*21* كيف يتحقق لكل إنسان الوعي الإنساني المنفرد والمنفصل بنفسه

  • Creator
    Topic
  • #1312
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف يتحقق لكل إنسان الوعي الإنساني المنفرد والمنفصل بنفسه بحيث يستطيع أن يقول أناااااا؟

    ولماذا؟

    من رواية الأمام عليّ عليه السلام التالية ومن خلال القرآن الكريم خرجت ببعض التصورات التالية التي سأذكرها بعد ذكر الرواية

    روي (ان أعرابيا سأل امير المؤمنين عليه السلام عن النفس فقال له عن اي نفس تسأل فقال: يا مولاي هل النفس أنفس عديدة؟

    فقال عليه السلام: نعم نفس نامية نباتية، ونفس حسية حيوانية، ونفس ناطقة قدسية، ونفس إلهية ملكوتية كلية.

    قال: يا مولاي ما النامية النباتية؟

    قال: قوة أصلها الطبايع الاربع بدو إيجادها مسقط النطفة، مقرها الكبد، مادتها من لطايف الأغذية، فعلها النمو والزيادة، وسبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة.

    فقال: يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية؟

    قال: قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها.

    فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟

    قال: قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.

    فقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟

    فقال: قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات أصلها العقل منه بدت وعنه دعت وإليه دلت وأشارت وعودتها إليه إذا كملت وشابهته، ومنها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال فهو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى، من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى .

    فقال السائل: يا مولاي وما العقل؟

    قال: العقل جوهر دراك محيط بالاشياء من جميع جهاتها، عارف بالشيء قبل كونه، فهو علة الموجودات ونهاية المطالب).انتهى

    وقال الإمام الصادق عليه السلام :

    إن الروح لا تُمازج البدن ولا تُداخله ، وإنما هي كِلَلٌ للبدن ، محيطةٌ به.
    (مختصر البصائر/67).

    فحسب ما جاء عن الإمام عليّ والإمام الصادق عليهما السلام فتلك الأحزاء هي أربعة أجزاء

    جزء علويّ يعيش في السماء مع الملائكة وهو الروح،

    وثلاثة أجزاء تعيش على الأرض

    وهي البدن

    والنفس الحسّيّة الحيوانيّة

    والنفس الناطقة القدسية ،،

    الأجزاء الثلاثة على الأرض إثنان منهما كالكِلل يحيطان بالبدن كما تحيط المشيمة بالجنين ،

    فهذه ثلاثة أجزاء ،،

    وهذه الاجزاء الثلاثة يوجد بينها وبين الجزء الرابع العِلوي

    أي بينها وبين الروح في السماء

    يوجد هناك

    رابط شعاعي طاقوي

    هو مثل الحبل السري الذي يربط الجنين بالمشيمة التي تحيط به في بطن أمه ،،

    فكما تُغذي الام جنينها وترعاه في احشائها من خلال الحبل السري

    فإن الروح تُغذي وترعى تلك الأجزاء الثلاثة من خلال ذلك الرابط الشعاعي الطاقوي ،،

    الأجزاء الثلاثة السفلية تعيش في عالم الخلق ،،

    أو عالم الماتركس الأرضي،

    أو عالم الحياة الدنيا ،،

    وأصلها وسببها وطاقتها هو ينزل من عالم  الأمر ،،

    أو من عالم الملائكة والروح

    الآتي تقومان بعملية تغذية عالم الماتركس الأرضي بعملية اسمها التنزّل او التجلي ،،

    تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ،،،

    ونحن جزء بسيط من ذلك التّنزّل الذي تقوم به الملائكة والروح على سطح الأرض بِإِذْنِ رَبِّهِم ،،

    إجمالا هي تتنزل من عالم الأمر باذن ربهم بكل الأحداث التي تجري في عالم الخلق ، أي على سطح الأرض ،،

    وكلا العالمين هما يمثلان طرفي عالم الماتركس الرباني لكوكب الأرض

    عالم الخلق

    و

    عالم الأمر

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.