع العقل
والخلق بعد ذلك صنائعهم
ولذلك قالوا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في وصف نفسهم ((نَــــحــــنُ صَــــنَــــائِــــعُ رَبِّــــنَــــا وَالــــخَــــلْــــقُ بَــــعْــــدُ صَــــنَــــائِــــعُــــنــــا))
من هو ربهم؟
المشيئة الأولى هو ربهم
العقل الكلي هو ربهم
الإبداع الأول هو ربهم
وما هو أول شيء خلقه بعقولهم؟
أوّل شيء خلقه بعقولهم هو صورته الأنزعية وصورهم
لماذا إسمها الصورة الأنزعية؟
لأن جميع تفاصيلها منتزعة من علمه بنفسه
فالصورة التي أبصروها بعقولهم لربهم ولنفسهم هو من خلقها بعقولهم ليبصر نفسه عليها من خلال عقولهم،، وليبصروا هم صور بعضهم البعض من خلال عقولهم أيضا
فالعقل الكلي هو من خلق صورته كما يعرف نفسه من علم ذاته
وهو من خلق صورهم كما يعرفها من علم نفسه
يعني لو انك ولِدت في البريّة وبقيت بها طوال حياتك وكنت تجيد الرسم وماهر به فانك ستستطيع ان ترسم صور كل شيء تراه بعينيك من حولك
الا شيء واحد
وهو صورتك انت
لأنك تستطيع أن ترى كل شيء فترسمه، الا وجهك
العقل الكلي أوّل ما خلق …. خلق ماء ،، أو خلق مرآة ،،، أو زجاجة ، أحاط بها نفسه، لكي يرى بها نفسه، تماما كما يعرف نفسه
فهو خلق من الماء بشرا
الصورة الأنزعية للعقل هي البشر الأول المخلوق من الماء بشكل مباشر
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا
وكان عرشه على الماء
تحتاجون لمخيّلة قوية لكي تبصروا وتتصوروا بها هذه المعاني العميقة
الخيال هو أعظم هبة وهبها رب العالمين للخلق لكي يعبروا من خلاله لما لا يمكن لهم العبور له بأعضائهم وحواسهم المادية وعقولهم
لكن بعض الناس يعتقد انه يجب ان يكبح خياله حد التعطيل او حتى يلغيه نهائيا وللأبد فقط لأنه خائف من استعماله في الخيالات البطّالة
اقول له بدل أن تلغيه او تعطله عليك ان توجهه للوجهة الصحيحة الحسنة ،، وابدء باستعماله في تصور وتخيل معاني الآيات والروايات المحكمة والعميقة بدل ان تقرئها قرائة سطحية فقط
الْعَقْلَ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ
لا يوجد شيء خارج هذا العقل
كل الخلق موجود داخل العقل
العقل الكلي الأسماء الثلاثة الذي له رؤوس بعدد الخلائق وسع السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
والعقل الكلي المكنون بهم لاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ في عالم الظهور بأي صورة أراد أن يظهر بها بين الخلق عبر الازمان
فوق القبب له اسم واحد وصورة واحدة يعرفه بها أهل الجنة كلهم ، ولم تتغير عليهم من اول يوم دخلوا بها
لكن تحت القبب قد يريد ان يظهر للخلق باكثر من صورة واسم لكي لا يستوحشون منه
وقد يظهر لمائة شخص بمائة صورة بنفس الموقف ونفس المكان والزمان ، فالقوانين لا تنطبق عليه ولا عليهم في عالم الخلق ،،
فكما ورد ان احد الائمة اختلف اصحابه المقربين في شكله ولون بشرته وصفاته ،، وكل واحد منهم كان يؤكد على صفات تختلف عن صفات الآخرين
يعني كل واحد منهم كان يراه بصورة مختلفة عن الآخرين وهم جالسين معه بنفس المجلس
وكان يمد يده للنجوم او حتى للقمر وهو جالس معهم أمامهم ويقبضه بأصابعه ويقلبه بين كفيه متلاعبا به أمامهم
في العالم العقلي كل شيء ممكن لمن هم أساس النظام ،، سواء بالبرمجة المسبقة او حتى بدون برمجة على الإطلاق وبالقرار الفردي
فأمير المؤمنين ضرب الارض بقدمه فاوقف زلزالة،
وامر أصحابه بأغماض اعينهم وعندما فتحوها كان المنظر امامهم مقسوم نصفين
نصف جنة ونصف نار
الأحجار تتكلم وتتحول لجواهر
والشجرة تنقسم لنصفين تاتي وتذهب وتتكلم ،
جبل قبيس يتحول لذهب والاحجار لجواهر ،
يعلموننا دعاء شاهت الوجوه فيقف عدوك بعدها امامك ولا يراك
الامام يحرك خيط رفيع فماذا حدث؟
زلزال مريع يهد المدينة خارج البيت وهم داخله ولا يشعرون به
نحن نعيش في عالم عقلي مرقوم ،، كل الروايات تؤكد على ذلك
بلمح البصر ينتقلون من مكان الى مكان
الاصفاد بيد الامام وهوداخل السجن لكن يتقدم من القضبان فيخترقها مخلفا الاصفاد خلفه
يمسح على عين صاحبه الذي أشفق عليه من خان الصعاليك ذلك المكان المزري الذي وضعوه فيه فيريه جنة جميلة
يأخذون اصحابهم في رحلات بين العوالم بمجرد اغماض اعينهم ويتحركون معها بضع خطوات فينتقلون بها من عالم الى عالم الى عالم
اغلق عينيك ، افتحها الان وانظر للسقف فيرى السقف مشقوق ومنه يرى ملكوت السماوات والارض
الامام يصنع من الطين فيل ويركبه ويطير به صاعدا للسماء
الامام يده وهو على منبر الكوفة فتصل للشامويقبض من لحية معوية شعرات
يمد قدمه وهو في الكوفة فتصل لقصر معاوية بالشام ويظربه جلاق فيوقعه من على عرشه
لو ظهر الامام بيننا اليوم وفعل هذه الاشياء لنا وأمامنا لن نشك لحظة واحدة اننا نعيش في عالم عقلي او كمبيوتري وأنهم هم أسياد هذا العالم العقلي وانهم هم من يديروه بعقولهم
هذه الفكرة لا تزال مجهولة في العالم العربي المنكوب والعقول المشغولة بالقيل والقال ودفع تهمة الارهاب والجري خلف لقمة العيش
لكنها منتشرة جدا في العالم ،، ليس لأنهم يحبونها ان تكون كذلك بل لأن جميع الاكتشافات العلمية تؤكد على هذا الامر
فعندما غاصوا في المادة بحثا عن أساسها لم يجدوا اي مادة ، بل وأكثر من ذلك وجدوا كودات معلوماتية تشبه الموجودة والمستعملة في كمبيوتراتنا
لن أستطيع أن ابين كل الادلة والاثباتات التي وجدوها ووجدوا انها جميعها تدل على اننا نعيش في عالم أساسه المعلومات وليس المادة
تماما كما انك عندما تنام وتحلم فان المعلومات هي اساس ذلك العالم المادي الذي تشعر أنك به وتتفاعل معه في حلمك
لكن دول العالم الكبرى بدأت تتصرف فعلا على أنها تعيش في عالم محاكات
أو ((simulation world)) وبدأت تتصارع بينها من يمد سيطرته على العالم بشكل أكبر
لم تعد تهمها الحروب وكم من البشر يموت او يجوع بسببها ، وكل ما يهمهم هو زيادة رقعة نفوذهم والتحالفات ،، فصاحب هذا العالم الرقمي هو من يريد هذا العالم بهذا الشكل ،، إنه عالم المنافسات
من يريد أن يتأكد من ذلك ما عليه الا ان يفرغ نفسه قليلا ويبدء يبحث بنفسه في العالم الرقمي عن دقة هذا الكلام من عدمه
للإخوة الذين يتكلمون الإنجليزي يمكنهم مشاهدة الكثير من الافلام الوثائقية التي تشرح هذه الفكرة من كل جوانبها التي وصلوا لها
آلآف المقابلات والافلام الوثائقية التوضيحية تجدونها على صفحات الانترنت وما عليكم سوى البحث في جوجلة عن التركيب اللفظي ((simulation world)) او ما يشابهه وسوف تجدون الكثير
وهذا بحث بسيط باللغة الانجليزية قمت به في جوجلة اختصارا لوقت من يريد ان يتأكد من هذا الأمر
simulation world
أما من لا يجيدون الإنجليزية فلن يجدو الكثير من الافلام المترجمة للعربي او حتى أفلام عربية الإنتاج ،، وكل ما سيجدونه عن هذا الأمر هو بعض المقالات المترجمة لكنها كافية لتوضيح الفكرة ان شاء الله ،،
وهذا بحث بسيط باللغة العربية قمت به في جوجلة اختصارا لوقت من يريد ان يتأكد من هذا الأمر
عالم المحاكاة
نحن نعيش الأن في هذا العالم المرقوم ((الديجتالي)) ونخوض به مسابقة ومنافسة
لكن كما قلنا في المقالات السابقة ليس جميع من في هذا العالم هم من المتسابقين والمتنافسين على نيل جوائزها
المتسابقون المتنافسون حاليا هم فقط مجموع أفراد الفرق الـ72 ،، أما البقية فلا مصلحة لهم في هذا العالم غير نفس ما سيعيشونه ويختبرونه في هذا العالم فقط وبعد ان يموتوا في هذا العالم المرقوم سيصحون ويجدون أنفسهم في قصورهم في الجنة أو ربما في أحد متاجر الصور في أحد أسواق الجنة
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقاً مَا فِيهَا شِرًى وَ لَا بَيْعٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ
مَنِ اشْتَهَى صُورَةً دَخَلَ فِيهَا
وَ إِنَّ فِيهَا مَجْمَعَ حُورِ الْعِينِ
يَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ
نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً
وَنَحْنُ الطَّاعِمَاتُ فَلَا نَجُوعُ أَبَداً
وَ نَحْنُ الْكَاسِيَاتُ فَلَا نَعْرَى أَبَداً
وَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً
وَ نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ أَبَداً
وَ نَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ أَبَداً
فَطُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَ كَانَ لَنَا
نَحْنُ خَيْراتٌ حِسانٌ
أَزْوَاجُنَا أَقْوَامٌ كِرَام……..إنتهى
لا شأن لنا بمن يريد التمتع بهذه الحياة الدنيا فقط ، فهؤلاء ليس ذنبهم انهم لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل
فهؤلاء ينزلون معنا لكي يتمتعوا ويتعرفوا على الموجود في هذا العالم الرقمي او ذاك او ذاك من العوالم الرقمية الـ12 الف الف عالم
فهم مرة ينزلون هنا ومرة أخرى هنا واخرى في غيرهما ، وكل مرة يموتون فيها في اي عالم يصحون ويجدون انفسهم في قصورهم في في احد تلك الاسواق
هؤلاء لا بأس عليهم أبدا مهما حصل لهم ومنهم وعليهم ومهما فعلوا
ما يهمنا هو المتنافسين
وما هي المنافسة التي يتنافسون عليها؟
هل يبحثون بها عن كنز ومن يجده اولا سيفوز؟
هل يوجد هناك لغز يجب ان يبحثوا عن حله ومن يحلّه يعتبر من الفائزين؟
وهل
وهل
وهل
وكيف تحتسب درجات هذه المسابقة؟
وهل لها مستويات متعددة، أم انها مستوى واحد فقط وللجميع؟
وهل الطرق معبدة للمتسابقين ام انه توجد عليها موانع ومطبات وحجب وظلمات وشياطين تمنعهم من التقدم للامام على الصراط الاقوم للوصول للهدف المنشود الذي به سيكون الفوز العظيم؟
اجابة السؤال الأخير واضحة ان الطريق مغلف بظلمات بعضها فوق بعض ،، وكل هذه الظلمات ليست من تصميمك ولا تصميمي
من أوجد هذا النظام ووضعنا فيه هو من صمم هذه الظلمات
وهو من خلق الشياطين وهو من يرسلهم علينا
والأنكى من كل ذلك أن صور الشياطين ربما سيمكنك أن تجدها في أسواق الصور في الجنة فتدخل بأحدها وتنزل في هذا العالم لتؤدي دور شيطان يضل الناس
يعني أنت ملاك وأنت شيطان بنفس الوقت
في التصور الذي نصفه هنا من خلال الآيات القرآنية وروايات أهل البيت عليهم السلام للعلاقة
بين موجودات عالم الامر وموجودات عالم الخلق
او بين موجودات عالم الجنة وموجودات عالم النار
كل شيء وارد وكل شيء ممكن
وأنت لو اعتقدت أن الخلق يتم بهذه الطريقة فلن تلوم بعد اليوم أحدا
ولو اعتقد كل الناس بان الخلق يتم بهذه الطريقة لما لام احد منهم احدا
عَنْ شِهَابٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى هَذَا الْخَلْقَ لَمْ يَلُمْ أَحَدٌ أَحَداً- فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَكَيْفَ ذَاكَ فَقَالَ ………………
وَ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ هَذَا الْخَلْقَ عَلَى هَذَا لَمْ يَلُمْ أَحَدٌ أَحَداً…………إنتهى
واخيرا قبل أن ننهي الحديث الذي طال نقول
ان كنت تريد ان تكون من المتنافسين الفائزين فيجب أن تكون من النومة الذين يعرفون الناس والناس لا تعرفهم
يعني لا تشغل نفسك بهم ولا معهم ،، وانشغل بنفسك فقط
فهم معك وحولك فقط لكي يشغلوك عن تطوير نفسك وعن المنافسة
انهم هنا فقط ليشكلوا من حولك ظلمات من فوقها ظلمات
وحينها كلما اعتزلتهم أكثر كلما اخترقت طبقة من طبقات الظلمات وأزلت عن عينك حجابا من الحجب .
نتوقف هنا فلقد طال بنا الكلام ونكمله إن شاء الله في حديث جديد
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين