*208* المعنى ومعانيه

  • Creator
    Topic
  • #2286
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    المعنى ومعانيه
    بسم الله الرحمن الرحيم
                 والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
                 محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
                 
                 اللهم صلي على محمد وآل محمد
                 
                 ربي اشرح لي صدري
                 وضع عني وزري
                 الذي انقض ظهري
                 
                 وارفع لي ذكري
                 واجعلي لي من بعد العسر يسرا
                 واجعل لي من بعد العسر يسرا
                 
                 السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين الكرام ورحمة الله وبركاته
    المَـــعْـــنَـــى ومَـــعَـــانِيه
    اليوم سنكمل إن شاء الله حديثنا السابق عن المعرفة وأركانها التسعة من حديث الامام الصادق عليه السلام مع جابر الجعفي رضوان الله عليه والذي قال فيه:
         
                 (((قَالَ جَابِرٌ
                 قُلْتُ يَا سَيِّدِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِكُمْ
                 وَ أَلْهَمَنِي فَضْلَكُمْ
                      وَوَفَّقَنِي لِشِيعَتِكُمْ
                 وَ مُوَالاةِ مَوَالِيكُمْ
                 وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكُمْ
                  فَقَالَ يَا جَابِرُ: أَ تَدْرِي مَا الْمَعْرِفَةُ
                 قُلْتُ: لَا أَدْرِي
                 قَالَ:
                 إِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ، أَوَّلًا،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِي، ثَانِياً،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَبْوَابِ ثَالِثاً،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَيْـــتَـــامِ رَابِعاً،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّقَبَاءِ خَامِساً،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّجَبَاءِ سَادِساً،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْتَصِّينَ سَابِعاً،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْلَصِينَ ثَامِناً،
                 ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُمْتَحَنِينَ تَاسِعاً،
                 وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
                 قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً
                 وَ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ ،،،،، الْآيَةَ.
                  يَا جَابِرُ
                 مَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِ
                 مَـــعْـــرِفَـــةِ مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ،
                 قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَفَّقَنِي عَلَى إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ
                 (((قال: أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ)))
          فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
                 الَّذِي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
                 وَ هُوَ غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ
          كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ
                 وَ أَمَّا الْمَعَانِي فَـــنَـــحْـــنُ مَـــعَـــانِـــيـــهِ
                 وَ ظَـــاهِـــرُهُ فِـــيـــنَـــا
                 اخْـــتَـــارَنَـــا مِـــنْ نُـــورِ ذَاتِـــهِ
                 وَ فَـــوَّضَ إِلَـــيْـــنَـــا أَمْـــرَ عِـــبَـــادِهِ
                 فَنَحْنُ نَفْعَلُ بِإِذْنِهِ مَا نَشَاءُ
                 وَ نَحْنُ لَا نَشَاءُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ  
          وَ إِذَا أَرَدْنَا أَرَادَ اللَّهُ…………….. إنتهى النقل
    في حديثنا السابق أختصرنا الكلام عن المعنى ومعانيه بشكل كبير جدا على أمل أن نفرد له حديث خاص به
    واليوم سنتكلم عن المعنى والمعاني بما سييسره المعنى ومعانيه لنا إن شاء الله
    وبتعبير آخر فإننا سنتكلم اليوم عن التوحيد تبعا لما قال الامام الصادق في هذه الرواية حين قال:
                  يَا جَابِرُ
                 مَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِ
                 مَـــعْـــرِفَـــةِ مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ،
          و (((قال: أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ)))
    فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
    فإنّه قد انتهى بنا
    الى أن معرفة مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ هو امر ممكن
    رغم أن المعنى
    لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
    وَ أيضا رغم أنه
    غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ
    فالمعرفة ممكنة
    وإلّا لم يكن ليعنونها صلوات الله وسلامه عليه بــ:
    ((أنّ مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ هِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ))
    والسؤال هنا هو:
    كيف يمكن معرفة من هو غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ ولا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ؟
    والجواب هنا هو:
    إمّا أن تعرفه بنفسه
    أو أن تعرفه بمعانيه
    فمعانيه هم ظهوراته
    والباطن والظاهر هنا المقصود منهما هو:
    العلة والمعلول.
    ومعنى المعاني هنا
    هو نفسه علة العلل .
    فكل ظاهر هو معلول لمجرد ظهوره
    ولا بد أن تكون له علّة باطنة أظهرته
    فيكون المعنى هو باطن ظهوراته
    لا نريد أن ندخل هنا في معمعة العلل والمعلولات
    بقدر ما نريد الإشارة إلى سبب البحث والكلام في هذا الأمر
    واختصارا لبيان السبب نقول ان من يتكلم عن هذا الأمر ويصفه
    يريد أن يفهم كيف تتم عملية الخلق
    أو كيف تتم عملية كن فيكون فيخرج المعلوم من حد المعلوم المكنون لحد العلم التفصيلي
    وبمعنى أوضح يريد ان يفهم
    كيف تتم عملية تحويل العلم الإجمالي المكنون في العقل الكلي
    لعلم ظاهر محسوس وتفصيلي بواسطة العقول الجزئية
    ويمكننا القول هنا أننا نتكلم كذلك عن العلم في:
    1- حالته الاجمالية المكنونة في العقل الكلي كعلم واحد إجمالي
    2- وعن العلم في حالته التفصيلية الظاهرة
    أو المبروئة بالعقول الجزئية كعلم تفصيلي
    فأمر العلم الكلي بالنسبة للعقل الكلي
    يشبه
    أمر العلم الجزئي بالنسبة للعقل الجزئي
    فأنت كإنسان تحتوي  في عقلك جميع العلوم التي جمعتها في حياتك على مراحل،
    وأقول في عقلك وليس في دماغك
    فالعقل غير الدماغ
    وعندما ستشاء أن تتكلم أو أن تتخيل أو أن تفعل
    فإنّك ستشاء أن تتكلم وتتخيل وتفعل
    فقط من بين تلك الحروف والكلمات والصور والحركات والمفاهيم العقلية
    التي تعرفها وتخزنها في عقلك
    أما تلك التي لا تعرفها
    أو التي تعرفها ولا تتذكرها
    فلن تستطيع ان تخرجها من حالة المكون الإجمالي الواحد
    لحالة الظهور التفصيلي.
    وبتعبير قرأني لن يمكنك أن تبرأها.
    فأنت ما لا تعلم به أو لا تتذكره
    لا يمكنك أن تشائه من الأساس
    .
    فـكيف سيمكنك أن تبدّل نطقا و تصورا و فعلا  حال
    العلم الإجمالي الذي تريد أن تتجلى به لنفسك او لغيرك
    من حالة كونه علم واحد اجمالي مخزون او مكنون في عقلك
    فتجعله علم تفصيلي ظاهر لنفسك وغيرك؟
    إذا أردت أن تفهم من خلال كلمات أهل البيت عليهم السلام كيف بدء الخلق وكيف تتم عملية الخلق فيجب عليك أولا وقبل كل شيء ان تُخرج من المعادلة صورة عالم المادة الذي تم تعليمنا اياه في المدرسة
    وتدخل بفكرك وعقلك في العالم العقلي أو النوراني أو الكلماتي
    والذي كان هو العنوان الأول والأخير الذي كانوا صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين يتحدثون عنه دائما بألفاظ وعناوين مختلفة
    وكلها لا علاقة لها لا بالمادة ولا بعالم المادة كما نفهمها ونفهمه
    فاصل العالم في كلامهم هو أنّه
    عقل كلي له رؤوس بعدد الخلائق
    وأصله هو أنّه
    كلمة تامة على أربعة أسماء
    ثلاثة منها ظاهرة وواحد مكنون بهم
    وأصله أنّ
    السماوات والأرض أزهرت من نور فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها
    واصله  
    نور ظلّي قسمه لأظلة
    وأصله
    نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاَزَلِ، فَتَلُوحُ عَلَی‌ هَيَاكِلِ التَّوْحِيدِ آثَارُهُ
    وأصله الحروف
    وأصله الروح
    وووو
    واجمالا توجد العشرات من الروايات تتكلم عن بدء عملية الخلق
    وكلها تكلمت فقط عن معاني عقلية أو كلماتية أو نورانية أو أسمائية
    ومنها الرواية التالية والتي تكلم بها الإمام الرضا عليه السلام وبشكل تفصيلي عن المعنى ومعانيه
    وهنا سنقرء بعضها فقط و ستجدون بقيتها في المقال المكتوب:
    قَالَ الرِّضَا ع
    إِنَّ اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ
    فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ
    لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا
    وَ لَا مُحْكَماً وَ لَا مُتَشَابِهاً
    وَ لَا مَذْكُوراً وَ لَا مَنْسِيّاً
    وَ لَا شَيْئاً يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَهُ
    وَ لَا مِنْ وَقْتٍ كَانَ وَ لَا إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ
    وَ لَا بِشَيْ‏ءٍ قَامَ وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ يَقُومُ
    وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ اسْتَنَدَ وَ لَا فِي شَيْ‏ءٍ اسْتَكَنَّ
    وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ الْخَلْقِ
    إِذْ لَا شَيْ‏ءَ غَيْرُهُ
    وَ مَا أُوقِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُلِّ
    فَهِيَ صِفَاتٌ مُحْدَثَةٌ
    وَ تَرْجَمَةٌ يَفْهَمُ بِهَا مَنْ فَهِمَ.
    وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ
    مَعْنَاهَا وَاحِدٌ
    وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ
    (((والمعنى هنا هو نفسه اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا)))
    (((لا بد لنا هنا من أن نربط ما بين هذا المقطع من هذه الرواية عن الامام الرضا والمقطع التالي من رواية الإسم المخلوق والكلمة التامة والإسم المكنون للامام الصادق عليهما السلام
    وهو هذا المقطع:
    فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَآءٍ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إلَيْهَا، وَ حَجَبَ مِنْهَا وَاحِدًا، وَ هُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ بِهَذِهِ الاسْمَآءُ الَّتِي‌ ظَهَرَتْ، فَالظَّاهِرُ مِنْهَا هُوَ الله وتبارك وسبحان
    فالْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ في رواية الإمام الرضا
    هي نفسها الأسماء الثلاثة في رواية الإمام الصادق
    لكن هذه الأسماء الثلاثة أسماء من؟
    بتعبير الامام الرضا هي أسماء ثلاثة ((معناها الواحد))  
    وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَالْإِرَادَةَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ
    وبتعبير رواية الاسم المكنون للإمام الصادق فإن هذه الأسماء الثلاثة هي أسماء الإسم المكنون بها ثلاثتها)))
    نعود مرة أخرة لرواية الامام الرضى
    وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ
    مَعْنَاهَا وَاحِدٌ
    وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ
    وَ كَانَ أَوَّلُ إِبْدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيَّتِهِ
    الْحُرُوفَ الَّتِي جَعَلَهَا أَصْلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ
    وَ دَلِيلًا عَلَى كُلِ‏ مُدْرَكٍ
    وَ فَاصِلًا لِكُلِّ مُشْكِلٍ
    وَ تِلْكَ الْحُرُوفُ تَفْرِيقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ
    مِنِ اسْمِ حَقٍّ وَ بَاطِلٍ
    أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَفْعُولٍ
    أَوْ مَعْنًى أَوْ غَيْرِ مَعْنًى
    وَ عَلَيْهَا اجْتَمَعَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَا
    وَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْحُرُوفِ فِي إِبْدَاعِهِ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا يَتَنَاهَى
    وَ لَا وُجُودَ لَهَا
    لِأَنَّهَا مُبْدَعَةٌ بِالْإِبْدَاعِ
    وَ النُّورُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
    أَوَّلُ فِعْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ
    نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (((إنتبهوا هنا أنه يوجد نورين الأول هو النور الفاعل والثاني هو أوّل فعله
    فهو نور وفعله أو مفعوله نور
    ففعله نور من نوره
    وَ الْحُرُوفُ
    هِيَ الْمَفْعُولُ
    بِذَلِكَ الْفِعْلِ
    وَ هِيَ الْحُرُوفُ الَّتِي عَلَيْهَا الْكَلَامُ وَ الْعِبَارَاتُ
    كُلُّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
    عَلَّمَهَا خَلْقَهُ
    وَ هِيَ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرْفاً
    فَمِنْهَا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً
    تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ الْعَرَبِيَّةِ
    وَ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ
    اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً  تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ السُّرْيَانِيَّةِ وَ الْعِبْرَانِيَّةِ
    وَ مِنْهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ
    مُتَحَرِّفَةٍ فِي سَائِرِ اللُّغَاتِ مِنَ الْعَجَمِ لِأَقَالِيمِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا
    وَ هِيَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ تَحَرَّفَتْ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ الْحَرْفَ مِنَ اللُّغَاتِ
    فَصَارَتِ الْحُرُوفُ ثَلَاثَةً وَ ثَلَاثِينَ حَرْفاً
    فَأَمَّا الْخَمْسَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فَبِحُجَجٍ  
    لَا يَجُوزُ ذِكْرُهَا أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ
    ثُمَّ جَعَلَ الْحُرُوفَ بَعْدَ إِحْصَائِهَا وَ إِحْكَامِ عِدَّتِهَا فِعْلًا مِنْهُ
    كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- كُنْ فَيَكُونُ
    وَ كُنْ مِنْهُ صُنْعٌ
    وَ مَا يَكُونُ بِهِ الْمَصْنُوعُ
    فَالْخَلْقُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِبْدَاعُ
    لَا وَزْنَ لَهُ
    وَ لَا حَرَكَةَ
    وَ لَا سَمْعَ
    وَ لَا لَوْنَ
    وَ لَا حِسَّ
    وَ الْخَلْقُ الثَّانِي
    الْحُرُوفُ
    لَا وَزْنَ لَهَا
    وَ لَا لَوْنَ
    وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ
    مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَا
    وَ الْخَلْقُ الثَّالِثُ
    مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ
    وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَابِقٌ لِلْإِبْدَاعِ
    لِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْ‏ءٌ
    وَ لَا كَانَ مَعَهُ شَيْ‏ءٌ
    وَ الْإِبْدَاعُ سَابِقٌ لِلْحُرُوفِ
    وَ الْحُرُوفُ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا
    قَالَ الْمَأْمُونُ وَ كَيْفَ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا؟
    قَالَ الرِّضَا ع: لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يَجْمَعُ مِنْهَا شَيْئاً لِغَيْرِ مَعْنًى أَبَداً
    فَإِذَا أَلَّفَ مِنْهَا أَحْرُفاً أَرْبَعَةً أَوْ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ
    لَمْ يُؤَلِّفْهَا لِغَيْرِ مَعْنًى
    وَ لَمْ يَكُ إِلَّا لِمَعْنًى مُحْدَثٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئاً
    قَالَ عِمْرَانُ:
    فَكَيْفَ لَنَا بِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ؟
    قَالَ الرِّضَا ع:
    أَمَّا الْمَعْرِفَةُ فَوَجْهُ ذَلِكَ وَ بَابُهُ أَنَّكَ تَذْكُرُ الْحُرُوفَ
    إِذَا لَمْ تُرِدْ بِهَا غَيْرَ أَنْفُسِهَا ذَكَرْتَهَا فَرْداً فَقُلْتَ أ ب ت ث ج ح خ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِرِهَا فَلَمْ تَجِدْ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا
    فَإِذَا أَلَّفْتَهَا وَ جَمَعْتَ مِنْهَا أَحْرُفاً وَ جَعَلْتَهَا اسْماً
    وَ صِفَةً
    لِمَعْنَى مَا طَلَبْتَ
    وَ وَجْهِ مَا عَنَيْتَ
    كَانَتْ دَلِيلَةً عَلَى مَعَانِيهَا
    دَاعِيَةً إِلَى الْمَوْصُوفِ بِهَا
    أَ فَهِمْتَ؟…………..إنتهى
    هذا الحديث من الأمام الرضا عليه السلام كما في بثية حديثهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يريد أن يقول لنا اذا أردتم أن تفهموا حقيقتكم وحقيقة عالمكم فيجب عليكم أن تهجروا بفكركم وتفكركم العالم المادي الذي تعيشونه بجوارحكم
    وتدخلوا أيضا بفكركم وتفكركم في العالم العقلي
    لأن أساس هذا العالم كله
    وخلقه الاول الذي خلقه وخلق منه بعد ذلك كل شيء
    هو الحروف التي لَا وَزْنَ لَها وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّ
    والتي منها خلق الْخَلْقُ الثَّانِي وهو
    الْحُرُوفُ التي لَا وَزْنَ لَهَا وَ لَا لَوْنَ وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَا
    ومن هذا الخلق الثاني خلق الْخَلْقُ الثَّالِثُ
    وهو مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ
    فهذا العالم الذي نعيش به الآن أو حتى الذي سنعيش به ونعايش أحداثه في أي مرحلة لاحقة من مراحل وجودنا هو عالم عقلي كلماتي حرفي
    فكيف يقوم العقل الكلي
    او كيف يقوم نور السماوات والأرض
    أو كيف يقوم الإسم المكنون
    بتحويل نوره الأول
    او فعله الأول
    والذي هو نفسه
    الحروف التي لَا وَزْنَ لَها وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّ
    ويصل بها لأن يكوّن منها أخيرا كل مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ
    لنتصور ذلك سنتصور أن العلم الاجمالي او العقل الكلي هو عبارة نقطة سوداء كبيرة جدا جدا جدا تحوي علم كل ما كان ويكون وسيكون في هذا الوجود بكل تفاصيله
    ولكي نميز في حديثنا هذه النقطة السوداء الكبيرة جدا جدا جدا والتي بها علم كل ما كان ويكون وسيكون
    فإننا سنطلق عليها إسم الثقب الأسود
    فالثقب الأسود في كلامنا هو نفسه العقل الكلي الذي يحوي العِـلْمَ كله
    وله رؤوس بعدد الخلائق ،،
    فالعقول الجزئية هي أيضا جزء من علمه وليست شيء آخر غيره
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • Author
    Replies
  • #2287
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    نأتي الآن لك أنت كعقل جزئي
    لنتخيل علاقتك التكوينية بهذا الثقب الأسود الكبير
    وكونك عقل جزئي واحد من عقوله الجزئية كلها
    وما سينطبق عليك من الوصف
    سينطبق على جميع العقول الجزئية الأخرى
    هنا يأتي دور الإسم المكنون
    فهو دائما وأبدا هو نفسه نقطة الوصل ما بين جميع العقول الجزئية والعقل الكلي
    يعني لو تخيلنا الثقب الأسود أو النقطة السوداء الكبيرة جدا جدا جدا
    كأنه بالون مظلم كبير
    فإن كل نقطة من النقاط الموجودة في حّيز هذا البالون المظلم الكبير تُعتبر عقل جزئي متصل بالعقل الكلي او الحقل المعلوماتي الكوني
    فهذه النقطة
    هي النافذة التي من خلالها سيتم تبادل المعلومات أخذا وعطاءا بين العقل الجزئي و العقل الكلي
    وبنفس الوقت ستكون العين التي سترى تلك المعلومات حضوريا
    لكن كيف تتم عملية التبادل وما هي الأدوات؟
    تخيل وجود غشاء غير مرأي يفصل ما بين
    الثقب الأسود الكبير والذي هو عالم الوحدة  
    وبين عالم الظهور والذي هو عالم الكثرة
    فإن كل ما هو موجود وظاهر بعالم الكثرة من حولنا كعقول جزئية من العلم
    هو كان
    ولا يزال
    وسيبقى
    موجود في عالم الوحدة بحالته الإجمالية
    حتى وإن عبرت بعض تفاصيله عبر النقطة الموجودة على هذا الغشاء الغير مرئي
    مثل ما يحدث اليوم في الانترنت والسيرفرات الاساسية الموصولة بشبكة الانترنت
    فالجميع في كل انحاء العالم متصل بشبكة الانترنت اليوم
    والجميع يستطيع يأخذ من شبكة الانترنت نفس العلم
    ومع ذلك فإن العلم المخزون في السيرفرات الاصلية لشبكة الانترنت لا ينقص منه شيئا مهما أخذ منه المتصلون ومهما كان عددهم
    وبنفس الطريقة فإن كل العقول الجزئية متصلة بهذا العقل الكلي أيضا
    وطريقها للإتصال به دائما
    هو نفسه نفس النقطة  
    لماذا هو نفسه نفس النقطة وليس غيره؟
    لأن النقطة هو ليس غير العقل الكلي
    بل هو نفسه
    لكن يمكن وصفه بأنه نافذة جزئية للعقل الكلي يرى بها الصور والاحتمالات المختلفة
    فلو كان عندك كرة مجوفة
    ووسطها مصباح
    وبها مليون ثقب
    وأمام كل ثقب توجد مرآة
    فإن النور الصادر من المصباح وسط الكرة
    سيخرج من الأثقاب المليون وينعكس من على كل مرآة من المرايا المليون
    بصورة تختلف عن المرايا الأخرى ولو جزئيا
    لأن كل مرآة منها ستعكس الصورة من زاوية مختلفة عن بقية المرايا
    فمثل الإسم المكنون بالنسبة للعقل الكلي
    هو نفسه
    مثل الاثقاب بالنسبة لهذه الكرة ذات المليون ثقب ،،
    أو نفس الأثقاب المذكورة في رواية الصور
    رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَ الْأَرْضِ …….إنتهى النقل
    فالإسم المكنون هو نفسه نفس العقل الكلي وليس غيره
    مع فرق تقني بسيط وهو
    أن العقل الكلي أو المشيئة الأولى
    هو العين التي يرى بها صاحب المشيئة كل الإحتمالات كصورة واحدة إجمالية  بها تفاصيل كل الاحتمالات
    أمّا الإسم المكنون فهو العين التي يرى من خلالها صور جميع الاحتمالات المنعكسة له من على المرايا المختلفة
    لكن كل صورة منها يراها على حدة بمعزل عن الأخريات
    يمكننا التعبير عن علاقة العقل الكلي بالاسم المكنون بأنّ
    العقل الكلّي هو
    عين الله الناظرة لكل شيء بنظرة واحدة
    يرى بها كل ما كان ويكون وسيكون
    وهذا العين الكلية الناظرة
    له عيون ناظرة بعدد الخلائق
    أو أسماء مكنونة بعدد الخلائق
    اذا لم تستطع أن تتخيل الصورة التي وصفتها حتى الآن فالافضل ان ترجع وتعيد الاستماع او قرائة ما كتبته حتى الآن مرة أخرى لكن مع التركيز قبل أن تكمل باقي هذا الحديث
    نأتي لبيان علاقة الإسم المكنون بالعقل الجزئي والذي كل عقل جزئي منها يتكون من ثلاثة أسماء
    والاسم المكنون مكنون بهم ثلاثتهم
    سنحاول في البداية بيان أو وصف صورة عقل جزئي واحد منها
    وبعد ذلك سنحاول أن نصف صورتها جميعها مع بعضها البعض
    صورة العقل الجزئي أو الأسماء الثلاثة هي نفسها صورة الميركابا التي تتكون من نجمتين وداخل النجمتان ووسطهما يوجد الشكل الذي له اربعة عشر وجه
    هذا الشكل ذو الاربعة عشر وجه الموجود وسط الميركابا يدعونه
    بيت الله
    أو بيت الواحد المخفي
    أو بيت الاسم المكنون
    وبالتعبير القرأني إسمه
    كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
    أمّا الإسم المكنون أو الواحد المخفي فإسمه بالتعبير القرآني هو:
    قُرْآنٌ كَرِيمٌ
    و حسب التعبير القرآني فستكون العلاقة التي تجمع ما بين الإسم المكنون وبيته هي:
    إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
    لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ
    تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
    فكل عقل جزئي يتكون من نجمتان وكتاب مكنون وسطهما وقرآن كريم أو اسم مكنون مكنون وسطهم جميعهم
    فكل عقل جزئي هو يتكون من اسماء ثلاثة
    والاسم المكنون مكنون بهم ثلاثتهم
    وهو رابعهم
    كل عقل جزئي شكله مثل الميركابا وله ثمانية اركان وتحيطه الروح من كل جهة من باطنه وخارجه
    عندما تجمع جميع العقول الجزئية بجانب بعضها البعض بحيث تكوّن جميعها كتلة واحدة سيكون شكل العقل الكلي ايضا مثل الميركابا التي وسطها ايضا بيت الاسم المكنون وفي هذا المقام فإن بيت الاسم المكنون سيكون هو العين التي ترى كل شيء
    قبل قليل ضربنا مثل سنحاول أن نستفيد منه مرة أخرى لفهم دمر الميركابا في هذه العملية وما هي الميركابا في هذه العملية
    قبل قليل شبّهنا الثقب الأسود او العقل الكلي
    بإنه يشبه الكرة الكبيرة التي يوجد وسطها مصباح منير
    ويوجد في هذه الكرة مليون ثقب أو عين
    وأمام كل ثقب أو عين منها توجد مرآة تعكس لها صورة النور الذي وصل لها
    دور الميركابا بالنسبة للعقل الكلي
    هو نفسه دور هذه المرايا بالنسبة للكرة والأثقاب او العيون الجزئية في هذا المثل
    فالميركابا او المرآة التي تحيط بي لا تختلف عن الميركابا أو المرآة التي تحيط بك او بأي مخلوق آخر
    فالمرآة دائما هي نفسها المرآة مهما اختلفت أنواع المخلوقات وصورها
    ولكي نربط الصورة التي وصفناها هنا بحديث أهل البيت عليهم السلام فسنربطها بحديث الحقيقة لأمير المؤمنين عليه السلام مع كميل رضوان الله عليه والذي يقول:
    سأل كميل بن زياد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه فقال:
    مَا الحَقِيقَةُ؟
    قَالَ: مَا لَكَ وَالحَقِيقَةَ؟
    قَالَ: أَوَ لَسْتُ صَاحِبَ سِرِّكَ؟
    قَالَ: بَلَي‌، وَلَكِنْ يَرْشَحُ عَلَیكَ مَا يَطْفَحُ مِنِّي‌
    قَالَ: أَوَ مِثْلُكَ يُخَيِّبُ سَائِلاً؟
    قَالَ: الحَقِيقَةُ كَشْفُ سُبُحَاتِ الجَلاَلِ مِنْ غَيْرِ إشَارَةٍ
    قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
    قَالَ: مَحْوُ المَوْهُومِ مَعَ صَحْوِ المَعْلُومِ
    قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
    قَالَ: هَتْكُ السِّتْرِ لِغَلَبَةِ السِّرِّ
    قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
    قَالَ: جَذْبُ الاَحَدِيَّةِ بِصِفَةِ التَّوْحِيدِ
    قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
    قَالَ: نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاَزَلِ ، فَتَلُوحُ عَلَی‌ هَيَاكِلِ التَّوحِيدِ آثَارُهُ
    قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
    قَالَ: أَطْفِ السِّرَاجَ فَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ ………..إنتهى
    فالحقيقة حسب المثل الذي ضربناه
    هي أنه لا يوجد سوى العقل الكلّي
    ونوره
    والمرايا
    التي تعكس له صور نوره
    والحقيقة حسب كلام أمير المؤمنين في الرواية السابقة
    هي أنه لا يوجد سوى صبح الأزل
    ونوره
    وهياكل التوحيد
    والآثار التي تلوح عليها
    فهياكل التوحيد
    هي نفسها الميركابا
    وهي نفسها المرايا
    وهي نفسها نفس المرآة دائما وأبدا
    وهي نفسها الأسماء الثلاثة الظاهرة لفاقة الخلق لها
    وهم نفسهم المعاني التي قال الحجة عليه وعلى آبائه السلام أن ربهم صنعها وبهم صنع كل الخلق
    وهذا المعنى من أنهم صنائع ربهم والخلق من بعد صنائعهم ورد في نفس حديثه صلوات الله وسلامه عليه الذي قال به
    لَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَ تَعْدِلُوا إِلَى الشِّمَال‏
    والذي تحدثنا عنه سابقا،
    وستجدون الرواية كاملة في المقال المكتوب
    لكن هنا سأقرء فقط المعنى المطلوب منها هنا:
    عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَيَادِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَرْفَعُهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ قَالَ:
    تَشَاجَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ الْقَزْوِينِيُّ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْخَلَفِ فَذَكَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ ع مَضَى وَ لَا خَلَفَ لَهُ
    ثُمَّ إِنَّهُمْ كَتَبُوا فِي ذَلِكَ كِتَاباً إِلَى النَّاحِيَةِ وَ أَعْلَمُوهُ مَا تَشَاجَرُوا فِيهِ فَوَرَدَ جَوَابُ كِتَابِهِمْ بِخَطِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَافَانَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الضَّلَالِ وَ الْفِتَنِ
    وَ وَهَبَ لَنَا وَ لَكُمْ رُوحَ الْيَقِينِ
    وَ أَجَارَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ
    إِنَّهُ أُنْهِيَ إِلَيْنَا ارْتِيَابُ جَمَاعَةٍ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ‏
    وَ مَا دَخَلَهُمْ مِنَ الشَّكِّ وَ الْحَيْرَةِ فِي وُلَاةِ أُمُورِكُمْ
    فَغَمَّنَا ذَلِكَ لَكُمْ لَا لَنَا
    وَ سَاءَنَا فِيكُمْ لَا فِينَا
    لِأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَلَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى غَيْرِهِ
    وَ الْحَقُّ مَعَنَا فَلَمْ يُوحِشْنَا مَنْ قَعَدَ عَنَّا
    وَ نَحْنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا وَ الْخَلْقُ بَعْدُ صَنَائِعُنَا
    يَا هَؤُلَاءِ مَا لَكُمْ فِي الرَّيْبِ تَتَرَدَّدُونَ فِي الْحَيْرَةِ تَنْعَكِثُونَ
    أَ وَ لَمْ يَكْفِكُمْ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ أَمَرَ بِطَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ
    يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
    أَ وَ مَا عَلِمْتُمْ مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ مِمَّا يَكُونُ وَ يَحْدُثُ فِي أَئِمَّتِكُمْ عَلَى الْمَاضِي وَ الْبَاقِي مِنْهُمُ السَّلَامُ
    أَ وَ مَا رَأَيْتُمْ كَيْفَ جَعَلَ اللَّهُ فِيكُمْ مَعَاقِلَ تَأْوُونَ إِلَيْهَا وَ أَعْلَاماً تَهْتَدُونَ بِهَا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ ظَهَرَ الْمَاضِي ع
    كُلَّمَا غَابَ عِلْمٌ بَدَا عِلْمٌ
