بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
ربي اشرح لي صدري
وضع عني وزري
الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعلي لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته
كلمة ((الله)) لم تعد تخوّف أحدا من الناس
هذا العنوان سيكون هو عنوان حديثنا لهذا اليوم وقد يبدو أنّه عنوان استفزازي بعض الشيء بل ربما يكون استفزازي أكثر من اللازم أيضا، لكن هذه هي الحقيقة بدون أية تزويقات
وقد يبدو لنا أن هذه الكلمة لم يقلها أحد من الأئمة عليهم السلام لكن لو تفحصنا كلامهم صلوات الله وسـلامه عليهم أجمعين سنجده كثيرا ما يحمل هذا المعنى في طيّاته
مثل ما َ قَالَه الإمام الحسين عليه السلام فِي مَسِيرِهِ إِلَى كَرْبَلَاءَ:
إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَ تَنَكَّرَتْ وَ أَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا
فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ وَ خَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى الْوَبِيلِ
أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَ أَنَّ الْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ
لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ مُحِقّاً
فَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَ لَا الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَماً
إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَ الدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ
فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون…….إنتهى
أو مثل قول أخيه الحسن عليه السلام في خطبة ألقاها في اتباعه
فَقَامَ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ صَاحِبِي بَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ وَعَدَهُ وَ مَنَّاهُ وَ وَلَّاهُ بَعْضَ كُوَرِ الشَّامِ وَ الْجَزِيرَةِ وَ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَ غَدَرَ بِي وَ بِكُمْ
وَ قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ أَنَّهُ لَا وَفَاءَ لَكُمْ
وَ لَا خَيْرَ عِنْدَكُمْ
أَنْتُمْ عَبِيدُ الدُّنْيَا……..إنتهى
أو مثل ما ورد عن الامام الكاظم في وصيته لهشام و صفته للعقل قوله فيها
يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَا تُدْرِكُونَ شَرَفَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تُحِبُّون
وكذلك قول أمير المؤمنين في حديث الفئة الناجية أن 72 فرقة من أصل 73 فرقة أعداء الله ورسوله والناصرون لدين الشيطان
وَ تِلْكَ الْفِرْقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً هِيَ النَّاجِيَةُ مِنَ النَّارِ
وَ مِنْ جَمِيعِ الْفِتَنِ وَ الضَّلَالاتِ وَ الشُّبُهَاتِ
هُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقّاً وَ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ … بِغَيْرِ حِسابٍ
وَ جَمِيعُ تِلْكَ الْفِرَقِ الِاثْنَتَيْنِ وَ السَّبْعِينَ هُمُ الْمُتَدَيِّنُونَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
النَّاصِرُونَ لِدِينِ الشَّيْطَانِ
الْآخِذُونَ عَنْ إِبْلِيسَ وَ أَوْلِيَائِهِ
هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَعْدَاءُ رَسُولِهِ وَ أَعْدَاءُ الْمُؤْمِنِينَ
يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ
بُرَآءُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ نَسُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ
وَ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ
وَ كَفَرُوا بِهِ
وَ عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ– وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً
يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ … فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ
هذا الكلام موجه لجميع المتنافسين من الفرق الإثنين والسبعين الذين سيتم استخلاص الفرقة الثالثة والسبعون منهم جميعهم
والبقية حالهم ليس بافضل من حال هذه الفرق المتنافسة
وفي واقع الحال يمكننا ان نرى ان اسم الله لم يعد أحد يخاف منه وبنفس الوقت يستعمله الجميع لترويع وترهيب بعضهم البعض
فالحروب والقتل والارهاب والتجويع والتكفير والتعذيب والغدر والكذب والخداع والسرقة والفساد كله يتم ويمارس من قبل الناس بإسم الله
ولذلك فإن 72 فرقة من 73
هُمُ الْمُتَدَيِّنُونَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
النَّاصِرُونَ لِدِينِ الشَّيْطَانِ
الْآخِذُونَ عَنْ إِبْلِيسَ وَ أَوْلِيَائِهِ
هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى
وَ أَعْدَاءُ رَسُولِهِ
وَ أَعْدَاءُ الْمُؤْمِنِينَ
ولذلك فإن 12 فرقة من 72 رغم انهم يدعون المحبة لاهل البيت فانهم ايضا من الخاسرين ومع الخاسرين
لان دينهم قائم على الحروب والقتل والارهاب والتجويع والتكفير والتعذيب والغدر والكذب والخداع والسرقة والفساد ويمارسون كل ذلك بإسم الله
نعم صحيح ان قرار الحرب والقتل والارهاب والتجويع والتكفير والتعذيب وووو ليس بيد الناس بشكل عام لكن عندما يقبلون بذلك عقليا وقلبيا فإن القرار سيكون قرارهم أيضا ، فلو كان أيّا منهم في موضع القرار لقرر ذلك أيضا ومن دون تردد وبالتالي فالمقرر للظلم والعامل به والمعين عليه والراضي به جميعهم شركاء به سواء بسواء
فــ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيٌّ ع يَقُولُ:
الْعَامِلُ بِالظُّلْمِ وَ الْمُعِينُ عَلَيْهِ وَ الرَّاضِي بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثَةٌ.
وقال أيضا:
ثَلَاثٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ:
الْعَامِلُ بِالظُّلْمِ، وَ الْمُعِينُ عَلَيْهِ، وَ الرَّاضِي بِهِ.
كل الظلم والمأسي والحروب التي نعايشها اليوم في واقعنا المزري في هذه الأرض من أطرافها لأطرافها يتم تقريره واقراره والعمل والرضى به من قبل الناس بإسم الله
أكبر غربال يتم غربلة الناس به هو غربال الرضى بالظلم او السكوت عنه او العمل به او الامر به بإسم الله ،، فــ الْعَامِلُ بِالظُّلْمِ وَ الْمُعِينُ عَلَيْهِ وَ الرَّاضِي بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثَةٌ جميعهم دخلوا بغربال واحد ولن يخرج منه احدا منهم
لن يتطيع أحد من الناس أن يخرج من هذه الغربال او أن لا يدخله من الأساس الا من عرف منهم الأطباق السبعة فعند ذلك فقط تبدء مسيرته الحقيقية على هدى من ربه
فمعرفته بالاطباق السبعة تعني معرفته بأمر المنافسة بين المتنافسين ومعرفته الطريق للفوز ومعنى الصراط المستقيم فينأى بنفسه عن الدخول في جميع الغرابيل
قَالَ الإمام الصادق ع «إِنَّمَا أُولُوا الْأَلْبَابِ الَّذِينَ عَمِلُوا بِالْفِكْرَةِ حَتَّى وَرِثُوا مِنْهُ حُبَ اللَّهِ،
فَإِنَّ حُبَّ اللَّهِ إِذَا وَرِثَهُ الْقَلْبُ اسْتَضَاءَ وَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ اللُّطْفُ،
فَإِذَا نَزَلَ مَنْزِلَةَ اللُّطْفِ صَارَ فِي أَهْلِ الْفَوَائِدِ تَكَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ،
فَإِذَا تَكَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ صَارَ صَاحِبَ فِطْنَةٍ،
فَإِذَا نَزَلَ مَنْزِلَةَ الْفِطْنَةِ عَمِلَ بِهَا فِي الْقُدْرَةِ،
فَـــإِذَا عَـــمِـــلَ بِـــهَـــا فِـــي الْـــقُـــدْرَةِ عَـــرَفَ الْأَطْـــبَـــاقَ الـــسَّـــبْـــعَـــةَ،
فَـــإِذَا بَـــلَـــغَ إِلَـــى هَـــذِهِ الْـــمَـــنْـــزِلَةِ صَـــارَ يَـــتَـــقَـــلَّـــبُ فِـــكْـــرُهُ بِـــلُـــطْـــفٍ وَ حِـــكْـــمَـــةٍ وَ بَـــيَـــانٍ،
فَإِذَا بَلَغَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ جَعَلَ شَهْوَتَهُ وَ مَحَبَّتَهُ فِي خَالِقِهِ،
فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ نَزَلَ الْمَنْزِلَةَ الْكُبْرَى، فَعَايَنَ رَبَّهُ فِي قَلْبِهِ،
وَ وَرِثَ الْحِكْمَةَ بِـــغَـــيْـــرِ مَا وَرِثَهُ الْحُكَمَاءُ،
وَ وَرِثَ الْعِلْمَ بِـــغَـــيْـــرِ مَا وَرِثَهُ الْعُلَمَاءُ،
وَ وَرِثَ الصِّدْقَ بِـــغَـــيْـــرِ مَا وَرِثَهُ الصِّدِّيقُونَ،
إِنَّ الْحُكَمَاءَ وَرِثُوا الْحِكْمَةَ بِـــالـــصَّـــمْـــتِ،
وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرِثُوا الْعِلْمَ بِـــالـــطَّـــلَـــبِ،
وَ إِنَّ الصِّدِّيقِينَ وَرِثُوا الصِّدْقَ بِالْـــخُـــشُـــوعِ وَ طُـــولِ الْـــعِـــبَـــادَةِ.
فَمَنْ أَخَذَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ إِمَّا أَنْ يَسْفُلَ أَوْ يُرْفَعَ،
وَ أَكْـــثَـــرُهُـــمْ يَـــسْـــفُـــلُ وَ لَا يُـــرْفَـــعُ،
إِذْ لَـــمْ يَـــرْعَ حَـــقَّ اللَّهِ،
وَ لَـــمْ يَـــعْـــمَـــلْ بِـــمَـــا أُمِـــرَ بِـــهِ،
فَهَذِهِ مَنْزِلَةُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ، وَ لَمْ يُحِبَّهُ حَقَّ مَحَبَّتِهِ،
فَلَا تَغُرَّنَّكَ صَلَاتُهُمْ، وَ صِيَامُهُمْ، وَ رِوَايَاتُهُمْ، وَ كَلَامُهُمْ، وَ عُلُومُهُمْ،
فَإِنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ»
انتبهوا لهذا المقطع من الرواية وانتبهو لمعناه:
فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ نَزَلَ الْمَنْزِلَةَ الْكُبْرَى، فَعَايَنَ رَبَّهُ فِي قَلْبِهِ،
وَ وَرِثَ الْحِكْمَةَ بِـــغَـــيْـــرِ مَا وَرِثَهُ الْحُكَمَاءُ،
وَ وَرِثَ الْعِلْمَ بِـــغَـــيْـــرِ مَا وَرِثَهُ الْعُلَمَاءُ،
وَ وَرِثَ الصِّدْقَ بِـــغَـــيْـــرِ مَا وَرِثَهُ الصِّدِّيقُونَ،
إِنَّ الْحُكَمَاءَ وَرِثُوا الْحِكْمَةَ بِـــالـــصَّـــمْـــتِ،
وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرِثُوا الْعِلْمَ بِـــالـــطَّـــلَـــبِ،
وَ إِنَّ الصِّدِّيقِينَ وَرِثُوا الصِّدْقَ بِالْـــخُـــشُـــوعِ وَ طُـــولِ الْـــعِـــبَـــادَةِ….إنتهى
فالذي سيصل لمعرفة الأطباق السبعة ستبدء قوانين جديدة تسيره على طريق لم يسير عليه احد الا من عرف الأطباق السبعة ومن حينها فهو سـ
سيرث الحكمة بالكلام وليس بالصمت
وسيرث العلم من غير طلب
وسيرث الصدق ومرتبة الصديقين ليس بالخشوع وطول العبادة
ومن سيصل لهذه المرتبة أيضا أكثرهم على خطر
فالامام الصادق يقول:
فَمَنْ أَخَذَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ إِمَّا أَنْ يَسْفُلَ أَوْ يُرْفَعَ،
وَ أَكْـــثَـــرُهُـــمْ يَـــسْـــفُـــلُ وَ لَا يُـــرْفَـــعُ،
إِذْ لَـــمْ يَـــرْعَ حَـــقَّ اللَّهِ،
وَ لَـــمْ يَـــعْـــمَـــلْ بِـــمَـــا أُمِـــرَ بِـــهِ…إنتهى
إنتبه للسطر الأخير هنا ((وَ لَـــمْ يَـــعْـــمَـــلْ بِـــمَـــا أُمِـــرَ بِـــهِ)) إنتبهوا لهذه الكلمة ((بِـــمَـــا أُمِـــرَ بِـــهِ))
فمن سيورثونه الحكمة بالكلام
والعلم من غير طلب
ومرتبة الصديقين من غير اجتهاد بالعبادة
سيتم تكليفه بأمور عليه أن يؤديها وينفذها
فإن تقاعص عن تأديتها فبخل بالحكمة والعلم وما لمرتبة الصديقين التي أورثوها له من غير كد ولا تعب ولا جهد ومنعها من مستحقيها وطالبيها لأي سبب من الأسباب
فسيخسفون به الأرض وينزلونه لبخله وتقاعصه وخوفه وطمعه مرة أخرى لأسفل سافلين
إذا وصلت لهذه المنزلة التي سيتم تكليفك بها بإيصال رسالة أو بتأدية بعض الأمور فعليك أن تؤدي ما تم تكليفك به بدون زيادة أو نقصان وعليك ان تبلّغ الرسالة كاملة بدون خوف ولا تردد فالذي كلفك بها اولى بأن يعصمك من الناس
كلمة الله لم يعد لها قيمة بين الناس في هذا الزمان الا للقتل وإعلان الحرب ونشر الظلم
فلن تجد في الأسواق من يرعاها
ولن تجد في الحكومات من يرعاها
ولن تجد في الإعلام من يرعاها
ولن تجد في المدارس من يرعاها
ولن تجد في الجيوش من يرعاها
الأمر كان كذلك في جهنم الأرض منذ ما قبل إنزال أول نبي للناس فيها
ولا يزال هو حال الناس فيها حتى اليوم
وسيبقى هذا هو حالهم فيها ما دامت السماوات والأرض
وسيبقى هذا هو حالهم ما داموا لا يرون ويعتقدون ويؤمنون أن وجه الله مكنون ويحيط بهم وهو أقرب لهم من حبل الوريد
وسيبقى هذا هو حالهم ما داموا لم يعرفوا وجه الله حين ظهروا بينهم
وسيبقى هذا هو حالهم ما داموا لم يحبوا وجه الله الذين ظهروا بينهم أكثر من أنفسهم
وسيبقى هذا هو حالهم الى أن يعرفوا أن الذين يحبونهم أكثر من أنفسهم مكنونون بهم ويحيطون بهم وانهم اقرب لهم من حبل الوريد
فسيخافون حينها على رضاهم ومحبتهم ونظرتهم لهم ان هم ابتعدوا عن دين الله الحقيقي ونصروا دين الشيطان
فحينها سيعرفون أن من يحبونهم غير محتاجين لمن ينصرهم على غيرهم
فلا يوجد بالاساس من هو بعظمتهم أو من هو كفؤ لهم او حتى يقترب من أدنى أدنى أدنى مراتبهم الوجودية فينافسهم او ان يسلبهم حق من حقوقهم
فكيف لأحد من الخلق أن ينافسهم او ان يسلبهم حق من حقوقهم وهم من خلقهم الله وخلق الخلق بهم وجعل ايابهم اليهم وحسابهم عليهم
كل الأمم السابقة عرفت شجرة الحياة التي تحيط بكل إنسان
بل على معرفتها دارت القرون السابقة
وجاء الدور على أمة الإسلام أن تتعرف على شجرة الحياة بطريقة مميزة لم يسبقها اليها أحد
فإذا ذهبت إلى معارف الأمم السابقة عن شجرة الحياة ووصفهم لأوراقها ولأطباقها السبعة فإنك لن تجد بها إلا أوصاف لفعل أوراق وأفرع شجرة الحياة فقط ولن تجد بها أسماء
فشجرة الحياة مثلا في علوم الكابالا تشير لأسماء أوراق شجرة الحياة بالسفورات ويسمونها بصفاتها فقط، وبالشكل والترتيب التنازلي التالي :
أسماء السفروت بالتسلسل التنارلي:
كتير (Keter): اي التاج السماوي وهو يمثل ارادة المافوق–وعي.
خوشما (Chochma):
بيناه (Bina):
دات (Daat):
خسيد (Chesed):
دن (Din) :
تفيريت (Tif’ert) او رخميم
نيتزاخ (Necah):
هود (Hod):
يسود (Jesod): الاساس.
ملخوث (Malchut): الملكوت او المملكة الربانية.
مع ان هناك احدى عشر اسما الا ان القباليون يعتبرون “كتير” و“دات” هما حالتين لسفورة واحد
اذ ان الأول هو حالة الوعي
والثانية هي حالة اللاوعي.
وعليه يكون العدد الكلي للسفورات هو 10.
وفي الحضارة الهندية فإن اسماء الشاكرات تشير لصفات فعل تلك الشاكرات فقط وعندما تم ترجمة صفاتها او اسماء الشاكرات للعربي ترجموها ايضا بنفس الطريقة ، يعني اسماء الشاكرات تشير لصفات فعلها او مواقعها فقط وبالشكل التالي:
مولادارا // وهي الشاكرا الجذر أو القاعدة
سفاديستانا // وهي شاكرا العجز
مانيبورا // وهي شاكرا الظفيرة الشمسية
اناهاتا // وهي شاكرا القلب
فيشودا // وهي شاكرا الحنجرة
اجنا // وهي شاكرا الحاجب أو العين الثالثة
ساهاسرارا // وهي شاكرا التاج (قمة الرأس; نقطة لينة لحديثي الولادة)
في هذه الحالة فإن عمليات التأمل لا يمكن وصفها أنها مناجاة ،، لأنهم لا يتعاملون مع أوراق شجرة الحياة أو شجرة الروح على اساس انها تفهم وتسمع وتعقل وتتفاعل مع الإنسان
وغاية ما يفعلونه أنهم يصمتون ويهدؤوا أفكارهم حتى يصلوا لنقطة الصمت المطلقة
بينما مع روايات أهل البيت يختلف الوضع نهائيا حين تريد أن تجلس جلسة التأمل
وهي بالاساس لن يعود إسمها جلسة تأمل ، بل جلسة مناجاة
فأنت تناجي بها جذع وفروع وأوراق شجرة الحياة بأسمائهم وليس بصفاتهم
فمثلا عندما تقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها
فإنك عندما تناجي من هو يسارك خوشما (Chochma) أو الحكمة فإنك لن تناجي مثلهم من هو مجهول بالنسبة لهم
بل ستناجي مدينة الحكمة نفسه ومن هو احب إليك من نفسك وهو محمد صلى الله عليه وآله
وحينما تتوجه ليمينك بيناه (Bina) أو الفهم لتناجيه فإنك أيضا لن تناجي مجهول كما هو بالنسبة لهم، بل ستناجي باب مدينة الحكمة أمير المؤمنين وامام المتقين
وحينما ستناجي شاكرا التاج او كتير فإنك ستناجي فاطمة الزهراء نور السماوات والارض
وحينما تتوجه لدائت او ألف لام ميم الكتاب فإنك لن تتوجه لمجهول لا تعرفه كما يفعلون، بل ستتوجه للحجة الغائب الذي تنتظر ظهوره بكل شوق ، فتناجيه حينها من كل قلبك وترجوه ان يظهر وتستعجل ظهوره فبظهوره فرجك وفرجنا جميعا
وحينما تذهب للقلب وتناجيه فانك ستناجي من له حرارة في قلوب المؤمنين وله في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة
يعني ستناجي سيد الشهداء وابي الأحرار الامام الحسين
وهكذا عندما ستناجي عيني قلبك اللتان لم تنفتحا بعد فإنك ستناجي حينها ربما السجاد والباقر عليهما السلام
وهكذا ستبدأ تناجي جميع الإئمة عليهم السلام واحدا بعد الآخر وستزورهم في بيوتهم ومنازلهم التي طويتها في عالمك الأصغر وطووك في وجودهم الأكبر
