- This topic has 1 reply, 1 voice, and was last updated 5 months ago by .
-
Topic
-
المعنى ومعانيهبسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعينمحمد وآل بيته الطيبين الطاهريناللهم صلي على محمد وآل محمدربي اشرح لي صدريوضع عني وزريالذي انقض ظهريوارفع لي ذكريواجعلي لي من بعد العسر يسراواجعل لي من بعد العسر يسراالسلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين الكرام ورحمة الله وبركاتهالمَـــعْـــنَـــى ومَـــعَـــانِيهاليوم سنكمل إن شاء الله حديثنا السابق عن المعرفة وأركانها التسعة من حديث الامام الصادق عليه السلام مع جابر الجعفي رضوان الله عليه والذي قال فيه:(((قَالَ جَابِرٌقُلْتُ يَا سَيِّدِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِكُمْوَ أَلْهَمَنِي فَضْلَكُمْوَوَفَّقَنِي لِشِيعَتِكُمْوَ مُوَالاةِ مَوَالِيكُمْوَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكُمْفَقَالَ يَا جَابِرُ: أَ تَدْرِي مَا الْمَعْرِفَةُقُلْتُ: لَا أَدْرِيقَالَ:إِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ، أَوَّلًا،ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِي، ثَانِياً،ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَبْوَابِ ثَالِثاً،ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَيْـــتَـــامِ رَابِعاً،ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّقَبَاءِ خَامِساً،ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّجَبَاءِ سَادِساً،ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْتَصِّينَ سَابِعاً،ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْلَصِينَ ثَامِناً،ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُمْتَحَنِينَ تَاسِعاً،وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداًوَ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ ،،،،، الْآيَةَ.يَا جَابِرُمَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِمَـــعْـــرِفَـــةِ مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ،قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَفَّقَنِي عَلَى إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ(((قال: أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ)))فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِالَّذِي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُوَ هُوَ غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُكَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّوَ أَمَّا الْمَعَانِي فَـــنَـــحْـــنُ مَـــعَـــانِـــيـــهِوَ ظَـــاهِـــرُهُ فِـــيـــنَـــااخْـــتَـــارَنَـــا مِـــنْ نُـــورِ ذَاتِـــهِوَ فَـــوَّضَ إِلَـــيْـــنَـــا أَمْـــرَ عِـــبَـــادِهِفَنَحْنُ نَفْعَلُ بِإِذْنِهِ مَا نَشَاءُوَ نَحْنُ لَا نَشَاءُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُوَ إِذَا أَرَدْنَا أَرَادَ اللَّهُ…………….. إنتهى النقلفي حديثنا السابق أختصرنا الكلام عن المعنى ومعانيه بشكل كبير جدا على أمل أن نفرد له حديث خاص بهواليوم سنتكلم عن المعنى والمعاني بما سييسره المعنى ومعانيه لنا إن شاء اللهوبتعبير آخر فإننا سنتكلم اليوم عن التوحيد تبعا لما قال الامام الصادق في هذه الرواية حين قال:يَا جَابِرُمَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِمَـــعْـــرِفَـــةِ مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ،و (((قال: أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ)))فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِفإنّه قد انتهى بناالى أن معرفة مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ هو امر ممكنرغم أن المعنىلا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُوَ أيضا رغم أنهغَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّفالمعرفة ممكنةوإلّا لم يكن ليعنونها صلوات الله وسلامه عليه بــ:((أنّ مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ هِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ))والسؤال هنا هو:كيف يمكن معرفة من هو غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ ولا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ؟والجواب هنا هو:إمّا أن تعرفه بنفسهأو أن تعرفه بمعانيهفمعانيه هم ظهوراتهوالباطن والظاهر هنا المقصود منهما هو:العلة والمعلول.ومعنى المعاني هناهو نفسه علة العلل .فكل ظاهر هو معلول لمجرد ظهورهولا بد أن تكون له علّة باطنة أظهرتهفيكون المعنى هو باطن ظهوراتهلا نريد أن ندخل هنا في معمعة العلل والمعلولاتبقدر ما نريد الإشارة إلى سبب البحث والكلام في هذا الأمرواختصارا لبيان السبب نقول ان من يتكلم عن هذا الأمر ويصفهيريد أن يفهم كيف تتم عملية الخلقأو كيف تتم عملية كن فيكون فيخرج المعلوم من حد المعلوم المكنون لحد العلم التفصيليوبمعنى أوضح يريد ان يفهمكيف تتم عملية تحويل العلم الإجمالي المكنون في العقل الكليلعلم ظاهر محسوس وتفصيلي بواسطة العقول الجزئيةويمكننا القول هنا أننا نتكلم كذلك عن العلم في:1- حالته الاجمالية المكنونة في العقل الكلي كعلم واحد إجمالي2- وعن العلم في حالته التفصيلية الظاهرةأو المبروئة بالعقول الجزئية كعلم تفصيليفأمر العلم الكلي بالنسبة للعقل الكلييشبهأمر العلم الجزئي بالنسبة للعقل الجزئيفأنت كإنسان تحتوي في عقلك جميع العلوم التي جمعتها في حياتك على مراحل،وأقول في عقلك وليس في دماغكفالعقل غير الدماغوعندما ستشاء أن تتكلم أو أن تتخيل أو أن تفعلفإنّك ستشاء أن تتكلم وتتخيل وتفعلفقط من بين تلك الحروف والكلمات والصور والحركات والمفاهيم العقليةالتي تعرفها وتخزنها في عقلكأما تلك التي لا تعرفهاأو التي تعرفها ولا تتذكرهافلن تستطيع ان تخرجها من حالة المكون الإجمالي الواحدلحالة الظهور التفصيلي.وبتعبير قرأني لن يمكنك أن تبرأها.فأنت ما لا تعلم به أو لا تتذكرهلا يمكنك أن تشائه من الأساس.فـكيف سيمكنك أن تبدّل نطقا و تصورا و فعلا حالالعلم الإجمالي الذي تريد أن تتجلى به لنفسك او لغيركمن حالة كونه علم واحد اجمالي مخزون او مكنون في عقلكفتجعله علم تفصيلي ظاهر لنفسك وغيرك؟إذا أردت أن تفهم من خلال كلمات أهل البيت عليهم السلام كيف بدء الخلق وكيف تتم عملية الخلق فيجب عليك أولا وقبل كل شيء ان تُخرج من المعادلة صورة عالم المادة الذي تم تعليمنا اياه في المدرسةوتدخل بفكرك وعقلك في العالم العقلي أو النوراني أو الكلماتيوالذي كان هو العنوان الأول والأخير الذي كانوا صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين يتحدثون عنه دائما بألفاظ وعناوين مختلفةوكلها لا علاقة لها لا بالمادة ولا بعالم المادة كما نفهمها ونفهمهفاصل العالم في كلامهم هو أنّهعقل كلي له رؤوس بعدد الخلائقوأصله هو أنّهكلمة تامة على أربعة أسماءثلاثة منها ظاهرة وواحد مكنون بهموأصله أنّالسماوات والأرض أزهرت من نور فاطمة وأبوها وبعلها وبنوهاواصلهنور ظلّي قسمه لأظلةوأصلهنُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاَزَلِ، فَتَلُوحُ عَلَی هَيَاكِلِ التَّوْحِيدِ آثَارُهُوأصله الحروفوأصله الروحووووواجمالا توجد العشرات من الروايات تتكلم عن بدء عملية الخلقوكلها تكلمت فقط عن معاني عقلية أو كلماتية أو نورانية أو أسمائيةومنها الرواية التالية والتي تكلم بها الإمام الرضا عليه السلام وبشكل تفصيلي عن المعنى ومعانيهوهنا سنقرء بعضها فقط و ستجدون بقيتها في المقال المكتوب:قَالَ الرِّضَا عإِنَّ اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْءَ مَعَهُفَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُلَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًاوَ لَا مُحْكَماً وَ لَا مُتَشَابِهاًوَ لَا مَذْكُوراً وَ لَا مَنْسِيّاًوَ لَا شَيْئاً يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَهُوَ لَا مِنْ وَقْتٍ كَانَ وَ لَا إِلَى وَقْتٍ يَكُونُوَ لَا بِشَيْءٍ قَامَ وَ لَا إِلَى شَيْءٍ يَقُومُوَ لَا إِلَى شَيْءٍ اسْتَنَدَ وَ لَا فِي شَيْءٍ اسْتَكَنَّوَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ الْخَلْقِإِذْ لَا شَيْءَ غَيْرُهُوَ مَا أُوقِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُلِّفَهِيَ صِفَاتٌ مُحْدَثَةٌوَ تَرْجَمَةٌ يَفْهَمُ بِهَا مَنْ فَهِمَ.وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَمَعْنَاهَا وَاحِدٌوَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ(((والمعنى هنا هو نفسه اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْءَ مَعَهُ فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا)))(((لا بد لنا هنا من أن نربط ما بين هذا المقطع من هذه الرواية عن الامام الرضا والمقطع التالي من رواية الإسم المخلوق والكلمة التامة والإسم المكنون للامام الصادق عليهما السلاموهو هذا المقطع:فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَآءٍ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إلَيْهَا، وَ حَجَبَ مِنْهَا وَاحِدًا، وَ هُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ بِهَذِهِ الاسْمَآءُ الَّتِي ظَهَرَتْ، فَالظَّاهِرُ مِنْهَا هُوَ الله وتبارك وسبحانفالْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ في رواية الإمام الرضاهي نفسها الأسماء الثلاثة في رواية الإمام الصادقلكن هذه الأسماء الثلاثة أسماء من؟بتعبير الامام الرضا هي أسماء ثلاثة ((معناها الواحد))وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَالْإِرَادَةَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌوبتعبير رواية الاسم المكنون للإمام الصادق فإن هذه الأسماء الثلاثة هي أسماء الإسم المكنون بها ثلاثتها)))نعود مرة أخرة لرواية الامام الرضىوَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَمَعْنَاهَا وَاحِدٌوَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌوَ كَانَ أَوَّلُ إِبْدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيَّتِهِالْحُرُوفَ الَّتِي جَعَلَهَا أَصْلًا لِكُلِّ شَيْءٍوَ دَلِيلًا عَلَى كُلِ مُدْرَكٍوَ فَاصِلًا لِكُلِّ مُشْكِلٍوَ تِلْكَ الْحُرُوفُ تَفْرِيقُ كُلِّ شَيْءٍمِنِ اسْمِ حَقٍّ وَ بَاطِلٍأَوْ فِعْلٍ أَوْ مَفْعُولٍأَوْ مَعْنًى أَوْ غَيْرِ مَعْنًىوَ عَلَيْهَا اجْتَمَعَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَاوَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْحُرُوفِ فِي إِبْدَاعِهِ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا يَتَنَاهَىوَ لَا وُجُودَ لَهَالِأَنَّهَا مُبْدَعَةٌ بِالْإِبْدَاعِوَ النُّورُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِأَوَّلُ فِعْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَنُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (((إنتبهوا هنا أنه يوجد نورين الأول هو النور الفاعل والثاني هو أوّل فعلهفهو نور وفعله أو مفعوله نورففعله نور من نورهوَ الْحُرُوفُهِيَ الْمَفْعُولُبِذَلِكَ الْفِعْلِوَ هِيَ الْحُرُوفُ الَّتِي عَلَيْهَا الْكَلَامُ وَ الْعِبَارَاتُكُلُّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّعَلَّمَهَا خَلْقَهُوَ هِيَ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرْفاًفَمِنْهَا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ حَرْفاًتَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ الْعَرَبِيَّةِوَ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَاثْنَانِ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ السُّرْيَانِيَّةِ وَ الْعِبْرَانِيَّةِوَ مِنْهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍمُتَحَرِّفَةٍ فِي سَائِرِ اللُّغَاتِ مِنَ الْعَجَمِ لِأَقَالِيمِ اللُّغَاتِ كُلِّهَاوَ هِيَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ تَحَرَّفَتْ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ الْحَرْفَ مِنَ اللُّغَاتِفَصَارَتِ الْحُرُوفُ ثَلَاثَةً وَ ثَلَاثِينَ حَرْفاًفَأَمَّا الْخَمْسَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فَبِحُجَجٍلَا يَجُوزُ ذِكْرُهَا أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُثُمَّ جَعَلَ الْحُرُوفَ بَعْدَ إِحْصَائِهَا وَ إِحْكَامِ عِدَّتِهَا فِعْلًا مِنْهُكَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- كُنْ فَيَكُونُوَ كُنْ مِنْهُ صُنْعٌوَ مَا يَكُونُ بِهِ الْمَصْنُوعُفَالْخَلْقُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِبْدَاعُلَا وَزْنَ لَهُوَ لَا حَرَكَةَوَ لَا سَمْعَوَ لَا لَوْنَوَ لَا حِسَّوَ الْخَلْقُ الثَّانِيالْحُرُوفُلَا وَزْنَ لَهَاوَ لَا لَوْنَوَ هِيَ مَسْمُوعَةٌمَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَاوَ الْخَلْقُ الثَّالِثُمَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِوَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَابِقٌ لِلْإِبْدَاعِلِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْءٌوَ لَا كَانَ مَعَهُ شَيْءٌوَ الْإِبْدَاعُ سَابِقٌ لِلْحُرُوفِوَ الْحُرُوفُ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَاقَالَ الْمَأْمُونُ وَ كَيْفَ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا؟قَالَ الرِّضَا ع: لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يَجْمَعُ مِنْهَا شَيْئاً لِغَيْرِ مَعْنًى أَبَداًفَإِذَا أَلَّفَ مِنْهَا أَحْرُفاً أَرْبَعَةً أَوْ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّلَمْ يُؤَلِّفْهَا لِغَيْرِ مَعْنًىوَ لَمْ يَكُ إِلَّا لِمَعْنًى مُحْدَثٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئاًقَالَ عِمْرَانُ:فَكَيْفَ لَنَا بِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ؟قَالَ الرِّضَا ع:أَمَّا الْمَعْرِفَةُ فَوَجْهُ ذَلِكَ وَ بَابُهُ أَنَّكَ تَذْكُرُ الْحُرُوفَإِذَا لَمْ تُرِدْ بِهَا غَيْرَ أَنْفُسِهَا ذَكَرْتَهَا فَرْداً فَقُلْتَ أ ب ت ث ج ح خ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِرِهَا فَلَمْ تَجِدْ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَافَإِذَا أَلَّفْتَهَا وَ جَمَعْتَ مِنْهَا أَحْرُفاً وَ جَعَلْتَهَا اسْماًوَ صِفَةًلِمَعْنَى مَا طَلَبْتَوَ وَجْهِ مَا عَنَيْتَكَانَتْ دَلِيلَةً عَلَى مَعَانِيهَادَاعِيَةً إِلَى الْمَوْصُوفِ بِهَاأَ فَهِمْتَ؟…………..إنتهىهذا الحديث من الأمام الرضا عليه السلام كما في بثية حديثهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يريد أن يقول لنا اذا أردتم أن تفهموا حقيقتكم وحقيقة عالمكم فيجب عليكم أن تهجروا بفكركم وتفكركم العالم المادي الذي تعيشونه بجوارحكموتدخلوا أيضا بفكركم وتفكركم في العالم العقليلأن أساس هذا العالم كلهوخلقه الاول الذي خلقه وخلق منه بعد ذلك كل شيءهو الحروف التي لَا وَزْنَ لَها وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّوالتي منها خلق الْخَلْقُ الثَّانِي وهوالْحُرُوفُ التي لَا وَزْنَ لَهَا وَ لَا لَوْنَ وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَاومن هذا الخلق الثاني خلق الْخَلْقُ الثَّالِثُوهو مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِفهذا العالم الذي نعيش به الآن أو حتى الذي سنعيش به ونعايش أحداثه في أي مرحلة لاحقة من مراحل وجودنا هو عالم عقلي كلماتي حرفيفكيف يقوم العقل الكلياو كيف يقوم نور السماوات والأرضأو كيف يقوم الإسم المكنونبتحويل نوره الأولاو فعله الأولوالذي هو نفسهالحروف التي لَا وَزْنَ لَها وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّويصل بها لأن يكوّن منها أخيرا كل مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِلنتصور ذلك سنتصور أن العلم الاجمالي او العقل الكلي هو عبارة نقطة سوداء كبيرة جدا جدا جدا تحوي علم كل ما كان ويكون وسيكون في هذا الوجود بكل تفاصيلهولكي نميز في حديثنا هذه النقطة السوداء الكبيرة جدا جدا جدا والتي بها علم كل ما كان ويكون وسيكونفإننا سنطلق عليها إسم الثقب الأسودفالثقب الأسود في كلامنا هو نفسه العقل الكلي الذي يحوي العِـلْمَ كلهوله رؤوس بعدد الخلائق ،،فالعقول الجزئية هي أيضا جزء من علمه وليست شيء آخر غيره
Viewing 1 replies (of 1 total)
Viewing 1 replies (of 1 total)
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.