    وَ كُلَّمَا أَفَلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ
    فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَبْطَلَ دِينَهُ وَ قَطَعَ السَّبَبَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ
    كَلَّا
    مَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَا يَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَ يَظْهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كَارِهُونَ
    وَ إِنَّ الْمَاضِيَ ع مَضَى سَعِيداً فَقِيداً عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ
    وَ فِينَا وَصِيَّتُهُ وَ عِلْمُهُ
    وَ مِنْهُ خَلَفُهُ وَ مَنْ يَسُدُّ مَسَدَّهُ
    لَا يُنَازِعُنَا مَوْضِعَهُ إِلَّا ظَالِمٌ آثِمٌ
    وَ لَا يَدَّعِيهِ دُونَنَا إِلَّا جَاحِدٌ كَافِرٌ
    وَ لَوْ لَا أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ لَا يُغْلَبُ
    وَ سِرَّهُ لَا يُظْهَرُ وَ لَا يُعْكَسُ
    لَظَهَرَ لَكُمْ مِنْ حَقِّنَا مَا تَبْتَز ((تَبْهَر)) مِنْهُ عُقُولُكُمْ
    وَ يُزِيلُ شُكُوكَكُمْ
    لَكِنَّهُ‏ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ
    فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ سَلِّمُوا لَنَا وَ رُدُّوا الْأَمْرَ إِلَيْنَا
    فَعَلَيْنَا الْإِصْدَارُ كَمَا كَانَ مِنَّا الْإِيرَادُ
    وَ لَا تُحَاوِلُوا كَشْفَ مَا غُطِّيَ عَنْكُمْ
    وَ لَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَ تَعْدِلُوا إِلَى‏ الشِّمَالِ
    وَ اجْعَلُوا وُصُولَكُمْ إِلَيْنَا بِالْمَوَدَّةِ وَ عَلَى السُّنَّةِ الْوَاضِحَةِ
    فَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ اللَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ  
    وَ لَكِنَّا عَنْ مُخَاطَبَتِكُمْ فِي شُغُلٍ فِيمَا امْتُحِنَّا بِهِ مِنْ مُنَازَعَةِ الظَّالِمِ الْعُتُلِّ الضَّالِّ
    الْمُتَتَابِعِ فِي غَيِّهِ
    الْمُضَادِّ لِرَبِّهِ
    الدَّاعِي مَا لَيْسَ لَهُ
    الْجَاحِدِ حَقَّ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ
    الظَّالِمِ الْغَاصِبِ
    وَ فِي ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص لِي أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
    وَ سَيَرُدُّ الْجَاهِلَ رَدَاءَةُ عَمَلِهِ
    وَ سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ
    عَافَانَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الْمَهَالِكِ وَ الْأَسْوَاءِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ كُلِّهَا بِرَحْمَتِهِ
    فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُ عَلَى مَا يَشَاءُ
    وَ كَانَ لَنَا وَ لَكُمْ وَلِيّاً وَ حَافِظاً
    وَ السَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الْأَوْصِيَاءِ وَ الْأَوْلِيَاءِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
    وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً…………..إنتهى
    فحديثهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين هو حديث واحد يشد بعضه بعضا ويشهد بعضه على صحة بعضه الآخر
    والقرآن شاهد على صحته، فهو أيضا حديثهم
    فالميركابا هي الزجاجة أو المرآة
    والاسم المكنون هو المصباح
    والمشكاة هي الروح
    والشجرة المباركة هي النور وهي الفجر وليالي عشر والشفع والوتر
    وكلهم نور واحد
    المعنى باطن في معانيه
    والمعنى ظاهر في معانيه
    والمعنى هو صبح الأزل العلي
    والمعاني هم هياكل التوحيد
    والنور الذي اشرق من صبح الأزل العلي هو النور المحمدي الإثني عشري
    والنور الفاطمي هو النور الذي هو منه صدر وبه احاط ولأنواره كان الرحم
    هذا وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    .
    ..
    ….
    …..
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.