إن المتأملين يصمتون ليسمعوا منهم همسة
ونادرا ما يسمعونها
بينما المناجين يناجونهم ليُسْمِعُوهُم صوت حبهم وموالاتهم وطاعتهم
”بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي،
إن ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ // فارفعوا لي ذِكْرِي
وَإن أسْماؤُكُمْ فِي الاَسماء // فاجعلوا اسمي مقرونا بأسمائكم
وَإنّ أَجْسادُكُمْ فِي الاَجْسادِ // فضعوا عنّي وزري الذي أنقض ظهري
وَإن أَرْواحُكُمْ فِي الارْواحِ // فاشرحوا لي صدري بحبكم والتعلق بكم
وَإنّ أَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ // فطهروا قلبي ليكون لكم بيتا تصلون به
وَآثارُكُمْ فِي الاثارِ// فجمّلوا أثاري بين أهل الأرض وأهل السماء
وَقُبُورُكُمْ فِي القُبُورِ //فافرشوا بزهور موالاتكم قبري
فحينها فقط سأرفع رأسي وأقول:
ما أَحْلى أَسْمي
وَأَكْرَمَ أَنْفُسي
وَأَعْظَمَ شَأْنَي
وَأجَلَّ خَطَرَي
وَأَوْفى عَهْدي
وَأَصْدَقَ وَعْدي
لأن كل ذلك يعود بالآصالة لكم
ولا فضل لي في كل ذلك
فَما أَحْلى أَسْمائكُمْ وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ وَأجَلَّ خَطَرَكُمْ وَأَوْفى عَهْدَكُمْ وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ
استقم قدر استطاعتك على هذه الطريقة وهذ المناجاة الخفية مع أوراق شجرة الحياة الذين يحيطون بك دائما وأبدا ، بجلسة مناجاة أو حتى بدونها حين تكون في الباص او في السوق أو وأنت تغسلين الصحون وتطبخين الغداء
وسيبدء الف لام ميم الكتاب يسقيك من علمه الكثير ،،
عندما تبدء تناجي أوراق شجرة الحياة فإنهم سيبدؤون بالطواف من حولك
سيجعلونك كعبتهم ويبدؤون بالطواف والدوران من حولك
وعملية دورانهم من حولك سيكون اثرها كاثر دوران طاحونة الهواء التي بحركتها ودورانها تخرج الماء الزلال من البئر العميقة جدا
أركان نجمتي الميركابا هم أوراق شجرة الحياة
ان لم تستقم على الطريقة ولم تلتفت لها بقيت النجمتان معطلتان من حولاك ولا يدوران وبالتالي ستبقى انت بئرا معطلة
لكن بمجرد ما تبدأن بالحركة من حولك سيبدء الماء بالصعود شيئا فشيئا من أعمق أعماق وجودك لأعلاه ،،
من أول أرض لسابعها ومن أدنى سماء لأعلاها
وحين يلج تيار الماء الغدقا في سم الخياط الموجود في سقف سمائك العليا ستنفتح معها شاكرا التاج وتتفتح معك الزهرة ذات الألف بتلة وتتصل بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
وأفضل الأوقات التي يمكنك أن تستشعر بها طعم الماء الغدقا النابع لك منك هي حينما تكون في الصلاة
ج– ذكرتني بالصلاة سأستأذن منك دقائق
.
.
من هنا بدأت حوارية حول لماذا أصلي وماذا انتظر من الصلاة
وإيرادها هنا سيجعل هذا الحديث طويل فنكتفي بما قلناه حتى الأن ونترك الحوار لوقت آخر وربما سنورده في المقال المكتوب ان شاء الله
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين